رسالة إلى طالبة العلم

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
بسم الله واشهد انه لا إله إلا الله وحده ولا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءً قدير والصلاة والسلام وعلى من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيرا اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .... وبعد






إن طلب العلم من أعظم العبادات التي تُرفع بها الدرجات.. وتُكفّر بها السيئات... فهو عبادة نتقرب بها إلى الله جل وعلا، و ذكر العلماء أن أفضل التطوع بعدالفرائض طلب العلم قال تعالى: (يَرفعُ اللهُ الذينَ آمنُوا منكُم والذينَ أُوتُوا العلمَ دَرجاتٍ...) سورة المجادلة الآية 11.. وما قذف الله في قلب مسلم حب هذا العلم إلا وهو يريد به خيرا.. لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا، يفقهه في الدين).. و من أعظم الأمور المحفزة لطلب العلم هو الأجر العظيم والثواب الكبير من الله عز وجل لطالب العلم ومعلمه و الأدلة على ذلك كثيرة ويكفي منها ما رواه أبو الدَّرْداءِ ، رضي اللَّه عَنْهُ ، قَال : سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، يقولُ: « منْ سلك طَريقاً يَبْتَغِي فِيهِ علْماً سهَّل اللَّه لَه طَريقاً إلى الجنةِ ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضاً بِما يَصْنَعُ ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ في الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ ، وفَضْلُ الْعَالِم على الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سائر الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ » . رواهُ أبو داود والترمذيُّ



وقال أحد الشعراء يذكر مكانة العلم:


واعلم بأن العلم أرفع راية *** وأجل مكتسب وأسنى مفخرِ


فاسلك سبيل المقتنين له تسد *** إن السيادة تقتنى بالدفترِ


والعالم المدعو حبراً أنما *** سماه باسم الحبر حمل المحبرِ


تسمو إلى ذي العلم أبصار الورى *** وتغض عن ذي الجهل لا بل تزدري



ولقد كان مذهب كثير من أهل العلم أنَّ طلب العلم أفضل من الجهاد التطوع... لأن نفعه أكثر تعديا في الغالب..

فهنيئا لمن سلك هذا الطريق الموصل إلى جنات النعيم....



وهذه وصايا أهديها لكل طالبة تريد أن تسلك طريق طلب العلم الشرعي :




الإخلاص لله وتصديق القول بالعمل.. وهو الركن الأول في قبول جميع الأعمال ولا سيما طلب العلم احرصي أولا على تجريد نية طلب العلم لله وحده.. ثم داومي على تطبيق هذا العلم الذي اكتسبته كيلا تكوني ممن قال الله عز وجل فيهم: (يا أيُّها الذينَ آمَنوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعلونَ) سورة الصف الآية 2.. فماذا يجدي أن يمتلئ طالب العلم علما ويملي علينا ما نهله من علوم ومعارف ثم لا يُرى أثر ذلك على نفسه البتة؟!!!.. ولنعود لوصية نفيسة من العلامة محمد العثيمين رحمه الله لطلبة العلم حيث يقول فيها: (أنا لا أريد من طلبة العلم أن يكونوا نُسخا من كتب.. وإنما أريد منهم أن يكونوا علماء عاملين!!).. و لا يخفى علينا تلك المقولة المشهورة لعلي بن أبي طالب رضى الله عنه التي طالما رددناها (هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل!).. وقال الشافعى رحمه الله (ليس العلم ماحفظ ، العلم مانفع ) فتطبيق العلم والعمل به يزيده رسوخا وثباتا فيندر أن يتفلت منك ـ فلا بد من تطبيق العلم، فالعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر..


العلم والعمل قرينان لا يفترقان، ولهذا حث الله سبحانه وتعالى حث عباده على طلب العلم والتفقه في الدين، قال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [سورة التوبة: 122]


الجمع بين الحفظ والفهم.. وطلبة العلم في هذا على طرفي نقيض.. فبعضهم يغلبون جانب الحفظ على الفهم والتفقه.. فتجد الواحد منهم آية في الحفظ ولكن لا يعقل بعض ما يحفظ.. فينعكس هذا سلبا على حفظه فسرعان ما يتفلت!!.. بل ربما يولّد عنده مفاهيم خاطئة لا تمت للإسلام بصلة!!.. وهذه منهجية تفتقر إلى علاج مبكر.. والطريق القويم هو الجمع بين هذا وذاك.. والحرص على الاطلاع على الشروحات الميسرة والمختصرة في كافة فنون العلم واستيعابها وسؤال أهل العلم عما يشكل..




القدوة الحسنة.. احرصي ابنتى على الالتزام بالسمت الحسن.. وإياك أن يبدر منك ما يكون سببا في القدح بطلاب العلم وتشويه سمعتهم أمام العامة!!.. فأنت واحد ة منهم.. ثم لا تنسي أن تستشعري بسمتك الحسن إخلاص النية لله أولا..




عدم ترك العنان لمداخل الشيطان!!.. الإعجاب بالنفس ... الغرور... التعالي على الآخرين...آفات تحبط الأعمال وتغضب الله عز وجل.. ولتعلمي أن العلم ليس بكثرة الرواية والدراية.. وإنما بخشية الله تعالى.. وإليك هذه الفائدة الجليلة التي ذكرها العلامة محمد العثيمين رحمه الله عند قوله تعالى في سورة الروم: (وقالَ الذينَ أُوتُوا العِلمَ...) الآية 56، يقول رحمه الله: (في هذه الآية دلالة على أن الإنسان لا ينبغي أن يعجب بعلمه؛ لأنه لم يدركه بنفسه، بل إن الله عز وجل منّ به عليه لقوله "أوتوا العلم").




العناية بأعمال القلوب.. فمن الخلل الذي يسلكه بعض طلبة العلم مع الانهماك في كتب المتون العلمية والمسائل المتشعبة إهمال أعمال القلوب وعدم الاكتراث بها.. فالقلب يحتاج إلى التعاهد.. وطالب العلم بأمس الحاجة إلى تقوية الصلة بالله عزوجل وتعليق قلبه به.. ولا أنجع من ديمومة تدبر القرآن والنظر في سيرة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وأحوال سلفنا الصالح رحمهم الله.. وكيف كانت صلتهم بربهم؟!..




إياك وهذا الجرم العظيم!!.طعن المسلم في أخيه المسلم مدعاة لمرضه ، فإن الله تبارك وتعالى لم يشبهها اعتباطاً ، فإن أكل الميتة ممرض ، بينما الطعن في العلماء مساس بالدين ، شاء من شاء و أبى من أبى ، فإن الطاعن في أهل العلم سواء علم بخطرها أم لم يعلم فهو محاسب على هذا ، فإنه يمس الدين. ومن الأسى أن يتفشى في أوساط طلبة العلم الخوض في أعراض العلماء وتتبع زلاتهم، وتصنيفهم حسب الأهواء بلا مبالاة ولا خوف من الله!!.. قال ابن عساكر محذرا من هذا المسلك الخطير يقول رحمه الله: (لم يتكلم أحد في العلماء بالثلب، إلا ابتلاه الله قبل موته بموت القلب!!).. وغيبة العلماء أشد من غيبة غيرهم!!.. فالحذر الحذر!!..




التحلى بالأخلاق الحميدة : قال ابن سيرين: "كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم ،، وعن أبي زكريا العنبري قال: "علم بلا أدب كنار بلا حطب، وأدب بلا علم كجسم بلا روح.

وعن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال: قال لي أبي: "يا بني، ائت الفقهاء والعلماء، وتعلّم منهم، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم، فإنّ ذاك أحبّ إليّ لك من كثير من الحديث،، وأشرف الليث بن سعد على بعض أصحاب الحديث فرأى منهم شيئاً فقال: "ما هذا؟ أنتم إلى يسير من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم
إذا فُقدت الأخلاق الحميدة من أوساط طلاب العلم وهم أحق بها وأهلها.. فيا ترى أي الأوساط تحتضن هذه الأخلاق؟!!!.


الأخوة الإيمانية : أن تكون لك صاحبة تأخذ بيدك إلى الله.. (( إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة ))[أخرجه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري]
علماء القلوب يقولون: لا تصاحب إلا من ينهض بك إلى الله ويدلك على الله مقاله،،
ولنحصن أسوار هذه الصحبة لكيلا يتسلل إليها ما يهدمها كالتنافس غير المحمود والغيرة والحسد.. وأربأ بك ابنتى ياطالبة العلم عن هذه المزالق الخطيرة التي تمزق أواصر الأخوة في الله إلى أن تتلاشى كأن لم تكن!!!... الأخوة في الله منحة من الله لا تشترى بالمال



العلو بالذات وعدم التقوقع على النفس.. الهمة .. الهمة ياطالبة العلم ...قولي ورددي لن ارتضى بالكسل رفيقا لدربي ..لن أترك أفكاري حبيسة عقلي.. سأعمل.. سأشارك.. سأقوم بالدعوة.. لن أترك الفتور والكسل يتسلل إلى خلال رحلتى في طلبي للعلم الشرعي قد تكون فكرة وخاطرة بسيطة احتقرتها صاحبتها واحتبستها زمنا طويلا.. وفجأة أطلقت سراحها فكانت تربة خصبة لأعمال دعوية مثمرة!!..فالعمل العمل ياطالبة العلم.. (ولا تحقرنّ من المعروف شيئا).


لا تَـحْـقِــرَنَّ صَـغِـيــرَةُ *** إِنَّ الـجِـبَـالَ مِنَ الـحَصَى


المحافظةعلى الأوقات:وذلك بأن لا يضيع شيئاً من أوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل إلا بقدر الضرورة، وقد كان بعضهم لا يترك الاشتغالَ بالعلم لعروض مرض خفيف أو ألم لطيف، بل كان يستشفي بالعلم، ويشتغل به بقدر الإمكان.
قال الشافعي: "لو كلفت شراءَ بصلة لما فهمت مسألة.وقال بعضهم: "لا يَنال هذا العلم إلا من عطّل دكّانه، وخرّب بستانه، وهجر إخوانَه، ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته




أسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم من أهل القَبول لديه، وممن غُفر لهم الذنب والتقصير وأن يزيدنا علما وفقها وثباتا.. وينفعنا بالعلم وينفع بنا.. إنه سميع قريب مجيب الدعوات



وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم....




رسالة من محبتكم : أم حذيفة

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

عبير من الاسلام

اللهم ألف بين قلوبنا
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
3,589
النقاط
38
الإقامة
.
احفظ من كتاب الله
بضعة أجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
الجنس
أخت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم آآآمين يااارب
بارك الله فيكم شيختنا الفاضلة الغالية أم حذيفة
على هذا الموضوع القيم الرائع الذي يرفع الهمم الى القمم
نسأله عزّ وجلّ أن يرزقنا وييسر لنا العلم النافع وأن يجعلنا نافعين لديننا
وأن يبارك لنا في وقتنا ولا يحرمنا بذنوبنا
جزاكم الرحمن عنّا جنات الفردوس الأعلى يااااارب

{{{ قولي ورددي لن ارتضى بالكسل رفيقا لدربي }}}
 

ام القدس

عضو مميز
إنضم
4 يناير 2011
المشاركات
89
النقاط
8
الإقامة
الجزائر
احفظ من كتاب الله
أحفظ القرءان كاملا بفضل الله
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم وورش عن نافع
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط والشيخ سعد الغامدي والحصري والمنشاوي
الجنس
أخت
13256119281.gif
 

منة الله

ظˆظ‡ط°ط§ ط²ظ…ط§ظ† ط§ظ„طµط¨ط±
إنضم
8 نوفمبر 2012
المشاركات
515
النقاط
18
الإقامة
ط*ظٹط« ظٹطھظ„ظ‰ ظƒطھط§ط¨ ط§ظ„ظ„ظ‡
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
ظ†ط³ط£ظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ طھط¹ط§ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ‚ط¨ظˆظ„ ظˆط§ظ„ط¥ط®ظ„ط§طµ
احب القراءة برواية
ط¨ط±ظˆط§ظٹط© ظˆط±ط´ ط¹ظ† ظ†ط§ظپط¹ ظ…ظ† ط·ط±ظٹظ‚ ط§ظ„ط£ط²ط±ظ‚
القارئ المفضل
ط§ظ„ط´ظٹط® ط§ظ„ط*طµط±ظٹ
الجنس
ط£ط®طھ
جزاكم الله خيرا شيختنا الحبيبة وأحسن اليكم وبارك في علمكم ووقتكم وجهودكم

قال الإمام الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى

في كتاب قيمة الزمن عند العلماء
((من أصول النعم أيضاً: نعمة العلم، فهي نعمة كبرى يتوقف عليها رقي الإنسانية وسعادتها الدنيوية والأخروية جميعا، فالعلم نعمة جلى، كيفما كان، فتحصيله نعمة، والانتفاع به نعمة، والنفع به نعمة، وتخليده ونقله للأجيال المقبلة نعمة، ونشره في الناس نعمة))
((قولي ورددي لن ارتضى بالكسل رفيقا لدربي ))
 
أعلى