تفريغ الدرس السادس للثلاثه أصول

طباعة الموضوع

أم هنا وريهام

مشرف عام
إنضم
6 يناير 2012
المشاركات
873
النقاط
16
الإقامة
المنصوره
احفظ من كتاب الله
ماتيسر من القران
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
المنشاوى
الجنس
اخت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله حبيباتي طبتم وطاب ممشاكن وتبوأتن من الجنة منزلا

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهدي ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و ومن سيئاتي أعمالنا

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديا له وأشهد ان لا اله إلى الله لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله
إما بعد
موعدنا مع الدرس قبل الأخير بإذن الله في شرح كتاب الثلاثة أصول
معنا اليوم الأصل الثالث وهو معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم
وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام
بلغه من العمر ثلاثة وستون سنه منها أربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا ورسولا نبأ باقرا وأرسل بالمدثر وبلده مكة بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعوا إلى التوحيد والدليل قوله تعالىيَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7
ومعنى قوله قُمْ فَأَنذِرْ ينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ أي عظمه بالتوحيد ) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْأي طهر أعمالك عن الشرك ) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ الرجز هي الأصنام فاهجر أي تركها وأهلها
اخذ على هذا عشر سنين يدعوا لي التوحيد وبعد العشر خرج به إلى السماء وفرض عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاثة سنين وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة
قلنا في الأصل الأول العلم بما يتعلق بواجبنا نحو ربنا سبحانه وتعالى والثاني العلم بأحكام الدين الأصل الثالث ما نحن بصدد ألان معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
و كما علمنا إن هذه الأصول هي التي يسال عنها العبد عندما يموت عندما يأتيه الملكان فيقعدانه ويسألانه من ربك ماديتك من هذا الرجل الذي بعث فيكم
فالمؤمن يوفق بالإجابة اسأل الله العلى العظيم إن يجعلني وإياكن من الموفقين للإجابة على هذه الأسئلة
إذا عندما يؤتى الملكان يقعدان ويسألانه من ربك وما دينك وما هذا الرجل الذي بعث فيكم فالمؤمن يوفك في الإجابة والكافر لا يوفق حتى ولو كان يعرفها في الدنيا لا يوفق فيقول ها لا ادري كنت أقول ما يقول الناس فلا يدرى الله
إذا معرفة الأصل الثالث الذي هو نبينا صلى الله عليه وسلم وبيان هديه والسير على منهجه القوي قولا وعملا واعتقادا هو من سلالة سيدنا إبراهيم عليه السلام فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قبيلة قريش خير قبائل العرب وقريش من ذرية عدنان وعدنان من ذرية نبي الله إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام فنبينا صلى الله عليه وسلم كريم من كرام صلوات الله عليه وسلامه عليه بعثة الله تبارك تعالى على حين فتره من الرسل بعد أخر نبي قبله وهو عيسى عليه السلام بعد ما يقارب من ست مئة عام يعنى ما بين عيسى عليه السلام محمد صلى الله عليه وسلم ست مئة عام بعد إن حرفت التوراة والإنجيل وحرفت الحنيفة التي هي ملة إبراهيم عليه السلام وعاد الناس تماما على الحالة التي كان عليها قوم نوح من قبل لعبادة الأصنام والأوثان والأحجار والأشجار فبعث رب العزة سبحانه وتعالى نبيه ومصطفاة محمد صلى الله عليه وسلم لما ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وتكون رسالة محمد صلى الله عليه سلم خاتمة الرسالات والتي تكون أيضا رسالة عامه للثقلين الإنس والجن قال تعالى قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من الصلاة والسلام على وبخاصة ليلة الجمعة ويومها فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ويقول إن الله سبحانه وتعالى أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وبعثه للناس كافه قال عليه الصلاة والسلام أعطيت خمسه لم يعطاهن احد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداوطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلوأعطيت الشفاعة العظمى هذه الشفاعة جميعها يعرف حديث الشفاعة التي يتخلى عنها أولوا العزم من الرسل وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة أي نبي بعث في قومه لكن نبينا صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس عامه بل بعث إلى الثقلين الإنس والجن
إذا هذا هو الشاهد وختمت بي الرسالات لا نبي بعدى هذا من خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومما أكرمه رب العزة سبحانه وتعالى به وميزه الله به على سائر الرسل عليه الصلاة والسلام بعثه الله تعالى بالتوحيد وقد عاش ثلاثة وستون عاما منها أربعون قبل النبوة وثلاثة وعشرون نبيا ورسولا نباه الله تعالى باقرا وأرسله وبالمدثر لينذر الناس من عبادة الأصنام ويدعوهم عباده الله وحده فمكث يدعوهم عشر سنين بمكة ولا يستجيب له من قريش إلى القليل بل نبذوه واظهروا له العداء وازوه وازو أصحابه الذين اتبعوه فصبر وصبروا حتى نصره الله ومكن له الدين الذي ارتضاه فأكمل الله به وأتم علينا بهذه النعمة وصلوات الله وسلامه عليه وجزاه الله خير ما يجزى نبي عن أمته اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه أجمعين
أشار الشيخ رحمه الله إلى بعض معاني سور المدثر التي أرسل نبيه بها إلى هذه الأمة قوله تعالى يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ المدثر أي الذي يلتف بثيابه وبخاصة أول ما نزل عليه الوحي لأنه أمر بما اعتاد ه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء إلى زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها يقول لها دثروني دثروني زملونى زملونى لأنه أمر جديد عليه عندما نزل عليه أول وحى عليه الصلاة السلام فنزل عليه من رب العزة ردا عليه قُمْ فَأَنذِرْ أي انذر الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة العلى الرحيم الرحمن إلى عبادة رب العباد وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ أي عظم الله سبحانه وتعالى بما هو أهل له ) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ أحسن أعمالك بحيث لا يصدر منك إلى أمر طاهر أو أمر طيب ) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ الرجز هي الأصنام وتسمى رجزا وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ إشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم انه سيواجه مصاعب عظيمه ومعارضات قويه حتى من اقرب الناس إليه كما نعلم جميعا عاداه قومه وعاداه عمه وعاداه اقرب الناس إليه من أهله ومن قبيلته فعليك أيها النبي الكريم إن تتحلى بالصبر وهذه ابرز صفات المؤمنين عامة والأنبياء خاصة لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاءا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل لأنهم يصبرون على مالا يصبر عليه غيرهم والنبي صلى الله عليه وسلم بعد عشر سنوات من الدعوة خرج من مكة وضاقت عليه الأرض بما رحبت فذهب إلى أهل الطائف ليدعوهم فعندما ذهب إليهم أيضا آذوه وضربوه بالنبال حتى أدموا عقبيه وعاد كئيبا حزينا وفى هذه السنة التي ذهب إلى الطائف فقد أم المؤمنين خديجة رضي الله عليها التي كانت هي نعم المؤزر له ونعم المؤيد بعد الله تبارك وتعالى والتي قالت له أول الدعوة ابشر يا ابن عبد والله لا يخزيك الله أبدا تحمل الكلم وتعين على نوائب الدهر رضى الله عنها وارضاها فسخر له رب العزة سبحانه وتعالى من أصحابه أيضا وان كان بقى على كفره فانه من أهله فسخر له عمه بن أبى طالب لحمايته صلى الله عليه وسلم
فسبحان الله ا أعمال بخواتيمها وانك لتهدى من أحببت والله يهدى من يشاء نصر النبي وحماه من المشركين طول فترة حياته في الدنيا في الدعوة إلى انه لم يمت على الإسلام أراد الله عز وجل أن يموت على الكفر ليبين أن البعد والقرب من الرسول صلى الله عليه وسلم إذا لم يلتزم شرع الله سبحانه وتعالى لا يقدم ولا يؤخر فمات عمه أبي طالب وهو كافر ثم عاد الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف وهو في حالة يرثى لها حزن أدميت قدميه الشريفتين من الحجارة التي رجموه بها أهل الطائف وعاد حزينا ولكنه في الطريق على هذا الحال أتاه ملك الجبال فقال له أتريد أن أطبق عليهم الاخشبين يعنى أتريد أن أهلكهم جميعا لان الطائف بين جبلين فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه رسول الرحمة آبى تهلك هذه الطائفة من الناس لأنه هو الرحيم الرءوف المشفق على أمته وقال له لا لعل الله يخرج من أصلابهم من يؤمن بالله ورسوله فصلوات الله وسلامه عليه فما أشفقه على ألامه وما ارءفه بها فجعل رب العزة سبحانه وتعالى في قلبه الرحمة فهو الرحمة المهداة في الآية الكريمة
لَقَدْجَاءَكُمْرَسُولٌمِنْأَنْفُسِكُمْعَزِيزٌعَلَيْهِمَاعَنِتُّمْحَرِيصٌعَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} فجزاه الله عن أمته خير ما يجزى به نبي عن قومه ثابر وصبر واجتهد وجاهد حتى أعلى الله كلمته ونصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده فدخل في دين الله أفواجا فلم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأى جحافل الإسلام تأتى من حجب وصوب من أصقاع الجزيرة العربية وامتد نور الإسلام حتى وصل إلى أقصى الأرض غربا وشرقا فمن الله تبارك وتعالى علينا بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد الله سبحانه وتعالى ولم تنزل الأحكام التفصيلية على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة فأين نزلت الأحكام التفصيلية ؟ في جزء عم قلنا نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة العقائد لأنه في مكة كان مشغول بما هو أهم من الأحكام التفصيلية المدنية كان مشغول بالدعوة إلى التوحيد لكن في المدينة نزلت الآيات المدنية على ما تحتوى من أحكام تفصيلية للحياة المدنية وصلى في مكة ثلاث سنوات وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة قلنا الهجرة في الأربعين النووية هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام والهجرة باقية إلى أن تقوم الساعة والدليل قوله تعالى
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء:97
إلى مستثنى من هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعوا حيلة ولا يهتدون سبيلا فألئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفو غفورا وقوله تعالى



قال البغوى رحمه الله سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا نادهم الله سبحانه وتعالى باسم الإيمان والدليل على الهجرة من السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة إلي حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها
إذا الهجرة هي الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام ومن بلد الكفر أيا كان إلي بلد الإسلام وهى واجبه حسب القدرة والاستطاعة فلا يجوز لمسلم إن يقوم في بلد الكفر بدون ضرورة تدعوا إلى ذلك وان كانت الهجرة مشروعه من مكة إلى المدينة عندما كانت مكة دار حرب كانت الهجرة مشروعة من مكة إلى المدينة وعندما كانت دار حرب على الإسلام والمسلمين اوجب النبي صلى الله عليه سلم الهجرة على من مكة إلى المدينة حتى فتح الله مكة على المسلمين ثم بعد الفتح جاء هجرة بعد الفتح ثم بعد ذلك انقطعت الهجرة من مكة وبقيت الهجرة حكمها باقي من أي بلد كافر
إذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح بالجهاد والنية يعنى لا هجرة من مكة إلى المدينة بعد فتح مكة لان الغلة التي كانت بسببها الهجرة انتهت ولان الإسلام انتشر فلا جهرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية والصدق مع الله سبحانه وتعالى أما ما عادى مكة فأي بلد كفر فان الهجرة قصور أو تقصير فإنها خير من بلاد الشرك
إذا الهجرة حكمها باقي إلى يوم القيامة لذلك أمر رب العزة سبحانه وتعالى بها بسبب أن جماعة من الصحابة قد بقوا مع قدرتهم على الهجرة التي تقطع بطلوع الشمس من مغربها لذلك يجب على المؤمن أن يجتهد في طاعة الله عز وجل وإذا كان في بلاد الكفر وجب عليه أن يهاجر إلى بلاد المسلمين ما استطاع إليه سبيلا فان كان مستضعف من المستضعفين ولم يجد سبيلا إلى الهجرة فعليه إن يحافظ على دينه وان ينتبه إلى خطورة هؤلاء الكفار الذين يقيم بينهم
هل المسلم إن يبقى في بلاد الكفر بسبب ظروف معينه ؟
إذا ضمن دينه فيبقى في حاله في بلاد الكفر فإذا كان هناك ضرورة لإقامته هناك أو حاجه ماسه ترغمه على البقاء فليبقى على قدر ما تنتهي به هذه الضرورة ثم يعود إلى بلاد المسلمين وان لم تكن هناك ضرورة فلا يجوز له الإقامة بين الكفار بل يجب عليه الهجرة إلى بلاد المسلمين
فالبعض قد تخدعه المظاهر أو كما يقال الحرية أو ما شابه ذلك لكن هل يجوز ذلك إذا كان هذا هدفه ؟ لا يجوز
فلما استقر بالمدينة أمر ببقية شرائع الإسلام مثل الزكاة والصوم والحج والأمانة والذهاب والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وغير ذلك من شرائع الإسلام أخد على هذا عشر سنين وبعدها توفى صلوات الله عليه ودينه باق وهذا دينه لا خير إلى دل الأمة عليه ولا شر إلى حذر منه والخير الذي دل الأمة عليه هو التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه بعثه الله إلى الناس كافه وافترض على الثقلين الإنس والجن والدليل قوله تعالى قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً وكمل الله به الدين والدليل قوله تعالى
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا

والدليل على موته قوله تعالى إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
والناس إذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى
مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ
وقوله تعالى والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا وبعد البعث محاسبون ومجزيون بإعمالهم والدليل قوله تعالى
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى
ومن كذب بالبعث فقد كفر والدليل قوله تعالى

زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
إذا نبه الشيخ رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن مكث في مكة ثلاثة عشر سنة يدعوا إلى توحيد الله سبحان وتعالى لم ينزل من الأحكام في مكة إلى القليل وبعد هجرته عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وانتشار الدين هناك وثبتت العقيدة في قلوب المسلمين ودخل الكثير من الناس في الإسلام وقويت شوكة الإسلام والمسلمين هنا نزلت في المدينة شرائع الإسلام التفصيلية صلاة وزكاة وصوم وعبادات أخرى
أكمل رب العزة سبحانه وتعالى هذا الدين قبل ان ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كما قال الله تبارك وتعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

ولم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى رب العزة سبحانه وتعالى حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد لله حق جهاده ولم يكن هناك من خير إلى دل الأمة عليه ولا كان هناك من شر إلى حذر الأمة منه كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما ما بعث الله من نبي إلى كان حقا عليه إن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم
ويقول عليه الصلاة والسلام إن فيكم أمرين فلن تضلوا بعدى ما تمسكتم بهما ثم انه عليه السلام جاهد واجتهد إلى إن أكمل الله به الدين وأعلى كلمته ونصر دينه وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلى هالك لم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى حتى بلغ الأمة جميع أحكام الشرع وقد اخبر الله سبحانه وتعالى بأنه سوف يأتيه الموت كما سيؤتى سائر البشر لان هذه سنه ربانيه في الكون سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه لا خلود لأحد حتى ولو كان نبي لن يبقى على ظهرها احد فماذا خاطره رب العزة سبحانه تعالى وماذا قال له
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }
وقال تعالى وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
إذا الموت مقدر على الجميع حتى الأنبياء وعلى الرسل والملائكة وعلى جميع الخلق فلا رد لقضاء رب العزة سبحانه وتعالى ولا معقب لحكمه والموت يشمل جميع الخلائق بما فيهم الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه فلا يجوز أن نشكك في ذلك لأنه أمر قد كتبه رب العزة سبحانه تعالى على جميع بني ادم والثقلين من الإنس والجن فلا نحتاج إلى من يشكك في ذلك أو يدعى حياة للنبي صلى الله عليه وسلم تشبه الحياة الدنيا إنما الأنبياء أحياء في قبورهم حياة برزخيه لا يعلمها إلى رب العزة سبحانه وتعالى كحياة الشهداء أحياء لكن من منا يعرف هذه الحياة كيف لا يعلم هذه الحياة إلى رب العزة سبحانه تعالى أن هذا من الغيبيات التي نؤمن بها على الرغم لم نراها
إذا البعث حق ثم يبين المصنف رحمه الله وجوب الإيمان بالبعث النشور بالأجساد ثم عودة الأرواح إليها إذا الله سبحانه وتعالى إذا نؤمن باليوم الأخر والبعث إذا البعث حق والإيمان بيه ركن من أركان الإيمان فمن شك به فليس مسلم والبعث بعد الموت للجزاء والحساب والعرض على رب العزة سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
وقال تعالى مبينا أهمية البعث والغرض منه أن جزاء لما ازدر الستار على حياة ابن ادم ماذا سيحصل ظلم من ظلم قتل من قتل وسرق من سرق لكن رب العزة سبحانه وتعالى
اخبرنا وأنبئنا أن هناك يوم بعث ماذا سيكون في هذا اليوم ليجرى الذين ساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى وقال تبارك وتعالى زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
إن بعث الإنسان أهون من خلقه وبعث الإنسان أهون من خلق السماوات والأرض أليس كذلك
فعلينا جميعا إن نؤمن بهذه الأمور وان نوقن بها كما أمرنا رب العزة سبحانه وتعالى
وفقني الله وإياكن إلى ما يرضى وهداني الله وإياكن إلى صراط مستقيم أسال الله العلى العظيم الذي جمعني وإياكن في هذه الدار الفانية إن يجمعني وإياكن أخوات متحابات تحت ظل عرشه يوم لا ظل الى ظله
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى