أول مرة أصلي((تصحيح الصلاة استعدادا لرمضان))

طباعة الموضوع

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
أول مرة أصلي
ليست مبالغة ولكنها حقيقة ... هنا بإذن الله تصلح صلاتك
ومن صلحت صلاته صلح سائر عمله وفاز فوزا عظيما بصدق
قول النبي – صلى الله عليه و سلممن حديث أبي هريرة
رضي الله عنه - " أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة
فإن صلحت فقد أفلح ونجح وإن فسدت فقد خاب وخسر "
... وفي رواية أخرى عن أنس – رضي الله عنه
- " أول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت
صلح سائرعمله وإن فسدت فسد سائر عمله "







ولذا ... أرجوك ألا تلفت لغير الموضوع وأنت تقرأه فلو علمت
أنه سبب فلاحك وفوزك بإذن الله فكيف تقرأ متعجلا أو تقرأ بعينك
دون قلبك ؟! فالخاسر أنت !! ولاأرضى أن تخسر هذه المعاني
السامية .. فبالله عليك اقرأ وتأمل و استشعر معنى ما تقرأ




أما قبل
أيكم بطل هذه القصة؟

عن أبى هريرة – رضي الله عنه – أن رجلا دخل المسجد ورسول
اللهجالس في ناحية المسجد فصلّى ثم
جاء فسلم عليه فقال له رسولالله –صلى الله عليه وسلم
وعليك السلام ارجع فصلّ فإنك لم تصلّ فصلّى ثم جاء فسلم فقال
وعليك السلام ارجع فصلّ فإنك لمتصلّ فصلّى ثم جاء فسلم فقال
وعليك السلام ارجع فصلّ فإنك لم تصلّ فقال له في الثانية أوفي
التي تليها علمني يا رسول اللهفقال:
" إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبّر ثم
اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع
حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى
تطمئن جالسا ثم افعل ذلك فيصلاتك كلها "



كي لا تكون بطلا لهذه القصة إاليك هذه القواعد الهامة

1-قلما تجتمع الجودة مع السرعة فأعط الصلاة حقها ولا تستعجل في آدائها ولا تسرق منها فإنما تسرق من خشوعك وإيمانك

2-التنوع أساس لأن التكرار أول طريق الملل والسهو والغفلة فغيّر أذكار الصلاة وتفكّر في معانيها ولا تُكرر نفس الأذكارفي كل صلواتك.

3-لا تقرأ بسرعة وتنسى بل اقرأ القليل وتشرّب معانيه واعمل به تصل إلى الكثير بإذن الله.


4- قم إلى الصلاة متى سمعت النداء وبكّر إليها لتطرد هم الدنيا واعلم أن خشوعك سيكون مكافأتك.


5- اعلم أن هناك أوقات يكون قلبك أكثر استعدادا وقبولا وأطهر روحا فالتمس تلك الأوقات و اعط قلبك حظه من الصلاة فيها


6- أطل في الصلاة منفردا ولا تطل إن كنت إماما فهو أقرب للإخلاص وصلاة الفرد والنافلة أرجى للخشوع

7-احفظ أذكار الصلاة المأثورة عن النبي
بأنواعها ورددها لتعيش مع الصلاة وتصلّي كما صلّى


8-جوف الليل أخشع وأحب للرب وأقرب للرحمة وأبعد عن
الأشغال وأدنى للإخلاص ويستقبل الله فيه كلام من أحبّه وناجاه


9- الخشوع من الإيمان والإيمان يزيد وينقص والخشوع يزيد وينقص وبقدر عملك الصالح في يوم يكون خشوعك.


10-إذا لم تسع في زيادة خشوعك فسيهاجم الشيطان خشوعك الحالي ليقل ويتضاءل لتتحول صلاتك إلى عبء ثقيل ثم تكسل وتؤخر وقتها والحل أن تعلو لكيلا تهبط وتزيد لكيلا تنقص وتتطلع إلى مقام أعلى وأخشع.


11-لا تنشغل في صلاتك بدنياك واقض حاجتك قبل دخولك في الصلاة لتصلي بقلب فارغ خاشغ.

أما بعد

فهي رسالة أوجّهها إلى نفسي وإلى الأكثرية الغالبة من المصلين في وقت قلّ من يقيم للصلاة ركوعها وسجودها وخشوعها ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم" أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا " حديث

قال الإمام أحمد بن حنبل " إنما قدرهم من الإسلام على قدر حظهم من الصلاة ورغبتهم في الإسلامعلى قدر رغبتهم في الصلاة فاعرف نفسك واحذر أن تلقى الله ولا قدر للإسلام عندك فإنقدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك "

ورجائي في الله كبير أن يغيّر حالكم ويورثكم الخشوع لتحسّ بقول النبي – صلى الله عليه وسلم" وجعلت قرة عيني في الصلاة "

أخي ... الخشوع تذلل القلوب لعلام الغيوب والقلب أمير البدن فإذا خشع القلب خشع السمع والبصر والوجه وسائر الأعضاء وما نشأعنها حتى الكلام

الخشوع يقظة حتى لا يلتفت القلب وهو من أنفع العلوم وأجلّها لذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم - يستعيذ من قلب لا يخشع لأن القلب الذي لايخشع علمه لا ينفع ودعاؤه لا يسمع.

ولكن ... أطمع في أكثر من الخشوع بكثير فلي هدف أبعد من الصلاة وهو الإقبال على الله في سائر الشئون فلا تقطع أمرا دونه وتكمّل حقوق العبودية على الوجه الذي يرضي الرب سبحانه وتعالى

تغرس بذور التربية الذاتية في قلبك فتخشع ولو كنت الخاشع الوحيد في مسجدك فتتربى على أن تستقيم ولوانحرف الكون كله ويضيء قلبك ولو عمّ الظلام قلوب من حولك
تربي نفسك على المسئولية الفردية والمحاسبة الفردية والتهيؤ للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة كما وقفت بين يديه في الصلاة في الدنيا
تشارك في إحياء الأمة ونصرتها عن طريق صلاة الخاشعين وتضرعهم وماأحوجنا لدعوة صادقة من قلب منيب

فليست الصلاة حركات تستغرق ساعة من اليوم وينقضي الأمر وتنسى معاني الصلاة لكنها حركة وثورة تغيير تستهدف تعديل مسار الحياة لتعيد صياغتها على عين الله
... أسأل التوفيق والسداد و ادراك غايتنا القريبة والبعيدة من هذه الرسالة

من كتاب (أول مرة أصلى ، تأليف خالد أبو شادي)
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
استجداء المغفرة


اللهم إنا نستغفرك من كل سهو سهوناه ونحن بين يديك ... ونستغفرك من كل التفات إلى غيرك ونحن في بيتك ... ونستغفرك من كل خاطردنيوي شغلنا به ونحن نتزود للآخرة ... ونستغفرك من كل تعظيم لغيرك خالج صدورنا ونحن في قبضتك ... ونستغفرك من كل عجلة نقرنا بها صلاتنا في غفلة ... ونستغفرك من كل شهوة خطرت ببالنا ونحن نناجيك ... ونستغفرك من ... ومن ... ومن ...
وإلى هنا استحى القلم من تكرار سرد جرائمه في حقك ... لكن حسبي أنني طامع في سحابة مغفرة ربانية تمطر قلوبنا المحاصرة بغبار الذنوب والمدنّسة بالغفلات
فهل ترحم ضعفي ... وتعطف عليّ ... وتستجيب لي ... يامولاي؟!

الضربة القاضية


كم مرة هزمك الشيطان في معركة الصلاة وكم ألهاك عنها ؟ثم ولّى مدبرا يُقهقه فرحا بغوايتك ....كم صلاة ضاعت عليك وأنت لا تشعر وذهب خشوعها وخضوعها وأنت تبتسم ؟... كم مرة كانت لصلاة عبئا ثقيلا عليك واستقبلتها بالكسل والفتور ؟
هل ذقت يوما طعم قول حبيبك – صلى الله عليه وسلم" وجعلت قرة عيني في الصلاة "

لقد ساق الله إليك هذه الرسالة لتكون إمدادا ربانيا ورحلة روحانية رائعة تلتذ معها بطعم الصلاة فتأتيها في لهفة وترتوي روحك ويرقى إيمانك وحينها ترفع راية الظفر منتشيا فوق ارض عدوك بعدما ولّى مدبرا ينتحب.


سر الصلاة الإقبال



سر الصلاة وروحها ولُبّها هو إقبالك على الله بكل ذرة من كيانك ولا ينبغي أن تصرف قلبك عن ربك إلى غيرهفي الصلاة.. فالصلاة صندوق مغلق لا يُفتح إلابمفتاح الإقبال على الله ولا يعطي اسراره إلا لمن جعل همّه واحدا .. فالكوب الممتلئ لا يقبل المزيد إلا إذا فرّغته والقلب لا تدخله معاني الصلاة إلا إذا فرغته من هموم الدنيا.
فاجعل الكعبة قبلة وجهك وبدنك ورب الكعبة قبلة روحك و قلبك واعلم أنه على قدر إقبالك على الله يكون إقبال الله عليك وإذا أعرضت أعرض الله عنك.

ومن الإقبال على الله في الصلاة

إقبال العبد على قلبه ليحفظه من الشهوات والوساوس والخواطر الدنيوية التي قد تبطل الصلاة أو تنقص من أجرها .
إقباله على الله بتعظيمه ومراقبته فيعبده عبادة من يراه ويقف بين يديه .
إقباله على معاني كلام الله وتدبره للقرآن ولأذكار الصلاة .

الوضــــوء



تطهّر بالوضوء من الأوساخ وأقدم على ربك متطهرا واعلم أن ظاهر الوضوء طهارة البدن وأعضاء العبادة وباطنه طهارة القلب من أوساخ الذنوب و المعاصي لذا ربطه الله بالتوبة في قوله" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "وبعد الوضوء تقول " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله "
ثم تقول" اللهم اجعلني من التوابين واجعلني منالمتطهرين "
لتُفتح لك أبواب الجنة الثمانيةتدخل من أيها شئت كما صحّ عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-

فكمّل مراتب العبودية والطهارة باطنا وظاهرا .. تطهر من الشرك ومن الذنوب لتدخل على الله عز و جلّ وتقف بين يديه .. بل وحافظ على الصلاة بعد كل وضوء لتحظى بما حظي به بلال رضي الله عنه لما سأله النبي – صلى الله عليه وسلم
" يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإن يسمعت دف نعليك بين يديّ في الجنة قال : ما عملت عملا أرجى عندي أني لم اتطهر طهورافي ساعة من ليل ولا نهار إلا ماصليت بذلك الطهور ما أذن الله لي أن أصلّي "

وأنت كلما زرت ملكا من ملوك الدنيا ارتديت أجمل الثياب وتعطرت بأزكى العطور,أليس ملك الملوك أولى بذلك؟!
بل ان الله سبحانه وتعالى جعل الوضوء عبادة مستقلة بنفسها ورتّب عليهاتكفير الذنوب والوضوء الخالي من النيّة وحضور القلب لا يكفّر الذنوب بالاتفاق وليس مأمورا به بل ربما لا تصح به الصلاة

وتأمل رحمة الله أن شرع الوضوء على أكثرالأعضاء مباشرة للمعاصي لتغتسل من الذنوب ولتتطهر من الأوساخ وهي كذلك أسهل الأعضاء غسلا فلا يشق تكرار غسلها فما الحكمة في تشريع الوضوء عليها دون سائرالأعضاء

كان علي بن الحسين إذا توضأ اصفر لونه وردّ على من سأله بقوله أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم ؟
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنرسول اللهأتى المقبرة فقال‏:‏‏"‏السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددتقد رأينا إخواننا‏"‏
قالوا‏:‏ أولسنا إخوانك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أنتم اصحابي، واخواننا الذين لم يأتوا بعد‏"
قالوا‏:‏ كيف تعرف من لم يأتِ بعد من أمتك يا رسول الله‏؟‏
فقال‏:‏ ‏"‏أرأيت لو أنرجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله ‏؟‏‏"‏ قالوا بلى يارسول الله، قال‏:‏ فانهم يأتون غرًا محجلين من الوضوء وفرطهم على الحوض (‏رواه مسلم‏)

وعنه رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله يقول‏:‏ ‏"‏إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته، فليفعل‏"‏ ‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏

فأطل غرتك ليعرفك رسول الله
- على الحوض.
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
الذهاب للمسجد



وما بين كل صلاة وصلاة تستهدفك ألوان الغفلة والقسوة والخطايا فيبعدك ذلك عن ربك وينحّيك عن قربه وربما ألقيت بيدكإلى عدوك فأسرك وغلّ يدك وقيّدك وحبسك في سجن نفسك ودنياك وهواك وهو معنى الاحتراق في قوله – صلى الله عليه وسلم- " تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصرغسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتمالعشاء غسلتها ثم تنامون فلا يُكتب عليكم حتى تستيقظوا " حسنالترغيب والترهيب -

لذا دعاك ربك للصلاة خمس مرات تتحرر فيها من أسر عدوك وتعود فيها إلىربك ولا ينبغي أن تعود بغير وجه التذلل والانكسار لتستدعي عطفه وإقباله ولهذا كانالمجيء إلى المسجد من تمام العبودية الواجبة عند قوم والمستحبة عند آخرين وللمشيإليها أعظم الثواب

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيقال‏:‏"من غدا إلى المسجد أو راح، أعدّ الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح‏"‏‏.‏ ‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏
وعنه أن النبيقال‏:‏‏"من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله كخطواته، إحداها تحط خطيئة، والاخرى ترفع درجة‏"‏ ‏‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏
وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي‏:‏"‏بشروا المشائين في الظُلَم إلى المساجد بالنور التام يومالقيامة‏"‏ ‏‏‏(‏رواه ابو داود والترمذي‏)‏‏
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال‏:‏ ‏"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا،ويرفع به الدرجات‏؟‏ ‏"‏ قالوا بلى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏اسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط،فذلكم الرباط‏"‏ ‏‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏‏‏
وعن أبي سعيد الخدري رضي اللهعنه عن النبيقال‏:‏ "‏إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان، قال الله عز وجل ‏{ ‏إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر‏ }‏‏‏الاية‏. (‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏)‏‏
تخيل ثواب الصلاة في المسجد ... وكم تصلي في البيت .. وكم ضيعت من حسنات واجور لابد أنك يوما ستندم عليها


استقبال القبلة



واستقبل القبلة بوجهك واستقبل الله بقلبك واصرف نفسك عن كل شيء سوى الله والوجه يتبع القلب ويأتمر بأمره وقم مقام المتذلل الخاضع المسكين المستعطف لسيّده وارفع يديك للتكبير عاليا إلى حذو منكبيك بل إلى شحمة أذنيك على هيئة المستسلم وكما ألقيت بظاهر كفيك واستدبرت الدنيا فألقها من قلبك هذه الساعة
واستقبل بباطن يدك الكعبة وبقلبك رب الكعبة وكن ناكس الرأس خاشع البصر
وإياك أن تلتفت بعينك فإن الله ينصب وجهه الكريم لوحه عبده في الصلاة ما لم يلتفت
ولا يزال مقبلا عليك فإذا التفت بقلبك أو بصرك أعرض الله عنك
وإنما هي سرقة الشيطان من إيمانك وأنت لا تشعر .. فاحذر ..
وغمّض عيني قلبك عن الالتفات لغير الله وكما قال الحسن " كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أقرب "


أيها الساهون في صلاتكم .. أيهاالتائهون عن أجمل لحظات قلوبكم .. وأشهى وجبات أرواحكم .
ياغارقون في سُكر الشهوة والغفلة أنصحكم "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون " البقرة 222

أخي .. أزل حجاب الشهوات والوساوس والدنيا وأقبل علىالخالق جل وعلا يُقبل عليك

التكبير

ثم كبّر الله لتملأ قلبك من التعظيم والإجلال ليترجم لسانك ولاتكبّر بيدك دون قلبك وأول آفة يخلّصك منها التكبير هي آفة الكذب فالتكبير الصادق تعلن أنفي قلبك من كل شيء فاحذر وأنت تكبّر أن يكون شيء في قلبك أكبرمن الله فتُكتب من الكذّابين لأن هواك أكبر

والآفة الثانية التي يطهّرك منها التكبير هي التكبُّر المنافي للعبودية فلست خيرا من غيرك ..والكبر هو أكبر مانع من الانتفاع بآيات الله التي ستقرؤها في صلاتك " (سأصرف عن آياتي الذين يتكبّرون في الأرضبغير الحق " الأعراف 146

لذا تناول هذه الجرعة الشافية في الصلاة مرات ومرات لتتذكر المعنى وتخرج من صلاتك متواضعا
لأول مرة : يخرج التكبير من قلبي حقا وأستشعر معناه وأنطق به بقوة متخذا منه صرخة تحذير وجرس تنبيه ينتشلني من الغفلة والنسيان والسهو.

عبودية الاستفتاح

واقرأ دعاء الاستفتاح قائلا" سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك "
تثني بذلك على الملك الذي وقفت بين يديه وألق ِبهذه التحية والثناء تعظيما ومقدمة بين يدي سؤال حاجتك مما يستجلب إقبال الله عليك ورضاه عنك

أو ادخل من باب المذنبين المرتدين ثواب الاعتراف عساه يرحمك بقولك " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كماباعدت بين المشرق والمغرب , اللهم نقّني من الخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبَرَد "
.. إنه مدخل هام وعهد جديد في تاريخ توبتك يتعدّى اللسان ويصل الجوارح لتُقدّم بصلاتك البرهان على جديّتك في التوبة ..يتنظّف قلبك ليستقبل آي الذكروأذكار الصلاة فلا يُجدي مع الثوب الوَسِخ البخور فاغسله قبل أن يُعطّر

واعلم أن ذلك من تجديد التوبة خمس مرات في اليوم ولا مكان أنسبمن المحراب ولا مقام أرجى من الصلاة لتتوب ويعفو الله عنك

أو امزج بين الدعائين في دعاء جامع" وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما ومامن المشركين , إن صلاتي ونسكيومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أُمرت ومن المسلمين , اللهم أنت الملك لا إله لي إلا أنت , أنت ربي وعبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت , لبّيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك تباركت وتعاليت , أستغفرك وأتوب إليك"
الاستعاذة


فإذا شرعت في القراءة فقدّم الاستعاذة بالله من الشيطانالرجيم فالصلاة معركة الشيطان ولا مقام أعظم ولاأغيظ ولا أشد على الشيطان من هذا المقام وهو حريص على هزيمتك في أشرف مقاماتك وأنفعها في دنياك وآخرتك فهو يشحذ قواه ليصرفك عن الصلاة بالكلّية فلا تصلي أو يسرق منك قلبك ليشغلك عن العبودية وأنت بين يدي ربك

فالاستعاذة رحمة من الله بك وحرصا عليك وحبا لك لأنه لا طاقة لكبعدوك
ولذا كان مما قال شيخ الإسلامابن تيمية لتلميذه ابن القيم يوما" إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشغتل بمحاربته ومدافعته وعليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف عنك الكلب ويكفيكه ".

تفاعلية القراءة


ثم ابدأ في القراءة واستشعر أنك في مقام مخاطبة ومناجاة الربِّ جل وعلا فاحذر مقته وسخطه بأن تناجيه وقلبك معرض أو مشغول عنه فلا تلتفت بعد أن قرّبك ملك الملوك إليه وأقامك بين يديه

واستشعر جلال الفاتحة وأنها أعظم سور القرآن فالله يجيبك بنفسه بعد كل آية لذا قف عند رأس كل آية وقفة يسيرة واسمع بأذني قلبك جواب ربِّك لتسمعهكما ورد في الحديث – يقول " حمدني عبدي " إذا قلت " الحمد لله رب العالمين "

لكن ما هو الحمد ؟ وما الفارق بينه وبين الشكر ؟
الحمد أعمّ من الشكر فكلاهما ثناء على الله والحمد يشمل الشكر على النِّعم ويحمل معنى الثناء الحسن على الله بما هو أهله لصفاته الجميلة وأسمائه الحُسنى الجليلة والحمد لله تملأ الميزان ومن كمال الحمد أن تعلم أن حمدك للهة منه عليك يستحقعليها الحمد ولو استنفذت أنفاسك كلها في حمدة واحدة من نِعم الله كان عليك منالحمد أضعاف ذلك لكن فيمقابل تكرار حمدك يأتي تكرار ثوابك ومضاعفة أجرك

وأصدِق حمدك في حياتك كلها على ما تحب وما تكره حتى وإن غابت عنك حكمة ذلك وسلِّط الحمد علىسائر جوارحك فلكل جارحة حمد وحمد اللسان أسهل الحمد
وما بين مستقلّ ومستكثر يقع العباد على قدر معرفتهم بالله وكلما زادت معرفتك بالله زاد حمدك إذ تنفتح أمام قلبك الحُجب فترى نِعم الله التى لا تُحصى
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
نِعم منسيّة


التوفيق لطاعته .. واعتبربقول رجل مُبتلى أعمى مجذوم مقعد عريان يقول" الحمد لله علىته "
فقال له وهب بن مُنبِّه أي شيء بقى عليك من الة تحمد الله عليها فقال له
ارم ِببصرك على أهل المدينة فانظر إلى كثرة أهلها أو أحمد الله أنه ليس فيها أحد يذكره غيري !!


صحبة الصالحين .. واعتبر بقول الربيع بن خثيم لما قال له أبو وائل جئنا لتذكر الله عز وجل ونذكره معك وتحمد الله ونحمده معك فرفع يديه قائلا الحمد لله .. لم تقولا جئناك تشرب فنشرب معك ولا جئناك تزني فنزني معك .. وغيرناي فعله

الإفلات من الكفر .. واعتبر بقولأيوب الحمد لله الذي عافانا من الشركليس بيني وبينه إلا أبو تميمة – يعني أباه

لطف الله وإحسانه .. اشتهى شبل المدري اللحم فأخذه ليحمله فاختلسته الحدأة فنوى الصوم ورجع للمسجد فأقبلت الحدأة ونازعتها حدأة أخرى لتأخذ اللحم منها وذلك بجوارمنزله فسقط اللحم في حجر امرأته فقامت وطبخته ولما قدّمته له في إفطاره قال من أين هذا اللحم ؟! فأخبرته .. فبكى وقال الحمد لله الذي لم ينس شبلا وإن كان شبل ينساه !!
ثم قُل" رب العالمين "والمقصود بالعالمين : عالم الإنس والجن والحيوان والنبات والطير وكل عالم نعرفه وكل عالم لم نكتشفه بعد فهو وحده المتفرِّدبالربوبية لكل العالمين فهو رب العالمين وخالقهم ورازقهم ومدبّر أمرهم وموجدهم ومغنيهم

فإذا قُلت" الرحمن الرحيم "فقف .. كماوقف نبيك- تنتظر سماع قوله تعالى أثنى عليّ عبدي

وافهم أن قولك " الرحمن الرحيم " إعادة وتكرار لأوصاف كماله ف" الحمد لله رب العالمين " آية الحمد, و" الرحمن الرحيم "آية الثناء ولكل آية عبودية واجبة فاستشعر أن كلة
أبها عليك هي من الرحمن الرحيم فرحمته وسعت كل شيء فخلق خلقه برحمته وأنزل كتبه برحمته وأرسل رسله برحمته وخلق الجنةبرحمته وخلق النار أيضا برحمته فهي سوطه الذي يسوق به عباده المؤمنين لجنّته ويطهّربها أدران الموحدين

وإن كنتجاحدا للنِعم تنساها دائما فلا تنسى آخرة أبها عليك ..وهي مقامك بين يديه تصلي وتسترحمه وتدعوه وتستعطفه وتسألهفغيرك من المطرودين كثيروالمحرومون أكثرفكم جهل حلاوة الصلاة كثير فما أقبلوا وكم حاول المواظبة عليها كثيرفما أفلحوا .. وهؤلاء جميعا فاتتهم الرحمة وأدركتك أنت

فإذا قُلت" مالك يوم الدين "فظر ردّ الله عليك مجّدني عبدي والمالك هو الذي لا يحتاج لشيء ويحتاج إليه كل شيء وتبيّن الآية أنقضية الهداية قضية وقت فكل الخلق سيهتدون ولكن منهم من يهتدي في الوقت المناسب ومنهم من يهتدي في الوقت الضائعفالكل سيُقِر يوم القيامة بأن الملكلله الواحد القهار بينما يرى كثير في الدنيا أنهم مُلاّك للفلا يشكروها بليكفرون بها ونسوا أن المُلك معار لهم وأنهم مُستخلفون بل ومُمتحنون فيه وربط الله المُلك بيوم الدين فلا منازع له سبحانه حينها أما اليوم فكم من منازع ومُدّع للقدرة والجبروت

وسُمّي يوم القيامة بيوم الدين لأن الكل سيُدين لله بأعماله ويحاسبه الله سبحانه عليها وذلك من موجبات حمده كما" وقُضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين "

وتأمّل حالك يوم القيامة يوم تكون أفزع ما تكونوأعطش ما تكون وأعرى ما تكون وتتمنى الانصراف ولو إلى النار تأمل ذلك وأنت تقرأ هذه الآية واذكر كبرياء الله سبحانه وتعالى وعظمته وعدله ووحدانيته وصِدق رُسله فصفات العدل و الاحسان والجلال والعظمة كلها لله

فيا لذةذكر الله لك ثلاث مرات بـ حمدني عبدي وأثنى عليّ عبدي ومجّدني عبدي
ولو لم تخرج من صلاتك سوى بذكر الله لك بجلاله وعظمته فكفاك غنيمة لوكان قلبك حيا

وإذا وصلت" إياك نعبد وإياك نستعين "فقد وصلت إلى الآية المحورية والوقفة المفصلية في السورة وهي الآية التي تقسم الفاتحة ما بين الثناء قبلهاوالدعاء بعدهاوهي أول آية تطلب منك واجبا عمليا في القرآن وتتطلب مراجعة نفسك ومحاسبتها وعندهاظر قول الله هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل
فلا يعلم صدقك في قولك من كذبك إلا الله ولا يطّلع على ما يحويه قلبكوأنت تقرأها إلا الله
فكم من قاريء لقوله" إياك نعبد "وهو عابد لغيره منالمال والشهوة والجاه والسلطان يبيع دينه من أجلهم !وكم من قاريء لقوله" وإياك نستعين "وهو بستعين بغير الله ويتذلل إليه !

فتوحيدالألوهية في" إياك نعبد "وتوحيد الربوبية في" وإياك نستعين "وتجد الإخلاص في" إياك نعبد "وهو يتضمن العمل الخالص لله والعلم الخالص لله فلا رياء ولا سمعةترجوها بعملك ولا بعلمك والعبادة تجمع غاية الحب وغاية الذل والخضوع
واقصد بقولك" وإياك نستعين "تجديد العجز والاحتياج والتبرؤ من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته فأنت بالاستعانة تجمعبين الثقة بالله والاعتماد عليه فقد تثق بانسان ولا تعتمد عليه لعدم حاجتك إليه وقدتعتمد على إنسان مع عدم ثقتك فيه لعدم وجود من يقوم مقامه ... فلا تستعن بغير الله فيكلك إليه
معنى الهداية وأنواعها

من أمورفعلها المرء عاصيا واستغّل الشيطان ضعفه فأغواه وأضلّه فهو على غير الهداية علما أوعملا أو إرادة لذا فهو محتاج إلى التوبة

وأمور هُدي إلى أصلها دونتفصيلها فهو محتاج لهداية لتفصيلها كمن صلّى لكن صلاته لم تنه عن الفحشاءوالمنكر

وأمورأعتقد فيها الصلاح والخير وهي خلاف ذلك فهو محتاج لهداية كي تنسخ من قلبه هذاالإعتقاد الباطل كمن ظنّ أن إصلاح قلبه أهم من المبادرة بالعمل أو من أفتاه إبليسبجواز أكل الحرام والرشوة من أجل نفقةأبنائه

