الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
روضــة الحـــج والعمــرة
الحج .. جماع العبادات وختام الطاعات
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 53472" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">الحج .. جماع العبادات وختام الطاعات</span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #800000">د/ خالد سعد النجار</span></span></span></p><p> </p><p style="text-align: center"></p><p></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">« <span style="color: blue">الحج</span> » .. ذلك المشهد الإسلامي الفريد، الذي تتوحد فيه الألسن على تلبية واحدة (لبيك اللهم لبيك)، وتتوحد فيه الأبدان على رحلة واحدة (عرفات ومزدلفة ومنى)، وتتوحد فيه السلوكيات على أسمى غاياتها (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، وتتوحد فيه القلوب على رغبة واحدة (الرحمة والمغفرة) .. مشهد تهون فيه مشاق الرحلة، وتهون فيه الأموال المبذولة، وتهون فيه الأوقات المقطوعة، بل وتهون فيه الدنيا بأسرها. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">روى مسلم في صحيحه عن عكرمة بن خالد المخزومي أن رجلاً قال لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- ألا تغزو؟ فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت».</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">إن أول ما فُرض بعد تصديق المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه، عبادات الأبدان، وقدمت على ما يتعلق بالأموال لأن النفوس على الأموال أشح، وبما يتعلق بالأبدان أسمح، وذلك الصلاة والصيام، قدمت الصلاة على الصيام لأن الصلاة أسهل فعلاً وأيسر عملاً، وجعلها الله عز وجل مشتملة على خضوع له وابتهال إليه، فالخضوع له رهبة منه، والابتهال إليه رغبة فيه. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ثم فرض الله تعالى الصيام، وقدمه على زكاة الأموال لتعلقه بالأبدان، وكان في إيجابه حث على رحمة الفقراء وإطعامهم وسد جوعاتهم، لما عاينوه من سوء المجاعة في صومهم، فقد قيل ليوسف عليه السلام: أتجوع وأنت على خزائن الأرض؟! فقال: «أخاف أن أشبع فأنسى الجائع».</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ثم فرضت زكاة الأموال فكان في إيجابها مواساة للفقراء ومعونة لذوي الحاجات، تكفهم عن البغضاء، وتبعثهم على التواصل، لأن الأمل وصول، والراجي هائب، وإذا زال الأمل وانقطع الرجاء واشتدت الحاجة، وقعت البغضاء واشتد الحسد، فحدث التقاطع بين أرباب الأموال والفقراء، هذا مع ما في أداء الزكاة من تمرين النفس على السماحة المحمودة ومجانبة الشح المذموم.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ثم فرض الحج، أعظم رحلة إلى الله تعالى، فكان آخر فروض الإسلام، وزينة أهل الإيمان، لأنه يجمع عملاً على بدن وحقاً في مال، فجُعل فرضه بعد استقرار فروض الأموال، ليكون استئناسهم بكل واحد من النوعين، ذريعة إلى تسهيل ما جمع بين النوعين، فكان في إيجابه تذكير ليوم الحشر بمفارقة المال والأهل، وخضوع العزيز والذليل في الوقوف بين يديه جل وعلا، واجتماع المطيع والعاصي في الرهبة منه والرغبة إليه. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال الشيخ عطية سالم: وحج البيت منهج إسلامي متكامل، إن كان من جهة العبادة وإفرادها لله تعالى، فهي في شعارك: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك»، وإن كان في إقامتك للصلاة فأنت تصلي في سفرك للحج، وتلزم بركعتي سنة الطواف، وإن كان في الصوم {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ..}[البقرة:196]، فيأتي الصيام أيضاً في الحج. وكذلك الزكاة؛ لأن الحج يستلزم نفقة في سبيل الله، وهكذا جميع العبادات تأتي ضمن أعمال الحج.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ومن قال إن الحج «مجسم مصغر للإسلام» فليس قوله بعيداً، بل أعمال الدين والدنيا ماثلة في الحج؛ من حل وارتحال، وأعمال مالية وبدنية وتعاون الجميع؛ كل ذلك ماثل في الحج. (1) </span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">الحج جماع الخير</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">مشاهد القلوب المؤمنة، والأبدان المجتمعة، تبين الحكمة الربانية في أن الحج لا يكون طيلة العام .. ففي هذا التجمع السنوي الكبير بلباس واحد، وأعمال واحدة، تتجلى الدروس والعبر، فتستشعر القلوب يوم لقاء الديان في يوم الحشر العظيم، الذي يحاسب فيه العباد على القليل والكثير، والعظيم والحقير، والجليل والقطمير. وهذا مقصد صلاح القلوب، وتهذيب السلوك، وإليه أشار الله تعالى في مطلع سورة الحج {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1-2] </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وفي الحج جهاد ومثابرة، ومشقة سفر إلى صحراء جرداء لا نبات فيها ولا نبع ماء، وعزيمة تبذل في غير متاع الدنيا، وإرادة تشحذ في سبيل الجنة، ولذلك تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: «لكن أحسن الجهاد وأجمله حج مبرور» فقالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">الحج نداء الوحدة</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وفي الحج تتجسد هوية الأمة الإسلامية وتذوب كل الهويات الأخرى .. إنه هتاف الوحدة الربانية، فكم ذقنا من مرارة الفرقة والتشرذم، وكم عانيا من تشتت الآراء والنظريات والفلسفات، وكم سرنا وراء غير منهجنا الإسلامي فلم نجن سوى الحنظل والهزائم .. نعم الحج وحدة، والحج اجتماع وألفة، والحج تجانس وعصمة، فيه تزول الفوارق والمشاحنات والاختلافات، وهي نعمة لا تدانيها نعمة، قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:63] "فكان التأليف بينهم من آيات هذا الدين، لما نظم الله من ألفتهم، وأماط عنهم من التباغض" (3) </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وفي الحج تتجلى أسمى معاني الولاء والبراء، والحرص على تمايز المسلم بشخصيته الإسلامية النقية، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم حرص دوما على مخالفة أعراف المشركين المتوارثة في الحج، بدأً بالتلبية، حيث نهى صلى الله عليه وسلم عن تلبية المشركين: «لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك».</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وخالفهم عليه الصلاة والسلام في تجاوز الوقوف بمزدلفة ووقف في عرفات مع الناس، بأمر من ربه عز وجل. كما روت عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحُمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها، وذلك قوله عز وجل: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] (متفق عليه).</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ثم خالفهم صلوات ربي وسلامه عليه عند دفعه من مزدلفة، وذلك بدفعه بعدما أسفر جداً، وقبل طلوع الشمس، مخالفة لقريش الذين كانوا ينتظرون طلوع الشمس، ويقولون: «أشرق ثَبِيْر كيما نُغير». ويقصدون بذلك جبل «ثبير» لأن الشمس تشرق من خلفه.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">أيضا خالف النبي صلى الله عليه وسلم المشركين بعدم النزول في وادي «مُحسّر»، وذلك لأن الله تعالى قد حبس الفيل في هذا الوادي، ولأن قريشاً كانت تنزل فيه وتفتخر بأنسابها وأحسابها، فخالفهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر أصحابه بالإسراع، ولم ينزل في الوادي، ولم يفعل ما كانت تفعله قريش. </span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">رحم الله العابدين</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ومن في الناس مثلهم .. فهم خير الخلق قدوة، وأسمى الناس همة .. عرفوا طريق مرضاة ربهم، وأنار الله بحبه بصائرهم، وقوى على الطاعة عزائمهم.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">روى الذهبي في السير (5/97) قال نافع: سافرت مع ابن عمر بضعا وثلاثين حجة وعمرة.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وحج الحسن خمس عشرة مرة، وحج كثيرا منها ماشيا من المدينة إلى مكة ونجائبه تقاد معه (4) </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال الجريري: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق، فما سمعناه متكلما إلا بذكر الله حتى حل، قال: فقال له: يا ابن أخي، هذا الإحرام (5) </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وعن هلال بن خباب، قال: كان سعيد بن جبير يحرم في كل سنة مرتين، مرة للحج ومرة للعمرة. (6)</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال ابن حبان: كان طاووس من عباد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، مستجاب الدعوة، حج أربعين حجة.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وعن سحنون الفقيه، قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا، ثلثا في الرباط، وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج. وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة. (7)</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقال ابن رجب عن ابن القيم: «وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمرا يُتعجب منه». (8) </span></span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: black">ولقد ألف كتابه القيم «مفتاح دار السعادة» بمكة. يقول ابن القيم في آخر مقدمته له: «كان هذا من بعض النزل والتحف التي فتح الله بها على حين انقطاعي إليه عند بيته، وإلقائي نفسي ببابه مسكينا ذليلا، وتعرض لنفحاته في بيته وحوله بكرة وأصيلا، فما خاب من انزل به حوائجه، وعلق به آماله، وأصبح ببابه مقيما، وبحماه نزيلا»</span> </span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">الهوامش والمصادر</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">(1) شرح الأربعين النووية، عطية بن محمد سالم 63/14 (2) البخاري:1728 (3) التحرير والتنوير:9/152 (4) السير 3/253 (5) طبقات ابن سعد 7/22 (6) السير 4/325 (7) سير أعلام النبلاء 9/226 (8) ذيل طبقات الحنابلة 2/449</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">- مجلة الأستاذ (1/748) جريدةٌ علميةٌ تهذيبيةٌ فكاهيةٌ صدرت في 24 أغسطس عام 1892 م على يد: عبد الله النديم</span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 53472, member: 47"] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]الحج .. جماع العبادات وختام الطاعات[/color][/size][/font][/center] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#800000]د/ خالد سعد النجار[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [/center] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]« [color=blue]الحج[/color] » .. ذلك المشهد الإسلامي الفريد، الذي تتوحد فيه الألسن على تلبية واحدة (لبيك اللهم لبيك)، وتتوحد فيه الأبدان على رحلة واحدة (عرفات ومزدلفة ومنى)، وتتوحد فيه السلوكيات على أسمى غاياتها (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، وتتوحد فيه القلوب على رغبة واحدة (الرحمة والمغفرة) .. مشهد تهون فيه مشاق الرحلة، وتهون فيه الأموال المبذولة، وتهون فيه الأوقات المقطوعة، بل وتهون فيه الدنيا بأسرها. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]روى مسلم في صحيحه عن عكرمة بن خالد المخزومي أن رجلاً قال لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- ألا تغزو؟ فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت».[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]إن أول ما فُرض بعد تصديق المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه، عبادات الأبدان، وقدمت على ما يتعلق بالأموال لأن النفوس على الأموال أشح، وبما يتعلق بالأبدان أسمح، وذلك الصلاة والصيام، قدمت الصلاة على الصيام لأن الصلاة أسهل فعلاً وأيسر عملاً، وجعلها الله عز وجل مشتملة على خضوع له وابتهال إليه، فالخضوع له رهبة منه، والابتهال إليه رغبة فيه. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]ثم فرض الله تعالى الصيام، وقدمه على زكاة الأموال لتعلقه بالأبدان، وكان في إيجابه حث على رحمة الفقراء وإطعامهم وسد جوعاتهم، لما عاينوه من سوء المجاعة في صومهم، فقد قيل ليوسف عليه السلام: أتجوع وأنت على خزائن الأرض؟! فقال: «أخاف أن أشبع فأنسى الجائع».[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]ثم فرضت زكاة الأموال فكان في إيجابها مواساة للفقراء ومعونة لذوي الحاجات، تكفهم عن البغضاء، وتبعثهم على التواصل، لأن الأمل وصول، والراجي هائب، وإذا زال الأمل وانقطع الرجاء واشتدت الحاجة، وقعت البغضاء واشتد الحسد، فحدث التقاطع بين أرباب الأموال والفقراء، هذا مع ما في أداء الزكاة من تمرين النفس على السماحة المحمودة ومجانبة الشح المذموم.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]ثم فرض الحج، أعظم رحلة إلى الله تعالى، فكان آخر فروض الإسلام، وزينة أهل الإيمان، لأنه يجمع عملاً على بدن وحقاً في مال، فجُعل فرضه بعد استقرار فروض الأموال، ليكون استئناسهم بكل واحد من النوعين، ذريعة إلى تسهيل ما جمع بين النوعين، فكان في إيجابه تذكير ليوم الحشر بمفارقة المال والأهل، وخضوع العزيز والذليل في الوقوف بين يديه جل وعلا، واجتماع المطيع والعاصي في الرهبة منه والرغبة إليه. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]قال الشيخ عطية سالم: وحج البيت منهج إسلامي متكامل، إن كان من جهة العبادة وإفرادها لله تعالى، فهي في شعارك: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك»، وإن كان في إقامتك للصلاة فأنت تصلي في سفرك للحج، وتلزم بركعتي سنة الطواف، وإن كان في الصوم {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ..}[البقرة:196]، فيأتي الصيام أيضاً في الحج. وكذلك الزكاة؛ لأن الحج يستلزم نفقة في سبيل الله، وهكذا جميع العبادات تأتي ضمن أعمال الحج.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]ومن قال إن الحج «مجسم مصغر للإسلام» فليس قوله بعيداً، بل أعمال الدين والدنيا ماثلة في الحج؛ من حل وارتحال، وأعمال مالية وبدنية وتعاون الجميع؛ كل ذلك ماثل في الحج. (1) [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000]الحج جماع الخير[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]مشاهد القلوب المؤمنة، والأبدان المجتمعة، تبين الحكمة الربانية في أن الحج لا يكون طيلة العام .. ففي هذا التجمع السنوي الكبير بلباس واحد، وأعمال واحدة، تتجلى الدروس والعبر، فتستشعر القلوب يوم لقاء الديان في يوم الحشر العظيم، الذي يحاسب فيه العباد على القليل والكثير، والعظيم والحقير، والجليل والقطمير. وهذا مقصد صلاح القلوب، وتهذيب السلوك، وإليه أشار الله تعالى في مطلع سورة الحج {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1-2] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]وفي الحج جهاد ومثابرة، ومشقة سفر إلى صحراء جرداء لا نبات فيها ولا نبع ماء، وعزيمة تبذل في غير متاع الدنيا، وإرادة تشحذ في سبيل الجنة، ولذلك تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: «لكن أحسن الجهاد وأجمله حج مبرور» فقالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000]الحج نداء الوحدة[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]وفي الحج تتجسد هوية الأمة الإسلامية وتذوب كل الهويات الأخرى .. إنه هتاف الوحدة الربانية، فكم ذقنا من مرارة الفرقة والتشرذم، وكم عانيا من تشتت الآراء والنظريات والفلسفات، وكم سرنا وراء غير منهجنا الإسلامي فلم نجن سوى الحنظل والهزائم .. نعم الحج وحدة، والحج اجتماع وألفة، والحج تجانس وعصمة، فيه تزول الفوارق والمشاحنات والاختلافات، وهي نعمة لا تدانيها نعمة، قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:63] "فكان التأليف بينهم من آيات هذا الدين، لما نظم الله من ألفتهم، وأماط عنهم من التباغض" (3) [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]وفي الحج تتجلى أسمى معاني الولاء والبراء، والحرص على تمايز المسلم بشخصيته الإسلامية النقية، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم حرص دوما على مخالفة أعراف المشركين المتوارثة في الحج، بدأً بالتلبية، حيث نهى صلى الله عليه وسلم عن تلبية المشركين: «لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك».[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]وخالفهم عليه الصلاة والسلام في تجاوز الوقوف بمزدلفة ووقف في عرفات مع الناس، بأمر من ربه عز وجل. كما روت عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحُمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها، وذلك قوله عز وجل: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] (متفق عليه).[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]ثم خالفهم صلوات ربي وسلامه عليه عند دفعه من مزدلفة، وذلك بدفعه بعدما أسفر جداً، وقبل طلوع الشمس، مخالفة لقريش الذين كانوا ينتظرون طلوع الشمس، ويقولون: «أشرق ثَبِيْر كيما نُغير». ويقصدون بذلك جبل «ثبير» لأن الشمس تشرق من خلفه.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]أيضا خالف النبي صلى الله عليه وسلم المشركين بعدم النزول في وادي «مُحسّر»، وذلك لأن الله تعالى قد حبس الفيل في هذا الوادي، ولأن قريشاً كانت تنزل فيه وتفتخر بأنسابها وأحسابها، فخالفهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر أصحابه بالإسراع، ولم ينزل في الوادي، ولم يفعل ما كانت تفعله قريش. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000]رحم الله العابدين[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]ومن في الناس مثلهم .. فهم خير الخلق قدوة، وأسمى الناس همة .. عرفوا طريق مرضاة ربهم، وأنار الله بحبه بصائرهم، وقوى على الطاعة عزائمهم.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]روى الذهبي في السير (5/97) قال نافع: سافرت مع ابن عمر بضعا وثلاثين حجة وعمرة.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]وحج الحسن خمس عشرة مرة، وحج كثيرا منها ماشيا من المدينة إلى مكة ونجائبه تقاد معه (4) [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]قال الجريري: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق، فما سمعناه متكلما إلا بذكر الله حتى حل، قال: فقال له: يا ابن أخي، هذا الإحرام (5) [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]وعن هلال بن خباب، قال: كان سعيد بن جبير يحرم في كل سنة مرتين، مرة للحج ومرة للعمرة. (6)[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]قال ابن حبان: كان طاووس من عباد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، مستجاب الدعوة، حج أربعين حجة.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]وعن سحنون الفقيه، قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا، ثلثا في الرباط، وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج. وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة. (7)[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]وقال ابن رجب عن ابن القيم: «وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمرا يُتعجب منه». (8) [/color][/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=black]ولقد ألف كتابه القيم «مفتاح دار السعادة» بمكة. يقول ابن القيم في آخر مقدمته له: «كان هذا من بعض النزل والتحف التي فتح الله بها على حين انقطاعي إليه عند بيته، وإلقائي نفسي ببابه مسكينا ذليلا، وتعرض لنفحاته في بيته وحوله بكرة وأصيلا، فما خاب من انزل به حوائجه، وعلق به آماله، وأصبح ببابه مقيما، وبحماه نزيلا»[/color] [/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#ff0000]الهوامش والمصادر[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black](1) شرح الأربعين النووية، عطية بن محمد سالم 63/14 (2) البخاري:1728 (3) التحرير والتنوير:9/152 (4) السير 3/253 (5) طبقات ابن سعد 7/22 (6) السير 4/325 (7) سير أعلام النبلاء 9/226 (8) ذيل طبقات الحنابلة 2/449[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=black]- مجلة الأستاذ (1/748) جريدةٌ علميةٌ تهذيبيةٌ فكاهيةٌ صدرت في 24 أغسطس عام 1892 م على يد: عبد الله النديم[/color][/size][/font] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
روضــة الحـــج والعمــرة
الحج .. جماع العبادات وختام الطاعات