تفريغ الفوائد من المجلس(6) في قراءة متون فضيلة العلّامة السّمنّوديّ ـ رحمه الله ـ

طباعة الموضوع

أم الحسن فاطمة

معلمة قرءان
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
256
النقاط
16
الموقع الالكتروني
www.nquran.com
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا بفضل الله
القارئ المفضل
الشيخ صديق المنشاوي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغ الفوائد من المجلس(6) في قراءة متون فضيلة العلّامة السّمنّوديّ ـ رحمه الله ـ
على فضيلة الشيخ عمر أبي حفص الأزهريّ ـ حفظه الله ـ


قال فضيلة الشيخ أبو حفص ـ حفظه الله ـ:
* نظم تحفة الإخوان آخر ما نظم الشيخ و لم يُعرف إلا بعد وفاته ـ رحمه الله تعالى ـ، فهي خلاصة ما استقرّ عليه من آراء...
* سؤال: الواو المدية مجهورة يعني لا يخرج معها نفس ولكن لما ننطقها نجد أنه يخرج معها هواء فكيف تفادي ذلك؟
الجواب: أولا هذا لازم لا بد منه ولا يُتفادى، وما من حرف يخرج من الفم إلّا ويصاحبه هواء، ولكن هناك فرق بين جري النفس خالٍ من ذبذبة الوترين الصوتيين وبين كونه يجري مصاحبا لـها، ففي كل الحروف يخرج الهواء، ولكن هواء مهموس أم مجهور هذا الفرق، لأن الهواء ناقل للصوت، فالهواء يخرج من الرئتين ويمرّ بالوترين الصوتيين: فإن ضاق الوتران وحدث فيهما اهتزاز خرج الهواء محملا بصوت الاهتزاز و تسمى ذبذبة و هي صوت الجهر، وإن لم يكن فيه اهتزاز للوترين فهو مهموس فيه هواء يجري خالصا على هيئة التنفس الطبيعي وهو الهمس، ثم يتكيّف في المخرج بصوت الحرف المهموس أو المجهور، ففي الحالتين يخرج الهواء، وعنوا بالنفس الهواء غير المجهور. والله أعلم.

* سؤال: نعرف قول الشيخ السمنوديّ ـ رحمه الله ـ في حرف الضاد خالف المصرية؟
الجواب: هذه المسألة اختصارا أدلتها النظرية أكثر من أن تردّ، هذه المسألة فيها مشكل، فمثلا على المذاهب الأربعة في الفقه يعذر من قلب الضاد إلى ظاء لماذا؟ لشدة التّشابه بين الحرفين، الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ في أوّل التفسير قال: مسألة ـ والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد و الظاء لقرب مخرجيهما، وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، ولأن كلا من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة ومن الحروف المطبقة، ولهذا كله اغتُفر استعمال أحدهما مكان الآخر لـمن لا يُميّز ذلك، والله أعلم، وأما حديث أنا أفصح من نطق بالضاد فلا أصل له والله أعلم. والإمام الرازي قال لشدة التشابه بينهما وعسر التمييز، وكذا فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ قال أنها تخرج من الشدق... كان لي بحث طويل فيها مكثت فيه طويلا وكان جامعا لآراء الفقهاء قديما وحديثا ولكلام أهل اللغة قديما وحديثا وكلام أهل التجويد والقراءات القدامى، و المسألة فيها كلام كثير جدا ، واختصار القول: الأَولى لك أن تقرأ بما تلقيت، والشيخ السمنوديّ ـ رحمه الله ـ حينما سئِل قبل موته قال ـ أنا ما تلقّيتها ولكنّي أُقلّد فيها الإمام أبا عمرٍو الدّانيّ ـ رحمه الله ـ، وأنا نفسي مكثت ستة أشهر أَقرأ و أُقرئ بها، وسافرت إلى بعض المشايخ وقرأتها ولكنّي لم أجد من يُقرئنيها بسند تماما فامتنعت عن ذلك، فلا حجّة لك أن تخالف التّلقّي، تماما، إلا إن كان بتلقٍّ آخر معه الدّراية فيكون اجتمع لك علم الدراية والرواية، وهذا الحرف من القديم وهو يُقال عنه أنه حرف صعب في النطق ونحو ذلك وأنه يشبه الظاء ويصعب التفريق بينها، لدرجة أنه كما رأيتم أن الأئمة قالوا أنه من قلب الضاد ظاءً في الصلاة لا تبطل صلاته، رغم أنه في الفاتحة من قلب حرفا بحرف تبطل صلاته عند الأكثر، ولكن هو لا يميز ولا يعرف لشدة التشابه، ومن يتأمل لماذا نظم الإمام بن الجزريّ ـ رحمه الله ـ بابا في الضاد والظاء يعلم ذلك، أنه كان يُسمع الكلمة فلا يُعلم أبالضاد هي أم بالظاء، فقال خذ هذه الأصول فما تجده منها فهو بالظاء وما سواها فهو بالضاد، ـ والضاد باستطالة ومخرج/ميز من الظاء وكلها تجي ـ فعدّ الظاءات التي في القرآن كلها....
مسألة أنك تلقيت الضاد "الظائية" (وهذا اسم خطأ فإن كنت تقرأ بها فعليك أن تسميها بالضاد العربية أوالفصيحة أو القديمة و لا تقل الضاد الظائية)، مسألة أنك تلقيتها عن ثلاث مشايخ فنقول لك سلهم هل قرءوها كذلك بالسّند أم لا، لأنّي من قبل قابلت أخا قال لي أنه تلقاها فقرأتها عليه وأقرّني وقال قد أجزتك بها فقلت وما سند ذلك قال أنه يرويها بواسطة واحدة عن الشيخ بكري الطرابيشي ـ رحمه الله ـ، وهذا طبعا كلام "في الهواء الطلق"، كيف يروي عن الشيخ الطرابيشي ومعلوم أنه ما قرأ و لم يقرئ بها قطّ وكل طلبة الشيخ يعرفون ذلك، فهذا يدلس عن الشيخ الطرابيشي و ليس عنده أمانة في النقل لأنه ينسب للسند ما لم يتلقى به ... المشايخ يقرءون بها؟ ننظر عمّن تلقّوها، أنا أقول فيما رأيت، على الأقل هنا في مصر، في أكثر من محافظة ذهبت إلى من يقرئ بها فلم أجد من يضبطها تماما، وأفصح من سمعت ينطقها الشيخ علي القرني ـ حفظه الله ـ، فحتى أغلب من يقول بها لا يحسن تطبيقها، ـ والله المستعان ـ فهذه هي المسألة الوحيدة التي رأيت فيها إشكالا واضحا في علم التجويد بين النظري والعملي، وستجد أن كل كلام القدامى بأنها تشبه الظاء، وأنا عندي صورة مخطوط للشيخ عامر السيد عثمان ـ رحمه الله ـ شيخ عموم المقارئ المصرية ـ لما علق على الضاد المصرية قال هذه التي تعلموها في بيوتهم يعني أنها ليست الصحيحة، فمن عنده سند فأنا أقول له نظريّا الأخرى لا تقف أمامها تماما، وما أدين الله عزّ وجلّ به أن الصواب أنها تشتبه بالظاء، فلماذا عذروا من قلبها ظاء، مع أن الإمام النوويّ مثلا قال من فكّ شدّة في الفاتحة بطلت صلاته ولم يقولوا ذلك فيمن قلب الضاد ظاء، بل قالوا ولا يعدّ بذلك من العوامّ...
أنا حينما أتكلم في هذه المسألة لم أذكر أن ليس لها أسانيد، وإنما أقول فيما رأيت لم أر لها إسنادا، ولكن لم أنفها، لأن الذي عليه الدّليل دراية سيوجد له الرّواية إن شاء الله، ولو وجدته لقرأت وأقرأت بها لو لم يحدث فتنة...
فعلينا عدم نقل ما لم نتلقاه أما من تلقاه فجزى الله خيرا من أحيا إسنادها إن كان على أمانة في النقل...
أما تشابه الضاد والظاء فهو تشابه في الصوت وإن حُقِّق مخرج وصفات كلٍّ منهما ...
* مخرج الضاد؟ من حافة اللسان مع ما يليها من الطواحين تحديدا، ولكن الآن نجد من يشرح ما يوافق نطقه فيقول أنها تخرج من ظهر حافة اللسان وتلتصق مع أصول الأضراس، والأصول هذا خطأ ما له وجه ـ والله أعلم ـ، ولكن مع صفحة الأضراس الداخلية وهذا هو الموصوف، وهذا معنى كلام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ ولم يقل أصول، فالحافة مع صفحة الطواحين الداخلية، وأما ما اشتهر الآن ـ على شرح أحد الأفاضل ـ أنها تخرج من ظهر الحافة ويلتصق اللسان بسقف الحنك حتى يأتي الهواء فيجد المخرج محكما فيدفع اللسان للأمام، وهذه صفة الاستطالة، هذا قوله ... كيف يجد المخرج محكما؟ هذا وصف لحرف شديد...فهو وصف نطقه هو، فإن كنت مقلدا كيف أصف التقليد؟، والصواب أن أصف الأصل ـ وصف القدامى ـ فإن وافقه نطقي فقد أصبت وإلا أتوقف ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

* سؤال: من قال أنه ليس للشفتين علاقة بحروف الاستعلاء؟ ...
الجواب: فهو على الصواب في هذا القول وعلى الجادّة تماما، ومن يقول أنه لا بد من ضمّ الشفتين في حروف التفخيم فهذا مذهب ما له أصل، لا أعني قول ضعيف و إنما أقول هذا مذهب خطأ، فهذا يُشمّ في كل حرف مفخم إن كان ساكنا مثلا، أما الذي له علاقة بالاستعلاء فهو اللسان، يستعلي أو يستفل ويطبق أو ينفتح وهذا مدار التفخيم ولا يتأتى إلا بذلك.

* العين في سورتي مريم والشورى: لكل القراء فيها من الطيبة قصر وتوسط وإشباع، ومن الشاطبية والدرة توسط وطول.

* مسألة إسناد التحفة؟...أشهر أسانيدها غير متصلة بالشيخ الجمزوري ـ رحمه الله ـ، أشهرها عن الشيخ المتولي ويقولون وهو بسنده عن الناظم، بانقطاع ولكن قبِله أهل العلم لمكانة الإمام أن ينشر عنه المتن حتى ولو لم نعرف سنده، ولصحّة المخطوطات الموجودة عن الجمزوري، ولكن الأخ الفاضل الشيخ مصطفى شعبان ـ جزاه الله خيرا ـ بحث في المسألة وقال أنه وجد إجازة عامة تصل إسناد التحفة.

* * سؤال: ما أعلى الأسانيد في القراءات العشر الصغرى؟ ...
الجواب: أعلى الأسانيد في القراءات العشر الصغرى الشيخ مصباح إبراهيم ـ حفظه الله ـ، وفي السبعة الشيخ محمد يونس الغلبان، وفي العشر الكبرى كان الشيخ محمد عبد الحميد ـ رحمه الله ـ، والذي كان يجمع بين الإسنادين معا الشيخ زكريا الجماجموني ـ رحمه الله ـ ولكن لم يكن قرأ بكل الأوجه كالشيخ محمد عبد الحميد، الشيخ محمد عبد الحميد ـ رحمه الله ـ قرأ بكل الأوجه؛ لذلك كان هو العمدة في القراءات العشر الكبرى في حياته.

* إجازة القرآن لمن لا يستطيع الحفظ؟...أنا أرى أنه مشروع ممتاز إذا صار على ضوابط، لماذا نحجر إتقان القراءة على من يحفظ القرآن؟ أقول أن إجازة القراءة من المصحف مشروع لا بأس به لو كان بضوابط جيدة، بل مشروع ممتاز، وذكر الإمام السيوطي ذلك وقال لا بأس بها، فأنا أُجيزه بأنه أتقن القراءة، وأنا وضعت منهجا اسمه ختمة الماهر، وحاليا معي أخ يقرأ عليّ ختمة نظرا هكذا: ربعين ينتهي من قراءتهما عليّ ثم يكررهما 15 مرة من المصحف، ثم يقرأ تفسيرهما من التفسير الميسر، وقبل أن يأتيني يكون قد حضرهما من قراءة الشيخ الحصري أو أحد الشيوخ المتقنين ـ رحمهم الله ـ، هذا مع الورد اليومي ثلاثة أجزاء من القديم، كل هذا يقرأه من المصحف، إضافة إلى حفظ متني التحفة والجزرية في علم التجويد مع الشرح والاختبار فيه، و إن لم يأت بالامتياز يعيد الاختبار، ومع هذا كله فهو يطبق مع القراءة وهذا مهم جدا، ولو فرضنا أنه بعد ما ختم كان مستواه ليس بالمستوى الممتاز يعيد الختمة لا مشكل في ذلك، أو يقرأ إلى أن يتقن، ففي الآخر هذه والله لها فوائد كثيرة جدا لمن تأملها جيدا، أولا: أنا أهّلته بقوة إلى أن يحفظ القرآن الكريم مهما كان حفظه ضعيفا، ثانيا: لم أهدر أناسا يحبون القرآن وهم على استعداد أن يجاهدوا ولكن هم ضعيفوا الحفظ فلم أهدرهم، ـ و نحن نجد الآن مع الضوابط الحالية التي جعلت الإجازة حجرا على من يحفظ رأيت كثيرا جدا ممن معه إجازة بالقراءات العشر ويُجيز لا يَصِحُّ الفاتحة، سبحان الله، نسأل الله أن يرزقنا الحكمة ـ، ففي الآخر أنا أجيزه بأنه يحسن ويتقن قراءة وإقراء القرآن قراءة صحيحة وبأنه يحسن شرح التجويد، وإذا أقرأ غيره فهو يجبر نقصه في الحفظ بالنظر في المصحف وهذا ما فيه إشكال تماما... فحينما نغلق الإجازات على من حفظ فإننا نهدر مساحة كبيرة من مُحبّي القرآن ونبعدهم عن هذا الميدان وبغير أي دليل تماما ـ والله المستعان ـ...

* أقرب قراءة لقراءة النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ؟ بعض الناس يقول هي رواية ورش على أساس المدود التي فيها لقولهم أن الرسول ـ صلّى عليه وآله وسلّم ـ كانت قراءته مدّا مدّا، وهذا فهم خطأ لأنه ليس المعني أنه كان يمدّ ستّ حركات، وإنما المقصود مدّا مدّا في الحروف نفسها ...أما بالنسبة لأقرب قراءة فهم قالوا قراءة نافع بسبب أنه ـ رحمه الله ـ كان يقرئ في المدينة، كان يقرئ أهلَ المدينة بما كانوا يقرءونه مع النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، فمن هنا قالوا بأنها قراءة نافع ولم يخصّوا ورشا...

*مسألة هامّة جدّا: كيف نجمع بين قول الله تعالى (إنّا نحن نزّلنا الذّكر و إنّا له لحافظون) وبين ما حدث من إحراق المصاحف في عهد سيدنا عثمان ـ رضي الله عنه ـ، فنقول اختصارا أن ما تواتر إلينا من ألفاظ فيه معنى ما حُرق، ما نقل إلينا فيه تمام معنى ما حرق إذ لا يلزم أن تصل إلينا كل الألفاظ وإنما أن يصل إلينا لفظ فيه معنى ما نزل، كأن نقول مثلا ـ أرشدنا الصراط المستقيم ـ ورد عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يقرأ كذلك، وتواتر ـ اهدنا ـ فهل معنى أرشدنا سقط أم حُفظ؟... نعم لا شكّ أنه حفظ، وأيضا هنا مسألة: في قوله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ (من أراد أن يقرأ القرآن كما أنزل فليقرأ قراءة عبد الله ابن أم عبد) قد يقول قائل قراءة ابن أم عبد أرشدنا وما وصلت إلينا، فنقول أن المعنى قراءة ابن أم عبد في حسن تلاوته لأنه ما كان آنذاك ما اصطُلح عليه بعد ذلك بالقراءة و الرواية والطريق ونحو ذلك وإلا لكان لزمنا أن نقرأ بقراءة عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أصلا حتى نقرأ كما أنزل، ولكنه أنزل بأكثر من حرف وابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ لم يكن يقرأ بكل الأحرف، فمن أراد أن يقرأ القرآن غضّا طريّا ليس معناه اختيار ابن أم عبد، وإنما حسن تلاوته على أيّ قراءة كان، فهذا أمر لا بد أن يتفطن له في هذه النقطة.​

وصلّى الله على نبيّنا محمد وآله وصحبه وسلَّم.
تمّ ـ بفضل الله تعالى ـ تفريغ فوائد المجلس السادس ـ وجزى الله شيخنا خير الجزاء ـ.
والحمد لله رب العالمين


تـحميـل الـملف


يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى