باب الاستعاذة والبسملة من الشاطبية

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
باب الاستعاذة

- إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ جهارا من الشيطان بالله مسجلا
أي إذا أردت تقرأ القرآن في يوم فاستعذ جهرا ليس في نفسك ، بل إذا صرت تقرأ عند الشيخ فاجهر به وكذلك في الصلاة لاتجهر
( مسجلا ) أي مطلقا لجميع القراء في جميع القرآن .
فائدة لغوية : قوله " إذا ما "
" ما " هذه زائدة وهي التي تأتي بعد إذا ولهذا قيل :
يا طالبا خذ فائدة ... ما بعد إذا زائدة
ومنه قوله تعالى ( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) وقوله ( إذا ما أتوك لتحملهم)
96 - على ما أتى في النحل يسرا وإن تزد لربك تنزيها فلست مجهلا
أي على صيغة ما أتى في سورة النحل وهي " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
وقوله ( يسرا ) أي ميسرا وتيسيره قلة كلماته ,
وقوله " وإن تزد " أي في الصيغة بزيادة تنزيه وتعظيم لله كأن تزيد السميع العليم مثلا فليس جهلا منك .
97 - وقد ذكروا لفظ الرسول فلم يزد ولو صح هذا النقل لم يبق مجملا
أي ذكروا في قصة ابن مسعود في قراءته على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زاد على ما جاء في النحل وذلك فيما روى ابن مسعود قال له الرسول صلى الله عليه وسلم قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأنيها جبريل " رواه الواحدي بسنده إلى ابن مسعود في الوسيط 3 / 83 وهو ضعيف ، وقد قال ابن الجزري : حديث غريب جيد الإسناد ، وأشار الشاطبي إلى ضعفه
فقال " ولو صح " أي لو صح هذا الحديث لم يبق مجملا في الصيغة بل هو صريح بعدم الزيادة لكنه لم يصح
98 - وفيه مقال في الأصول فروعه فلا تعد منها باسقا ومظللا
أي في الاستعاذة مقال في أصول العلم من أصول الفقه وهو هل الأمر للوجوب أم لا وهو من مباحث الأصوليين ومن كتب التفسير والأحكام فلا تعد أي تتجاوز عنها وهذه الأصول والفروع باسقة مظللة .

99 - وإخفاؤه فصل أباه وعاتنا وكم من فتى كالمهدوي فيه أعملا
أي وإخفاء الاستعاذة وعدم الجهر بها عمن رمز له بالفا وهو حمزة وبالألف وهو نافع نظرا إلى أنه دعاء وإخفاء الدعاء أفضل وخشية أن يظن جاهل أنه من القرآن ولهذا قال " فصل " أي قصد بالإخفاء الفصل ، ثم قال هذا الإخفاء أباه الأئمة ورأوا الجهر بالاستعاذة فأباه علماؤنا
ثم قال " وكم من فتى وعالم كالمهدوي "
المهدوي هو أبو العباس عالم أفريقية أعمل ذهنه وعقله في إثبات الإخفاء ،
وأنه طريق صحيح خلافا لكم أنكر أن يكون وجه الإخفاء صحيحا لحمزة ونافع
وهذا الموضع الأول الذي اختلف الشراح فيه هل هل يحتوي على رموز أم لا والشراح المتقدمون على انه يوجد رمز فيه لحمزة ونافع
باب البسملة
فائدة لغوية :
قيل أن لفظة بسمل لغةً مولدة لم تسمع من العرب الفصحاء وقد أثبتها كثير من أئمة اللغة كابن السكيت والمطرزي ووردت في قول عمر بن أبي ربيعة :
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها فيا حبذا ذاك الحديث المبسمل
وهو مصدر بسمل الرباعي بسملة
100 - وبسمل بين السورتين بسنة رجال نموها درية وتحملا
أي بسمل بين السورتين وقرأها وجهر بها قالون (ب) والكسائي (ر) وعاصم (ن) وابن كثير (د) وهؤلاء نموا وذكروا ونقلوا هذه القراءة لهؤلاء عن درية وعلم قد تحملوها من شيوخهم
وعلم من ذلك أن غيرهم وهم ورش عن نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة لم يبسملوا وسياتي

101 - ووصلك بين السورتين فصاحة وصل واسكتن كل جلاياه حصلا
ثم ذكر المذهب الآخر وهو أن وصلك بين السورتين بدون همس ولا قطع ولا بسملة لحمزة (ف) وأراد حمزة بذلك أن يبين حركة الإعراب من آخر السورة ولهذا قال " فصاحة " أي من زيادة الفصاحة أن يبين حركة أواخر السور
وقوله ( وصل واسكتن كل جلاياه حصلا "
ذكر مذهبا ثالثا وهو الوصل والسكت لابن عامر (ك) وورش (ج) وأبي عمرو (ح) فهؤلاء لهم وجهان كل منهم جلّا مذهبه وأوضحه
وعليه فهؤلاء الثلاثة لهما وجهان صحيحان :
الوصل كحمزة بدون بسملة
السكت بدون بسملة
وسيذكر وجها في البيت التالي
فائدة لغوية :
قوله " واسكتن " هذه نون التوكيد المخففة من الثقيلة وقد قيل إن إدخالها على فعل " واسكتن " فقط من أجل أن يبين أن المقدم عند أهل الأداء السكت وهما وحهان صحيحان
102 - ولا نص كلا حب وجه ذكرته وفيها خلاف جيده واضح الطلا
لما ذكر الوجهين السابقين وهما الوصل والسكت قال :
ليس هناك نص في هذين الوجهين السابقين لا في أخذه ولا تركه عمن رمز له بالكاف وهو ابن عامر ولا عمن رمز له بالحا وهو أبو عمرو في ترك البسملة ،
بل لهما وجه في ذكر البسملة كالقراء الأول الذين ذكرتهم بأنهم يبسملون بين السور ولهذا قال " كلا " وهي كلمة زجر أي لا تعتقد أن هناك نصا عنهما بأنهما لا يأخذان إلا بهذا الوجه ويتركان وجه البسملة وعليه فأثبت وجها آخر لهما بالبسملة وهو الوجه الثالث
وعليه فهذا البيت فيه زيادة وجه بالبسملة لهذين القارئين
بقي ورش ممن سبق أنه له وجهين وهو الوصل والسكت فذكره في الشطر الآخر
فقال :(وفيها خلاف ) أي البسملة فيها خلاف عمن رمز له بالجيم وهو ورش ووصف هذا الخلاف بأنه واضح معروف وقد حكى الداني الخلاف عن ورش بالفصل بين السورتين بالبسملة
فصار الثلاثة القراء الذين سبق ذكرهم بأن لهم وجهين زاد لهم وجها ثالثا وهو البسملة بين السورتين
وقوله ( وفيه خلاف جيده واضح الطلا ) أي الخلاف ظاهر وواضح كوضوح طلية العتق والجيد ، والجيد هو العنق وفيه طليتان وهما صفحتا العنق ولاشك بظهورهما فهذه استعارة بوضح طلية العتق بوضوح هذا الخلاف
وقد ذهب بعض الشراح إلى أن هذا البيت ليس فيه ومز وهذا خطا وعلى خلاف الشراح المتقدمين وهذا هو الموضع الثاني الذي اختلف فيه في كون البيت يحتوي على رمز أم لا
103 - وسكتهم المختار دون تنفس وبعضهم في الأربع الرهر بسملا
أي وسكت هؤلاء الثلاثة المختار دون الوصل والبسملة بين السورتين وسبق أن قوله (واسكتن) مؤكد وقوله ( دون تنفس ) شرح وتفسير للسكت ، وليس أن هناك سكتاً فيه تنفس
وقوله ( وبعضهم ) أي بعض أهل الأداء ومنهم مكي استثنى من السكت المختار وأوجب ذكر البسملة في سور محددة وهي الزهر الوضيئة ، وهي بين المدثر والقيامة وبين الانفطار والمطففين وبين الفجر والبلد وبين العصر والهمزة لأنها تؤدي إلى معنى بشعٍ لكن رد هذه المهدوي
قال القاضي في شرحه : ولكن العلماء المحققين على عدم التفرقة
104 - لهم دون نص وهو فيهن ساكت لحمزة فافهمه وليس مخذلا
قوله ( لهم ) أي الثلاثة السابقون
وقوله ( دون نص ) أي أن لهم هذا المذهب دون نص عنهم وإنما هو من المشايخ
وقوله ( وهو ) الضمير يعود على البعض المتقدم
وقوله ( فيهن ساكت ) أي البعض الذي بسمل لابن هامر وورش وابي عمرو في هذه السور الربع يسكت لحمزة فيهن فيكون لحمزة وجهان :
الوصل على الأصل
السكت كما هو مذكور في هذا البيت
قوله " فافهمه وليس مذلا " أي فافهم هذا المذهب المذكور لحمزة وهو السكت له في هذه السور فإنه منصور غير مخذول
105 - ومهما تصلها أو بدأت براءة لتنزيلها بالسيف لست مبسملا
أي مهما تصل سورة براءة بأخر الأنفال أو بدأت بها فلا تبسمل وهذا باتفاق القراء كما نقله السيوطي وغيره
قولها ( لتنزيلها بالسيف ) أي عدم البسملة لأنها نزلت بالسيف والبسملة أمان ولا امان مع السيف وهو أحد الأقوال في المسألة وقيل لشبهها بسورة الأنفال وقبض رسول الله ولم يأمرهم بالبسملة فتركوها كأنهم فهموا أنها سورة واحدة وقيل أنها كانت طويلة فنسخ أولها ومعها البسملة وهذا ضعيف .
وقيل إن العرب كانوا إذا نبذوا عهدا وميثاقا لم يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم وسورة براءة في ها نبذ للعهد مع الكفار كما في قوله تعالى ( فغذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ) فلذا لم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم
106 - ولا بد منها في ابتدائك سورة سواها وفي الأجزاء خير من تلا
أي ولابد من البسملة لجميع القراء في ابتداء كل سورة سوى براءة
وفيه إشكال وهو أنه سبق أنه يجوز الوصل دون بسملة لبعض القراء فكيف يقول (ولا بد منها) ؟
والجواب أن ما سبق في حال الوصل بين السورتين وهذا في ابتداء سورة
قوله (وفي الأجزاء) : أي وفي الابتداء في أجزاء السورة من وسطها وآخرها خير علماء الأداء في البسملة وعدمها .
107 - ومهما تصلها مع أواخر سورة فلا تقفن الدهر فيها فتثقلا
وإذا أردت أن تصل بين السورتين مع البسملة فلا تقف على البسملة ثم تبتدأ لأن هذا على خلاف ما شرعت له البسملة فالبسملة للفصل بين السورتين وإذا وصلتها بالسورة الأولى ظن السامع أن البسملة إكمال للسورة ,وإنما هي فصل وهذا هو النوع الممنوع من الأقسام الخمسة
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى