الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
الخيمـــة الرمضــــانية
(احكام خاصة بالصيام)
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 46856" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff"><strong>التوبة والمحاسبة</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><strong>العلاقة بين التوبة والمحاسبة، علاقة وثيقة!</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">يقول ابن القيّم عن المحاسبة أنّها: "قَبْلَ التَّوْبَةِ فِي الْمَرْتَبَةِ، فَإِنَّهُ إِذَا عَرَفَ مَا لَهُ وَمَا عَلَيْهِ أَخَذَ فِي أَدَاءِ مَا عَلَيْهِ، وَالْخُرُوجِ مِنْهُ، وَهُوَ التَّوْبَةُ.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وَصَاحِبُ الْمَنَازِلِ قَدَّمَ التَّوْبَةَ عَلَى الْمُحَاسَبَةِ، وَوَجْهُ هَذَا أَنَّهُ رَأَى التَّوْبَةَ أَوَّلَ مَنَازِلِ السَّائِرِ بَعْدَ يَقَظَتِهِ، وَلَا تَتِمُّ التَّوْبَةُ إِلَّا بِالْمُحَاسَبَةِ، فَالْمُحَاسَبَةُ تَكْمِيلُ مَقَامِ التَّوْبَةِ، فَالْمُرَادُ بِالْمُحَاسَبَةِ الِاسْتِمْرَارَ عَلَى حِفْظِ التَّوْبَةِ، حَتَّى لَا يَخْرُجَ عَنْهَا، وَكَأَنَّهُ وَفَاءٌ بِعَقْدِ التَّوْبَةِ".</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وممّا يقتضيه سعيُ الإنسانِ المخلص إلى ميل مرضاة ربّه في هذا الشهر الكريم، أن يجتهد في حساب نفسه ومحاسبتها، وأن يعمل على إعداد بيانٍ عن عيوبها وذنوبها المستعصية، وعاداتها السّيّئة القارة في سويداء فؤاده ليبدأ علاجها جديا في رمضان، وكذلك أن يعدّ قائمة بالطاعات التي سيجتهد في أدائها ليُحاسب نفسه بعد ذلك عليها، ولا يستهن بها!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وقد روى البخاريُّ عن ابن مسعود قوله: "إِنَّ المُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ» فَقَالَ بِهِ هَكَذَا، قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ".</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><strong>لماذا المحاسبة الجادة؟</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">لأنَّ همَّة أبناء الآخرة تأبى إلا الكمال، وأقلُّ نقص يعدُّونه أعظم عيب، قال الشاعر:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ولم أر في عيوب الناس عيبًا كنقص القادرين على التمام</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وعلى قدر نفاسة الهمَّة تشرئبُّ الأعناق، وعلى قدر خساستها تثَّاقل إلى الأرض، قال الشاعر:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وهذا رد على من يقول: ومن لنا بمعصومٍ عن عيبٍ غير الأنبياء ويُردد:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">من ذا الذي تُرجَى سجاياه كلُّها كفى بالمرء نبلاً أن تُعدَّ معايبه</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فإن هذه القاعدة في التعامل مع الناس، أمَّا معاملة النفس، فهي مبنية على التهمة، وعلى طلب الكمال وعدم الرِّضا بالدون:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسامُ</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><strong>متى يكون التدرج ومتى يكون الحسم؟</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فذاك السالك دومًا يستكمل عناصر الإيمان، كلَّما علم أنَّ ثمة ثُلمة، يعزم لذلك عزمة (تأمل) فإذا شرع في الاستكمال، أدرك ضرورةَ الصفاء فيه، وأن يرفأ ويرتُق بجنس ما وهبه الله من خير آنفًا لئلاً يفضحه النشاز (وجود العيب مع خصال الحُسن) فيعزم لذلك عزمة أخرى فثالثة تستدعي رابعة في نهضات متوالية حتى يصيب مراده. (أي استكمال عناصر الإيمان).</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">هذه العزمات المتوالية تستحثَّها في كل زمان!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ولكن قد يتسرطن عيبٌ ويتجذّر ذنبٌ وتتأصَّل عادة، ولا يجدي مع مثلِ هذا أساليبُ علاج تقليدية، إنما هي عمليَّةٌ جراحيَّة استئصاليَّة تتطلب حميةً متوفرة في شهر رمضان، وهِمةً شحذتها قُبيل هذا الزَّمان المبارك، فما بقيَ إلا أن تضعَ مبضع العزيمة الحادِّ، وبجلدٍ وصبر على آلام القطع تستأصل تلك الأورام الناهشة في نسيج إيمانك وتقواك، لا تستعمل أيَّ مخدر، فإنَّ شأن المخدر أن يسافر بك في سمادير السكارى وأوهام الحيارى، فتفيق دون أن تدري بأنَّ الورم لم يُستأصل بكامله، بل بقيت منه مُضغةٌ متوارية ريثما تتسرطن ثانية.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فإذا كنت مدخنًا أو مبتلى بالنّظر أو الوسوسة أوالعشق، فبادر إلى تقييد كل هذا البلاء، وابدأ العمليات الجراحية في شهر رمضان، ولا تتذرع بالتدرج الذي سميناه مخدرًا، بل اهجر الذنب وقاطع المعصية وابتُر العادة ولا تجزع من غزارة النزيف وشدة الآلام، فإنه ثمن العلاج الناجح، وضرورة الشفاء الباتّ الذي لا يغادر سقمًا.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ووجه كون شهر رمضان فرصةً سانحةً لعلاج الآفات والمعاصي والعادات:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">- إنه شهر حمية أي امتناع عن الشهوات (طعام وجماع) والشهوات مادة النشوز والعصيان،</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">- كما أن الشياطين فيه تصفّد وهم أصل كل بلاء يصيب ابن آدم،</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">- أضف إلى ذلك: جماعية الطاعة، حيث لا يبصر الصائم في الغالب إلا أمةً تصوم وتتسابق إلى الخيرات فتضعف همته في المعصية وتقوى في الطاعة!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فهذه عناصر ثلاثة مهمة تتضافر مع عزيمة النفس الصادقة للإصلاح؛ فيتولّد طقس صحي وظروف مناسبة لاستئصال أيِّ داء.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وقبل كل ذلك وبعده، لا يجوز أن ننسى ونغفل عن ديوان العُتقاء والتائبين والمقبولين الذي يفتحه الرب جلَّ وعلا في هذا الشَّهر، وبنظرةٍ عابرة إلى جمهور المتدينين تجد بداياتهم كانت بعبرات هاطلة في سكون ليلةٍ ذات نفحات من ليالي رمضان.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وما لم تتحفّز الهمم لعلاج الآفات في هذا الشهر، لن تبقى فرصة لأولئك السالكين أن يبرأوا، فمن حُرم بركة رمضان ولم يبرأ من عيوب نفسه فيه، فأي زمان آخر يستظلّ ببركته.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وفي صحيح ابن خزيمة أن جبريل قال: "من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت: "أي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: آمين". </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">لحديث صحيح.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">أما استحضار أنواع الطاعات وتقييدها وتوطين العزيمة على أدائها في رمضان فهو من أهم ما يُستعدُّ له في هذا الشهر، وعلى هذا الأصل تحمل كل النصوص الواردة في فضل رمضان والاجتهاد فيه، فمعظمها صريح أو ظاهر في أنه قيل قبل رمضان أو في أوله.</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><strong>لا بدَّ من شَحذ العزيمة!</strong></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ويمنّي بعض الخياليين نفسه بأماني العزيمة التي لا تعدو أن تكون سرابًا يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا. فنراه يحلم أحلامًا وردية بأن يجتهد في هذا الشهر اجتهادًا عظيمًا، وتراه يرسم لنفسه صور الحلال وأُبهة الولاية، فإذا ما هجم الشهر، قال المسكين: اليوم خمر، وغدًا أمر.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">لما قال أنس بن النضر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد غزوة بدر: يا رسول الله، غبتُ عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، واللهِ لئن أشهدني الله قتال المشركين لَيَرَيَنَّ الله ما أصنع، ثم رووا لنا أنهم وجدوه في أحُد صريعًا به بضع وستونَ، ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، علمنا ما أضمر الرجل.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ولما قال ذلك الصَّحابيُّ: يا رسولَ الله ما بايعتُك إلا على سهم يدخل ههنا فأدخل الجنة، قال له الرَّسول -صلى الله عليه وسلم -: "إن تصدُق الله يصدقُكُ" ثم رووا أنَّ السهم دخل من موضع إشارته، علمنا ما عزم عليه الرجل:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وتعظم في عين الصَّغير صغارها وتصغُر في عين العظيم العظائم!</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff"><strong>تائبٌ يُناجي: ما أحلاك يا رمضان!</strong></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ختاماً، أُخيَّ، اسمع هذه عباراتٌ كتبها رجلٌّ منَّ الله عليه بالهداية، فكان ممّن أُعتِقَت روحه في رمضان الماضي من أسر الهوى والشهوات،</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فانطلق إلى ربّه فرحاً مشتاقاً، فاسمعه وهو يحاول أن يصف فرحته وسعادته فيقول:</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">"ما أجمل رمضان وما أحسن أيامه، سبحان الله! كل هذه اللذة وهذه الحلاوة ولم أذق طعمها إلا هذا العام، أين هي عيني كل هذه السنوات؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">إيه.. بل أين أنا عنها، فإن من تحر الخير يعطه، ومن بحث عن الطريق وجده، ومن أقبل على الله أعانه.</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">صدق الله في الحديث القدسي: «ومن تقرب مني شبرًا، تقربت منه ذراعا» [رواه مسلم]، سبحان الله!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">أشعر أن حملًا ثقيلًا زاح عن صدري؛ وأشعر بانشراح فسيح في نفسي، أول مرة في حياتي أفهم تلك الآية التي أسمعها تقرأ في مساجدنا؛ {فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125]، أين ذلك الضيق؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وتلك الهموم التي كانت تكتم نفسي حتى أكاد اصرع؟ أين تلك الهواجس والأفكار والوساوس؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">أين شبح الموت الذي كان يلاحقني فيفسد علي المنام؟</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">إنني أشعر بسرور عجيب، وبصدر رحيب، وبقلبي لين دقيق، أريد أن ابكي</span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">!</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">أريد أن أناجى ربي وأعترف له بذنبي، لقد عصيت وأذنبت وصليت وتركت وأسررت وجاهرت وأبعدت وقربت وشرقت وغربت وسمعت وشاهدت..</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">ويح قلبي من تناسيه مقامي يوم حشري</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">واشتغالي عن خطايا أثقلت والله ظهري</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">ليتني أقبل وعظي ليتني أسمع زجري</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">والله لولا الحياء ممن بجواري لصرخت بأعلى صوتي؛ أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنب إلا أنت، لسان حالي يقول للإمام؛ لماذا قطعت علي حلاوة المناجاة يا إمام! لماذا رفعت من السجود فحرمتني من لذة الاعتراف والافتقار للواحد القهار؛ يا إمام أريد أن أبكى فأنا لم أبكي منذ أعوام.. </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">ألا يا عين وحيك أسعديني *** بطول الدمع في ظلم الليالي</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">لعلك