سورة التكوير

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
سورة التكوير



-سورة التكوير مكيَّة، وهذا ظاهر من أسلوبها وموضوعاتها وقِصَر آياتها، ولم يختلف العلماء في كونها من السور المكية التي نزلت قبل الهجرة.


ورد في فضيلتها حديث وهو: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما روى الترمذي قال: «من أراد -أو من أحب- أن يرى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ﴾».

ثلاث سور من سور القرآن قد اهتمَّت وعُنيت بيوم القيامة، فمن قرأها كأنما يشاهد يوم القيامة، ويعلم ما يحدث فيه من الهول العظيم.
-هذه السورة في بدايتها تحدثت عن يوم القيامة، وفي ختامها تحدَّثت عن موضوع آخرَ، لكن له صلة.
-في أول هذه السورة كان الحديث عن يوم القيامة، وعن أحواله وأهواله، وما يحدث فيه، فلما كانت هذه أمورًا غيبيةً، لا طاقةَ للبشر بمعرفتها، ولا سبيلَ لهم إلى علمها، بيَّن لهم مَن هو الذي جاء بها، وأنها قد جاءتكم على وجهٍ حقيقيٍّ صادقٍ لا لَبْسَ فيه ولا غموضَ، وأن ما جاء لم يتعرَّض لأيِّ نوع من أنواع الشك، أو الخلل في الرواية؛ ولذلك أول السورة في ذكر يوم القيامة، وآخرها في ذكر القرآن وسنده.


*يقول الله -عز وجل﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ "إذا"تحتاج إلى جواب، وجوابها قد جاء بعد انتهاء "إذا" في اثني عشر موضعًا:﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾.

-بيّن الله أمر الشمس، و بدأ بها لأنها من أجلِّ الآيات وأظهرها، وأعظمها أثرًا في حياة الناس، وعلى وجودِها ينبني الليل وينبني النهار، متى طلعت جاء النهار، ومتى غابت جاء الليل، وهي آية حقًّا عظيمة.
-يقول العلماء المعاصرون: إنها أكبر من الأرض بمليون مرة، وقد يزيدون في الرقم على هذا، ويقولون: إنها تبعد عن الكرة الأرضية مئة وخمسين مليون كيلو متر.
-هذا الضوء يأتينا من مسافة هائلة وبعيدة جدًّا، ومع ذلك يأتي هذا الضوء مع هذه النار الهائلة، بدليل أننا مع هذه الأضواء التي نراها في حياتنا في الليل، وهذا الكشَّافات العظيمة إذا طلع نور الشمس ماكأن شيئًا منها موجودًا. وهذا يدلك على عظمة هذه الآية.




*﴿ إِذَا الشَّمْسُ﴾
هذه الشمس التي ترونها في يوم القيامة يتغير حالها، وتتبدل صفاتها.
-﴿ كُوِّرَتْ﴾جاءت عند السلف بثلاثة معانٍ:
الأول: لُفَّت من تكوير العمامة أي لفُّها.
الثاني: بمعنى: ذهب ضوؤها.
الثالث: ألقيت في النار.
- الحقيقة -وهذا ما يجب على طالب التفسير أن يفهمه وأن يتعلمه- وهو أن أقوال السلف وإن بدت أحيانًا مختلفة، إلا أنك تجد أنها ليست متضاربة،

-كيف يتعامل طالب علم التفسير مع الأقوال في الآية؟
إن الخلاف في التفسير أكثره ومعظمه هو اختلاف تنوع، وليس اختلاف تضاد.
-كل واحد من السلف قد أشار إلى شيء من هذا المعنى الذي يحصل للشمس يوم القيامة. فهي أولًا تُلف، فإذا لفَّت ذهب ضوؤها.
ثم يأتي موضوع آخر قد يكون في الآية دليل عليه، وقد يكون مأخوذًا من شيء آخر، وهذا لابد أن نفهمه في تفسير السلف، فإنهم قد يفسرون الآية بمعنى ليس من لفظ الآية؛ وإنما مما جاء في السنة أو جاء في آيات أخرى.
فقولهم: أُلقيتْ في النار، يقولون: لأن الشيء إذا كُوِّر، فتكوَّر؛ تدحرج، فتذهب إلى النار، ولأنه ورد في السنة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الشمس والقمر ثوران مُكَوَّران في النار».

*﴿ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴾ بعد ما انتهى من الشمس انتقل إلى للنجوم، لأنها من أجلّ الآيات وأظهرها، فهي آيات عظيمة قد ملأت عنان السماء، يراها الناس ويرون أفقها البعيد وكثرتها، هذه النجوم سيحدث لها شيء مهول. هو الانكدار أو الكدرة.
-اختلف السلف في: ﴿ انكَدَرَتْ ﴾ على قولين:
بمعنى: انطفأت.
وإما أن تكون بمعنى: تساقطت.
- إذا تساقطت انطفأ ضوؤها، فكأن هذا من لازمها، علمًا بأننا في كلمة﴿ انكَدَرَتْ ﴾ نجد أنهم اختلفوا فيها بناءً على التصريف، هل أصلها من الانكدار أو من الكدرة؟
فإن كانت من الانكدار، فهي بمعنى السقوط، وإن كانت من الكدرة، فهي بمعنى الانطفاء والظلمة، وهذا ما سيحصل للنجوم يوم القيامة، فإنها ستتساقط وينطفئ ضوؤها.
*﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴾ يذكر أشياء موجودة أمام الناس جميعًا في شرق الأرض، وفي غربها، وفي كل مكان، وهي أمور ظاهرة، الشمس، النجوم، الجبال.
-﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ ﴾ هذه الجبال الضخمة الراسية التي لا نستطيع أن نشقها إلا بشق الأنفس في يوم القيامة تُسَـيَّـر.
في سورة عمَّ قال الله ﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ﴾ [النبأ: 20].
وذلك أن الجبال في يوم القيامة تُدك، وتصبح كثيبًا مهيلًا، ثم تكون بعد ذلك كالعهن المنفوش، ثم تُسيَّر ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88]، ثم تكون بعد ذلك كما قال -عز وجل-: ﴿ وَيسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿105﴾فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿106﴾لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا ولَا أَمْتًا ﴾ [طه 105-107].
- هذا ذكر لمراحل هذه الجبال يختلف باختلاف الآيات، وليس بين هذه المراحل تعارض.
* ﴿ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ﴾لم يلتفت إليها أصحابها.
العِشار: هي النوق التي بلغت الشهر العاشر فينتظر نتاجها، وذلك لأنها تعتبر في هذه اللحظة من أنفس أموال العرب، فالرجل ينتظر الآن أنها تنتج مثلها.
-العربي عادة أو مَن يرعى بهيمة الأنعام تجده يترقب ساعة ولادتها وينتبه لها، بل إنه أحيانًا يقدمها على أهل بيته من شدة محبته ورعايته لها، في ذلك اليوم يذهل صاحب العشار عنها ولا يلتفت إليها من شدة الهول الذي يصيب الناس في ذلك اليوم.

*﴿ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴾الوحوش هي الحيوانات المفترسة، أو نقول: الحيوانات المتوحشة التي لا تأنس بالناس، لأن الحيوانات نوعان: مستأنس، ومتوحش، فالمستأنس: هو الذي يأنس بالناس ويعيش معهم، مثل الدجاج، البط، والغنم، والبقر، وغير ذلك، والمتوحش: هو الذي يفر من الناس ويستوحش منهم.
هذه الحيوانات المتوحشة تحشر -أي تجمع- فتلتقي، وتلتقي حتى مع الناس؛ لأنه من شدة الهول الكل مذهول من بشر وغير البشر، حتى من الحيوانات.

*﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ﴾هذه البحار التي أخذت من الكرة الأرضية أكثر من الثلثين، أكثر من سبعين بالمئة من مساحة الكرة الأرضية ، هذه البحار في يوم القيامة تُسجر.
-﴿ سُجِّرَتْ ﴾ اختلف السلف فيها على أقوال:
قيل:بمعنى امتلأت.
وقيل: بمعنى فاضت.
وقيل: بمعنى احترقت والتهبت، واضطرمت نارًا.
وقيل: بمعنى يبست.

-وأقرب هذه المعاني إلى المعنى الغوي الدقيق: أن ﴿ سُجِّرَتْ ﴾ بمعنى التهبت واضطرمت نارًا.
-لكن كل واحد من السلف أشار إلى شيء من المعنى، سواء من المدلول اللغوي، أو من الأحاديث الواردة فيما سيحصل للبحار يوم القيامة.
-ماذا سيحصل للبحار؟ الذي يظهر -والله أعلم- من مجموع كلامهم أن البحار ستمتلئ، فإذا امتلأت فاضت، والتقى بعضها مع بعض، ثم اضطرمت نارًا، ثم يبست.
-هذا البحر العظيم الذي نراه أمامنا مليئًا بالماء يحترق لأن الله يريد أن يبين لنا أن هذا الكون على هذا النظام سيتغيَّر تمامًا، وأن الذي يُغيره هو الذي أوجده أول مرة، وأنه قادر على كل شيء، وأن كل شيء بيده.
-الشمس الآن أنت تراها مُضيئة، وتقوم بهذا الدور الهائل في هذه الحياة سيأتي عليها يوم تلف ويذهب ضوؤها ثم تُرمى في النار.
-هذه الجبال سيأتي يوم تُدك فتصبح كثيبًا مهيلًا، وكالعهن المنفوش، ثم تراها تسير أمام عينيك تمر مرَّ السحاب، سبحان الله، إذن الأشياء كلها ستتغير
بقُدرة الله الذي بيده كل شيء؛ ليُبين الله أن هذه الحياة قد انتهت بكل ما فيها، وستبدأ حياة أخرى مختلفة عنها تمامًا.
-بعد الآية السادسة يختلف الأمر، وهذا ما بيَّنه أُبي بن كعب -رضي الله تعالى عنه- : أن هذه الآيات، أو هذه المشاهد منقسمة إلى قسمين:
1- قسم قبل فناء العالم.و هو قوله: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ﴾، ستة أشياء.
2- وقسم بعد بعث العالم ,و هو هي قوله: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾.
- من أين جاء به؟نقول: هذا شيء غيبي، لعلَّ أبيًّا إنما قال به؛ لأنه تلقاه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الصحابة في العادة لا يتكلمون في الغيبيات إلا بما تلقوه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ثم إن هذا هو الذي يظهر، لأن تسعير النار، وإزلاف الجنة، وتوزيع الصحف، هذا لا يكون إلا بعد البعث.
فالذي يظهر -والله أعلم-: أن أبيَّ بن كعبٍ إنما تلقَّى ذلك من رسول الله، فلمثل هذا حكم الرفع -والعلم عند الله.
*قال: ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ﴾، يعني جُمعت.
- المقصود بالنفوس هنا الأرواح تعود إلى أجسادها فيحيا الناس بعد موتهم.
والقول الثاني: أن المقصود بها: كل جماعة من الناس كانوا مجتمعين على مذهب أو دين يلتقون، كما قال الله في سورة الصافات: ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿22﴾مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات 22، 23].
-وهذا يؤكد عليَّ وعليك وعلى كل واحد أن تكون دائمًا مع أهل الإيمان، مع أهل التقوى، حتى إذا جاء يوم القيامة توضع مع مَن كنت معهم في الدنيا، فتُقرن نفس المؤمن بنفوس المؤمنين، ونفس الكافر بنفوس الكافرين، ونفس المنافق بنفوس المنافقين، وهكذا.

*﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴾الموءودة: البنت التي دُفنت وهي حيَّة، وهذا كان يفعله بعض قبائل العرب، خلافًا لمن يقول: إن العرب كانوا يئدون بناتهم في الجاهلية.
وإنما بعض قبائل العرب كان عندها هذا المذهب -وهو وأد البنات- لشيئين:
- منهم من يأد خشية الفقر.
- ومنهم مَن يأد خشية العار.
*﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴾في هذا الموقف، الأولى أن يسأل الوائد الظالم, و ليس الموءودة المظلومة ,فلماذا تُسأل الموءودة؟
- تُسأل الموءودة:
أولًا: لبيان هول ذلك اليوم، وأن كل أحد يُسأل، حتى الأنبياء يُسألون: ﴿ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 8]، حتى الصادق يُسأل عن صدقه، فكيف بالكاذب؟!
وثانيًا: لتبكيت ذلك الوائد، لأنه إذا عرف أن الموءودة سُئلت؛ فهو سيعلم أنه سيتعرض لمسألة أشد، قال:

﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴾، وفي قراءة﴿ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلْتِ﴾.
*﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾، صحف الأعمال تُنشر ذلك اليوم ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 14].
فهي في ذلك اليوم تُنشر، ويطلع كل إنسان على ما عمل من قليل أو كثير، من صغير أو كبير، فالمجرمون يقولون في ذلك اليوم: ﴿ مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً ولَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ولَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].
*﴿ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴾، هذه السماء تكشط كما يكشط الجلد، يعني تُنزع وتُزال كما يزول الجلد.
كما قال الله -عز وجل-:﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ [الأنبياء: 104]، وهذه السماء تتعرض لعمليات أيضًا متعددة، في سورة عمَّ مرَّ بنا أنها تُفتَّح. قال: ﴿ وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ﴾ [النبأ: 19]، وفي قراءة ﴿وفتِّحت السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ﴾.
وفي هذه السورة قال: ﴿ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴾؛ أي أزيلت كما يُزال جلد الذبيحة.
* ﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ﴾، كأنه يتنقل من مرحلة إلى مرحلة إلى أن يصل إلى المراحل النهائية، وهي إما الجحيم وإما الجنة.
-﴿ سُعِّرَتْ ﴾ أي وُقدَت وألهبت.
أليست مسعرة قبل؟ نعم هي كانت تستعر، لكن إذا أُريد أن تُقدَّم لأصحابها وتُفتَح لأهلها فإنه يُزاد في تسعيرها وإيقادها وإلهابها.
*﴿ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ﴾ قُرِّبت وأُدنيت إكرامًا لأهلها، فلو قيل لأهل الجنة اذهبوا إليها سيذهبون، لأنهم سيعلمون أنه سيدخلون دارًا لا يمكن أن توصف بما فيها من اللذة والنعمة.
ومع ذلك ربنا -سبحانه وتعالى- يُكرمهم، ويدني الجنة إليهم، حتى تنفتح أبوابها بين أيديهم.
- الجواب لـ "إذا" في هذه المواطن الاثني عشر؟قال:﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ ﴾، يعني أي نفس ستعلم علم يقين ماذا معها من العمل، وماذا قدمت لهذا اليوم إذا حصلت هذه الأهوال.
فإن قلت: أليس الإنسان يعلم قبل ذلك؟
قلنا: نعم، ولكن غالب الناس لا يصحو إلا عندما تقع الواقعة.

-﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ ﴾، "نفس" نكرة في سياق الإثبات، والعادة أن النكرة في سياق الإثبات لا تدل على العموم, إنما تدل على العموم في سياق النفي أو الاستفهام، أو الشرط، أو غيرها من الأشياء التي ذكرها أهل اللغة.
*بعد أن انتهى من هذه المشاهد وبيَّن هول يوم أراد أن يبين لنا مَن الذي جاء بها؟ وهل هذه المعلومات الغيبية التي ستحدث في آخر العالم هل هي حق؟ بدأ يُثبت لنا أنها حق، ولا يمكن أن يمتري فيها أحد.
فقال: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِي الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾، أقسم ثلاثة أقسام على أن هذا القول من عند الله -عز وجل-.

* قوله: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ ﴾ هل هو نفي للقسم أو إثبات له؟ هوأسلوب من أساليب العرب في القسم.

-"لا" تأتي عند العرب ويُراد بها التأكيد، مثل قول الله -عز وجل: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ﴾ [الأعراف: 12]، أصل الكلام: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ﴾ أي: أن تسجد إذ أمرتك.
كذلك في آخر سورة الحديد: ﴿ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الحديد: 29]، المعنى: ليعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله، فـ "لا" تُزاد للتأكيد.
فمعنى: ﴿ لَا أُقْسِمُ ﴾ يعني: أؤكد القسم، وعلى هذا جرى عامة السلف، وأما مَن جاء بعدهم من المفسرين فإن من المفسرين المتأخرين مَن قال: "لا" هنا نافية.
نافية لأي شيء؟ اختلفوا.
فمنهم مَن قال: نافية للقسم؛ لأن الأمر لا يحتاج إلى قسم يقولون.
ومنهم مَن قال: نافية لكلام متقدم أو مقدر، ثم جاء القسم.
يعني: لا، ليس الأمر كما تزعمون، أقسم بالخنس.
والذي يظهر -والله أعلم- وعليه جمهور السلف أو علي عامة السلف - أن أسلوب "لا أقسم" بمعنى: أقسم، بدليل قوله -عز وجل-: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿75﴾وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ [الواقعة 75، 76]، فبيَّن أن هذا قسم وليس نفيًا للقسم.
*﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِي الْكُنَّسِ ﴾، الخنَّس، والجواري، والكنَّس، هذه صفات لموصوف، والعادة أنه إذا جاءت صفة لموصوف لم يُذكر، يقع الخلاف ما هو هذا الموصوف؟ وهذا من أسباب الخلاف السائغة.
فاختلف السلف في الخنَّس على قولين مشهورين:
القول الأول: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴾، هي بقر الوحش، بقر الوحش أو الظباء تتميز بأنها تختفي عن الأعين، خُنَّس، معنى خنَّس أي مختفية، خَنَسَ الشيء؛ أي اختفى.
الجواري: تجري للبحث عن رزقها، أو للهرب من عدوها.
الكُنَّس: التي تأوي إلى خِناسها وهو بيتها التي تذهب إليه وتأوي إليه.
-اذن هذا الوصف صالح لبقر الوحش، لأنه فيها هذه الصفات الثلاث.
-قال بعض العلماء: هي النجوم، لأن هذا الوصف ينطبق عليها.
الخنس: النجوم مختفية لا نراها.
الجواري: هي تجري في هذا الكون.
الكنَّس: عندما يأتي النهار تأوي إلى كِنَاسها، أي إلى بيوتها، تشبيها لها بحال من يأوي إلى بيته؛ لأنها تغيب عن أنظارنا.
-هل هذا الخلاف من اختلاف التضاد أم اختلاف تنوع؟ .
هذا من اختلاف التنوع،لأنه قسم من الله -عز وجل- والقسم يصح بهذا، ويصح بهذا، ولا إشكال في ذلك، سواءً أقسم الله ببقر الوحش، فهذه الصفات منطبقة عليه، أو أقسم بالنجوم، فهذه الصفات منطبقة عليها، والقسم يتحقق بهذا وبهذا، فكلها من آيات الله ومخلوقاته.
-الأولى فيما يظهر: أن المراد بـالخنس الجواري الكنس أنها النجوم، لأسباب:
أولًا: لأنه كثُرَ في القرآن القسم بها: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ﴾ [النجم: 1]،﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿1﴾وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿2﴾وَالنهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿3﴾وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴾ [الشمس 1-4]، فالقسم بالنجوم وما يتصل بها كثير في القرآن.

اثنين: لأنها ظاهر بارزة للأعيان، كلهم يدركونها على حدٍّ سواء، بخلاف البقر الوحشي، لا يراها على هذه الصفة إلا مَن يعيشون قريبًا من الغابات، أو يعيشون في أماكنَ فيها مثل هذا النوع من الحيوانات.
ثالثًا: لأنه ذُكر بعدها ما هو متصل بها -أي بالنجوم- وهو قوله: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴾، والليل والصبح هما مكان جريان وكنوس وخنوس هذه النجوم، فلا أن يُقسَم بها أولى من أن يُقسَم بغيرها .

*﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴾، أقسم الله بالليل في حالة العسعسة.
عسعس: فعل، وهو من الأفعال المشتركة المتضادة التي تدل على المعنى وضده؛ لأن في العربية كلمة تكون للمعنى ولضده، مثل كلمة جليل، تأتي للمعنى الكبير، وللمعنى الصغير، للشيء الكبير وللشيء الصغير
ومثل: وراء، تأتي بمعنى أمام، وتأتي بمعنى خلف، ﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴾ [الكهف: 79]
كذلك "عسعس" تأتي في اللغة بمعنى أقبل، وتأتي في اللغة بمعنى أدبر.
-أيهما أقسم الله به، إقبال الليل أم إدبار الليل؟
نقول: هما قولان للمفسرين:
- منهم من قال: بإقبال الليل.
- ومنهم من قال: بإدباره.
وهو من اختلاف التنوع، ونحن عندنا قاعدة : كل كلمة مشتركة تصلح لأكثر من معنى يجوز حملها على معانيها إذا أمكن ذلك.
ما دام ممكنًا أن نحمله على معانيها،أما إذا لم يمكن ذلك؛ فإننا لا نحملها إلا على معنًى واحد.
-مثال قال: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة: 228]، القرء: يُطلق على الحيض وعلى الطهر، هنا ما نقول: ﴿ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ يعني ثلاث أحياض وأطهار، لا يمكن، إما هذا، وإما هذا، فلما لم يُمكن؛ وجب أن نحمله على معنى واحد.
فتجد من العلماء مَن يحمله على هذا، ومِن العلماء من يحمله على هذا.
-أما ما سوى ذلك مما يُمكن حمل الآية فيه على معانيه، أو الكلمة فيها على معانيها المتعددة التي جاءت في اللغة، فلا بأس ما دام السياق والآية تحتمل ذلك، مثل قول الله -عز وجل-: ﴿ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ﴾ [المدثر: 51]، ﴿ قَسْوَرَةٍ ﴾ تُطلق على الصائد، و﴿ قَسْوَرَةٍ ﴾ تطلق على الأسد.
فنقول: فرَّت من الأسد، وفرَّت من الصائد.
قال: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴾، والليل إذا أقبل، والليل إذا أدبر.
- أيهما أولى؟ الإقسام باعتبار الليل أولى، لأنه في الصبح أو في النهار أقسم بإقبال النهار وتنفسه، فالأولى أن يُقسم بإقبال الليل، ولأن القسم بإقبال الليل كثير في القرآن.
قال: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾ [الليل: 1]، ﴿ وَالضُّحَى ﴿1﴾وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى 1، 2].
فحمل الآية على ما تكرر في القرآن أولى؛ لأن مراعاة عادات القرآن مقدَّم على ترك ذلك.
قال الله -عز وجل-: ﴿ إِنَّهُ ﴾، هذا جواب القسم.
*﴿ إِنَّهُ﴾ أي القرآن، وهذا يعطينا قاعدة أيضًا في التفسير، وهي: أن كل ضمير لا يعود إلى مذكور قريب؛ فالغالب أنه يراد به القرآن.
خذ مثلًا: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، ما هو؟ ما تقدمه شيء، لم يعد الضمير على مذكور، إذن: فليكن القرآن.
وهنا: ﴿ إِنَّهُ ﴾؛أي القرآن، ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾؟ هو جبريل.
من أين أخذنا أنه جبريل؟ من الأوصاف. لأنه قال بعدها: ﴿ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ﴾ -أي هناك- ﴿ أَمِينٍ ﴾، ثم قال: ﴿ وَمَا صَاحِبُكُم بمَجْنُونٍ ﴾.
-أما في سورة الحاقة قال: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الحاقة 38-42]، فإن المراد به في سورة الحاقة هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكلاهما رسول، جبريل مرسل من عند الله إلى محمد، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- مرسل إلى البشر، فكلاهما رسول.
كيف يكون القرآن قولًا لجبريل، أو قولًا لمحمد؟
نقول: القول يُنسب إلى مَن تكلم به، وينسب إلى من نقله، خصوصًا إذا وصف الذي نقله بأنه رسول، يعني يحمل رسالة، إذن هذا القول ليس من قوله، إنما من قول مَن أرسله.
* ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾؛ أي ذي منزلة عالية ومكانة رفيعة.
*﴿ ذِي قُوَّةٍ﴾ صاحب قوة، قوة معنوية، وقوة مادية، وقد رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- على صفته التي خلقه الله عليها سادًّا الأفق، عنده ستمائة جناح.
-﴿ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ ﴾؛ أي عند الله صاحب العرش، ﴿ مَكِينٍ ﴾؛ أي ذي مكانة عالية


*﴿ مُطَاع
﴾؛ أي يطيعه أهل السماء.
-﴿ ثَمَّ ﴾أي هناك، مطاع في السماء.
-﴿ أَمِينٍ﴾ لا يخون، ولا يغيِّر، ولا يبدل ما أعطي من الرسالة.
إذن فاطمئنوا إلى أن هذا قد جاءكم من عند الله صافيًا لم يُشَب.
*﴿ وَمَا صَاحِبُكُم بمَجْنُونٍ ﴾، هذا طرف الإسناد الثاني، طرفه الأول عند جبريل، وطرفه الثاني عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكلاهما محل الأمانة والقوة والصدق والديانة.
-﴿ وَمَا صَاحِبُكُم﴾ ما قال: وما محمد بمجنون،ووصفه بأنه صاحبهم ليُبيِّن أنهم هم أعرف الناس به، هذا صاحبكم الذي كنتم في الجاهلية تصفونه بأنه الصادق الأمين، يعني ليس إنسانًا أجنبيًّا عنكم لم تعرفوه من قبل إلا بعد أن ادَّعى النبوة، بل كنتم تعرفونه بكل خلق حسن وخصلة فاضلة.

-﴿ بمَجْنُونٍ
﴾ أي ليس كما تزعمون بأنه قد أصابه شيء من الجنون؛ لأن مثل هذا الكلام لا يأتي به مجنون.
*﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴾، هنا جاء إلى اتصال السند، يعني ممكن محمد أمين وجبريل أمين، كيف تلقى محمد عن جبريل؟
قال: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴾، رأى محمد جبريل بالأفق المبين عندما نزل عليه بالوحي.
والأفق: هو نقطة التقاء السماء بالأرض، فرآه أمامه في الأفق سادًّا الأفق، ما يرى ولا يُبصر شيئًا غير جبريل -عليه الصلاة والسلام-، ولذلك أصابه الرعب منه، ونزل إلى أُمنا خديجة -رضي الله عنها- يقول: «زملوني زملوني، دثروني دثروني».
*﴿ وَمَا هُوَ ﴾ أي محمد -صلى الله عليه وسلم- ﴿ عَلَى الْغَيْبِ ﴾؛ أي على الوحي الذي أوحي إليه، ﴿ بِضَنِينٍ ﴾، ضنين هذه تقرأ بوجهين:
ضنين "بالضاد"، وظنين "بالظاء"، وهاتان القراءتان مختلفتا المعنى، لكنهما يَزيدان المعنى ولا يتضادان.
فمعنى﴿ بِضَنِينٍ ﴾: أي ببخيل ,إذا جاءه هذا الوحي لا يعطيكم إياه ولا يمنحكم شيئًا منهم.
ومعنى﴿ بِظَنِينٍ ﴾: أي بمتهم ,في أن يزيد أو ينقص.
*﴿ وَمَا هُوَ ﴾ -أي القرآن- ﴿ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴾، فإن الشياطين لا تأتي بالخير، ولا تأتي بلا رحمة، ولا تأتي بالفضل.
*﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴾، ما الذي يمنعكم من الإيمان ما دام القرآن بهذه الصفة، وقد جاء به أمين السماء و نقله إلى أمين الأرض،وبهذا الاتصال التام بينهما، وبهذا الاكتمال أيضًا في موضوع القرآن وألفاظه، ما حجتكم في تكذيبه؟لا حجة لكم.
* ﴿ إِنْ هُوَ ﴾، "إن" تأتي في القرآن كثيرًا بمعنى "ما".
-﴿ إِنْ هُوَ﴾ -أي القرآن- ﴿إِلَّا ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ ﴾، وقوله: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ ﴾، العالمين هنا المقصود بهم: الإنس والجن.
* ﴿ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴾، هذا فيه إثبات المشيئة للعباد، وأنهم يختارون الإيمان والكفر، وأن الله -عز وجل- قد جعل لهم الاختيار في الطريقين، ويذهب الواحد منا فيصلي أو يؤمن وهو يشعر بأنه مختار لذلك، كما أن الكافر يكفر وهو يشعر أنه مختار لذلك.
لكن هذه المشيئة فوقها مشيئة إلهية ليس لنا بها علم ولا اطلاع، الله وحده هو المطلع عليها والعالِـم بها.
*ولذلك قال: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾؛ أي لا مشيئة تنفذ في هذا الكون إلا بعد مشيئة الله.
-العالمين هنا في الآية الثانية بمعنى: رب كل شيء.
-العالم: كل من سوى الله.
و في قوله: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ ﴾ أي الثقلين الإنس والجن، وهذا يبيِّن لنا أن الكلمة قد ترد في القرآن فتفسر بحسب السياق.


يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
إنضم
23 يونيو 2011
المشاركات
2,069
النقاط
38
الإقامة
مصر
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري
الجنس
أخ

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
اللهم امين
جعل الله هذا العمل فى ميزان حسناتكم
اللهم امين

 
أعلى