ردي على الدكتور عدنان إبراهيم ورجم الزاني المحصن

طباعة الموضوع
إنضم
29 أكتوبر 2012
المشاركات
130
النقاط
16
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
audio.islamweb.net
احفظ من كتاب الله
كاملا بفضل الله ومنته
احب القراءة برواية
حاليا أقرأ بالجمع للعشرة من طريق الشاطبية
القارئ المفضل
الشيخ مصطفى القصاص
الجنس
أخ
السلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

هذا ردي على من ينكر عقوبة رجم الزاني المحصن...وأخص بالذكر الدكتور عدنان إبراهيم...

قال د. عدنان إبراهيم وهو يتناول شرح الآية رقم 25 من سورة النساء:
"وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ....الآية"
أن تفسير كلمة المحصنات الوارد هنا تعني الحرائر العفيفات المؤمنات غير المتزوجات. ولا خلاف في هذا التفسير.
عندما وصل إلى آخر نفس الآية وهو قوله تعالى " فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ"
قال أن معنى المحصنات هنا نفس المعنى الذي في بداية الآية وقال هنّ الحرائر المتزوجات....يعني تغير كلامه...وبناء على كلامه تصبح الآية: ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المتزوجات!!!
طبعا وهذا الكلام مردود عليه وعلى كل من يؤيد هذا الكلام وذلك لما يلي:
كلمة المحصنات الواردة في هذه الآية (وردت مرتين "المحصنات" ومرة "محصنات") تعني حرائر المؤمنات غير المتزوجات وهذا بدليل المقابلة أي أن الله عز وجل بعدما ذكر لفظ المحصنات "بالمعنى الذي ذكرناه آنفا" ثنّى بذكر ملك اليمين (الإماء) أيضا غير المتزوجات.
لم نحن نصر على أن المعنى هو لغير المتزوجات؟؟
أولا: لأن الله عز وجل قد حرم الزواج من المتزوجات في الآيتين الاتي يسبقن هذه الآية (أي الآية 23 و 24 من نفس السورة ...سورة النساء)
قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ...الآية 23.....، ثم
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء...الآية 24...طبعا هذه الآية معطوفة على التي قبلها.
ثانيا: الذي يُــثبت أن المراد بلفظ المحصنات الذي ورد في هذه الآية هو (غير المتزوجات)، أنه لو عدنا لعلم القراءات نجد أن القارئ علي الكسائي (القارئ السابع من القراء العشرة) في قرائته السبعية المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة جل جلاه يقرأ كلمة المحصنات في هذه الآية بكسر الصاد (المحصِنات...محصنِات).
و المحصِنة بكسر الصاد: هي المرأة التي أحصنت نفسها بنفسها كالعفيفة والمحتشمة والملتزمة ..
المحصَنة بفتح الصاد: هي المرأة التي أحصنت من الخارج .. كالمتزوجة .. أحصنها زوجها ..
بينما لو نظرنا إلى إلى الآية التي تسبقها (آية 24)...نجد أنه حتى القارئ الكسائي لا يقرأ المحصنات فيها بكسر الصاد...لأنه لو قرأها بكسر الصاد لكان الزواج من الحرائر غير المتزوجات محرما أيضا...
لكنه يوافق باقي القراء العشرة في هذا الموضع ويقرأها بفتح الصاد وبالتالي تكون المحرمة على الرجل هي المرأة المتزوجة (المحصَنة: بفتح الصاد أي التي أحصنها زوجها).
يقول قائل بالإعتماد على القراء الذين يقرؤون المحصنة بفتح الصاد في هذا الموضع...هل نقول أن المراد منها المتزوجة كما في التعريف؟؟؟
نقول لا..و للسبب الذي ذكرناه وهو أنه من غير الممكن ان تكون الآية "ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المتزوجات"
لأنه أصلا محرم الزواج من المتزوجات...وتأتي قراءة الكسائي تؤيد هذا بأنهن غير المتزوجات.
نجد هذا التوافق في موضع سورة المائدة، الآية 5:
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ
فالكسائي هنا يقرأها أيضا بكسر الصاد...
فنستنتج أن الموضع الذي يقصد فيه الخالق جل في علاه من لم يسبق لها الزواج يكون للكسائي فيها القراءة بكسر الصاد...أما المواضع التي يقصد فيها الخالق المتزوجة فقط فنجد أن الكسائي يوافق باقي القراء.
وهذا هو المأخوذ به شرعا إذ أن الأمة إذا زنت وهي محصنه تجلد 50 جلدة (نصف حد المؤمنة الحرة التي لم يسبق لها الزواج). وإن زنت الأمة وهي غير متزوجة فيعزرها ويؤدبها سيدها.
..............................................................................................................
يقول د. عدنان أن آية جلد الزاني المحصن نسخت أحاديث الرجم...
سؤال هل عندما قال عمر بن الخطاب الحديث التالي ألم يكن قد نزل القرآن كاملا؟؟ وماذا نفعل بهذا الجديث وهو من صحيح البخاري؟؟
قال عمر :عُمَرُ: لقَد خَشيتُ أنْ يَطولَ بالناسِ زَمانٌ، حتى يقولَ قائِلٌ: لا نَجِدُ الرَّجمَ في كِتابِ اللهِ، فيَضِلُّوا بتَركِ فريضَةٍ أنْزَلَها اللهُ، ألا وإنَّ الرَّجمَ حَقٌّ علَى مَن زَنَى وقدْ أحصَنَ، إذا قامَتِ البَيِّنَةُ، أو كان الحَبَلُ أوِ اِلاعْتِرافُ - قال سُفيانُ: كذا حَفِظتُ - ألاَ وقد رَجَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورَجَمْنا بعدَهُ .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6829
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

طبعا لا خلاف أن عمر قال هذه المقولة والقرآن كان قد نزل كاملا...
ولو لم يكن القرآن قد نزل كاملا...يعنى الرسول مازال حيا... فلم عمر هو الذي يخبر الناس ويحذرهم؟؟ أليس من الأولى أن يوضح ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم؟
..............................................................................................................



" فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ"
يقول د. عدنان أنه عندما ذكر الله عز وجل كلمة العذاب نفى أن يكون العذاب هو الرجم وبالتالي الموت؟؟
أقول:
إذا الرجم لا يصح أن يكنى عنه بالعذاب...فمالذي يصح إذا؟؟ والله إنه للعذاب بعينه...من منا يطيق النظر إلى من يرجم؟

أيضا ماذا قال عز وجل في الآية 50 من سورة الأنفال:
وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ
ألم يكنى هنا عن الموت بالعذاب؟؟؟
وفي الآية الأولى من سورة النازعات:" وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا"
قال ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدي "والنازعات غرقا" الملائكة يعنون حين تنزع أرواح بني آدم فمنهم من تأخذ روحه بعسر...
وماذا نفعل بالحديث التالي:
......ثم يأتيه ملك الموت، فيجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط الله وغضبه، قال: فتفرق في جسده فينتزعها، ومعها العصب والعروق كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها،....
ألا يعتبر هذا الموت عذاب؟؟ اللهم إنا نسألك ميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح.
..............................................................................................................
طبعا استدل د. عدنان بالآية رقم 36 من سورة فاطر " وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ"
أقول صحيح أن الواو في اللغة العربية تقتضي المغايرة بمعنى أن العذاب غير الموت لكن استدلالك بهذه الآية بالذات ليس في محله، وذلك لما يلي:
أولا: أن العذاب الأخروي ليس كالعذاب الدنيوي...فبالتالي يكون الموت أرحم لهؤلاء الكفار من عذاب جهنم والعياذ بالله، ولا يعني أن الموت ليس بعذاب في حد ذاته كما تقول..
وأصلا مالذي جعلهم يتمنون الموت إلا أنهم قد جربوا عذابه وأيقنوا أنه لا يكاد يذكر مع عذاب الآخرة؟؟
قال تعالى: وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ...وقال أيضا: وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ
أم تريد أن تقول أن أرواحهم خرجت بيُسر وراحة ورحمة كما هو الحال في أرواح المسلمين...مستحيل بدلالة الآيات والأحاديث السابقة.
ألم تر أيضا أن هؤلاء الكفار يتمنون الموت لمّا عاينوا شدة العذاب؟؟
قال الله على لسانهم في الآية 27 من سورة الحاقة
" يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ"......قال قتادة: يتمنى الموت ولم يكن عنده في الدنيا شيء أكره من الموت.
ثانيا: إنما ذكر الموت هنا لبيان خلود الكفار في النار وليس للتفريق بينه وبين العذاب، وذلك بقوله تعالى: لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا.
أخيرا..أنت تقول أن هناك من دس هذا الحد..ممكن أن تقول لي من الذي دس هذه الدسيسة؟؟ أو على الأقل ما مصلحته؟؟

هذا والله أعلم وصل الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

عثمان المسيمي
musamiau@gmail.com
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
جزاكم ربي سبحانه خيرا
وجعله في ميزان حسناتكم يارب
 
أعلى