الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الثانية مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن دورة الأربعين النووية
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 76133" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الحديث الرابع</span></span></p> </p><p><span style="font-family: 'Arabic Transparent'"><span style="font-size: 18px">عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ،وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ. فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا) </span><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn1" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[54]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px"> رواه البخاري ومسلم.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الشرح</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">قوله: حَدَّثَنَا حدث وأخبر في اللغة العربية بمعنى واحد، وهي كذلك عند قدماء المحدثين، لكن عند المتأخرين من صاروا يفرقون بين: (حدثنا) و<img src="data:image/gif;base64,R0lGODlhAQABAIAAAAAAAP///yH5BAEAAAAALAAAAAABAAEAAAIBRAA7" class="smilie smilie--sprite smilie--sprite3" alt=":(" title="Frown :(" loading="lazy" data-shortname=":(" />أخبرنا)، وعلم ذلك مذكور في مصطلح الحديث.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وقوله: وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْق الجملة هذه مؤكدة لقوله: رَسُولُ اللهِ لأن من اعترف بأنه رسول اعترف بأنه صادق مصدوق.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وقوله: وَهُوَ الصَّادِقُ أي الصادق فيما أَخْبَر به المَصْدُوْقُ فيما أُخبِِر به، فإذا قلت: قدم زيد، وكان قادماً، فهذا يقال للمخبر:إنه صادق. وإذا حدثني إنسانٌ وقال: قدم زيد وهو صادق فإنه يقال لي مصدوق، أي مخبر بالصدق.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">والنبي صلى الله عليه وسلم وصفه كذلك تماماً، فهو صادق فيما أخبر به، ومصدوق فيما أوحي إليه عليه الصلاة والسلام.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وإنما ذكر ابن مسعود رضي الله عنه هذه الجملة،لأن التحدث عن هذا المقام من أمور الغيب التي تخفى، وليس في ذلك الوقت تقدم طبٍّ حتى يُعرف ما يحصل.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وهناك ماهو فوق علم الطب وهو كتابة الرزق والأجل والعمل وشقي أو سعيد، فلذلك من فقه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن أتى بهذه الجملة المؤكدة لخبر النبي صلى الله عليه وسلم </span> .</span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">قال: إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ وذلك أن الإنسان إذا أتى أهله فهذا الماء المتفرق يُجمع،وكيفية الجمع لم يذكر في الحديث، وقيل: إن الطبّ توصّل إلى معرفة بعض الشيء عن تكون الأجنة والله أعلم.</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَة أي قطرة من المني.</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ وهل ينتقل فجأة من النطفة إلى العلقة؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الجواب: لا، بل يتكون شيئاً فشيئاً،فيحمّارُ حتى يصل إلى الغاية في الحُمرةِ فيكون علقة.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">والعلقة هي: قطعة الدم الغليظ، وهي دودة معروفة ترى في المياه الراكدة.</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِك أي أربعين يوماً، والمضغة: هي قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وهذه المضغة تتطور شيئاً فشيئاً،ولهذا قال الله تعالى: (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ)(الحج: الآية5) .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فالجميع يكون مائة وعشرين، أي أربعة أشهر.</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ والمرسِل هو الله رب العالمين عزّ وجل، فيرسل الملك إلى هذا الجنين،وهو واحد الملائكة،والمراد به الجنس لا ملك معين.</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فَيَنْفُخُ فِيْهِ الرُّوْحَ الروح ما به يحيا الجسم، وكيفية النفخ الله أعلم بها، ولكنه ينفخ في هذا الجنين الروح ويتقبلها الجسم.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">والروح سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فأمره الله أن يقول: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(الاسراء: الآية85) فالروح من أمر الله أي من شأنه، فهو الذي يخلقها عزّ وجل: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)(الاسراء: الآية85) وهذا فيه نوع من التوبيخ،كأنه قال:ما بقي عليكم من العلم إلاالروح حتى تسألوا عنها، ولهذا قال الخضر لموسىعليه السلام لما شرب الطائر من البحر: (ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر. أي أنه لم ينقص شيئاً).</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وَيُؤْمَرُ أي الملك بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ والآمر هو الله عزّ وجل بِكْتبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ .</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">رِزْقه الرزق هنا: ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان: رزق يقوم به البدن، ورزق يقوم به الدين.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">والرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">والرزق الذي يقوم به الدين:هو العلم والإيمان، وكلاهما مراد بهذا الحديث.</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وَأَجَله أي مدة بقائه في هذه الدنيا، والناس يختلفون في الأجل اختلافاً متبايناً، فمن الناس من يموت حين الولادة، ومنهم من يعمر إلى مائةسنة من هذه الأمة ، أما من قبلنا من الأمم فيعمرون إلى أكثر من هذا، فلبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">واختيار طول الأجل أو قصر الأجل ليس إلى البشر، وليس لصحة البدن وقوام البدن ،إذ قد يحصل الموت بحادث والإنسان أقوى ما يكون وأعز ما يكون، لكن الآجال تقديرها إلى الله عزّ وجل.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وهذا الأجل لا يتقدم لحظة ولا يتأخر، فإذا تم الأجل انتهت الحياة ،وأذكر لكم قصة وقعت في عنيزة: مر دباب أي دراجة نارية بتقاطع، وإذا بسيارة تريد أن تقطع، فوقف صاحب الدباب ينتظر عبور السيارة، والسيارة وقفت تنتظر عبور الدباب، ثم انطلقا جميعاً فصُدم الدباب ومات الراكب الرديف الذي وراء السائق، فتأمل الآن، وقف هذه الدقيقة من أجل استكمال الأجل (سبحان الله) . قال الله تعالى: (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا) (المنافقون:11) </span></span></p><p><span style="font-family: 'Arabic Transparent'"><span style="font-size: 18px">وقال صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا</span><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn2" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[55]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px"> .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وهنا مسألة: هل الأجل وراثي؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الجواب: الأجل ليس وراثياً، فكم من شاب مات من قبيلة أعمارهم طويلة، وكم من شاب عمَّر في قبيلة أعمارها قصيرة.</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وَعَمَله أي ما يكتسبه من الأعمال القولية والفعلية والقلبية، فمكتوب على الإنسان العمل .</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ هذه النهاية، والسعيد هو الذي تم له الفرح والسرور، والشقي بالعكس، قال الله تعالى: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ* خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ* وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود:105-108] فالنهاية إما شقاء وإما سعادة ، فنسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل السعادة.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">قال: فَوَاللهِ الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ هذه الجملة قيل إنها مدرجة من كلام ابن مسعود رضي الله عنه وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وإذا اختلف المحدثون في جملة من الحديث أمدرجة هي أم من أصل الحديث؟ فالأصل أنها من أصل الحديث، فلا يقبل الإدراج إلابدليل لا يمكن أن يجمع به بين الأصل والإدراج</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وعلى هذا فالصواب أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم </span>.</span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فَوَاللهِ الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ هذا قسم مؤكد بالتوحيد، القسم: فَوَاللهِ والتوكيد بالتوحيد: الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ أي لا إله حق غير الله، وإن كان توجد آلهة تعبد من دون الله لكنها ليست حقاً،كما قال الله عزّ وجل<img src="data:image/gif;base64,R0lGODlhAQABAIAAAAAAAP///yH5BAEAAAAALAAAAAABAAEAAAIBRAA7" class="smilie smilie--sprite smilie--sprite3" alt=":(" title="Frown :(" loading="lazy" data-shortname=":(" /> أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) (الانبياء:43) وقال عزّ وجل: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِل)(لقمان: الآية30).</span></span></p><p> <span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">إِنَّ أَحَدَكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ أي حتى يقرب أجله تماماً. وليس المعنى حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع في مرتبة العمل،لأن عمله الذي عمله ليس عملاً صالحاً،كما جاء في الحديث: إِنَّ أَحَدَكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فيما يبدو للناس وهو من أهل النار لأنه أشكل على بعض الناس:كيف يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فنقول: عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، ولم يتقدم ولم يسبق، ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي بدنو أجله ، أي أنه قريب من الموت. فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيدع العمل الأول الذي كان يعمله، وذلك لوجود دسيسة في قلبه ( والعياذ بالله) هوت به إلى هاوية.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أقول هذا لئلاّ يظن بالله ظن السوء: فوالله ما من أحد يقبل على الله بصدق وإخلاص، ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم يخذله الله أبداً.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فالله عزّ وجل أكرم من عبده، لكن لابد من بلاء في القلب.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">واذكروا قصة الرجل الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة من غزواته عليه الصلاة والسلام، وكان هذا الرجل لا يدع شاذة ولا فاذة للعدو إلا قضى عليها، فتعجب الناس منه وقالوا: هذا الذي كسب المعركة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فعظم ذلك على الصحابة رضي الله عنهم كيف يكون هذا الرجل من أهل النار؟ فقال رجل: لألزمنه،أي أتابعه، فتابعه، فأصيب هذا الرجل الشجاع المقدام بسهم من العدو فجزع، فلما جزع سل سيفه (والعياذ بالله) ثم وضع ذبابة سيفه على صدره ومقبضه على الأرض، ثم اتّكأ عليه حتى خرج من ظهره، فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره وقال: أشهد أنك رسول الله، قال: بِمَ قال: إن الرجل الذي قلت فيه إنه من أهل النار حصل منه كذا وكذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فِيْمَا يَبْدُو للِنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">واذكروا قصة الأصيرم من بني عبد الأشهل من الأنصار،كان منابذاً للدعوة الإسلامية عدواً لها، ولما خرج الناس إلى غزوة أحد ألقى الله تعالى في قلبه الإيمان فآمن وخرج في الجهاد وقتل شهيداً، فجاء الناس بعد المعركة يتفقدون قتلاهم وإذا الرجل، فقالوا: ما الذي جاء بك يا فلان، أجئت حدباً على قومك، أم رغبة في الإسلام، قال: بل رغبةفي الإسلام، ثم طلب منهم أن يقرؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم السلام، فصار هذا ختامه أن قتل شهيداً مع أنه كان منابذاً للدعوة.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">من فوائد هذا الحديث:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.1</span><span style="font-family: 'Arabic Transparent'"><span style="font-size: 18px">حسن أسلوب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،وهو كلماته كأنما تخرج من مشكاة النبوة، كلمات عذبة مهذبة، وانظر إلى الأثر المروي عنه: من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن</span><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn3" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[56]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px">. إلى آخر الأثر كأنما يخرج من مشكاة النبوّة.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.2</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أنه ينبغي للإنسان أن يؤكد الخبر الذي يحتاج الناس إلى تأكيده بأي نوع من أنواع التأكيدات.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.3</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">تأكيد الخبر بما يدل على صدقه، لقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.4</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن الإنسان في بطن أمه يُجمع خلقه على هذا الوجه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم </span>.</span></p><p><span style="font-size: 18px">.5</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أنه يبقى نطفة لمدة أربعين يوماً.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وقد يقول قائل: هذه النطفة هل يجوز إلقاؤها أولا يجوز؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">والجواب: ذكر الفقهاء (رحمهم الله) أنه يجوز إلقاؤها بدواء مباح، قالوا: لأنه لم يتكون إنساناً،ولم يوجد فيه أصل الإنسان وهو الدم.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وقال آخرون: لا يجوز،لأن الله تعالى قال: (فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ* إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ) [المرسلات:21-22] فلا يجوز أن نتجاسر على هذا القرار المكين ونخرج الجنين منه، وهذا أقرب إلى الصواب أنه حرام، لكنه ليس كتحريم ما بعده من بلوغه أربعة أشهر.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فإذا قدر أن المرأة مرضت وخيف عليها، فهل يجوز إلقاء هذه النطفة؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الجواب: نعم يجوز، لأن إلقاءها الآن صار ضروريّاً.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.6 </span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">حكمة الله عزّ وجل في أطوار الجنين من النطفة إلى العلقة.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.7</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أهمية الدم في بقاء حياة الإنسان، وجهه: أن أصل بني آدم بعد النطفة العلقة، والعلقة دم، ولذلك إذا نزف دم الإنسان هلك.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.8</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن الطور الثالث هي المضغة، هذه المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة بنص القرآن،كما قال الله تعالى: (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ )(الحج: الآية5) </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">لكن ما الذي يترتب على كونها مخلقة أو غير مخلقة ؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الجواب: يترتب عليها مسائل: </span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.1</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">لو سقطت هذه المضغة غير مخلقة لم يكن الدم الذي يخرج نفاساً، بل دم فساد.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.2</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">ولو سقطت هذه المضغة قبل أن تخلق وكانت المرأة في عدة لم تنقض العدة، لأنه لابد في انقضاء العدة أن يكون الحمل مخلقاً، ولابد لثبوت النفاس من أن يكون الحمل مخلقاً، لأنه قبل التخليق يحتمل أن تكون قطعة لحم فقط وليست آدمياً، فلذلك لا نعدل إلى إثبات هذه الأحكام إلا بيقين بأن يتبين فيه خلق إنسان.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.9</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن نفخ الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر، لقوله: ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيْهِ الرُّوْحَ.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وينبني علىهذا:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أ- أنه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ويسمى ويعق عنه، لأنه صار آدمياً إنساناً فيثبت له حكم الكبير.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">ب. أنه بعد نفخ الروح فيه يحرم إسقاطه بكل حال، فإذا نفخت فيه الروح فلا يمكن إسقاطه،لأن إسقاطه حينئذ يكون سبباً لهلاكه، ولايجوز قتله وهو إنسان.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فإن قال قائل: أرأيتم لو كان إبقاؤه سبباً لموت أمه، أفيلقى وتبقى حياة الأم، أو يبقى وتهلك الأم ثم يهلك الجنين؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فالجواب: نقول ربما أهل الاستحسان يقولون بالأول، ولكن لااستحسان في مقابلة الشرع.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فنقول: الثاني هو المتعيّن بمعنىأنه لا يجوز إسقاطه،حتى لو قال الأطباء: إنه إن بقي هلكت الأم. وقد يحتج من يقول بإسقاط الجنين بأنه إذا هلكت الأم هلك الجنين فيهلك نفسان، وإذا أخرجناه هلك الجنين لكن الأم تسلم.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">والجواب على هذا الرأي الفاسد أن نقول: </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أولاً: قتل النفس لإحياء نفس أخرى لا يجوز، ولذلك لو فرض أن رجلين كانا في سفر في أرض فلاة ولا زاد معهما، وكان أحدهما كبيراً والآخر عشر سنين أو تسع سنين فجاع الكبير جداً بحيث لو لم يأكل لهلك، فلا يجوز للكبير أبداً أن يذبح الصغير ليأكله ويعيش بإجماع المسلمين .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">ولو قدر أن الصبي مات من الجوع وبقي الكبير وهو إما أن يأكله فيبقى أو يتركه فيهلك، فهل يجوز له الأكل من جسد الصغير؟</span></span></p><p><span style="font-family: 'Arabic Transparent'"><span style="font-size: 18px">والجواب: مذهب الإمام أحمد -رحمه الله- في المشهور عنه أنه لايجوز أكله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كَسْرُ عَظْمِ الميِّتِ كَكَسْرِهِ حَيَّاً</span><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn4" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[57]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px"> وذبح الميت كذبحه حياً. والقول الثاني في هذه المسألة: أنه يجوز أن يأكل منه ما يسد رمقه،لأن حرمة الحي أعظم من حرمة الميت.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أولاً: فنقول: أننا لو أسقطنا الجنين فهلك فنحن الذين قتلناه، ولو أبقيناه فهلكت الأم ثم هلك هو،فالذي أهلكهما هو الله عزّ وجل أي ليس من فعلنا.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">ثانياً: لا يلزم من هلاك الأم أن يهلك الجنين لا سيما في وقتنا الحاضر، إذ من الممكن إجراء عملية سريعة لإخراج الجنين فيحيى، ولهذا بعض البيطريين في الغنم وشبهها يستطيع إذا ماتت الأم أن يخرج حملها قبل أن يموت .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وأيضاً نقول: لو أنه مات هذا الجنين في بطن أمه من عند الله عزّ وجل لايلزم أن تموت هي، فيُخرج لأنه ميت وتبقى الأم.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الخلاصة: أنه إذا نفخت فيه الروح فإنه لا يجوز إسقاطه بأي حال من الأحوال.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">ومن فوائد هذا الحديث:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.10</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">عناية الله تعالى بالخلق حيث وكل بهم وهم في بطون أمهاتهم ملائكة يعتنون بهم، ووكل بهم ملائكة إذا خرجوا إلى الدنيا، وملائكة إذا ماتوا، كل هذا دليل على عناية الله تعالى بنا. </span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.11</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن الروح في الجسد تنفخ نفخاً ولكن لا نعلم الكيفية، وهذا كقوله تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا)(التحريم: الآية12)</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">لكن لا ندري كيف هذا؟ لأن هذا من أمور الغيب.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.12</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن الروح جسم، لأنه ينفخ فيحل في البدن.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">ولكن هل هذا الجسم من جنس أجسامنا الكثيفة المكونة من عظام ولحم وعصب وجلود؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الجواب: لا علم للبشر بها، بل نقول كما قال تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(الاسراء: الآية85) قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : ولما لم يكن عند المتكلمين والفلاسفة علم شرعي بحال الروح تخبطوا فيها، فقال بعضهم: إن الروح عرض أي صفة للبدن كالطول والقصر والبياض والسواد، وقال بعضهم: إن الروح هي الدم وقال بعضهم: إن الروح جزء من الإنسان كيده ورجله، فتخبطوا فيها.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وأما أهل السنة فيقولون: الروح من أمر الله عزّ وجل، ولكننا نؤمن بما علمنا من أوصافها في الكتاب والسنة، فمن ذلك:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">قول الله تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ )(السجدة: الآية11)</span></span></p><p><span style="font-family: 'Arabic Transparent'"><span style="font-size: 18px"> أي يقبضكم، وقوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا)(الأنعام: الآية61) أي قبضته، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة إذا قبضوا الروح من الجسد إذا كان من أهل الجنة - اللهم اجعلنا منهم - فإذا مع الملائكة كفن من الجنة، وحنوط من الجنة، فأخذوها من يد ملك الموت ولم يدعوها طرفة عين ثم جعلوها في ذلك الكفن وصعدوا بها إلى السماء</span><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn5" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[58]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px"> .</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">إذاً هي جسم لكن مخالف للأجسام الكثيفة التي هي أجسادنا، والله أعلم بكيفيتها. والروح عجيبة، لها حال في المنام فتخرج من البدن لكن ليس خروجاً تامّاً، فتجد نفسك تجوب الفيافي،ربما وصلت إلى الصين أو إلى أقصى المغرب وربما طرت بالطائرة وربما ركبت السيارة، وأنت في مكانك واللحاف قد غطّى جسمك، ومع ذلك تتجول في الأرض، لكنها لا تفارق الجسم في حال النوم مفارقة تامة، فالروح أمرها غريب،ولسنا نعلم منها إلا ما جاء في الكتاب والسنة، وما لانعلمه نَكِلُ علمهُ لله سبحانه وتعالى.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فإذا كنت لا تدري عن نفسك التي بين جنبيك فكيف تحاول أن تعرف كيفية صفات الله عزّ وجل الذي هو أعظم وأجل من أن تحيط به.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فإذا عرفت نفسك وأنك غير قادر على إدراك كيفية صفات الله مهما كنت، فلا تحاول إدراك الكيفية ولا السؤال عنها، ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله في السؤال عن كيفية الاستواء: بدعة.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وهذا المثال - أعني مثال الروح- حجة مقنعة لمن يبحث عن كيفية صفات الله،فإذا كان العبد لا يعلم عن روحه التي هي قوام بدنه فكيف بكيفية صفات الله عزّ وجل.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.13</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن الملائكة عليهم السلام عبيد يؤمرون وينهون، لقوله: فَيُؤمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ والآمرُ له هو الله عزّ وجل.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.14</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن هذه الأربع مكتوبة على الإنسان: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. ولكن هل معنى ذلك أن لا نفعل الأسباب التي يحصل بها الرزق؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الجواب: بلى نفعل، وما نفعله من أسباب تابع للرزق.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.15</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن الملائكة يكتبون.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فلو قال لنا قائل: بأي حرف يكتبون، هل يكتبون باللغة العربية، أم باللغة السريانية، أو العبرية، أو ما أشبه ذلك؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فالجواب: السؤال عن هذا بدعة، علينا أن نؤمن بأنهم يكتبون، أما بأي لغة فلانقول شيئاً.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">هذه الكتابة هل هي في صحيفة، أو تكتب على جبين الجنين؟</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">الجواب: هناك آثار تدل على أنها تكتب على جبين الجنين، وآثار على أنها تكتب في صحيفة، والجمع بينهما سهل: إذ يمكن أن تكتب في صحيفة ويأخذها الملك إلى ما شاء الله، ويمكن أن تكتب على جبين الإنسان.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.16</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن الإنسان لا يدري ماذا كتب له، ولذلك أمر بالسعي لتحصيل ما ينفعه، وهذا أمر مسلّم، فكلنا لا يدري ما كتب له، ولكننا مأمورون أن نسعى لتحصيل ما ينفعنا وأن ندع ما يضرنا.</span></span></p><p><span style="font-size: 18px">.17</span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">أن نهايةبني آدم أحد أمرين:</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">إما الشقاء وإما السعادة، قال الله تعال: (</span> <span style="font-family: 'Arabic Transparent'">فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)(هود: الآية105) </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ )(التغابن: الآية2) </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Transparent'">نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أهل السعادة إنه سميع قريب. </span></span></p><p> </p><p></p><p style="text-align: right"><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref1" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[54]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px"> - أخرجه البخاري- كتاب بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة، (3208)، ومسلم- كتاب: القدر، باب: كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته، (2643)،(1)</span></p> <p style="text-align: right"></p> <p style="text-align: right"><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref2" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[55]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px"> - أخرجه ابن ماجه- كتاب: التجارات، باب: الحث على المكاسب، (2144)،</span></p> <p style="text-align: right"></p> <p style="text-align: right"><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref3" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[56]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px"> أخرجه مسلم- كتاب: المساجد، باب: صلاة الجماعة من سنن الهدى، (654)،(257)</span></p> <p style="text-align: right"></p> <p style="text-align: right"><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref4" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[57]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px"> - أخرجه الإمام أحمد- مسند النساء، ج6/ص 105، (25246)، وأبو داود – الجنائز، باب: في الحفار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان، (3207)، وابن ماجه – كتاب الجنائز، باب: النهي عن كسر عظام الميت، (1616).</span></p> <p style="text-align: right"></p> <p style="text-align: right"><a href="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref5" target="_blank"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0066cc">[58]</span></span></u></a><span style="font-size: 18px"> - أخرجه الإمام أحمد- في مسند الكوفيين، ج4/ص287، (18733)</span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 76133, member: 1"] [CENTER][CENTER][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الحديث الرابع[/FONT][/SIZE][/CENTER][/CENTER] [FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ،وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ. فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا) [/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn1"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][54][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5] رواه البخاري ومسلم.[/SIZE][/FONT] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الشرح[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]قوله: حَدَّثَنَا حدث وأخبر في اللغة العربية بمعنى واحد، وهي كذلك عند قدماء المحدثين، لكن عند المتأخرين من صاروا يفرقون بين: (حدثنا) و:(أخبرنا)، وعلم ذلك مذكور في مصطلح الحديث.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وقوله: وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْق الجملة هذه مؤكدة لقوله: رَسُولُ اللهِ لأن من اعترف بأنه رسول اعترف بأنه صادق مصدوق.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وقوله: وَهُوَ الصَّادِقُ أي الصادق فيما أَخْبَر به المَصْدُوْقُ فيما أُخبِِر به، فإذا قلت: قدم زيد، وكان قادماً، فهذا يقال للمخبر:إنه صادق. وإذا حدثني إنسانٌ وقال: قدم زيد وهو صادق فإنه يقال لي مصدوق، أي مخبر بالصدق.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]والنبي صلى الله عليه وسلم وصفه كذلك تماماً، فهو صادق فيما أخبر به، ومصدوق فيما أوحي إليه عليه الصلاة والسلام.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وإنما ذكر ابن مسعود رضي الله عنه هذه الجملة،لأن التحدث عن هذا المقام من أمور الغيب التي تخفى، وليس في ذلك الوقت تقدم طبٍّ حتى يُعرف ما يحصل.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وهناك ماهو فوق علم الطب وهو كتابة الرزق والأجل والعمل وشقي أو سعيد، فلذلك من فقه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن أتى بهذه الجملة المؤكدة لخبر النبي صلى الله عليه وسلم [/FONT] .[/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]قال: إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ وذلك أن الإنسان إذا أتى أهله فهذا الماء المتفرق يُجمع،وكيفية الجمع لم يذكر في الحديث، وقيل: إن الطبّ توصّل إلى معرفة بعض الشيء عن تكون الأجنة والله أعلم.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَة أي قطرة من المني.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ وهل ينتقل فجأة من النطفة إلى العلقة؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الجواب: لا، بل يتكون شيئاً فشيئاً،فيحمّارُ حتى يصل إلى الغاية في الحُمرةِ فيكون علقة.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]والعلقة هي: قطعة الدم الغليظ، وهي دودة معروفة ترى في المياه الراكدة.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِك أي أربعين يوماً، والمضغة: هي قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وهذه المضغة تتطور شيئاً فشيئاً،ولهذا قال الله تعالى: (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ)(الحج: الآية5) .[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فالجميع يكون مائة وعشرين، أي أربعة أشهر.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ والمرسِل هو الله رب العالمين عزّ وجل، فيرسل الملك إلى هذا الجنين،وهو واحد الملائكة،والمراد به الجنس لا ملك معين.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فَيَنْفُخُ فِيْهِ الرُّوْحَ الروح ما به يحيا الجسم، وكيفية النفخ الله أعلم بها، ولكنه ينفخ في هذا الجنين الروح ويتقبلها الجسم.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]والروح سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فأمره الله أن يقول: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(الاسراء: الآية85) فالروح من أمر الله أي من شأنه، فهو الذي يخلقها عزّ وجل: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)(الاسراء: الآية85) وهذا فيه نوع من التوبيخ،كأنه قال:ما بقي عليكم من العلم إلاالروح حتى تسألوا عنها، ولهذا قال الخضر لموسىعليه السلام لما شرب الطائر من البحر: (ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر. أي أنه لم ينقص شيئاً).[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وَيُؤْمَرُ أي الملك بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ والآمر هو الله عزّ وجل بِكْتبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ .[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]رِزْقه الرزق هنا: ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان: رزق يقوم به البدن، ورزق يقوم به الدين.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]والرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]والرزق الذي يقوم به الدين:هو العلم والإيمان، وكلاهما مراد بهذا الحديث.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وَأَجَله أي مدة بقائه في هذه الدنيا، والناس يختلفون في الأجل اختلافاً متبايناً، فمن الناس من يموت حين الولادة، ومنهم من يعمر إلى مائةسنة من هذه الأمة ، أما من قبلنا من الأمم فيعمرون إلى أكثر من هذا، فلبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]واختيار طول الأجل أو قصر الأجل ليس إلى البشر، وليس لصحة البدن وقوام البدن ،إذ قد يحصل الموت بحادث والإنسان أقوى ما يكون وأعز ما يكون، لكن الآجال تقديرها إلى الله عزّ وجل.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وهذا الأجل لا يتقدم لحظة ولا يتأخر، فإذا تم الأجل انتهت الحياة ،وأذكر لكم قصة وقعت في عنيزة: مر دباب أي دراجة نارية بتقاطع، وإذا بسيارة تريد أن تقطع، فوقف صاحب الدباب ينتظر عبور السيارة، والسيارة وقفت تنتظر عبور الدباب، ثم انطلقا جميعاً فصُدم الدباب ومات الراكب الرديف الذي وراء السائق، فتأمل الآن، وقف هذه الدقيقة من أجل استكمال الأجل (سبحان الله) . قال الله تعالى: (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا) (المنافقون:11) [/FONT][/SIZE] [FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]وقال صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا[/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn2"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][55][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5] .[/SIZE][/FONT] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وهنا مسألة: هل الأجل وراثي؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الجواب: الأجل ليس وراثياً، فكم من شاب مات من قبيلة أعمارهم طويلة، وكم من شاب عمَّر في قبيلة أعمارها قصيرة.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وَعَمَله أي ما يكتسبه من الأعمال القولية والفعلية والقلبية، فمكتوب على الإنسان العمل .[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ هذه النهاية، والسعيد هو الذي تم له الفرح والسرور، والشقي بالعكس، قال الله تعالى: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ* خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ* وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود:105-108] فالنهاية إما شقاء وإما سعادة ، فنسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل السعادة.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]قال: فَوَاللهِ الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ هذه الجملة قيل إنها مدرجة من كلام ابن مسعود رضي الله عنه وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وإذا اختلف المحدثون في جملة من الحديث أمدرجة هي أم من أصل الحديث؟ فالأصل أنها من أصل الحديث، فلا يقبل الإدراج إلابدليل لا يمكن أن يجمع به بين الأصل والإدراج[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وعلى هذا فالصواب أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم [/FONT].[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فَوَاللهِ الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ هذا قسم مؤكد بالتوحيد، القسم: فَوَاللهِ والتوكيد بالتوحيد: الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ أي لا إله حق غير الله، وإن كان توجد آلهة تعبد من دون الله لكنها ليست حقاً،كما قال الله عزّ وجل:( أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) (الانبياء:43) وقال عزّ وجل: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِل)(لقمان: الآية30).[/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]إِنَّ أَحَدَكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ أي حتى يقرب أجله تماماً. وليس المعنى حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع في مرتبة العمل،لأن عمله الذي عمله ليس عملاً صالحاً،كما جاء في الحديث: إِنَّ أَحَدَكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فيما يبدو للناس وهو من أهل النار لأنه أشكل على بعض الناس:كيف يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فنقول: عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، ولم يتقدم ولم يسبق، ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي بدنو أجله ، أي أنه قريب من الموت. فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيدع العمل الأول الذي كان يعمله، وذلك لوجود دسيسة في قلبه ( والعياذ بالله) هوت به إلى هاوية.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أقول هذا لئلاّ يظن بالله ظن السوء: فوالله ما من أحد يقبل على الله بصدق وإخلاص، ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم يخذله الله أبداً.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فالله عزّ وجل أكرم من عبده، لكن لابد من بلاء في القلب.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]واذكروا قصة الرجل الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة من غزواته عليه الصلاة والسلام، وكان هذا الرجل لا يدع شاذة ولا فاذة للعدو إلا قضى عليها، فتعجب الناس منه وقالوا: هذا الذي كسب المعركة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فعظم ذلك على الصحابة رضي الله عنهم كيف يكون هذا الرجل من أهل النار؟ فقال رجل: لألزمنه،أي أتابعه، فتابعه، فأصيب هذا الرجل الشجاع المقدام بسهم من العدو فجزع، فلما جزع سل سيفه (والعياذ بالله) ثم وضع ذبابة سيفه على صدره ومقبضه على الأرض، ثم اتّكأ عليه حتى خرج من ظهره، فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره وقال: أشهد أنك رسول الله، قال: بِمَ قال: إن الرجل الذي قلت فيه إنه من أهل النار حصل منه كذا وكذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فِيْمَا يَبْدُو للِنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ .[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]واذكروا قصة الأصيرم من بني عبد الأشهل من الأنصار،كان منابذاً للدعوة الإسلامية عدواً لها، ولما خرج الناس إلى غزوة أحد ألقى الله تعالى في قلبه الإيمان فآمن وخرج في الجهاد وقتل شهيداً، فجاء الناس بعد المعركة يتفقدون قتلاهم وإذا الرجل، فقالوا: ما الذي جاء بك يا فلان، أجئت حدباً على قومك، أم رغبة في الإسلام، قال: بل رغبةفي الإسلام، ثم طلب منهم أن يقرؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم السلام، فصار هذا ختامه أن قتل شهيداً مع أنه كان منابذاً للدعوة.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]من فوائد هذا الحديث:[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].1[/SIZE][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]حسن أسلوب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،وهو كلماته كأنما تخرج من مشكاة النبوة، كلمات عذبة مهذبة، وانظر إلى الأثر المروي عنه: من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن[/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn3"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][56][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5]. إلى آخر الأثر كأنما يخرج من مشكاة النبوّة.[/SIZE][/FONT] [SIZE=5].2[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أنه ينبغي للإنسان أن يؤكد الخبر الذي يحتاج الناس إلى تأكيده بأي نوع من أنواع التأكيدات.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].3[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]تأكيد الخبر بما يدل على صدقه، لقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].4[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن الإنسان في بطن أمه يُجمع خلقه على هذا الوجه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم [/FONT].[/SIZE] [SIZE=5].5[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أنه يبقى نطفة لمدة أربعين يوماً.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وقد يقول قائل: هذه النطفة هل يجوز إلقاؤها أولا يجوز؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]والجواب: ذكر الفقهاء (رحمهم الله) أنه يجوز إلقاؤها بدواء مباح، قالوا: لأنه لم يتكون إنساناً،ولم يوجد فيه أصل الإنسان وهو الدم.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وقال آخرون: لا يجوز،لأن الله تعالى قال: (فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ* إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ) [المرسلات:21-22] فلا يجوز أن نتجاسر على هذا القرار المكين ونخرج الجنين منه، وهذا أقرب إلى الصواب أنه حرام، لكنه ليس كتحريم ما بعده من بلوغه أربعة أشهر.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فإذا قدر أن المرأة مرضت وخيف عليها، فهل يجوز إلقاء هذه النطفة؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الجواب: نعم يجوز، لأن إلقاءها الآن صار ضروريّاً.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].6 [/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]حكمة الله عزّ وجل في أطوار الجنين من النطفة إلى العلقة.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].7[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أهمية الدم في بقاء حياة الإنسان، وجهه: أن أصل بني آدم بعد النطفة العلقة، والعلقة دم، ولذلك إذا نزف دم الإنسان هلك.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].8[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن الطور الثالث هي المضغة، هذه المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة بنص القرآن،كما قال الله تعالى: (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ )(الحج: الآية5) [/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]لكن ما الذي يترتب على كونها مخلقة أو غير مخلقة ؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الجواب: يترتب عليها مسائل: [/FONT][/SIZE] [SIZE=5].1[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]لو سقطت هذه المضغة غير مخلقة لم يكن الدم الذي يخرج نفاساً، بل دم فساد.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].2[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]ولو سقطت هذه المضغة قبل أن تخلق وكانت المرأة في عدة لم تنقض العدة، لأنه لابد في انقضاء العدة أن يكون الحمل مخلقاً، ولابد لثبوت النفاس من أن يكون الحمل مخلقاً، لأنه قبل التخليق يحتمل أن تكون قطعة لحم فقط وليست آدمياً، فلذلك لا نعدل إلى إثبات هذه الأحكام إلا بيقين بأن يتبين فيه خلق إنسان.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].9[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن نفخ الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر، لقوله: ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيْهِ الرُّوْحَ.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وينبني علىهذا:[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أ- أنه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ويسمى ويعق عنه، لأنه صار آدمياً إنساناً فيثبت له حكم الكبير.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]ب. أنه بعد نفخ الروح فيه يحرم إسقاطه بكل حال، فإذا نفخت فيه الروح فلا يمكن إسقاطه،لأن إسقاطه حينئذ يكون سبباً لهلاكه، ولايجوز قتله وهو إنسان.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فإن قال قائل: أرأيتم لو كان إبقاؤه سبباً لموت أمه، أفيلقى وتبقى حياة الأم، أو يبقى وتهلك الأم ثم يهلك الجنين؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فالجواب: نقول ربما أهل الاستحسان يقولون بالأول، ولكن لااستحسان في مقابلة الشرع.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فنقول: الثاني هو المتعيّن بمعنىأنه لا يجوز إسقاطه،حتى لو قال الأطباء: إنه إن بقي هلكت الأم. وقد يحتج من يقول بإسقاط الجنين بأنه إذا هلكت الأم هلك الجنين فيهلك نفسان، وإذا أخرجناه هلك الجنين لكن الأم تسلم.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]والجواب على هذا الرأي الفاسد أن نقول: [/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أولاً: قتل النفس لإحياء نفس أخرى لا يجوز، ولذلك لو فرض أن رجلين كانا في سفر في أرض فلاة ولا زاد معهما، وكان أحدهما كبيراً والآخر عشر سنين أو تسع سنين فجاع الكبير جداً بحيث لو لم يأكل لهلك، فلا يجوز للكبير أبداً أن يذبح الصغير ليأكله ويعيش بإجماع المسلمين .[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]ولو قدر أن الصبي مات من الجوع وبقي الكبير وهو إما أن يأكله فيبقى أو يتركه فيهلك، فهل يجوز له الأكل من جسد الصغير؟[/FONT][/SIZE] [FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]والجواب: مذهب الإمام أحمد -رحمه الله- في المشهور عنه أنه لايجوز أكله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كَسْرُ عَظْمِ الميِّتِ كَكَسْرِهِ حَيَّاً[/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn4"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][57][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5] وذبح الميت كذبحه حياً. والقول الثاني في هذه المسألة: أنه يجوز أن يأكل منه ما يسد رمقه،لأن حرمة الحي أعظم من حرمة الميت.[/SIZE][/FONT] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أولاً: فنقول: أننا لو أسقطنا الجنين فهلك فنحن الذين قتلناه، ولو أبقيناه فهلكت الأم ثم هلك هو،فالذي أهلكهما هو الله عزّ وجل أي ليس من فعلنا.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]ثانياً: لا يلزم من هلاك الأم أن يهلك الجنين لا سيما في وقتنا الحاضر، إذ من الممكن إجراء عملية سريعة لإخراج الجنين فيحيى، ولهذا بعض البيطريين في الغنم وشبهها يستطيع إذا ماتت الأم أن يخرج حملها قبل أن يموت .[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وأيضاً نقول: لو أنه مات هذا الجنين في بطن أمه من عند الله عزّ وجل لايلزم أن تموت هي، فيُخرج لأنه ميت وتبقى الأم.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الخلاصة: أنه إذا نفخت فيه الروح فإنه لا يجوز إسقاطه بأي حال من الأحوال.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]ومن فوائد هذا الحديث:[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].10[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]عناية الله تعالى بالخلق حيث وكل بهم وهم في بطون أمهاتهم ملائكة يعتنون بهم، ووكل بهم ملائكة إذا خرجوا إلى الدنيا، وملائكة إذا ماتوا، كل هذا دليل على عناية الله تعالى بنا. [/FONT][/SIZE] [SIZE=5].11[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن الروح في الجسد تنفخ نفخاً ولكن لا نعلم الكيفية، وهذا كقوله تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا)(التحريم: الآية12)[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]لكن لا ندري كيف هذا؟ لأن هذا من أمور الغيب.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].12[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن الروح جسم، لأنه ينفخ فيحل في البدن.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]ولكن هل هذا الجسم من جنس أجسامنا الكثيفة المكونة من عظام ولحم وعصب وجلود؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الجواب: لا علم للبشر بها، بل نقول كما قال تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(الاسراء: الآية85) قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : ولما لم يكن عند المتكلمين والفلاسفة علم شرعي بحال الروح تخبطوا فيها، فقال بعضهم: إن الروح عرض أي صفة للبدن كالطول والقصر والبياض والسواد، وقال بعضهم: إن الروح هي الدم وقال بعضهم: إن الروح جزء من الإنسان كيده ورجله، فتخبطوا فيها.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وأما أهل السنة فيقولون: الروح من أمر الله عزّ وجل، ولكننا نؤمن بما علمنا من أوصافها في الكتاب والسنة، فمن ذلك:[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]قول الله تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ )(السجدة: الآية11)[/FONT][/SIZE] [FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] أي يقبضكم، وقوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا)(الأنعام: الآية61) أي قبضته، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة إذا قبضوا الروح من الجسد إذا كان من أهل الجنة - اللهم اجعلنا منهم - فإذا مع الملائكة كفن من الجنة، وحنوط من الجنة، فأخذوها من يد ملك الموت ولم يدعوها طرفة عين ثم جعلوها في ذلك الكفن وصعدوا بها إلى السماء[/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftn5"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][58][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5] .[/SIZE][/FONT] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]إذاً هي جسم لكن مخالف للأجسام الكثيفة التي هي أجسادنا، والله أعلم بكيفيتها. والروح عجيبة، لها حال في المنام فتخرج من البدن لكن ليس خروجاً تامّاً، فتجد نفسك تجوب الفيافي،ربما وصلت إلى الصين أو إلى أقصى المغرب وربما طرت بالطائرة وربما ركبت السيارة، وأنت في مكانك واللحاف قد غطّى جسمك، ومع ذلك تتجول في الأرض، لكنها لا تفارق الجسم في حال النوم مفارقة تامة، فالروح أمرها غريب،ولسنا نعلم منها إلا ما جاء في الكتاب والسنة، وما لانعلمه نَكِلُ علمهُ لله سبحانه وتعالى.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فإذا كنت لا تدري عن نفسك التي بين جنبيك فكيف تحاول أن تعرف كيفية صفات الله عزّ وجل الذي هو أعظم وأجل من أن تحيط به.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فإذا عرفت نفسك وأنك غير قادر على إدراك كيفية صفات الله مهما كنت، فلا تحاول إدراك الكيفية ولا السؤال عنها، ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله في السؤال عن كيفية الاستواء: بدعة.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وهذا المثال - أعني مثال الروح- حجة مقنعة لمن يبحث عن كيفية صفات الله،فإذا كان العبد لا يعلم عن روحه التي هي قوام بدنه فكيف بكيفية صفات الله عزّ وجل.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].13[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن الملائكة عليهم السلام عبيد يؤمرون وينهون، لقوله: فَيُؤمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ والآمرُ له هو الله عزّ وجل.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].14[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن هذه الأربع مكتوبة على الإنسان: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. ولكن هل معنى ذلك أن لا نفعل الأسباب التي يحصل بها الرزق؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الجواب: بلى نفعل، وما نفعله من أسباب تابع للرزق.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].15[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن الملائكة يكتبون.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فلو قال لنا قائل: بأي حرف يكتبون، هل يكتبون باللغة العربية، أم باللغة السريانية، أو العبرية، أو ما أشبه ذلك؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]فالجواب: السؤال عن هذا بدعة، علينا أن نؤمن بأنهم يكتبون، أما بأي لغة فلانقول شيئاً.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]هذه الكتابة هل هي في صحيفة، أو تكتب على جبين الجنين؟[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]الجواب: هناك آثار تدل على أنها تكتب على جبين الجنين، وآثار على أنها تكتب في صحيفة، والجمع بينهما سهل: إذ يمكن أن تكتب في صحيفة ويأخذها الملك إلى ما شاء الله، ويمكن أن تكتب على جبين الإنسان.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].16[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن الإنسان لا يدري ماذا كتب له، ولذلك أمر بالسعي لتحصيل ما ينفعه، وهذا أمر مسلّم، فكلنا لا يدري ما كتب له، ولكننا مأمورون أن نسعى لتحصيل ما ينفعنا وأن ندع ما يضرنا.[/FONT][/SIZE] [SIZE=5].17[/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]أن نهايةبني آدم أحد أمرين:[/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]إما الشقاء وإما السعادة، قال الله تعال: ([/FONT] [FONT=Arabic Transparent]فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)(هود: الآية105) [/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ )(التغابن: الآية2) [/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أهل السعادة إنه سميع قريب. [/FONT][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][/SIZE][RIGHT][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref1"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][54][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5] - أخرجه البخاري- كتاب بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة، (3208)، ومسلم- كتاب: القدر، باب: كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته، (2643)،(1)[/SIZE] [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref2"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][55][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5] - أخرجه ابن ماجه- كتاب: التجارات، باب: الحث على المكاسب، (2144)،[/SIZE] [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref3"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][56][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5] أخرجه مسلم- كتاب: المساجد، باب: صلاة الجماعة من سنن الهدى، (654)،(257)[/SIZE] [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref4"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][57][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5] - أخرجه الإمام أحمد- مسند النساء، ج6/ص 105، (25246)، وأبو داود – الجنائز، باب: في الحفار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان، (3207)، وابن ماجه – كتاب الجنائز، باب: النهي عن كسر عظام الميت، (1616).[/SIZE] [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-06.HTM#_ftnref5"][U][SIZE=5][COLOR=#0066cc][58][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][SIZE=5] - أخرجه الإمام أحمد- في مسند الكوفيين، ج4/ص287، (18733)[/SIZE][/RIGHT] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الثانية مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن دورة الأربعين النووية
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه