الحديث السابع والعشرون

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
(الحديث السابع والعشرون )
البر والإثم
عن النواس بن سـمعـان -رضي الله تعالى عـنه- عـن النبي -صلى الله عـليه وسلم- قـال : ( الـبـر حـسـن الـخلق، والإثـم ما حـاك في نـفـسـك وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس ). [رواه مسلم]. )



الحديث رواه الإمام مسلم رحمه الله فالحديث صحيح .
قال :البر حسن الخلق البر بكسر الباء ، البر هو اسم جامع لكل خير لكل عمل خير نقول بر ولذلك جاء في الحديث الآخر (والحج المبرور) فما دام أنه وفق ما شرع الله سبحانه وتعالي ، ووفق ما حج النبي صلى الله عليه وسلم فهو مبرور فالبر اسم جامع لكل خير .
(حسن الخلق) هنا فًسَّر النبي صلى الله عليه وسلم البر بحسن الخلق .
(والإثم ما حاك في نفسك ) الإثم هو الذنب ، فما حاك في نفسك يعني تردد في نفسك ، وكرهت َ أن يطلع عليه الناس ، أنك تخشى النقد فيه والعيب فأنت متردد في ذلك .
في رواية أخرى عن وابصة رضي الله عنه (أنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم جئت تسأل عن البر والإثم . فقال النبي e ذلك ثم قال واستفتي قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك )
هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يفتح مفهوماً واسعاً وكبيراً وهو مفهوم البر ومفهوم الإثم مقابل البر .
البر حسن الخلق فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول حسن الخلق من أعظم مجالات البر وإلا فالبر بابه واسع وأحياناً تكون الإجابة بالتمثيل ، وإلا جاء في الأحاديث : (بر الوالدين ) فسمي طاعة الوالدين والقيام بحقوقهم برا ، وفي الحديث الآخر (الحج المببرور) فسمي الحج المقبول الذي كان على وفق ما شرع الله سبحانه وتعالي مبرورا فهو من باب البر .
وهنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم (البر حسن الخلق) وجاء البر بالتعريف ثم قال أنه حسن الخلق من باب أهمية حسن الخلق لأن حسن الخلق أمره عظيم وبابه واسع يدخل معه كثير من أعمال الخير .
فحسن الأخلاق حينئذٍ يحبه الناس حسن الأخلاق لا يحسد الناس لا يحقد على الناس حسن الأخلاق يقوم بحاجات الناس ، حسن الأخلاق كلامه طيب ألفاظه حسنة حسن الأخلاق يتعامل الناس بالمعاملات الطيبة .
البر: اسم جامع لكل معروف ويدخل فيه جميع العبادات التي شرعها الله سبحانه وتعالي مثل : الصلوات الفريضة والنافلة ، الصيام ، الحج ، الزكاة بأنواع الإنفاق الخيري ، الطاعات للوالدين ، للأرحام إلي غير ذلك ، القيام بالواجبات كل ذلك من باب البر.

والإثم هو الذنب الشرك ذنب أو غير ذنب ؟ ذنب ، معصية الله ذنب شرب الخمر ، الزنا ، السرقة ، القذف ، السباب ، الشتائم ، الغيبة ، النميمة ، التعامل مع الناس المعاملة المشينة ، كل هذا إثم.
لكن هناك أشياء يتردد فيها الإنسان ، لا يدري إما سواء معاملات مالية ، أحيانا معاملة غير مالية إنما هي قيام بعمل من الأعمال ، لا يدري الإنسان ، ولم يتبين له الحكم الشرعي ، أما إذا تبين فالأمر قاطع ، ليست المسألة في أهواء الناس ورغباتهم ، لكن هنا لم يتبين الحكم الشرعي .
مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات) ثم مثل (كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ).
كذلك الإثم هو في المساحة المترددة ، هي تجر للوقوع في الأمر المحرم في حال عدم تبين الحكم الشرعي .
أما إذا تبين الحكم الشرعي حتى ولو خالف مزاج الإنسان وهواه ورغباته الحكم حلال حلال الحكم حرام حرام .
فإذاً بعد ما يتبين أيضا هذا لا يعفي الإنسان عن السؤال فعليه أن يسأل .
الإسلام كما بين لنا الله سبحانه وتعالي في القرآن أن علينا رقيب ومشاهد ، أن علينا حفظة يكتبون كل كبيرة وكل صغيرة ، لكن مع ذلك هنا يبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنك أنت تحكم على نفسك ، أنت راقب نفسك ، يعني كون الناس علموا أو ما علموا هذا شيء أخر ، إنما أنت في عملك راقب نفسك ، أنت أديت عملك صحيح مع الله سبحانه وتعالي ، حينئذٍ الحمد لله ، أديت عملك مع الآخرين صحيح أنت الذي راقب نفسك لا تنظر إلي مسؤلك في العمل ليقول لك والله أنت غبت اليوم ولا ما غبت أمس وإلا حضرت اليوم وإلا وقعت في دفتر التوقيع أو ما وقعت ، الرقيب البشري يغفل كثيراً لكن النبي صلى يقول (الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) .
إذاً ابعث من نفسك رقيبا عليك يراقب أعمالك هنا ستكون بإذن الله إنسان منتج عامل لا تبالي بالنظر الدنيوي للآخرين وإنما تنظر إلي الله سبحانه وتعالي فعملك عمل منتج وقائم ومأجور عليه أيضا .
مما يلحق بهذه النقطة قد يكون أنا متردد ثم ترددت بعد ذلك سألتما دمت متردداً ولو أفتاك الناس وأفتوك ما دام أفتاك الناس يعني عامة الناس لكن إذا أفتاك العالم انتهى الكلام . كلام العالم لغير العالم هو قطع فإن كان مصيباً هذا العالم فله أجران وإن كان مخطئاً وقد أعمل اجتهاده فله أجر .
إذاً هنا هذا الحديث يقوى شخصية الإنسان لأن يكون منتجاً ومراقباً نفسه في الحال في نفس الحال وهذا هو المؤمن الصادق .


يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى