عبودية الصائمين

طباعة الموضوع

دكتور أشرف

عضو مميز
إنضم
6 فبراير 2012
المشاركات
214
النقاط
16
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
اللهم اجعلنا من أهل القرآن
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري - رحمه الله -
الجنس
أخ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

لا يفهم الصلة بين العبد وربه إلا من عرف صفة العبد وفقره وحاجته، وعرف صفات الرب جل جلاله، تلك الصفات العلى.. إنها صلة غريبة فريدة لا نظير لها ولا مثال..،

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "فاعلم أن سر العبودية وغايتها وحكمتها، إنما يطلع عليها من عرف صفات الرب - سبحانه - ولم يعطلها، وعرف معنى الإلهية وحقيقتها، ومعنى كونه إلهًا، بل الإله الحق وكل إله سواه فباطل، بل أبطل الباطل، وأن حقيقة الإلهية لا تنبغي إلا له "

والعبد الذي ذلل جوارحه لطاعة ربه وسيرها للسير في مدارات مستحباته، وأشربها الرضا به ربا وبرسوله خاتما وبكتابه دستورا ليجد حلاوة الإيمان في كل سكنة وحركة وفي كل لمحة ونفحة.. ففي الصحيح " ذاق حلاوة الإيمان من رضي بالله ربا وبمحمد رسولا وبالقرآن كتابا منزلا "

وفي الحديث القدسي الثابت (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه).

ومن هنا حرص الصالحون دائما على تقوية تلك الصلة الشفافة بينهم وبين خالقهم.. وكانوا كثيرا ما يتألمون عند ذكر ذنوبهم وتقصيرهم في حق ربهم:

إذا تأمل العبد في ذلك احتاج أن يكون في خضوع دائم، وركوع وسجود لا انقطاع لهما، ومناجاة ودعاء لا نهاية لهما أمام ذاك الرب الكريم، لا إله إلا هو الذي أعطاه من كل ما سأل بلسان القال أو بلسان الحال "وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ".

عبودية الصيام وصلة المقربين:

وتغمرنا في أيام الصوم ثلاثة معان راقية:

أولها: أن الصيام شرع لنا فيه من الأعمال الصالحة ما يكون سببا في تكفير ذنوبنا ورفعة درجاتنا.

وثانيها: أن الله - تعالى -فيه يوفق إلى العمل الصالح ولولا معونة الله وتوفيقه لما تيسرت لنا الصالحات.

وثالثها: أن الله أعد به - فضلا منه - الأجر المضاعف على الأعمال الذي يصل بالناس إلى يوم منتهاه العتق من العذاب..

وفي عبودية الصيام صار العابدون قسمين:

أولهما من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله - تعالى -يرجو عنده عوض ذلك في الجنة فهذا قد تاجر مع الله والله لا يضيع أجر العاملين " ففي الحديث: (إنك لن تدع شيئا اتقاء لله إلا أتاك الله خير منه

وأما الطبقة الثانية: فهي طبقة من يصوم في الدنيا عما سوى مرضات الله فيحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه فتدبر في ذلك المعنى واستحضر الحديث الرباني له - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول: (إن للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه). متفق عليه

عبودية منع الاغترار:

بعض الناس إذا فعل بعض الطاعات والقربات في أيام معدودات اطمأن لعمله وركن إليه وارتاحت نفسه لطاعاته ورضي بما يقدم لله، بل تولد عنده شعور أنه أدى حق الله عليه، وقد يجره هذا الشعور إلى الإعجاب بعمله والسرور به والغرور به، نعم الصالحات تسعد أهل الإيمان، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو صالح، وقلب المؤمنين يفرح بالثواب.. ولكننا نحذر من الاغترار بالعمل، أن تعجبك عبادتك، والصالحون لا يفعلون ذلك؛ لأن الصالحين دائمًا يشفقون من ربهم ويخافون ألا يقبل منهم أعمالهم، ولا يأمنون على أعمالهم أن يكون قد شابها ما يردها عند الله فلا يقبلها - سبحانه -، قال الله - سبحانه -: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ [المؤمنون: 60]، قالت عائشة - رضي الله عنها -: سألت رسول الله عن هذه الآية فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدقون، ويخافون ألا يتقبل منهم)أخرجه الترمذي.

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها، وأرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفارًا عقيب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه وقد أمر الله - تعالى -حجاج بيته بأن يستغفروه عقيب إفاضتهم من عرفات وهو أجل المواقف وأفضلها فقال: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ. ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[البقرة: 198-199] وقال - تعالى -: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ [آل عمران: 17]، قال الحسن: مدوا صلاتهم إلى السحر ثم جلسوا يستغفرون الله - عز وجل -، وفي الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثًا) رواه مسلم.. " مدارج السالكين
___________________________________________
عبودية الصائمين
خالد رُوشه
( منقول بتصرف )
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
إنضم
23 يونيو 2011
المشاركات
2,069
النقاط
38
الإقامة
مصر
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري
الجنس
أخ
جزاكم الله خيرا , وبارك الله فيكم
بلغنا الله واياكم شهر رمضان واعاننا على الصيام والقيام
 

دكتور أشرف

عضو مميز
إنضم
6 فبراير 2012
المشاركات
214
النقاط
16
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
اللهم اجعلنا من أهل القرآن
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري - رحمه الله -
الجنس
أخ

دكتور أشرف

عضو مميز
إنضم
6 فبراير 2012
المشاركات
214
النقاط
16
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
اللهم اجعلنا من أهل القرآن
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري - رحمه الله -
الجنس
أخ

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||

دكتور أشرف

عضو مميز
إنضم
6 فبراير 2012
المشاركات
214
النقاط
16
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
اللهم اجعلنا من أهل القرآن
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري - رحمه الله -
الجنس
أخ
w-AlzeenAmno005.jpg
 

دكتور أشرف

عضو مميز
إنضم
6 فبراير 2012
المشاركات
214
النقاط
16
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
اللهم اجعلنا من أهل القرآن
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري - رحمه الله -
الجنس
أخ
اللهم بلغنا رمضان
واجعلنا فيه من عتقائك من النار
ومن المقبولين

 
أعلى