الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
روضة القراءات العشر والتوجيه والتحريرات
شرح طيبة النشر
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 85402" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'times new roman'"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">الــــــــــــــــــــــــــــــ الأول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدرس </span></span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'times new roman'"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">ترجمة شيخِ شيوخنا إمامِ القرّاء الحافظ ابن الجزري - رحمه الله تعالى- اسمه, ونسبه:</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'times new roman'"><span style="font-family: 'times new roman'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">هو أبو الخير شمسُ الدين محمدُ بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري الشافعيُّ الدمشقيُّ ثم الشيرازيُّ.</span></span></span></span><span style="font-family: 'times new roman'"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'times new roman'"></span><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'times new roman'"><span style="font-family: 'traditional arabic'">مولده:</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'times new roman'"><span style="font-family: 'times new roman'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">ولد ليلة السبت؛ الخامس والعشرين من شهر رمضان؛ سنة إحدى وخمسين وسبع مئة؛ داخل خط القصّاعين بين السُّورَيْن بدمشق.</span></span></span></span><span style="font-family: 'times new roman'"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'times new roman'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'times new roman'"><span style="color: #000000">كان أبوه عقيما, ومكث أربعين سنةً لا يولدُ له, ثم حَجَّ سنة 750, وشرب مِن ماء زمزم بنيّة أن يُولَد له ولدٌ عالمٌ, فما أن مرَّت تسعةُ أشهرٍ مِن حَجِّه حتى وُلِدَ له هذا الولد؛ الذي قدَّر الله -تبارك وتعالى- أن يكون أحد أعلام المسلمين.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">نشأته, ومسيرته العلمية والعملية:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">نشأ ابنُ الجزري في دمشق, واشتغل بحفظ القرآن الكريم, وأتمَّ حِفظَه سنة 764 وله من العمر حينئذ ثلاث عشرة سنة, وذلك على يد الحسن بن عبد الله السروجي الدمشقي -شيخِ والدِه-, وحفظ عليه من الشاطبية إلى أواخر الإدغام, وهو الذي عَرَّفَه الرموزَ والاصطلاح, وقرأ عليه بحرف أبي عمرٍو إلى آخر المائدة في سنة 763. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">وفي سنة 764 صلى بالناس إماما.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">دَرَسَ القراءات والتجويد في دمشق على عدد من شيوخها, منهم: </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">1- أبو محمد عبد الوهاب بن يوسف بن السَّلَّار, وهو أول شيخ انتفع به, ولازمه, وصحح عليه الشاطبية درسا وعرضا, وتلا عليه ختمة بقراءة أبي عمرو, وأجازه وهو دون سن البلوغ بكثير, وكان ذلك سنة 766. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">2- إبراهيم بن عبد الله الحموي المؤدِّب, قرأ عليه جمعا للسبعة, وتردد إليه كثيرا, ومنه استفاد علمَ التجويد ودقائقَ التحرير, وعليه ارتاض لسانه بالتحقيق, ولم تر عيناه من شيوخه أعلم بالتجويد منه, ولا أصح تلفظا وتحريرا, وكان ذلك سنة 767.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">وبعد أن أتم الأخذ عن شيوخ بلده ودرس عليهم أشهر كتب القراءات وقرأ عليهم بمضمنها -</span><span style="color: #000000"> تطلعت نفسه للرحلة خارج بلاد الشام يبحث عن الأسانيد العالية, وكان قد عزم على الرحلة إلى بلاد الأندلس؛ للأخذ عن شيخها محمد بن يوسف بن عبد الله الأندلسي -خطيب غرناطة, الذي كان أعلى القراء إسنادا في زمانه-؛ فمنعه والداه من الرحلة إليه؛ خوفا عليه من مشقة السفر وخطورة الطريق, وكانت أول رحلة له سنة 768 إلى الحجاز حاجا, فقرأ بالمدينة الشريفة على أبي عبد الله محمد بن صالح المقرئ -شيخ المدينة, ومَن انتهت إليه القراءة عُلُوًّا بالحجاز- بمضمن "الكافي" و"التيسير" بين الروضة والمنبر, ورحل إلى مصر ثلاث رحلات علمية بعد حجته تلك, ورحل إليها بعد ذلك مرات كثيرة لأغراض متعددة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">أما رحلاته العلمية الثلاث فهي كالآتي: </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">الرحلة الأولى- رحلةُ سنة 769, قرأ خلالها على ثلاثة من كبار شيوخ القراءات في مصر, وهم:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">1- أبو بكر بن أَيْدُغْدي بن عبد الله, الشهير بـ:ابن الجُنْدِي -مؤلف كتاب: "البستان في قراءات الثلاثة عشر"-, وأجازه قبل وفاته.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">2- أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن الصائغ, قرأ عليه ختمة بالقراءات السبع جمعا بمضمن "الشاطبية" و"التيسير" و"العنوان" في تلك السنة, ثم رحل إليه مرة أخرى سنة 771.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">3- أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي البغدادي ثم المصري, قرأ عليه جمعا بالقراءات ختمتين: الأولى بمضمن "الشاطبية" و"التيسير" و"العنوان" سنة 769, ثم رحل إليه ثانيا سنة 771 فقرأ عليه الختمة الثانية.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">وفي هذه الرحلة كَتَبَ كتابَه: "التمهيد في علم التجويد" وهو بالقاهرة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">الرحلة الثانية- رحلة سنة 771, وأقام خلالها في القاهرة يدرس القراءات والحديث والفقه, وقرأ فيها على ابن الصائغ والبغدادي -كما سبق آنفا-.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">الرحلة الثالثة- رحلة سنة 778, قرأ فيها القراءات والأصول والمعاني والبيان, ورحل إلى الإسكندرية وأخذ عن شيوخها.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">وكان بين رحلاته الثلاث يعود إلى دمشق ويقرأ على شيوخه القراءات -التي اشتد اعتناؤه بها- وغيرَها من العلوم, حتى أذِن له غيرُ واحدٍ من علماء عصره بالإفتاء والتدريس والإقراء؛ فباشر ذلك في عدد من المدارس في بلاد الشام والقدس, ثم بنى له مدرسة في دمشق برأس عقبة الكِتَّان سماها: "دار القرآن", فأقرأ الناس بها.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">وقد ظل مقيما في بلاد الشام ويتردد إلى مصر, ووُلِّيَ قضاء الشام سنة 793 -ولم يَتِمَّ له وصُرِف عنه-, وباشَر بعض الأعمال الإدارية للأمير قُطْلَوبك -وهو المشرف على تدبير بيوت أَيْتَمُش أميرِ عسكر السلطان الظاهر برقوق, لكن هذا العمال جَرَّ عليه متاعب, وغيّرَ وجهة حياته.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">وفي جمادى الأولى سنة 798 هرب من القاهرة إلى بلاد الروم, وكان السبب في هروبه هو مَا ناله من الظلم مِن أخذِ مالِه بالديار المصرية, فنزل بمدينة بُرصة -دار الملك العادل المجاهد بايزيد بن عثمان-, وكانت مدينة برصة -آنذاك- عاصمةَ دولة السلطان العثماني الرابع بايزيد بن مراد بن أورخان بن عثمان, الذي بويع بالسلطنة بعد وفاة أبيه سنة 791, وكان السلطان بايزيد من خيار ملوك الأرض, وكان مهابا, يحب العلم والعلماء, ويكرم أهل القرآن, وكان من تيسير الله -تعالى- على ابن الجزري في بلاد الروم أنه التقى هناك بتلميذٍ له قديمٍ يُعرَفُ بـ:شيخ حاجي, كان قد قرأ عليه في دمشق, فعَرَّفَ الملكَ بمقداره؛ فعظمه وأكرمه, ورتَّبَ له في كل يومٍ مئتي درهم, وساق له عدةَ خيولٍ ومماليكَ. كذلك صادف تلميذه القديم مؤمن بن علي بن محمد الرومي الفلكآباذي؛ الذي كان قرأ عليه بدمشق, فنزل عنده.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">وأقام ابن الجزري في مدينة برصة يشارك في الجهاد مع جيوش العثمانيين ويشتغل بالعلم, فأخذ عنه أهل تلك البلاد القراءات والحديث, وانتفعوا به, واشتغل بالتأليف إلى جانب التدريس, فألف هناك كتابَه: "النشر في القراءات العشر" سنة 799, وكذلك نَظَم "طيبة النشر" في السنة ذاتها. ويبدو أنه نوى الإقامة في مملكة آل عثمان, فلحقه عدد من أولاده, منهم: أبو بكر أحمد, لحقه بكثير مِن كُتُبِه التي كان قد تركها وراءه في دمشق, وأقام عنده يفيد ويستفيد. ومنهم -أيضا- : أبو الخير محمد, فصلى بالقرآن وحفظ "المقدمة" و"الجوهرة". وبقي ابنه أبو الفتح محمد في دمشق, وباشَرَ وظائف والده, حتى اخْتَرَمَتْهُ يَدُ المَنُونِ بالطاعون.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">ولم تمض على إقامة ابن الجزري في بلاد الروم إلا ست سنوات وبضعة أشهر حتى هاجم تَيْمُورْلَنْكُ بجيوشه الدولةَ العثمانية, وخرج ابنُ الجزري مع جيوش العثمانيين التي خرجت لمواجهة المغول, وشهد الوقعة التي دارت بين الجيشين في سهل أنقرة سنة 804, فكُسِر الجيشُ العثماني, ووقع الملك بايزيد في الأسر, وكذلك وقع ابن الجزري أسيرا في أيدي المغول, فاحتمله تيمورلنك معه -بعد أن عرف منزلته- إلى بلاد ما وراد النهر -على عادته مع كبار علماء الدول الإسلامية التي دخلها-, وأنزله في مدينة كَشّ, فكان هناك حتى وفاةِ تيمورلنك سنة 807, وهناك وجد فرصة لتعليم القرآن والتفرغ للتأليف, فقرأ عليه بها وبِسَمَرْقَنْدَ جماعةٌ, منهم: عبد القادر بن طلة الرومي, وجماعة لم يكملوا. واشتغل هناك بالتأليف أيضا, خاصة في علم الحديث؛ لحاجة أهل تلك البلاد إلى ذلك؛ فشرَحَ كتابَ: "مصابيح السنة", ولمّا استطرد الكلام إلى اصطلاح القوم طلبوا مختصرا جامعا لعلومه, وكانت منظومته المسماة: "الهداية على معالم الرواية" غير مستغنية عن بسط القول, فوضع مختصرا في مصطلح الحديث سماه: "تذكرة العلماء في أصول علم الحديث" يكون بدايةً لتلك الهداية.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وبعد وفاة تيمورلنك خرج قاصدا العودة إلى موطنه, فوصل إلى بلاد خراسان, ودخل مدينة هَرَاة, فقرأ عليه للعشرة جماعةٌ, أكملَ منهم: العالِمُ جمالُ الدين محمد بن محمد, الشهير بـ:ابن افتخار الهروي, ثم قَفَلَ راجعا إلى مدينة يَزْد, فقرأ عليه للعشرة جماعة, منهم: الفاضل شمس الدين محمد بن الدباغ البغدادي, وجماعة لم يكملوا, ثم دخل أصبهان, فقرأ عليه بها جماعة -أيضا-, ولم يكملوا, ثم وصل شيراز سنة 808, ويبدو أنه كان يسير سيرا حثيثا في طريق عودته؛ فإنه قطع المسافة بين سمرقند وشيراز في حدود شهر, وكان في أثناء ذلك يقرئ ويقرأ, فحين مَرَّ بمدينة يزد اغتنم الفرصة ليروي كتاب: "غاية المنتهي ونهاية المبتدي في القراءات العشر" لأسعد بن الحسين بن سعد بن بندار القاضي أبو ذر اليزدي -وهو كتابٌ حافلٌ, أحسنَ مؤلفُه في تأليفه, وأجاد في تصنيفه-, وعند وصوله إلى شيراز أمسكه بها سلطانها بير محمد ابن صاحبها أمير عمر شيخ بن أمير تُمُر, فقرأ عليه بها جماعة كثيرون للعشرة, ثم ألزمه صاحبُها بير محمد بالقضاء بها, وبممالكها وما أضيف إليها -كُرْهًا-؛ فبقي مدة, وتغيرت عليه الملوك, ومن أخذها, لا يمكنه الخروج منها, حتى فتح الله عليه؛ فاستقرت قدمه بشيراز, وانتفع به أهلها في القرآن والحديث, وأنشأ هناك مدرسة تُعرَف بـ: "دار القرآن", وعَمَّرَ منزلا له في سوق الإسكافيين كان ينزلها, والتأم شملُ الأسرة من جديد, وبقي أولاده وأحفاده هناك. وقد رحل وهو في شيراز -بعد خمس عشرة سنة من إقامته فيها- الخروجَ للحج, وذلك سنة 822, فخرج منها متوجها إلى البصرة, فوصل إلى قرية عنيزة, وتوجها منها, فأخذهم الأعراب من بني لامٍ بعد مرحلتين, فرجع إلى عنيزة, ونظم بها منظومة: "الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية", وكان قد فاته الحج بسبب ما حدث له, وأقام بينبع ثم في المدينة, ثم دخل مكة, فجاور إلى أن حج سنة 823, ورجع إلى العراق, وكان كاتَبَ المؤيَّدَ أن يأذن له في دخول القاهرة, فمات المؤيد في تلك السنة؛ فرجع إلى شيراز, ثم خرج منها مرة أخرى للحج وزيارة مصر والقاهرة, ثم قدم دمشق -بعد ثلاثين سنة من مغادرتها-, فاستأذن منها في قدوم القاهرة, فأذن له؛ فقدمها, وتصدى للإقراء والتحديث, ثم توجه لمكة مع الحجاج, ثم سافر في البحر لليمن تاجرا, فأسمَعَ الحديثَ عند صاحبها, ووصله بحيث رجع ببضائع كثيرة, وعاد لمكة فحج سنة 828, ثم رجع إلى القاهرة فدخلها, وانثالَ عليه الناس للسماع عليه والقراءة, ونشَرَ علما كثيرا, وكان قد ثَقُل سمعُه قليلا, لكن بصره صحيحٌ يكتبُ الخطَّ الدقيقَ -على عادته-, وكان عمره آنذاك سبعا وسبعين عاما. ثم سافر من القاهرة على طريق الشام, ثم على طريق البصرة إلى شيراز, وكان في رحلته الطويلة هذه يقرئ ويحدّث, ثم دخل شيراز سنة 829, ومكث فيها بضع سنوات أخرى, حتى كانت منيتُه فيها قبيل ظُهر الجمعة خامس ربيع الأول سنة 833 بمنزله, ودُفِن بمدرسته التي أنشأها هناك, وكانت جنازته مشهودة, تَبَادَرَ الأشرافُ والخواصُّ والعوامُّ إلى حملها؛ لمكانته في نفوس الناس -رحمه الله تعالى-.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">وكان لابن الجزري عنايةٌ بالحديث والفقه والأصول والعربية, وطلبَ هذه العلوم ودَرَسَها على شيوخ عصره في بلاد الشام ومصر, وأذِن له غير واحد بالإفتاء والتدريس والإقراء -مِن أبرزهم: شيخُه الحافظ المفسر عماد الدين ابنُ كثير-, </span></span><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وتصدر للإقراء في مدرستيه, وفي الجامع الأموي بدمشق, ثم تولى مشيخة الإقراء بالعادِلية, ثم مشيخة دار الحديث الأشرفية, ثم مشيخة تربة أم الصالح بعد شيخه ابن السلار, ونشر علم القراءات والحديث في بلاد الروم وشيراز.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">أسرته, وأولاده:</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">كانت أسرته غير عاطلة من العلم والجاه؛ فقد كان أبوه تاجرا, وتَلَقَّنَ القرآنَ على السروجي, واعتنى بتنشئة ابنه تنشئة صالحة. </span></span></span></span></span><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وقد تزوج ابنُ الجزري -ولكن لا يُدرى هل تزوج بواحدة أم بأكثر-, ومنحه الله ذريةً, وبارك له فيها؛ فكان من أبنائه وبناته علماء ومؤلفون. وقد وُجِدَ في آثار ابن الجزري -فيما أعلم- أسماء عشرةٍ منهم؛ هم:</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000">- </span></span><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">أبو الفتح محمد -وهو أكبر أولاده-.</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">- أبو بكر أحمد.</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">- أبو القاسم علي.</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">- أبو الخير محمد.</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">- أبو البقاء إسماعيل.</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">- أبو الفضل إسحاق.</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">- فاطمة.</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">- عائشة.</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">- سلمى.</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'traditional arabic'">- خديجة.</span></span> </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"></span></span></p><p> <span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"></span></span></p><p><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #000000"></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 85402, member: 1"] [center][font=times new roman][font=traditional arabic][size=5][color=#ff0000]الــــــــــــــــــــــــــــــ الأول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدرس [/color][/size][/font][/font][/center] [center][font=times new roman][font=traditional arabic][size=5][color=#ff0000]ترجمة شيخِ شيوخنا إمامِ القرّاء الحافظ ابن الجزري - رحمه الله تعالى- اسمه, ونسبه:[/color][/size][/font][/font] [font=times new roman][font=times new roman][color=#000000][size=5]هو أبو الخير شمسُ الدين محمدُ بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري الشافعيُّ الدمشقيُّ ثم الشيرازيُّ.[/size][/color][/font][/font][font=times new roman] [/font][size=5][color=#ff0000][font=times new roman][font=traditional arabic]مولده:[/font][/font][/color][/size] [font=times new roman][font=times new roman][color=#000000][size=5]ولد ليلة السبت؛ الخامس والعشرين من شهر رمضان؛ سنة إحدى وخمسين وسبع مئة؛ داخل خط القصّاعين بين السُّورَيْن بدمشق.[/size][/color][/font][/font][font=times new roman] [size=5][font=times new roman][color=#000000]كان أبوه عقيما, ومكث أربعين سنةً لا يولدُ له, ثم حَجَّ سنة 750, وشرب مِن ماء زمزم بنيّة أن يُولَد له ولدٌ عالمٌ, فما أن مرَّت تسعةُ أشهرٍ مِن حَجِّه حتى وُلِدَ له هذا الولد؛ الذي قدَّر الله -تبارك وتعالى- أن يكون أحد أعلام المسلمين.[/color][/font][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=#ff0000]نشأته, ومسيرته العلمية والعملية:[/color][/size][/font] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]نشأ ابنُ الجزري في دمشق, واشتغل بحفظ القرآن الكريم, وأتمَّ حِفظَه سنة 764 وله من العمر حينئذ ثلاث عشرة سنة, وذلك على يد الحسن بن عبد الله السروجي الدمشقي -شيخِ والدِه-, وحفظ عليه من الشاطبية إلى أواخر الإدغام, وهو الذي عَرَّفَه الرموزَ والاصطلاح, وقرأ عليه بحرف أبي عمرٍو إلى آخر المائدة في سنة 763. [/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]وفي سنة 764 صلى بالناس إماما.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]دَرَسَ القراءات والتجويد في دمشق على عدد من شيوخها, منهم: [/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]1- أبو محمد عبد الوهاب بن يوسف بن السَّلَّار, وهو أول شيخ انتفع به, ولازمه, وصحح عليه الشاطبية درسا وعرضا, وتلا عليه ختمة بقراءة أبي عمرو, وأجازه وهو دون سن البلوغ بكثير, وكان ذلك سنة 766. [/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]2- إبراهيم بن عبد الله الحموي المؤدِّب, قرأ عليه جمعا للسبعة, وتردد إليه كثيرا, ومنه استفاد علمَ التجويد ودقائقَ التحرير, وعليه ارتاض لسانه بالتحقيق, ولم تر عيناه من شيوخه أعلم بالتجويد منه, ولا أصح تلفظا وتحريرا, وكان ذلك سنة 767.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]وبعد أن أتم الأخذ عن شيوخ بلده ودرس عليهم أشهر كتب القراءات وقرأ عليهم بمضمنها -[/color][color=#000000] تطلعت نفسه للرحلة خارج بلاد الشام يبحث عن الأسانيد العالية, وكان قد عزم على الرحلة إلى بلاد الأندلس؛ للأخذ عن شيخها محمد بن يوسف بن عبد الله الأندلسي -خطيب غرناطة, الذي كان أعلى القراء إسنادا في زمانه-؛ فمنعه والداه من الرحلة إليه؛ خوفا عليه من مشقة السفر وخطورة الطريق, وكانت أول رحلة له سنة 768 إلى الحجاز حاجا, فقرأ بالمدينة الشريفة على أبي عبد الله محمد بن صالح المقرئ -شيخ المدينة, ومَن انتهت إليه القراءة عُلُوًّا بالحجاز- بمضمن "الكافي" و"التيسير" بين الروضة والمنبر, ورحل إلى مصر ثلاث رحلات علمية بعد حجته تلك, ورحل إليها بعد ذلك مرات كثيرة لأغراض متعددة.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]أما رحلاته العلمية الثلاث فهي كالآتي: [/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]الرحلة الأولى- رحلةُ سنة 769, قرأ خلالها على ثلاثة من كبار شيوخ القراءات في مصر, وهم:[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]1- أبو بكر بن أَيْدُغْدي بن عبد الله, الشهير بـ:ابن الجُنْدِي -مؤلف كتاب: "البستان في قراءات الثلاثة عشر"-, وأجازه قبل وفاته.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]2- أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن الصائغ, قرأ عليه ختمة بالقراءات السبع جمعا بمضمن "الشاطبية" و"التيسير" و"العنوان" في تلك السنة, ثم رحل إليه مرة أخرى سنة 771.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]3- أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي البغدادي ثم المصري, قرأ عليه جمعا بالقراءات ختمتين: الأولى بمضمن "الشاطبية" و"التيسير" و"العنوان" سنة 769, ثم رحل إليه ثانيا سنة 771 فقرأ عليه الختمة الثانية.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]وفي هذه الرحلة كَتَبَ كتابَه: "التمهيد في علم التجويد" وهو بالقاهرة.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]الرحلة الثانية- رحلة سنة 771, وأقام خلالها في القاهرة يدرس القراءات والحديث والفقه, وقرأ فيها على ابن الصائغ والبغدادي -كما سبق آنفا-.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]الرحلة الثالثة- رحلة سنة 778, قرأ فيها القراءات والأصول والمعاني والبيان, ورحل إلى الإسكندرية وأخذ عن شيوخها.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]وكان بين رحلاته الثلاث يعود إلى دمشق ويقرأ على شيوخه القراءات -التي اشتد اعتناؤه بها- وغيرَها من العلوم, حتى أذِن له غيرُ واحدٍ من علماء عصره بالإفتاء والتدريس والإقراء؛ فباشر ذلك في عدد من المدارس في بلاد الشام والقدس, ثم بنى له مدرسة في دمشق برأس عقبة الكِتَّان سماها: "دار القرآن", فأقرأ الناس بها.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]وقد ظل مقيما في بلاد الشام ويتردد إلى مصر, ووُلِّيَ قضاء الشام سنة 793 -ولم يَتِمَّ له وصُرِف عنه-, وباشَر بعض الأعمال الإدارية للأمير قُطْلَوبك -وهو المشرف على تدبير بيوت أَيْتَمُش أميرِ عسكر السلطان الظاهر برقوق, لكن هذا العمال جَرَّ عليه متاعب, وغيّرَ وجهة حياته.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]وفي جمادى الأولى سنة 798 هرب من القاهرة إلى بلاد الروم, وكان السبب في هروبه هو مَا ناله من الظلم مِن أخذِ مالِه بالديار المصرية, فنزل بمدينة بُرصة -دار الملك العادل المجاهد بايزيد بن عثمان-, وكانت مدينة برصة -آنذاك- عاصمةَ دولة السلطان العثماني الرابع بايزيد بن مراد بن أورخان بن عثمان, الذي بويع بالسلطنة بعد وفاة أبيه سنة 791, وكان السلطان بايزيد من خيار ملوك الأرض, وكان مهابا, يحب العلم والعلماء, ويكرم أهل القرآن, وكان من تيسير الله -تعالى- على ابن الجزري في بلاد الروم أنه التقى هناك بتلميذٍ له قديمٍ يُعرَفُ بـ:شيخ حاجي, كان قد قرأ عليه في دمشق, فعَرَّفَ الملكَ بمقداره؛ فعظمه وأكرمه, ورتَّبَ له في كل يومٍ مئتي درهم, وساق له عدةَ خيولٍ ومماليكَ. كذلك صادف تلميذه القديم مؤمن بن علي بن محمد الرومي الفلكآباذي؛ الذي كان قرأ عليه بدمشق, فنزل عنده.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]وأقام ابن الجزري في مدينة برصة يشارك في الجهاد مع جيوش العثمانيين ويشتغل بالعلم, فأخذ عنه أهل تلك البلاد القراءات والحديث, وانتفعوا به, واشتغل بالتأليف إلى جانب التدريس, فألف هناك كتابَه: "النشر في القراءات العشر" سنة 799, وكذلك نَظَم "طيبة النشر" في السنة ذاتها. ويبدو أنه نوى الإقامة في مملكة آل عثمان, فلحقه عدد من أولاده, منهم: أبو بكر أحمد, لحقه بكثير مِن كُتُبِه التي كان قد تركها وراءه في دمشق, وأقام عنده يفيد ويستفيد. ومنهم -أيضا- : أبو الخير محمد, فصلى بالقرآن وحفظ "المقدمة" و"الجوهرة". وبقي ابنه أبو الفتح محمد في دمشق, وباشَرَ وظائف والده, حتى اخْتَرَمَتْهُ يَدُ المَنُونِ بالطاعون.[/color][/font][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]ولم تمض على إقامة ابن الجزري في بلاد الروم إلا ست سنوات وبضعة أشهر حتى هاجم تَيْمُورْلَنْكُ بجيوشه الدولةَ العثمانية, وخرج ابنُ الجزري مع جيوش العثمانيين التي خرجت لمواجهة المغول, وشهد الوقعة التي دارت بين الجيشين في سهل أنقرة سنة 804, فكُسِر الجيشُ العثماني, ووقع الملك بايزيد في الأسر, وكذلك وقع ابن الجزري أسيرا في أيدي المغول, فاحتمله تيمورلنك معه -بعد أن عرف منزلته- إلى بلاد ما وراد النهر -على عادته مع كبار علماء الدول الإسلامية التي دخلها-, وأنزله في مدينة كَشّ, فكان هناك حتى وفاةِ تيمورلنك سنة 807, وهناك وجد فرصة لتعليم القرآن والتفرغ للتأليف, فقرأ عليه بها وبِسَمَرْقَنْدَ جماعةٌ, منهم: عبد القادر بن طلة الرومي, وجماعة لم يكملوا. واشتغل هناك بالتأليف أيضا, خاصة في علم الحديث؛ لحاجة أهل تلك البلاد إلى ذلك؛ فشرَحَ كتابَ: "مصابيح السنة", ولمّا استطرد الكلام إلى اصطلاح القوم طلبوا مختصرا جامعا لعلومه, وكانت منظومته المسماة: "الهداية على معالم الرواية" غير مستغنية عن بسط القول, فوضع مختصرا في مصطلح الحديث سماه: "تذكرة العلماء في أصول علم الحديث" يكون بدايةً لتلك الهداية.[/color][/font][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]وبعد وفاة تيمورلنك خرج قاصدا العودة إلى موطنه, فوصل إلى بلاد خراسان, ودخل مدينة هَرَاة, فقرأ عليه للعشرة جماعةٌ, أكملَ منهم: العالِمُ جمالُ الدين محمد بن محمد, الشهير بـ:ابن افتخار الهروي, ثم قَفَلَ راجعا إلى مدينة يَزْد, فقرأ عليه للعشرة جماعة, منهم: الفاضل شمس الدين محمد بن الدباغ البغدادي, وجماعة لم يكملوا, ثم دخل أصبهان, فقرأ عليه بها جماعة -أيضا-, ولم يكملوا, ثم وصل شيراز سنة 808, ويبدو أنه كان يسير سيرا حثيثا في طريق عودته؛ فإنه قطع المسافة بين سمرقند وشيراز في حدود شهر, وكان في أثناء ذلك يقرئ ويقرأ, فحين مَرَّ بمدينة يزد اغتنم الفرصة ليروي كتاب: "غاية المنتهي ونهاية المبتدي في القراءات العشر" لأسعد بن الحسين بن سعد بن بندار القاضي أبو ذر اليزدي -وهو كتابٌ حافلٌ, أحسنَ مؤلفُه في تأليفه, وأجاد في تصنيفه-, وعند وصوله إلى شيراز أمسكه بها سلطانها بير محمد ابن صاحبها أمير عمر شيخ بن أمير تُمُر, فقرأ عليه بها جماعة كثيرون للعشرة, ثم ألزمه صاحبُها بير محمد بالقضاء بها, وبممالكها وما أضيف إليها -كُرْهًا-؛ فبقي مدة, وتغيرت عليه الملوك, ومن أخذها, لا يمكنه الخروج منها, حتى فتح الله عليه؛ فاستقرت قدمه بشيراز, وانتفع به أهلها في القرآن والحديث, وأنشأ هناك مدرسة تُعرَف بـ: "دار القرآن", وعَمَّرَ منزلا له في سوق الإسكافيين كان ينزلها, والتأم شملُ الأسرة من جديد, وبقي أولاده وأحفاده هناك. وقد رحل وهو في شيراز -بعد خمس عشرة سنة من إقامته فيها- الخروجَ للحج, وذلك سنة 822, فخرج منها متوجها إلى البصرة, فوصل إلى قرية عنيزة, وتوجها منها, فأخذهم الأعراب من بني لامٍ بعد مرحلتين, فرجع إلى عنيزة, ونظم بها منظومة: "الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية", وكان قد فاته الحج بسبب ما حدث له, وأقام بينبع ثم في المدينة, ثم دخل مكة, فجاور إلى أن حج سنة 823, ورجع إلى العراق, وكان كاتَبَ المؤيَّدَ أن يأذن له في دخول القاهرة, فمات المؤيد في تلك السنة؛ فرجع إلى شيراز, ثم خرج منها مرة أخرى للحج وزيارة مصر والقاهرة, ثم قدم دمشق -بعد ثلاثين سنة من مغادرتها-, فاستأذن منها في قدوم القاهرة, فأذن له؛ فقدمها, وتصدى للإقراء والتحديث, ثم توجه لمكة مع الحجاج, ثم سافر في البحر لليمن تاجرا, فأسمَعَ الحديثَ عند صاحبها, ووصله بحيث رجع ببضائع كثيرة, وعاد لمكة فحج سنة 828, ثم رجع إلى القاهرة فدخلها, وانثالَ عليه الناس للسماع عليه والقراءة, ونشَرَ علما كثيرا, وكان قد ثَقُل سمعُه قليلا, لكن بصره صحيحٌ يكتبُ الخطَّ الدقيقَ -على عادته-, وكان عمره آنذاك سبعا وسبعين عاما. ثم سافر من القاهرة على طريق الشام, ثم على طريق البصرة إلى شيراز, وكان في رحلته الطويلة هذه يقرئ ويحدّث, ثم دخل شيراز سنة 829, ومكث فيها بضع سنوات أخرى, حتى كانت منيتُه فيها قبيل ظُهر الجمعة خامس ربيع الأول سنة 833 بمنزله, ودُفِن بمدرسته التي أنشأها هناك, وكانت جنازته مشهودة, تَبَادَرَ الأشرافُ والخواصُّ والعوامُّ إلى حملها؛ لمكانته في نفوس الناس -رحمه الله تعالى-.[/font][/color][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]وكان لابن الجزري عنايةٌ بالحديث والفقه والأصول والعربية, وطلبَ هذه العلوم ودَرَسَها على شيوخ عصره في بلاد الشام ومصر, وأذِن له غير واحد بالإفتاء والتدريس والإقراء -مِن أبرزهم: شيخُه الحافظ المفسر عماد الدين ابنُ كثير-, [/color][/font][color=#000000][font=traditional arabic]وتصدر للإقراء في مدرستيه, وفي الجامع الأموي بدمشق, ثم تولى مشيخة الإقراء بالعادِلية, ثم مشيخة دار الحديث الأشرفية, ثم مشيخة تربة أم الصالح بعد شيخه ابن السلار, ونشر علم القراءات والحديث في بلاد الروم وشيراز.[/font][/color][/size] [font=traditional arabic][color=#000000][size=5][color=#ff0000][font=traditional arabic]أسرته, وأولاده:[/font][/color][/size][/color][/font] [font=traditional arabic][color=#000000][size=5][font=traditional arabic][color=#000000]كانت أسرته غير عاطلة من العلم والجاه؛ فقد كان أبوه تاجرا, وتَلَقَّنَ القرآنَ على السروجي, واعتنى بتنشئة ابنه تنشئة صالحة. [/color][/font][/size][/color][/font][font=traditional arabic][color=#000000] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]وقد تزوج ابنُ الجزري -ولكن لا يُدرى هل تزوج بواحدة أم بأكثر-, ومنحه الله ذريةً, وبارك له فيها؛ فكان من أبنائه وبناته علماء ومؤلفون. وقد وُجِدَ في آثار ابن الجزري -فيما أعلم- أسماء عشرةٍ منهم؛ هم:[/font][/color][/size] [size=5][font=traditional arabic][color=#000000]- [/color][/font][color=#000000][font=traditional arabic]أبو الفتح محمد -وهو أكبر أولاده-.[/font][/color][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]- أبو بكر أحمد.[/font][/color][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]- أبو القاسم علي.[/font][/color][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]- أبو الخير محمد.[/font][/color][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]- أبو البقاء إسماعيل.[/font][/color][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]- أبو الفضل إسحاق.[/font][/color][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]- فاطمة.[/font][/color][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]- عائشة.[/font][/color][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]- سلمى.[/font][/color][/size] [size=5][color=#000000][font=traditional arabic]- خديجة.[/font][/color] [/size][/color][/font][/center][font=traditional arabic][color=#000000] [/color][/font] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
روضة القراءات العشر والتوجيه والتحريرات
شرح طيبة النشر