الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الثانية مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن شرح كناب الصلاة من كتاب عمدة الأحكام
باب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 86132" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'century gothic'"><span style="font-size: 18px">باب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red"><u>باب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-</u></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">لعل هذا من أهم الأبواب في كتاب الصلاة الذي يصف صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وقد ذكر فيه المصنف -رحمه الله تعالى- عدة أحاديث تبين كيفية صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فمع الحديث الأول:</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (<span style="color: #339966">باب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- : عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (<span style="color: #000080"> كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ، فقلت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد </span>) . </span></span></span></span><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #339966">الحديث الأول في الباب الكلام عليه من وجوه:</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #339966"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">(<span style="color: #000080">كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا كبر في الصلاة</span>) "كان" تشعر بكثرة الفعل والمداومة عليه والاستمرار، أي أن هذا هو حال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي يداوم عليه.</span></span></span></span><span style="color: #ff0000"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">(<span style="color: #000080">كان إذا كبر </span>) هذه التكبيرة التي تسمى بتكبيرة الإحرام؛ لأنه بها يحرم عليه أشياء داخل الصلاة كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (<span style="color: #000080"> مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم </span>) وهذا التكبير هو ركن باتفاق الناس، لا يصح دخول الصلاة إلا بهذا الركن، أو لا يصح انعقاد الصلاة إلا بركن التكبير.</span></span></span><span style="color: #ff0000"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">أيضاً هذا الحديث فيه الاستفتاح، فموضوعه الذي يقصده المصنف -رحمه الله تعالى- أن يُبَيِّنَ أنه يبتديء بالاستفتاح بعد الدخول في الصلاة وبعد التكبير، فأيضاً هذا يدل على استحباب الذكر بين التكبير وبين القراءة، أو استحباب الاستفتاح، والدال على المقيَّد دال على المطلق، المقيَّد هو هذا الذكر المذكور في هذا الحديث حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقول: </span>(<span style="color: #000080"> اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد </span>).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">هذا الدعاء وهو دعاء خاص مذكور يدل على مطلق الدعاء بين التكبير وقراءة الفاتحة.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">وأيضاً في هذا الحديث دليل لمن قال بالسكتة بين تكبيرة الإحرام والقراءة. والمراد بالسكتة هنا قال: (<span style="color: #000080">كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا كبر في الصلاة سكت هُنَيْهة أو هُنَيَّة أو هُنَيْئَة </span>) فسكت، والكل بمعنى أنه سكت سكوتا يسيرا، فسكت في الصلاة السكوت هنا هو السكوت عن الجهر، والسكوت يطلق على السكوت عن الجهر، ويطلق على عدم الكلام مطلقاً، لكن المقصود هنا أنه سكت أي: عن الجهر.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">فقوله: (<span style="color: #000080"> ما تقول </span>) يشعر أنه علم أنه يقول، ومن أين علم أنه يقول؟ لعله علم ذلك بحركة شفتيه كما استدلوا على قراءة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في السر باضطراب لحيته، فعلموا أنه يقرأ من اضطراب لحيته فيكون أبو هريرة -رضي الله عنه- في هذا الحديث علم أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقرأ بتحرك شفتيه أو باهتزاز واضطراب لحيته -صلوات الله وسلامه عليه-.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">فلذا قال له: (<span style="color: #000080"> ما تقول؟ </span>) فقال -عليه الصلاة والسلام- (<span style="color: #000080"> اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب </span>) (<span style="color: #000080"> اللهم باعد </span>) هذه المباعدة تكون فاصلا في المكان، وتكون أيضاً فاصلا في الزمان، والمقصود هنا المباعدة بين خطاياه كما باعد الله -جل وعلا- بين المشرق وبين المغرب، فالمباعدة بين الخطايا هذا أمر معنوي فهذا تشبيه للمحسوس أو تشبيه للمعنوي، المباعدة بين الخطايا بالمحسوس وهو المباعدة بين المشرق والمغرب، والمباعدة هنا المقصود بها محو الخطايا أو تكفير الخطايا أو المنع عن أنه يخطيء (<span style="color: #000080"> اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب </span>) فذلك يكون عبارة عن محوها وترك المؤاخذة بها أو المنع من وقوعها والعصمة من الوقوع منها.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">وأيضاً قوله -صلوات الله وسلامه عليه-: (<span style="color: #000080"> اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس </span>) وقد يكون ذلك تأكيدا للدعاء الأول (<span style="color: #000080"> اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب </span>) ثم قال: (<span style="color: #000080"> اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس </span>) فقد يكون ذلك تأكيدا للأول أو لمعنى آخر (<span style="color: #000080"> اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب </span>) هذا للمستقبل و(<span style="color: #000080"> اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوق الأبيض من الدنس </span>) هذا للحال والذي بعده (<span style="color: #000080"> اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد </span>) هذا للماضي فكأنه سأل الله -جل وعلا- ألا يقع في الخطأ والخطايا في المستقبل، وكذلك ينقيه من الخطايا الحالية، ويغفر له الخطايا الماضية.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">وأيضاً لما كان الثوب الأبيض يظهر فيه الشيء القذر أو الشيء الذي يلوثه أوْضَحُ من غيره فطلب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن ينقي الله -جل وعلا- خطاياه كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">أيضاً الحديث فيه مسائل:</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">المسألة الأولى: </span>مشروعية تكبيرة الإحرام.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">والمسألة الثانية:</span> مشروعية دعاء الاستفتاح.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">أما المسألة الأولى:</span> وهي تكبيرة الإحرام فذهب جماهير السلف والخلف أن الصلاة لا تنعقد إلا بتكبيرة الإحرام، فتكبيرة الإحرام فرض لازم، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة (<span style="color: #000080"> أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عَلَّمَ المسيء في صلاته أنه إذا قام إلى الصلاة أن يكبر </span>) وأيضاً في الحديث الذي ذكرناه (<span style="color: #000080"> تحريمها التكبير وتحليلها التسليم </span>) وأيضاً في حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (<span style="color: #000080"> صلوا كما رأيتموني أصلي </span>) فكان يكبر في كل صلواته -صلوات الله وسلامه عليه- فلذلك ذهب جماهير أهل العلم من السلف والخلف إلى أن الصلاة لا تنعقد إلا بتكبيرة الإحرام فهي فرض لازم.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">وذهب الأحناف إلى جواز افتتاح الصلاة بألفاظ التعظيم، أي: لا يشترط أن يقول: الله أكبر، لكن يقول: الله أعظم أو ما شابه ذلك من صيغ التعظيم يفتتح بها الصلاة، فالصلاة تصح إذا افتتحت بهذه الصيغة عند الأحناف، ولا تصح عند جماهير أهل العلم.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">استدل الأحناف على قولهم بقوله تعالى: ﴿<span style="color: #000080"> قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى ﴿<span style="color: #000080">14</span>﴾ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴿<span style="color: #000080">15</span>﴾ </span>﴾ [الأعلى: 14: 15] فاستدلوا على أنه يذكر اسم ربه -جل وعلا- بأي صيغة من صيغ التعظيم، والناس في تفسير هذه الآية ﴿<span style="color: #000080"> قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى </span>﴾ أي: زكاة الفطر ﴿<span style="color: #000080"> وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى </span>﴾ أي: وكبر ﴿<span style="color: #000080"> فَصَلَّى </span>﴾ أي صلاة العيد.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">وأيضاً الأحاديث المبينة لفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الدائم أنه كان دائماً يكبر "الله أكبر" ولم يثبت في مرة واحدة أنه افتتح الصلاة بغير صيغة هذا التكبير.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">أيضاً المسألة الثانية:</span> وهي مشروعية دعاء الاستفتاح وقال به الجمهور، لكن قال مالك وأصحابه -رحمهم الله تعالى-: إنه لا يشرع الذكر بين التكبير والقراءة. واحتجوا بأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يفتتح الصلاة بـ ﴿<span style="color: #000080"> الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ </span>﴾ كما في حديث عائشة الآتي يفتتح الصلاة بـ ﴿<span style="color: #000080"> الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ </span>﴾ وأيضاً استدلوا بحديث المسيء أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمه وقال له: (<span style="color: #000080"> إذا قمت إلى الصلاة فكبِّر </span>) ولم يذكر له دعاء الاستفتاح.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">الجمهور استدلوا بهذه الأحاديث الصريحة في أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يدعو بعد تكبيره وقبل قراءته. وقد وردت عدة أدعية للاستفتاح عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا الاستفتاح مشروع في الفرض ومشروع في النفل.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">والوارد في الاستفتاح ما كان تمجيدا محضا لله تعالى، ومنها ما كان دعاء محضا، ومنها ما يجمع بين التمجيد والدعاء، فمِن النوع الأول وهو ما كان تمجيدا محضا لله تعالى كقول القائل في الاستفتاح: (<span style="color: #000080"> الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلا </span>) هذا الحديث رواه مسلم، وهو من أدعية استفتاح الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت عنه عدة أنواع.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">وأيضاً في الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي على ذلك أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقول في استفتاح الصلاة (<span style="color: #000080"> سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك </span>).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">وأيضاً هذا ما شمل تمجيدا محضا لله تعالى من أدعية الاستفتاح، أما ما كان دعاء محضا فكحديث الباب (<span style="color: #000080"> اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد </span>).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">أيضاً من الأحاديث التي تجمع بين تمجيد الله -جل وعلا- وبين الدعاء ما رواه مسلم -رحمه الله تعالى- من حديث علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقول في دعاء الاستفتاح: (<span style="color: #000080"> وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أُمِرْتُ وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك </span>)</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">هذا أطول الأدعية الواردة في الاستفتاح، وكان يقوله النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في صلاة الليل.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">وأيضاً كان يقول في صلاة الليل: (<span style="color: #000080"> اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم </span>).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">بعض أهل العلم يفضل بعض الاستفتاحات على الأخرى فالإمام أحمد -رحمه الله تعالى- كان يفضل دعاء الاستفتاح الذي كان عمر يعلمه للناس وكان يحافظ عليه في الفرض وهو (<span style="color: #000080"> سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك </span>).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">الشافعي -رحمه الله تعالى- كان يفضل الدعاء الذي بين أيدينا (<span style="color: #000080"> اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب.. إلى آخره </span>).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">فكل منهم يفضل دعاءً على الآخر على اعتبار صحته أو قوة صحته أو معنى الكلام الذي فيه.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">وعلى كلٍ فهذا من خلاف التنوع، ولا بأس أن يستفتح المرء تارة بهذا وتارة بهذا عملا بالسنة، لكن هل يجمع بين الاستفتاحات كلها في صلاة واحدة؟ بعض أهل العلم قال هذا، لكن لم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- جمع بين استفتاحين في صلاة، فالأَوْلَى ألا يجمع، ولكن يغير في صلواته بين هذا وبين ذاك.</span></span></span></span></p><p><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"></span></span></p><p> <span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">قال المصنف -رحمه الله تعالى-:<span style="color: #339966">عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (<span style="color: #000080"> كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين، وكان إذا ركع لم يُشْخِص رأسه ولم يصوبه، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما، وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي قاعداً، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمني، وكان ينهى عن عُقْبة الشيطان، وينهى أن يفترش الرجل ذراعين افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم </span>) </span>)</span>.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">هذه الأفعال التي تذكرها السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في الصلاة قد استدل الفقهاء بكثير منها على وجوب هذه الأفعال، لا لأن الأفعال تدل على الوجوب؛ بل لأنهم يرون أن قوله تعالى : ﴿<span style="color: #000080">أَقِيمُوا الصَّلاَةَ</span>﴾ هذا خطاب مجمل مبَيَّن بفعل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والفعل المبيِّن للمجمل المأمور به يدخل تحت الأمر، بيان المأمور به يكون مأمورا به.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وأيضاً قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (<span style="color: #000080"> صلوا كما رأيتموني أصلي </span>) فيدل مجموع ذلك على الوجوب.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">فقولها -رضي الله عنها- (<span style="color: #000080"> كان يفتتح الصلاة بالتكبير </span>) يدل على أمور:</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">أولها: أنه لا يكتفَى بالنية في الدخول في الصلاة؛ بل لابد من التكبير، لا يكفي أن المرء ينوي الصلاة دون أن يكبر. وهذا قول جماهير أهل العلم، لابد من الجهر بالتكبير.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وقولها: (<span style="color: #000080"> وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه </span>) (<span style="color: #000080"> لم يشخص رأسه </span>) أي: لم يرفعه، ومادة اللفظ "يشخص" تدل على الارتفاع، ومنه: أشخص بصره. أي: إذا رفعه في جهة العلو، ومنه الشاخص لارتفاعه وقيامه. (<span style="color: #000080"> فكان -صلى الله عليه وسلم- لم يشخص رأسه </span>) أي: لم يرفع رأسه (<span style="color: #000080"> ولم يصوبه </span>) أي: لم ينكسه، لم ينكسه أي: لم يطأطيء رأسه -صلى الله عليه وسلم- ولم يرفع رأسه، ولكن كانت رأسه -صلوات الله وسلامه عليه- في مستوى ظهره، فلم يرفعه أي: لم يشخص رأسه (<span style="color: #000080"> ولم يصوبه </span>) أي: لم ينكسه (<span style="color: #000080"> ولكن كان بين ذلك </span>) يعني: إشار إلى الفعل المسنون. تقول: (<span style="color: #000080"> لكن كان بين ذلك </span>) وهو الاعتدال واستواء الظهر والعنق. كانت عنقه في مستوى ظهره لا يرفعها ولا يخفضها.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وقولها: (<span style="color: #000080"> وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما </span>) هذا يدل على ركنية القيام من الركوع ، الركوع ركن وكذلك القيام من الركوع حتى يطمئن، ركن أيضاً لقولها: (<span style="color: #000080"> وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما </span>) فلا بد من الاطمئنان في القيام وهو ركن، فدليل على أن الركوع ركن، وعلى أن الرفع من الركوع أيضاً ركن، وأنه ينبغي أن يطمئن في هذا الركن قبل أن يسجد.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وقولها -رضي الله عنها- (<span style="color: #000080"> وكان إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي قاعدا </span>) يدل أيضاً على أن الرفع من السجود ركن، وعلى أن الاستواء في الجلوس بين السجدتين أيضاً ركن.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">فأما الرفع فلابد منه, أي: الرفع من السجود لابد منه؛ لأنه لا يتصور تعدد السجود إلا به، إلا بالفصل بين السجدة الأولى والسجدة الثانية، بخلاف الرفع من الركوع لأنه لا يتعدى؛ ولذلك اختلف الناس في الرفع من الركوع، اختلفوا في هذا الركن أنه لا يقوم، يعني: لا يستتم قائما من الركوع، منهم من قال: إذا اقترب من القيام فإن هذا يكفيه، لكن حديث عائشة -رضي الله عنها- يرُد هذا القول: أنه استتم قائما ثم سجد بعد ما استتم قائما. أما السجود فلا خلاف في أنه لابد وأن يجلس ثم يسجد السجدة الثانية.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وأيضاً قولها -رضي الله عنها-: (<span style="color: #000080"> وكان يقول في كل ركعتين التحية </span>) أطلقت لفظ "التحية" على التشهد كله تقول: التحيات لله. فأطلقت لفظ "التحية" على التشهد من باب إطلاق الجزء على الكل.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وقولها -رضي الله عنها-: (<span style="color: #000080"> وكان يفرش رجله اليسرى، وينصب رجله اليمنى </span>) (<span style="color: #000080"> يفرش رجله اليسرى </span>) أي يجعلها بينه وبين الأرض، يعني بطن رجله اليسرى إلى إليته، وظهرها إلى الأرض، فيجعل رجله اليسرى فاصلة بين إليته وبين الأرض (<span style="color: #000080"> كان يفترش رجله اليسرى، وينصب رجله اليمنى </span>) ويستدل أو يستدل بهذه الصورة أصحاب أبي حنيفة على اختيار الهيئة للجلوس للرجل.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">(<span style="color: #000080"> وكان يستقبل بأطراف أصابعه اليمنى القبلة </span>) أي: يفترش اليسرى وينصب اليمنى ويستقبل بأطراف أصابعها القبلة. ومالك -رحمه الله تعالى- اختار التورك، وهو أن يفضي بوَركه إلى الأرض وينصب رجله اليمنى.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">فالافتراش أن يفترش رجله اليسرى، والتورك أن يقدم رجله اليسرى إلى الأمام ويجلس على وركه، أن يفضي بوركه إلى الأرض وينصب رجله اليمنى.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">واختار الشافعي -رحمه الله تعالى- في التفرقة بين التشهد الأول والتشهد الأخير فقال: في التشهد الأول يفترش، يعني: اختار الافتراش على التورك. وفي التشهد الثاني اختار التورك. </span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وقد وردت أيضاً هيئة التورك في بعض الأحاديث، يعني: في بعض الأحاديث تورك وفي بعض الأحاديث افتراش فجمع الشافعي -رحمه الله تعالى- بين الحديثين، فحمل الافتراش على التشهد الأول وحمل التورك على التشهد الثاني.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وقد ورد ذلك مفصلا في بعض الأحاديث أنه كان يفترش في الأول، وكان يتورك في الثاني فدل هذا على صحة الجمع الذي جمع به الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- ورجح أيضاً بعضهم هذا أنه يفترش في الأول وأنه يتورك في الثاني من جهة المعنى أي أن العقل يؤيد هذا أيضاً هذا الجمع.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">كما يقول ابن دقيق العيد -رحمه الله تعالى- « ورجح من جهة المعنى بأمرين لكنهما ليسا بالقويين » لم يقول: إنهما ليس بالقويين؟ لأنه من جهة العقل، والعبادة الأصل فيها التوقف. فعلى هذا يكون ليس بالجيد من جهة العقل، لكن إن كان هذا العقل يؤيد الوارد في الكيفية فلا بأس بذلك، فرجح من جهة المعنى بأمرين أحدهما أن المخالفة في الهيئة قد تكون سببا للتذكر عند الشك في كونه في التشهد الأول أو في التشهد الأخير، يعني: لما حدثت مغايرة بين التشهد الأول والتشهد الأخير أنه يفترش في الأول ويتورك في الأخير يكون ذلك أدعى لأن يتذكر، فإذا نسي هل هو في الركعتين أو في الأربع فإن رأى أنه يفترش فعلم أنه في الاثنتين، وإن كان متوركا علم أنه ... يعني إن سها في أثناء تشهده ذَكَّرَتْه هذه الهيئة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">يُقَال رُجِّح المعنى بأمرين: </span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">الأمر الأول:</span> أن المخالفة في الهيئة تكون سببا في تذكره.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">الثاني:</span> أن الافتراش هيئة استفاذ، يعني: مُهَأٌ للقيام، فناسب أن تكون في التشهد الأول، أما في التشهد الأخير فهو ينتهي من الصلاة في جلسته هذه، فناسب أن تكون جلسة تورك.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">فعلى هذا يُستحب أن يفترش المرء في التشهد الأول، وأن يتورك في التشهد الأخير، وخصوصا أنه ورد النص بالتفرقة بين التورك وبين الافتراش في حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">أيضاً قولها -رضي الله عنها-: (<span style="color: #000080"> كان ينهى عن عُقْبة الشيطان </span>) ويروى (<span style="color: #000080"> عن عَقِب الشيطان </span>) وفُسِّرت هذه الكيفية بأن يفرش قدميه ويجلس بإليتيه على عقبيه، أن يفرش قدميه متصورين الصورة؟ أن يفرش قدميه ويجلس بإليتيه على عقبيه، يفرش الاثنين ويجلس على عقبيه وسمي ذلك الإقعاء، وأيضاً فسر الإقعاء بصورة أخرى أن يجلس على إليتيه، وأن ينصب رجليه، ويضع يديه خلف ظهره، هذا أيضاً إقعاء كإقعاء الكلب، فنُهِيَ عن هذا الإقعاء، وقيل: إن ذلك عُقْبة الشيطان.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وقولها: (<span style="color: #000080"> وينهى أن يفترش افتراش السبع </span>) وهو أن يضع ذراعيه على الأرض في السجود، لكن يضع يده فقط وكفه ويرفع ذراعيه عن الأرض، فالسنة أن يرفعهما ويكون الموضوع على الأرض كفه فقط.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وقول عائشة -رضي الله عنها-: (<span style="color: #000080"> كان يختم الصلاة بالتسليم </span>) أكثر الفقهاء على تعيين التسليم للخروج من الصلاة اتباعا للفعل الذي واظب عليه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان دائماً يخرج من صلاته بالتسليم.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">ولا يدل الحديث على أكثر من مسمى السلام، كان يخرج بالتسليم، وقال: إن قال السلام عليكم فإن هذا يجزئه، فلا يدل الحديث على أكثر من مسمى التسليم، وقد يؤخذ من هذا أن التسليم من الصلاة لقولها: (<span style="color: #000080"> وكان يختم الصلاة بالتسليم </span>) فدل على أن التسليم ركن من أركان الصلاة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وأبو حنيفة يخالف في هذا، يخالف جماهير أهل العلم على أن السلام ليس من أركان الصلاة، فلو تشهد الرجل وقام ولم يسلم فصلاته صحيحة عند أبي حنيفة، وعند جماهير أهل العلم أن التسليم ركن لهذا الحديث الذي نحن بصدده.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وأيضاً وردت صيغ تسليم عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- منها: </span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" جهة اليمين، "السلام عليكم ورحمة الله" جهة اليسار.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">"السلام عليكم ورحمة الله" جهة اليمين، "السلام عليكم ورحمة الله" جهة اليسار.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">"السلام عليكم ورحمة الله" جهة اليمين، "السلام عليكم" جهة الشمال.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">كل هذه الصيغ صحت ووردت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فذلك من اختلاف التنوع، تارة تقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله"، أو "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله" أو "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم" كل هذا صح عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأيضاً صح أنه سلم تسليمة واحدة عن يمينه: "السلام عليكم" ، أو "السلام عليكم ورحمة الله".</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">فالحديث أيضاً يدل على مشروعية التسليم وهل يسلم واحدة أو يسلم ثنتين، جائز هذا وجائز هذا، وهو من خلاف التنوع.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">ولكن من أهل العلم من أوجب التسليمتين فقال: لا يصح أن يخرج من الصلاة قبل أن يسلم التسليمة الثانية. والرسول -صلى الله عليه وسلم- سلم تسليمة واحدة فقال طائفة من أهل العلم منهم العز بن عبد السلام -رحمه الله تعالى-: « إن الواجب هو تسلمية واحدة » وعلى هذا إذا وجدت بعض الناس تأخر عن الإمام وسلم تسلمية واحدة وقام لا إنكار في ذلك، حتى وإن كنت ترى أن التسليمتين واجبتين فسلم أنت، لكن من لم يفعل هذا فنعم يسعه هذا الأمر فالمسألة فيها خلاف.</span></span></p><p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (<span style="color: #339966">عن عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- (<span style="color: #000080"> كان يرفع يديه حَذوَ مَنْكِبَيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك، وقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود </span>) </span>)</span>. </span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">نعم الحديث مازال يتكلم عن صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والكلام على الحديث من وجوه:</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">أولاً:</span> اختلف الفقهاء في رفع اليدين في الصلاة على مذاهب متعددة فالشافعي -رحمه الله تعالى- قال بالرفع في هذه الأماكن الثلاثة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- (<span style="color: #000080"> كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك </span>) </span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">في هذه المواضع الثلاثة عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند القيام من الركوع. و"كان" تشعر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك دائماً، فهي تدل على الاستمرار والمداومة، فالشافعي -رحمه الله تعالى- قال بالرفع في هذه الأماكن الثلاثة نعني: افتتاح الصلاة والركوع والرفع من الركوع وحجته هذا الحديث، وهو من أقوى الأحاديث سنداً.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وأبو حنيفة -رحمه الله تعالى- لا يرى الرفع في غير الافتتاح، يرى الرفع فقط مع تكبيرة الإحرام ولا يرى الرفع في غيرها، وهو المشهور أيضاً عند أصحاب مالك، والمعمول به عند المتأخيرن منهم.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">واقتصر الشافعي -رحمه الله تعالى- على الرفع في هذه الأماكن الثلاثة لهذا الحديث، حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما-.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وقد ثبت أيضاً الرفع عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عند القيام من الركعتين، عند القيام من الركعتين أيضاً رفع، فيكون الرفع في أربع مواضع: عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند القيام منه وعند القيام من الركعة الثانية، أي: القيام إلى الركعة الثالثة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وأيضاً قياس قول الشافعي -رحمه الله تعالى- أنه يسن الرفع أيضاً في هذا المكان، وهو عند القيام من الركعتين؛ لأنه قال بإثبات الرفع في الركوع والرفع منه لكونه زائدا على الرفع عند التكبير، يعني: رد من قال: إن الرفع عند تكبيرة الإحرام فقط أن هذا شيء زائد كحديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- على تكبيرة الإحرام أنه يرفع عند الركوع وعند القيام منه وجب أيضاً أن يثبت الرفع عند القيام من الركعتين لثبوت النص به، فإنه زائد على من أثبت الرفع في هذه الأماكن الثلاث، والحجة واحدة في الموضعين، فإذا قلنا: إننا نثبت الرفع رفع اليدين عند الركوع وعند الرفع منه لأنه زائد كذلك أيضاً نثبت الرفع عن القيام من ركعتين لأنه زائد.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: navy">فالصواب -والله أعلم- استحباب الرفع عند القيام من الركعتين مع المواضع الثلاث السابقة فيستحب الرفع في أربع مواضع:</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">1- عند تكبيرة الإحرام.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">2- وعند التكبير للركوع.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">3- وعند القيام منه. </span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">4- وعند القيام من الركعتين.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">أيضاً ثانياً: </span>الكلام على الحديث من وجوه: عن صفة الرفع، كيف يكون رفع اليدين عند هذه المواضع؟.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">قال في حديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- الذي نحن بصدده (<span style="color: #000080"> رفع يديه حذو منكبيه </span>) ورفعُ اليدين حذور المنكبين هو اختيار الشافعي -رحمه الله تعالى- وأن ذلك منتهى الرفع، أن يرفع يديه حذو منكبيه هذا منتهى الرفع عند الشافعي.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وأبو حنيفة -رحمه الله تعالى- اختار الرفع إلى حذو الأذنين، وفيه حديث ثبت في صحيح مسلم (<span style="color: #000080"> أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه حذو أذنيه </span>) ورجح مذهب الشافعي بقوة السند؛ لأن سنده أقوى من الحديث الآخر، وبكثرة الرواة لهذا المعنى فروِيَ عن الشافعي أنه قال: رَوَى هذا الخبر بضعة عشر نفسا من الصحابة. لذلك هو قدمه على الحديث الآخر، وربما سلك بعضهم طريق الجمع حمل خبر ابن عمر على أنه رفع يديه حتى حاذى كفاه منكبيه، يعني: جمع بين الحديثين وأطراف الأصابع حاذت الأذنين فكأنه جمع بين الحديثين.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وأيضاً قيل: إنه رويت رواية من حديث عبد الجبار بن وائل عن أبيه: (<span style="color: #000080"> كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ويحاذي بإبهاميه أذنيه </span>) يعني: الرواية تؤيد هذا الجمع، فعلى هذا الأقوال فيها ثلاثة:</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">أنه يرفع يديه حذو منكبيه.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">أو حذو أذنيه.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">أو أنه مخير بين أن يرفع حذو منكبيه أو إلى منكبيه أو إلى أذنيه.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">والقول الثالث: </span>هو اختيار الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- ولعل هذا هو الأقوى والأقرب للصواب،فالكل ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولكن قد يفضل بعض الأئمة صفة أو كيفية على أخرى؛ لثبوتها أكثر أو لقوة ثبوتها عن الأخرى.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وأيضاً اختُلِف متى يبتديء التكبير؟ يعني يبتدئ التكبير مع حركة اليد أو بعد ما تنتهي حركة اليد، اختلف أصحاب الشافعي متى يبتدئ التكبير؟ فمنهم من قال: يبتديء التكبير مع ابتداء رفع اليدين. يعني يبتدئ الله أكبر، يبتدئ التكبير مع ابتداء رفع اليدين، ويتم التكبير مع انتهاء إرسال اليدين بأن يقول: الله أكبر، يرفع ويرسل اليدين مع التكبير، فيبتدئ رفع اليدين مع بداية التكبير، وينتهي الإرسال مع نهاية التكبير، ونُسِبت هذه الكيفية إلى رواية وائل بن حُجْر -رضي الله عنه- ومن أصحاب الشافعي أيضاً من قال: « يرفع اليدين غير مكبر، ثم يبتدئ التكبير مع الإرسال » يرفع الله أكبر ويكبر وهو يرسل اليدين، ثم يتم التكبير مع تمام الإرسال. وتنسب هذه الرواية إلى رواية أبي حُمَيْد الساعدي -رضي الله عنه- و الأمر واسع: فمنهم من قال: يرفع ثم يكبر، أو يرفع وهو يكبر، أو يكبر بعد أن يرفع وأثناء إرساله اليدين. فكل هذه الصور وردت، ولعل من نقل هذه الرواية، رواية أنه كبر بعد أن رفع، وكبر وهو يرفع، أو كبر وهو يرسل، كل هذه الصيغ وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فتارة كان يكبر مع حركة يديه، وتارة كان يكبر ثم يرفع يديه، وتارة كان يرفع يديه ثم يكبر ويرسلهما مع نهاية التكبير، فالأمر واسع والكل ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (<span style="color: #339966">عن عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (<span style="color: #000080"> أُمِرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين </span>) </span></span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (<span style="color: #000080"> أُمرت </span>) من الذي أمره؟ هو الله -جل وعلا- وأمته مأمورة بالتبع، فالأمة مأمورة في شخص رسولها -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية النسائي لهذا الحديث (<span style="color: #000080"> أُمرنا أن نسجد على سبعة آراب </span>) و"آراب" أي: سبعة أعْظُم "آراب" جمع "إرب" وهو العضو (<span style="color: #000080"> أُمرنا أن نسجد على سبعة آراب </span>) أي: على سبعة أعظُم، فآراب جمع إرب وهو العضو.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">(<span style="color: #000080"> أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة </span>) والجبهة هي من منابت شعر الرأس إلى أطراف الحاجب هذه هي الجبهة (<span style="color: #000080"> أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه -صلى الله عليه وسلم- واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين</span>) الكلام على الحديث من وجوه:</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">الأول:</span> أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- سمى كل واحد من هذه الأعضاء عظما باعتبار الجملة (<span style="color: #000080"> أُمرتُ أن أسجد على سبعة أعظم </span>) هذا إجمال ثم بعد ذلك فصَّل وبيَّن -عليه الصلاة والسلام- وهذا مما لا شك من وسائل التقريب والتسهيل أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم، هذا إجمال ثم بين هذه الأعظُم اشتمل كل منها على عظام يعني: هو سبعة أعظم وأشار إلى الجبهة، والجبهة فيها عظام وليس فيها عظم واحد، فيحتمل أن يكون ذلك من باب تسيمة الجملة باسم بعضها.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">أيضاً الثاني:</span> ظاهر الحديث يدل على وجوب السجود على هذه الأعضاء؛ لأن الأصل في الأمر هو الوجوب: (<span style="color: #000080"> أُمِرت أن أسجد على سبعة أعظم </span>).</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">هذ السبعة أعظم (<span style="color: #000080"> على جبهته </span>) أما الجبهة فيجب السجود عليها لهذا الحديث، لكن من أهل العلم من قال: لا يجب السجود على الجبهة فلو سجد على أنفه يجزئه؛ لأنه قال: سجد على جبهته وأشار إلى أنفه في الحديث.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: navy">فالجبهة للعلماء فيها قولان:</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">القول الأول:</span> يجب السجود على الجبهة، وهو قول جماهير أهل العلم لحديث الباب (<span style="color: #000080"> أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار إلى أنفه -صلوات الله وسلامه عليه- </span>) وأيضاً لحديث المسيء في صلاته أنه أمره بالسجود، وحديث أبي حميد الساعدي (<span style="color: #000080"> كان إذا سجد -صلى الله عليه وسلم- مكن جبهته من الأرض </span>) وأيضاً كان يُمَكِّن جبهته وقال: (<span style="color: #000080"> صلوا كما رأيتموني أصلي </span>) فهذه أدلة الجمهور في وجوب السجود على الجبهة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">قال أبو حنيفة -رحمه الله تعالى-: « لا يجب السجود على الجبهة » وهو قول في مذهب مالك أيضاً؛ لأن ابن عباس -رضي الله عنهما- في هذا الحديث لما أمر بالسجود أشار إلى أنفه، في هذا الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أشار إلى أنفه: (<span style="color: #000080"> أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار إلى أنفه </span>) فكأنه أَمَر بالسجود على الأنف وهذا هو الذي يجب أما الجبهة فلا تجب.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">قال أيضاً دليل عقلي؛ لأن الأنف أبلغ في التذلل، يعني مثلاً: إذا أراد رجلا أن يذل رجلا يقول له: أكسر أنفك. لأن هذا موضع الذلة، فقال: إن السجود على الأنف أبلغ في التذلل، فيجب السجود على الأنف، ولكن لا يجب على الجبهة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: navy">أما الأنف فللعلماء فيها ثلاثة أقوال:</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">القول الأول: </span>وجوب السجود على الأنف، يجب أن يسجد على أنفه، طبعاً لهذا الحديث، قال به إسحاق بن راهويه وهو رواية عن مالك ورواية عن الإمام أحمد يجب السجود على الأنف.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">القول الثاني:</span> لا يجب السجود على الأنف الواجب هو السجود على الجبهة فقط وهو قول الشافعية وقول الحسن وعكرمة واختيار صاحبي أبي حنيفة، واستدلوا بعدم وجوب السجود على الأنف بحديث المسيء في صلاته، وهو استدلال كما يقول العلماء بمفهوم اللقط أنه أمره أن يسجد، السجود على جبهته، أي: لا يجب على غير الجبهة، وكذلك في حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- أنه (<span style="color: #000080"> صلوا كما رأيتموني أصلي </span>) لكن في هذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يضع أنفه على الأرض فهو حجة على هؤلاء لا حجة له.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">فالقول الثاني:</span> هو عدم وجوب السجود على الأنف.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">القول الثالث:</span> هو مخير بين السجود على الأنف أو عدم السجود على الأنف، يعني: لا يجب، هو مخير، هذا القول الثالث قول ابن القاسم من أصحاب مالك.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">الراجح: </span>هو وجوب السجود على الأنف وعلى الجبهة لهذا الحديث، حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (<span style="color: #000080"> أُمرت أن أسجد على سبعة أعظُم: على الجبهة وأشار أيضاً إلى أنفه </span>) أي أن الأنف مع الجبهة في السجود.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: navy">أيضاً هل يجب السجود على هذه الأعضاء الستة الأخرى غير الجبهة؟ </span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">اختلفت أقوال أهل العلم في ذلك، منهم من قال: يجب، وهو قول الظاهرية ورواية عن الإمام أحمد طبعا لحديث الباب، استدلوا بحديث الباب: (<span style="color: #000080"> أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم </span>) وبحديث مالك بن الحويرث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (<span style="color: #000080"> صلوا كما رأيتموني أصلي </span>).</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">القول الثاني:</span> لا يجب السجود على هذه الست، وهو قول الجمهور نقله القاضي عياض أن هذا قول الجمهور لا يجب السجود على الأعضاء الستة، واستدلوا بقوله -صلوات الله وسلامه عليه- في سجود التلاوة (<span style="color: #000080"> سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره </span>) فقصر السجود على الوجه (<span style="color: #000080"> سجد وجهي </span>) فقالوا: إن السجود في الوجه هو الواجب، وما عدا ذلك فيكون مستحبا.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">والراجح هو وجوب السجود على الأعضاء السبع للحديث، والذي استدلوا به هنا في سجود النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في التلاوة أنه قال (<span style="color: #000080"> سجد وجهي</span>) فذِكْرُه للجزء لا ينفي ما عداه، سجد الوجه فلا ينفي عدم سجود الركبتين واليدين والقدمين فالراجح هو وجوب السجود على هذه السبعة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">أيضاً في الحديث أنه (<span style="color: #000080"> سجد على سبعة أعظُم: على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين </span>) سجد على يديه "اليدان" المقصود هنا من أطراف الأصابع وصفحة اليد، وقد يقول البعض: إن اليد هي من أصابع الكف إلى المنكب، أو هي إلى الكوعين، أو إلى المرفق.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">اختلف أهل العلم في أن اليد تطلق حقيقة على اليد من أطراف الأصابع إلى المنكب؟ أو أنها من أطراف الأصابع إلى الكوعين فقط. استدل من قال: إنها من أطراف الأصابع إلى الكوعين فقط في آية: ﴿<span style="color: #000080"> وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا </span>﴾ <span style="font-size: 12px">[المائدة : 39]</span> والقطع يكون من الكوعين من هنا.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وعلى هذا يفرع العلماء أن التيمم للكفين فقط أو أن التيمم لأكثر من ذلك على خلاف أن اليد حقيقة تطلق على الكفين أم تطلق على الكفين مع الساعد والعضد؟ لكن المراد هنا في هذا هما الكفان فقط. المراد هنا بلا خلاف هما الكفان فقط. أنه يسجد على يديه.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">أيضاً قد يستدل بذلك هذا الحديث أنه لا يجب كشف شيء من هذه الأعضاء، فسواء سجد وهي مغطاة أو عليها ساتر أو بغير ساتر فقد حقق السجود، فإن مسمى السجود يحصل بالوضع فمن وضعها فقد أتى بما أُمر به، فوجب أن يخرج عن العهدة، طبعاً هذا الكلام معناه أنه إذا كان هناك حائل بين الأعضاء وبين الأرض والحائل له حالتان:</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">إما أنه حائل منفصل.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">وإما أنه حائل متصل.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">فالحائل المنفصل أن يفرش شيئاً على الأرض. فهذا بالاتفاق لا شيء فيه، ففي حديث أنس الذي ذكرناه أنه لَيَّنَ له حصير قد اسود من طول ما لُبِس، صلى على حصير، وقال لعائشة: (<span style="color: #000080"> ناوليني الخُمرة من المسجد </span>) فكان يضع شيئاً على الأرض ويصلي عليه، فهذا الحائل حائل منفصل عن الإنسان لا خلاف بين أهل العلم أنه يجوز للمرء أن يصلي عليه، لكن الكلام في الحائل المتصل، يغطي مثلاً رأسه، أو يغطي جبهته، يغطي يديه وهو يسجد هذا الذي تكلم فيه أهل العلم.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">بالنسبة للركبتين والقدمين لم يختلف أهل العلم أن كشف هذا لا يجب، طبعاً بالنسبة للركبتين لأن هذا فيه كشف للعورة، أما القدمان فاستدلوا بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في خُفيه، وأمر بألا ننزع خففنا في حديث صفوان ثلاثة أيام بلياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم يمسح على خفه، فهذا يقتضي أنه يصلي في نعليه، فهذا يقتضي أنه لا يباشر بالقدم الأرض، فبالاتفاق لا يجب أن يباشر بقدمه الأرض، ولا يجب أن يباشر بركبتيه الأرض، فصار الكلام في اليدين فقط، الجمهور على أنه لا يجب أن يكشف اليدين عند السجود.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">والقول الثاني:</span> وهو رواية عن الإمام الشافعي يجب أن يكشف يده عند السجود، هذه السبعة أعضاء في الحديث هي (<span style="color: #000080"> أُمرت أن أسجد على سبعة أعضاء </span>) <span style="color: blue">على الراجح أن هذه الأعضاء هي الجبهة مع الأنف، هذه واحدة أو العظم الجبهة مع الأنف على الراجح، واليدان يجب على الراجح، على اختلاف في الأنف لكن الراجح أنها تجب، واليدان والراجح أنها أو المتفق عليه أنه الكف فتصير ثلاثة، والركبتان تصير هكذا خمسة، والقدمان أطراف الأصابع تصير هكذا سبعة .</span></span></span></p><p></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 86132, member: 1"] [center][font=century gothic][size=5]باب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-[/size][/font][/center] [center][font=comic sans ms][size=5][color=red][u]باب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-[/u][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]لعل هذا من أهم الأبواب في كتاب الصلاة الذي يصف صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وقد ذكر فيه المصنف -رحمه الله تعالى- عدة أحاديث تبين كيفية صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فمع الحديث الأول:[/size][/font][/center] [center][color=#ff0000][size=5][font=comic sans ms]قال المصنف -رحمه الله تعالى-: ([color=#339966]باب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- : عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ([color=#000080] كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ، فقلت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد [/color]) . [/color][/font][/size][/color][color=#ff0000][font=comic sans ms][size=5][color=#339966]الحديث الأول في الباب الكلام عليه من وجوه:[/color][/size][/font][/color] [color=#ff0000][color=#339966][font=comic sans ms][size=5]([color=#000080]كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا كبر في الصلاة[/color]) "كان" تشعر بكثرة الفعل والمداومة عليه والاستمرار، أي أن هذا هو حال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي يداوم عليه.[/size][/font][/color][/color][color=#ff0000] [color=#ff0000][font=comic sans ms][size=5]([color=#000080]كان إذا كبر [/color]) هذه التكبيرة التي تسمى بتكبيرة الإحرام؛ لأنه بها يحرم عليه أشياء داخل الصلاة كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ([color=#000080] مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم [/color]) وهذا التكبير هو ركن باتفاق الناس، لا يصح دخول الصلاة إلا بهذا الركن، أو لا يصح انعقاد الصلاة إلا بركن التكبير.[/size][/font][/color][color=#ff0000] [font=comic sans ms][size=5][color=red]أيضاً هذا الحديث فيه الاستفتاح، فموضوعه الذي يقصده المصنف -رحمه الله تعالى- أن يُبَيِّنَ أنه يبتديء بالاستفتاح بعد الدخول في الصلاة وبعد التكبير، فأيضاً هذا يدل على استحباب الذكر بين التكبير وبين القراءة، أو استحباب الاستفتاح، والدال على المقيَّد دال على المطلق، المقيَّد هو هذا الذكر المذكور في هذا الحديث حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقول: [/color]([color=#000080] اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد [/color]).[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]هذا الدعاء وهو دعاء خاص مذكور يدل على مطلق الدعاء بين التكبير وقراءة الفاتحة.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]وأيضاً في هذا الحديث دليل لمن قال بالسكتة بين تكبيرة الإحرام والقراءة. والمراد بالسكتة هنا قال: ([color=#000080]كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا كبر في الصلاة سكت هُنَيْهة أو هُنَيَّة أو هُنَيْئَة [/color]) فسكت، والكل بمعنى أنه سكت سكوتا يسيرا، فسكت في الصلاة السكوت هنا هو السكوت عن الجهر، والسكوت يطلق على السكوت عن الجهر، ويطلق على عدم الكلام مطلقاً، لكن المقصود هنا أنه سكت أي: عن الجهر.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]فقوله: ([color=#000080] ما تقول [/color]) يشعر أنه علم أنه يقول، ومن أين علم أنه يقول؟ لعله علم ذلك بحركة شفتيه كما استدلوا على قراءة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في السر باضطراب لحيته، فعلموا أنه يقرأ من اضطراب لحيته فيكون أبو هريرة -رضي الله عنه- في هذا الحديث علم أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقرأ بتحرك شفتيه أو باهتزاز واضطراب لحيته -صلوات الله وسلامه عليه-.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]فلذا قال له: ([color=#000080] ما تقول؟ [/color]) فقال -عليه الصلاة والسلام- ([color=#000080] اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب [/color]) ([color=#000080] اللهم باعد [/color]) هذه المباعدة تكون فاصلا في المكان، وتكون أيضاً فاصلا في الزمان، والمقصود هنا المباعدة بين خطاياه كما باعد الله -جل وعلا- بين المشرق وبين المغرب، فالمباعدة بين الخطايا هذا أمر معنوي فهذا تشبيه للمحسوس أو تشبيه للمعنوي، المباعدة بين الخطايا بالمحسوس وهو المباعدة بين المشرق والمغرب، والمباعدة هنا المقصود بها محو الخطايا أو تكفير الخطايا أو المنع عن أنه يخطيء ([color=#000080] اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب [/color]) فذلك يكون عبارة عن محوها وترك المؤاخذة بها أو المنع من وقوعها والعصمة من الوقوع منها.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]وأيضاً قوله -صلوات الله وسلامه عليه-: ([color=#000080] اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس [/color]) وقد يكون ذلك تأكيدا للدعاء الأول ([color=#000080] اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب [/color]) ثم قال: ([color=#000080] اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس [/color]) فقد يكون ذلك تأكيدا للأول أو لمعنى آخر ([color=#000080] اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب [/color]) هذا للمستقبل و([color=#000080] اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوق الأبيض من الدنس [/color]) هذا للحال والذي بعده ([color=#000080] اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد [/color]) هذا للماضي فكأنه سأل الله -جل وعلا- ألا يقع في الخطأ والخطايا في المستقبل، وكذلك ينقيه من الخطايا الحالية، ويغفر له الخطايا الماضية.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]وأيضاً لما كان الثوب الأبيض يظهر فيه الشيء القذر أو الشيء الذي يلوثه أوْضَحُ من غيره فطلب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن ينقي الله -جل وعلا- خطاياه كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]أيضاً الحديث فيه مسائل:[/size][/font] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]المسألة الأولى: [/color]مشروعية تكبيرة الإحرام.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]والمسألة الثانية:[/color] مشروعية دعاء الاستفتاح.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]أما المسألة الأولى:[/color] وهي تكبيرة الإحرام فذهب جماهير السلف والخلف أن الصلاة لا تنعقد إلا بتكبيرة الإحرام، فتكبيرة الإحرام فرض لازم، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة ([color=#000080] أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عَلَّمَ المسيء في صلاته أنه إذا قام إلى الصلاة أن يكبر [/color]) وأيضاً في الحديث الذي ذكرناه ([color=#000080] تحريمها التكبير وتحليلها التسليم [/color]) وأيضاً في حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ([color=#000080] صلوا كما رأيتموني أصلي [/color]) فكان يكبر في كل صلواته -صلوات الله وسلامه عليه- فلذلك ذهب جماهير أهل العلم من السلف والخلف إلى أن الصلاة لا تنعقد إلا بتكبيرة الإحرام فهي فرض لازم.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=5]وذهب الأحناف إلى جواز افتتاح الصلاة بألفاظ التعظيم، أي: لا يشترط أن يقول: الله أكبر، لكن يقول: الله أعظم أو ما شابه ذلك من صيغ التعظيم يفتتح بها الصلاة، فالصلاة تصح إذا افتتحت بهذه الصيغة عند الأحناف، ولا تصح عند جماهير أهل العلم.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]استدل الأحناف على قولهم بقوله تعالى: ﴿[color=#000080] قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى ﴿[color=#000080]14[/color]﴾ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴿[color=#000080]15[/color]﴾ [/color]﴾ [الأعلى: 14: 15] فاستدلوا على أنه يذكر اسم ربه -جل وعلا- بأي صيغة من صيغ التعظيم، والناس في تفسير هذه الآية ﴿[color=#000080] قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى [/color]﴾ أي: زكاة الفطر ﴿[color=#000080] وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [/color]﴾ أي: وكبر ﴿[color=#000080] فَصَلَّى [/color]﴾ أي صلاة العيد.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]وأيضاً الأحاديث المبينة لفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الدائم أنه كان دائماً يكبر "الله أكبر" ولم يثبت في مرة واحدة أنه افتتح الصلاة بغير صيغة هذا التكبير.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5][color=navy]أيضاً المسألة الثانية:[/color] وهي مشروعية دعاء الاستفتاح وقال به الجمهور، لكن قال مالك وأصحابه -رحمهم الله تعالى-: إنه لا يشرع الذكر بين التكبير والقراءة. واحتجوا بأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يفتتح الصلاة بـ ﴿[color=#000080] الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [/color]﴾ كما في حديث عائشة الآتي يفتتح الصلاة بـ ﴿[color=#000080] الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [/color]﴾ وأيضاً استدلوا بحديث المسيء أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمه وقال له: ([color=#000080] إذا قمت إلى الصلاة فكبِّر [/color]) ولم يذكر له دعاء الاستفتاح.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]الجمهور استدلوا بهذه الأحاديث الصريحة في أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يدعو بعد تكبيره وقبل قراءته. وقد وردت عدة أدعية للاستفتاح عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا الاستفتاح مشروع في الفرض ومشروع في النفل.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]والوارد في الاستفتاح ما كان تمجيدا محضا لله تعالى، ومنها ما كان دعاء محضا، ومنها ما يجمع بين التمجيد والدعاء، فمِن النوع الأول وهو ما كان تمجيدا محضا لله تعالى كقول القائل في الاستفتاح: ([color=#000080] الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلا [/color]) هذا الحديث رواه مسلم، وهو من أدعية استفتاح الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت عنه عدة أنواع.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]وأيضاً في الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي على ذلك أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقول في استفتاح الصلاة ([color=#000080] سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك [/color]).[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]وأيضاً هذا ما شمل تمجيدا محضا لله تعالى من أدعية الاستفتاح، أما ما كان دعاء محضا فكحديث الباب ([color=#000080] اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد [/color]).[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]أيضاً من الأحاديث التي تجمع بين تمجيد الله -جل وعلا- وبين الدعاء ما رواه مسلم -رحمه الله تعالى- من حديث علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقول في دعاء الاستفتاح: ([color=#000080] وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أُمِرْتُ وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك [/color])[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]هذا أطول الأدعية الواردة في الاستفتاح، وكان يقوله النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في صلاة الليل.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]وأيضاً كان يقول في صلاة الليل: ([color=#000080] اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم [/color]).[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]بعض أهل العلم يفضل بعض الاستفتاحات على الأخرى فالإمام أحمد -رحمه الله تعالى- كان يفضل دعاء الاستفتاح الذي كان عمر يعلمه للناس وكان يحافظ عليه في الفرض وهو ([color=#000080] سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك [/color]).[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]الشافعي -رحمه الله تعالى- كان يفضل الدعاء الذي بين أيدينا ([color=#000080] اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب.. إلى آخره [/color]).[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]فكل منهم يفضل دعاءً على الآخر على اعتبار صحته أو قوة صحته أو معنى الكلام الذي فيه.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]وعلى كلٍ فهذا من خلاف التنوع، ولا بأس أن يستفتح المرء تارة بهذا وتارة بهذا عملا بالسنة، لكن هل يجمع بين الاستفتاحات كلها في صلاة واحدة؟ بعض أهل العلم قال هذا، لكن لم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- جمع بين استفتاحين في صلاة، فالأَوْلَى ألا يجمع، ولكن يغير في صلواته بين هذا وبين ذاك.[/size][/font][/color][/color][/center][color=#ff0000][color=#ff0000] [center][font=comic sans ms][size=5][color=#ff0000]قال المصنف -رحمه الله تعالى-:[color=#339966]عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ([color=#000080] كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين، وكان إذا ركع لم يُشْخِص رأسه ولم يصوبه، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما، وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي قاعداً، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمني، وكان ينهى عن عُقْبة الشيطان، وينهى أن يفترش الرجل ذراعين افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم [/color]) [/color])[/color].[/size][/font] [size=5][font=comic sans ms]هذه الأفعال التي تذكرها السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في الصلاة قد استدل الفقهاء بكثير منها على وجوب هذه الأفعال، لا لأن الأفعال تدل على الوجوب؛ بل لأنهم يرون أن قوله تعالى : ﴿[color=#000080]أَقِيمُوا الصَّلاَةَ[/color]﴾ هذا خطاب مجمل مبَيَّن بفعل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والفعل المبيِّن للمجمل المأمور به يدخل تحت الأمر، بيان المأمور به يكون مأمورا به.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وأيضاً قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ([color=#000080] صلوا كما رأيتموني أصلي [/color]) فيدل مجموع ذلك على الوجوب.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]فقولها -رضي الله عنها- ([color=#000080] كان يفتتح الصلاة بالتكبير [/color]) يدل على أمور:[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]أولها: أنه لا يكتفَى بالنية في الدخول في الصلاة؛ بل لابد من التكبير، لا يكفي أن المرء ينوي الصلاة دون أن يكبر. وهذا قول جماهير أهل العلم، لابد من الجهر بالتكبير.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وقولها: ([color=#000080] وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه [/color]) ([color=#000080] لم يشخص رأسه [/color]) أي: لم يرفعه، ومادة اللفظ "يشخص" تدل على الارتفاع، ومنه: أشخص بصره. أي: إذا رفعه في جهة العلو، ومنه الشاخص لارتفاعه وقيامه. ([color=#000080] فكان -صلى الله عليه وسلم- لم يشخص رأسه [/color]) أي: لم يرفع رأسه ([color=#000080] ولم يصوبه [/color]) أي: لم ينكسه، لم ينكسه أي: لم يطأطيء رأسه -صلى الله عليه وسلم- ولم يرفع رأسه، ولكن كانت رأسه -صلوات الله وسلامه عليه- في مستوى ظهره، فلم يرفعه أي: لم يشخص رأسه ([color=#000080] ولم يصوبه [/color]) أي: لم ينكسه ([color=#000080] ولكن كان بين ذلك [/color]) يعني: إشار إلى الفعل المسنون. تقول: ([color=#000080] لكن كان بين ذلك [/color]) وهو الاعتدال واستواء الظهر والعنق. كانت عنقه في مستوى ظهره لا يرفعها ولا يخفضها.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وقولها: ([color=#000080] وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما [/color]) هذا يدل على ركنية القيام من الركوع ، الركوع ركن وكذلك القيام من الركوع حتى يطمئن، ركن أيضاً لقولها: ([color=#000080] وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما [/color]) فلا بد من الاطمئنان في القيام وهو ركن، فدليل على أن الركوع ركن، وعلى أن الرفع من الركوع أيضاً ركن، وأنه ينبغي أن يطمئن في هذا الركن قبل أن يسجد.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وقولها -رضي الله عنها- ([color=#000080] وكان إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي قاعدا [/color]) يدل أيضاً على أن الرفع من السجود ركن، وعلى أن الاستواء في الجلوس بين السجدتين أيضاً ركن.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]فأما الرفع فلابد منه, أي: الرفع من السجود لابد منه؛ لأنه لا يتصور تعدد السجود إلا به، إلا بالفصل بين السجدة الأولى والسجدة الثانية، بخلاف الرفع من الركوع لأنه لا يتعدى؛ ولذلك اختلف الناس في الرفع من الركوع، اختلفوا في هذا الركن أنه لا يقوم، يعني: لا يستتم قائما من الركوع، منهم من قال: إذا اقترب من القيام فإن هذا يكفيه، لكن حديث عائشة -رضي الله عنها- يرُد هذا القول: أنه استتم قائما ثم سجد بعد ما استتم قائما. أما السجود فلا خلاف في أنه لابد وأن يجلس ثم يسجد السجدة الثانية.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وأيضاً قولها -رضي الله عنها-: ([color=#000080] وكان يقول في كل ركعتين التحية [/color]) أطلقت لفظ "التحية" على التشهد كله تقول: التحيات لله. فأطلقت لفظ "التحية" على التشهد من باب إطلاق الجزء على الكل.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وقولها -رضي الله عنها-: ([color=#000080] وكان يفرش رجله اليسرى، وينصب رجله اليمنى [/color]) ([color=#000080] يفرش رجله اليسرى [/color]) أي يجعلها بينه وبين الأرض، يعني بطن رجله اليسرى إلى إليته، وظهرها إلى الأرض، فيجعل رجله اليسرى فاصلة بين إليته وبين الأرض ([color=#000080] كان يفترش رجله اليسرى، وينصب رجله اليمنى [/color]) ويستدل أو يستدل بهذه الصورة أصحاب أبي حنيفة على اختيار الهيئة للجلوس للرجل.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]([color=#000080] وكان يستقبل بأطراف أصابعه اليمنى القبلة [/color]) أي: يفترش اليسرى وينصب اليمنى ويستقبل بأطراف أصابعها القبلة. ومالك -رحمه الله تعالى- اختار التورك، وهو أن يفضي بوَركه إلى الأرض وينصب رجله اليمنى.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]فالافتراش أن يفترش رجله اليسرى، والتورك أن يقدم رجله اليسرى إلى الأمام ويجلس على وركه، أن يفضي بوركه إلى الأرض وينصب رجله اليمنى.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]واختار الشافعي -رحمه الله تعالى- في التفرقة بين التشهد الأول والتشهد الأخير فقال: في التشهد الأول يفترش، يعني: اختار الافتراش على التورك. وفي التشهد الثاني اختار التورك. [/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وقد وردت أيضاً هيئة التورك في بعض الأحاديث، يعني: في بعض الأحاديث تورك وفي بعض الأحاديث افتراش فجمع الشافعي -رحمه الله تعالى- بين الحديثين، فحمل الافتراش على التشهد الأول وحمل التورك على التشهد الثاني.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وقد ورد ذلك مفصلا في بعض الأحاديث أنه كان يفترش في الأول، وكان يتورك في الثاني فدل هذا على صحة الجمع الذي جمع به الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- ورجح أيضاً بعضهم هذا أنه يفترش في الأول وأنه يتورك في الثاني من جهة المعنى أي أن العقل يؤيد هذا أيضاً هذا الجمع.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]كما يقول ابن دقيق العيد -رحمه الله تعالى- « ورجح من جهة المعنى بأمرين لكنهما ليسا بالقويين » لم يقول: إنهما ليس بالقويين؟ لأنه من جهة العقل، والعبادة الأصل فيها التوقف. فعلى هذا يكون ليس بالجيد من جهة العقل، لكن إن كان هذا العقل يؤيد الوارد في الكيفية فلا بأس بذلك، فرجح من جهة المعنى بأمرين أحدهما أن المخالفة في الهيئة قد تكون سببا للتذكر عند الشك في كونه في التشهد الأول أو في التشهد الأخير، يعني: لما حدثت مغايرة بين التشهد الأول والتشهد الأخير أنه يفترش في الأول ويتورك في الأخير يكون ذلك أدعى لأن يتذكر، فإذا نسي هل هو في الركعتين أو في الأربع فإن رأى أنه يفترش فعلم أنه في الاثنتين، وإن كان متوركا علم أنه ... يعني إن سها في أثناء تشهده ذَكَّرَتْه هذه الهيئة.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]يُقَال رُجِّح المعنى بأمرين: [/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]الأمر الأول:[/color] أن المخالفة في الهيئة تكون سببا في تذكره.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]الثاني:[/color] أن الافتراش هيئة استفاذ، يعني: مُهَأٌ للقيام، فناسب أن تكون في التشهد الأول، أما في التشهد الأخير فهو ينتهي من الصلاة في جلسته هذه، فناسب أن تكون جلسة تورك.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]فعلى هذا يُستحب أن يفترش المرء في التشهد الأول، وأن يتورك في التشهد الأخير، وخصوصا أنه ورد النص بالتفرقة بين التورك وبين الافتراش في حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]أيضاً قولها -رضي الله عنها-: ([color=#000080] كان ينهى عن عُقْبة الشيطان [/color]) ويروى ([color=#000080] عن عَقِب الشيطان [/color]) وفُسِّرت هذه الكيفية بأن يفرش قدميه ويجلس بإليتيه على عقبيه، أن يفرش قدميه متصورين الصورة؟ أن يفرش قدميه ويجلس بإليتيه على عقبيه، يفرش الاثنين ويجلس على عقبيه وسمي ذلك الإقعاء، وأيضاً فسر الإقعاء بصورة أخرى أن يجلس على إليتيه، وأن ينصب رجليه، ويضع يديه خلف ظهره، هذا أيضاً إقعاء كإقعاء الكلب، فنُهِيَ عن هذا الإقعاء، وقيل: إن ذلك عُقْبة الشيطان.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وقولها: ([color=#000080] وينهى أن يفترش افتراش السبع [/color]) وهو أن يضع ذراعيه على الأرض في السجود، لكن يضع يده فقط وكفه ويرفع ذراعيه عن الأرض، فالسنة أن يرفعهما ويكون الموضوع على الأرض كفه فقط.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وقول عائشة -رضي الله عنها-: ([color=#000080] كان يختم الصلاة بالتسليم [/color]) أكثر الفقهاء على تعيين التسليم للخروج من الصلاة اتباعا للفعل الذي واظب عليه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان دائماً يخرج من صلاته بالتسليم.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]ولا يدل الحديث على أكثر من مسمى السلام، كان يخرج بالتسليم، وقال: إن قال السلام عليكم فإن هذا يجزئه، فلا يدل الحديث على أكثر من مسمى التسليم، وقد يؤخذ من هذا أن التسليم من الصلاة لقولها: ([color=#000080] وكان يختم الصلاة بالتسليم [/color]) فدل على أن التسليم ركن من أركان الصلاة.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وأبو حنيفة يخالف في هذا، يخالف جماهير أهل العلم على أن السلام ليس من أركان الصلاة، فلو تشهد الرجل وقام ولم يسلم فصلاته صحيحة عند أبي حنيفة، وعند جماهير أهل العلم أن التسليم ركن لهذا الحديث الذي نحن بصدده.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وأيضاً وردت صيغ تسليم عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- منها: [/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" جهة اليمين، "السلام عليكم ورحمة الله" جهة اليسار.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]"السلام عليكم ورحمة الله" جهة اليمين، "السلام عليكم ورحمة الله" جهة اليسار.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]"السلام عليكم ورحمة الله" جهة اليمين، "السلام عليكم" جهة الشمال.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]كل هذه الصيغ صحت ووردت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فذلك من اختلاف التنوع، تارة تقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله"، أو "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله" أو "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم" كل هذا صح عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأيضاً صح أنه سلم تسليمة واحدة عن يمينه: "السلام عليكم" ، أو "السلام عليكم ورحمة الله".[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]فالحديث أيضاً يدل على مشروعية التسليم وهل يسلم واحدة أو يسلم ثنتين، جائز هذا وجائز هذا، وهو من خلاف التنوع.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]ولكن من أهل العلم من أوجب التسليمتين فقال: لا يصح أن يخرج من الصلاة قبل أن يسلم التسليمة الثانية. والرسول -صلى الله عليه وسلم- سلم تسليمة واحدة فقال طائفة من أهل العلم منهم العز بن عبد السلام -رحمه الله تعالى-: « إن الواجب هو تسلمية واحدة » وعلى هذا إذا وجدت بعض الناس تأخر عن الإمام وسلم تسلمية واحدة وقام لا إنكار في ذلك، حتى وإن كنت ترى أن التسليمتين واجبتين فسلم أنت، لكن من لم يفعل هذا فنعم يسعه هذا الأمر فالمسألة فيها خلاف.[/font][/size][/center] [center][size=5][font=comic sans ms][color=#ff0000]قال المصنف -رحمه الله تعالى-: ([color=#339966]عن عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ([color=#000080] كان يرفع يديه حَذوَ مَنْكِبَيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك، وقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود [/color]) [/color])[/color]. [/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]نعم الحديث مازال يتكلم عن صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والكلام على الحديث من وجوه:[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]أولاً:[/color] اختلف الفقهاء في رفع اليدين في الصلاة على مذاهب متعددة فالشافعي -رحمه الله تعالى- قال بالرفع في هذه الأماكن الثلاثة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ([color=#000080] كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك [/color]) [/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]في هذه المواضع الثلاثة عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند القيام من الركوع. و"كان" تشعر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك دائماً، فهي تدل على الاستمرار والمداومة، فالشافعي -رحمه الله تعالى- قال بالرفع في هذه الأماكن الثلاثة نعني: افتتاح الصلاة والركوع والرفع من الركوع وحجته هذا الحديث، وهو من أقوى الأحاديث سنداً.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وأبو حنيفة -رحمه الله تعالى- لا يرى الرفع في غير الافتتاح، يرى الرفع فقط مع تكبيرة الإحرام ولا يرى الرفع في غيرها، وهو المشهور أيضاً عند أصحاب مالك، والمعمول به عند المتأخيرن منهم.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]واقتصر الشافعي -رحمه الله تعالى- على الرفع في هذه الأماكن الثلاثة لهذا الحديث، حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما-.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وقد ثبت أيضاً الرفع عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عند القيام من الركعتين، عند القيام من الركعتين أيضاً رفع، فيكون الرفع في أربع مواضع: عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند القيام منه وعند القيام من الركعة الثانية، أي: القيام إلى الركعة الثالثة.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وأيضاً قياس قول الشافعي -رحمه الله تعالى- أنه يسن الرفع أيضاً في هذا المكان، وهو عند القيام من الركعتين؛ لأنه قال بإثبات الرفع في الركوع والرفع منه لكونه زائدا على الرفع عند التكبير، يعني: رد من قال: إن الرفع عند تكبيرة الإحرام فقط أن هذا شيء زائد كحديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- على تكبيرة الإحرام أنه يرفع عند الركوع وعند القيام منه وجب أيضاً أن يثبت الرفع عند القيام من الركعتين لثبوت النص به، فإنه زائد على من أثبت الرفع في هذه الأماكن الثلاث، والحجة واحدة في الموضعين، فإذا قلنا: إننا نثبت الرفع رفع اليدين عند الركوع وعند الرفع منه لأنه زائد كذلك أيضاً نثبت الرفع عن القيام من ركعتين لأنه زائد.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=navy]فالصواب -والله أعلم- استحباب الرفع عند القيام من الركعتين مع المواضع الثلاث السابقة فيستحب الرفع في أربع مواضع:[/color][/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]1- عند تكبيرة الإحرام.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]2- وعند التكبير للركوع.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]3- وعند القيام منه. [/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]4- وعند القيام من الركعتين.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]أيضاً ثانياً: [/color]الكلام على الحديث من وجوه: عن صفة الرفع، كيف يكون رفع اليدين عند هذه المواضع؟.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]قال في حديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- الذي نحن بصدده ([color=#000080] رفع يديه حذو منكبيه [/color]) ورفعُ اليدين حذور المنكبين هو اختيار الشافعي -رحمه الله تعالى- وأن ذلك منتهى الرفع، أن يرفع يديه حذو منكبيه هذا منتهى الرفع عند الشافعي.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وأبو حنيفة -رحمه الله تعالى- اختار الرفع إلى حذو الأذنين، وفيه حديث ثبت في صحيح مسلم ([color=#000080] أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه حذو أذنيه [/color]) ورجح مذهب الشافعي بقوة السند؛ لأن سنده أقوى من الحديث الآخر، وبكثرة الرواة لهذا المعنى فروِيَ عن الشافعي أنه قال: رَوَى هذا الخبر بضعة عشر نفسا من الصحابة. لذلك هو قدمه على الحديث الآخر، وربما سلك بعضهم طريق الجمع حمل خبر ابن عمر على أنه رفع يديه حتى حاذى كفاه منكبيه، يعني: جمع بين الحديثين وأطراف الأصابع حاذت الأذنين فكأنه جمع بين الحديثين.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وأيضاً قيل: إنه رويت رواية من حديث عبد الجبار بن وائل عن أبيه: ([color=#000080] كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ويحاذي بإبهاميه أذنيه [/color]) يعني: الرواية تؤيد هذا الجمع، فعلى هذا الأقوال فيها ثلاثة:[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]أنه يرفع يديه حذو منكبيه.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]أو حذو أذنيه.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]أو أنه مخير بين أن يرفع حذو منكبيه أو إلى منكبيه أو إلى أذنيه.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]والقول الثالث: [/color]هو اختيار الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- ولعل هذا هو الأقوى والأقرب للصواب،فالكل ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولكن قد يفضل بعض الأئمة صفة أو كيفية على أخرى؛ لثبوتها أكثر أو لقوة ثبوتها عن الأخرى.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وأيضاً اختُلِف متى يبتديء التكبير؟ يعني يبتدئ التكبير مع حركة اليد أو بعد ما تنتهي حركة اليد، اختلف أصحاب الشافعي متى يبتدئ التكبير؟ فمنهم من قال: يبتديء التكبير مع ابتداء رفع اليدين. يعني يبتدئ الله أكبر، يبتدئ التكبير مع ابتداء رفع اليدين، ويتم التكبير مع انتهاء إرسال اليدين بأن يقول: الله أكبر، يرفع ويرسل اليدين مع التكبير، فيبتدئ رفع اليدين مع بداية التكبير، وينتهي الإرسال مع نهاية التكبير، ونُسِبت هذه الكيفية إلى رواية وائل بن حُجْر -رضي الله عنه- ومن أصحاب الشافعي أيضاً من قال: « يرفع اليدين غير مكبر، ثم يبتدئ التكبير مع الإرسال » يرفع الله أكبر ويكبر وهو يرسل اليدين، ثم يتم التكبير مع تمام الإرسال. وتنسب هذه الرواية إلى رواية أبي حُمَيْد الساعدي -رضي الله عنه- و الأمر واسع: فمنهم من قال: يرفع ثم يكبر، أو يرفع وهو يكبر، أو يكبر بعد أن يرفع وأثناء إرساله اليدين. فكل هذه الصور وردت، ولعل من نقل هذه الرواية، رواية أنه كبر بعد أن رفع، وكبر وهو يرفع، أو كبر وهو يرسل، كل هذه الصيغ وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فتارة كان يكبر مع حركة يديه، وتارة كان يكبر ثم يرفع يديه، وتارة كان يرفع يديه ثم يكبر ويرسلهما مع نهاية التكبير، فالأمر واسع والكل ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#ff0000]قال المصنف -رحمه الله تعالى-: ([color=#339966]عن عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ([color=#000080] أُمِرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين [/color]) [/color][/color][/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ([color=#000080] أُمرت [/color]) من الذي أمره؟ هو الله -جل وعلا- وأمته مأمورة بالتبع، فالأمة مأمورة في شخص رسولها -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية النسائي لهذا الحديث ([color=#000080] أُمرنا أن نسجد على سبعة آراب [/color]) و"آراب" أي: سبعة أعْظُم "آراب" جمع "إرب" وهو العضو ([color=#000080] أُمرنا أن نسجد على سبعة آراب [/color]) أي: على سبعة أعظُم، فآراب جمع إرب وهو العضو.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]([color=#000080] أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة [/color]) والجبهة هي من منابت شعر الرأس إلى أطراف الحاجب هذه هي الجبهة ([color=#000080] أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه -صلى الله عليه وسلم- واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين[/color]) الكلام على الحديث من وجوه:[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]الأول:[/color] أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- سمى كل واحد من هذه الأعضاء عظما باعتبار الجملة ([color=#000080] أُمرتُ أن أسجد على سبعة أعظم [/color]) هذا إجمال ثم بعد ذلك فصَّل وبيَّن -عليه الصلاة والسلام- وهذا مما لا شك من وسائل التقريب والتسهيل أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم، هذا إجمال ثم بين هذه الأعظُم اشتمل كل منها على عظام يعني: هو سبعة أعظم وأشار إلى الجبهة، والجبهة فيها عظام وليس فيها عظم واحد، فيحتمل أن يكون ذلك من باب تسيمة الجملة باسم بعضها.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]أيضاً الثاني:[/color] ظاهر الحديث يدل على وجوب السجود على هذه الأعضاء؛ لأن الأصل في الأمر هو الوجوب: ([color=#000080] أُمِرت أن أسجد على سبعة أعظم [/color]).[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]هذ السبعة أعظم ([color=#000080] على جبهته [/color]) أما الجبهة فيجب السجود عليها لهذا الحديث، لكن من أهل العلم من قال: لا يجب السجود على الجبهة فلو سجد على أنفه يجزئه؛ لأنه قال: سجد على جبهته وأشار إلى أنفه في الحديث.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=navy]فالجبهة للعلماء فيها قولان:[/color][/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]القول الأول:[/color] يجب السجود على الجبهة، وهو قول جماهير أهل العلم لحديث الباب ([color=#000080] أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار إلى أنفه -صلوات الله وسلامه عليه- [/color]) وأيضاً لحديث المسيء في صلاته أنه أمره بالسجود، وحديث أبي حميد الساعدي ([color=#000080] كان إذا سجد -صلى الله عليه وسلم- مكن جبهته من الأرض [/color]) وأيضاً كان يُمَكِّن جبهته وقال: ([color=#000080] صلوا كما رأيتموني أصلي [/color]) فهذه أدلة الجمهور في وجوب السجود على الجبهة.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]قال أبو حنيفة -رحمه الله تعالى-: « لا يجب السجود على الجبهة » وهو قول في مذهب مالك أيضاً؛ لأن ابن عباس -رضي الله عنهما- في هذا الحديث لما أمر بالسجود أشار إلى أنفه، في هذا الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أشار إلى أنفه: ([color=#000080] أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار إلى أنفه [/color]) فكأنه أَمَر بالسجود على الأنف وهذا هو الذي يجب أما الجبهة فلا تجب.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]قال أيضاً دليل عقلي؛ لأن الأنف أبلغ في التذلل، يعني مثلاً: إذا أراد رجلا أن يذل رجلا يقول له: أكسر أنفك. لأن هذا موضع الذلة، فقال: إن السجود على الأنف أبلغ في التذلل، فيجب السجود على الأنف، ولكن لا يجب على الجبهة.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=navy]أما الأنف فللعلماء فيها ثلاثة أقوال:[/color][/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]القول الأول: [/color]وجوب السجود على الأنف، يجب أن يسجد على أنفه، طبعاً لهذا الحديث، قال به إسحاق بن راهويه وهو رواية عن مالك ورواية عن الإمام أحمد يجب السجود على الأنف.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]القول الثاني:[/color] لا يجب السجود على الأنف الواجب هو السجود على الجبهة فقط وهو قول الشافعية وقول الحسن وعكرمة واختيار صاحبي أبي حنيفة، واستدلوا بعدم وجوب السجود على الأنف بحديث المسيء في صلاته، وهو استدلال كما يقول العلماء بمفهوم اللقط أنه أمره أن يسجد، السجود على جبهته، أي: لا يجب على غير الجبهة، وكذلك في حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- أنه ([color=#000080] صلوا كما رأيتموني أصلي [/color]) لكن في هذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يضع أنفه على الأرض فهو حجة على هؤلاء لا حجة له.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]فالقول الثاني:[/color] هو عدم وجوب السجود على الأنف.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]القول الثالث:[/color] هو مخير بين السجود على الأنف أو عدم السجود على الأنف، يعني: لا يجب، هو مخير، هذا القول الثالث قول ابن القاسم من أصحاب مالك.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]الراجح: [/color]هو وجوب السجود على الأنف وعلى الجبهة لهذا الحديث، حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ([color=#000080] أُمرت أن أسجد على سبعة أعظُم: على الجبهة وأشار أيضاً إلى أنفه [/color]) أي أن الأنف مع الجبهة في السجود.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=navy]أيضاً هل يجب السجود على هذه الأعضاء الستة الأخرى غير الجبهة؟ [/color][/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]اختلفت أقوال أهل العلم في ذلك، منهم من قال: يجب، وهو قول الظاهرية ورواية عن الإمام أحمد طبعا لحديث الباب، استدلوا بحديث الباب: ([color=#000080] أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم [/color]) وبحديث مالك بن الحويرث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: ([color=#000080] صلوا كما رأيتموني أصلي [/color]).[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]القول الثاني:[/color] لا يجب السجود على هذه الست، وهو قول الجمهور نقله القاضي عياض أن هذا قول الجمهور لا يجب السجود على الأعضاء الستة، واستدلوا بقوله -صلوات الله وسلامه عليه- في سجود التلاوة ([color=#000080] سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره [/color]) فقصر السجود على الوجه ([color=#000080] سجد وجهي [/color]) فقالوا: إن السجود في الوجه هو الواجب، وما عدا ذلك فيكون مستحبا.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]والراجح هو وجوب السجود على الأعضاء السبع للحديث، والذي استدلوا به هنا في سجود النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في التلاوة أنه قال ([color=#000080] سجد وجهي[/color]) فذِكْرُه للجزء لا ينفي ما عداه، سجد الوجه فلا ينفي عدم سجود الركبتين واليدين والقدمين فالراجح هو وجوب السجود على هذه السبعة.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]أيضاً في الحديث أنه ([color=#000080] سجد على سبعة أعظُم: على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين [/color]) سجد على يديه "اليدان" المقصود هنا من أطراف الأصابع وصفحة اليد، وقد يقول البعض: إن اليد هي من أصابع الكف إلى المنكب، أو هي إلى الكوعين، أو إلى المرفق.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]اختلف أهل العلم في أن اليد تطلق حقيقة على اليد من أطراف الأصابع إلى المنكب؟ أو أنها من أطراف الأصابع إلى الكوعين فقط. استدل من قال: إنها من أطراف الأصابع إلى الكوعين فقط في آية: ﴿[color=#000080] وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا [/color]﴾ [size=3][المائدة : 39][/size] والقطع يكون من الكوعين من هنا.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وعلى هذا يفرع العلماء أن التيمم للكفين فقط أو أن التيمم لأكثر من ذلك على خلاف أن اليد حقيقة تطلق على الكفين أم تطلق على الكفين مع الساعد والعضد؟ لكن المراد هنا في هذا هما الكفان فقط. المراد هنا بلا خلاف هما الكفان فقط. أنه يسجد على يديه.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]أيضاً قد يستدل بذلك هذا الحديث أنه لا يجب كشف شيء من هذه الأعضاء، فسواء سجد وهي مغطاة أو عليها ساتر أو بغير ساتر فقد حقق السجود، فإن مسمى السجود يحصل بالوضع فمن وضعها فقد أتى بما أُمر به، فوجب أن يخرج عن العهدة، طبعاً هذا الكلام معناه أنه إذا كان هناك حائل بين الأعضاء وبين الأرض والحائل له حالتان:[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]إما أنه حائل منفصل.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]وإما أنه حائل متصل.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]فالحائل المنفصل أن يفرش شيئاً على الأرض. فهذا بالاتفاق لا شيء فيه، ففي حديث أنس الذي ذكرناه أنه لَيَّنَ له حصير قد اسود من طول ما لُبِس، صلى على حصير، وقال لعائشة: ([color=#000080] ناوليني الخُمرة من المسجد [/color]) فكان يضع شيئاً على الأرض ويصلي عليه، فهذا الحائل حائل منفصل عن الإنسان لا خلاف بين أهل العلم أنه يجوز للمرء أن يصلي عليه، لكن الكلام في الحائل المتصل، يغطي مثلاً رأسه، أو يغطي جبهته، يغطي يديه وهو يسجد هذا الذي تكلم فيه أهل العلم.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms]بالنسبة للركبتين والقدمين لم يختلف أهل العلم أن كشف هذا لا يجب، طبعاً بالنسبة للركبتين لأن هذا فيه كشف للعورة، أما القدمان فاستدلوا بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في خُفيه، وأمر بألا ننزع خففنا في حديث صفوان ثلاثة أيام بلياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم يمسح على خفه، فهذا يقتضي أنه يصلي في نعليه، فهذا يقتضي أنه لا يباشر بالقدم الأرض، فبالاتفاق لا يجب أن يباشر بقدمه الأرض، ولا يجب أن يباشر بركبتيه الأرض، فصار الكلام في اليدين فقط، الجمهور على أنه لا يجب أن يكشف اليدين عند السجود.[/font][/size] [size=5][font=comic sans ms][color=#0000ff]والقول الثاني:[/color] وهو رواية عن الإمام الشافعي يجب أن يكشف يده عند السجود، هذه السبعة أعضاء في الحديث هي ([color=#000080] أُمرت أن أسجد على سبعة أعضاء [/color]) [color=blue]على الراجح أن هذه الأعضاء هي الجبهة مع الأنف، هذه واحدة أو العظم الجبهة مع الأنف على الراجح، واليدان يجب على الراجح، على اختلاف في الأنف لكن الراجح أنها تجب، واليدان والراجح أنها أو المتفق عليه أنه الكف فتصير ثلاثة، والركبتان تصير هكذا خمسة، والقدمان أطراف الأصابع تصير هكذا سبعة .[/color][/font][/size][/center] [/color][/color] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الثانية مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن شرح كناب الصلاة من كتاب عمدة الأحكام
باب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-