وأمورهو قادر عليها لكن لم تُخلق له إرادة فعلها فهو محتاج للهداية ليفعلها كمن أرادالمحافظة على الصلاة أو التزام الحجاب أو الحج وهو غني أو من قدر على التوبة لكنهللأسف .. مشغول

وأمور هوغير قادر على فعلها مع أنه يريدها فهو محتاج للهداية ليفعلها كمن يريد التصدّق غيرأنه لا يملك المال ومن أراد قيام الليل لكنه مكبَّل بأعباء المعيشة والسعي علىالرزق طيلة النهار وبعضا من الليل

وأمور غير قادر عليها وغير مريد لها فالهدايةتخلق عنده القدرة والإرادة ليعملها

وأمور هو قائم بها لكنه محتاج للثبات عليها حتىالممات

لهذا كله .. وغيره تحتاج قول " اهدنا "فأنت في فاقة شديدة وفقرعظيم لها في كل نَفَس
و طرفة عين وإلا هلكت لهذا فهي عدة مرات لشدّة الضرورةوالاحتياج لها

لأول مرة .. أقف مع نفسي وأحدد نقطة ضعفي ومن أين يأتيني الشيطانليضلّني وما لم أدركه من الهداية لأسعى له ولأول مرة أدخل الصلاة وكلّي عزم على الدعاء من أعماق قلبي أن أهتدي لما فاتني وأن أُرزق ما حُرِمت منه

ثم سل نفسك ما هو " الصراط المستقيم " الذي أدعو به منذ زمن ؟ وهل أعرف معناه ؟ إنه صراط واحد وليس اثنان لذا جاء معرفا بالألف واللام هل اهتديته أم لا زلت بعد في الضالين؟
ألا فاعلم ... أن الصراط المستقيم يتضمّن ستة أمور


1- معرفة الحق 2- قصده وإرادته 3- العمل به
4- الثباتعليه 5- الدعوة إليه 6- الصبر على أذى من دعوتهإليه
وباستكمال المراتب الستة تكون قدهُديت إلى الصراط المستقيم

لأول مرة ... أراجع نفسي في اقتفائي الصراط المستقيم من عدمه وأقف على ما لم استكمله من أركانه وأعرف قدر نفسي وتقصيرها في حق ربي ثم أخرج من الصلاة وحريص على إتمام الاستقامة على صراط الدنيا تمهيدا للاستقامة على صراط الآخرةوالعبور عليه نحو الجنّة
ثم تأمل أقسام الخلقالثلاثة بالنسبة للهداية

1-مُعليهم : بحصول الأركان واستمرارها وتذكّرهم في صلاتك واستشعر الرابطة الروحية والصلة الأخوية بهم واذكر رسول اللهوحوله الخلفاء الراشدون واذكرالصحابة والتابعين وعلمهموعملهم وثباتهم وجهادهم وخشيتهم وعدلهم .. واذكر رجالات قرننا فما أمّتنا بعقيم كالبنا وأحمد ياسين وادع الله أن يهديك سبيلهم جميعا لتُحشر معهم
ولاحظ قول الله " أنعمت عليهم "فلولا إنعام الله عليهمما اهتدوا ولولا فضله ما ثبتوا على الهداية فالفضل كله لله فارجع إليه صاغرامتواضعا

2-مغضوب عليهم :عارفون بالهدايه علما دون عمل ولذا غضب الله عليهم وأخرجهم منرحمته

3-ضالون :حائدون عن الهداية حائرون لا يهتدون إليها سبيلا لم يُعطوها ولم يوفّقوا إليها

فادع الله في صلاتك أن يهديك صراط الذين أعليهم لا صراط من عرف الحق ورفض اتباعه ولا صراط من ضلّ الطريق فلم يرَ الحق ولم يوفّق للعمل به

وتأمل إسناد فعل الإنعام إلى ضمير الجلالة ففيه رفع لقدر المُنعَم عليهم بنسب الإنعام والهداية لله جل وعلا بخلاف غيرهم من المغضوب عليهم والضالين

لأول مرة ... أراجع ذاكرة أيامي وصحيفة أعمالي وأخاف من أن أكون ممن عرف شيئا من الحق ثم نكصعنه فيغضب الله عليّ أو ممن زيّن له الشيطان باطله فرآه حقا وزيّن سيء عمله فرآهحسنا فأكون من الضالين
.التأمين ورفع اليدين

ثم اشرع في التأمين آخر هذا الدعاء تفاؤلا بإجابته وحصوله وأصغِ لتأمين الملائكة معك فقد قال النبي" إذاقال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوافإنه من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدّم من ذنبه"


ولهذا اشتدّ حسد اليهود للمسلمين حين سمعوهم يجهرون به قال– " ما حسدتكم اليهود علىشيء ما حسدتكم على السلام والتأمين"
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
الركوع

ثم ارفع يديك عند النزول للركوع تعظيما لأمر الله واتباعا لسُنّة النبي – صلى الله عليه وسلمثم اشرع في التكبير الذي هو شعار الصلاة في الانتقال من ركن إلى ركن ثم اهبط راكعا والركوع خضوع بظاهر الجسد لذا كالعرب لشرفها ومكها تأنف منه
فانزل برأسك استكانة لهيبة الله وتذللا لعزته وهو ما تعبّر عنه بانحناء صُلبك وخفض قامتك وتنكيس هامتك وكبّره معظما له ناطقا بتسبيحة مقترنا بتعظيمه لذا فالركوع ركن الخضوع للعظمة ولهذا قال النبي– " فأما الركوع فعظّموا فيه الرب ".. وانشد كمال العبودية في الركوع بأن تتصاغر وتتضاءل لربك فتُمحي كل تعظيم في قلبك لنفسك أو للخلق فالتعظيم لا يكون إلا لله وحده الذي لا شريك له
واحفظ أذكار الركوع عن ظهر قلب لأنها المعين على استحضار عظمة الرب والخضوع له وقد كان النبييطيل في الركوع كإطالته للقيام تماما ليكرّر الأذكار في تأنٍ وتدبر ومنها إلى جانب " سبحان ربي العظيم " وكلها
1- " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " .. و "الجبروت" من الجبر وهو القهر والغَلَبة فيقصم الجبّارين والمتكبرين أو بمعنى جبر الكسر فيرحم المظلوم والمكروبين أو بمعنى العلو فلا تناله الأفكار و "الملكوت" هو الملك الظاهر من آثار قدرته وعظمته والملك الغائب من الكرسي والعرش والجنة والنار وغيرها و "الكبرياء" وهي الترفّع عن الانقياد وهي صفة مذمومة في حق البشر ولكنها مدح في حق الله سبحانه لذا تفرّد سبحانه بالكبرياء وقال "الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قصمته" .. بل وحرّم سبحانه الجنة على من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر
2- " اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت ..خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي " ... وانظر إلى التخصيص بتقديم بك و لك و "خشع" أي خضع وسكن لك "سمعي" فلا يسمع إلا ما يرضيك فلا أسمع لغوا ولا غيبة ولا فاحش قول ولا غناء و "بصري" فلا يخون من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولا ينظر إلى حرام ولو خشع السمع والبصر لخشع المخ والعظم والعصب بل وكل خلية في الجسم ..

ولكن احذر أن يخالف حالك خارج الصلاة قولك داخلها فتتمرّد على الله ولا تخضع لأوامره ونواهيه فتكون قد كذبت على ربك وأنت بين يديه أو تردد ما لا تفهم أو نسيت ما عاهدت الله عليه في الصلاة ألا تستطيع أن تكون رجلا على مستوى الكلمة التي وعدت ربك بها ؟!....

أيها الراكعون راجعوا ركوعكم قبل أن ترفعوا رؤوسكم واعلموا أن قلوبكم أولى بالركوع من أبدانكم وإذا كان الكون كله قد خضع لله فلم يبقَ إلا أنتم
لأول مرة ... أعرض حصائد سمعي وبصري ومخي على قلبي وأحاسب نفسي على ما دخل سمعي وما رأت عيني وما فكّر به مخي من الحرام
لا تكن متمردا ....

يا من لم ترتدي الحجاب أو ارتديتيه دون أن تتأدبي بآدابه وتراعي قدسيته فتزيّنتِ وتعطّرتِ هل خضعتِ لله ؟
يا من تلوث ماله بالربا .. يا من أطلق لبصره العنان وأرخى لشهوته الزمام واقتفى أثر الشيطان .. يا من كَنَز المال فما أخرج الزكاة وبخل على نفسه بالصدقة هل خضعت لله ؟
يا من ساء خلقه وآذى جيرانه هل خضعت لله ؟
3" سُبّوح قُدّوس رب الملائكة والروح " .. "سُبّوح " هو المُسبّح أي المُبرأ من النقائص والشريك والولد وكل مالا يليق به و " قُدّوس " من القُدس والتقديس هو التطهير .. ومن عجيب ما جاء في تعريف اسم الله القُدّوس أنه المُنزّه عن كل وصف من أوصاف الكمال .!!

فأنت إن أردت أن تُثني على ربك نسبت إليه الكمالات التي تعرفها لكن الله سبحانه مُنزّه عن الكمالات البشرية التي يتصوّرها عقلك القاصر والتي قد تصلح أن تُنسب لنفسك أو لبشر مثلك لكنها لا تليق بالخالق العظيم فكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك لأنه أعلى وأجلّ
وقوله "رب الملائكة والروح" يساعد على تعظيم الرب بعظمة خلقه وهل أعظم من خلق الملائكة ؟! والروح هو جبريل عليه السلام ولتعلم عظمة خلق مَلَك واحد يكفيك حديث النبيال " " أُذن لي أن أحدِّث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام " فكيف لا تخضع له وقد خضع له من هو أعظم منك خلقا حتى ازدحمت بهم السماء فما فيها موضع قدم إلا ومَلَك ساجد لله
واسأل نفسك في جلسة صفاء وحضور قلب ونقاء هل أخضع لله بكل جوارحي وكياني في رمضان ثم أنساه بعد رمضان ؟ هل أرتدي الحجاب في موسم الحج والعمرة ثم أخلعه بعدهما ؟ هل أرجع لله تائبا مستغفرا تحت وطأة المرض أو الفقر ثم إذا شفاني أو أغناني أنساه وأهجره ؟ هل أبكي ويرقّ قلبي بعد موت قريب أو دفن حبيب ثم ما أسرع أن يلهيني الدينار وتعاقب الليل والنهار ؟ وبجملة ما سبق تجدك تسأل نفسك هل أخضع لله خضوعا موسميا أو مؤقتا ؟؟؟


4- " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك , اللهم اغفر لي " .. وطلب المغفرة نتيجة عملية وثمرة للخضوع لله و "وبحمدك" لأن كل ة بحول الله وقوته فتسبيح الله إشارة لصفات الجلال والحمد إشارة لصفات الكرم وتقديم الثناء والمدح أرجى لإجابة الدعاء "اللهم اغفر لي" ومع أن هذا الدعاء مشروع في الركوع والسجود فله طعم هنا وطعم هناك ففي الركوع يرتبط بالخضوع للعظمة والله بعظمته لا يُعجزه أن يغفر ذنوبك وان ك مثل الجبال الشاهقة أما في السجود فهو مرتبط بالتذلل لله والافتقار إليه

وبتقّلبك بين هذه الأدعية الأربعة إضافة إلى "سبحان ربي العظيم" تصل إلى هدف الركوع وهو الخضوع لعظمة الله سبحانه وإن لم تَصل لهذا المعنى فلا ترفع رأسك حتى تَصِله
لأول مرة .. أراجع نفسي في تحقق خضوعي لله هل هو في السر والجهر والجد والهزل والهدوء والغضب وفي كل أوقاتي وأحوالي ؟ أم أني خائن له في بعضها .. وبهذا أحدد التجاوزات وأسعى حثيثا فور التسليم لمعالجتها بعون الله وتوفيقه
القيام من الركوع

ثم قل إلى مقام الاستواء والاعتدال رافعا يديك واقفا في خدمة ربك وبين يديه كما كنت في القراءة واستبشر بقولك " سمع الله لمن حمده " فمعناه : سَمِع سَمْع قبول وإجابة ثم أحمد الله على ما حُرم منه غيرك كما في الفاتحة وأكثر من حمد الله والثناء عليه بقولك " ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد , أهل الثناء والمجد , أحق ما قال العبد وكلنا لك عبدك , اللهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد "...

وافهم المقصود " ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما" أي ملء العالم العلوي والسفلي والفضاء بينهما فهو حمد يملأ الكون والوجود و "وملء ما شئت من شيء بعد" وهذا يشمل ما فوق تصوّرات عقلك وإدراكه مما فوق السماء وتحت الأرض وما لم يُخلق بعد فهو لكل المكان والزمان والخلق و " أهل الثناء والمجد" لتعود للحمد والثناء والمجد ليتجدد تعظيمك لله و" أحق ما قال العبد" أي أن هذا الدعاء أصدق دعاء وأحقّ قول قاله العبد فليس فيه ذرّة كذب أو زيف و " اللهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت" تغرس في قلبك اليقين فالله هو المُتفرّد بالعطاء والمنع

لأول مرة .. أوقن بما قسم الله لي ويطمئن قلبي على رزقي وأجلي فلا أقلق ولا أضطرب ولا أحقد على غيري ولا أحسده بل يمتلىء قلبي بالرضا والتسليم

و "ولا ينفع ذا الجد منك الجد" أي لا ينفع عنده ولا يخلّص من عذابه ولا يُدني من كرامته رئيس ولا ملك ولا غني ولا ذو سلطان إنما ينفعهم التقرّب إلى الله بطاعته وإيثار مرضاته .. فعِش في أنوار هذا الدعاء أو اختر الدعاء الذي تتسابق الملائكة في رفعه " ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا ا مباركا فيه " أو قُل " اللهم ربنا لك الحمد " فإن حدث ووافق حمدك حمد الملائكة من حولك فيا بشراك بمغفرة ما تقدّم من ذنبك كما أخبر حبيبك
على موائد السجود

ثم كبّر الله وخرّ له ساجدا ولا ترفع يديك للسجود لأن اليدين ينحطّان للسجود كما ينحطّ الوجه فهبوطهما يُغني عن رفعهما ولم يُشرع كذلك رفعهما عند القيام من السجود لأنهما يُرفعان معه كما يوضعان معه .. والسجود أبلغ هيئات العبودية لذا أمرنا الله به خشوعا وتذللا بين يديه لتنسلى كبرك أو استعلاءك
ويكفي السجود شرفا أن الله تعالى جعل علامته في أشرف أعضاء الإنسان وهو الوجه حين قال " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " الفتح 29 وفسرها مجاهد بأنها الخشوع وفسّرها غيره بأثر الخشوع وهو النور والبهاء الذي يعلو وجوه الساجدين .. ويكفيه فضلا أن النبييعرف أُمّته يوم القيامة بكونهم غُرا من أثر السجود فمن كان أكثر سجودا في الدنيا كان وجهه أعظم ضياءً وأشد إشراقا يوم القيامة فيعرفه النبيأسرع من غيره ولقد سجدت الأمم من قبلنا فلم يظهر على جباههم شيء فتلك علامة تُميّزنا يوم الحشر

وظائف السجود الستة

1- الذل والإفتقار

مكِّن أعز أعضائك وهو الوجه من أذل الأشياء وهو التراب لتتدارك ما نزل بك من الغفلة والإعراض وأقرب باب تدخل منه على ربك هو باب الإفلاس فلا يرى لنفسه حالا ولا مقاما يمنُّ به على ربه أو يتطاول به على خلقه بل يدخل من باب الافتقار والإفلاس ويشهد أن في كل ذرة من ذراته فاقة تامة وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى وإن تخلى عن ربه طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تُجبَر إلا بالعودة لمولاه ليتداركه برحمته
وإن أمكنك أن لا تجعل بينك وبين الأرض حائلا فتسجد على الأرض مباشرة فافعل فذلك أجلب للخشوع وأدلُّ على الذل وهكذا كان يفعل النبيوتيقّن أن الأرض سترُد إليك يوما ما هذا الجميل وكما قال عطاء الخرساني "ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت" ... وضع رأسك راغما أنفك مُعفّرا وجههك وقد سجدت يداك وركبتاك ورجلاك وارفع بطنك عن فخذيك وفخذيك عن ساقيك وعَضُديك عن جنبيك ولا تضعهما على الأرض ليأخذ كل عضو حقه من الخضوع والخشوع
وبقي خشوع الباطن فلا بُد للقلب من السجود كما سجد الجسد فكن متذلل القلب لعظمة ربك مُنيبا إليه مُستكينا خاضعا مُنكسرا فعليك بسجود القلب سجدة لله لا يرفع منها حتى تلقاه

2- القُرب القُرب
واستشعر في سجدة أخرى لذة القُرب من الرب الجليل لذا قال لنبيه– " واسجد واقترب " العلق 19 ... ولعل هذا هو السر في الراحة القلبية العظيمة والسكينة الروحية العالية التي يجدها الساجد في سجوده ويحس بها إذا أطال فيهأوضحت دراسة علمية أن تعرض الإنسان لجرعات زائدة من الاشعاع والمجالات الكهرومغناطيسية يشوِّش على الخلايا ويُفسد عملها ويسبب العديد من الأمراض فيأتي السجود بمثابة وصلة أرضية لتفريغ الشحنات الزائدة بوصل الجبهة بالأرض والعجيب أنها أوضحت أيضا أن السجود تجاه مكة –مركز الأرض- هو أفضل وضع لتفريغ تلك الشحنات لتتخلص من الهموم وترتاح راحة نفسية عميقة وبسببه أسلم رجل ألماني لأنه رأى المسلمين على الهيئة التي اعتادها كلما أراد الاسترخاء - وبسبب القُرب يستجيب الله الدعاء


3- دعاء الملهوف
وفي سجدة ثالثة بُث إلى الله شكواك وارفع إليه حاجتك وتوٍل إليه أن يؤيدك ويقف بجانبك لقول النبي " وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم"

قَمِنٌ : حقيق وجدير فادع الله بحاجتك ولك الوعد بالإجابة على لسان نبيكوفي الحديث " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " ...
ومن منا يعيش بلا مُنغصات من ذنب يؤرِّقه أو زوجة تُضايقه أو ولد يعُقّه أو رزق يعسر عليه أو رئيس عمل أو جار أو مرض أو غيره مما يدفعك دفعا للدعاء ... ولا تكن نيا في دعائك بل ادع لإخوانك وقلِّد أبا الدرداء الذي قال "إني لأدعو لثلاثين من إخواني و ساجد أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم"
وإياك أن تعوق الإجابة بيأسك منها وأبشر بما قال سفيان بن عيينة "لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله إذ قال رب أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين"
لأول مرة ... أطيل قرع باب الله في طلب حاجتي وحل مشاكلي وكلما أطلت وجدت من الراحة ما يشرح صدري ويُسر قلبي ولأول مرة أذكر غيري وأدعو للمسلمين المستضعفين في كل مكان وأخصص لهم صلوات كاملة ودعوات وفيرة
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
- الحط من الأوزار
وأحسّ في سجدة رابعة أن ذنوبك موضوعة فوق رأسك وكلما خشعت وبكيت وصدقت فيخشوعك وبكائك كلما تساقطت عنك الذنوب ذنبا ذنبا حتى ترفع رأسك من سجدتك بغير الوجهالذي سجدت به .. قال –– "إن العبد إذا قام يصلي اُتي بذنوبه كلها فوضِعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه "

5- العزةوالفخار
واستشعر في سجود خامس روح العزة وأنك لا تحني هامتك لأحدإلا الله ولا تذل إلا لله ولا تستعين ولا تتوكل إلا عليه وتعلّم من الإمام أحمد دعاءه "اللهم كما صُنت زجهي عن السجود لغيرك فصُنه عنالمسألة من غيرك"
لأول مرة ... أراجع نفسي حين أطلب شيئا من غيري وأصون وجهي عن الإلحاح في سؤال الخلق عن ما قسمه الله لي وأكتسي ثوب العزة وأطلب من الله بدلا من الخلق

6- عبودية المراغمة
وفي سجدة سادسة امتلىء بنشوةالصار ولذة الظفر وأنت تقهر عدوك واسمع وأنت ساجد صوت شيطانك وهو يبكي قائلا"يا ويله اُمر بالسجود فسجد فله الجنة واُمرت بالسجود فعصيتفلي النار" .. وليس أحب إلى الله من عبوديتة المراغمةوهي إرغام أنف عدوه في التراب وليس أعدى لله من إبليس لذا عظم قدر السجود عندهوقرّب من يفعله
وكرر هذه الوظائف الستة في صلاتك الواحدة أو اجعل لكلصلاة وظيفة منها وبذلك تهتدي راشدا كلما هويت ساجدا وتُشفى سريعا كلما دعوت طويلا

أذكار السجود

إن إطالة السجود كان سمة النبيفكان سجوده مقدار قراءةخمسين آية وكان يقول " إذا صلى أحدكم فليُتم ركوعه ولا ينقر فيسجوده فإنما مثل ذلك كمثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين فماذا يُغنيان عنه "حديث حسن ...فكما لا تُشبع التمرة الجائع لا يشعر بطعمالصلاة المُتعجِّل بل ربما انقلب إحساسه إلى ضيق وكسل ولذا نهى النبيعن نقرة الغراب وإليك ما كان يقول النبيفي السجود
1- " سبحان ربي الأعلى "ووصف الرب بالعلو في هذه الحالة في غاية المناسبة لحالك لأنك قد هويت لأسفل ووجهك على الأرض وتذكر أنتُنزّه ربك عن كل ما لا يليق به مما يضاد علوه وعظمته

2- " اللهم اغفر لي ذنبي كله دِقّه وجِلّه وأوله وآخره وعلانيته وسِرّه "

3- " اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وإسرافيفي أمري وما أنت أعلم به مني الله اغفر لي جدّي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت " ...
وردد هذين الدعاءين في سجدة ندم تؤكد و تتجدد فيها توبتك التي سبق وأنأعلنتها في دعاء الاستفتاح وتذكر اسرافك على نفسك لتذرف الدموع الغزار فتندم تائبا وتخرج نقيا طاهرا وتذكر كذلك سرائرك التي خُنت فيها عهدك ومزاحك الذي استولك فيهالشيطان فكذبت وتمثّل كذلك عبوديتك وفقرك لله واعلم أن مفتاح الإجابة صدق الإنابة

4- " اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوّره فأحسن صوره وشقّ سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين " ... ردد هذا الدعاء في نوبة حياء من توالي نعم الله عليك مع توالي عصيانك له وتتابع إحسانه مع تتابع إساءاتك وتأمل حالك إن عشت في عالم من الظلام كما يعيش العُميان أو عشت في عالم الصمت الرهيب كما يعيش الصُم لتدركة الله عليك

5- " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك "
وهذا الدعاء تستغفر فيه من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادة الله سبحانه والثناء عليه ومدحك بقول "لا أحصي ثناء عليك" أي لا أطيقه ولا أحيط به و"أنتكما أثنيت على نفسك" اعتراف بالعجز عن الثناء فأنت لا تدركه مهما حاولت ولأنه لا نهايةلصفاته فلا نهاية للثناء عليه

حالك بين السجدتين


ثم ارفع رأسك من سجودك واعتدل جالسا وتعلّم عظم شأن الجلوس لأنه محفوف بسجدة قبلة وسجدة بعده وكان النبييُطيل الجلوس بين السجدتين ويقول" اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني "وتأمل هذه الكلمات التي تجمع خير الدنياوالآخرة ... فالرزق يجلب مصالح الدنيا والعافية تدفع مضارّها .. والهداية تجلب مصالح الآخرة والمغفرة تدفع مضارّها .. والرحمة تجمع ذلككله .... وتذكر تقصيرك في حق مولاك ورغبتك في مغفرته وأن يعافيك من إبتلاء بالذنب وأن يهديك طريق الهداية الذي لا رجعة فيه وأن يرزقك حلاوة الطاعة


ولو لم تخرج من صلاتك بغير إجابة هذا الدعاء لكفاك وفضُل عليك وقد قال النبيلمن سأل كيف أقول حين أسأل ربي ؟ قال " قل:اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني " وجمع أصابعه الأربعة إلا الإبهام " فإن هؤلاء يجمعن لك دينك ودنياك " ... وقد كان النبييُكثرمن الاستغفار بين السجدتين ويلِحُّ على الله " رب اغفر لي رب اغفر لي رب اغفر لي "


وتخيّل نفسك أيها المُصلي أنك تجلس جاثيا على ركبتيك تنتظر أن تُضرب عنقك عقابا لك على جرائمك في حق مولاك ثم لاحت لك فرصة عفو فاغتنمتها وألقيت بنفسك بين يديهمعتذرا له مما جنيت تطلب منه المهلة الأخيرة وتدعوه دعاء الغريق رب اغفر لي .. رب اغفر لي .. رب اغفر لي


لأول مرة ... اراجع شريط ذكرياتي وأتذكرسوابق ذنوبي من نظرة أو لُقمة أو شُبهة حرام أو سهو عن صلاة أو وقوع في عرض مسلم أوظلم لأحد أو رفع صوت على أم أو أب وأكرر الدعاء بالمغفرة ثلاثا تأكيدا لطلب العفووتذكيرا بضرورة الصدق وتصميما على بلوغ المغفرة ... وتفاؤلابالإجابة

السجدة الثانية
ثما رجع ساجدا كما كنت فإنك لا تكتفي من الله بسجدة واحدة في الركعة كما اكتفيت بركوع واحد بل لا بد من مضاعفة جرعة السجود لفضله وشرفه وقرب العبد فيه من ربه فأقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد
التكرار
ثم كرر ما مررت به من الأفعال والأقوال من القراءة والركوع والاعتدال منالركوع والسجود فهي غذاء القلب والروح فكرها حتى تشبع نفسك وتُروى من العبودية والقرب والخير والإيمان والمعرفة والإقبال وقوة القلب وانشراح الصدر وزوال درن ووسخ القلب ... فاشكر الله على ركعتك الأولى بالركعة الثانية .. وتدارك ما فاتك فيها عنطريق الثانية والثالثة والرابعة واحذر أن تكون ممن عناهم النبيبقوله" إن الرجل ليُصلي ستين سنة وما تُقبل له صلاة .. ولعله يُتِم الركوع ولا يُتِم السجود ويُتِم السجود ولا يُتِم الركوع " حديث حسن
فهيحكمة الله ودليل على رحمته ولُطفه بتكرار الركعات .. وما لم تُحِط به علما منالصلاة أعلى وأعظم وما هذا إلا يسير من كثير !!

الجلوسللتشهد ومعنى التحيات
عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – " أعطيت فواتح الكلم وخواتمه " قلنا " يارسول الله علِّمنا مما علمك الله عز وجل فعلَّمنا التشهد حديث
وقال بن مسعود أيضا كان النبييُعلّمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن ... فاستشعر مكانة التشهد وشرفه واعلم الحكمة منه ذلك أنه من عادة الملوك أن يحييهم الناس بأنواع التحيات من الأفعال والأقوال المتضمنة للخضوع لهم والذل فمنهم من يُحيّا بالسجود ومنهم من يُحيّا بالثناء عليه ومنهم من يُحيّا بطلب البقاء والدوام له ومنهم من يُجمع له ذلك كله فيُسجَد له ويُثنى عليه ويُدعى له بالبقاء والدوام
... والتحيات جمع تحية وأصلها من الحياة فأنت تطلب لمن تُحيي دوام الحياة .. والله وحده كل شيء هالك إلا وجهه فهو أولى بالتحيات وهي له وهو أهلها ومع ذلك يخشع الناس عند تحية ملوك البشرأكثر مما يخشعون لتحية ملك الملوك ورب البشر !!
والتحيات لله كذلك أي السلام له من جميع ما يلحقبالعباد من العناء وسائر أسباب الفناء وذلك جميعه لا ينبغي إلا لله الحيالقيوم


الصلوات الات
ثم اعطف عليها الصلوات فالتحيات له مُلكا والصلوات له عبودية والتحياتوالصلوات لا تكون إلا لله ثم اعطف عليها الطيّبات وهي تتناول الوصف والكلام والفعل
فالوصف أنه سبحانه لا يقبل إلاا وأفعاله كلهاة وصفاته أشيء وهو إله العالمين وربهم ولا يُقرّب منه ولا يجاوره إلا فطِيب كل ماسواه من ته سبحانه
وكلامه يتضمن تسبيحه وتحميده وتكبيره وتمجيده والثناء عليه بآلائه وأوصافه ومنها مما لا يجوز معانيها إلا له سبحانه – سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك و – سبحان اللهوالحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر و – سبحان الله وبحمده سبحان اللهالعظيم
وفعله كلهفلا يصدر منه إلا الولا يُضاف إليه إلا الولا يصعد إليه إلا ال.... وقد يُقصد بالات التنبيه علىالإخلاص في العبادة فلا يُفعل ذلك ولا يكون إلا لله أو يُقصد أن التحيات : العبادات القولية والصلوات : العبادات الفعلية والات : الصدقات المالية


السلام على عباد اللهالصالحين
ثم سلِّم على عباد الله الصالحين وهم عباده الذين اصطفى مُتمثِّلا أمر اللهلنبيِّه" قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى " النمل 59واستشعر عندها أن عليك في الصلاة حقا للعباد مع حق الله ذلك أنالسلام دعاء والله يطلب من المسلم أن يدعو في صلاته لصفوة خلقه ويريد منه تحية المخلوقبعدما قدّم التحية للخالق ... وابدأ بأولى الخلق بها وهو النبيلشرفهوعظيم حقه عليك واستشعر قربه منك ولو بعدت بينك وبينه المسافات واستحضره أمامكليمتلىء قلبك مهابة له وليصدق أملك في أن يبلغه سلامك ويردُّه عليك بما هو أوفى منه
والسلام اسم منأسماء الله الحسنى وتأويله لا خلوتَ من الخيرات والبركات وسلّمك الله من المكارهوكل ما يوجب الذم فإذا قلت "السلام عليك أيها النبي"فاقصد به : اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأمّته السلامة من كل نقص فتزداد دعوته علىالأيام علول وأمّته كرامة وعزا وأما الرحمة : فهي ايصال كل خير له وإثابته على مابذل في حقنا وقدّم
ثم سلِّم على نفسك ثم على سائر عباد الله الصالحين مُستصحبا أهمية الصحبةالصالحة ومعلّيا قيمتها مع استشعارك أن هذا السلام يعُم كل عبد صالح في السماءوالأرض مما يجعل تارك الصلاة والمُقصّر فيها مقصرا في حق كل المسلمين لأنه أضاعحقهم عليه في الدعاء من مضى منهم ومن سيولد إلى يوم القيامة ولذا عظُمت معصية تاركالصلاة . قال النبي– " قولوا : التحيات للهوالصلوات الات ,السلام عليك أيها النبي ورحمة اللهوبركاته , السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين , فإنكم إذا قُلتم ذلك أصاب كل عبدفي السماء والأرض "


معنى الشهادتين
ثم اشهد شهادة الحق التي بُنيت عليها الصلاة والصلاة حق من حقوقها ولا تنفعإلا بقرينتها وهي الشهادة للرسولبالرسالة وخُتمت بها الصلاة كما قال عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه"فإذا قُلت ذلك فقد قضيت صلاتكفإن شئت فقم وإن شئت فاجلس"وهكذا جُعلت شهادة الحق خاتمة الصلاة كما شُرعأن تكون خاتمة الحياة لأن" من كان آخر كلامه لا إله إلا اللهدخل الجنة "وكذلك شُرع للمتوضيء أن يختم وضوءه بالشهادتين
وارفعالسبّابة وأنت تشهد واستشعر أنك بذلك تختم صلاتك بخنق شيطانك وعصر أضلاعه وقهرهبسبّابة التوحيد فقد كان عبد الله بن عمر –رضي الله عنه – إذا جلس في الصلاة وضعيديه على ركبتيه وأشار بأصبعه وأتبعها بصره ثم قال :قال رسولالله– " لهي أشد على الشيطان من الحديد " يعني السبّابة
الصلاة على النبي وآله


ثم استمر في الهجوم على شيطانك وإلحاق الأذى به عن طريق ذكر اسمأكثر الخلق إغاظة له وصارا عليهوتوسل إلى الله بالصلاة على النبيفإنها من أعظم الوسائل بين يديالدعاء وخير تمهيد لإجابتهوفد جُعل الدعاء آخرالصلاة كخير الختام
وصلِّ على آل محمد كي تقر عين نبيكبإكرام أهله والصلاة عليهم كماصليت على إبراهيموعلى آل إبراهيم والأنبياء كلهم من آل إبراهيم فهي أكملصيغة وأفضلها بأن تصلى على النبيصلاة مثل الصلاة على إبراهيم وعلى جميعالأنبياء بعده

وقولك"وبارك على محمد"أي أدِم وثبّت ما أعطيته له من التشريفوالكرامة والبركة تطلق على الزيادة ومعناها أي بارك في رسالته التي جاء بهافتعاليمها خالدة وبركتهاانتشارهاوعمومها

"وآل محمد"هم كل من اقتفى الأثر ونهل من النبع ومعنى البركةكما في قوله" وجعلني مباركا " قال شيخ الإسلام سفيانبن عيينه" مُعلِّما للخير وتعليم الرجل الخير هو البركة التيجعلها الله فيه فالبركة حصول الخير ونماؤه ودوامه وهو ليس إلا في العلم الموروث عنالأنبياء وتعليمه "

فهل نُلت من هذا العلموتعليمه شيئا ؟ وهل دعوت غيرك للخير ودللت على الحق ؟ راجع نفسك .. هل نالك من بركةهذا الدعاء ؟ وفكِّر قبل أن تُسلِّم لتنطلق بعد التسليم هاديا وإلى الله داعيا آمراناهيا

لأول مرة ... أحس أن لي دورا لم أقم به وفريضة قصّرت فيها ورسالةنسيتها ودعاء طالما دعوت به ولم أعرف معناه ومبتغاه وهو أن أدعو إلى الله وأحثالناس على الخير وأخرج من استطعت من الظلمات إلى النور وسأفكر جديا في دوري مع أهليوجيراني لتأتيني البركة التي دعوتبها

إنك حميد مجيد
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
إنك حميد مجيد

" حميد "أي محمود مُستحِق لجميع المحامد على ذاته وصفاته وفعاله بل لا يستحقالحمد إلا هو وهو كذلك محمود في كل الأحوال في السراء والضراء والشدة والرخاء لأنهحكيم لا يجري في أفعاله غلط ولا يعتريه خطأ , وهي أيضا بمعنى حامد لذاته وأوليائهأو بمعنى الذي أجرى الحمد على لسان خلقه ومن كرمه أن نسب الحمد إليهم وهو من أعظمه عليهم
" مجيد "أي المُتصف بالمجد وهو كمال الشرف والكرم والرفعة والصفات وإذا قارنشرف الذات حُسن الفعال سُمِّي مجدا والمجيد هو من تمجّد بفعاله ومجّده خلقهلعظمته

التعوذ
ثم تعوذ بالله منمجامع الشر كله امتثالا لوصية حبيبك – – الذي كان يُعلم الصحابة هذا الدعاء بعدالتشهد" إذا تشهد أحدكم فليتعوذ من أربع : من عذاب جهنم وعذابالقبر وفتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال ثم يدعو لنفسه بما بدا له "

والشر كل الشر فيعذاب الآخرةوهونوعانعذاب القبروعذاب الناروأسبابه الفتنة وهي أيضا نوعانفتنة كبرى وهي فتنة الدجال وفتنة الممات لأن المفتـتن بهما لا سبيل له ليتدارك نفسهإذا سقط فيها .. وفتنة صغرى وهي فتنة الحياة وهي تشملفتنة الأهل والمال والدنيا وهي أهون لأن المفتون بها يمكن أن يتدارك نفسهبالتوبة

واعلم أن النبيتعوّذ بالله من هذه الأموروهو معصوم منهالنلتزم خوفالله تعالى ولنقتدي بنبيناوتعوّذ الصحابة رضوان اللهعليهم من الدجال مع علمهمبتأخره عن زمانهملينتشر خبره من جيل إلى جيل فيعرفه الناس ويعرفون كذبه كما أخبرناحبيبنا – – ولقد أوجب بعض السلف هذاالدعاء

والدعاء الآخر الذي شُرع هنا هو الاستغفارلتختم صلاتك بطلب المغفرة كما بدأتها بطلب المغفرة "اللهماغفر لي ما قدّمت وما أخّرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنتالمُقدّم وأنت المؤخّر لا إله إلا أنت "رواهمسلم

ومن الرائع أن تتخيرلنفسك ما تشاء من الدعاء فقد أدّيت الحق الذي عليك في الصلاة وهو قبل السلام أفضلمنه بعده

لأول مرة ... أعرف قيمة كنز الدعاء بعد التشهد فأدعو اللهبحاجتي عندها وأتضرع إليه بما أرجوه فقد عرفت فضل الدعاء في هذا الوقت فادّخرت إليهأهم الدعوات وأغلى الأمنيات

التسليم

وانو ِبالتسليم التحلل من الصلاة كما تتحلل بالحلق منالإحرام
واقصد به الدعاء لمن خلفك إن كنتإماما
واقصد أيضا السلام علىالملائكة والين
وانو ِبه ختم الصلاة واستشعر شكر الله على توفيقك لإتمام طاعته وأذققلبك الوجل والحياء من التقصيرفيها
وخف أن تُردّ عليكواخش من عدم القبول رغم أخذك بأسبابالقبول
واستشعر الحزنلانصرافك من بين يدي الله تعالى لأشغال الدنيا التي استرحت منها ساعة وقوفك لربكواحمل همّ انقضائها فقد فارقت من كل سعادةفي مناجاته إلى من كل همّ وأذى فيمناجاتهم

.. ولن يشعر بهذا إلا من كان قلبه حيا عامرابالإيمان

وأخيرا ....ثمرةالصلاة

كما أن الصوم يُطهّر النفس والزكاة تُطهّر المال والحج يوجبالمغفرة والجهاد تسليم النفس بالثمن وهو الجنة ..
وكذلك فثمرة الصلاة الاقبالعلى الله .. ولهذا قال النبي – – " وجُعِلت قرة عينيفي الصلاة"
وتأمل قوله – – " في الصلاة "أي بالدخول في الصلاة..

ولما أراد النبي – – الخلود إلى راحة قلبه من حزنهوألمه وراحة جسده من تعبه ونَصَبه قال" أرحنا بها يابلال " ...

فلا تلغو في الكلام وترتكب الآثاموتملأ البطن من حرام ليأتيك الخشوع في الصلاة
واستحضر قلبك وجوارحك كلها قبلدخولك في الصلاة لتُقبل على الله في صلاتك فيُقبل الله عليك في صلاتك وفي سائر أمورحياتك


موجزالأسرار
هام .. وعاجل .... أن تقيس مقدار خشوعك في الصلاة فتستدرك إن كنت قصّرت وتشكر إن كنت خشعت .. وقِس تقوى قلبك بمرآة الحق وفعل الخير
إنها خلاصةالموضوع وعصارة صفحاته .. استرجعها قبل كل صلاة واحفرها في نفسك واحفظها لتحفظ لكصلاتك

فيالوضوء
لا تنس دعاءالفراغ من الوضوء
صلِّ بعد الوضوء ركعتين اناستطعت
استحضر بقلبك نية الطهارة من الشرك والذنبوالدنس

في المشي إلىالمسجد
انو ِبمشيك أنكعائد إلى الله لتصالحه في بيته

فيالتكبير
جدِّد صدقكوفِّرغ قلبك مما سوى الله
اطرد الكبر أوشبهة الكبر من قلبك
اقصد إجلال الله وتعظيمه بالقلبواللسان


في دعاءالاستفتاح
استفتاح التعظيم : املأ منه صدرك بعظمة الرب سبحانه
استفتاح المغفرة : انو ِبه تجديد توبتك وصدقها واعمل بها بعد فراغك منالصلاة


فيالاستعاذة
اقصد الاستعانةبركن الله الشديد وسلطانه العظيم على أعدى أعدائك واحتمي بالله والجأإليه

فيالفاتحة
قف عند رأس كلآية وظر جواب الله عليك
حقِّق الحمدبلسانك وبجوارحك
تامل في مظاهر رحمة الله لتصل إلىحبه
توهَّم حالك يوم الدين
اقصد الهداياتالسبع عند قولك " اهدنا "
اعزم على السيرعلى الصراط المستقيم بمراتبه الستة
راجع نفسك أنتكون عرفت الحق وحدت عنه فتكون من المغضوبعليهم أو عرفته وضللت عنه فتكون منالضالين

فيالتأمين
تفاءل بالإجابةوأيقن بها
انو ِأن يوافق تأمينك تأمين الملائكةليُفغر لك
ارفع به صوتك فهو شعار الاسلام ولتعيظاليهود

فيالركوع
اقصد تعظيم اللهوحده
أخرج من قلبك أي تعظيم لغيرالله
راجع نفسك في خضوع كل جوارحك لله وكل أحوالك وكل أوقاتك بلااستثناء
احذر الخضوع الموسمي المؤقت وراجع نفسكلئلا تكون ساقطا فيه وأنت لا تشعر

في القيام منالركوع
جدِّد ارسالرسائل الحمد اللا متناهي إلى الله
أيقن بتفرد اللهبالمنع والعطاء
انو ِغفران الذنب إذا وافق حمدك حمدالملائكة

فيالسجود
تحقق بالفقروالذل
البس ثوب العزة والغنىبالله
تلذذ بالقرب من ربك
أسقط ذنوبكوأوزارك من على عاتقك
اقتنص فرصة الدعاء فيالسجود
لا تنس عبوديةالمراغمة
في الجلوس بينالسجدتين
اقصد طلب المغفرةفي استغاثة وتضرع يساعدك على ذلك جثوك علىركبتيك
استحضر شدة حاجتك للدعاء الجامع المأثوربالمغفرة والرحمة والمعافاة والهدايةوالرزق

فيالتشهد
اقصد به وداعالصلاة
سلِّم على النبي – – واستحضره أمام عينيكيرد عليك
استشعر أهمية الأخوة العامة مع جميعالمسلمين والأخوة الخاصة مع الصحبة الصالحة
جدِّد توحيدكبالشهادتين
راجع نفسك في قيامك بواجبك في الدعوة إلىالله

فيالتسليم
استشعر لوعةالفراق وألم العذاب بالرجوع إلى هموم الدنياوأكدارها
انو ِبالتسليم السلام على الملائكة والين
ولا تنس القواعد الهامة في أولالموضوع
هكذا صلّوا فهل صلّينا؟!
عن مجاهد أنابن الزبيركان إذا قام في لصلاة كأنهعود من الخشوع

وعن يحيى بن وثاب أنابن الزبيركان يسجد حتى تنزلالعصافير على ظهره ولا تحسبه إلا جزعنخلة

كانمسلمة بن يسارفي المسجد فانهدمت طائفة منالمسجد فقام الناس ولم يشعر أن اسطوانة المسجد قدانهدمت

وهذايعقوب الحضرميبلغ من خشوعه أنه سُرق رداؤه عنكتفه وهو في الصلاة ورُدّ اليه ولميشعر

وقع حريق في بيتعلي بن الحسينوهو ساجد فجعلوايقولون يا ابن رسول الله النار ..النار فما رفع رأسه حتى اُطفئت فقيل له في ذلكفقال " ألهتني عنها النار الآخرة "

وكانسمسلم بن يساريقول لأهله إذا دخل في الصلاة " تحدثوا فلست أسمع حديثكم "

وهذامحمد بن اسماعيل البخاريكان يصلي الظهر وبعده التطوع ثمهى فقال لبعض من معه : انظروا هل ترون تحت قميصي شيئا ؟ فإذا ذنبور قدأبرّه في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا وتورّم جسده فقيل له : كيف لم تخرج من الصلاةفي أول ذلك ؟ فقال : كنت في سورة فأحببت أنأتمها

وكانالربيع بن خثيميقول : ما دخلت في صلاة قطفأهمني فيها إلا ما أقول وما يُقاللي
وقيل يومالعامر بنعبد الله :هل تُحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟ قال :نعم .. بوقوفي بينيدي الله ومنصرفي إلى إحدى الدارين الجنة أو النار قيل فهل تجد شيئا مما نجد منأمور الدنيا ؟ قال : لأن تختلف الأسنة فيّ أحب إلي منذلك

وعنالحسن بن عمرو الفزاري : قال حدثني مولى لعمروبن عتبة قال كنا نخرج إلى العدو فلا نتحارس لكثرة صلاته ورأيته ليلة يصلي فسمعنازئير الأسد فهربنا وهو قائم يصلي لم ينصرف فقلنا له أما خفت الأسد ؟ فقال : إنيلأستحي من الله أن أخاف شيئاسواه




ليَريَنّ الله ما أصنع !!


ليكن هذا شعارك وأنت تودّع هذا الموضوع وقل لنفسك لقد تغيّرت معاني الصلاة عندي .. واعلم أن كل يوم يمضي دون تنفيذ ما قرأت يجعله أصعب ومعانيه أبعد فبادر العمل به وإياك والتسويف والتمني فهما رأس مال الكسالى لكن رأس مالك أنت هو عملك

والمحروم كل الحرمان من خرج من القراءة وقد عرف الطريق لكن لم يمش فيه .. فلا تكن منهم

أخي .. ا لكافر سيخشع لله " خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة " وذلك يوم القيامة يوم لا ينفعه خشوع ولا ذلة ... فبالله عليك لاتجعل خشوعك مع خشوعه .. واخشع الآن في صلاتك

وليكن شعارك إصلاح ما بقي تدرك ما مضى .. واقرأ هذا الموضوع مرة بعد مرة لتستقر معانيه في قلبك ويتم مرادك ويتضاعف حصادك .. فالعقل وعى والقلب خشع

واحتفظ بنسخة منه على جهازك لترجع إليها كلما دبّ إلى صلاتك الفتور وزار قلبك الوهن

وأخيرا ... نضع أيدينا لنجدد العهد مع الله على أن نصلي لله كما يريد ونحول حروف كلماتنا إلى شهود لنا يوم القيامة ترتقي بخشوعنا وصلاتنا لنصل لهدف الصلاة ونحقق مقصودها

وإليك هديتك .... أذكار الصلاة .. احتفظ بها على جهازك .. واحفظها جيدا ... ورددها في صلاتك









 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
اللهم اعنا على ذكركـ وشكركـ وحسن عبادتكـ

اللهم اجعلنا من اهل الصلاة المقبول صلاتهم


جزاكـِ الله عز وجل الفردوس الاعلى غاليتي الحبيبة

وباركـ جل شأنه فيكـِ ونفع بكـِ
 
أعلى