الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم الثقافي
ركن تطوير الذات
تعلم فن الادارة من هدهد سليمان عليه السلام .
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 75101" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><strong><strong><strong><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">تعلم فن الادارة من هدهد سليمان عليه السلام .</span></span></span></strong></strong></strong></p><p></p><p> </p><p> </p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">لا شك أن القصص القرآني الذي تناثر بين دفتي المصحف الشريف، قد تضمَّن في طياته دروسًا عظيمةً في الإدارة، سواءٌ ما كان منها على لسان إنسان أو منطق حيوان، ويحتاج هذا الجانب منا إلى وقفة، بل وقفات لنستخلص منها دروسًا وعبرًا يمكن أن تكون بمثابة نظريات وقوانين مرشدة وملهمة في مجالات </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">الإدارة</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> المختلفة، خاصةً أن تناولها في </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">القرآن</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> يجعلها بمثابة العمل التطبيقي التجريبي الذي يوفر لها رصيدًا قد لا يتوفر لغيرها من التجربة والواقعية والمصداقية. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ومن بين هذه القصص التي أرجو من الله أن يمكنني من تناولها، ويفتح لي أبوابَ الفهم والرحمة والفقه فيها؛ قصة سيدنا سليمان، عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات والتسليم، والتي لها ظلال وانعكاسات متعددة الجوانب في مجالات الإدارة، والتي سوف نبدأ معًا أولى خطواتها مع الهدهد.. فهيا لالتماس الدروس والعبر الإدارية:</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: red">الدرس الأول: يقظة قائد</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ويتجلى هذا الدرس الأول في أول ما يطالعنا من موقف سليمان عليه السلام حينما يروي </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">القرآن</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> على لسانه ﴿مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ﴾ (النمل: من الآية 20)، وذلك بعد أن تفقَّد الطير وتفحَّص عمَّن فيه، كما ذكر </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">القرآن</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ﴾ (النمل: من الآية 20)، وهذا يدلُّ على أن القائد لا بد أن يكون يقظًا ومنتبهًا لمن معه، من التفقد والتعرف عليهم وعلى أحوالهم والإحساس بهم والشعور بمن يغيب أو يحضر منهم؛ خاصةً أولئك الذين يلونه مباشرةً. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black"><span style="color: red">الدرس الثاني: العقاب المتدرِّج على قدر الخطأ</span> </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">لا شك أن قضية الثواب والعقاب لها في </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">الإدارة</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> مجال ودور كبير، ويمارسها المديرون بمذاهب شتَّى؛ فمنهم من يرفع سيف العقاب والردع والتخويف على طول الخط، ومنهم من يغمده على طول الخط، وحار الناس بين هذا وذاك، ولكننا نرى في هذه القصة كيف أن سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم قد أخذ بمبدأ العقاب ابتداءً؛ باعتباره حافزًا سلبيًّا، ولكننا نراه قد تضمَّن أعلى درجات الموضوعية والعدل والحكمة، ويبدو ذلك في الآتي: </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">1- أنه لم يترك الأمر فوضى، ليفعل كل فرد ما يحلو له دون حساب أو مساءلة وعقاب.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">2- أنه لم يبدأ في إعلان العقاب المنتظر إلا بعد أن تأكد فعلاً من غياب الهدهد، وأنه ليس مجرد اختفاء مؤقت عن مستوى رؤيته؛ حيث سأل عن ذلك بوضوح: ﴿مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ﴾ فلما تبين له أنه فعلاً غائب أعلن عن العقاب المنتظر له في مثل هذه الأحوال. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">3- تراوح العقاب المعلن والمنتظر بين درجات ثلاث: أشدُّها وأقصاها ذبحه، وأقلها تعذيبه عذابًا شديدًا، ولا ينجيه من أحدهما إلا أن يكون لديه حجة بينة واضحة ويقينية وغير ملفَّقة أو مدبَّرة.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">4- ويحمل ذلك في طياته ضرورة ألا يطغى الانفعال على العقل ولا الغضب على العدل، فكثيرًا ما نجد أحدنا حينما يتعرض لمثل هذا الموقف يتوعَّد بالويل والثبور وعظائم الأمور فقط، دون مراعاة لما قد تكون عليه ظروف الطرف الآخر، وما قد يكون من أعذار.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">5- كما يشير ذلك التدرج إلى ضرورة أن يكون العقاب على قدر الخطأ؛ فإن كان هناك تمرُّد مثلاً فليكن الذبح، وإن كان مجرد غياب وناتج من تكاسل غير مقصود أو سبب غير مقبول فليكن التعذيب الشديد، ولا شك أن ذلك سوف يختلف باختلاف درجة التعمُّد والقصد ومدى تكرار الفعل الموجب للعقاب.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">6- أن ما سبق يحتاج ولا بد إلى نوع من التحقيق والمحاكمة، وإعلان الادعاء، وسماع الدفاع، وإعطاء الفرصة كاملة لكليهما وبشكل عادل ومحايد؛ للوصول إلى البينة التي توضح حقائق الأمور، وإلا فكيف يمكن التوصل إلى قرار باختيار العقاب المناسب أو قبول العذر؟! سواءٌ كانت هذه المحاكمة بواسطة القائد نفسه، أو قد تسند إلى فرد آخر مختص، أو لجنة مختصة (لجنة تأديب). </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">8- أن ذلك يؤكد نقطة أخرى مهمة، وهي ضرورة وجود ما يسمى بلائحة الجزاءات، تمامًا كما يجب أن يكون هناك نظام كامل وواضح للحوافز، وأن هذه اللائحة يجب أن تكون واضحةً ومعلنةً ومفهومةً لدى كل من يعمل في المنظمة. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">9- الفصل التام بين الشخص والخطأ، والتزام الموضوعية التامة في ذلك، والتعامل معه على أنه بريء إلى أن تثبت إدانته، وإعطاؤه فرصة تامة لإبداء حججه والدفاع عن نفسه وتوضيح موقفه.. وهذا ما يظهر من موقف الهدهد حين قال لسليمان عليه السلام بعد أن اقترب منه: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ (النمل: من الآية 22)، ولا يمكن أن يجرؤ على مثل هذا القول، ولا يقف مثل هذا الموقف شديد القرب من القائد ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ (النمل: من الآية 22)، إلا إذا كان لا يزال يعامَل معاملة البريء، وينظر إليه من منطلق الفصل بين الشخص والمشكلة التي يمكن أن تنشأ عنه.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ولعل هذه النقطة من أشد نقاط </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">الإدارة</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> والتربية عمومًا حساسيةً وتعرضًا للانتهاك؛ حيث إننا نرى أن الغالب هو أن يخلط الناس بين الأمرين، فإذا أخطأ أحد أخذنا منه موقفًا، وأعلنا أنه كذا.. وكذا.. "إنك مقصر ومخطئ"، والمفروض أن نقول بدلاً من ذلك إن الفعل الذي أتيت به كذا... وكذا.... (هذا الفعل خطأ ولا ينبغي...)، ولعل ما يؤكد أهمية الالتزام بذلك؛ التوجيه الرباني الذي ورد في </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">القرآن</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> لإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)﴾ (الشعراء).. ولم يقل إني بريء منكم، وهذا مبدأ من المبادئ العظيمة في </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">الإدارة</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> والتربية والتعامل مع الناس عمومًا، وهو مبدأ الفصل بين الشخص والمشكلة أو الخطأ. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: red">الدرس الثالث: فن صياغة التقارير والإلقاء والعرض</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">لقد أكد الهدهد أن ما لديه من مبررات يقينية ومؤكدة ولا تحتمل التأليف أو الظن أو التخمين أو الافتراض، ولكنها تقوم على الحقائق المجردة، ولا شك أن لنا وقفة جاء أوانها الآن لنتعلم من الهدهد أحد فنون </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">الإدارة</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> والاتصالات، فيما أصبح يُعرف الآن بفن "صياغة التقارير"، والإلقاء والعرض؛ عسانا أن نجد فيها من الدروس ما ينفعنا.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">وبداية فإن التقرير- سواء كان شفهيًّا أو مكتوبًا- ما هو إلا وعاء يحتوي معلومات يقدم إلى مستوى إداري أعلى للمساعدة على اتخاذ قراراته على بينة ورشد.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">والتقرير الجيد له مواصفات عديدة؛ أهمها أجزاؤه المتماسكة والمتكاملة والموجزة والكافية، كلماته الواضحة، والمعبرة، والبعد عن الغموض، أو التخمين، أو الإيجاز المخلّ، أو التطويل المملّ... إلخ. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black"><span style="color: blue">وأهم أجزاء التقرير</span>: مقدمة مشوقة، وصلب الموضوع، ثم خاتمة وتوصيات في النهاية.. فماذا عن تقرير الهدهد، وأين هو من كل هذه المواصفات؟!! تعالوا ننظر ونتأمل معًا. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black"><span style="color: red">1- المقدمة:</span> </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">لقد تضمن تقرير الهدهد كافة عناصر التقرير الجيد، وأولها وجود مقدمة مشوقة ومعبرة عن الموضوع الذي سوف يتناوله، وذلك حينما قال: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ (النمل: من الآية 22)، فالتشويق الكامل يأتي من قوله ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ فهي تثير في المستمع كل قوى الاستعداد والتحدي لسماع ما سوف يأتي بعد ذلك؛ ما هذا الشيء الذي يعرفه الهدهد وأحاط به ولا يعرفه سليمان؟!!! رغم إمكاناته والقوى المسخرة لخدمته؟؟ </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ليس التشويق فحسب؛ بل إن هذه المقدمة رغم إيجازها الشديد قد تضمنت أيضًا صفةً أخرى مهمةً من أهم صفات المقدمة الجيدة، وهي إعطاء المستمع أو القارئ فكرةً عن طبيعة الموضوع، وذلك حينما قال: ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ فالموضوع يتعلق بسبأ، وما هي سبأ؟ وعليه أن ينتظر بلهفة وشوق للاستماع والتعرف، ثم إنه قد أبان عن منهجه في هذا التقرير وهل هو قائم على مجرد التكهن، والتخمين، والسماع أم قائم على التبيُّن واليقين والتحقق العلمي الموثق؟ وذلك حينما قال: ﴿بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾.. فما الذي يمكن أن ينقص هذه المقدمة بعد ذلك رغم هذا الإيجاز الشديد؟! </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black"><span style="color: red">2- صلب الموضوع:</span> </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ثم أخذ الهدهد في سرد عناصر التقرير التي تمثل صلب الموضوع الأساس، وهو هنا يحاول إعطاء صورة كاملة، وشاملة، وصافية، وغير منقوصة، كما رأى فيما يتعلق بقوم سبأ هؤلاء، ويمكن لنا أن نتبين أن هذا الطلب قد تضمن عناصر عدة؛ أهمها: </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">أ- نظام الحكم.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ب- القدرة الاقتصادية.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ت- النظام الاجتماعي ووضع المرأة فيه.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ث- النظام الحضاري والصناعي ومدى تقدمه.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ج- العقيدة الدينية ومدى رسوخها في نفوسهم. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾ (النمل: من الآية 23) نظام الحكم، ووضع المرأة الاجتماعي. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ (النمل: من الآية 23) القدرة الاقتصادية. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ (النمل: من الآية 23) الوضع الحضاري والصناعي والمهاري. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (النمل: من الآية 24) الوضع الديني والعقدي.. عبادة الشمس. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">﴿وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ (النمل: من الآية 24)... مدى رسوخ ذلك في نفوسهم. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">﴿فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ﴾ (النمل: من الآية 24).. صعوبة تغييرهم وتحويلهم عن هذا الوضع إلا بخطة محكمة ومدروسة تستغرق وقتًا وجهدًا.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black"><span style="color: red">3- التوصيات:</span> </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">لم يقف الهدهد عند مجرد النقل والسرد؛ بل إننا نلاحظ تدخل رؤيته وتقييمه للأمور وحكمته، والتي وصلت مداها بتوصية لسليمان يوجهه فيها لطبيعة القرار الذي يجب اتخاذه في مثل هذا الموقف وهذا يوضح أعلى الدرجات الإيجابية والمسئولية والمشاركة من مقدم التقرير إلى قائده، وذلك حينما يختم تقريره بقوله: ﴿أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)﴾ (النمل).</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">وهنا يتوقف سليمان ونتوقف نحن أمام هذا المستوى الراقي من جندي مبادر لا يكتفي بمجرد تأديته الأوامر، ولكن ومن منطلق فهمه وإيمانه برسالة المنظمة التي يعمل تحت لوائها، ينطلق ويؤدي ويبدع ويتفانى في إتقان دوره بما ينعكس بأعلى درجات الكفاءة والفعالية على تحقيق وإنجاز هذه الرسالة.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: red">الدرس الرابع: لا تبنِ قراراتك إلا على حقائق</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">واستكمالاً للدروس.. فماذا كنت ستفعل لو كنت مكان سيدنا سليمان عليه السلام؟ ولماذا تجهد نفسك؟ فالإجابة موجودة وموثقة في </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">القرآن</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> العظيم ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (27)﴾ (النمل)، وهذا درس عظيم آخر في </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">الإدارة</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> لا يمكن للقائد أن يبني قرارًا- خاصة إذا كان من هذا النوع الإستراتيجي- إلا عن بينة وحقائق لا تحتمل أي لبس أو تخمين، فكثيرًا ما نرى الخلط بين أمور ثلاثة لدى الكثير من المديرين، بل من الناس عمومًا وهذه الثلاثة هي: الحقائق.. والافتراضات.. والأحكام أو القرارات.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">فإن ما قاله الهدهد لا يزال بالنسبة إلى سليمان مجرد افتراض قد يحتمل الصواب أو الخطأ، ومن ثم لا يجب أن يبني عليه حكمًا أو قرارًا إلا بعد تحويله إلى حقيقة، وهذا يحتاج إلى تبين وتأكد ودراسة واختبار لصحة الافتراض من عدمه.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ويجب البعد في ذلك عن العواطف والانفعالات والنواحي الشخصية، وهذا بالضبط ما فعله سليمان عليه السلام مع الهدهد؛ حيث قال: ﴿سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ﴾ أي سوف نتأكد أو نتبين مدى صحة ما تدعيه، وحينئذٍ يتم اتخاذ القرار المناسب، ليس فقط بشأن الهدهد وعقابه أو ثوابه، وإنما بشأن القرار الأهم وهو المتعلق بقوم سبأ هؤلاء وما يجب اتخاذه حيالهم، وهو قرارٌ إستراتيجيٌّ مهمٌّ يتطلب وضع خطة على أعلى مستوى لتحويلهم.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: red">الدرس الخامس: اصطياد عصفورين بحجر واحد</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">لم يكد سيدنا سليمان عليه السلام يسمع من الهدهد حججه التي لم يسقها فقط كي ينقذ نفسه من عقاب سليمان عليه السلام الذي توعَّده به، وإنما ليوصل له معنى معينًا أراد توصيله له، وهذا المعنى هو أن هناك قومًا ليسوا على رسالته ولا يؤمنون بما يؤمن به، وعليه أن يأخذ بأيديهم ليصبحوا على نفس رسالته.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">لم يكد سليمان عليه السلام يسمع ذلك حتى بدأ في العمل دون إضاعة للوقت؛ حيث انصبَّ تفكيره على أمرين: </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">الأول: التأكد مما ساقه الهدهد من معلومات، وهل هي فعلاً بمثابة حقائق غير قابلة للجدل أو النقاش أو الاختلاف! </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">الثاني: البدء فورًا في رسم خطة عمل على أساس علمي ومدروس؛ ليسوق لهؤلاء القوم فكرته وليبيع لهم بضاعته وليأخذ بأيديهم في نهاية المطاف إلى الدخول معه في دين الله الذي يؤمن به ويعمل له ويعيش من أجله. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">والعجيب أن القائد الفذ سليمان عليه السلام اهتدى لوسيلة تخدم في الغرضين معًا، وهي أن يرسل الهدهد نفسه برسالة يحملها إلى ملكتهم ويرقب من بعيد ماذا يفعلون ويرجعون.. ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)﴾ (النمل).</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">فكأنه عليه السلام إنما أراد أن يتيقن من صدق الهدهد أو كذبه، من خلال هذا الكتاب "الرسالة" وفي نفس الوقت يتعرف على ردود أفعالهم تجاهها وطريقة تفكيرهم وأسلوبهم، ويمهد في نفس الوقت لعملية التغيير التي بدأ التخطيط لها، وذلك بإحداثه نوعًا من لفت الانتباه الشديد لهم إلى شيء آخر يجهلونه أقوى منهم، وأقدر عليهم، فهو يصل إلى ما لا يمكن أن يصل إليه أحد بسهولة، وهو مخدع الملكة نفسها.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ويخلق لديهم اضطرابًا وخلخلةً تعتبر بمثابة تمهيد مهمّ للغاية في إذابة الجمود الشديد الذي سيطر عليهم فيما يتعلق بأمر عقيدتهم الفاسدة المسيطرة عليهم كما سبق وأوضح الهدهد في تقريره. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: red">الدرس السادس: رسالة نموذج</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">وبالفعل حمل الهدهد الرسالة، وأدى مهمته على خير وجه وبإتقان شديد، دون أن يلحظه أحد، أو يعترض طريقه، فما تلك الرسالة إذن، وما هو محتواها؟ وما هو تأثيرها؟ قال تعالى على لسان بلقيس ملكتهم: ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)﴾ (النمل). </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">وكما توقفنا سابقًا أمام أعظم تقرير صاغه الهدهد، فإننا أحرى بنا أن نقف الآن أمام أعظم نموذج لرسالة صاغها سليمان عليه السلام كما أوردها </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">القرآن</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> الكريم على لسانه، فالرسائل لها أصول في كتابتها وأجزاء يجب أن تراعيها، وترتيب لهذه الأجزاء، وهدف يمثل صلب الموضوع يجب أن توصله، وكل ذلك يجب أن يتحقق مع غاية الإيجاز الذي لا يخلُّ بالمعنى المراد.. ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ﴾.. هكذا كان افتتاح الرسالة أو أعلاها، وهو هنا يحدِّد أمرًا استقر عليه المختصون في أمر الكتابة الإدارية فيما يتعلق بالمراسلات والمكاتبات، وهو ضرورة أن يكون هناك جزءٌ أعلى يحدد فيه:</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">- ممن الرسالة. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">- ولمن.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">- والموضوع.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ثم يذكر المطلوب الأساس بعد ذلك، وهو ما تضمنته هذا الإيجاز.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">- فالرسالة من سليمان، بصرف النظر عن مدى علمهم من هو سليمان هذا أو عدم علمهم، وما هي يا تُرى قوَّته؟ وماذا يكون عليه ملكه؟</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">- أما لمن؟ فإنه ليس بالضرورة يجب كتابته؛ حيث ثم إلقاء الكتاب في يد من يراد له قراءته مباشرةً تقريبًا، ومن ثم ليس في الأمر غموض أو لبْس لمن توجه إليه، إنما التركيز هو ممن أتت.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">- طبيعة الموضوع بإيجاز: ﴿وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ هذا ما يمثِّل تقدمة عن طبيعة الموضوع الذي تحمله الرسالة، ولعل هذه الجملة- رغم إيجازها- </span><span style="color: blue">تحقق الكثير من الأغراض، وهي:</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">- أولاً: توضح طبيعة الموضوع الذي تتناوله الرسالة.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">- ثانيًا: تمثل خطوةً أولى في خلخلة الوضع النفسي لهم.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">- ثالثًا: تمثل وضعًا مثيرًا أو يدعو إلى التفكير والبحث والدراسة عمَّن هو هذا الذي يتحدث سليمان باسمه؟ والذي قال عنه: "الله، الرحمن، الرحيم"، فمن هو؟ وما قوته؟ وأين هو مما نعبد نحن؟ وأيهما حق؟ وأيهما باطل؟ وأيهما أقوى؟.. إلخ من ذلك الأسئلة.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: red">صلب الموضوع:</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">﴿أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)﴾ (النمل).. هذا هو نهاية الرسالة وكل ما يتعلق بها تم إيجازه بهذا الشكل المركز جدًّا دون إحالة أو إضاعة للوقت في القيل والقال، والمقدمات.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">الأول: النهي </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">﴿أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ﴾ أي عليهم أن يلزموا حدودهم ولا يتعدوا قدرهم، ويعودوا إلى صوابهم ويلزموا عقلهم ورشدهم، ويُنزلوا الآخرين "سليمان عليه السلام" قدره، ويعطونه مكانته التي تعلوهم، ويعرفوا قوته التي لا طاقة لهم بها والتي يستمدها أصلاً من قوة الله الرحمن الرحيم. </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">الثاني: الأمر </span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">﴿وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ فبناءً على ما سبق ليس لكم إلا أن تأتوا إليَّ مذعنين، مسلمين، دون قيد أو شرط، أو تأخير، وكما هو واضح فإن الرسالة- رغم شدة إيجازها- تضمنت من الحزم والحسم في كلماتها القليلة ما يجعلها تحقق الهدف الذي صيغت من أجله، وهو ذلك المتعلق بالتأثير في نفسية الملكة ومن معها.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">وهذا ظهر بشكل واضح وجلي في الحوار الذي دار بعد ذلك بين الملكة وقومها كما أوضحه </span></span></span><a href="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts" target="_blank"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black">القرآن</span></span></span></a><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"> في سياق القصة كما جاء في سورة النمل، ولكننا نقف عند هذا الحد الذي عمق تلك الرسالة النموذج؛ ليس فقط في صياغتها من حيث الشكل، وإنما أيضًا في مضمونها وأهدافها ومعانيها؛ حيث حقق سليمان عليه السلام بذلك ما كان يرمي إليه كقائد فذٍّ صاحب رؤية ورسالة، وذي يقظة وعدالة، فظهر له صدق الهدهد ودقة ما ساقه من بيانات، وأنها تمثل حقائق لا أوهامًا أو تخمينات.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">كما أنه وفي نفس الوقت قد تمكن من تنفيذ أول خطوة من خطوات إدارة تغيير هؤلاء القوم لتحويلهم مما هم عليه من الضلال إلى الهدى، وليضع توصية الهدهد التي ذكرها في نهاية تقريره موضع التطبيق، حينما قال له ﴿أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)﴾ (النمل).</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">ولن ندرك معنى هذه الخطوة ولا مدى تأثيرها في إدارة عملية التغيير عمومًا والتي قام بها سليمان عليه السلام خصوصًا؛ إلا إذا وقفنا وقفةً أو وقفاتٍ خاصةً أمام موضوع التغيير والنماذج أو السنن التي تحكمه، وهو ما سوف نحاول التعرض له بإذن الله تعالى في مقالات تالية.</span></span></span></strong></p><p></p><p style="text-align: right"><strong><span style="font-size: 15px"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="color: black">لكن ما نريد أن نختم به تلك الدروس العظيمة عن الهدهد في هذه المقالة هو أن ما سبق أن قدمه الهدهد من معلومات تمثل حقائق يقينية في تقريره وما أوصى به من توصيات لقائده وما قام وساهم به من عمل وجهد في ضوء توظيف سليمان عليه السلام لطاقاته؛ قد ترتب عليه صياغة خطة دقيقة ومحكمة لإدارة عملية تغيير مخططة ومتعمَّدة؛ انتهت إلى النجاح الكامل في تحويل هؤلاء القوم بقيادة ملكتهم من عبادة الشمس إلى عبادة الله الواحد القهار، وأسلموا مع سليمان لله رب العالمين، دون استخدام أي نوع من أنواع القهر والإجبار أو القتال، فأي درجة من التناغم والتفاهم يمكن أن تحدث بين قائد وجنوده لتحقيق رسالتهم وأهدافهم بكفاءة وفعالية أعلى من ذلك؟!</span></span></span></strong></p><p></p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 15px"><span style="color: black"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">د. محمد المحمدي الماضي</span></span> </span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 75101, member: 47"] [CENTER][B][B][B][FONT=Comic Sans MS][SIZE=5][COLOR=blue]تعلم فن الادارة من هدهد سليمان عليه السلام .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/B][/B][/CENTER] [RIGHT][B][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]لا شك أن القصص القرآني الذي تناثر بين دفتي المصحف الشريف، قد تضمَّن في طياته دروسًا عظيمةً في الإدارة، سواءٌ ما كان منها على لسان إنسان أو منطق حيوان، ويحتاج هذا الجانب منا إلى وقفة، بل وقفات لنستخلص منها دروسًا وعبرًا يمكن أن تكون بمثابة نظريات وقوانين مرشدة وملهمة في مجالات [/COLOR][/SIZE][/FONT][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]الإدارة[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] المختلفة، خاصةً أن تناولها في [/COLOR][/SIZE][/FONT][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]القرآن[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] يجعلها بمثابة العمل التطبيقي التجريبي الذي يوفر لها رصيدًا قد لا يتوفر لغيرها من التجربة والواقعية والمصداقية. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ومن بين هذه القصص التي أرجو من الله أن يمكنني من تناولها، ويفتح لي أبوابَ الفهم والرحمة والفقه فيها؛ قصة سيدنا سليمان، عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات والتسليم، والتي لها ظلال وانعكاسات متعددة الجوانب في مجالات الإدارة، والتي سوف نبدأ معًا أولى خطواتها مع الهدهد.. فهيا لالتماس الدروس والعبر الإدارية:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]الدرس الأول: يقظة قائد[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ويتجلى هذا الدرس الأول في أول ما يطالعنا من موقف سليمان عليه السلام حينما يروي [/COLOR][/FONT][/SIZE][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]القرآن[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] على لسانه ﴿مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ﴾ (النمل: من الآية 20)، وذلك بعد أن تفقَّد الطير وتفحَّص عمَّن فيه، كما ذكر [/COLOR][/SIZE][/FONT][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]القرآن[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ﴾ (النمل: من الآية 20)، وهذا يدلُّ على أن القائد لا بد أن يكون يقظًا ومنتبهًا لمن معه، من التفقد والتعرف عليهم وعلى أحوالهم والإحساس بهم والشعور بمن يغيب أو يحضر منهم؛ خاصةً أولئك الذين يلونه مباشرةً. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black][COLOR=red]الدرس الثاني: العقاب المتدرِّج على قدر الخطأ[/COLOR] [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]لا شك أن قضية الثواب والعقاب لها في [/COLOR][/FONT][/SIZE][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]الإدارة[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] مجال ودور كبير، ويمارسها المديرون بمذاهب شتَّى؛ فمنهم من يرفع سيف العقاب والردع والتخويف على طول الخط، ومنهم من يغمده على طول الخط، وحار الناس بين هذا وذاك، ولكننا نرى في هذه القصة كيف أن سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم قد أخذ بمبدأ العقاب ابتداءً؛ باعتباره حافزًا سلبيًّا، ولكننا نراه قد تضمَّن أعلى درجات الموضوعية والعدل والحكمة، ويبدو ذلك في الآتي: [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]1- أنه لم يترك الأمر فوضى، ليفعل كل فرد ما يحلو له دون حساب أو مساءلة وعقاب.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]2- أنه لم يبدأ في إعلان العقاب المنتظر إلا بعد أن تأكد فعلاً من غياب الهدهد، وأنه ليس مجرد اختفاء مؤقت عن مستوى رؤيته؛ حيث سأل عن ذلك بوضوح: ﴿مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ﴾ فلما تبين له أنه فعلاً غائب أعلن عن العقاب المنتظر له في مثل هذه الأحوال. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]3- تراوح العقاب المعلن والمنتظر بين درجات ثلاث: أشدُّها وأقصاها ذبحه، وأقلها تعذيبه عذابًا شديدًا، ولا ينجيه من أحدهما إلا أن يكون لديه حجة بينة واضحة ويقينية وغير ملفَّقة أو مدبَّرة.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]4- ويحمل ذلك في طياته ضرورة ألا يطغى الانفعال على العقل ولا الغضب على العدل، فكثيرًا ما نجد أحدنا حينما يتعرض لمثل هذا الموقف يتوعَّد بالويل والثبور وعظائم الأمور فقط، دون مراعاة لما قد تكون عليه ظروف الطرف الآخر، وما قد يكون من أعذار.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]5- كما يشير ذلك التدرج إلى ضرورة أن يكون العقاب على قدر الخطأ؛ فإن كان هناك تمرُّد مثلاً فليكن الذبح، وإن كان مجرد غياب وناتج من تكاسل غير مقصود أو سبب غير مقبول فليكن التعذيب الشديد، ولا شك أن ذلك سوف يختلف باختلاف درجة التعمُّد والقصد ومدى تكرار الفعل الموجب للعقاب.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]6- أن ما سبق يحتاج ولا بد إلى نوع من التحقيق والمحاكمة، وإعلان الادعاء، وسماع الدفاع، وإعطاء الفرصة كاملة لكليهما وبشكل عادل ومحايد؛ للوصول إلى البينة التي توضح حقائق الأمور، وإلا فكيف يمكن التوصل إلى قرار باختيار العقاب المناسب أو قبول العذر؟! سواءٌ كانت هذه المحاكمة بواسطة القائد نفسه، أو قد تسند إلى فرد آخر مختص، أو لجنة مختصة (لجنة تأديب). [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]8- أن ذلك يؤكد نقطة أخرى مهمة، وهي ضرورة وجود ما يسمى بلائحة الجزاءات، تمامًا كما يجب أن يكون هناك نظام كامل وواضح للحوافز، وأن هذه اللائحة يجب أن تكون واضحةً ومعلنةً ومفهومةً لدى كل من يعمل في المنظمة. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]9- الفصل التام بين الشخص والخطأ، والتزام الموضوعية التامة في ذلك، والتعامل معه على أنه بريء إلى أن تثبت إدانته، وإعطاؤه فرصة تامة لإبداء حججه والدفاع عن نفسه وتوضيح موقفه.. وهذا ما يظهر من موقف الهدهد حين قال لسليمان عليه السلام بعد أن اقترب منه: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ (النمل: من الآية 22)، ولا يمكن أن يجرؤ على مثل هذا القول، ولا يقف مثل هذا الموقف شديد القرب من القائد ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ (النمل: من الآية 22)، إلا إذا كان لا يزال يعامَل معاملة البريء، وينظر إليه من منطلق الفصل بين الشخص والمشكلة التي يمكن أن تنشأ عنه.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ولعل هذه النقطة من أشد نقاط [/COLOR][/FONT][/SIZE][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]الإدارة[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] والتربية عمومًا حساسيةً وتعرضًا للانتهاك؛ حيث إننا نرى أن الغالب هو أن يخلط الناس بين الأمرين، فإذا أخطأ أحد أخذنا منه موقفًا، وأعلنا أنه كذا.. وكذا.. "إنك مقصر ومخطئ"، والمفروض أن نقول بدلاً من ذلك إن الفعل الذي أتيت به كذا... وكذا.... (هذا الفعل خطأ ولا ينبغي...)، ولعل ما يؤكد أهمية الالتزام بذلك؛ التوجيه الرباني الذي ورد في [/COLOR][/SIZE][/FONT][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]القرآن[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] لإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)﴾ (الشعراء).. ولم يقل إني بريء منكم، وهذا مبدأ من المبادئ العظيمة في [/COLOR][/SIZE][/FONT][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]الإدارة[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] والتربية والتعامل مع الناس عمومًا، وهو مبدأ الفصل بين الشخص والمشكلة أو الخطأ. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]الدرس الثالث: فن صياغة التقارير والإلقاء والعرض[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]لقد أكد الهدهد أن ما لديه من مبررات يقينية ومؤكدة ولا تحتمل التأليف أو الظن أو التخمين أو الافتراض، ولكنها تقوم على الحقائق المجردة، ولا شك أن لنا وقفة جاء أوانها الآن لنتعلم من الهدهد أحد فنون [/COLOR][/FONT][/SIZE][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]الإدارة[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] والاتصالات، فيما أصبح يُعرف الآن بفن "صياغة التقارير"، والإلقاء والعرض؛ عسانا أن نجد فيها من الدروس ما ينفعنا.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]وبداية فإن التقرير- سواء كان شفهيًّا أو مكتوبًا- ما هو إلا وعاء يحتوي معلومات يقدم إلى مستوى إداري أعلى للمساعدة على اتخاذ قراراته على بينة ورشد.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]والتقرير الجيد له مواصفات عديدة؛ أهمها أجزاؤه المتماسكة والمتكاملة والموجزة والكافية، كلماته الواضحة، والمعبرة، والبعد عن الغموض، أو التخمين، أو الإيجاز المخلّ، أو التطويل المملّ... إلخ. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black][COLOR=blue]وأهم أجزاء التقرير[/COLOR]: مقدمة مشوقة، وصلب الموضوع، ثم خاتمة وتوصيات في النهاية.. فماذا عن تقرير الهدهد، وأين هو من كل هذه المواصفات؟!! تعالوا ننظر ونتأمل معًا. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black][COLOR=red]1- المقدمة:[/COLOR] [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]لقد تضمن تقرير الهدهد كافة عناصر التقرير الجيد، وأولها وجود مقدمة مشوقة ومعبرة عن الموضوع الذي سوف يتناوله، وذلك حينما قال: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ (النمل: من الآية 22)، فالتشويق الكامل يأتي من قوله ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ فهي تثير في المستمع كل قوى الاستعداد والتحدي لسماع ما سوف يأتي بعد ذلك؛ ما هذا الشيء الذي يعرفه الهدهد وأحاط به ولا يعرفه سليمان؟!!! رغم إمكاناته والقوى المسخرة لخدمته؟؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ليس التشويق فحسب؛ بل إن هذه المقدمة رغم إيجازها الشديد قد تضمنت أيضًا صفةً أخرى مهمةً من أهم صفات المقدمة الجيدة، وهي إعطاء المستمع أو القارئ فكرةً عن طبيعة الموضوع، وذلك حينما قال: ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ فالموضوع يتعلق بسبأ، وما هي سبأ؟ وعليه أن ينتظر بلهفة وشوق للاستماع والتعرف، ثم إنه قد أبان عن منهجه في هذا التقرير وهل هو قائم على مجرد التكهن، والتخمين، والسماع أم قائم على التبيُّن واليقين والتحقق العلمي الموثق؟ وذلك حينما قال: ﴿بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾.. فما الذي يمكن أن ينقص هذه المقدمة بعد ذلك رغم هذا الإيجاز الشديد؟! [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black][COLOR=red]2- صلب الموضوع:[/COLOR] [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ثم أخذ الهدهد في سرد عناصر التقرير التي تمثل صلب الموضوع الأساس، وهو هنا يحاول إعطاء صورة كاملة، وشاملة، وصافية، وغير منقوصة، كما رأى فيما يتعلق بقوم سبأ هؤلاء، ويمكن لنا أن نتبين أن هذا الطلب قد تضمن عناصر عدة؛ أهمها: [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]أ- نظام الحكم.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ب- القدرة الاقتصادية.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ت- النظام الاجتماعي ووضع المرأة فيه.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ث- النظام الحضاري والصناعي ومدى تقدمه.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ج- العقيدة الدينية ومدى رسوخها في نفوسهم. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾ (النمل: من الآية 23) نظام الحكم، ووضع المرأة الاجتماعي. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ (النمل: من الآية 23) القدرة الاقتصادية. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ (النمل: من الآية 23) الوضع الحضاري والصناعي والمهاري. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (النمل: من الآية 24) الوضع الديني والعقدي.. عبادة الشمس. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]﴿وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ (النمل: من الآية 24)... مدى رسوخ ذلك في نفوسهم. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]﴿فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ﴾ (النمل: من الآية 24).. صعوبة تغييرهم وتحويلهم عن هذا الوضع إلا بخطة محكمة ومدروسة تستغرق وقتًا وجهدًا.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black][COLOR=red]3- التوصيات:[/COLOR] [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]لم يقف الهدهد عند مجرد النقل والسرد؛ بل إننا نلاحظ تدخل رؤيته وتقييمه للأمور وحكمته، والتي وصلت مداها بتوصية لسليمان يوجهه فيها لطبيعة القرار الذي يجب اتخاذه في مثل هذا الموقف وهذا يوضح أعلى الدرجات الإيجابية والمسئولية والمشاركة من مقدم التقرير إلى قائده، وذلك حينما يختم تقريره بقوله: ﴿أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)﴾ (النمل).[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]وهنا يتوقف سليمان ونتوقف نحن أمام هذا المستوى الراقي من جندي مبادر لا يكتفي بمجرد تأديته الأوامر، ولكن ومن منطلق فهمه وإيمانه برسالة المنظمة التي يعمل تحت لوائها، ينطلق ويؤدي ويبدع ويتفانى في إتقان دوره بما ينعكس بأعلى درجات الكفاءة والفعالية على تحقيق وإنجاز هذه الرسالة.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]الدرس الرابع: لا تبنِ قراراتك إلا على حقائق[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]واستكمالاً للدروس.. فماذا كنت ستفعل لو كنت مكان سيدنا سليمان عليه السلام؟ ولماذا تجهد نفسك؟ فالإجابة موجودة وموثقة في [/COLOR][/FONT][/SIZE][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]القرآن[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] العظيم ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (27)﴾ (النمل)، وهذا درس عظيم آخر في [/COLOR][/SIZE][/FONT][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/12999/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]الإدارة[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] لا يمكن للقائد أن يبني قرارًا- خاصة إذا كان من هذا النوع الإستراتيجي- إلا عن بينة وحقائق لا تحتمل أي لبس أو تخمين، فكثيرًا ما نرى الخلط بين أمور ثلاثة لدى الكثير من المديرين، بل من الناس عمومًا وهذه الثلاثة هي: الحقائق.. والافتراضات.. والأحكام أو القرارات.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]فإن ما قاله الهدهد لا يزال بالنسبة إلى سليمان مجرد افتراض قد يحتمل الصواب أو الخطأ، ومن ثم لا يجب أن يبني عليه حكمًا أو قرارًا إلا بعد تحويله إلى حقيقة، وهذا يحتاج إلى تبين وتأكد ودراسة واختبار لصحة الافتراض من عدمه.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ويجب البعد في ذلك عن العواطف والانفعالات والنواحي الشخصية، وهذا بالضبط ما فعله سليمان عليه السلام مع الهدهد؛ حيث قال: ﴿سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ﴾ أي سوف نتأكد أو نتبين مدى صحة ما تدعيه، وحينئذٍ يتم اتخاذ القرار المناسب، ليس فقط بشأن الهدهد وعقابه أو ثوابه، وإنما بشأن القرار الأهم وهو المتعلق بقوم سبأ هؤلاء وما يجب اتخاذه حيالهم، وهو قرارٌ إستراتيجيٌّ مهمٌّ يتطلب وضع خطة على أعلى مستوى لتحويلهم.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]الدرس الخامس: اصطياد عصفورين بحجر واحد[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]لم يكد سيدنا سليمان عليه السلام يسمع من الهدهد حججه التي لم يسقها فقط كي ينقذ نفسه من عقاب سليمان عليه السلام الذي توعَّده به، وإنما ليوصل له معنى معينًا أراد توصيله له، وهذا المعنى هو أن هناك قومًا ليسوا على رسالته ولا يؤمنون بما يؤمن به، وعليه أن يأخذ بأيديهم ليصبحوا على نفس رسالته.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]لم يكد سليمان عليه السلام يسمع ذلك حتى بدأ في العمل دون إضاعة للوقت؛ حيث انصبَّ تفكيره على أمرين: [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]الأول: التأكد مما ساقه الهدهد من معلومات، وهل هي فعلاً بمثابة حقائق غير قابلة للجدل أو النقاش أو الاختلاف! [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]الثاني: البدء فورًا في رسم خطة عمل على أساس علمي ومدروس؛ ليسوق لهؤلاء القوم فكرته وليبيع لهم بضاعته وليأخذ بأيديهم في نهاية المطاف إلى الدخول معه في دين الله الذي يؤمن به ويعمل له ويعيش من أجله. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]والعجيب أن القائد الفذ سليمان عليه السلام اهتدى لوسيلة تخدم في الغرضين معًا، وهي أن يرسل الهدهد نفسه برسالة يحملها إلى ملكتهم ويرقب من بعيد ماذا يفعلون ويرجعون.. ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)﴾ (النمل).[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]فكأنه عليه السلام إنما أراد أن يتيقن من صدق الهدهد أو كذبه، من خلال هذا الكتاب "الرسالة" وفي نفس الوقت يتعرف على ردود أفعالهم تجاهها وطريقة تفكيرهم وأسلوبهم، ويمهد في نفس الوقت لعملية التغيير التي بدأ التخطيط لها، وذلك بإحداثه نوعًا من لفت الانتباه الشديد لهم إلى شيء آخر يجهلونه أقوى منهم، وأقدر عليهم، فهو يصل إلى ما لا يمكن أن يصل إليه أحد بسهولة، وهو مخدع الملكة نفسها.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ويخلق لديهم اضطرابًا وخلخلةً تعتبر بمثابة تمهيد مهمّ للغاية في إذابة الجمود الشديد الذي سيطر عليهم فيما يتعلق بأمر عقيدتهم الفاسدة المسيطرة عليهم كما سبق وأوضح الهدهد في تقريره. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]الدرس السادس: رسالة نموذج[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]وبالفعل حمل الهدهد الرسالة، وأدى مهمته على خير وجه وبإتقان شديد، دون أن يلحظه أحد، أو يعترض طريقه، فما تلك الرسالة إذن، وما هو محتواها؟ وما هو تأثيرها؟ قال تعالى على لسان بلقيس ملكتهم: ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)﴾ (النمل). [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]وكما توقفنا سابقًا أمام أعظم تقرير صاغه الهدهد، فإننا أحرى بنا أن نقف الآن أمام أعظم نموذج لرسالة صاغها سليمان عليه السلام كما أوردها [/COLOR][/FONT][/SIZE][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]القرآن[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] الكريم على لسانه، فالرسائل لها أصول في كتابتها وأجزاء يجب أن تراعيها، وترتيب لهذه الأجزاء، وهدف يمثل صلب الموضوع يجب أن توصله، وكل ذلك يجب أن يتحقق مع غاية الإيجاز الذي لا يخلُّ بالمعنى المراد.. ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ﴾.. هكذا كان افتتاح الرسالة أو أعلاها، وهو هنا يحدِّد أمرًا استقر عليه المختصون في أمر الكتابة الإدارية فيما يتعلق بالمراسلات والمكاتبات، وهو ضرورة أن يكون هناك جزءٌ أعلى يحدد فيه:[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]- ممن الرسالة. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]- ولمن.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]- والموضوع.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ثم يذكر المطلوب الأساس بعد ذلك، وهو ما تضمنته هذا الإيجاز.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]- فالرسالة من سليمان، بصرف النظر عن مدى علمهم من هو سليمان هذا أو عدم علمهم، وما هي يا تُرى قوَّته؟ وماذا يكون عليه ملكه؟[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]- أما لمن؟ فإنه ليس بالضرورة يجب كتابته؛ حيث ثم إلقاء الكتاب في يد من يراد له قراءته مباشرةً تقريبًا، ومن ثم ليس في الأمر غموض أو لبْس لمن توجه إليه، إنما التركيز هو ممن أتت.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]- طبيعة الموضوع بإيجاز: ﴿وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ هذا ما يمثِّل تقدمة عن طبيعة الموضوع الذي تحمله الرسالة، ولعل هذه الجملة- رغم إيجازها- [/COLOR][COLOR=blue]تحقق الكثير من الأغراض، وهي:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]- أولاً: توضح طبيعة الموضوع الذي تتناوله الرسالة.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]- ثانيًا: تمثل خطوةً أولى في خلخلة الوضع النفسي لهم.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]- ثالثًا: تمثل وضعًا مثيرًا أو يدعو إلى التفكير والبحث والدراسة عمَّن هو هذا الذي يتحدث سليمان باسمه؟ والذي قال عنه: "الله، الرحمن، الرحيم"، فمن هو؟ وما قوته؟ وأين هو مما نعبد نحن؟ وأيهما حق؟ وأيهما باطل؟ وأيهما أقوى؟.. إلخ من ذلك الأسئلة.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]صلب الموضوع:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]﴿أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)﴾ (النمل).. هذا هو نهاية الرسالة وكل ما يتعلق بها تم إيجازه بهذا الشكل المركز جدًّا دون إحالة أو إضاعة للوقت في القيل والقال، والمقدمات.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]الأول: النهي [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]﴿أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ﴾ أي عليهم أن يلزموا حدودهم ولا يتعدوا قدرهم، ويعودوا إلى صوابهم ويلزموا عقلهم ورشدهم، ويُنزلوا الآخرين "سليمان عليه السلام" قدره، ويعطونه مكانته التي تعلوهم، ويعرفوا قوته التي لا طاقة لهم بها والتي يستمدها أصلاً من قوة الله الرحمن الرحيم. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]الثاني: الأمر [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]﴿وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ فبناءً على ما سبق ليس لكم إلا أن تأتوا إليَّ مذعنين، مسلمين، دون قيد أو شرط، أو تأخير، وكما هو واضح فإن الرسالة- رغم شدة إيجازها- تضمنت من الحزم والحسم في كلماتها القليلة ما يجعلها تحقق الهدف الذي صيغت من أجله، وهو ذلك المتعلق بالتأثير في نفسية الملكة ومن معها.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]وهذا ظهر بشكل واضح وجلي في الحوار الذي دار بعد ذلك بين الملكة وقومها كما أوضحه [/COLOR][/FONT][/SIZE][URL="http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/15497/posts"][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black]القرآن[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black] في سياق القصة كما جاء في سورة النمل، ولكننا نقف عند هذا الحد الذي عمق تلك الرسالة النموذج؛ ليس فقط في صياغتها من حيث الشكل، وإنما أيضًا في مضمونها وأهدافها ومعانيها؛ حيث حقق سليمان عليه السلام بذلك ما كان يرمي إليه كقائد فذٍّ صاحب رؤية ورسالة، وذي يقظة وعدالة، فظهر له صدق الهدهد ودقة ما ساقه من بيانات، وأنها تمثل حقائق لا أوهامًا أو تخمينات.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]كما أنه وفي نفس الوقت قد تمكن من تنفيذ أول خطوة من خطوات إدارة تغيير هؤلاء القوم لتحويلهم مما هم عليه من الضلال إلى الهدى، وليضع توصية الهدهد التي ذكرها في نهاية تقريره موضع التطبيق، حينما قال له ﴿أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)﴾ (النمل).[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]ولن ندرك معنى هذه الخطوة ولا مدى تأثيرها في إدارة عملية التغيير عمومًا والتي قام بها سليمان عليه السلام خصوصًا؛ إلا إذا وقفنا وقفةً أو وقفاتٍ خاصةً أمام موضوع التغيير والنماذج أو السنن التي تحكمه، وهو ما سوف نحاول التعرض له بإذن الله تعالى في مقالات تالية.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [RIGHT][B][SIZE=4][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]لكن ما نريد أن نختم به تلك الدروس العظيمة عن الهدهد في هذه المقالة هو أن ما سبق أن قدمه الهدهد من معلومات تمثل حقائق يقينية في تقريره وما أوصى به من توصيات لقائده وما قام وساهم به من عمل وجهد في ضوء توظيف سليمان عليه السلام لطاقاته؛ قد ترتب عليه صياغة خطة دقيقة ومحكمة لإدارة عملية تغيير مخططة ومتعمَّدة؛ انتهت إلى النجاح الكامل في تحويل هؤلاء القوم بقيادة ملكتهم من عبادة الشمس إلى عبادة الله الواحد القهار، وأسلموا مع سليمان لله رب العالمين، دون استخدام أي نوع من أنواع القهر والإجبار أو القتال، فأي درجة من التناغم والتفاهم يمكن أن تحدث بين قائد وجنوده لتحقيق رسالتهم وأهدافهم بكفاءة وفعالية أعلى من ذلك؟![/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/RIGHT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=blue]د. محمد المحمدي الماضي[/COLOR][/SIZE] [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم الثقافي
ركن تطوير الذات
تعلم فن الادارة من هدهد سليمان عليه السلام .