الحديث الخامس والعشرون والسادس والعشرون

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
(الحديث الخامس والعشرون فضـــل الذكــر)
عن أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- أيضا: أن ناسًا من أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قالوا للنبي -صلي الله عليه وسلم- : يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم. قـال : ( أو لـيـس قـد جعـل الله لكم ما تصدقون ؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحـدكم صـدقـة).. قالوا : يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال : ( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ). [رواه مسلم]. )


الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وما رواه مسلم في صحيحه صحيح .
قال المصنف رحمه الله :
(عن أبي ذر رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
قال شراح الحديث : المقصود بالناس هنا هم فقراء المهاجرين .
(جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور)
قالوا (يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم) يعني بما زاد من أموالهم يتصدقون بها ونحن لا نتصدق ليس عندنا أموال نتصدق بها .
قال النبي صل الله عليه وسلم وهو يفتح آفاق أخرى : (أوليس الله قد جعل لكم ما تتصدقون )أو ما تصدقون به .
(إن لكم بكل تسبيحة) سبحان الله صدقة .
(وبكل تكبيرة صدقة) الله أكبر .
(وكل تحميدة صدقة) الحمد لله .
(وكل تهليلة صدقة) لا إله إلا الله .
(وأمر بالمعروف صدقة) أي أمر بالمعروف صدقة ، والمعروف ما كان من أمور الخير وأعلاها لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
(ونهي عن منكر صدقة) والمنكر : أي منكر سواء كان صغيرا أو كبيرا وأعلى المنكرات أو أدنى المنكرات وأشده الشرك بالله عز وجل .
(وفي بضع أحدكم صدقة) المقصود بالبضع هو الفرج ، والمقصود أن الرجل أو الزوج إذا جامع زوجته ففي ذلك صدقة.
استغرب الصحابة رضي الله عنهم هذا أمر من المباحات وشهوة للنفس ومطلب .
(قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر) قال العملية بالمقابل .
(أرأيتم لو وضعها في حرام أليس عليه وزر ، قالوا : بلي .) الوزر هو الإثم .
(أليس إذا كان عليه وزر قالوا نعم قال فكذلك إذا وضعها في الحلال فله أجر ).
الحديث عظيم أعطانا قاعدتين مهمتين
القاعدة الأولى : قاعدة المنافسة .
الناس في أحوالهم بينهم مجالات للتنافس كثيرة :
فريق من الناس يتنافسون في الألعاب الرياضية .
فريق من الناس يتنافسون في الاجتهاد في الدراسة .
فريق من الناس يتنافسون في تجارة معينة .
ويجتهد أهل التجارات في الدعايات ، والإعلانات ، وجميع مجالات المنافسة ، أو للرقي بهذه التجارة .
وهذه المنافسات منها المباح وهي الأصل فيها فالأصل في المنافسات الإباحة لأنها مجال للرقي في مجال من المجالات التي تنفع الناس .
إلا إذا دخل على هذه المنافسة ما يكدر صفوها كأن تكون المنافسة في أمر محرم .
لكن النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا أعلى مجال من مجالات المنافسة
.ولذلك هذا الحديث تطبيق عملي في هذه المنافسة ، وتطبيق عملي جماعي لأن فقراء المهاجرين جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا والله نحن في هذه الدنيا في منافسة مع الآخرين لكن ليس عندنا مجال المنافسة في الصدقة هذا مجال من مجالات المنافسة وهي الصدقة الصلاة الصيام نستطيع ننافس .

النبي صلى الله عليه وسلم وسع المفهوم وهذه القاعدة الثانية في مجالات المنافسة:
فقال : مجالات المنافسة كثيرة ،إذا كان الله سبحانه وتعالي أعطى الأغنياء ثم وفقهم لأن ينافسوا في هذا المجال وهو مجال الصدقة ، فهناك مجالات كثيرة .
هنا مجال الذكر النبي صلى الله عليه وسلم نبه إليه وهذا الذكر له أبواب متعددة قال بكل تسبيحة ، بكل تحميدة بكل تكبيرة .
فإذا كان الغني يتصدق بماله فأنت تتصدق بمجال آخر وهو مجال الذكر فإذاً نافس في هذا المجال العظيم .
مجال آخر من المجالات : (و أمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة )إذاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجال من مجالات المنافسة .
مجال آخر : من المباحات الأمر بالمعروف نفع للآخرين النهي عن المنكر نفع للآخرين برد الشر عنهم .
مجال المباحات : مَثَّل النبي صلى الله عليه وسلم : في جماع الرجل زوجته ، وهو أمر مباح ، بل يلبي شهوة لدى الإنسان ومع ذلك جعله النبي صلى الله عليه وسلم صدقة لأنه عف نفسه به عن الحرام فترك مجال الحرام إلي مجال الحلال .
إذاً النبي صلى الله عليه وسلم يعطينا قاعدة في أن أبواب الخير كثيرة ومجال للتنافس.
يجب على المسلم أن يوعى لهدف بعيد ويسابق لأجل الوصول إلي هذا الهدف هذا الهدف البعيد بين الله سبحانه وتعالي في بعض الآيات عندما شرع لنا مبدأ المنافسة ، مثل:
قوله سبحانه وتعالي ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾[البقرة: من الآية148]
﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾[الحديد: من الآية21]
﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾[المطففين: من الآية26]
﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران:133)
إذاً الهدف من خلال مجموع هذه الآيات هي الوصول إلي مغفرة الله وجنة عرضها السماوات والأرض .
هذه المنافسة التي طبقها الصحابة رضوان الله عليهم طبقوها هنا جماعي، أيضاً كانوا على المستوى الفردي كانوا يتسابقون ويتنافسون ولذلك الذي سبق من الصحابة رضوان الله عليهم أبو بكر فنال المرتبة الأولى فكان أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين .
وأبو بكر رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر : أنا . قال : من أطعم اليوم منكم مسكينا . قال أبو بكر : أنا . قال : من تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر : أنا .)
إذاً أبو بكر المبدأ راسخ في ذهنه ينافس .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة).
عمر رضي الله عنه كان يحث بمنافسة أبي بكر رضي الله عنه منافسة الشريفة القوية ، لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لغزوة تبوك قال عمر :"اليوم أنا أسابق أبا بكر " ما يمكن يسبقني اليوم أنا آتي بنصف مالي "وأتي بنصف ماله إلي النبي صلى الله عليه وسلم " وهو يحدث نفسه ما يسبقني اليوم أبو بكر فجاء بنصف ماله إلي النبي صلى الله عليه وسلم ووجد أبا بكر قد جاء بماله كله.
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : (فما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله ) قال عمر رضي الله عنه :"لا أسابق أبا بكر بعد اليوم" .
هؤلاء كبار الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتنافسون فإذاً على المستوى الفردي كانوا يتنافسون .
ابن عباس دعا له النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ).
فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس لصديقه هيا نطلب العلم قال يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفيهم الكبار يعني كبار الصحابة قال ابن عباس تركته وصار يطلب العلم وذاك أخذ مجال من المجالات الشبابية التي يقضي فيها وقته ، فلما مات كبار الصحابة وصار بن عباس يلاحق الموجودين حتى حمل العلم فلما تقدم السن كان ابن عباس اشتهر يجلس بعد الفجر لطلاب القرآن ثم لطلاب الفقه ثم لطلاب الحديث ثم لطلاب النحو والإعراب والشعر إلي آذان الظهر ، فكان صديقه ينظر إليه قال كان ذلك الفتى أعقل مني .
يقول ابن عباس : كنت أذهب في القائلة إلي باب من عنده المسألة وأجلس حتى يخرج من بيته والشمس فوق رأسه . يعني في القائلة في القيلولة لمجرد أن آخذ حديث وأسمع مسألة ، أو نحو ذلك .
إذاً هذا مجال من مجالات المنافسة طبقه بن عباس وهو مجال العلم ، طلب العلم ، ولذلك الأمة كلها الآن عالة على ابن عباس في التفسير ، ما في آية إلا ماذا قال ابن عباس رضي الله عنه وهكذا .
على مستوي النساء كان أيضا هناك منافسة :
عائشة رضي الله عنها كانت تستغل عائشة مات النبي صلى الله عليه وسلم عمرها ثمانية عشر سنة ومع ذلك يرجع إليها كبار الصحابة فكانت أفقه النساء في العلم في الفقه في أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر في الأدب وهي لازالت شابة .
من خلال هذا الحديث تبين لنا : أن مبدأ المنافسة مبدأ مباح .
الأمر الثاني : أنه لا يكون حراماً إلا إذا دخل عليه عنصر حرام ، مبدأ المنافسة مبدأ تشريعي شرعه الله سبحانه وتعالي ، شرعه النبي صلى الله عليه وسلم . طبقه كبار الصحابة على المستوى الفردي ، طبقوه على المستوى الجماعي .
النقطة الرابعة : ميادين المنافسة ميادين كثيرة .
بين لنا هذا الحديث بعض الميادين : ميدان الصدقة بالنسبة للأغنياء ، ميدان الذكر ، ميدان الأمر بالمعروف ، النهي عن المنكر ، ميدان الأعمال المباحة إذا صرفت في الأعمال الحلال .
باقي الاقتداء أن الإنسان ينتبه لنفسه الحياة قصيرة ليست طويلة ولذلك ينافس الإنسان فإذا نافس ومسك الطريق فنية المؤمن خير من عمله وإذا تمنى الإنسان شيء وبدأ تطبيقه حينئذ بإذن الله إما أن يصل وهو في الدنيا وإما أن يبلغه الله سبحانه وتعالي بناء على نيته إذا كانت نيته صادقة .
القاعدة الثانية : الكثير من الإشكالات التي ترد في واقع الناس ينبني الإشكال على مفهوم المصطلح .
النبي صلى الله عليه وسلم هنا وسع لنا مفهوم الصدقة فليست الصدقة قاصرة على الصدقة بالمال وإنما الصدقة بالمال مجال من مجالات الصدقة لكن مفهوم الصدقة مفهوم واسع الذكر صدقة منك على نفسك ، الأمر بالمعروف صدقة على الآخرين ، إما أن تدلهم على خير ، إما أن تبين لهم وجه من الوجوه الخيرة ، تبين لهم طاعة من الطاعات فهذا أمر بالمعروف ،،، والمعروف أيضا مصطلح مفهومه واسع.
كذلك مجال النهي عن المنكر تحذرهم من الشر أياً كان هذا الشر لو كان في عينك أو في أعين الناس أنه صغير إلا أنه من باب أيضا يدخل في باب الصدقة .
كذلك باب المباحات إذا صرفت لطاعة الله عز وجل توسع المفهوم فأصبحت صدقة منك على نفسك ولذلك جاء في الحديث ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فيِّ امرأتك ) يعني في فم امرأتك .
يعني أنك تشتغل تكسب مال تأتي بالطعام لأهلك ولأولادك هذا الطعام واجب عليك أصبح صدقة .
حتى الأعمال المباحة والأعمال الواجبة عليك ليست مجرد مباحة هي واجب أن تقوم بها هي أيضا تؤجر عليها .
لذلك الصحابة رضوان الله عليهم استغربوا فقالوا (أيضع أحدنا شهوته وله فيها أجر قال نعم ) لأن المسألة بالمقابل (أرأيتم إذا وضعها في حرام أليس عليه وزر قالوا بلي قال فكذلك إذا وضعها في حلال فله أجر) فهنا الإنسان لما يفرغ شهوته في الحرام أصبح حرام بل أصبح من أكبر الكبائر
مفهوم واسع ، وليس مفهوماً قاصراً فما بقي على الإنسان إلا أن يحدد الأبواب التي يستطيع أن يمارس فيها هذا المفهوم .
هناك فوائد أخرى من هذا الحديث متعلقة بالمنافسة أو متعلقة بالصدقة أو بالأمور الأخرى من ذلك :
فضل الذكر : الذكرفضله عظيم لا إله إلا الله ترجح بالميزان ، والحمد لله تملأن أو تملئ ما بين السماء والأرض ، ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة .
من الفوائد أيضا :
أن الأعمال المباحة تنقلب بالنية إلي أن تكون أجر وثواب .

(الحديث السادس والعشرون )
كثرة طرق الخير
عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- : ( كل سُلامَى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة، وتميط الأذي عن الطريق صدقة).[رواه البخاري ومسلم].)​


الحديث أخرجه الإمام البخاري ، والإمام مسلم في صحيحيهما فالحديث متفق عليه .
قال المصنف رحمه الله :
(كل سلامة من الناس صدقة ) السلامة هي عظام المفاصل ، مفاصل الأصابع ، مفاصل اليدين ، مفاصل الرجلين ..
(كل سلامة من الناس عليه صدقة) يعني كل واحد من المفاصل هذه يحتاج منك إلي صدقة لتنقذ هذا المفصل من النار ، لتنقذه من النار ، المفاصل هذه : قالوا أنها ثلاث مائة وستين مفصل في جسم الإنسان ، نحتاج في اليوم إلي أن نتصدق على أنفسنا لننقذهامن النار إلي ثلاث مائة وستين صدقة .
كيف أتصدق كل يوم ثلاثمائة وستين صدقة
(كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ) تصلح بينهم وتعدل بينهم صدقة .
(تعين الرجل في دابته فتحمله عليه) تساعده فتحمل على الدابة أو ترفع له متاعه على هذه الدابة صدقة .
(الكلمة الطيبة صدقة) من عمل لك معروف صدقة فالكلمة الطيبة صدقة .
(وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة) البيت يبعد عن المسجد مائة خطوة إذاً هذه مائة صدقة تعود مائة صدقة أخرى .
(وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) شيء مؤذي تبعده عن الطريق صدقة بمعني تزيله عن المارة .
هذا الحديث العظيم متمم للحديث الذي قبله في توسيع مفهوم الصدقة :
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإنسان محتوي بقدرة الله سبحانه وتعالي في جسمه على مفاصل متعددة بلغت ثلاث مائة وستين مفصل فلأجل أن تنقذ هذا الجسم من النار وهذه المفاصل يجب أن تتصدق على نفسك بثلاث مائة وستين صدقة .
الصدقة هنا بالمفهوم الواسع ، النبي e في الحديث السابق بين بعض مجالات الصدقة .
هنا في هذا الحديث بين بعض مجالات الصدقة في الغالب أن المجالات فيها رابط ، وهذه قاعدة مهمة الرابط هو ما فيه نفع للآخرين .
تعدل بين اثنين انتفع الاثنان ، وتعين الرجل في دابته تعينه إذاً انتفع تحمله عليها انتفع ، ترفع له متاعه انتفع ، الكلمة الطيبة له انتفع الأخر ، بكل خطوة تخطوها تمشيها إلي الصلاة مقتضاها نفع هي للإنسان عمل ذاتي لكن مقتضاها نفع ، تميط الأذى عن الطريق انتفع المارة إذاً الرابط بين هذه الأعمال أعطانا أن العمل الذي يتعدى نفعه للآخرين كله داخل في مجال الصدقة على النفس .
فالكلمة الطيبة صدقة: هذه دخل فيها يعني صغائر الأمور التي فيها طيبات وكبائر الطيبات ، فإذاً هذا مفهوم واسع وكبير جدا دخل معني مثل ما قلنا تحفيظ القرآن ، تعليم العلم ، إرشاد الضال ، الأمر بالمعروف ، الدعوة إلي الله ، توجيه الناس ، الصلح بين الناس بالكلام ، كل هذا داخل في الكلمة الطيبة ،والأعمال التي يتعدى نفعها للآخرين هي داخلة في مفهوم الصدقة بالإضافة إلي أن هذه الأعمال لها فضائل أخرى يكفي من هذه الفضائل أن الحسنة فيها مستمرة .
أيضاً مما يفيده : أن ديننا الإسلامي دينُ واسع وشامل ، لم يحصر الأجر والثواب في مجال من المجالات فقط مثل الصلاة والصيام والزكاة ، إنما كل حركة من حركات الإنسان يستطيع أن يُفَعِلها وأن يسخرها إلي أن تكون له أجر صلة الأرحام طلب العلم أنت مأجور ،أداءعملك ووظيفتك في الحياة لتستغني بها عن المسألة ولتنمي نفسك وأسرتك وتمشي في حركة الحياة أنت مأجور ، وأنت تتعامل مع المعاملات المباحة التي أباحها الله سبحانه وتعالي فأنت إذاً هنا مأجور .

هذه الأعمال هي شكر لله سبحانه وتعالي وكما يكون الشكر باللسان يكون الشكر بالأعمال لأن هذا المفصل يطالبك يوميا بعمل ، فأنت لما تقوم بهذا العمل هذا شكر لله سبحانه وتعالي، بأن منحك هذه المفاصل ، وهذا الجسم ، وهذه الحركة وهذه الحيوية لتستغلها في أعمالك فأنت لما تقوم بهذه الأعمال تقوم بها شكراً لله سبحانه وتعالي ، والشكر كما يكون باللسان يكون بالاعتقاد ويكون بالعمل .
هذه الأعمال أيضا التي عددها النبي صلى الله عليه وسلم كلها أعمال فاضلة وفيها أجر .
باقي أن نعلم أنه جاء في بعض الروايات تتمة للحديث (ويجزء من ذلك) كما أخرجه مسلم (ركعتا الضحى يركعهم) ، انظر إلي فضل الله سبحانه وتعالي ركعتان في الضحى تعطيك ثلاث مائة وستين صدقة تغني يعني ما استطعت تقوم بهذه الأعمال حتى ولو كنت على سرير أبيض مريضا أو حتى ولو كنت مسافرا تؤدي هذه الركعتين ولو بأي حال كنت هي تغنيك عن ثلاث مائة وستين صدقة وفضل الله سبحانه وتعالي واسع ، ونحمد الله على فضله .
فما على الإنسان إلا المبادرة ، لكي يصل إلي أهدافه في الآخرة .
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى