الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
الخيمـــة الرمضــــانية
(احكام خاصة بالصيام)
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 46852" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: green"><strong>بسم الله الرّحمن الرّحيم</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">فضل التوبة في رمضان</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff"><strong>حقيقة الحياة الدّنيا أنّها دارُ ابتلاء!</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>نوع الابتلاء:</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه أن النبَّيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: (<span style="color: #808000">حُجبت النار بالشهوات، وحُجبت الجنة بالمكاره</span>).</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال في مرقاة المفاتيح:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">"(حُجِبَتِ النَّارُ) أَيْ: أُحِيطَتْ (بِالشَّهَوَاتِ): كَالْخَمْرِ وَالزِّنَا (وَحُجِبَتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ): </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">كَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">مَعْنَاهُ لَا يُوصَلُ إِلَى الْجَنَّةِ إِلَّا بِارْتِكَابِ الْمَكَارِهِ، وَلَا يُوصَلُ إِلَى النَّارِ إِلَّا بِارْتِكَابِ الشَّهَوَاتِ، وَكَذَلِكَ بِهَا مَحْجُوبَتَانِ بِهِمَا، فَمَنْ هَتَكَ الْحِجَابَ وَصَلَ إِلَى الْمَحْجُوبِ، فَهَتْكُ حِجَابِ الْجَنَّةِ بِاقْتِحَامِ الْمَكَارِهِ، وَهَتْكُ حُجُبِ النَّارِ بِارْتِكَابِ الشَّهَوَاتِ!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وَأَمَّا الْمَكَارِهُ فَيَدْخُلُ فِيهَا الِاجْتِهَادُ وَالْعَادَاتُ، وَالْمُوَاظَبَةُ عَلَى الطَّاعَاتِ، وَالصَّبْرُ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَنَحْوُ ذَلِكَ.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وَأَمَّا الشَّهَوَاتُ الَّتِي النَّارُ مَحْفُوفَةٌ بِهَا، فَالظَّاهِرُ أَنَّهَا الشَّهَوَاتُ الْمُحَرَّمَةُ كَالْخَمْرِ وَالزِّنَا وَالْغِيبَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَأَمَّا الشَّهَوَاتُ الْمُبَاحَةُ فَلَا تَدْخُلُ فِي هَذَا اهـ.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وَيُنَاسِبُ هَذَا الْحَدِيثَ مَا ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ فِي الْجَامِعِ الْكَبِيرِ، أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «إِنَّ اللَّهَ بَنَى مَكَّةَ عَلَى الْمَكْرُوهَاتِ وَالدَّرَجَاتِ» " أَيْ: لَا تَحْصُلُ دَرَجَاتُهَا إِلَّا بِالتَّحَمُّلِ عَلَى مَكْرُوهَاتِهَا، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">إذن، هذا الحديث الشريف يجسد حقيقة الابتلاء في الحياة الدنيا، فالنّار المخوفةُ طبعاً، حُجِبت بالشهواتِ ذات اللذة العارضة، حتى نسي النّاس ذلك الخطر الذي يتهدّدهم.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">والجنّة المُحبَّبة بما ورد من أنّ فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، حُجِبت بالمكاره والمقصود بها إلزام النفس بالحقِّ، المخالف لشهوتها وهواها، فصارت هذه المكاره مانعاً من التوجه نحو الجنّة وما أعدّ الله فيها لعباده من النعيم!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>يؤكد معنى هذا الحديث قولُه صلى الله عليه وسلم</strong><strong>:</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَعَرَّجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ، قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ، وَالسُّورَانِ: حُدُودُ اللَّهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللَّهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي مِنِ فَوْقَ الصِّرَاطِ: وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ)!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>حقيقة الحياة الدنيا: صورة تمثيلية:</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال الإمام ابن القيّم:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">مثل أهل الدنيا في غَفْلتهم، مثل قومٍ رَكِبوا سفينة، فانتهتْ بهم إلى جزيرة، فأمَرَهم الملاَّح بالخروج لقضاء الحاجة، وحذَّرهم الإبطاءَ، وخوَّفهم مرورَ السفينة، فتفرَّقوا في نواحي الجزيرة، فقَضَى بعضُهم حاجته، وبَادَرَ إلى السفينة، فصَادَف المكان خاليًا، فأخَذَ أوْسَعَ الأماكن وألْيَنَها وأوْفَقَها لِمُراده، ووقَف بعضُهم في الجزيرة ينظر إلى أزهارها وأنوارها العجيبة، ويسمع نَغَمات طيورها، ويُعجبه حُسْنُ أحجارها، ثم حدَّثَتْه نفسُه بفَوْت السفينة، وسرعة مُرورها، وخَطَرِ ذَهابها، فلم يصادِفْ إلاَّ مكانًا ضَيِّقًا، فجلس فيه، وأكبَّ بعضُهم على تلك الحجارة المستحسنة، والأزهار الفائقة، فحمل منها حملَه، فلمَّا جاء لَم يجدْ في السفينة إلاَّ مكانًا ضعيفًا، وزاده حمله ضِيقًا، فصارَ محمولُه ثقلاً عليه ووبالاً، ولَم يَقْدِرْ على نبذه، بل لَم يجدْ من حملِه بُدًّا، ولَم يجدْ له في السفينة موضعًا، فحَمَله على عاتقه، ونَدِم على أخْذه، فلم تنفعْه النَّدَامة، ثم ذَبُلَتِ الأزهار وتغيَّرت رائحتُها، وآذاه نتنُها، وتولج بعضُهم في تلك الغياض، ونَسِي السفينة، وأبعد في نزهته؛ حتى إنَّ الملاَّح نادَى الناسَ عند دَفْع السفينة، فلم يَبلغْه صوتُه؛ لاشتغاله بملاهيه، فهو تارة يتناول من الثمر، وتارة يشمُّ تلك الأنوار، وتارة يعجب من حُسن الأشجار، وهو على ذلك خائفٌ من سَبُع يخرج عليه، غير منفكٍّ من شوك يتشبَّثُ في ثيابه، ويدخل في قَدَميه، أو غُصن يجرحُ بَدَنه، أو عوسج يَخرِق ثيابه ويَهتك عورته، أو صوت هائل يُفزعه، ثم من هؤلاء مَن لَحِق السفينة ولَم يَبقَ فيها موضع، فماتَ على الساحل، ومنهم مَن شَغَله لَهْوه، فافترسته السباع، ونَهشتْه الحَيَّات، ومنهم مَن تاه، فهامَ على وجْهه حتى هَلك.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">فهذا مثال أهل الدنيا في اشتغالهم بحظوظهم العاجلة، ونسيانهم مَوردَهم وعاقبةَ أمرهم، وما أقبح بالعاقل أن تَغرَّه أحجار ونبات يصير هشيمًا، قد شَغَل بالَه وعوَّقه عن نجاته ولَم يَصحبْه! ".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>ويقول ابن بطال:</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قوله (صلى الله عليه وسلم): (حجبت النار بالشهوات وحُجبت الجنة بالمكاره) من جوامع الكلم وبديع البلاغة فى ذم الشهوات والنَّهي عنها، والحض على طاعة الله، وإن كرهتها النُّفوسُ وشقَّ عليها؛ لأنه إذا لم يكن يوم القيامة غير الجنة والنار ولم يكن بدٌّ من المصير إلى إحداهما فواجب على المؤمنين السعى فيما يدخل إلى الجنة وينقذ من النار، وإن شق ذلك عليهم؛ لأن الصبر على النار أشق، فخرج هذا الخطاب منه (صلى الله عليه وسلم) بلفظ الخبر وهو من باب النهى والأمر.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وقوله: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك) فدليل واضح أن الطاعات الموصلة إلى الجنة والمعاصى المقربة من النار قد تكون فى أيسر الأشياء، ألا ترى قوله (صلى الله عليه وسلم): (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا؛ يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه). فينبغى للمؤمن ألا يزهد فى قليل من الخير يأتيه، ولا يستقل قليلاً من الشر يجتنيه فيحسبه هينًا، وهو عند الله عظيم، فإنَّ المؤمن لا يعلم الحسنة التى يرحمه الله بها، ولا يعلم السيئة التى يسخط الله عليه بها، وقد قال الحسن البصريُّ: من تُقُبِّلت منه حسنةٌ واحدة دخل الجنة. وقوله (صلى الله عليه وسلم): (أصدقُ كلمةٍ قالها الشاعر: ألا كلُّ شىءٍ ما خلا الله باطل) فالمراد به الخصوص؛ لأنَّ كل ما قرَّب من الله فليس بباطل، وإنما أراد أنَّ كل شيء من أمور الدنيا التى لا تئول إلى طاعة الله، ولا تقرب منه فهى باطل. (شرح صحيح البخارى لابن بطال 10/ 198).</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>كلُّ ابن آدمَ خطّاءٌ ولكن:</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>مقدمة:</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">إذا كانت حقيقة الحياة الدنيا أنها دار ابتلاء، فإنّ حقيقة الإنسان أنّه لا يبلغ كماله إلا شيئاً فشيئاً، ولذا فقد ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عيه وسلم: (كلُّ بني آدم خطّاءٌ، وخير الخطائين التوابون)! ولكن ينبغي للإنسان العاقل أن يتدرج في التخلي عن خطئه شيئاً فشيئاً، ولن يستطيع أن يتخلّى عنه تماماً، فقد كُتِبَ على الإنسان حظُّه من المعاصي والذنوب، مدركٌ ذلك لا محالة، فمستقل ومستكثر، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (<span style="color: #808000">وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ</span>) [رواه مسلم]!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">إذن: من حقوق الإنسان في الإسلام: الحقُّ في أن يُخطئ!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ولكن لا بدّ من هذه القيود، فمن حقّ الإنسان أن يخطئ، ولكن ليس من حقّه:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">1 - أن يتعمد الخطأ: يقول الله تعالى: {<span style="color: #ff0000">وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا</span> (5)} (سورة الأحزاب).</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">2 - أن يقع في الخطأ مرةً بعد أخرى، بدون أن يحدث توبةً، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ) (متفق عليه) واللدغ هو العضُّ والإصابة من ذوات السُّموم كالعقرب والحية، والجُحر الثقب، والمعنى أن المؤمن ينبغي أن يكون حذراً بحيث لا يُخدع من جهةٍ واحدة مرتين! وهو في معنى المقصود.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">3 - أن يرضى بالخطأ، بل الواجب عليه أن يُبادر بالاستغفار، وهذا هو الفارق بين المؤمن والمنافق، وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه فيما يرويه البخاريُّ: "لمؤمن يري ذنبه كالجبل يخاف أن يقع عليه، والمنافق يري ذنبه كذبابٍ وقعَ على أنفه فقال به هكذا وهكذا".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">بل ويجب عليه أن يجتهد من أجل إقامة صرح الحقِّ والحقيقة:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">في نفسه أولاً، وفي كلّ ما له عليه ولايةٌ شرعيّة!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">ثمّ فيما وراء ذلك!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff"><strong>أسباب الوقوع في الأخطاء والخطايا</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">سببان أساسيّان: النفس والشيطان!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span><span style="font-size: 22px"><strong>النّفس:</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong></strong>"اتَّفق السالكون إلى الله على اختلاف طرقهم، وتباين سلوكهم على أن النفس قاطعة بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وأنه لا يدخل عليه سبحانه ولا يوصل إليه إلا بعد إماتتها وتركها بمخالفتها والظفر بها.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">فإن الناس على قسمين: قسم ظفرت به نفسه فملكته وأهلكته وصار طوعا لها تحت أوامرها. وقسم ظفروا بنفوسهم فقهروها، فصارت طوعا لهم منقادة لأوامرهم.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">قال بعض العارفين: انتهى سفر الطالبين إلى الظفر بأنفسهم. فمن ظفر بنفسه أفلح وأنجح، ومن ظفرت به نفسه خسر وهلك. قال تعالى:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">{<span style="color: #ff0000">فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الحياةَ الُّدنْيَا * فَإنَّ الجحِيمَ هِىَ الْمَأْوَى وَأمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنّ الجنَّةَ هِىَ المَأْوَى</span>} [النازعات: 37 - 41].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">فالنفس تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا، والرب يدعو عبده إلى خوفه ونهى النفس عن الهوى. والقلب بين الداعيين، يميل إلى هذا الداعى مرة وإلى هذا مرة وهذا موضع المحنة والابتلاء"</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span><span style="font-size: 22px"><strong>الشيطان:</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong></strong>"من تأمل القرآن والسنة وجد اعتناءهما بذكر الشيطان وكيده ومحاربته أكثر من ذكر النفس، فإن النفس المذمومة ذكرت فى قوله: {<span style="color: #ff0000">إِن النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ</span>} [يوسف: 53].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">واللوامة فى قوله: {<span style="color: #ff0000">وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللوَّامَةِ</span>} [القيامة: 2].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وذكرت النفس المذمومة فى قوله: {<span style="color: #ff0000">وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى</span>} [النازعات: 40].</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">وأما الشيطان فذكر فى عدة مواضع، وأفردت له سورة تامة. فتحذير الرب تعالى لعباده منه جاء أكثر من تحذيره من النفس، وهذا هو الذى لا ينبغي غيره، فإن شر النفس وفسادها ينشأ من وسوسته، فهى مركبه وموضع شره، ومحل طاعته، وقد أمر الله سبحانه بالاستعاذة منه عند قراءة القرآن وغير ذلك، وهذا لشدة الحاجة إلى التعوذ منه، ولم يأمر بالاستعاذة من النفس فى موضع واحد، وإنما جاءت الاستعاذة من شرها فى خطبة الحاجة فى قوله صلى الله عليه وسلم: "وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><strong>النفس والشيطان:</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">"وقد جمع النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بين الاستعاذة من الأمرين فى الحديث الذى رواه الترمذي وصححه عن أبي هريرة رضى الله عنه:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">"أَ<span style="color: #808000">نّ أَبَا بكرٍ الصِّديقَ رَضى الله عنه قَالَ: يا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِى شْيئاً أَقولُهُ إِذا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ، قَالَ قُلِ: اللهُمَّ عَالمَ الْغَيَبِ وَالشّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَىْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِى وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِى سُوءًا أَوْ أَجرهُ إِلَى مُسْلِمٍ، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ</span>".".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">عن: (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان) لابن القيم.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 46852, member: 1"] [center][size=6] [/size] [size=6][color=green][b]بسم الله الرّحمن الرّحيم[/b][/color][/size] [size=6][color=#ff0000]فضل التوبة في رمضان[/color][/size] [size=6][color=#0000ff][b]حقيقة الحياة الدّنيا أنّها دارُ ابتلاء![/b][/color] [b]نوع الابتلاء:[/b] روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه أن النبَّيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: ([color=#808000]حُجبت النار بالشهوات، وحُجبت الجنة بالمكاره[/color]). قال في مرقاة المفاتيح: "(حُجِبَتِ النَّارُ) أَيْ: أُحِيطَتْ (بِالشَّهَوَاتِ): كَالْخَمْرِ وَالزِّنَا (وَحُجِبَتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ): كَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ". قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: مَعْنَاهُ لَا يُوصَلُ إِلَى الْجَنَّةِ إِلَّا بِارْتِكَابِ الْمَكَارِهِ، وَلَا يُوصَلُ إِلَى النَّارِ إِلَّا بِارْتِكَابِ الشَّهَوَاتِ، وَكَذَلِكَ بِهَا مَحْجُوبَتَانِ بِهِمَا، فَمَنْ هَتَكَ الْحِجَابَ وَصَلَ إِلَى الْمَحْجُوبِ، فَهَتْكُ حِجَابِ الْجَنَّةِ بِاقْتِحَامِ الْمَكَارِهِ، وَهَتْكُ حُجُبِ النَّارِ بِارْتِكَابِ الشَّهَوَاتِ! وَأَمَّا الْمَكَارِهُ فَيَدْخُلُ فِيهَا الِاجْتِهَادُ وَالْعَادَاتُ، وَالْمُوَاظَبَةُ عَلَى الطَّاعَاتِ، وَالصَّبْرُ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَأَمَّا الشَّهَوَاتُ الَّتِي النَّارُ مَحْفُوفَةٌ بِهَا، فَالظَّاهِرُ أَنَّهَا الشَّهَوَاتُ الْمُحَرَّمَةُ كَالْخَمْرِ وَالزِّنَا وَالْغِيبَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَأَمَّا الشَّهَوَاتُ الْمُبَاحَةُ فَلَا تَدْخُلُ فِي هَذَا اهـ. وَيُنَاسِبُ هَذَا الْحَدِيثَ مَا ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ فِي الْجَامِعِ الْكَبِيرِ، أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «إِنَّ اللَّهَ بَنَى مَكَّةَ عَلَى الْمَكْرُوهَاتِ وَالدَّرَجَاتِ» " أَيْ: لَا تَحْصُلُ دَرَجَاتُهَا إِلَّا بِالتَّحَمُّلِ عَلَى مَكْرُوهَاتِهَا، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. إذن، هذا الحديث الشريف يجسد حقيقة الابتلاء في الحياة الدنيا، فالنّار المخوفةُ طبعاً، حُجِبت بالشهواتِ ذات اللذة العارضة، حتى نسي النّاس ذلك الخطر الذي يتهدّدهم. والجنّة المُحبَّبة بما ورد من أنّ فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، حُجِبت بالمكاره والمقصود بها إلزام النفس بالحقِّ، المخالف لشهوتها وهواها، فصارت هذه المكاره مانعاً من التوجه نحو الجنّة وما أعدّ الله فيها لعباده من النعيم! [b]يؤكد معنى هذا الحديث قولُه صلى الله عليه وسلم[/b][b]:[/b] (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَعَرَّجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ، قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ، وَالسُّورَانِ: حُدُودُ اللَّهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللَّهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي مِنِ فَوْقَ الصِّرَاطِ: وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ)! [b]حقيقة الحياة الدنيا: صورة تمثيلية:[/b] قال الإمام ابن القيّم: مثل أهل الدنيا في غَفْلتهم، مثل قومٍ رَكِبوا سفينة، فانتهتْ بهم إلى جزيرة، فأمَرَهم الملاَّح بالخروج لقضاء الحاجة، وحذَّرهم الإبطاءَ، وخوَّفهم مرورَ السفينة، فتفرَّقوا في نواحي الجزيرة، فقَضَى بعضُهم حاجته، وبَادَرَ إلى السفينة، فصَادَف المكان خاليًا، فأخَذَ أوْسَعَ الأماكن وألْيَنَها وأوْفَقَها لِمُراده، ووقَف بعضُهم في الجزيرة ينظر إلى أزهارها وأنوارها العجيبة، ويسمع نَغَمات طيورها، ويُعجبه حُسْنُ أحجارها، ثم حدَّثَتْه نفسُه بفَوْت السفينة، وسرعة مُرورها، وخَطَرِ ذَهابها، فلم يصادِفْ إلاَّ مكانًا ضَيِّقًا، فجلس فيه، وأكبَّ بعضُهم على تلك الحجارة المستحسنة، والأزهار الفائقة، فحمل منها حملَه، فلمَّا جاء لَم يجدْ في السفينة إلاَّ مكانًا ضعيفًا، وزاده حمله ضِيقًا، فصارَ محمولُه ثقلاً عليه ووبالاً، ولَم يَقْدِرْ على نبذه، بل لَم يجدْ من حملِه بُدًّا، ولَم يجدْ له في السفينة موضعًا، فحَمَله على عاتقه، ونَدِم على أخْذه، فلم تنفعْه النَّدَامة، ثم ذَبُلَتِ الأزهار وتغيَّرت رائحتُها، وآذاه نتنُها، وتولج بعضُهم في تلك الغياض، ونَسِي السفينة، وأبعد في نزهته؛ حتى إنَّ الملاَّح نادَى الناسَ عند دَفْع السفينة، فلم يَبلغْه صوتُه؛ لاشتغاله بملاهيه، فهو تارة يتناول من الثمر، وتارة يشمُّ تلك الأنوار، وتارة يعجب من حُسن الأشجار، وهو على ذلك خائفٌ من سَبُع يخرج عليه، غير منفكٍّ من شوك يتشبَّثُ في ثيابه، ويدخل في قَدَميه، أو غُصن يجرحُ بَدَنه، أو عوسج يَخرِق ثيابه ويَهتك عورته، أو صوت هائل يُفزعه، ثم من هؤلاء مَن لَحِق السفينة ولَم يَبقَ فيها موضع، فماتَ على الساحل، ومنهم مَن شَغَله لَهْوه، فافترسته السباع، ونَهشتْه الحَيَّات، ومنهم مَن تاه، فهامَ على وجْهه حتى هَلك. فهذا مثال أهل الدنيا في اشتغالهم بحظوظهم العاجلة، ونسيانهم مَوردَهم وعاقبةَ أمرهم، وما أقبح بالعاقل أن تَغرَّه أحجار ونبات يصير هشيمًا، قد شَغَل بالَه وعوَّقه عن نجاته ولَم يَصحبْه! ". [b]ويقول ابن بطال:[/b] قوله (صلى الله عليه وسلم): (حجبت النار بالشهوات وحُجبت الجنة بالمكاره) من جوامع الكلم وبديع البلاغة فى ذم الشهوات والنَّهي عنها، والحض على طاعة الله، وإن كرهتها النُّفوسُ وشقَّ عليها؛ لأنه إذا لم يكن يوم القيامة غير الجنة والنار ولم يكن بدٌّ من المصير إلى إحداهما فواجب على المؤمنين السعى فيما يدخل إلى الجنة وينقذ من النار، وإن شق ذلك عليهم؛ لأن الصبر على النار أشق، فخرج هذا الخطاب منه (صلى الله عليه وسلم) بلفظ الخبر وهو من باب النهى والأمر. وقوله: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك) فدليل واضح أن الطاعات الموصلة إلى الجنة والمعاصى المقربة من النار قد تكون فى أيسر الأشياء، ألا ترى قوله (صلى الله عليه وسلم): (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا؛ يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه). فينبغى للمؤمن ألا يزهد فى قليل من الخير يأتيه، ولا يستقل قليلاً من الشر يجتنيه فيحسبه هينًا، وهو عند الله عظيم، فإنَّ المؤمن لا يعلم الحسنة التى يرحمه الله بها، ولا يعلم السيئة التى يسخط الله عليه بها، وقد قال الحسن البصريُّ: من تُقُبِّلت منه حسنةٌ واحدة دخل الجنة. وقوله (صلى الله عليه وسلم): (أصدقُ كلمةٍ قالها الشاعر: ألا كلُّ شىءٍ ما خلا الله باطل) فالمراد به الخصوص؛ لأنَّ كل ما قرَّب من الله فليس بباطل، وإنما أراد أنَّ كل شيء من أمور الدنيا التى لا تئول إلى طاعة الله، ولا تقرب منه فهى باطل. (شرح صحيح البخارى لابن بطال 10/ 198). [b]كلُّ ابن آدمَ خطّاءٌ ولكن:[/b] [b]مقدمة:[/b] إذا كانت حقيقة الحياة الدنيا أنها دار ابتلاء، فإنّ حقيقة الإنسان أنّه لا يبلغ كماله إلا شيئاً فشيئاً، ولذا فقد ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عيه وسلم: (كلُّ بني آدم خطّاءٌ، وخير الخطائين التوابون)! ولكن ينبغي للإنسان العاقل أن يتدرج في التخلي عن خطئه شيئاً فشيئاً، ولن يستطيع أن يتخلّى عنه تماماً، فقد كُتِبَ على الإنسان حظُّه من المعاصي والذنوب، مدركٌ ذلك لا محالة، فمستقل ومستكثر، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ([color=#808000]وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ[/color]) [رواه مسلم]! إذن: من حقوق الإنسان في الإسلام: الحقُّ في أن يُخطئ! ولكن لا بدّ من هذه القيود، فمن حقّ الإنسان أن يخطئ، ولكن ليس من حقّه: 1 - أن يتعمد الخطأ: يقول الله تعالى: {[color=#ff0000]وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[/color] (5)} (سورة الأحزاب). 2 - أن يقع في الخطأ مرةً بعد أخرى، بدون أن يحدث توبةً، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ) (متفق عليه) واللدغ هو العضُّ والإصابة من ذوات السُّموم كالعقرب والحية، والجُحر الثقب، والمعنى أن المؤمن ينبغي أن يكون حذراً بحيث لا يُخدع من جهةٍ واحدة مرتين! وهو في معنى المقصود. 3 - أن يرضى بالخطأ، بل الواجب عليه أن يُبادر بالاستغفار، وهذا هو الفارق بين المؤمن والمنافق، وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه فيما يرويه البخاريُّ: "لمؤمن يري ذنبه كالجبل يخاف أن يقع عليه، والمنافق يري ذنبه كذبابٍ وقعَ على أنفه فقال به هكذا وهكذا". بل ويجب عليه أن يجتهد من أجل إقامة صرح الحقِّ والحقيقة: في نفسه أولاً، وفي كلّ ما له عليه ولايةٌ شرعيّة! ثمّ فيما وراء ذلك! [color=#0000ff][b]أسباب الوقوع في الأخطاء والخطايا[/b][/color] سببان أساسيّان: النفس والشيطان! [/size][size=6][b]النّفس: [/b]"اتَّفق السالكون إلى الله على اختلاف طرقهم، وتباين سلوكهم على أن النفس قاطعة بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وأنه لا يدخل عليه سبحانه ولا يوصل إليه إلا بعد إماتتها وتركها بمخالفتها والظفر بها. فإن الناس على قسمين: قسم ظفرت به نفسه فملكته وأهلكته وصار طوعا لها تحت أوامرها. وقسم ظفروا بنفوسهم فقهروها، فصارت طوعا لهم منقادة لأوامرهم. قال بعض العارفين: انتهى سفر الطالبين إلى الظفر بأنفسهم. فمن ظفر بنفسه أفلح وأنجح، ومن ظفرت به نفسه خسر وهلك. قال تعالى: {[color=#ff0000]فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الحياةَ الُّدنْيَا * فَإنَّ الجحِيمَ هِىَ الْمَأْوَى وَأمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنّ الجنَّةَ هِىَ المَأْوَى[/color]} [النازعات: 37 - 41]. فالنفس تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا، والرب يدعو عبده إلى خوفه ونهى النفس عن الهوى. والقلب بين الداعيين، يميل إلى هذا الداعى مرة وإلى هذا مرة وهذا موضع المحنة والابتلاء" [/size][size=6][b]الشيطان: [/b]"من تأمل القرآن والسنة وجد اعتناءهما بذكر الشيطان وكيده ومحاربته أكثر من ذكر النفس، فإن النفس المذمومة ذكرت فى قوله: {[color=#ff0000]إِن النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ[/color]} [يوسف: 53]. واللوامة فى قوله: {[color=#ff0000]وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللوَّامَةِ[/color]} [القيامة: 2]. وذكرت النفس المذمومة فى قوله: {[color=#ff0000]وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى[/color]} [النازعات: 40]. وأما الشيطان فذكر فى عدة مواضع، وأفردت له سورة تامة. فتحذير الرب تعالى لعباده منه جاء أكثر من تحذيره من النفس، وهذا هو الذى لا ينبغي غيره، فإن شر النفس وفسادها ينشأ من وسوسته، فهى مركبه وموضع شره، ومحل طاعته، وقد أمر الله سبحانه بالاستعاذة منه عند قراءة القرآن وغير ذلك، وهذا لشدة الحاجة إلى التعوذ منه، ولم يأمر بالاستعاذة من النفس فى موضع واحد، وإنما جاءت الاستعاذة من شرها فى خطبة الحاجة فى قوله صلى الله عليه وسلم: "وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا". [b]النفس والشيطان:[/b] "وقد جمع النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بين الاستعاذة من الأمرين فى الحديث الذى رواه الترمذي وصححه عن أبي هريرة رضى الله عنه: "أَ[color=#808000]نّ أَبَا بكرٍ الصِّديقَ رَضى الله عنه قَالَ: يا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِى شْيئاً أَقولُهُ إِذا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ، قَالَ قُلِ: اللهُمَّ عَالمَ الْغَيَبِ وَالشّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَىْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِى وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِى سُوءًا أَوْ أَجرهُ إِلَى مُسْلِمٍ، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ[/color]".". عن: (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان) لابن القيم. [/size][/center] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
الخيمـــة الرمضــــانية
(احكام خاصة بالصيام)