الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
الخيمـــة الرمضــــانية
(احكام خاصة بالصيام)
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 46850" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff"><strong>مراتب التّقوى</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">ذكر بعض أهل العلم أن للتقوى ثلاث مراتب:</span></strong></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">المرتبة الأولى:</span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">التوقي عن كل ما يخلد صاحبه في النار وعليه قوله تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ} [(26) سورة الفتح] بمعنى أن الإنسان يقي نفسه من العذاب المخلد في النار وذلك بالتبرؤ من الكفر بجميع أنواعه، وأن يتبرأ من الشرك بكل أشكاله الظاهر منه والباطن، فـ {<span style="color: #ff0000">إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء</span>} [(48) سورة النساء].</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>المرتبة الثانية</strong>:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">تجنب كل ما يؤدي إلى الإثم من فعل أو ترك، وهي مرتبة المجاهدة وحمل النفس على فعل المأمورات وترك المنهيات، وهي أيضاً مرتبة النفس اللوامة التي تلوم نفسها لِمَ لا تستزيد من الخير، وتلوم نفسها لِمَ فعلت الذنب.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الحسن البصري -رحمه الله-: النفس اللوامة: هي والله نفس المؤمن، ما يُرى إلا يلوم نفسه: ما أردت بكلمتي؟ وما أردت بأكلي؟ وما أردت بحديث نفسي؟ والفاجر لا يحاسب نفسه.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">هذه المرتبة هي مرتبة النفس المتيقِّظة التقية الخائفة المتوجسة التي تحاسب نفسها وتجاهدها، وتتلفت حولها، وتتبين هداها، وتحذر خداع ذاتها، هي النفس الكريمة على الله التي أقسم الله بها في كتابه، وقرنها بيوم القيامة في قوله تعالى: {<span style="color: #ff0000">لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ</span>} [(1،2) سورة القيامة]. هذه المرتبة يراقب التقي فيها طاعته لربه أن يكون مخلصاً فيها، ويراقب فيها معصيته وذلك بالتوبة والندم والإقلاع قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ</span>} [(201) سورة الأعراف].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وهكذا تستقيم أحوال العبد وتشرق الهداية في قلبه باستمرار مجاهدته لنفسه {<span style="color: #ff0000">وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا</span>} [(69) سورة العنكبوت] فيبتعد شيئاً فشيئاً عن المعصية ويقترب رويداً رويداً من طاعة ربه ورضوانه حتى يتمكن من نفسه ويسلس قيادها لله، قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ</span>} [(16) سورة التغابن] وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [(17) سورة محمد].</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: yellowgreen"><strong>المرتبة الثالثة: </strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">أن يتنزه المرء عن كل ما يشغل سره عن الحق -تبارك وتعالى- ويتبتل إليه بكليته. وهذه مرتبة التقي الذي تجرد بكليته إلى الله، وامتلأ قلبه بحب الله، واطمأنت نفسه بالأنس به، فلم تعد تحدثه بمعصية، ثم يرتقي بعد ذلك في منازل الطاعات والمجاهدات، فهو حيث أمر الله موجود، وحيث نهى الله مفقود، وضع قدمه في طريق التقوى الفسيح، وتقدم فيه ما وسعه التقدم تحقيقاً لقول الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ</span>} [(102) سورة آل عمران]، فهو يجاهد في الله حق جهاده، ويخشى الله حق خشيته، ويطيع الله حق طاعته، ويتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق اتباعه، ويدعو إلى سبيله حق دعوته، ولا يزال يرتقي في هذا السبيل القويم حتى يصل إلى مرتبة الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، فيلاحظ أمر الله ورقابته في كل قول وعمل وتصرف، وابتعد عنه الشيطان وتخلص من وساوسه؛ لأنه دائم الذكر لله، دائم التفكير بعظمته وجلاله وقدرته، فإنك لا ترى العبد في هذه المرتبة إلا ذاكراً قانتاً متفكراً مجاهداً عاملاً، همّه رضا الله، وهمّه الآخرة، فهو من الذين عقلوا عن الله، وعلموا عن الله جلاله وعظمته ورحمته وإنعامه، فاستغرقوا في الحمد والشكر والثناء على هذه الآلاء قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ</span>} [(9) سورة الزمر] وهذه هي النفس المطمئنة، المطمئنة إلى ربها المطمئنة إلى طريقها، المطمئنة إلى قدر الله فيها، المطمئنة في السراء والضراء وحين البأس، وفي البسط والقبض، وفي المنع والعطاء، المطمئنة فلا ترتاب، والمطمئنة فلا تنحرف، والمطمئنة فلا تغفل، والمطمئنة فلا تضعف ولا تخضع، والمطمئنة فلا تتلجلج في الطريق، والمطمئنة فلا ترتاع في يوم الهول والرعب، يغمرها جو الأمن والرضا والطمأنينة في مشهد من الود والقربى والسكينة، وتهب عليها ريح الجنة الرضية الندية، وتتجلى عليها طلعة الرحمن -سبحانه وتعالى-: {<span style="color: #ff0000">يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي</span>} [(27 - 30) سورة الفجر]. قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا</span>} [(63) سورة مريم].</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff"><strong>ثمرات التقوى</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">للشيخ ناصر بن محمد الأحمد:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [(132) سورة طه] فما هي عواقب التقوى وما هي ثمراتها؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">إن عواقب التقوى وثمراتها كثيرة وكثيرة جداً فمن ذلك:</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">الانتفاع بالقرآن الكريم والهداية به:</span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [(1 - 2) سورة البقرة] هل تريد أن تنتفع بالقرآن؟، هل تريد أن تهتدي بهدي القرآن؟، لا سبيل لك إلى ذلك إلا بالتقوى، فالتقوى في القلب هي التي تؤهل المرء للانتفاع بكتاب الله، التقوى هي التي تفتح مغاليق القلب لهذا القرآن فيدخل ليؤدي دوره هناك.</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">المكانة العالية عند الله والارتفاع فوق الكفرة والساخرين:</span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ</span>} [(212) سورة البقرة].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ومنها: تعليم الله -تبارك وتعالى- للمتقين: {<span style="color: #ff0000">وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ</span>} [(282) سورة البقرة].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>الجنات والأنهار والخلود والأزواج المطهرة ورضوان الله</strong>:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وهل تتمنى يا عبد الله شيئاً أكثر من هذا، الجنات والأنهار والخلود والأزواج المطهرة ورضوان الله، قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ</span>} [(15) سورة آل عمران].</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">محبة الله -عز وجل-: </span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ</span>} [(76) سورة آل عمران] وقال سبحانه: {<span style="color: #ff0000">فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ</span>} [(7) سورة التوبة].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وهل هناك شيء يتمناه العبد بعد محبة الله تعالى له؟.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkred"><strong>معيَّة الله لعبده:</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">{<span style="color: #ff0000">وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ</span>} [(194) سورة البقرة] قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ</span>} [(128) سورة النحل]. أية قوة؟ وأي سلطان؟ وأي حماية ورعاية وأمان والله مع عبده، معية نصر وتأييد وحماية ورعاية، فلستم وحدكم أيها المتقون، ولستم وحدكم أيها المؤمنون، إنكم في معية العلي الجبار القادر القاهر فنعم المولى ونعم النصير.</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">انتفاء الخوف والحزن وحصول الفوز والبشارة: </span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ</span>} [(62 - 64) سورة يونس].</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">فتح البركات من السماء والأرض: </span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">{<span style="color: #ff0000">وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ</span>} [(96) سورة الأعراف].</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">الحفظ من وساوس الشيطان: </span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">كما قال سبحانه: {<span style="color: #ff0000">إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ</span>} [(201) سورة الأعراف].</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">النجاة من النار: </span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا</span>} [(71 - 72) سورة مريم]. ولو لم يأتك يا عبد الله إلا هذا لكفاك!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkred"><strong>الانضمام لوفد الرحمن: </strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا</span>} [(85) سورة مريم] في مشهد من مشاهد القيامة، يَقدُم المتقون على الرحمن وفداً في كرامة وحسن استقبال تتلقاهم الملائكة، بعكس المجرمين الذين يساقون إلى جهنم كما تساق القطعان، ولا شفاعة يومئذٍ إلا لمن اتقى وعمل صالحاً.</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">إصلاح العمل وغفران الذنوب: </span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">{<span style="color: #ff0000">يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ</span>} [(70 - 71) سورة الأحزاب].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ</span>} [(49) سورة ص].</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">الغرف التي فوقها غرف: </span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">{<span style="color: #ff0000">لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ</span>} [(20) سورة الزمر].</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">أنك تؤتى يا عبد الله كفلان من الرحمة والنور والمغفرة: </span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ</span>} [(28) سورة الحديد].</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">النَّجاة من كيد الأعداء:</span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">كما قال سبحانه: {<span style="color: #ff0000">وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ</span>} [(120) سورة آل عمران] وكم الأمة محتاجة إلى هذا، في وقت تكالب عليها أعدائها من كل جانب.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkred"><strong>قبول العمل:</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ</span>} [(27) سورة المائدة].</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff"><strong>تأثير المعاصي والآثام على الصيام</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">كان الصحابة وسلف الأمة يحرصون على أن يكون صيامهم طُهرة للأنفس والجوارح، وتَنزُّهًا عن المعاصي والآثام..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال عمر بن الخطاب: ليس الصيام من الشراب والطعام وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وروى طليق بن قيس عن أبي ذر قال: إذا صمت فتحفظ ما استطعت. وكان طليق إذا كان يوم صيامه، دخل فلم يخرج إلا إلى صلاة..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وكان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد، وقالوا: نُطهر صيامنا.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وعن حفصة بنت سيرين من التابعين قالت: الصيام جنة، ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وعن إبراهيم النخعي قال: كانوا يقولون: الكذب يفطِّر الصائم!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وعن ميمون بن مهران: إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب (ذُكر هذه الآثار كلها ابن حزم في المُحلى -6 / 475، 476).</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ومن أجل ذلك ذهب بعض السلف إلى أن المعاصي تفطِّر الصائم فمن ارتكب بلسانه حرامًا كالغيبة والنميمة والكذب، أو استمع بأذنه إلى حرام كالفحش والزور، أو نظر بعينه إلى حرام كالعورات ومحاسن المرأة الأجنبية بشهوة، أو ارتكب بيده حرامًا كإيذاء إنسان أو حيوان بغير حق، أو أخذ شيئًا لا يحل له، أو ارتكب برجله حرامًا، بأن مشى إلى معصية، أو غير ذلك من أنواع المحرمات، كان مفطرًا.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">فاللسان يُفطِّر، والأذن تُفطِّر، والعين تُفطِّر، واليد تُفطِّر، والرجل تُفطِّر، كما أن البطن تُفطِّر، والفرج يُفطِّر.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وإلى هذا ذهب بعض السلف: أن المعاصي كلها تُفطِّر، ومن ارتكب معصية في صومه فعليه القضاء، وهو ظاهر ما روي عن بعض الصحابة والتابعين.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وهو مذهب الإمام الأوزاعي.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وهو ما أيده ابن حزم من الظاهرية.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وأما جمهور العلماء: فرأوا أن المعاصي لا تُبطل الصوم، وإن كانت تخدشه وتصيب منه، بحسب صغرها أو كبرها.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وذلك أن المعاصي لا يسلم منها أحد، إلا من عصم ربك، وخصوصًا معاصي اللسان ؛ ولهذا قال الإمام أحمد: لو كانت الغيبة تفطّر ما كان لنا صوم!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">هذا والإمام أحمد من هو وهو في ورعه وزهده وتقواه، فماذا يقول غيره؟!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ويؤكد هؤلاء العلماء: أن المعاصي لا تبطل الصوم، كالأكل والشرب، ولكنها قد تذهب بأجره، وتضيع ثوابه.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">والحق أن هذه خسارة ليست هينة لمن يعقلون، ولا يستهين بها إلا أحمق. فإنه يجوع ويعطش ويحرم نفسه من شهواتها، ثم يخرج في النهاية ورصيده (صفر) من الحسنات!.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">يقول الإمام أبو بكر بن العربي في شرح حديث: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">(مقتضى هذا الحديث: أن من فعل ما ذُكر لا يثاب على صيامه، ومعناه أن ثواب الصيام لا يقوم في الموازنة بإثم الزور وما ذكر معه).</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وقال العلامة البيضاوي:.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">(ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع، والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات، وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر اللّه إليه، نظر القبول، فيقول: " ليس للّه حاجة " مجاز عن عدم قبوله فنفى السبب وأراد المسبب والله أعلم).</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkred"><strong>يقول السائل:</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">هل للمعاصي والآثام التي يرتكبها الإنسان في نهار رمضان تأثير على الصيام كالغيبة والنميمة والكذب ونحوها؟</span></p> <p style="text-align: center"><strong><span style="font-size: 22px">الجواب:</span></strong></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">يقول الله سبحانه وتعالى: {<span style="color: #ff0000">يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ</span>} "ولعل" في لغة العرب تفيد الترجي فالذي يرجى من الصوم تحقق التقوى أي أن الصوم سبب من أسباب التقوى.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وبناء على ذلك فليس الصوم هو مجرد الامتناع عن المفطرات الثلاث الطعام والشراب والشهوة فحسب بل لا بد من صوم الجوارح أيضاً، فاليد لا بد أن تكف عن أذى الناس، والعين لا بد أن تكف عن النظر إلى المحرمات والأذن لا بد أن تكف عن السماع للمحرمات واللسان لا بد أن يكف عن المحرمات كالغيبة والنميمة والكذب ونحوها، والرِجل لا بد أن تكف عن المحرمات فلا تمشي إلى ما حرم الله.</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">إن الصائم مأمور بتقوى الله عز وجل وهي امتثال ما أمر الله واجتناب ما نهى الله عنه وهذه طائفة عطرة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تشير إلى هذه المعاني:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم) رواه البخاري ومسلم.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">3. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم) رواه ابن خزيمة والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وصححه العلامة الألباني.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">4. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رب صائم ليس له بصيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر) رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري وصححه العلامة الألباني.</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">فهذه الأحاديث وغيرها يؤخذ منها أن الصوم لا يقصد به مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل لا بد من صوم الجوارح عن المعاصي، فعلى الصائم أن يجتنب كل المحرمات ويلتزم بكل ما أمر الله سبحانه وتعالى به حتى تتحقق فيه معاني الصوم الحقيقية، وإن لم يفعل ذلك فإنه لا ينتفع بصومه ويكون نصيبه من صومه مجرد الجوع والعطش، والعياذ بالله، كما أشار إلى ذلك الحديث الأخير، وله رواية أخرى وهي: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر) وهي رواية صحيحة.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">فالأصل في المسلم الالتزام بشرع الله كاملاً وأن يأتي بالعبادات كما أرادها الله سبحانه وتعالى، بأن تكون هذه العبادات محققة لثمارها الإيجابية في سلوك المسلم وحياته، وأما إن كانت الصلاة مجرد حركات خالية من روحها والصوم مجرد جوع وعطش، والزكاة للرياء والسمعة والحج للشهرة واللقب فقد خاب المسلم وخسر وحبط عمله وكان من المفلسين يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) رواه مسلم وابن حبان والترمذي والبيهقي وأحمد. وبناء على كل ما تقدم نرى أن المعاصي والآثام لها تأثير واضح في الصيام فهي تفسد المعنى الحقيقي للصيام ولكنها لا تعد من المفطرات.</span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 46850, member: 1"] [center][size=6][color=#0000ff][b]مراتب التّقوى[/b][/color][/size] [b][size=6]ذكر بعض أهل العلم أن للتقوى ثلاث مراتب:[/size][/b] [b][size=6]المرتبة الأولى:[/size][/b] [size=6]التوقي عن كل ما يخلد صاحبه في النار وعليه قوله تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ} [(26) سورة الفتح] بمعنى أن الإنسان يقي نفسه من العذاب المخلد في النار وذلك بالتبرؤ من الكفر بجميع أنواعه، وأن يتبرأ من الشرك بكل أشكاله الظاهر منه والباطن، فـ {[color=#ff0000]إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء[/color]} [(48) سورة النساء].[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][b]المرتبة الثانية[/b]:[/size] [size=6]تجنب كل ما يؤدي إلى الإثم من فعل أو ترك، وهي مرتبة المجاهدة وحمل النفس على فعل المأمورات وترك المنهيات، وهي أيضاً مرتبة النفس اللوامة التي تلوم نفسها لِمَ لا تستزيد من الخير، وتلوم نفسها لِمَ فعلت الذنب.[/size] [size=6]قال الحسن البصري -رحمه الله-: النفس اللوامة: هي والله نفس المؤمن، ما يُرى إلا يلوم نفسه: ما أردت بكلمتي؟ وما أردت بأكلي؟ وما أردت بحديث نفسي؟ والفاجر لا يحاسب نفسه.[/size] [size=6]هذه المرتبة هي مرتبة النفس المتيقِّظة التقية الخائفة المتوجسة التي تحاسب نفسها وتجاهدها، وتتلفت حولها، وتتبين هداها، وتحذر خداع ذاتها، هي النفس الكريمة على الله التي أقسم الله بها في كتابه، وقرنها بيوم القيامة في قوله تعالى: {[color=#ff0000]لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ[/color]} [(1،2) سورة القيامة]. هذه المرتبة يراقب التقي فيها طاعته لربه أن يكون مخلصاً فيها، ويراقب فيها معصيته وذلك بالتوبة والندم والإقلاع قال الله تعالى: {[color=#ff0000]إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ[/color]} [(201) سورة الأعراف].[/size] [size=6]وهكذا تستقيم أحوال العبد وتشرق الهداية في قلبه باستمرار مجاهدته لنفسه {[color=#ff0000]وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا[/color]} [(69) سورة العنكبوت] فيبتعد شيئاً فشيئاً عن المعصية ويقترب رويداً رويداً من طاعة ربه ورضوانه حتى يتمكن من نفسه ويسلس قيادها لله، قال الله تعالى: {[color=#ff0000]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[/color]} [(16) سورة التغابن] وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [(17) سورة محمد].[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=yellowgreen][b]المرتبة الثالثة: [/b][/color][/size] [size=6]أن يتنزه المرء عن كل ما يشغل سره عن الحق -تبارك وتعالى- ويتبتل إليه بكليته. وهذه مرتبة التقي الذي تجرد بكليته إلى الله، وامتلأ قلبه بحب الله، واطمأنت نفسه بالأنس به، فلم تعد تحدثه بمعصية، ثم يرتقي بعد ذلك في منازل الطاعات والمجاهدات، فهو حيث أمر الله موجود، وحيث نهى الله مفقود، وضع قدمه في طريق التقوى الفسيح، وتقدم فيه ما وسعه التقدم تحقيقاً لقول الله تعالى: {[color=#ff0000]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ[/color]} [(102) سورة آل عمران]، فهو يجاهد في الله حق جهاده، ويخشى الله حق خشيته، ويطيع الله حق طاعته، ويتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق اتباعه، ويدعو إلى سبيله حق دعوته، ولا يزال يرتقي في هذا السبيل القويم حتى يصل إلى مرتبة الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، فيلاحظ أمر الله ورقابته في كل قول وعمل وتصرف، وابتعد عنه الشيطان وتخلص من وساوسه؛ لأنه دائم الذكر لله، دائم التفكير بعظمته وجلاله وقدرته، فإنك لا ترى العبد في هذه المرتبة إلا ذاكراً قانتاً متفكراً مجاهداً عاملاً، همّه رضا الله، وهمّه الآخرة، فهو من الذين عقلوا عن الله، وعلموا عن الله جلاله وعظمته ورحمته وإنعامه، فاستغرقوا في الحمد والشكر والثناء على هذه الآلاء قال الله تعالى: {[color=#ff0000]أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ[/color]} [(9) سورة الزمر] وهذه هي النفس المطمئنة، المطمئنة إلى ربها المطمئنة إلى طريقها، المطمئنة إلى قدر الله فيها، المطمئنة في السراء والضراء وحين البأس، وفي البسط والقبض، وفي المنع والعطاء، المطمئنة فلا ترتاب، والمطمئنة فلا تنحرف، والمطمئنة فلا تغفل، والمطمئنة فلا تضعف ولا تخضع، والمطمئنة فلا تتلجلج في الطريق، والمطمئنة فلا ترتاع في يوم الهول والرعب، يغمرها جو الأمن والرضا والطمأنينة في مشهد من الود والقربى والسكينة، وتهب عليها ريح الجنة الرضية الندية، وتتجلى عليها طلعة الرحمن -سبحانه وتعالى-: {[color=#ff0000]يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي[/color]} [(27 - 30) سورة الفجر]. قال الله تعالى: {[color=#ff0000]تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا[/color]} [(63) سورة مريم].[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=#0000ff][b]ثمرات التقوى[/b][/color][/size] [size=6]للشيخ ناصر بن محمد الأحمد:[/size] [size=6]قال الله تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [(132) سورة طه] فما هي عواقب التقوى وما هي ثمراتها؟[/size] [size=6]إن عواقب التقوى وثمراتها كثيرة وكثيرة جداً فمن ذلك:[/size] [b][size=6]الانتفاع بالقرآن الكريم والهداية به:[/size][/b] [size=6]قال الله تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [(1 - 2) سورة البقرة] هل تريد أن تنتفع بالقرآن؟، هل تريد أن تهتدي بهدي القرآن؟، لا سبيل لك إلى ذلك إلا بالتقوى، فالتقوى في القلب هي التي تؤهل المرء للانتفاع بكتاب الله، التقوى هي التي تفتح مغاليق القلب لهذا القرآن فيدخل ليؤدي دوره هناك.[/size] [b][size=6]المكانة العالية عند الله والارتفاع فوق الكفرة والساخرين:[/size][/b] [size=6]قال الله تعالى: {[color=#ff0000]زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ[/color]} [(212) سورة البقرة].[/size] [size=6]ومنها: تعليم الله -تبارك وتعالى- للمتقين: {[color=#ff0000]وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[/color]} [(282) سورة البقرة].[/size] [size=6][b]الجنات والأنهار والخلود والأزواج المطهرة ورضوان الله[/b]:[/size] [size=6]وهل تتمنى يا عبد الله شيئاً أكثر من هذا، الجنات والأنهار والخلود والأزواج المطهرة ورضوان الله، قال الله تعالى: {[color=#ff0000]قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ[/color]} [(15) سورة آل عمران].[/size] [b][size=6]محبة الله -عز وجل-: [/size][/b] [size=6]قال الله تعالى: {[color=#ff0000]بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ[/color]} [(76) سورة آل عمران] وقال سبحانه: {[color=#ff0000]فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ[/color]} [(7) سورة التوبة].[/size] [size=6]وهل هناك شيء يتمناه العبد بعد محبة الله تعالى له؟.[/size] [size=6][color=darkred][b]معيَّة الله لعبده:[/b][/color][/size] [size=6]{[color=#ff0000]وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ[/color]} [(194) سورة البقرة] قال الله تعالى: {[color=#ff0000]إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ[/color]} [(128) سورة النحل]. أية قوة؟ وأي سلطان؟ وأي حماية ورعاية وأمان والله مع عبده، معية نصر وتأييد وحماية ورعاية، فلستم وحدكم أيها المتقون، ولستم وحدكم أيها المؤمنون، إنكم في معية العلي الجبار القادر القاهر فنعم المولى ونعم النصير.[/size] [b][size=6]انتفاء الخوف والحزن وحصول الفوز والبشارة: [/size][/b] [size=6]قال الله تعالى: {[color=#ff0000]أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[/color]} [(62 - 64) سورة يونس].[/size] [b][size=6]فتح البركات من السماء والأرض: [/size][/b] [size=6]{[color=#ff0000]وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ[/color]} [(96) سورة الأعراف].[/size] [b][size=6]الحفظ من وساوس الشيطان: [/size][/b] [size=6]كما قال سبحانه: {[color=#ff0000]إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ[/color]} [(201) سورة الأعراف].[/size] [b][size=6]النجاة من النار: [/size][/b] [size=6]قال الله تعالى: {[color=#ff0000]وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا[/color]} [(71 - 72) سورة مريم]. ولو لم يأتك يا عبد الله إلا هذا لكفاك![/size] [size=6][color=darkred][b]الانضمام لوفد الرحمن: [/b][/color][/size] [size=6]قال الله تعالى: {[color=#ff0000]يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا[/color]} [(85) سورة مريم] في مشهد من مشاهد القيامة، يَقدُم المتقون على الرحمن وفداً في كرامة وحسن استقبال تتلقاهم الملائكة، بعكس المجرمين الذين يساقون إلى جهنم كما تساق القطعان، ولا شفاعة يومئذٍ إلا لمن اتقى وعمل صالحاً.[/size] [b][size=6]إصلاح العمل وغفران الذنوب: [/size][/b] [size=6]{[color=#ff0000]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[/color]} [(70 - 71) سورة الأحزاب].[/size] [size=6]قال الله تعالى: {[color=#ff0000]هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ[/color]} [(49) سورة ص].[/size] [b][size=6]الغرف التي فوقها غرف: [/size][/b] [size=6]{[color=#ff0000]لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ[/color]} [(20) سورة الزمر].[/size] [b][size=6]أنك تؤتى يا عبد الله كفلان من الرحمة والنور والمغفرة: [/size][/b] [size=6]قال الله تعالى: {[color=#ff0000]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[/color]} [(28) سورة الحديد].[/size] [b][size=6]النَّجاة من كيد الأعداء:[/size][/b] [size=6]كما قال سبحانه: {[color=#ff0000]وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ[/color]} [(120) سورة آل عمران] وكم الأمة محتاجة إلى هذا، في وقت تكالب عليها أعدائها من كل جانب.[/size] [size=6][color=darkred][b]قبول العمل:[/b][/color][/size] [size=6]قال الله تعالى: {[color=#ff0000]إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ[/color]} [(27) سورة المائدة].[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=#0000ff][b]تأثير المعاصي والآثام على الصيام[/b][/color][/size] [size=6] [/size] [size=6]كان الصحابة وسلف الأمة يحرصون على أن يكون صيامهم طُهرة للأنفس والجوارح، وتَنزُّهًا عن المعاصي والآثام..[/size] [size=6]قال عمر بن الخطاب: ليس الصيام من الشراب والطعام وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو.[/size] [size=6]وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء..[/size] [size=6]وروى طليق بن قيس عن أبي ذر قال: إذا صمت فتحفظ ما استطعت. وكان طليق إذا كان يوم صيامه، دخل فلم يخرج إلا إلى صلاة..[/size] [size=6]وكان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد، وقالوا: نُطهر صيامنا.[/size] [size=6]وعن حفصة بنت سيرين من التابعين قالت: الصيام جنة، ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة!.[/size] [size=6]وعن إبراهيم النخعي قال: كانوا يقولون: الكذب يفطِّر الصائم!.[/size] [size=6]وعن ميمون بن مهران: إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب (ذُكر هذه الآثار كلها ابن حزم في المُحلى -6 / 475، 476).[/size] [size=6]ومن أجل ذلك ذهب بعض السلف إلى أن المعاصي تفطِّر الصائم فمن ارتكب بلسانه حرامًا كالغيبة والنميمة والكذب، أو استمع بأذنه إلى حرام كالفحش والزور، أو نظر بعينه إلى حرام كالعورات ومحاسن المرأة الأجنبية بشهوة، أو ارتكب بيده حرامًا كإيذاء إنسان أو حيوان بغير حق، أو أخذ شيئًا لا يحل له، أو ارتكب برجله حرامًا، بأن مشى إلى معصية، أو غير ذلك من أنواع المحرمات، كان مفطرًا.[/size] [size=6]فاللسان يُفطِّر، والأذن تُفطِّر، والعين تُفطِّر، واليد تُفطِّر، والرجل تُفطِّر، كما أن البطن تُفطِّر، والفرج يُفطِّر.[/size] [size=6]وإلى هذا ذهب بعض السلف: أن المعاصي كلها تُفطِّر، ومن ارتكب معصية في صومه فعليه القضاء، وهو ظاهر ما روي عن بعض الصحابة والتابعين.[/size] [size=6]وهو مذهب الإمام الأوزاعي.[/size] [size=6]وهو ما أيده ابن حزم من الظاهرية.[/size] [size=6]وأما جمهور العلماء: فرأوا أن المعاصي لا تُبطل الصوم، وإن كانت تخدشه وتصيب منه، بحسب صغرها أو كبرها.[/size] [size=6]وذلك أن المعاصي لا يسلم منها أحد، إلا من عصم ربك، وخصوصًا معاصي اللسان ؛ ولهذا قال الإمام أحمد: لو كانت الغيبة تفطّر ما كان لنا صوم!.[/size] [size=6]هذا والإمام أحمد من هو وهو في ورعه وزهده وتقواه، فماذا يقول غيره؟!.[/size] [size=6]ويؤكد هؤلاء العلماء: أن المعاصي لا تبطل الصوم، كالأكل والشرب، ولكنها قد تذهب بأجره، وتضيع ثوابه.[/size] [size=6]والحق أن هذه خسارة ليست هينة لمن يعقلون، ولا يستهين بها إلا أحمق. فإنه يجوع ويعطش ويحرم نفسه من شهواتها، ثم يخرج في النهاية ورصيده (صفر) من الحسنات!.[/size] [size=6]يقول الإمام أبو بكر بن العربي في شرح حديث: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".[/size] [size=6](مقتضى هذا الحديث: أن من فعل ما ذُكر لا يثاب على صيامه، ومعناه أن ثواب الصيام لا يقوم في الموازنة بإثم الزور وما ذكر معه).[/size] [size=6]وقال العلامة البيضاوي:.[/size] [size=6](ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع، والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات، وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر اللّه إليه، نظر القبول، فيقول: " ليس للّه حاجة " مجاز عن عدم قبوله فنفى السبب وأراد المسبب والله أعلم).[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6][color=darkred][b]يقول السائل:[/b][/color][/size] [size=6]هل للمعاصي والآثام التي يرتكبها الإنسان في نهار رمضان تأثير على الصيام كالغيبة والنميمة والكذب ونحوها؟[/size] [b][size=6]الجواب:[/size][/b] [size=6]يقول الله سبحانه وتعالى: {[color=#ff0000]يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[/color]} "ولعل" في لغة العرب تفيد الترجي فالذي يرجى من الصوم تحقق التقوى أي أن الصوم سبب من أسباب التقوى.[/size] [size=6]وبناء على ذلك فليس الصوم هو مجرد الامتناع عن المفطرات الثلاث الطعام والشراب والشهوة فحسب بل لا بد من صوم الجوارح أيضاً، فاليد لا بد أن تكف عن أذى الناس، والعين لا بد أن تكف عن النظر إلى المحرمات والأذن لا بد أن تكف عن السماع للمحرمات واللسان لا بد أن يكف عن المحرمات كالغيبة والنميمة والكذب ونحوها، والرِجل لا بد أن تكف عن المحرمات فلا تمشي إلى ما حرم الله.[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6]إن الصائم مأمور بتقوى الله عز وجل وهي امتثال ما أمر الله واجتناب ما نهى الله عنه وهذه طائفة عطرة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تشير إلى هذه المعاني:[/size] [size=6]1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم) رواه البخاري ومسلم.[/size] [size=6]2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.[/size] [size=6]3. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم) رواه ابن خزيمة والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وصححه العلامة الألباني.[/size] [size=6]4. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رب صائم ليس له بصيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر) رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري وصححه العلامة الألباني.[/size] [size=6] [/size] [size=6] [/size] [size=6]فهذه الأحاديث وغيرها يؤخذ منها أن الصوم لا يقصد به مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل لا بد من صوم الجوارح عن المعاصي، فعلى الصائم أن يجتنب كل المحرمات ويلتزم بكل ما أمر الله سبحانه وتعالى به حتى تتحقق فيه معاني الصوم الحقيقية، وإن لم يفعل ذلك فإنه لا ينتفع بصومه ويكون نصيبه من صومه مجرد الجوع والعطش، والعياذ بالله، كما أشار إلى ذلك الحديث الأخير، وله رواية أخرى وهي: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر) وهي رواية صحيحة.[/size] [size=6]فالأصل في المسلم الالتزام بشرع الله كاملاً وأن يأتي بالعبادات كما أرادها الله سبحانه وتعالى، بأن تكون هذه العبادات محققة لثمارها الإيجابية في سلوك المسلم وحياته، وأما إن كانت الصلاة مجرد حركات خالية من روحها والصوم مجرد جوع وعطش، والزكاة للرياء والسمعة والحج للشهرة واللقب فقد خاب المسلم وخسر وحبط عمله وكان من المفلسين يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) رواه مسلم وابن حبان والترمذي والبيهقي وأحمد. وبناء على كل ما تقدم نرى أن المعاصي والآثام لها تأثير واضح في الصيام فهي تفسد المعنى الحقيقي للصيام ولكنها لا تعد من المفطرات.[/size][/center] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
الخيمـــة الرمضــــانية
(احكام خاصة بالصيام)