في القيامة أن تفوزي *** بخير الدهر في تلك العلالي</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">يا إمام أسمعني القرآن، فلقد مللت ملاهي الشيطان؛ يا إمام لماذا يذهب رمضان وفيه عرفنا الرحمن وأقلعنا عن الذنب والعصيان! </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">في صيام الشهر طب ليس يبديه طبيب</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">فيــه أسرار يعيها صائم حقًا أريب</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">فيه غيث من صفاء ترتوي فيه القلوب</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">فيه للأرواح شبع دونه الكون الرحيب</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">صائم في درع تقوى تنجلي عنه الكروب</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ما أحلاك يا رمضان!.. ما أجملك!.. سأشغل أيامك ولياليك، بل ساعاتك وثوانيك.. كيف لا وقد وجدت نفسي فيك!! أليس في الحديث: «رَغِم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له» [صححه الألباني].</span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 46856, member: 1"] [center][size=5][color=#0000ff][b]التوبة والمحاسبة[/b][/color][/size] [size=5][b]العلاقة بين التوبة والمحاسبة، علاقة وثيقة![/b][/size] [size=5]يقول ابن القيّم عن المحاسبة أنّها: "قَبْلَ التَّوْبَةِ فِي الْمَرْتَبَةِ، فَإِنَّهُ إِذَا عَرَفَ مَا لَهُ وَمَا عَلَيْهِ أَخَذَ فِي أَدَاءِ مَا عَلَيْهِ، وَالْخُرُوجِ مِنْهُ، وَهُوَ التَّوْبَةُ.[/size] [size=5]وَصَاحِبُ الْمَنَازِلِ قَدَّمَ التَّوْبَةَ عَلَى الْمُحَاسَبَةِ، وَوَجْهُ هَذَا أَنَّهُ رَأَى التَّوْبَةَ أَوَّلَ مَنَازِلِ السَّائِرِ بَعْدَ يَقَظَتِهِ، وَلَا تَتِمُّ التَّوْبَةُ إِلَّا بِالْمُحَاسَبَةِ، فَالْمُحَاسَبَةُ تَكْمِيلُ مَقَامِ التَّوْبَةِ، فَالْمُرَادُ بِالْمُحَاسَبَةِ الِاسْتِمْرَارَ عَلَى حِفْظِ التَّوْبَةِ، حَتَّى لَا يَخْرُجَ عَنْهَا، وَكَأَنَّهُ وَفَاءٌ بِعَقْدِ التَّوْبَةِ".[/size] [size=5]وممّا يقتضيه سعيُ الإنسانِ المخلص إلى ميل مرضاة ربّه في هذا الشهر الكريم، أن يجتهد في حساب نفسه ومحاسبتها، وأن يعمل على إعداد بيانٍ عن عيوبها وذنوبها المستعصية، وعاداتها السّيّئة القارة في سويداء فؤاده ليبدأ علاجها جديا في رمضان، وكذلك أن يعدّ قائمة بالطاعات التي سيجتهد في أدائها ليُحاسب نفسه بعد ذلك عليها، ولا يستهن بها![/size] [size=5]وقد روى البخاريُّ عن ابن مسعود قوله: "إِنَّ المُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ» فَقَالَ بِهِ هَكَذَا، قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ".[/size] [size=5][b]لماذا المحاسبة الجادة؟[/b][/size] [size=5]لأنَّ همَّة أبناء الآخرة تأبى إلا الكمال، وأقلُّ نقص يعدُّونه أعظم عيب، قال الشاعر:[/size] [size=5]ولم أر في عيوب الناس عيبًا كنقص القادرين على التمام[/size] [size=5]وعلى قدر نفاسة الهمَّة تشرئبُّ الأعناق، وعلى قدر خساستها تثَّاقل إلى الأرض، قال الشاعر:[/size] [size=5]على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم[/size] [size=5]وهذا رد على من يقول: ومن لنا بمعصومٍ عن عيبٍ غير الأنبياء ويُردد:[/size] [size=5]من ذا الذي تُرجَى سجاياه كلُّها كفى بالمرء نبلاً أن تُعدَّ معايبه[/size] [size=5]فإن هذه القاعدة في التعامل مع الناس، أمَّا معاملة النفس، فهي مبنية على التهمة، وعلى طلب الكمال وعدم الرِّضا بالدون:[/size] [size=5]فإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسامُ[/size] [size=5][b]متى يكون التدرج ومتى يكون الحسم؟[/b][/size] [size=5]فذاك السالك دومًا يستكمل عناصر الإيمان، كلَّما علم أنَّ ثمة ثُلمة، يعزم لذلك عزمة (تأمل) فإذا شرع في الاستكمال، أدرك ضرورةَ الصفاء فيه، وأن يرفأ ويرتُق بجنس ما وهبه الله من خير آنفًا لئلاً يفضحه النشاز (وجود العيب مع خصال الحُسن) فيعزم لذلك عزمة أخرى فثالثة تستدعي رابعة في نهضات متوالية حتى يصيب مراده. (أي استكمال عناصر الإيمان).[/size] [size=5]هذه العزمات المتوالية تستحثَّها في كل زمان![/size] [size=5]ولكن قد يتسرطن عيبٌ ويتجذّر ذنبٌ وتتأصَّل عادة، ولا يجدي مع مثلِ هذا أساليبُ علاج تقليدية، إنما هي عمليَّةٌ جراحيَّة استئصاليَّة تتطلب حميةً متوفرة في شهر رمضان، وهِمةً شحذتها قُبيل هذا الزَّمان المبارك، فما بقيَ إلا أن تضعَ مبضع العزيمة الحادِّ، وبجلدٍ وصبر على آلام القطع تستأصل تلك الأورام الناهشة في نسيج إيمانك وتقواك، لا تستعمل أيَّ مخدر، فإنَّ شأن المخدر أن يسافر بك في سمادير السكارى وأوهام الحيارى، فتفيق دون أن تدري بأنَّ الورم لم يُستأصل بكامله، بل بقيت منه مُضغةٌ متوارية ريثما تتسرطن ثانية.[/size] [size=5]فإذا كنت مدخنًا أو مبتلى بالنّظر أو الوسوسة أوالعشق، فبادر إلى تقييد كل هذا البلاء، وابدأ العمليات الجراحية في شهر رمضان، ولا تتذرع بالتدرج الذي سميناه مخدرًا، بل اهجر الذنب وقاطع المعصية وابتُر العادة ولا تجزع من غزارة النزيف وشدة الآلام، فإنه ثمن العلاج الناجح، وضرورة الشفاء الباتّ الذي لا يغادر سقمًا.[/size] [size=5]ووجه كون شهر رمضان فرصةً سانحةً لعلاج الآفات والمعاصي والعادات:[/size] [size=5]- إنه شهر حمية أي امتناع عن الشهوات (طعام وجماع) والشهوات مادة النشوز والعصيان،[/size] [size=5]- كما أن الشياطين فيه تصفّد وهم أصل كل بلاء يصيب ابن آدم،[/size] [size=5]- أضف إلى ذلك: جماعية الطاعة، حيث لا يبصر الصائم في الغالب إلا أمةً تصوم وتتسابق إلى الخيرات فتضعف همته في المعصية وتقوى في الطاعة![/size] [size=5]فهذه عناصر ثلاثة مهمة تتضافر مع عزيمة النفس الصادقة للإصلاح؛ فيتولّد طقس صحي وظروف مناسبة لاستئصال أيِّ داء.[/size] [size=5]وقبل كل ذلك وبعده، لا يجوز أن ننسى ونغفل عن ديوان العُتقاء والتائبين والمقبولين الذي يفتحه الرب جلَّ وعلا في هذا الشَّهر، وبنظرةٍ عابرة إلى جمهور المتدينين تجد بداياتهم كانت بعبرات هاطلة في سكون ليلةٍ ذات نفحات من ليالي رمضان.[/size] [size=5]وما لم تتحفّز الهمم لعلاج الآفات في هذا الشهر، لن تبقى فرصة لأولئك السالكين أن يبرأوا، فمن حُرم بركة رمضان ولم يبرأ من عيوب نفسه فيه، فأي زمان آخر يستظلّ ببركته.[/size] [size=5]وفي صحيح ابن خزيمة أن جبريل قال: "من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت: "أي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: آمين". [/size] [size=5]لحديث صحيح.[/size] [size=5]أما استحضار أنواع الطاعات وتقييدها وتوطين العزيمة على أدائها في رمضان فهو من أهم ما يُستعدُّ له في هذا الشهر، وعلى هذا الأصل تحمل كل النصوص الواردة في فضل رمضان والاجتهاد فيه، فمعظمها صريح أو ظاهر في أنه قيل قبل رمضان أو في أوله.[/size] [size=5][b]لا بدَّ من شَحذ العزيمة![/b][/size] [size=5]ويمنّي بعض الخياليين نفسه بأماني العزيمة التي لا تعدو أن تكون سرابًا يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا. فنراه يحلم أحلامًا وردية بأن يجتهد في هذا الشهر اجتهادًا عظيمًا، وتراه يرسم لنفسه صور الحلال وأُبهة الولاية، فإذا ما هجم الشهر، قال المسكين: اليوم خمر، وغدًا أمر.[/size] [size=5]لما قال أنس بن النضر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد غزوة بدر: يا رسول الله، غبتُ عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، واللهِ لئن أشهدني الله قتال المشركين لَيَرَيَنَّ الله ما أصنع، ثم رووا لنا أنهم وجدوه في أحُد صريعًا به بضع وستونَ، ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، علمنا ما أضمر الرجل.[/size] [size=5]ولما قال ذلك الصَّحابيُّ: يا رسولَ الله ما بايعتُك إلا على سهم يدخل ههنا فأدخل الجنة، قال له الرَّسول -صلى الله عليه وسلم -: "إن تصدُق الله يصدقُكُ" ثم رووا أنَّ السهم دخل من موضع إشارته، علمنا ما عزم عليه الرجل:[/size] [size=5]على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم[/size] [size=5]وتعظم في عين الصَّغير صغارها وتصغُر في عين العظيم العظائم![/size] [size=5][color=#0000ff][b]تائبٌ يُناجي: ما أحلاك يا رمضان![/b][/color][/size] [size=5]ختاماً، أُخيَّ، اسمع هذه عباراتٌ كتبها رجلٌّ منَّ الله عليه بالهداية، فكان ممّن أُعتِقَت روحه في رمضان الماضي من أسر الهوى والشهوات،[/size] [size=5]فانطلق إلى ربّه فرحاً مشتاقاً، فاسمعه وهو يحاول أن يصف فرحته وسعادته فيقول:[/size] [size=5]"ما أجمل رمضان وما أحسن أيامه، سبحان الله! كل هذه اللذة وهذه الحلاوة ولم أذق طعمها إلا هذا العام، أين هي عيني كل هذه السنوات؟[/size] [size=5]إيه.. بل أين أنا عنها، فإن من تحر الخير يعطه، ومن بحث عن الطريق وجده، ومن أقبل على الله أعانه.[/size] [size=5]صدق الله في الحديث القدسي: «ومن تقرب مني شبرًا، تقربت منه ذراعا» [رواه مسلم]، سبحان الله![/size] [size=5]أشعر أن حملًا ثقيلًا زاح عن صدري؛ وأشعر بانشراح فسيح في نفسي، أول مرة في حياتي أفهم تلك الآية التي أسمعها تقرأ في مساجدنا؛ {فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125]، أين ذلك الضيق؟[/size] [size=5]وتلك الهموم التي كانت تكتم نفسي حتى أكاد اصرع؟ أين تلك الهواجس والأفكار والوساوس؟[/size] [size=5]أين شبح الموت الذي كان يلاحقني فيفسد علي المنام؟[/size] [size=5]إنني أشعر بسرور عجيب، وبصدر رحيب، وبقلبي لين دقيق، أريد أن ابكي[/size] [size=5]![/size] [size=5]أريد أن أناجى ربي وأعترف له بذنبي، لقد عصيت وأذنبت وصليت وتركت وأسررت وجاهرت وأبعدت وقربت وشرقت وغربت وسمعت وشاهدت..[/size] [size=5][color=#ff0000]ويح قلبي من تناسيه مقامي يوم حشري[/color][/size] [size=5][color=#ff0000]واشتغالي عن خطايا أثقلت والله ظهري[/color][/size] [size=5][color=#ff0000]ليتني أقبل وعظي ليتني أسمع زجري[/color][/size] [size=5]والله لولا الحياء ممن بجواري لصرخت بأعلى صوتي؛ أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنب إلا أنت، لسان حالي يقول للإمام؛ لماذا قطعت علي حلاوة المناجاة يا إمام! لماذا رفعت من السجود فحرمتني من لذة الاعتراف والافتقار للواحد القهار؛ يا إمام أريد أن أبكى فأنا لم أبكي منذ أعوام.. [/size] [size=5][color=#ff0000]ألا يا عين وحيك أسعديني *** بطول الدمع في ظلم الليالي[/color][/size] [size=5][color=#ff0000]لعلك في القيامة أن تفوزي *** بخير الدهر في تلك العلالي[/color][/size] [size=5]يا إمام أسمعني القرآن، فلقد مللت ملاهي الشيطان؛ يا إمام لماذا يذهب رمضان وفيه عرفنا الرحمن وأقلعنا عن الذنب والعصيان! [/size] [size=5][color=#ff0000]في صيام الشهر طب ليس يبديه طبيب[/color][/size] [size=5][color=#ff0000]فيــه أسرار يعيها صائم حقًا أريب[/color][/size] [size=5][color=#ff0000]فيه غيث من صفاء ترتوي فيه القلوب[/color][/size] [size=5][color=#ff0000]فيه للأرواح شبع دونه الكون الرحيب[/color][/size] [size=5][color=#ff0000]صائم في درع تقوى تنجلي عنه الكروب[/color][/size] [size=5]ما أحلاك يا رمضان!.. ما أجملك!.. سأشغل أيامك ولياليك، بل ساعاتك وثوانيك.. كيف لا وقد وجدت نفسي فيك!! أليس في الحديث: «رَغِم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له» [صححه الألباني].[/size][/center] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
الخيمـــة الرمضــــانية
(احكام خاصة بالصيام)