تفريغ الفوائد من المجلس (5) في قراءة متون فضيلة العلامة السمنوديّ

طباعة الموضوع

أم الحسن فاطمة

معلمة قرءان
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
256
النقاط
16
الموقع الالكتروني
www.nquran.com
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا بفضل الله
القارئ المفضل
الشيخ صديق المنشاوي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغ الفوائد من المجلس(5) في قراءة متون فضيلة العلّامة السّمنّوديّ ـ رحمه الله ـ
على فضيلة الشيخ عمر أبي حفص الأزهريّ ـ حفظه الله ـ
(التّحفة السّمنّوديّة)
قال فضيلة الشيخ أبو حفص ـ حفظه الله ـ:
* البيت 3/ ...وقارئٍ مجودِ الكتاب/ هنا فائدة في النبر، في كلمة مجودِ لا ندفع في حرف الواو تحديدا حتى لا يُتوهم أن هناك ياء محذوفة لالتقاء الساكنين ـ أن الكلمة بالجمع مجودي ـ ولكن هي للمفرد، كما في المقدمة الجزرية ـ ومقرئِ القرآن ـ الدفع في الراء يوهم مقرئي بالجمع وهذا خطأ لأنه ليس ثمة ياء حذفت، بينما نقول مثلا ـ حاضري المسجد ـ بالدفع في الضاد حتى نُفهم السامع أن هناك ياء حذفت لالتقاء الساكنين لأن هناك ياء مرسومة بالفعل، ونقول مثلا ـ وبشِّر الصابرين ـ بعدم الدفع في الشين حتى لا يُتوهم أن بعد الراء ياء، هكذا: ـ بشري ـ وهنا ستشير إلى أن الخطاب للمؤنث لا للجمع، فهذا النوع من النبر ممكن يشير للتأنيث أو للجمع بحسب السياق.
وقال (...ورتل القرآن يعني جوِّدا) هنا ذكر الترتيل بمعنى التجويد عموما وليس مرتبة بخلاف ما في منظومة الموجز حيث أشار أن الترتيل مرتبة من مراتب القراءة، ثم ذكر مراتب القراءة في البيت13 (والحدر والتدوير مع تحقيق/مراتب الكل على التحقيق
بعد ذلك قال (وقيل وسط إن تدور وأطل/محقّقا واقصر بحدر ما انفصل) يعني قيل أن الأنسب أن من يقرأ بالتدوير يُوسط، ـ والتدوير هو المرتبة الوسطى بين الحدر والتحقيق ـ فقال وسط المنفصل فيه، و أطل محققا يعني أشبع إن كنت طبعا تقرأ لمن له الإشباع، يعني لو قلنا مثلا أنه يجوز الإشباع والقصر والتوسط فقالوا أنك إن قرأت بالحدر تقصر للمناسبة، وإن تُـحقق ـ وهو أبطأ مرتبة ـ تُشبع، وإن قرأت بالتدوير تُوسط ...
هذه المسألة تسوقنا إلى مسألة أخرى وهي خلط القراءات، يعني لو أن أحدا يقرأ بالخلط تتوفر له هذه المسالة، أي يكون له كل أوجه المدود في كل المراتب الجائزة في المتواتر، يعني في المنفصل يكون له في المشهور قصر وتوسط وإشباع وفي المتصل توسط وإشباع، أقول في المشهور لأن هناك مراتب الفويقات، أي في المنفصل إجمالا 2 و3و4 و5 و6 وفي المتصل 4و5و6...نقول أن مسألة الخلط تكلم فيها الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في مقدمة كتابه النشر في القراءات العشر، وقال أنه إن كان على سبيل الرواية فإنه كذب وتدليس على أهل الدراية، ماذا يعني على سبيل الرواية؟ الجواب: لو أني قلت مثلا أني سأقرأ عليكم برواية حفص ثم قرأتُ مثلا (مَلِكِ يوم الدين) فأنا هكذا خالفت رواية حفص، أي أني إن كنت أقرأ على سبيل أن أروي رواية فليس لي أن أخالف و إلا كان كذبا وتدليسا على أهل الدراية، أهل الدراية في هذا العلم، هذا في من خلط بعد أن ذكر الرواية، أما إن لم يكن على سبيل الرواية بل على سبيل القراءة والترتيل مطلقا فالإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ قال: أما إن كان على سبيل القراءة و الترتيل فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر، وإن كنّا نعيب على أئمة القراءات العارفين بها من وجه تساوي العلماء بالعوامّ، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كلٌّ من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ، وقال تيسيرا على أهل هذه الملّة أو نحو ذلك ... الشاهد أنه لا مانع تماما إن كان أحد يقرأ مطلقا أن يخلط لكن بضابط واحد ألا وهو أن لا يُركّب ما يُفسد المعنى، وضرب ابن الجزريّ أمثلة لذلك فقال: كمن يقرأ (فتلقّى ءادمُ من ربه كلماتٍ) وقرأ ءادمُ بالرفع على قراءة الجمهور ثمّ يرفع كلمات على قراءة ابن كثير، أو عكس ذلك أن يقرأ ءادمَ بالنصب على قراءة ابن كثير ثم ينصب كلمات على قراءة الجمهور، يعني لا يصح يرفعهما أو ينصبهما معا، فمن يرفع ءادم يلزمه أن ينصب كلمات و من نصب ءادم يلزمه أن يرفع كلمات، وضرب مثلا آخر قال (كفّلها زكريّاءَ) و(كفَلها زكريّاءُ) فمن قرأ كفَّلها بتشديد الفاء يلزمه نصب زكرياء والمعنى كفَّلها اللهُ زكريّاءَ، ومن قرأ كفَلها بتخفيف الفاء لزمه رفع زكرياءُ على أنه الفاعل، وضرب مثلا آخر قال (أُخِذَ ميثاقُكم) و(أَخَذَ ميثاقَكم) فمن قرأ أُخِذ لزمه رفع ميثاقكم و يلزم مع أَخَذ نصب ميثاقكم، ونزيد مثالا بيِّنًا جدّا: في قوله تعالى (نَزَلَ به الرّوحُ الأمينُ) و القراءة الأخرى (نَزَّلَ به الرّوحَ الأمينَ) فقِراءة نَزَل بتخفيف الزاي يلزم فيها رفع الرّوحُ ويلزم مع تشديد نزَّل نصب الرّوحَ فالذي نزَّلَ هو الله، وهكذا الضابط في مسألة الخلط وهذا طبعا لمن يقرأ وهو يدري ما يقول أقصد أنه تلقّى ذلك أو هو على يقين من صحّته أصلا في المتواتر فله أن يخلط، والأصل أن القراءات العشر كلها اختيارية أي مخلوطة من مُتَلقَّى، حتى قراءة حفص المشهورة، فحص مثلا في كلمة ضعف أخذ الفتح من عاصم أما ضُعف بالضّم فهو اختياره هو لم يقرأه على عاصم وليس اختياره وهكذا، والإمام نافع قال قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق عليه اثنان أخذته وما شذّ (أو شكّ) فيه واحد تركته وألّفتُ قراءتي من هذا، وكان ـ رحمه الله ـ لا يُلزِم أحدا باختياره إلا أن يقول له أريد اختيارك، و الإمام ورش له في روايته عن نافع ما يخالف اختيار نافع، فاختصارا نقول أنه يجوز خلط القراءات بضابط عدم إفساد المعنى وذكره الإمام ابن الجزري في مقدمة النشر ونقل خلاف أهل العلم.

* البيت 15/ وجازت الأنغام بالـميزان ... هذا القول طبعا ليس بصحيح وليس لها علاقة بعلم التجويد كحكم، يعني هذه المسألة ليس الحكم فيها لأهل التجويد تماما، وإنما يحكم فيها أهل الفقه و الحديث، فأهل التجويد يُسألون في بعض تفاصيلها عند الحاجة، ـ كمن يسأل مثلا أحد المقرئين وإن من الكبار عن حكم من قرأ في الفاتحة (المصتقيم) فهذا قد وضع السؤال في غير موضعه لأن نحو هذا يسأل عنه أهل الفقه لا أهل التجويد، و الصواب أن يرجع فيه لأهل الفقه و أهل الفتوى ويقول مثلا أن إماما قرأ الفاتحة وقلب السين صادا فما حكمه ولا يدخله أيضا في علم الصوتيات وهو غيرمتخصص فيه ولكن فقط يسأله عن الحكم وهو يحكم بما درس، وهكذا فينبغي أن يوضع الأمر في محله ـ، فمسألة ـ جازت الأنغام بالميزان ـ فيها كتاب رائع جدا للشيخ سيد مختار أبي شادي ـ حفظه الله ـ اسمه (حكم قراءة القرآن بالألحان والنغمات الموسيقية) بذل فيه جهدا كبيرا وجمع فيه أقوال أهل العلم قديما وحديثا، وأقوال أهل القراءات أيضا قديما وحديثا بعد ما نقل أقوال أهل الفقه من المذاهب الأربعة وفتاوى علماء الأزهر، ونقل أيضا كلام أهل التجويد والقراءات ، فجزاه الله خيرا، وقال أن هذا لا يجوز تماما، وللإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ كلاما قويا في هذه المسألة، مسألة المقامات، اختصاره أنها تحرُم تماما، ويقول لكن من قرأ على سجيته وقال أهل المقامات أنه يقرأ بمقام كذا عندهم فما عليه إثم ولكن المشكل أن يتعلم المقامات ثم يُنزِل القرآنَ عليها، كما أنه مثلا ليس كل من يقول شعرا قد درس بحوره، فهناك من يقرأ قراءة منضبطة وينزلونها على المقامات. ولكن المقصود كلام الناظم ـ عفا الله عنه ـ وجازت الأنغام بالميزان، والله أعلم.

* البيت 29/ والشاطبي وسيبويه وي وعدّ :: أحبها الخليل وهو المعتمد
هنا قال (وي) يعني أرقام عدّ الجمّل، الواو تعد بستة و الياء بعشرة أي 16، فأحيانا يرمز ويقصد العدد.

* البيت 31/ والفم عم الكل ضف نرق لك :: مفردة، وغير هذي مشترك
هناك مخارج تحوي حرفا واحدا فقط جمعها فقال ضف نرق لك، أي كل واحد من هذه الحروف انفرد بمخرج مستقل، و كل ما سواها مشترك في مخرج مع غيرها.

*البيت 86/ واللام أدناها لأخراها حكي:: مع لثة الضاحك حتى الضاحك
أي أدنى الحافة لأُخراها، ومخرج اللام من لثة الضاحك إلى لثة الضاحك المقابل، وهذا إذا أخرجناها من الناحيتين معا، لذلك قال بعدها ـ بعكس ضاد ـ لأن الضاد قالوا هي من اليسرى أيسر ومن اليمنى أعسر ومنهما أعزّ وأعسر هكذا قالوا، أما في اللام فقالوا هي من اليمنى أيسر ومن اليسرى أصعب قليلا ومنهما أعسر، ولكن لم يقولوا فيها كما في الضاد لأنها ـ الضاد القديمة ـ أصعب الحروف مخرجا كما نُقل.

* البيت 39/ والطاء فالدال فتا منه ومن :: عليا الثنايا من أصولها زكن
فـتا لا نترك الدفع في التاء ـ بل ندفع فيها ـ لكي لا تُسمع بمعنى الفتى... وفي كلمة زكنْ نريد أن نربطها بالكلمات التي تأتي متطرفة و تنتهي بنون أو ميم مشددتين، لا نعطيها مقدار الغنة وإنما يكفي أن نبيّنها بالنبرة، ففي كلمة زكن النون مخففة ولا يدفع في الكاف كما في البيت رقم 15 مثلا ـ خمسة تعِنّ ـ بالدفع في العين يُعلم أن النون مشددة و لا داعي لإعطاء مقدار الغنة لبيان ذلك.

* البيت 56/ قلقلة قطب جد وقربت :: لفتح مخرج على الأولى ثبت
قلنا في المسألة من قبل أن الراجح في القلقلة عند الشيخ السمنودي ـ رحمه الله ـ وعند الجمهور والمعمول به عند المشهورين من أهل التحقيق أنها تميل إلى الفتح مطلقا، لفتح مخرج، ونختصر في بيان مراتبها، فنقول أنها كما عدّها البعض أربع مراتب: الأولى في المشدد الموقوف عليه (الحقّ، وتبّ)، ثم المخفف الموقوف عليه ثم الساكن الموصول فالمتحرك، وكلها في سورة المسد. و قول الأئمة يؤخذ منه ذلك، فمثلا قول الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ (وبينا مقلقلا إن سكنا..) قال وبيّن فالقلقلة تحتاج إلى تبيين إذا سكن الحرف أما في المتحرك فلا تحتاج إلى تبيين لمن يقرأ بالسجية فهي تظهر، ولم ينبّه عليه نصّا و إنما يؤخذ من مفهوم الكلام.

* البيت 74/ والمتولي في السكون فصلا... يعني في مرتبة الساكن، والمشهور في مراتب التفخيم خمسة: المفتوح بعده ألف ثم المفتوح ثم المضموم ثم الساكن ثم المكسور، وقال (فمثل مفتوح ومضموم تلا...ثم سكونا بعد كسر جعلا) أي مثل مفتوح ومثل مضموم ثُم جعل الساكن قبله كسر آخر مرتبة في الساكن، أي الساكن قبله فتح ثم الساكن قبله ضمّ ثم الساكن قبله كسر،وهذا التفصيل هو الصحيح، وقال (ومن يفخم را كإخراج فلا) يعني فلا يتبع الخاء في إخراج للكسر قبلها ولكن يخرجها من القاعدة، وطبعا الجميع يفخم راء إخراج إلا الإمام ورش، وجاءت في ثمانية مواضع في القرآن: ثلاثة مواضع في سورة البقرة و موضع واحد في كل من النساء و التوبة و يوسف و الممتحنة و نوح. وعند التحقيق في مسألة مرتبة الساكن نجد أن الذي تنطبق عليه هذه القاعدة هو حرف الغين والخاء في ما عدا إخراج، أما الحروف الأخرى يكون التأثر فيها نسبي كالصاد مثلا في إصرا لا تختلف كثيرا عن التي قبلها فتح، وحروف القلقلة لها مرتبة خاصة، فهذه القاعدة لا تظهر بينة في التطبيق إلا في الغين والخاء ولكن لا ينبغي أن تُلغى لهذا السبب. كما قلنا مثلا في كلمة أوفى لما قيل أن الهمزة تستثنى لورش من حروف إظهار النون الساكنة لأنه ينقل، فما دام أهل العلم لا يلغون قاعدة فإن لها سبب، وهنا مسألة دقيقة وهي أن الساكن المكسور ما قبله غير المكسور فلا ينبغي أن تعدم فيه المرتبة تماما كالمكسور.

* البيت 77/ والراء رققت إذا ما سكنت :: من بعد وصل كسرة تأصلت
يعني كسرة أصلية ومتّصلة بها في كلمتها، وهذه مسألة في باب الراءات غير مشتهرة وهي أن الكسرة لا بد أن تكون أصلية ومتصلة، فلما أقول مثلا ـ الذي ارتضى ـ سبب تفخيم هذه الراء وصلا ليس لأن الكسرة غير أصلية كما قد يقول البعض وإنما لأن الكسرة منفصلة في كلمة قبلها، فكسرة الذال لا شك أنها أصلية غير عارضة ـ وحذت الياء لالتقاء الساكنين والهمزة لا وجود لها في الوصل ـ، وجاءت الكسرة أصلية منفصلة في ثلاثة مواضع فقط في القرآن: ـ الذِي ارتضى ـ و ـ ربِّ ارحمهما ـ و ـ ربِّ ارجعون ـ، أما عند البدء فتفخم أيضا لكن بسبب أن الكسرة غير أصلية، فالهمزة غير أصلية في الكلمة وبالتالي الكسرة غير أصلية، فحتى ترقق الراء لا بد أن تكون الكسرة قبلها أصلية ومتّصلة بها في كلمتها نحو الفردوس وفرعون.
وهذا التفصيل في باب الراءات خاصة لا ينطبق على الغين والخاء فيستوي فيهما اتصال ولزوم الكسر وانفصاله وعروضه.

* فائدة في باب النبر: عند الوقف على حرف مخفف لا ندفع في الحرف قبله حتى لا نشدده، وإن كان الحرف الأخير حرف مد لا ندفع في الذي قبله حتى لا يُتوهم هاء بعده، مثلا: ـ قالوا ـ لا ندفع في اللام حتى لا يُتوهم هاء بعد الواو لأن الهاء فيها صفة الخفاء و السامع قد لا يسمعها واضحة ولكن يعرفها بنبرة الصوت.​

وصلّى الله على نبيّنا محمد وآله وصحبه وسلَّم.

تمّ بفضل الله تعالى تفريغ فوائد المجلس الخامس وجزى الله شيخنا خير الجزاء.
والحمد لله رب العالمين

________
تـحميـل الـملف
________


يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى