الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
الخيمـــة الرمضــــانية
(احكام خاصة بالصيام)
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 46847" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial black'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #8b0000">لعلكم تتقون</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">ما هي التّقوى؟</span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ليس في كتاب الله ولا في سنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلم- من خُلقٍ فاضلٍ، لقي من الاهتمام والحفاوة وعلوِّ المكانة، مثلَ ما لقيهُ خُلق التّقوى، وحسبُك أنّها وصيّةَ الله تعالى ووصيّة رسولهِ صلى الله عليه وسلم للأولين والآخرين!</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: red"><strong>فما هي التَّقوى؟</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">التقوى جعلُ النَّفس في وقايةٍ من كلِّ ما قد يُصيبُها من مكروه أو أذى، هذا هو معناها في أصل اللُّغةِ، يقول ابن رجب الحنبليُّ: "وأصلُ التّقوى: أنْ يجعل العبدُ بينَه وبينَ ما يخافُه ويحذره وقايةً تقيه منه".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">أمّا في الشَّرع، فقد أُضيف إلى هذا المعنى حقيقةٌ جوهريّة، ألا وهي: أنَّ الله عزّ وجلّ هو أولى ما نتَّقيه ونخافه ونحذره ونخشى عقابه، ذلك لأنّه هو الّذي بيده مقاليد الأمور كلّها، يُصرِّفها كيف يشاء! وبالتالي فإنّ تقوى الله سبحانه وتعالى والخوفَ والحذر منه، هو سرُّ السعادة في الدُّنيا والآخرة.</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: blue"><strong>وصيّة اللهِ إلى عباده بالتّقوى:</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وفي ظلال هذا المعنى جاءت وصيّة الله عزّ وجلّ إلى جميع عباده بالتَّقوى:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">{<span style="color: #ff0000">وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا </span>(131)} [النساء].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وقد تردّدت في القرآن الكريم الوصيّةُ بالتَّقوى، على صورتين أساسيّتين:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">في أولاهما تُضاف التقوى إلى اسم اللهِ -عز وجل-، فيكون المعنى: اتقوا سخط الله وغضبه، اللّذين ينشأ عنهما عقابه الدنيوي والأخروي، قال تعالى: {<span style="color: #ff0000">وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ</span>} [آل عمران: 28و30]، وقال تعالى: {<span style="color: #ff0000">هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى</span>} [المدثر: 56]، فهو سبحانه الّذي ينبغي أنْ يُخشى ويُهاب ويُجلَّ ويُعَظَّمَ في صدورِ عباده حتَّى يعبدوه ويُطيعوه.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وفي الصُّورة الثَّانية تُضاف التّقوى إلى عقاب الله وإلى مكانه، أو زمانه، كما قال تعالى: {<span style="color: #ff0000">وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ</span>} [آل عمران: 131]، وقال تعالى: {<span style="color: #ff0000">فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ</span>}، [البقرة: 24]، وقال تعالى: {<span style="color: #ff0000">وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} [البقرة: 281]، {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئ</span>ا} [البقرة: 48 و123].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وبين الصُّورتين علاقة وثيقة كما ترى.</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">وصيَّة الرّسول صلّى الله عليه وسلم لأصحابه ولسائر المسلمين بالتّقوى:</span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وفي ظلال هذه المعاني جاءت -كذلك- وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه بالتقوى، وتردّدت في مختلف المناسبات، ممّا يدلُّ على عظم هذه الوصية، خاصَّةً وأنّها قد كانت وصيّة وداعه لأصحابه وللأمة، ففي يوم حجة الوداع، حينما وعظ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الناس فقالوا له: كأنَّها موعِظَةُ مودِّعٍ فأوصِنا، قال: (أُوصيكم بتقوى اللهِ والسَّمْعِ والطَّاعة).</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وكانت وصيّته -صلى الله عليه وسلم- لكلِّ من يستوصيه من الصَّحابة هي الوصيّة بالتَّقوى، هكذا أوصى أبا ذرٍّ -رضي الله عنه-: (أوصيكَ بتقوى الله، فإنَّه رأسُ الأمرِ كلِّه) [خرَّجه ابنُ حبان]، وبمثلها أوصى أبا سعيدٍ الخدريِّ -رضي الله عنه- فقال له: (أوصيك بتقوى الله، فإنَّه رأسُ كُلِّ شيءٍ)، وفي رواية أخرى: (علَيكَ بتقوى الله فإنَّها جِماع كُلِّ خيرٍ).</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ولقد وعى السَّلف من الصَّحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ في كلِّ العصور، القيمةَ الكبيرة لهذه الوصيَّة العظيمة، فصاروا يتواصَون بها، ويوصُون بها مَن بعدهم، ولقد تواترت في ذلك الآثار والنُّقول، فكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يفتتح خطبته بها قائلاً: أما بعد، فإني أُوصيكم بتقوى الله، ولمَّا حضرته الوفاةُ، وعهد إلى عمر، كان أول ما أوصاه به أنِ: اتَّقِ الله يا عمر، وعلى هذا النّهج كانت وصايا سائر الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم جميعاً، ومن تبعهم من أئمة الهدى.</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: royalblue"><strong>أُمُّ الوصايا:</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وإنّما اكتسبت الوصية بالتقوى هذه المكانة الكبيرة، لأنّها أمُّ الوصايا، فما بعدها من الوصايا هو كالتَّفصيل لها، فما من وصيةٍ بالخير إلاّ وتندرج فيها، بدءاً من الوصية بالتوحيد وتحقيق الإخلاص والمتابعة وانتهاءً بالوصيَّة بإماطة الأذى عن الطريق.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وممّا يدلُّ على الأهمية الكبيرة للتَّقوى: أنّ أعظم دعاءٍ في القرآن، ألا وهو قوله تعالى في ختام سورة الفاتحة على لسان المؤمنين: {<span style="color: #ff0000">اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ</span> (7)}: [الفاتحة] جاء الجواب عنه في مقدمة سورة البقرة: {<span style="color: #ff0000">الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)</span>}: [البقرة]، أي إنّ هذا القرآن يهدي إلى الصراط المستقيم، ولكن تلك الهدايةُ مقصورة على المتّقين، لا ينالها من أحدٍ سواهم!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">فكيف نكون منهم؟ كيف نتَّقي الله عزّ وجلّ؟</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: orange"><strong>كيف نُحقّق التقوى؟</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">إنّ كلمة العلماء متّفقة على أنّ تقوى الله عزّ وجلّ إنما تكونُ باتِّباع ما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه:</span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">يقول محمد بن أبي الفتح الحنبلي: التقوى: تركُ الشركِ والفواحِشِ والكبائرِ، وعن عمر بن عبد العزيز: التقوى: تركُ ما حرمَ الله وأداءُ ما افترضَ الله، وقيل: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: التقوى: تركُ ما لا بأسَ به حَذراً مما به بأس، وقيل: جِماعُها: في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} [النحل 90].</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">أو كما قال الشاعر:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">خَلِّ الذنوبَ صغيرَها وكبيرَها ذاك التقَى</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">واصنعْ كَماشٍ فوق أرضِ الشَّوكِ يحذر ما يرى</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">لا تحقرنَّ صغيرةً إنَّ الجبالَ مِن الحَصَى</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: purple"><strong>وقول الشَّاعر الحكيم:</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">واصنعْ كَماشٍ فوق أرضِ الشَّوكِ يحذر ما يرى</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">يضع أصبعنا على حقيقةٍ مهمّة من الحقائق المتعلّقة بالتقوى، حيث ورد في الحديث قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهو يُشير إلى صدره، ثلاث مراتٍ: ((التَّقوى ها هنا))، ومعنى ذلك أنَّ تقوى الله تعالى محلُّها القلب، فإذا اتَّقى القلب اتقت الجوارح، وفي روايةٍ أخرى ورد قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)، ومعنى ذلك أنَّ الأعمال الظاهرة رغم أهميتها في تحقيق حال التّقوى، إلا أنّها ليست المنشئة لها، وإنّما تنشأ التقوى، "بما في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته". فهذه التقوى الداخلية، تقوى القلب هي قاعدة السلوك الأخلاقيّ الصحيح، وهي التي يسميها البعض بالضمير الذي يؤنب الإنسان إذا ما وقع في مواطن الإثم والمعصية، ويحثُّه على العمل الصالح، والسّعي نحو مراتب الكمال.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ألا، فلنتَّقِ الله حقَّ التَّقوى؛ لنكون من المهتدين إلى صراط الله المستقيم في الدنيا والآخرة!!!</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkgreen"><strong>كيف تتحقّق التقوى في رمضان؟</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>يذكر القرآن أنّ التقوى هي ثمرة الصوم العظمى</strong>، فيقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183).</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">إذن، فإنّ التزام المسلم بكلّ الأحكام والآداب المتعلّقة بشهر رمضان، واجتهاده في التحلي بها، لا بدّ ستكون ثمرتُه التّقوى!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وفي نفس السياق يُبين النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من صام امتثالاً لله عزَّ وجلَّ فينبغي أن يتميز بأخلاقه وحلمه: (فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم).</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: green"><strong>كيف تتحقّق التقوى في رمضان؟</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">تتحقّق عن طريق الصيام!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ما هو الصيام؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">يقول ابن عبد البر:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">أَمَّا الصِّيَامُ فِي الشَّرِيعَةِ فَمَعْنَاهُ الْإِمْسَاكُ عَنِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَوَطْءِ النِّسَاءِ نَهَارًا إِذَا كَانَ تَارِكُ ذَلِكَ يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَيَنْوِيهِ!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الإجابة عن ذات السؤال: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ)!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">نجمع بين الإجابتين فينتج المعنى التالي:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">(الْإِمْسَاكُ عَنِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَوَطْءِ النِّسَاءِ نَهَارًا إِذَا كَانَ تَارِكُ ذَلِكَ يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَيَنْوِيهِ/ هو للصائم جُنَّةٌ)!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">جُنَّةٌ، يقول الإمام النوويّ: "وَمَعْنَاهُ سُتْرَةٌ وَمَانِعٌ مِنَ الرَّفَثِ وَالْآثَامِ، وَمَانِعٌ أَيْضًا مِنَ النَّارِ، وَمِنْهُ الْمِجَنُّ وَهُوَ التُّرْسُ"!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ويقول ابنُ الْعَرَبِيِّ: "إِنَّمَا كَانَ الصَّوْمُ جُنَّةً مِنَ النَّارِ؛ لِأَنَّهُ إِمْسَاكٌ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَالنَّارُ مَحْفُوفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ، فَالْحَاصِلُ أَنَّهُ إِذَا كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ فِي الدُّنْيَا؛ كَانَ ذَلِكَ سَاتِرًا لَهُ مِنَ النار في الْآخِرَةِ"!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ونصّ الحديث الشريف: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ، أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ)</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وعند النسائي: (الصوم جُنَّةٌ ما لم يخرقها) زاد في الأوسط: (قيل: بم يخرقُها؟ قال: (بكذبٍ أو غيبةٍ)!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">في الإجابة عن السؤال: ما الذي نتّقيه بهذه الجُنَّة؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ذكر الحديث درجتين: دنيا وعليا، في الدرجة الدنيا: يمنعه الصومُ من الرفث والجهل وقول الزور، وسائر المعاصي!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">أمّا في الدرجة العليا، فإنّ الصائم يجتهدُ في الصبر والصّفح والكفِّ، عمّا وُجِّه نحوه من سبٍّ أو شتمٍ أو اعتداء!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ويُعينُه على ذلك تذكُّره لحقيقة أنّه صائم، ولهجُه بهذه العبارة: إني صائمٌ! </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وفي ذلك وقايةٌ من مجاراة السفهاء والمعتدين فالصّيام مشروعٌ لتكوين إنسانٍ مثاليٍّ تتمثّل التَّقوى في شعوره وأخلاقه وسلوكه!</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">سؤال: أتتحقّق التقوى باعتبارها ثمرةً لاجتهاد الصائم، أم باعتبارها ثمرةً لصيامه؟</span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">بل هي تتحققُ بإذن الله ثمرةً طبيعيّة لصيام الصائم! وليس لاجتهاده بأن يقول إني صائم، وما إلى ذلك، بل قوله هذا هو من أجل أن يُذكِّر نفسه بحقيقة الحالة التي هو فيها، أي حالة الصيام الذي إذا كان مخلصاً فيه، فحتماً سوف تنتج منه بإذن الله ثمرة التقوى! بما يتناسب مع درجة صيامه وإخلاصه فيه والتزامه.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">لذلك ذهب بعض العلماء إلى أن الصائم إذا ارتكب بعض المحظورات الأخلاقية التي تتنافى مع حالة التقوى، مثل الغيبة أنّ صيامه مردود وعليه القضاء:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">يقول ابن حجر في فتح الباري:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">"أَنَّ الْغِيبَةَ تَضُرُّ بِالصِّيَامِ، وَقَدْ حُكِيَ عَنْ عَائِشَةَ، وَبِهِ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: إِنَّ الْغِيبَةَ تُفْطِرُ الصَّائِمَ وَتُوجِبُ عَلَيْهِ قَضَاءَ ذَلِكَ الْيَوْم، وأفرط ابنُ حَزْمٍ فَقَالَ: يُبْطِلُهُ كُلُّ مَعْصِيَةٍ مِنْ مُتَعَمِّدٍ لَهَا ذَاكِرٍ لِصَوْمِهِ، سَوَاءٌ كَانَتْ فِعْلًا أَوْ قَوْلًا، لِعُمُومِ قَوْلِهِ: (فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ) وَلِقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآتِي بَعْدَ أَبْوَابٍ: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) وَالْجُمْهُورُ وَإِنْ حَمَلُوا النَّهْيَ عَلَى التَّحْرِيمِ، إِلَّا أَنَّهُمْ خَصُّوا الْفِطْرَ بِالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: magenta"><strong>وقفة عند معنى (الجُنَّة) ومعنى (التّقوى) في اللغة العربية:</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">يقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">"وَالْمِجَنُّ: التُّرْسُ، وَكُلُّ مَا اسْتُتِرَ بِهِ مِنَ السِّلَاحِ فَهُوَ جُنَّةٌ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: السِّلَاحُ مَا قُوتِلَ بِهِ، وَالْجُنَّةُ مَا اتُّقِيَ بِهِ".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">" (وَقَى) الْوَاوُ وَالْقَافُ وَالْيَاءُ: كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تَدُلُّ عَلَى دَفْعِ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ بِغَيْرِهِ. وَوَقَيْتُهُ أَقِيهِ وَقْيًا. وَالْوِقَايَةُ: مَا يَقِي الشَّيْءَ. وَاتَّقِ اللَّهَ: تَوَقَّهُ، أَيِ اجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ كَالْوِقَايَةِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِ تَمْرَةٍ»، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ: اجْعَلُوهَا وِقَايَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا.".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">إذن: الصوم جُنّة، والتّقوى جُنّة!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">الصوم تُرسٌ يتّقي به الصّائم من الوقوع في الفواحش والمعاصي!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">والتّقوى تُرس يتّقي به المؤمن عذاب ربّه سبحانه وتعالى!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">الصوم تُرس ظاهر، التّقوى تُرسٌ باطن!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وهذا الظاهر يتحقق به ذلك الباطن،</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ولذلك فإنَّ: "كلمة العلماء متّفقة، على أنّ تقوى الله عزّ وجلّ، إنما تكونُ باتِّباع ما أُمر به، والانتهاء عما نُهي عنه."!</span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 46847, member: 1"] [center][font=arial black][size=6][color=#8b0000]لعلكم تتقون[/color][/size][/font] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [b][size=6]ما هي التّقوى؟[/size][/b] [size=6]ليس في كتاب الله ولا في سنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلم- من خُلقٍ فاضلٍ، لقي من الاهتمام والحفاوة وعلوِّ المكانة، مثلَ ما لقيهُ خُلق التّقوى، وحسبُك أنّها وصيّةَ الله تعالى ووصيّة رسولهِ صلى الله عليه وسلم للأولين والآخرين![/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=red][b]فما هي التَّقوى؟[/b][/color][/size] [size=6]التقوى جعلُ النَّفس في وقايةٍ من كلِّ ما قد يُصيبُها من مكروه أو أذى، هذا هو معناها في أصل اللُّغةِ، يقول ابن رجب الحنبليُّ: "وأصلُ التّقوى: أنْ يجعل العبدُ بينَه وبينَ ما يخافُه ويحذره وقايةً تقيه منه".[/size] [size=6]أمّا في الشَّرع، فقد أُضيف إلى هذا المعنى حقيقةٌ جوهريّة، ألا وهي: أنَّ الله عزّ وجلّ هو أولى ما نتَّقيه ونخافه ونحذره ونخشى عقابه، ذلك لأنّه هو الّذي بيده مقاليد الأمور كلّها، يُصرِّفها كيف يشاء! وبالتالي فإنّ تقوى الله سبحانه وتعالى والخوفَ والحذر منه، هو سرُّ السعادة في الدُّنيا والآخرة.[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=blue][b]وصيّة اللهِ إلى عباده بالتّقوى:[/b][/color][/size] [size=6]وفي ظلال هذا المعنى جاءت وصيّة الله عزّ وجلّ إلى جميع عباده بالتَّقوى:[/size] [size=6]{[color=#ff0000]وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا [/color](131)} [النساء].[/size] [size=6]وقد تردّدت في القرآن الكريم الوصيّةُ بالتَّقوى، على صورتين أساسيّتين:[/size] [size=6]في أولاهما تُضاف التقوى إلى اسم اللهِ -عز وجل-، فيكون المعنى: اتقوا سخط الله وغضبه، اللّذين ينشأ عنهما عقابه الدنيوي والأخروي، قال تعالى: {[color=#ff0000]وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ[/color]} [آل عمران: 28و30]، وقال تعالى: {[color=#ff0000]هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى[/color]} [المدثر: 56]، فهو سبحانه الّذي ينبغي أنْ يُخشى ويُهاب ويُجلَّ ويُعَظَّمَ في صدورِ عباده حتَّى يعبدوه ويُطيعوه.[/size] [size=6]وفي الصُّورة الثَّانية تُضاف التّقوى إلى عقاب الله وإلى مكانه، أو زمانه، كما قال تعالى: {[color=#ff0000]وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ[/color]} [آل عمران: 131]، وقال تعالى: {[color=#ff0000]فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ[/color]}، [البقرة: 24]، وقال تعالى: {[color=#ff0000]وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} [البقرة: 281]، {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئ[/color]ا} [البقرة: 48 و123].[/size] [size=6]وبين الصُّورتين علاقة وثيقة كما ترى.[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [b][size=6]وصيَّة الرّسول صلّى الله عليه وسلم لأصحابه ولسائر المسلمين بالتّقوى:[/size][/b] [size=6]وفي ظلال هذه المعاني جاءت -كذلك- وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه بالتقوى، وتردّدت في مختلف المناسبات، ممّا يدلُّ على عظم هذه الوصية، خاصَّةً وأنّها قد كانت وصيّة وداعه لأصحابه وللأمة، ففي يوم حجة الوداع، حينما وعظ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الناس فقالوا له: كأنَّها موعِظَةُ مودِّعٍ فأوصِنا، قال: (أُوصيكم بتقوى اللهِ والسَّمْعِ والطَّاعة).[/size] [size=6]وكانت وصيّته -صلى الله عليه وسلم- لكلِّ من يستوصيه من الصَّحابة هي الوصيّة بالتَّقوى، هكذا أوصى أبا ذرٍّ -رضي الله عنه-: (أوصيكَ بتقوى الله، فإنَّه رأسُ الأمرِ كلِّه) [خرَّجه ابنُ حبان]، وبمثلها أوصى أبا سعيدٍ الخدريِّ -رضي الله عنه- فقال له: (أوصيك بتقوى الله، فإنَّه رأسُ كُلِّ شيءٍ)، وفي رواية أخرى: (علَيكَ بتقوى الله فإنَّها جِماع كُلِّ خيرٍ).[/size] [size=6]ولقد وعى السَّلف من الصَّحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ في كلِّ العصور، القيمةَ الكبيرة لهذه الوصيَّة العظيمة، فصاروا يتواصَون بها، ويوصُون بها مَن بعدهم، ولقد تواترت في ذلك الآثار والنُّقول، فكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يفتتح خطبته بها قائلاً: أما بعد، فإني أُوصيكم بتقوى الله، ولمَّا حضرته الوفاةُ، وعهد إلى عمر، كان أول ما أوصاه به أنِ: اتَّقِ الله يا عمر، وعلى هذا النّهج كانت وصايا سائر الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم جميعاً، ومن تبعهم من أئمة الهدى.[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=royalblue][b]أُمُّ الوصايا:[/b][/color][/size] [size=6]وإنّما اكتسبت الوصية بالتقوى هذه المكانة الكبيرة، لأنّها أمُّ الوصايا، فما بعدها من الوصايا هو كالتَّفصيل لها، فما من وصيةٍ بالخير إلاّ وتندرج فيها، بدءاً من الوصية بالتوحيد وتحقيق الإخلاص والمتابعة وانتهاءً بالوصيَّة بإماطة الأذى عن الطريق.[/size] [size=6]وممّا يدلُّ على الأهمية الكبيرة للتَّقوى: أنّ أعظم دعاءٍ في القرآن، ألا وهو قوله تعالى في ختام سورة الفاتحة على لسان المؤمنين: {[color=#ff0000]اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ[/color] (7)}: [الفاتحة] جاء الجواب عنه في مقدمة سورة البقرة: {[color=#ff0000]الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)[/color]}: [البقرة]، أي إنّ هذا القرآن يهدي إلى الصراط المستقيم، ولكن تلك الهدايةُ مقصورة على المتّقين، لا ينالها من أحدٍ سواهم![/size] [size=6]فكيف نكون منهم؟ كيف نتَّقي الله عزّ وجلّ؟[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=orange][b]كيف نُحقّق التقوى؟[/b][/color][/size] [b][size=6]إنّ كلمة العلماء متّفقة على أنّ تقوى الله عزّ وجلّ إنما تكونُ باتِّباع ما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه:[/size][/b] [size=6]يقول محمد بن أبي الفتح الحنبلي: التقوى: تركُ الشركِ والفواحِشِ والكبائرِ، وعن عمر بن عبد العزيز: التقوى: تركُ ما حرمَ الله وأداءُ ما افترضَ الله، وقيل: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: التقوى: تركُ ما لا بأسَ به حَذراً مما به بأس، وقيل: جِماعُها: في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} [النحل 90].[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6]أو كما قال الشاعر:[/size] [size=6]خَلِّ الذنوبَ صغيرَها وكبيرَها ذاك التقَى[/size] [size=6]واصنعْ كَماشٍ فوق أرضِ الشَّوكِ يحذر ما يرى[/size] [size=6]لا تحقرنَّ صغيرةً إنَّ الجبالَ مِن الحَصَى[/size] [size=6][color=purple][b]وقول الشَّاعر الحكيم:[/b][/color][/size] [size=6]واصنعْ كَماشٍ فوق أرضِ الشَّوكِ يحذر ما يرى[/size] [size=6]يضع أصبعنا على حقيقةٍ مهمّة من الحقائق المتعلّقة بالتقوى، حيث ورد في الحديث قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهو يُشير إلى صدره، ثلاث مراتٍ: ((التَّقوى ها هنا))، ومعنى ذلك أنَّ تقوى الله تعالى محلُّها القلب، فإذا اتَّقى القلب اتقت الجوارح، وفي روايةٍ أخرى ورد قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)، ومعنى ذلك أنَّ الأعمال الظاهرة رغم أهميتها في تحقيق حال التّقوى، إلا أنّها ليست المنشئة لها، وإنّما تنشأ التقوى، "بما في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته". فهذه التقوى الداخلية، تقوى القلب هي قاعدة السلوك الأخلاقيّ الصحيح، وهي التي يسميها البعض بالضمير الذي يؤنب الإنسان إذا ما وقع في مواطن الإثم والمعصية، ويحثُّه على العمل الصالح، والسّعي نحو مراتب الكمال.[/size] [size=6]ألا، فلنتَّقِ الله حقَّ التَّقوى؛ لنكون من المهتدين إلى صراط الله المستقيم في الدنيا والآخرة!!![/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=darkgreen][b]كيف تتحقّق التقوى في رمضان؟[/b][/color][/size] [size=6][b]يذكر القرآن أنّ التقوى هي ثمرة الصوم العظمى[/b]، فيقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183).[/size] [size=6]إذن، فإنّ التزام المسلم بكلّ الأحكام والآداب المتعلّقة بشهر رمضان، واجتهاده في التحلي بها، لا بدّ ستكون ثمرتُه التّقوى![/size] [size=6]وفي نفس السياق يُبين النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من صام امتثالاً لله عزَّ وجلَّ فينبغي أن يتميز بأخلاقه وحلمه: (فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم).[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=green][b]كيف تتحقّق التقوى في رمضان؟[/b][/color][/size] [size=6]تتحقّق عن طريق الصيام![/size] [size=6]ما هو الصيام؟[/size] [size=6]يقول ابن عبد البر:[/size] [size=6]أَمَّا الصِّيَامُ فِي الشَّرِيعَةِ فَمَعْنَاهُ الْإِمْسَاكُ عَنِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَوَطْءِ النِّسَاءِ نَهَارًا إِذَا كَانَ تَارِكُ ذَلِكَ يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَيَنْوِيهِ![/size] [size=6]ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الإجابة عن ذات السؤال: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ)![/size] [size=6]نجمع بين الإجابتين فينتج المعنى التالي:[/size] [size=6](الْإِمْسَاكُ عَنِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَوَطْءِ النِّسَاءِ نَهَارًا إِذَا كَانَ تَارِكُ ذَلِكَ يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَيَنْوِيهِ/ هو للصائم جُنَّةٌ)![/size] [size=6]جُنَّةٌ، يقول الإمام النوويّ: "وَمَعْنَاهُ سُتْرَةٌ وَمَانِعٌ مِنَ الرَّفَثِ وَالْآثَامِ، وَمَانِعٌ أَيْضًا مِنَ النَّارِ، وَمِنْهُ الْمِجَنُّ وَهُوَ التُّرْسُ"![/size] [size=6]ويقول ابنُ الْعَرَبِيِّ: "إِنَّمَا كَانَ الصَّوْمُ جُنَّةً مِنَ النَّارِ؛ لِأَنَّهُ إِمْسَاكٌ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَالنَّارُ مَحْفُوفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ، فَالْحَاصِلُ أَنَّهُ إِذَا كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ فِي الدُّنْيَا؛ كَانَ ذَلِكَ سَاتِرًا لَهُ مِنَ النار في الْآخِرَةِ"![/size] [size=6]ونصّ الحديث الشريف: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ، أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ)[/size] [size=6]وعند النسائي: (الصوم جُنَّةٌ ما لم يخرقها) زاد في الأوسط: (قيل: بم يخرقُها؟ قال: (بكذبٍ أو غيبةٍ)![/size] [size=6]في الإجابة عن السؤال: ما الذي نتّقيه بهذه الجُنَّة؟[/size] [size=6]ذكر الحديث درجتين: دنيا وعليا، في الدرجة الدنيا: يمنعه الصومُ من الرفث والجهل وقول الزور، وسائر المعاصي![/size] [size=6]أمّا في الدرجة العليا، فإنّ الصائم يجتهدُ في الصبر والصّفح والكفِّ، عمّا وُجِّه نحوه من سبٍّ أو شتمٍ أو اعتداء![/size] [size=6]ويُعينُه على ذلك تذكُّره لحقيقة أنّه صائم، ولهجُه بهذه العبارة: إني صائمٌ! [/size] [size=6]وفي ذلك وقايةٌ من مجاراة السفهاء والمعتدين فالصّيام مشروعٌ لتكوين إنسانٍ مثاليٍّ تتمثّل التَّقوى في شعوره وأخلاقه وسلوكه![/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [b][size=6]سؤال: أتتحقّق التقوى باعتبارها ثمرةً لاجتهاد الصائم، أم باعتبارها ثمرةً لصيامه؟[/size][/b] [size=6]بل هي تتحققُ بإذن الله ثمرةً طبيعيّة لصيام الصائم! وليس لاجتهاده بأن يقول إني صائم، وما إلى ذلك، بل قوله هذا هو من أجل أن يُذكِّر نفسه بحقيقة الحالة التي هو فيها، أي حالة الصيام الذي إذا كان مخلصاً فيه، فحتماً سوف تنتج منه بإذن الله ثمرة التقوى! بما يتناسب مع درجة صيامه وإخلاصه فيه والتزامه.[/size] [size=6]لذلك ذهب بعض العلماء إلى أن الصائم إذا ارتكب بعض المحظورات الأخلاقية التي تتنافى مع حالة التقوى، مثل الغيبة أنّ صيامه مردود وعليه القضاء:[/size] [size=6]يقول ابن حجر في فتح الباري:[/size] [size=6]"أَنَّ الْغِيبَةَ تَضُرُّ بِالصِّيَامِ، وَقَدْ حُكِيَ عَنْ عَائِشَةَ، وَبِهِ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: إِنَّ الْغِيبَةَ تُفْطِرُ الصَّائِمَ وَتُوجِبُ عَلَيْهِ قَضَاءَ ذَلِكَ الْيَوْم، وأفرط ابنُ حَزْمٍ فَقَالَ: يُبْطِلُهُ كُلُّ مَعْصِيَةٍ مِنْ مُتَعَمِّدٍ لَهَا ذَاكِرٍ لِصَوْمِهِ، سَوَاءٌ كَانَتْ فِعْلًا أَوْ قَوْلًا، لِعُمُومِ قَوْلِهِ: (فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ) وَلِقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآتِي بَعْدَ أَبْوَابٍ: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) وَالْجُمْهُورُ وَإِنْ حَمَلُوا النَّهْيَ عَلَى التَّحْرِيمِ، إِلَّا أَنَّهُمْ خَصُّوا الْفِطْرَ بِالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ".[/size] [size=6][color=magenta][b]وقفة عند معنى (الجُنَّة) ومعنى (التّقوى) في اللغة العربية:[/b][/color][/size] [size=6]يقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة:[/size] [size=6]"وَالْمِجَنُّ: التُّرْسُ، وَكُلُّ مَا اسْتُتِرَ بِهِ مِنَ السِّلَاحِ فَهُوَ جُنَّةٌ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: السِّلَاحُ مَا قُوتِلَ بِهِ، وَالْجُنَّةُ مَا اتُّقِيَ بِهِ".[/size] [size=6]" (وَقَى) الْوَاوُ وَالْقَافُ وَالْيَاءُ: كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تَدُلُّ عَلَى دَفْعِ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ بِغَيْرِهِ. وَوَقَيْتُهُ أَقِيهِ وَقْيًا. وَالْوِقَايَةُ: مَا يَقِي الشَّيْءَ. وَاتَّقِ اللَّهَ: تَوَقَّهُ، أَيِ اجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ كَالْوِقَايَةِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِ تَمْرَةٍ»، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ: اجْعَلُوهَا وِقَايَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا.".[/size] [size=6]إذن: الصوم جُنّة، والتّقوى جُنّة![/size] [size=6]الصوم تُرسٌ يتّقي به الصّائم من الوقوع في الفواحش والمعاصي![/size] [size=6]والتّقوى تُرس يتّقي به المؤمن عذاب ربّه سبحانه وتعالى![/size] [size=6]الصوم تُرس ظاهر، التّقوى تُرسٌ باطن![/size] [size=6]وهذا الظاهر يتحقق به ذلك الباطن،[/size] [size=6]ولذلك فإنَّ: "كلمة العلماء متّفقة، على أنّ تقوى الله عزّ وجلّ، إنما تكونُ باتِّباع ما أُمر به، والانتهاء عما نُهي عنه."![/size][/center] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
الخيمـــة الرمضــــانية
(احكام خاصة بالصيام)