حقائق طبية أشارت إليها أحاديث نبوية في أن التمر وقاية من السم والسحر

طباعة الموضوع

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
حقائق طبية أشارت إليها أحاديث نبوية

في أن التمر وقاية من السم والسحر


الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد


29587.jpg




الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد:
حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من تصبح كل يوم سبع تمراتٍ عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر"، فهذا حديث من أحاديث الطب النبوي وهو يبين أن من فوائد التمر الوقاية من السم والسحر، فشنع المشنعون عليه، وطعن الطاعنون فيه.

وإني إن شاء الله تعالى سأقدم لك أيها المستمع الكريم! قنواً؛ منظومةٌ حبات تمره في شماريخ هذا البحث ومحتوياته.

روى البخاري في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من اصطبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل".

أولاً: الشبهة الورادة عن الحديث:
1- قال أحمد أمين
"... ولم نظفر منهم في هذا الباب[ أقول: يقصد من علماء الحديث في نقد المتن ] بعشر معشار ما عنوا به من جرح الرجال وتعديلهم، حتى نرى البخاري نفسه رحمه الله على جليل قدره ودقيق بحثه- يثبت أحاديث دلت الحواديث الزمنية والمشاهد التجريبية على أنها غير صحيحه لإقتصاره على نقد الرجال... [ وذكر حديث ( من اصطبح... )]" (فجر الإسلام ص217-218).

2- وقال غيره:
"إن هذا الحديث مدسوس على النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسانيد محبوكة بأسماء رجال صالحين، وقبلها رجال التخريج بصدق ونية، والتمر مازال الناس يتاجرون فيه، وهو طعامهم صباح مساء ومع ذلك نجد حالات التسمم تحصل ليل نهار، ولم يسمع لآكل العجوة والتمر أي وقاية من التسمم أبداً إلا في هذا الحديث العجيب...."(الأضواء القرآنية في اكتساح الأحاديث الإسرائيلية وتطهير البخاري منها ص-290 للسيد صالح بكر) [ وهذا الكتاب يُحذّر منه].

3- وقال ابن خُلدون:
"هذا وأمثاله من الأحاديث في هذا المجال من وصفات عجائز الحي ومشائخه وليس من الوحي في شيء" (مقدمة ابن خلدون، الفصل19 في علم الطب،ص 493).

ثانياً: نسف الشبهة:
1- نص الحديث وتخريجه:
روى البخاري في صحيحه كتاب الأطعمة باب العجوة في سنده عن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر)، وفي رواية أحمد (بسبع تمرات من عجوة).

وفي رواية البخاري في كتاب الطب باب الدواء بالعجوة للسحر: (من اصطبح كل يومٍ تمرات عجوة لم يضره سمٌ ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل).

وفي رواية: (سبع تمرات).

وفي رواية مسلم في كتاب الأشربة: (من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سمٌ حتى يمسي).

وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن في عجوة العالية شفاءً، أو إنها ترياقٌ أول البكرة).

وعند أبي داود في سننه في كتاب الطب باب في تمرة العجوة نحوه، ورواية أخرى عن سعد قال: مرضت مرضاً أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني، فوضع يديه بين ثدييَّ حتى وجدت بردها على فؤادي فقال - صلى الله عليه وسلم -: (إنك رجلٌ مفؤود، ائتِ الحارثابن كلدة أخا ثقيف فإنه رجلٌ يتطبب، فليأخذ سبعَ تمرات من عجوة المدينة فليجأهنَّ بنواهنَّ ثم ليلدكَ بهنَّ ).

وروى أحمد بسنده عن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لبتي المدينة على الريق، لم يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي /قال فليح وأظنه قال/ وإن أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح) فقال عمر/ هو عمر بن عبد العزيز/ انظر ما تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشهد ما كذبت على سعد وما كذب سعد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

2- شرح معاني المفردات:
(تصبّح): قال في النهاية:....الإصطباح: أكل الصبوح وهو الغذاء. [وهو ما نسميه اليوم بوجبة الإفطار].

(والغبوق): العشاء وأصلهما في الشرب ثم استعملا في الأكل.... (النهاية لابن الأثير). والمعنى: أكل التمر في الصباح على الريق.

(السم) بفتح السين وضمها وكسرها ثلاث لغات، الفتح أفصح جمعه: سمام وسموم.

(التِّرياق): ما يستعمل يدفع السم من الأدوية والمعاجين، وهو معرب ويقال: بالدال أيضاً الدِّرياق.

(مفؤود): الذي أصيب فؤاده بوجع، يقال فُئد الرجل فهو مفؤود، وفأدته إذا أصبت فؤاده.

(فليجأهنَّ): أي فليدقهنَّ، وبه سميت، الوجيئة، وهو تمر يبل بلبن أو سمن، ثم يدق حتى يلتئم.

(العجوة): هي ضرب من أجود تمر المدينة وألينه، وقال الداودي: هو من وسط التمر.

(العالية): القرى التي في الجهة العالية في المدينة، وهي جهة نجد.

(السحر): قال ابن الأثير: السحر: صرف الشيء عن وجهه.

وقال في فتح الباري: قال الراغب وغيره: السحر يطلق على معانٍ:
أحدها... مالطف ودق..
الثاني: ما يقع بخداع وتخييلات لا حقيقة لها، نحو ما يقوله المشعوذ من صرف الأبصار عما يتعاطاه بخفة اليد
الثالث: ما يحصل من معاونة الشياطين بضرب/ أي بنوع / من التقرب إليهم.

وقال ابن حجر: ثم السحر يطلق ويراد به الآلة التي يسحر بها، ويطلق ويراد به فعل الساحر.

والآلة تارة تكون معنى من المعاني فقط كالرقى والنفث في العقد، وتارة تكون بالمحسوسات كتصوير الصورة عن صورة المسحور، وتارة بجمع الأمرين الحسي والمعنوي وهو أبلغ.

(لابتيها): اللابة: الحرة، وهي أرض ذات الحجارة السود.... والمدينة ما بين حرتين عظيمتين.

(ليلدُّك): اللدود بالفتح من الأدوية: ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم، ولديدا الفم: جانباه.
قال الشاعر:
لددتهم النصيحة كل لدٍّ
space.gif

فمجوا النصح ثم ثنوا فقاءوا
space.gif



3-المعنى الإجمالي للحديث:
إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحثنا في هذا الحديث على تناول تميرات معدودات للوقاية من السم والسحر، وهذا حقٌ لا ريب فيه وإن لم تثبته التجارب أو تقره المعامل، فالتجارب والمعامل من عمل الإنسان المخلوق المعرض للخطأ والصواب والظن والتخمين، والعجب أن الكثير من الناس- إن لم يكن الغالبية العظمى منهم- يصدقون وينفذون كل ما يوصف لهم من قبل الأطباء دون استفسار أو استفهام، أو حتى دون أدنى شكٍّ أن هذه الحبات وتلك الكبسولات وهاتيك السوائل فيها الشفاء الكامل، فينتظم المرضى بالبرنامج المعطى لهم دون تقديم أو تأخير، وقد يخطيء الطبيب فيصف دواءً لغير هذا الداء فيَحدث مالا تحمد عقباه.

فالأولى والأحرى أن نقبل ونخضع لكل ما جاءنا من قبل الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، خصوصاً إذا ثبت سنده وصح متنه كما في حديثنا هذا وأمثاله.

ثالثاً: أقوال العلماء:
هذا الحديث الذي بين أيدينا، والذي قد طعن فيه بتحكيم العقول المظلمة والأفهام القاتمة؛ أخبرنا بأن في التمر شفاءً ووقاية من السم والسحر.

فهيا بنا ننظر ونطالع أقوال العلماء السابقين:
1- قال الخطابي:
كون العجوة تنفع من السم والسحر إنما هو في بركة دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - لتمر المدينة لا لخاصية في التمر.

2- وقال ابن التين:
يحتمل أن يكون المراد نخلاً خاصاً بالمدينة لا يعرف الآن.

3- وقال بعض شراح المصابيح:
ويحتمل أن يكون ذلك خاصاً بزمانه - صلى الله عليه وسلم -، وهو يبعده وصف عائشة رضي الله عنها لذلك بعده - صلى الله عليه وسلم -.

4- قال ابن القيم:
والتمر في الأصل من أكثر الثمار تغذية، لما فيه من الجوهر الحار الرطب، وأكله على الريق يقتل الديدان لما فيه من القوة الترياقية، فإذا أُديم أكله على الريق جفف مادة الدود وأضعفه أو قتله... إلخ.

5- وأوضح الحافظ ابن حجر:
أن كلام ابن القيم في نوعٍ خاص من السم وهو ما ينشأ عن الديدان. فقال: لكن السياق يقتضي العموم، لأنه نكره في سياق النفي، وعلى تقديم التسليم في السم، ماذا يصنع في السحر؟

6- قال المازري:
هذا مما لا يعقل معناه في طريقة علم الطب، ولو صح أن يخرج لمنفعة التمر في السم وجه من جهة الطب، لم يظهر وجه الاقتصار على هذا العدد الذي هو السبع، ولا على الاقتصار على هذا الجنس الذي هو العجوة، ولعل ذلك كان لأهل زمانه - صلى الله عليه وسلم - خاصة أو لأكثرهم، إذا لم يثبت استمرار وقوع الشفاء في زماننا غالباً، وإن وجد ذلك في الأكثر حُمل على أنه أراد وصف غالب الحال.

7- قال عياض:
تخصيصه ذلك بعجوة العالية، وبما بين لابتيها، يرفع هذا الإشكال ويكون خصوصاً لها، كما وجد الشفاء لبعض الأدواء في الأدوية التي تكون في بعض تلك البلاد، دون ذلك الجنس في غيره، لتأثير يكون في ذلك من الأرض أو الهواء، قال: وأما تخصيص هذا العدد فليجمعه بين الأفراد والأشفاع لأنه زاد على نصف العشرة، وفيه أشفاع ثلاثة وأوتار أربعة... وكما أن السبع مبالغة في كثرة العشرات، والسبعمائة مبالغة في كثرة المئين.

8- وقال النووي: في الحديث تخصيص عجوة المدينة بما ذكر، وأما خصوص كون ذلك سبعاً، فلا يعقل معناه، كما في الصلوات والزكوات. ( نقلت أقوال هؤلاء العلماء من: فتح الباري ج10/239،240)
9- قال د. عويضة:
وقد قالت قدماء أطباء العرب في التمر: إنه كثير الأنواع حتى إنه ليزيد على خمسين صنفاً وأجوده العراقي الرقيق القشرة، الكثير الشحم، الحلو النضيج الذي إذا مضغ كان كالعلك، وأكثر ما ينشأ في البلاد الحارة اليابسة، التي يغلب عليها الرمل، كالمدينة الشريفة، والعراق، وأطراف مصر، وقيل: إنه يقطع السعال المزمل، وأوجاع الصدر، ويستأصل البلغم وخصوصاً إذا أكل على الريق، ويغذي كثيراً، ويولد الدم القوي، ويصلح أوجاع الظهر، ويقوي الكلى المهزولة، وإذا طبخ بالحلبة وشرب قطع الحمى البلغمية، و بالأرز يصلح للمهزولين، وبالحليب يقوي الباه، وإذا أحرق نواه أنبت هدب العين، وأحد البصر، وسود العين، ومنع الجرب.

رابعاً: التمر في التاريخ:
1- لقد دلت الحفريات على أن الفراعنة كانوا يقدرونه حتى نقشوه على جدران مقابرهم ومعابدهم، وأشادوا بفوائده غضاً وجافاً، ومسكراً وعلى شكل عجوة. ونحن نعلم النهي عن المسكر.

2- وفي كثير من الأديرة القبطية كتابات ومذكرات تدل على مدى ما كان للتمر من قيمة غذائية بالنسبة للقساوسة والرهبان، ولعل ذلك يرجع إلى أنه كان طعام مريم عليها السلام أيام حملها بالمسيح عليه السلام، فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ﴾ [مريم: 25-26]

3- وفي تاريخ العرب المسلمينوقصص حياتهم وحروبهم؛ دورٌ كبير للتمر كغذاء رئيس من أغذيتهم بصورة تفسر لنا كيف استطاعوا أن يجدوا القوة على أن يفتحوا البلاد والأمصار، ويقاتلوا الدول والجيوش وليس في جوف المقاتل العربي المسلم سوى بضع تمرات. فهذا أبو عبيدة بن الجراح ليس معه مؤنة للسرية التي هو قائدها والبالغة ثلاثمائة مقاتل سوى جراب من تمر، يعطي كل واحد منهم تمرة واحدة كل يوم، فيأكلونها ويمصون النوى، ويشربون الماء عليه فيمصونه ويشربون عليه الماء.

وهذا الصحابي الجليل عمير بن الحمام في غزوة بدر في رواية للإمام أحمد عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض ) قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض ؟ قال: (نعم) قال: بخٍ بخٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ما يحملك على قول بخٍ بخٍ ؟) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: ( فإنك من أهلها ) قال: فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهنَّ ثم قال: لئن أنا حييت حتى أكل تمراتي هذه إنها حياة طويلة، فرمى ما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. رحمه الله- (رواه مسلم).

خامساً: التمر والسنة:
1- في هذا الحديث الحث على تناول التمر يومياً على الريق سبع تمرات، كل يوم للوقاية من السم والسحر، ففيه الحفاظ على الصحة، وكذا في رواية أخرى معالجة المفؤود بالتمر، وفي رواية عائشة أن التمر ترياق على الريق، بمجرد تناولك للتمر بنية السنة، فلك الأجر إن شاء الله تعالى.

2- التمر والصيام:
إن المسلم المتبع للسنة عندما يكون صائماً يبدأ في إفطاره بتناول رطبات أو تمرات فإن لم يجد حسا حسوات من الماء، بعدها يقوم إلى الصلاة، ثم يتناول طعاماً خفيفاً يسد جوعه، ويسد حاجة جسمه من الغذاء، دون الشعور بالتخمة أو الامتلاء.

قال الدكتور صبري القباني:
"لذا كان من الضروري أن نمد أجسامنا بمقدار وافر من السكر ساعة الإفطار، لا أن نمده بكميات كبيرة من المواد الدهنية والنشوية، فالصائم المتراخي المتكاسل في أواخر صيامه، تعود إليه قواه سريعاً، ويدب النشاط إلى جسمه في أقل من ساعة، إذا اقتصر في إفطاره على المواد السكرية، ببضع تمرات مع كأس ماء أو كأس حليب، وبعد ساعة يقوم إلى تناول عشائه المعتاد.

ولهذا النمط من الإفطار ثلاث فوائد:
الأولى: أن المعدة لا ترهق بما يقدم إليها من غذاء دسم وفير، بعد أن كانت هاجعة نائمة طيلة ثمانية عشرة ساعة تقريباً، بل تبدأ أعمالها بالتدريج في هضم التمر السهل الامتصاص، ثم بعد نصف ساعة يقدم إليها الإفطار المعتاد.

الثانية: إن تناول التمر أولاً يحدُّ من جشع الصائم، فلا يقبل على المائدة ليلتهم ما عليها بعجلة دون مضع أو تذوق.

الثالثة: أن المعدة تستطيع هضم المواد السكرية في التمر خلال نصف ساعة، فإذا بالدم يترع بالوقود السكري الذي يجوب أنحاء الجسم، ويبعث في خلاياه النشاط فيزول الإحساس بالدوخة والتعب سريعاً.

وقال: ليست العبرة بالتغذية في كميات الطعام الوفيرة التي ندخلها في أفواهها بل بأنواعها، فرب وجبة صغيرة حوت المواد السكرية والمعادن والفيتامينات كالتمر، مع قليل من الخبز أو الحليب أو اللحوم عادت على الصائم بالصحة، وأمدته بالقوة أكثر من وجبة مكتظة بأصناف الطعام الدسمة، أو المقبلة تعسر الهضم وتسيء إلى المعدة والكبد فتسمم الجسم، ولقد جاء في الحديث: (ما ملأ آدمي وعاءٌ شر من بطن).

3- التمر والأعياد:
كان هديه - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج لصلاة عيد الفطر لا يخرج حتى يتناول تمرات فالتمر فاكهة من الفواكه، وغذاء من الأغذية، وحلوى من الحلويات، ودواء من الأدوية.

4- التمر والأطفال:
إن الرطب يسهل ويساعد الأجنة للخروج من بطون الأمهات، فإذا خرج الطفل فمن السنة تحنيكه، فقد روى البخاري في كتاب العقيقة وفضائل الأنصار بسنده عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، عندما ولد عبد الله بن الزبير فوضعته في حجره - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه رقيق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه (انظر صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار ج7 ص48 فتح الباري) ومعنى حنكه: وضع التمر في فيه، وبركه: أي دعا له بالبركة.

وللاستراحة من ضجيج طفل عصبي المزاج ناوله بضع تمرات، وليكن سبع تمرات على الريق، يعود إليه الهدوء والسكينة.

5- ومن السنة أكل الرطب أو التمر بالبطيخ أو القثاء:
وذلك مفيد للمهزولين ففي النسائي... بسند صحيح عن عائشة "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل البطيخ بالرطب"، وفي رواية له جمع بين البطيخ والرطب جميعا.

وأخرج ابن ماجه عن عائشة"أرادت أمي تعالجني للسمنة لتدخلني على النبي - صلى الله عليه وسلم - فما استقام لها ذلك حتى أكلت الرطب بالقثاء فسمنت كأحسن سمنة".

وللنسائي من حديثها "لما تزوجني النبي - صلى الله عليه وسلم - عالجوني بغير شيء، فأطعموني القثاء بالتمر فسمنت عليه كأحسن الشحم".

وعند أبي نعيم في الطب من وجه آخر عن عائشة "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أبويها بذلك".

ولابن ماجه من حديث ابن بسر "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الزبد والتمر" الحديث.

ولأحمد من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه قال: "دخلت على رجل وهو يتمجَّع لبنا بتمر فقال: ادن، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سماهما الأطيبين" وإسناده قوي.

قال النووي: في حديث الباب جواز أكل الشيئين من الفاكهة وغيرها معا وجواز أكل طعامين معا، ويؤخذ منه جواز التوسع في المطاعم، ولا خلاف بين العلماء في جواز ذلك.

وما نقل عن السلف من خلاف هذا محمول على الكراهة منعا لاعتياد التوسع والترفه والإكثار لغير مصلحة دينية.

وقال القرطبي: يؤخذ منه جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبائعها واستعمالها على الوجه اللائق بها على قاعدة الطب، لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة، فإذا أكلا معا اعتدلا، وهذا أصل كبير في المركبات من الأدوية.

سادساً: التمر والعلم الحديث:
اكتشف العلم الحديث ما للتمر من فوائد، وسبروا أغواره لتحليل جزئياته، واستخرجوا كنوزه؛ من الأملاح المعدينة والفيتامينات والبرويتينات فماذا يستفيد الجسم من تناول التمر؟!


1- التمر وأجهزة الانسان:
يقول الدكتور عويضة: والبلح هو أحد أطوار التمر له فوائد في حالات اضطراب المجاري البولية، وفي إدرار البول، ويساعد وينبه الجهاز الهضمي، ويجعل في الأمعاء ليناً، فيطرد بقايا الطعام، ويزيل الامساك، وعند أكل البلح قبل نضجه يسببب الإمساك، ويوقف الإسهال، ويستعمل فعلياً في الالتهابات، ويوقف النـزيف الدموي الذي يتسبب عن البواسير، والتهاب اللثة. (انظر الموسوعة الغذائية ص195).

ويقول الدكتور صبري قباني:
إن التمر يحوي أليافاً سيلولوزية، تكسبه الشكل الخاص به، وتساعد هذه الألياف الأمعاء على حركاتها الاستدارية، وبذلك تجعل التمر مليناً طبيعياً ممتازاً يستطيع من اعتاد على تناوله يومياً أن ينجو من حالات القبض المزمن، وينفق شعب الولايات المتحدة ما يربوا على عشرة ملايين دولار سنوياً ثمناً للحبوب الملينة وحدها، وقد أخذ الأطباء الأمريكان ينبهون الناس إلى ضرر هذه الحبوب.

إن هذه الحبوب المخرشة تسبب حركات معوية اصطناعية غير طبيعية، تلفظ الأمعاء بموجبها محتواها الغذائي، قبل امتصاص ما يحوية من مواد تدخل الدم، حامله معها القوة والحركة، والاعتياد على أخذ الملينات يضعف الغشاء المخاطي، الذي يقف سداً دون الدم وبقايا الأطعمة والنفايات السامة، وبذلك يتغالظ ويتكاثف ثم يتشقق هذا السد، فيسمح عندئذ بمرور السموم الداخلية، فيغدو صاحبه سوداوي المزاج، عصبياً يثور لأتفه الأسباب، ويضجر من كل مكان وكل عمل، ولو أنه اعتاد تناول التمر يومياً، لتخلص من هذا الاضطراب الجسدي والنفساني، لأن الألياف السيللوزية تعين الأمعاء في حركاتها الاستدارية بصورة طبيعية، فيتبرز الإنسان يومياً بشكل طبيعي، دون عناء أو دواء. (راجع الغذاء للدواءص128-130).

2- التمر والنمو:
يساعد التمر الفتيان والفتيات والأطفال على النمو والتكامل، بسبب فيتامين (أ) فيغدو الفتى نشيطاً رشيقاً، وكذلك لا يخشى منه على الفتيات، إذ أنه لا يورث السمنة عندهنّ، ولا يسيء إلى قاماتهنّ، لخلوه من الشحوم أو الدهون. (الغذاء لا الدواء121).

التمر هو السبب في إعطاء سكان الصحاري القوة والجلد، والطول البائن، والمناعة ضد الأمراض، بكل ما في الكلمة من معنى. (الموسوعة الغذائية 194،195).


3- التمر والطاقة:
إن التمر - هذه الفاكهة الصحراوية الممتازة - غني جداً بالمواد الغذائية الضرورية للإنسان، فإن كيلو جرام واحداً منه يعطي ثلاثة آلاف كالوري، أي ما يعادل الطاقة الحرارية التي يحتاج إليها الرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد، وبعبارة أخرى إن الكيلو جرام الواحد من التمر يعطي نفس القيمة الحرارية التي يعطيها اللحم، وإن ما يعطيه الكيلو جرام الواحد من البلح يعادل ثلاثة أضعاف ما يعطية كيلو واحد من السمك. (الغذاء لا الدواء121) ولا يحدث ضرراً عند الإكثار منه كاللحوم. (الموسوعة الغذائية 194،195) وكل مائة جرام من البلح تعطي أربعة وثمانين ومائتين من السعرات الحرارية للجسم.

4- التمر والحواس:
حاسة البصر:
إن احتواء التمر على فيتامين (أ) بنسبة عالية، يحفظ رطوبة العين وبريقها، ويمنع الخَوَص وجحوظ الكرة العينية، ويحقق في الطبقة المشيمية الداخلية للعين عملاً طبيعياً، لأنه يعمل على تكوين الأرجوان الشبكي، وبذلك يضاد الغشاوة الليلية، ويجعل البصر نافذاً في الليل فضلاً عن النهار، وقد استعمله الطيارون الأمريكيون إبان الحرب الأمريكية الأخيرة، أثناء غاراتهم الليلية، كي يعاونهم على تميز الأهداف في الظلام.

فغنى التمر بفيتامين (أ) يجعلنا نؤكد فائدته في تقوية الأعصاب البصرية، وفي مكافحة العشى الليلي، ومن المعروف أن سكان الصحراء مشهورون بالرؤية من مسافات بعيدة.

حاسة السمع:
والأطباء المتخصصون في الأذن يصفون فيتامين (أ) اليوم لتقوية الأعصاب السمعية، وعلى هذا فالتمر يفيد الشيوخ الذين بدأوا يعانون قلة السمع والوشيش، أو بالأصح ضعف الأعصاب السمعية.

التمر والأعصاب:
وهناك صفة نفسية للتمر، فإنه يضفي الدعة والسكينة على النفوس القلقة، والمزاج الناجم عن نشاط الغدة الدرقية الرابضة في مقدم العنق، إلى ازدياد إفرازاتها، وقد عرف أخيراً أن بعض النباتات لها خاصية الحد من نشاط هذه الغدة، منها الجزر والسبانخ، واللوز والمشمش، وفي طليعة هذه النباتات التمر، فادخالها في طعام العصبيين مما يفيد في تهدئتهم، لذا فإنه ينصح في إعطاء كل طفل ثائر عصبي المزاج، بضع تمرات في صباح كل يوم، لتضفى السكينة والهدوء على نفسه، وتحد من تصرفاته واضطرابه.

رابعاً: التمر والأملاح المعدينية والفيتامينات:
(أ‌) الأملاح:والتمر غني بمادة الكالسيوم اللازمة للعظام، وغني بالفسفور بنسبة عالية، وإذا عرفنا أن هذه المادة المعدنية تدخل في كثير من تراكيب الجسم المهمة، كالعظام والأسنان، والفسفور وهو الغذاء المفضل للحجيرات النبيلة في الجسم، وهي حجيرات الدماغ والتناسل، يمكن إدراك قيمة التمر الغذائية، وهي تعويض أصحاب الفكر والقلم، وما يصاب به الشباب من الانهماك التناسلي، عندما يجرون وراء الشهوات والملذات، ويمكن أيضاً معرفة ماله من أثر في القوة الجنسية، فإليه يعزو الغربيون سبب نشاط العرب الجنسي، وتفوقهم على الغربيين في هذا المضمار.

(ب‌)السكاكر: ويحتوي البلح على نسبة كبيرة من السكر من (20-30% )، والتمر أفضل من البلح، إذ يتركز السكر حتى يصبح حوالي من (70-80%)، وكذلك فهو أفضل الفواكه من ناحية القيمة الغذائية، وإن كان ينقصه فيتامين (ج).فالبلح الجاف (الرطب) يحتوي على الماء والبروتين والكربوهيدرات والألياف وفيتامين (أ) وفيتامين (ب1) و(ب2) وحمض نيكوتينك والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمنجنيز والماغنيسويوم والحديد والنحاس والفسفور والكبريت والكلورين.

5- التمر وقاية وعلاج:
قال الدكتور عويضة:
"تبين من البحوث التي أجريت أن البلح منبه لحركات الرحم، وزيادة قوة انقباضاته، أي أنه يقوي العضلات الرحمية، والانقباضات الرحمية في الحمل المتقدم فقط، مما يجعله مساعداً للولادة، ويعتقد العلماء أن وجود الأملاج القلوية في التمر، تسبب تعامل حموضة الدم المتأينة عن تناول النشويات بكثرة، والمعروف أن حموضة الدم هي السبب في عدد غير محدود من الأمراض العائلية والوراثية، كحصيات الكلى والمرارة والنقرس وارتفاع ضغط الدم والبواسير وغيرها.

وفي جريدة الأهرام وتحت عنوان [ البلح علاج لأمراض العيون والجلد والأنيميا والنزيف ولين العظان والبواسير ويساعد على الولادة بسهولة ].

كتب مايلي:
أثبتت الأبحاث العلمية التي أجريت أخيراً بالمركز القومي للبحوث، أن البلح غذاء كامل، ويفيد في وقاية الجسم وعلاجه من أمراض العيون وضعف البصر، وعلاج الأمراض الجلدية كالبلاجرا، وأمراض الأنيميا وحالات النزيف، ولين العظام، والبواسير، ويساعد المرأة الحامل على الولادة بسهولة، صرح بذلك الدكتور عبد العزيز شرف المشرف على وحدة بحوث الأدوية بالمركز القومي للبحوث وأضاف قائلاً: إن الأبحاث أثبتت كذلك أن البلح يعادل اللحم في قيمته الغذائية، ويتفوق عليه بما يعطيه من سعرات حرارية، ومواد معدنية وسكرية، وذلك بالإضافة إلى أنه غني بالكالسيوم والفسفور والحديد، ويحتوي على غالبية الفيتامينات المعروفة.

وبعد هذه الجولة الطبية، اتضح للكل ما للتمر من فوائد طبية، ومنافع جسمانية، وأنه يدفع السموم ويطردها، ولقد جربها د. مصطفى السباعي رحمه الله تعالى فاصطبح كل يوم على سبع تمرات لمدة خمسة أشهر، فشفي من مرض السكر والحمد لله.

7- التمر والحيوانات:
لقد أجريت تجارب معملية على نوى البلح، لمعرفة بعض الصفات الطبية، لإمكان استعماله كعلف للحيوانات على أسس سليمة، وأمكن كذلك تحويل نوى البلح في وادى النطرون إلى مسحوق، وأعطي للحيوانات مخلوطاً في علائفها"، وتبين أن مسحوق نوى البلح يزيد في أوزان هذه الحيوانات، كما تبين أن نوى البلح له تأثير هرموني أنثوي، وهذه الأخيرة لها تأثير خاص في زيادة أوزان هذه الحيوانات، واستخدمت لهذا الغرض في كثير من البلدان، ونوى البلح يعتبر علفاً قيماً للحيوانات، لوفرة عناصرة الغذائية، ويمتاز عن الأعلاف الأخرى بصفته الطبية، التي تشير إلى إمكان استخدامه كغذاء دوائي، في حالات المغص التي تسببها بعض الأعلاف.

8- التمر والسحر:
إذا ذهبنا إلى أن السحر مرض نفسي، وأنه يحتاج إلى علاج نفسي، وأن الإيحاء النفسي له أثر كبير في شفاء المرضى بمثل تلك الأمراض، وإذ أخذنا العجوة إلى أنها مغذية، مفيدة للجسم مقوية للبنية، قاتله للديدان قاضية على تعفن الفضلات، وإنها من عجوة المدينة؛ مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن هذا العلاج وصفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، ولا شك في أن ذلك يحدث أثراً طيباً في نفس المسحور، وأثبت الطب أثر التخيل والوهم والايحاء النفسي في كثير من الأمراض، شفاءً أو إصابة، أفليس ذلك من شأنه ألاَّ نتسرع في تكذيب الحديث، مادام من الممكن تخريجه على وجده معقول؟؟؟ (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي 284، 285)

أقول وعلى وجه المعقول شرعاً إن علماءنا عرفوا السحر بأنه: عقد ورقى وكلامٌ يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه عقله من غير مباشره له، وله حقيقة فمنه ما يقتل وما يمرض، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، أو ما يبغض أحدهما إلى الآخر أو يحبب اثنين. (المغني لابن قدامة: 4/26).

وقال ابن القيم عن السحر: هو مركب من تأثير الأرواح الخبيثة، وانفعال القوى الطبيعية عنها. (زاد المعاد 4/126).

أقول: إذا عرفنا ذلك، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فإذا أكل الإنسان التمر صباحاً على الريق بالصفة المتقدمة، والعدد المعلوم وبنية الوقاية من السموم وأعمال السحرة، فإن هذا التمر بعد استقراره في الأمعاء سينقله الدم إلى جميع أجزاء وأعضاء الجسم، والتمر فيه من الصفات المتقدمة والنية الصالحة، بامتثال أوامر الشرع والإيمان بها، والاعتقاد بما فيها بأنه حق، وبركة دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للمدينة وما فيها: (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة) متفق عليه عن أنس.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بينا نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جلوس إذ أتي بجُمَّار نخلة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن من الشجر لَمَا بركته كبركة المسلم). فظننت أنه يعني النخلة، فأردت أن أقول: هي النخلة يا رسول الله، ثم التفتُّ فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثهم فسكتُّ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (هي النخلة) خ/ 73- كتاب الأطعمة. 40- باب: أكل الجُمَّار.

فإن ذلك كله سيجعل وقاية من السحر كما علمنا وقايته من السم، وشيطان الساحر وأرواحه الخبيثة لن تستطيع اختراق هذا السد المنيع.

ما دام هذا الإنسان يحصن هذا السد كل يوم بسبع تمرات على الريق، وماتفعل حقن المهدئات للمسحور، وحبات الفاليوم والمخدرات، والسموم الكيميائية في صورة أدوية ؟؟؟؟ فالإيمان العميق، والتوحيد الصافي، والنية الخالصة الصالحة، والاستعانة بالله عز وجل، مع العمل الصحيح الموافق للشريعة المحمدية، كل ذلك وبأمر الله يجعل الإنسان في سعادة، ووقاية وسلامة وعافية في الدارين.

سابعا: الخلاصة والردود المباشرة:
1- هذا الحديث وأمثاله لو قاله أحد الأطباء القدماء أو أحد الحكماء، لتلقاه عنهم أطباؤنا بالقبول والإذعان والانقياد، مع أن القائل إنما معه الحدس والظن والتخمين، فمن كلامه حق ويقين أولى بالقبول والاستسلام وهو الموحى إليه؟.

وإذا كان الطب الحديث لم يوفق في اكتشاف سائر خصاص العجوة حتى الآن، أفليس من الخطأ التسرع إلى الحكم بوضعه؟؟

وهل ادعى أحد أن الطب انتهى إلى غايته، أو أنه اكتشف كل خاصة لكل من المأكولات والمشروبات، والنباتات والثمار التي في الدنيا؟؟؟

إنك لا تشكك معي في أن إقدام مؤلف فجر الإسلام على القطع بتكذيب هذا الحديث؛ جرأة بالغة منه، لا يمكن أن تقبل في المحيط العلمي بأي حال، ما دام سنده صحيحا بلا نزاع، وما دام متنه صحيحا على وجه الإجمال، ولا يضره بعد ذلك أن الطب لم يكتشف حتى الآن بقية ما يدل عليه من خواص العجوة، ويقيني لو أنه كان في الحجاز معاهد طبية راقية، أو معامل تحليلية( أو لو كان تمر العالية موجودا عند الغربيين، لاستطاع التحليل الحديث أن يكتشف فيه خواص كثيرة، ولعله أن يكتشف هذه الخاصة العجيبة إن لم يكن اليوم ففي المستقبل إن شاء الله. (السنة ومكانتها 284، 285).

كان ما تقدم ردٌّ على مزاعم الذين ينتسبون للإسلام، ويطعنون في حديث خير الأنام، عليه الصلاة والسلام.

2- أما من قال أنه مدسوس على النبي - صلى الله عليه وسلم -، بأسانيد محبوكة بأسماء رجال صالحين، فقبلها رجال التخريج عن صدق نية..

أقول: فرجال التخريج الذين عناهم ذلك المغفل هم أهل هذا الفن وأدرى بعلوم الحديث، وهذا المغفل الجاهل وأمثاله لاصلة لهم به من قريب ولا من بعيد.

وقوله: بأن هناك حالات تسمم تحصل في الليل والنهار بين من يأكلون التمور، نريد منه حالة واحدة تصبح فيها صاحبها على سبع تمرات كل يوم من تمر المدينة عجوة العالية!!! ولن يأتي وهيهات له أن يأتي، أو هل هو سمع كل شئ حتى لم يسمع لآكل التمر والعجوة وقاية من التسمم؟ لعله كان أصم عن هذا.

3- أما القائل: بأنه أي الطب النبوي من وصفات عجائز الحي ومشايخه، فهل هؤلاء العجائز والمشايخ، كانوا يعلمون ما في التمر من فوائد وخواص دفع ضرر التسمم والسحر؟ أم أن هؤلاء العجائز قد تلقوه من جامعات إكسفورد وكامبردج، فعرفوا أن في التمر الفيتامينات والكربوهيدرات والبروتينات؟؟؟ سبحانك ربي هذا بهتان عظيم!!


وإنما الطب النبوي وحي إلهي من رب السماوات العلى
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى
[النجم: 3 - 5].



والحمد لله رب العالمين

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

الموحدة

عضو مميز
إنضم
5 يناير 2012
المشاركات
806
النقاط
18
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
ما تيسر منه
احب القراءة برواية
برواية ورش عن نافع
القارئ المفضل
الشيخ ياسر الدوسري/عمر القزابري/مشاري العفاسي/المنشاوي
الجنس
أخت
جزاك الله خيرا ونفع بك
 

طالب الماهر

مدير عام
إنضم
15 مارس 2012
المشاركات
946
النقاط
16
الإقامة
غرف الماهر الصوتية
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
.
احب القراءة برواية
ورش عن نافع من طريق الأزرق
القارئ المفضل
المنشاوي - الحصري
الجنس
أخ
نفع الله بكم وجزاكم الله خيرا
 
أعلى