فضل التفقه في الدين

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت

[font=&quot]فضل التفقه في الدين[/font]

[font=&quot]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحابته، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين[/font][font=&quot].
[/font]
[font=&quot]وبعد[/font]
[font=&quot]:
[/font]
[font=&quot]فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]من يرد الله به خيرا؛ يُفَقِّهْه في الدين[/font][font=&quot]؛ ذلك أنَّ التفقه في الدين يَحْصُلُ به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]قال الله –تعالى[/font][font=&quot]-: [/font][font=&quot]﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾ ، فالهدى هو العلم النافع، ودين الحق هو العمل الصالح[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]وقد أمر الله –[/font][font=&quot]سبحانه- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يسأله الزيادة من العلم : قال تعالى[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]قال الحافظ ابن حجر[/font][font=&quot]: "[/font][font=&quot]وهذا واضح الدلالة في فضل العلم؛ لأن الله لم يأمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم، وقد سَمَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- المجالس التي يتعلم فيها العلم النافع برياض الجنة، وأخبر أن العلماء هم ورثة الأنبياء[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ولا شك أنَّ الإنسان قبل أن يُقْدِمَ على أداء عمل ما لا بد أن يعرف الطريقة التي يُؤدي بها ذلك العملَ على وجهه الصحيح، حتى يكون هذا العمل صحيحا مؤديا لنتيجته التي تُرجى من ورائه؛ فكيف يُقدم الإنسان على عبادة ربه -التي تَتَوَقَّفُ عليها نَجَاتِه من النار ودخوله الجنة- كيف يقدم على ذلك بدون علم؟[/font][font=&quot]!
[/font]
[font=&quot]ومن ثَمَّ افترق الناس بالنسبة للعلم والعمل ثلاث فرق[/font]
[font=&quot]:
[/font]
[font=&quot]الفريق الأول: الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح، وهؤلاء قد هداهم الله صراط المنعَم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]الفريق الثاني: الذين تعلموا العلم النافع ولم يعملوا به، وهؤلاء هم المغضوب عليهم من اليهود ومن نَحَا نَحْوَهم[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]الفريق الثالث: الذين يعملون بلا علم، وهؤلاء هم أهل الضلال من النصارى ومن نحا نحوهم[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]ويشمل هذه الفرق الثلاث قولُه تعالى في سورة الفاتحة التي نقرؤها في كل ركعة من صلواتنا[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]قال الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله[/font][font=&quot]-: «[/font][font=&quot]وأما قوله تعالى[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾؛ فالمغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم، والضالون العاملون بلا علم[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]فالأول: صفة اليهود[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]والثاني: صفة النصارى[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]وكثير من الناس إذا رأى في التفسير أنَّ اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون؛ ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم، وهو يقرأ أن ربه فارض عليه أن يدعو بهذا الدعاء، ويتعوذ من طريق أهل هذه الصفات!! فيا سبحان الله! كيف يُعلمه الله ويختار له ويفرض عليه أن يدعو ربه دائما مع أنه لا حذر عليه منه، ولا يتصور أن فعله هذا هو ظن السوء بالله؟[/font][font=&quot]![/font]
[font=&quot]

[/font]
[font=&quot]انتهى كلام الشيخ محمد بن عبد[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]الوهاب -رحمه الله[/font][font=&quot]-.
[/font]
[font=&quot]وهو يُبين لنا الحكمةَ في فريضة قراءة هذه السورة العظيمة -سورة الفاتحة[/font][font=&quot]- [/font][font=&quot]في كل ركعة من صلاتنا؛ فرضها ونفلها؛ لما تَشْتَمِلُ عليه من الأسرار العظيمة، التي من جملتها هذا الدعاء العظيم أن يوفقنا الله لسلوك طريق أصحاب العلم النافع والعمل الصالح، الذي هو طريق النجاة في الدنيا والآخرة، وأن يُجَنِّبَنَا طريق الهالكين، الذين فَرَّطُوا بالعمل الصالح أو بالعلم النافع[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]ثم اعلم -أيها القارئ الكريم!- أن العلم النافع إنما يُسْتَمَدُّ من الكتاب والسنة تَفَهُّمًا وتَدَبُّرًا، مع الاستعانة على ذلك بالمدرسين الناصحين، وكتب التفسير، وشروح الحديث، وكتب الفقه، وكتب النحو، واللغة العربية التي نَزَلَ بها القرآن الكريم؛ فإن هذه الكتب طريق لفهم الكتاب والسنة[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]فواجب عليك يا أخي المسلم -ليكون عملك صحيحا- أن تَتَعَلَّمَ ما يَستقيم به دينك؛ من صلاتك وصومك وحجك، وتتعلم أحكام زكاة مالك، وكذلك تتعلم من أحكام المعاملات ما تحتاج إليه؛ لتأخذ منها ما أباح الله لك، وتتجنب منها ما حرم الله عليك؛ ليكون كسبك حلالا، وطعامك حلالا، لتكون مُجَابَ الدعوة، كل ذلك مما تمس حاجتك إلى تعلمه، وهو ميسور -بإذن الله- متى ما صَحَّتْ عزيمتك وصلحت نيتك[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]فاحرص على قراءة الكتب النافعة، واتصل بالعلماء لتسألهم عما أَشْكَلَ عليك، وتتلقى عنهم أحكام دينك، وكذلك تَعْتَنِي بحضور الندوات والمحاضرات الدينية التي تقام في المساجد وغيرها، وتستمع إلى البرامج الدينية من الإذاعة، وتقرأ المجلات الدينية والنشرات التي تعتني بمسائل الدين، فإذا حرصت وتتبعت هذه الروافد الخيرية؛ نَمَتْ معلوماتك، واستنارت بصيرتك[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]ولا تنس -يا أخي!- أن العلم ينمو ويزكو مع العمل، فإذا عملت بما علمت؛ زادك الله علما؛ كما تقول الحكمة المأثورة[/font][font=&quot] : «[/font][font=&quot]من عمل بما علم؛ أورثه الله علم ما لم يعلم[/font][font=&quot]»[/font][font=&quot]، ويشهد لذلك قوله تعـالى[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾، والعلم أحق ما تصرف فيه الأوقات، ويَتَنَافِسُ في نَيْلِه ذَوُو العقول، فبه تَحْيا القلوب وتزكو الأعمال[/font]
[font=&quot].
[/font]
[font=&quot]ولقد أثنى الله -جل ذكره، وتقدست أسماؤه- على العلماء العاملين، ورفع من شأنهم في كتابه المبين؛ قال تعالى[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، وقال تعالى[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾، فبين سبحانه وتعالى مَيْزَةَ الذين أُوتوا العلم المقرون بالإيمان، ثم أخبر أنه خبيرٌ بما نعمله، ومطلع عليه، ليدلنا على أنه لا بد من العلم والعمل معا، وأن يكون كل ذلك صادرا عن الإيمان ومراقبة الله –سبحانه[/font][font=&quot]-.[/font]
[font=&quot]

[/font]
[font=&quot]من مقدمة الشيخ العلامة/ صالح بن فوزان آل فوزان -حفظه الله- لكتاب "الملخص الفقهي" بتصرف يسير[/font]





يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
ولا تنس -يا أخي!- أن العلم ينمو ويزكو مع العمل، فإذا عملت بما علمت؛ زادك الله علما؛ كما تقول الحكمة المأثورة : «من عمل بما علم؛ أورثه الله علم ما لم يعلم»، ويشهد لذلك قوله تعـالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾، والعلم أحق ما تصرف فيه الأوقات، ويَتَنَافِسُ في نَيْلِه ذَوُو العقول، فبه تَحْيا القلوب وتزكو الأعمال.
ولقد أثنى الله -جل ذكره، وتقدست أسماؤه- على العلماء العاملين، ورفع من شأنهم في كتابه المبين؛ قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، وقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾، فبين سبحانه وتعالى مَيْزَةَ الذين أُوتوا العلم المقرون بالإيمان، ثم أخبر أنه خبيرٌ بما نعمله، ومطلع عليه، ليدلنا على أنه لا بد من العلم والعمل معا، وأن يكون كل ذلك صادرا عن الإيمان ومراقبة الله –سبحانه-.



اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح بما علمتنا سبحانك

طرح قيم جدا ... بوركتِ شيختي الحبيبه
زادكِ ربي سبحانه من فضله ونفعنا بعلمكِ
 
أعلى