الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الثانية مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن شرح كناب الصلاة من كتاب عمدة الأحكام
الدرس الثالث (باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها)
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 83621" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><u>الدرس الثالث (باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها)</u></span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff0000"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">قال المصنف -رحمه الله تعالى- (<span style="color: #339966">باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم– قال: (<span style="color: #000080">صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة</span>).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #339966">عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: (<span style="color: #000080">صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعف، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خُطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط بها عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم صل عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة</span>)</span>) </span>.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">موضوع الحديث الأول والثاني في الباب:</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">هو الترغيب في صلاة الجماعة وبيان فضلها، فذكر حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، ثم ذكر الحديث الذي يليه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وبين أن صلاة الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">الحديث الأول قال: صلاة الجماعة أفضل، ولم يخصها بمكان، فسواء كانت في المسجد أو سواء كانت في أي موضع فهي أفضل، فالحديث الأول عام ولم يخص مكان دون مكان، والحديث الثاني خصها بالمسجد.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: magenta"><u>الكلام على الحديث من وجوه:</u></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">الوجه الأول: العدد الذي تنعقد به الجماعة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">معلوم أن الجماعة في اللغة أقلها ثلاثة لكن الشرع جعل جماعة الصلاة اثنين .</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وردت عدة أحاديث (<span style="color: #000080">اثنان فما فوقهما جماعة</span>) لكن هذه الأحاديث ضعيفة، لكن فهم ذلك من أحاديث أخر واتفاق الأئمة على ذلك، وبوب البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه "باب اثنان فما فوقهما جماعة" وذكر تحت هذه الترجمة حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: (<span style="color: #000080">أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلان يريدان السفر فقال -عليه الصلاة والسلام- إذا أنتما خرجتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما</span>) هذا لينال فضل الجماعة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">و أيضًا يبين ذلك ما أخرجه الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي سعيد وحسنه الترمذي: (<span style="color: #000080">أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ما انتهى من صلاة - وفي بعض الروايات صلاة الفجر- جاء رجل تأخر عن الصلاة فدخل يصلي فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:ألا رجل يتصدق على هذا</span>) أي يصلي معه لينال ثواب الجماعة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فاثنان فما فوقهما جماعة، وليس معنى ذلك أننا نلغي المثنى، فالمثنى لغة موجود، وذكر في القرآن وفي السنة لكن الشرع جعل الاثنين جماعة فضلًا من الله -تبارك وتعالى- حتى إن لم يوجد إلا اثنان، وصلوا فيحصلوا على أجر الجماعة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">هذا الذي يستفاد أولا من الحديث.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">ثانيا: اختلاف الأحاديث في التفضيل وسبب ذلك:</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">نجد أن الحديث الأول حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: (<span style="color: #000080">صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة</span>).</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: magenta">الحديث الثاني: حديث أبي هريرة: (أنها تفضل بخمسة وعشرين درجة) سبع وعشرين وخمس وعشرين، وورد في صحيح مسلم: (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ ببضع وعشرين درجة).</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وورد أيضًا في السنن: (<span style="color: #000080">أنها تفضل على صلاة الفذ بأربع وعشرين أو خمس وعشرين</span>) على الشك، فكأن الأحاديث تئول في جملتها أو تجتم الروايات على الخمس والعشرين والسبع والعشرين؛ لأن بضع وعشرين هي تدخل فيها الخمس، وتدخل فيها السبع والأربعة والعشرين والخمسة والعشرين على الشك فرويت من غير شك فآلت الروايات كلها إلى الخمس وعشرين أوالسبع وعشرين.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">ما وجه الجمع؟ بمعنى هل الدرجات التي بينها النبي -صلى الله عليه وسلم- : (<span style="color: #000080">صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين، بخمس وعشرين</span>) فما سبب التفضيل؟. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">قال العلماء: إن سبب التفضيل لاختلاف الجماعات.. جماعة صغيرة.. جماعة كبيرة، أو جماعة يعني تقيم السنن أكثر من جماعة أخرى، ففضل هذه الجماعة أكثر من فضل الجماعة الأخرى.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وقيل أيضًا: هذا الاختلاف في التفضيل لاختلاف الصلوات، فهناك صلاة أفضل من صلاة، وهذا التفضيل مرجعه إلى الشرع، فالله -تبارك وتعالى- يعني قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (<span style="color: #000080">من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل</span>) كما في صحيح مسلم، (<span style="color: #000080">ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل</span>).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فبين لنا فضل العشاء والفجر عن غيرها من الصلوات.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وكذلك قال في الحديث التالي: (<span style="color: #000080">إن صلاة العشاء والفجر أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا</span>).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">وأيضًا صلاة العصر:</span> (<span style="color: #000080">من ترك صلاة العصر حبط عمله</span>) وأيضًا (<span style="color: #000080">يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيسألهم ربهم -عز وجل- وهو أعلم بهم، كيف تركتم عبادي؟ قالوا: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون</span>) وذلك في صلاة الفجر وصلاة العصر.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">إذن بعض الصلوات أفضل من بعض، وهذا التفضيل مرجعه إلى الشرع أو قالوا الصلاة التي يجهر فيها بالقراءة ثوابها أكبر من الصلاة التي لا يجهر فيها بالقراء.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: magenta">ما عظم فضله عظم أجره، أي</span> : كلما كان الفضل أكثر كلما كان الأجر أكثر.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا قالوا: إن اختلاف الفضل في الصلوات يرجع إلى اختلاف الأماكن، فجماعة البيت أقل من جماعة المسجد، وجماعة المسجد أفضل، فيكون الفضل فيها أكثر.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وقالوا أيضًا: إن الاختلاف في الفضل بين الصلوات يرجع إلى فضائل الأعمال في الصلاة، فمثلا من أدرك الصف الأول، ليس كمن لم يدرك الصف الأول من أدرك يمين الصف ليس كمن أدرك شمال الصف: (<span style="color: #000080">إن الملائكة يصلون على ميامن الصفوف</span>) (<span style="color: #000080"> لو يعلمون ما في النداء والصف الأول، ولم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه</span>).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فبين أن هناك أعمال في الصلاة تجعل الثواب فيها أعلى من غيرها يعني أن هذا التفضيل يرجع إلى فضائل الأعمال في الصلاة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">هذا للجمع بين الرويات؛ لأن الأحاديث صحيحة (<span style="color: #000080">وأن صلاة الفذ أو أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بخمس وعشرين وبسبع وعشرين</span>) والحديثان في الصحيحين، ولا بد من الجمع بين الأحاديث.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">ثالثا ماحكم صلاة الفذ أو الفرد لغير عذر يعني لو صلى المرء وحده من غير عذر ؟</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">الحديث يقول صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، ولا بد أن يكون المفضول صحيحًا لأن ما لا يصح لا فائدة فيه فهذا يدل على صحة صلاة الفذ.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">لكن هل يأثم بذلك أم لا؟ هذه مسألة أخرى، لكن الصلاة صحيحة، وكما نعلم من أقوال العلماء، لا علاقة بين الصحة والبطلان والحل والحرمة، فقد نقول: إن هذا العلم صحيح لكن فاعله آثم، مثلًا في الوضوء مس النساء الأجنبيات يحرم، فإذا مس الرجل امرأته حلال .</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">من نواقض الوضوء :إن مس النساء ناقض فلا فرق بين أنه مس امرأته أو مس غيره، لو قلنا إن مس النساء لشهوة غير ناقض للوضوء، وهذا قول طائفة من أهل العلم، فلو فرض أن رجلًا مس امرأة أجنبية بشهوة، فهل ينتقض وضوءه لا ينتقض وضوؤه على قول من قال إن المس غير ناقض، لكن يأثم؟ يأثم بذلك، إن مس امرأته لا ينتقض وضوؤه ولا يأثم.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">إذن لا علاقة ولا ارتباط بين الإثم وعدمه، والصحة والبطلان، فالعمل صحيح وقد يأثم العبد وقد لا يأثم فلا ارتباط بينهما.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">كذلك نقول: إن الصلاة صحيحة لكن لا علاقة بينها بأننا نقول أنه آثم أو غير آثم هذا موضوع آخر.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فهذا التفضيل أو المفضول لا بد وأن يكون صحيحً، وإلا ما لا يصح فهو باطل ولا فائدة فيه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">رابعًا: معنى الدرجات في الحديث: (<span style="color: #000080">صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة </span>) ما قدر الدرجة؟ هل الدرجة تساوي صلاة؟ تساوي صلاتان؟ تساوي أكثر؟ تساوي أقل؟ وفيه حديث خمسة وعشرين جزءًا.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وهنا هذه تضاعف يعني صلاة الرجل في الجماعة على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، فالضعف هنا لا بد أن تكون الصلوات مضاعفة، ورواية مسلم صريحة: (<span style="color: #000080">صلاة الجماعة تعدل خمسًا وعشرين من صلاة الفذ</span>) فكأنه صلى خمس وعشرين صلاة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا في الحديث معنى في مصلاه في حديث أبي هريرة: (<span style="color: #000080">فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه</span>) يعني: إذا دخل المسجد المصلى وصلى ركعتين وجلس فالملائكة تصلي عليه، وهو في مصلاه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">إذا قام من هذا المكان بعدما صلى، وقعد في غيره هل الفضل مستمر أم أنه ينقطع، لأنه ترك مصلاه؟ ظاهر النص يقول: فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، لكن ليس ذلك مرادًا على وجه التعيين، أنه لو ترك مصلاه انقطع الأجر، لكن هذا خرج مخرج الغالب، فلو هو صلى في بقعة ثم بعد ذلك قام منها إلى بقعة أخرى في المسجد على نية الصلاة فكذلك الأجر مستمر معه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">سادسًا: في الحديث قال: (<span style="color: #000080">ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة</span>) يعني: هو منتظر الصلاة، فهو في صلاة بنص كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (<span style="color: #000080">ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة</span>).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">قال بعضهم يكره إذا سئل المرء في ذلك الوقت هل صليتم أم لا؟ فيقول ما صلينا والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (<span style="color: #000080">هو في صلاة</span>) وإبراهيم النخعي -رحمه الله تعالى- على وجه التحديد هو الذي كره أن يسأل المرء هل صليت أم لا فيقول ما صلينا، رد عليه طائفة من أهل العلم في الحديث الذي ذكرنا قبل ذلك في الصحيحين (<span style="color: #000080">لما عمر -رضي الله عنه- جاء غاضبًا إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال والله يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب</span>) فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (<span style="color: #000080">والله ما صليتها</span>) قالوا هذا موضع فيجوز للمرء يقول صليت أم لا؟ تقول ما صليتها.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">ولكن لو نظرت إذا كان المرء في المسجد وهو منتظر الصلاة هذا يختلف عن الحالة التي انشغل فيها عن الصلاة فلا تعارض تغاير الأمران فتغاير الحكم نتيجة لذلك لكن هذا تجده لا بأس أن يقول الإنسان ما صلينا.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">سابعًا: تعليل الحكم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (<span style="color: #000080">إن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بخمس وعشرين بسبع وعشرين</span>).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">في الحديث علل الأفضلية قال -عليه الصلاة والسلام-: (<span style="color: #000080">أن صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا وذلك أنه </span>) وذلك أنه هذا التعليل للحكم لم الصلاة تضاعفت؟ قال (<span style="color: #000080">إذا توضأ فأحسن الوضوء</span>) توضأ في بيته وأحسن الوضوءثم خرج إلى المسجد . </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">إذن الوضوء إحسان ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة ولم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وذهب إلى المسجد ماشيا فمشى إلى الصلاة هذا سببٌ لرفع الدرجات، ثم بعد ذلك صلى وجلس في المسجد والملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، فبين النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سبب التفضيل في هذه الأمور، أنه توضأ في بيته، وأحسن الوضوء، وذهب ماشيًا إلى المسجد ثم جلس في مصلاه ينتظر الصلاة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">هل هذا الفضل فضل الجماعة يحصل للمعذور؟ كالمريض و المسافر أو انشغل بعذر منعه من الصلاة هل يحصل هذا الفضل أم لا؟. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: magenta">إذا كان من شأنه أنه يحافظ على صلاة الجماعة في الأوقات التي لا يكون معذور فيها فهو يحصل ثوابها وهذا فضل. أما إذا كان من شأنه أنه يضيع صلاة الجماعة فلا يحصل له هذا الفضل.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: #ff00ff"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: <span style="color: blue">(إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيما صحيحًا) حديث صحيح (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى)</span>.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: #ff00ff"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">هل تشرع الجماعة الثانية في المسجد أم لا؟. </span></span></span></span><span style="color: #ff00ff"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">إذا دخل الإنسان المسجد فوجد أن الناس صلوا ومعه آخر هل يصلي جماعة أم لا يصلي جماعة؟ هناك عدة آثار عن الصحابة عن ابن مسعود وعن غيره آثار صحيحة «أنهم إذا تخلفوا عن الجماعة لعذر رجعوا إلى بيوتهم وصلوا جماعة ولا يصلوها في المسجد» هذا من باب سد الذريعة حتى لا يظن بالجماعة الأولى، شرا ًأو لا يظن بإمام الجماعة شرًا، فلا تعاد الجماعة في المسجد.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: teal">وقد نص الشافعي -رحمه الله تعالى- في "الأم" على ذلك، وهذا مذهبه أن الجماعة الثانية لا تشرع في المسجد.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: navy"><span style="font-size: 18px"><span style="color: teal">جماهير أهل العلم على جوازه :</span> واستدلوا على ذلك بحديث أبي سعيد الذي ذكرناه ورواه الترمذي وأحمد الرجل الذي جاء متأخرًا عن الصلاة، وقال:<span style="color: teal"> (من يتصدق عليه من يتصدق على هذا)</span> قال البعض هذا متصدق وهذا متصدق عليه، يعني واحد منهم يصلي نافلة والثاني فرض، فهل إذا جاء اثنان لم يصليا فلا يتقدم أحدهما فيصلي بالآخرهذا دليل الجمهور على جواز الجماعة الثانية في المسجد.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">قال المصنف -رحمه الله تعالى- (<span style="color: #339966">عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: </span></span><span style="color: teal">(أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار))</span></span></span></span><span style="color: #000080"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">موضوع هذا الحديث: كما هو واضح الترهيب من ترك صلاة الجماعة.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">مفردات الحديث:</span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">أولًا</span>: معنى (<span style="color: #000080">ولو حبوًا</span>) (<span style="color: #000080">ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا </span>) ما في صلاة العشاء والفجر، حبوًا يعني زحفًا يعني أن يمشي على يديه وركبتيه كما يحبو الطفل يمشي على يديه وركبتبه لو يعلمون ما فيهما من الخير لأتوهما ولو زحفًا.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">ثانيًا</span>: أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، لم هاتان الصلاتان هما أثقل الصلوات على المنافقين؟.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">لقوة الداعي إلى ترك الحضور، أما في العشاء أتى من عمله متعبً، واجتمع بالأهل وظلمة الليل كل هذه دواعي تمنعه من الحضور، في الفجر لذة النوم تمنعه من الاستيقاظ والذهاب، لكن المؤمن يعلم أن الأجر على قدر المشقة، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (<span style="color: #000080">حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره</span>).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فهذه أشياء الإنسان يتغلب على نفسه بها التماسًا للأجر، وأثقل الصلوات على المنافقين لقوة الداعي لترك الحضور في العشاء والفجر بالذات، لذلك حفز النبي -صلى الله عليه وسلم- ورغب في المحافظة على صلاة العشاء وصلاة الفجر بالذات (<span style="color: #000080">من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصفل الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قال الليل</span>) وإلى غير ذلك (<span style="color: #000080">لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا</span>).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا الوجه الثالث في الحديث: حكم صلاة الجماعة للرجال الظاهر من الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: <span style="color: teal">(ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرِّق عليهم بيوتهم بالنار)</span> هذا لا يكون إلا لترك واجب.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">صلاة الجماعة:</span> من العلماء من قال: هي واجبة، ومنهم من قال: هي فرض كفاية، ومنهم من قال: هي سنة مؤكدة.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">قول المالكية والحنفية إنها سنة مؤكدة، قول الشافعي إنها فرض على الكفاية، قول الإمام أحمد وعامة أهل الحديث إن صلاة الجماعة فرض عين.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">الذين قالوا بوجوب صلاة الجماعة استدلوا بكتاب وسنة استدلوا بقول الله تعالى: <span style="color: teal">﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾</span> [البقرة: 43]، وهنا مطلق الأمر يقتضي الوجوب ﴿<span style="color: teal">وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾</span> الأصل في الأمر هو الركوع، فأمرنا الله تعالى أن نركع مع الراكعين.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وأيضًا أمر بالجماعة في القتال مع شدة الخوف: <span style="color: teal">﴿ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ ﴾</span> [النساء: 102]، فأمر ربنا جل وعلا بصلاة الجماعة في القتال في الخوف، فهذا إذا كان ذلك في الخوف وفي حال القتال مع أنهم يتركون بعض الأركان وبعض الشروط للمحافظة على الجماعة وكان يمكن أن ينتظروا إلى الأمن ويؤدوا الصلاة بشروطها وأركانه، ولكن الله جل وعلا أمرهم بالجماعة في هذا الموضع فالأمر بها في حال الأمن من باب أولى.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا الحديث الذي بين أيدينا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هم أن يحرق بيوت القوم الذين تركوا صلاة الجماعة وهم قادرون على أن يأتوا.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أجيب على هذا الحديث أو اعترض على الاستدلال من هذا الحديث أن ذلك في المنافقين؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: <span style="color: teal">(أثقل الصلوات على المنافقين )</span> فالكلام كله متعلق بالمنافقين، فهذا العقاب الذي هم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفعله من أجل نفاق هؤلاء.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">لكن رد على ذلك بأن في الحديث ما يبين السبب الذي من أجله هم بذلك قال إنه: <span style="color: teal">(أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة)</span> فعلل السبب الذي من أجله هم بتحريق بيوت هؤلاء وهو أنهم لا يشهدون الصلاة.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا قيل: إنه هم ولم يفعل ودل على عدم الوجوب لو كان واجبًا لفعل هم ولم يفعل كما بين في أحاديث أخر لولا وجود النساء والذرية في البيت، الذي منعه أنه وجود النساء والذرية في البيت منعه من ذلك.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">قيل أيضًا: إن المراد صلاة الجمعة المراد صلاة الجمعة والحديث يرد لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-يقول: <span style="color: teal">(أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر)</span> فنص على صلاة العشاء والفجر.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">قيل أيضًا: أنه -عليه الصلاة والسلام- ترك الصلاة مع القوم، يعني قال: (<span style="color: #000080">هممت أن آمر رجلًا يؤم الناس ويذهب فلو كانت واجبة ما تركها </span>) يجوز أن يترك الواجب لما هو أوجب منه، يعني إذا تعارضت الواجبات قدم أوجبهما.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا مما استدل به أهل الحديث، وممن قالوا بوجوب صلاة الجماعة على الأعيان حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: <span style="color: teal">(أن رجلا ًأعمى أتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستأذنه أن يصلي في بيته) لأن ليس له قائد يلائمه يعني لا يتفق في كل وقت أن يجد القائد من أجل أن ينطلق معه إلى المسجد وقال: إن المدينة كثيرة الهوام والسباع والطرق غير ممهدة فيأذن له الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى يصلي في بيته فأذن له أو رخص له، ثم بعد أن ولى دعاه قال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم قال: فأجب.</span></span></span></span></span></p><p><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"></span></span></p><p> <span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"></span></span></p><p> <span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">قال فأجب فإذا كان معه قائد، وهو يسمع النداء وجب عليه أن يلبي وهو أعمى طبعًا لم يكن معه قائد فله عذره لكن إن كان معه القائد وهو أعمى وجبت عليه أيضًا الصلاة فهذا مما استدل به القائلون بوجوب صلاة الجماعة على الأعيان.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري: <span style="color: teal">(إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم)</span> وأمر<span style="color: teal">(إذا حضرت الصلاة)</span> يعني صلوا جماعة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">حديث ابن مسعود في صحيح مسلم قال: <span style="color: teal">(من سره أن يلقى الله غدًا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيه سنن الهدى، وأن هذه الصلوات الخمس في المساجد اللاتي ينادى بهن فيها من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم).</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">ثم يقول: <span style="color: teal">(ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق)</span> ثم يقول: <span style="color: teal">(ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين -يعني الرجل الكبير يسند على رجلين- حتى يقام في الصف)</span> أيضًا هذا يدل على وجوب صلاة الجماعة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: magenta">أجاب القائلون بعدم الوجوب لأنه ليس من العدل أن تذكر أدلة المجيزين وتترك أدلة الذين لم يقولوا بعدم الوجوب.</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">قالوا: إن التفضيل في الأحاديث التي ذكرناها صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ ببضع وعشرين خمس وعشرين يدل على اشتراكهما في أصل الفضل، أنها لها فضل والأخرى أفضل منها.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">حملها القائلون بالوجوب على المعذور الذي يصلي في بيته فإذن صلاة الجماعة ستكون أفضل من صلاة الفرد المعذور بخمس وعشرين درجة.. بسبع وعشرين درجة، لماذا؟ للجمع بين هذا وبين الأحاديث الأخرى.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا حديث يزيد بن الأسود، ورواه الترمذي والنسائي وغيرهم، وهو حديث صحيح: <span style="color: teal">(أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحج في مسجد الخيف بعدما صلى وجد رجلين أتيا متأخرين فقال -عليه الصلاة والسلام-: يعني كانوا في آخر المسجد: علي بهما فأتي بهما ترعد فرائصهما) يعني خافا أن يكونا قد ارتكبوا جرم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما منعكما أن تصليا معنا؟ قالوا: صلينا في رحالنا) يعني في مكان الرحل أو مكان المقيمين فيه في منى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (إذا صليتما في رحالكم، ثم أتيتما مسجد قوم أو شهدتم الجماعة فصلوا معهم، فإنها لكم نافلة) </span>أو كما قال -صلى الله عليه وسلم.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">يقولون: إن الرجلين صلوا في رحالهما أو صليا في رحالهما ولم ينكر عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بل قال: <span style="color: teal">(إذا أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكم نافلة)</span> فدلّ على عدم وجوب الصلاة في الجماعة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">نقول: إنهما صليا في رحالهما فيحتمل أنهما صليا جماعة، طبعا طائفة من العلماء قالت: إن الجماعة هي الواجبة في المسجد أو في غير المسجد وهناك من أوجبوا الجماعة في المسجد للحديث التالي في الباب حديث أبي هريرة الذي ذكرناه، فصلوا جماعة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وأيضًا يجاب بأن هذه حوادث أحوال لعل الرجل كان هناك عذر تأخر عن صلاة الجماعة،وظن أن الجماعة صلوا فصلى مع أخيه في الرحل أو لغير ذلك من الأعذار فهذه قضايا أحوال لا ننزلها منزلة العموم من المقال لماذا؟.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">لأنها قد تكون لها أسباب وبالتالي إذا نزل الدليل إلى مرتبة الاحتمال كما يقول العلماء أنك تستدل بذلك أن صلاة الجماعة ليست واجب، لكن هذا الدليل الذي تستدل به يدخله الاحتمال، وما دخل في الاحتمال يسقط به الاستدلال.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا حديث البخاري ومسلم حديث أبي موسى مرفوعًا من أدلتهم، وهو من أقوى أدلة القوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:<span style="color: teal"> (أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام، أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام)</span> الحديث متفق عليه، هذا يدل على أنه لا تثريب عليه وأنه ما ارتكب إثما.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فنقول: شأن الحديث أن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ ببضع وعشرين درجة أو بخمس وعشرين درجة فعلى هذا جمعا بين الأحاديث يحمل على المعذور أنه ترك الصلاة مع الإمام لعذر لمرض أو لسفر أو لغير ذلك من الأعذار التي تبيح له ترك الجماعة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فثواب الذي انتظر له هذا الأجر، قد يعترض على هذا أن الذي امتنع لعذر فله أجر غير اامعذور، كما ذكرنا في الذي مرض أو سافر له كذلك.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">لكن إذا كانت الأحاديث فيها التعارض هذا يقول لا نستدل على عدم الوجوب بهذا ونستدل على الوجوب بهذا قدم الواجب على غيره من باب الخروج من العهدة بيقين، هذا الحديث فيه شك هل صلاة الجماعة واجبة أو غير واجبة، فهناك أحاديث صريحة مثل: <span style="color: teal">(لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق).</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وحديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هم بتحريق بيوت القوم الذين لا يشهدون صلاة الجماعة، فالأقرب في هذا اولله أعلم أن صلاة الجماعة واجبة على الأعيان، غير شرط يعني لو صلى وحده يأثم إن ترك الجماعة لغير عذر وصلاته صحيحة، ليست باطلة. قال البعض ببطلانه، قال ابن حزم ببطلانه، ورواية عن الإمام أحمد ببطلانها ومال أيضًا ابن تيمة -رحمه الله تعالى- إلى ذلك.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: green">حكم صلاة الجماعة للنساء منفردات عن الرجال:</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">رابعا : حكم صلاة الجماعة للنساء منفردات عن الرجال لا تجب الجماعة على النساء بالإجماع وتشرع لهن إجماعا أن يصلين جماعة عند الجمهور، ومنهم من قال إن صلاة الجماعة للنساء سنة أي مستحب ومنهم من قال مكروهة، ومنهم من قال مباحة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: green">الذين قالوا سنة استدلوا</span> بحديث رواه أحمد والحاكم وأبوا داود وحسنه الشيخ ناصر -رحمه الله تعالى- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر امرأة تسمى أم ورقة أن تؤم أهل داره، وهذا يدل على مشروعية الجماعة لهن، ولما أمرها دل على أن هذا الأمر للاستحباب.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: green">ومن قال: إنها مكروهة،</span> قال إن هذا غير معهود في أمهات المؤمنين، وأن هذا من شعائر الإسلام والنساء لسن من ذلك، يعني استدل بالعموم: <span style="color: green">(خاب قوم ولو أمرهم امرأة)</span> وجعل ذلك من الولاية فكره لها الإمامة أو كره لهن الجماعة.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: green">القول الثالث:</span> أنها مباحة، فإذا أبيح لها المسجد وأنها تأتي وتصلي جماعة مع أن الصلاة في بيتها أفضل لها، رغم أنها يجوز لها الجماعة في المسجد تكون الجماعة في بيتها أولى، وأيضًا لفعل عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما- كما روى الشافعي عن أم سلمة -رضي الله عنها- <span style="color: green">أنها أمت نساء فكانت في وسطهن، كانت تؤم النساء وتقف في وسطهن.</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وكذلك عن عائشة طبعًا من قالوا إنها مكروهة لم يصح عندهم الأثر بذلك.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فالراجح والله أعلم الاستحباب استدلالًا بالعموم لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (<span style="color: #000080">صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة</span>) صلاة الجماعة عامة سواء كان لنساء أو للرجال، وأيضًا النساء شقائق الرجال، فما شرع للرجال يشرع للنساء ما لم يأت دليل يخص الرجال دون النساء.</span></span></p><p></span></span></p><p> <span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (<span style="color: #339966">عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: </span></span><span style="color: magenta">(إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قال: فقال بلال والله لنمنعهن قال: فأقبل عليه عبد الله فسبه سبه سبًا ما سمعته سبه مثله قط، وقال: أخبرك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقول: والله لنمنعهن) وفي لفظ: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) ).</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">موضوع الحديث النهي عن منع النساء عن المساجد عند الاستئذان.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">الكلام عن الحديث من وجوه أولًا:</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">يلزم من النهي عن منعهن إباحته لهن، لكن الفقهاء خصوه بشروط وحالات، يعني شروط الإذن لخروج المرأة إلى المسجد:</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">1- ألا يتطيبن وليخرجن تفلات أي غير متطيبات. (<span style="color: #000080">فأيما امرأة خرجت وهي متعطرة فهي زانية</span>).</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وأيضًا في حديث مسلم (<span style="color: #000080">إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا</span>) ويلحق بذلك الحلي والملابس التي فيها شهرة، فتمنع المرأة من أجل ذلك.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">روى البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: <span style="color: magenta">(لو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رأى ما أحدثه النساء من بعده لمنعهن المساجد، كما منعت بني إسرائيل).</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا يستفاد من الحديث، وهو ثاني وجه نتكلم عليه: النهي عن معارضة الحديث بالرأي، انظر إلى فعل ابن عمر -رضي الله عنهما- مع ولده بلال، -هذا ولده- الذي قال: والله لنمنعهن، ويقول له: <span style="color: magenta">(إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها)</span> يذكر له قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم هو يقول: والله لنمنعهن، يعترض على كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- طبعا تغيظ عليه تغيظا شديدا وسبه سبا شديدا لم يسمع منه من قبل، لماذا؟ لأنه عارض السنة بعقله وبرأيه.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: magenta">قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1].</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">يا أيها الذين آمنوا لا تقترحوا بآرائكم وأهوائكم، وتقدموا ذلك على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وأيضًا من قواعد أهل السنة: إذا صح النقل فلا تحكيم للعقل، لا تقل أن النساء يتخذن ذلك دغلا أو يتخذن ذلك وسلية للخروج أو لغير ذلك من الكلام، فإذا صح النقل لا تحكيم للعقل لم؟.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">لأن النقل هو الشرع كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فكتاب الله <span style="color: magenta">﴿ لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">والنبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى: <span style="color: magenta">﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4]</span> فالشرع لا يخطيء وهو تنزيل من حكيم حميد، فإذا كان عقلك لا يفهم نصً، ويرى أنه معارضًا لشيء في عقله فينبغي عليه أن يتهم عقله ولا يتهم النص، الأصل هو تقديم النص على العقل فإذا صح النقل فلا تحكيم للعقل عليه أن يقول: سمعنا وأطعنا.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">بعض السلف علم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- (<span style="color: #000080">نهى أن يشرب المرء من فيء السقاء</span>) من فم القربة، يعني يشرب من ماء لا يراه، فقال جلست فترة لا أدري ما السبب، وفي نفسي من الأمر شيء، حتى علمت أن بعض الناس شرب من فيء السقاء فمات، ففتحوا القربة وجدوا بها حية بثت السم فشرب الرجل فمات قال فما عدت أسأل.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">إذن عندما يكون الماء أمامك وأنت تشرب لو تغير لونه أو تغير شيء فيها رأيته، فالسنة أن ترى الماء وأنت تشربه لا تشربه وأنت لا تراه، فقال: ماعدت فإذا صح النقل فلا تحكيم للعقل، وأردفو هذه القاعدة بقاعدة أنه لا تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح، يعني إذا كان التفكير الصحيح والعقل صريح والنقل صحيح لا يوجد تعارض: <span style="color: magenta">﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فلماذا يقول الناس فيه تعارض في الأحاديث، أين هذا التعارض والجمع بين الأحاديث المتعارضة والآيات المتعارضة أين يكون هذا التعارض؟.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: green">كما قال الشاطبي -رحمه الله تعالى- أنه ليس هناك تعارض بين الكتاب والسنة وإنما التعارض يكون في فهم المجتهد.</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">لا تعارض بين الآيات بعضها وبعض ولا الأحاديث بعضها وبعض لكن التعارض أين في أفهام الناس، لكن لما ينظر بعقل سديد فلا تعارض: ﴿<span style="color: #000080"> وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا </span>﴾.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وأيضًا من السنة ألا تجادل عن السنة، إذا أخبرت بالسنة فاسكت ولا تجادل عنها يكفيك أن تقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فهو لا ينطق عن الهوى </span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px">قال المصنف -رحمه الله تعالى- (<span style="color: #339966">عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (<span style="color: #000080">صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء </span>).</span></span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #339966">وفي لفظ: (<span style="color: #000080">فأما المغرب والعشاء والفجر والجمعة ففي بيته</span>) وفي لفظ للبخاري: (<span style="color: #000080">أن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: حدثتني حفصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي سجدتين خفيفتين بعدما يطلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها</span>).</span></span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000"><span style="color: #339966">عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: </span></span><span style="color: green">(لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر) وفي لفظ لمسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) ).</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">المصنف -رحمه الله تعالى- يتكلم في هذين الحديثين عن السنن الرواتب قبل الفرائض وبعدها، بعدما تكلم عن المواقيت وتكلم عن صلاة الجماعة، يتكلم عن السنن الرواتب التي قبل الفرض وبعده، فذكر حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">والكلام عن الحديث من وجوه:</span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أولًا: عدد السنن الرواتب.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">في هذا الحديث ذكر عشرة يعني: ركعتين قبل الظهر، ركعتين بعد الظهر ركعتين بعد المغرب ركعتين بعد العشاء، وركعتي الفجر، وبهذا قال الشافعية والحنابلة أن السنن الرواتب عشر.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">عند الأحناف أنها اثنا عشر ركعة، لحديث البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-:<span style="color: green"> (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يدع أربعًا قبل الظهر )</span> وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: <span style="color: green">(كان يصلي ركعتين قبل الظهر)</span> ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يصلي ركعتين قبل الظهر وفي حديث عائشة:<span style="color: green"> (أربع قبل الظهر)</span> وقبل الظهر أربع أو اثنان، وأيضًا حديث بن عمر المتفق عليه: <span style="color: green">(حفظت عن النبي عشر ركعات)</span> وهي السنن الرواتب التي ذكرناها.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: green">مراتب السنن الرواتب:</span> ليست في مرتبة واحدة فآكد هذه السنن ركعتي الفجر والوتر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يواظب على سنة الفجر والوتر بخلاف غيرها من السنن.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا سنن غير راتبة كما ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: <span style="color: green">( رحم الله امرءً صلى قبل العصر أربعًا )</span> </span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">وفي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: <span style="color: green">(صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب ركعتين) أو (صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين ، صلوا قبل المغرب ركعتين قال في الثالثة لمن شاء)</span> وبين الأذان والإقامة أيضًا ركعتان لمن شاء.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">فعلى هذا عندنا سنن رواتب وسنن غير راتبة وفيه نوافل مطلقة، وسبيل معرفة ذلك كل حديث صحيح دل على هيئة أو عدد يعمل به، ولكن تختلف مراتب هذه الأحاديث.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أعلى المراتب ما دل النص على تأكده، إما بملازمة النبي -صلى الله عليه وسلم- له فعلًا كصلاة الليل وسنن الرواتب أو بكثرة فعله له صلوات الله وسلامه عليه، أو قوة دلالة اللفظ مثل صلاة الضحى مثلا أو الأحاديث يقوي بعضها بعض</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: green">وإذا كان هناك حديث ضعيف في فضل صلاة من الصلوات يعمل به بشروط كما قال العلماء: </span></span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">1- أن يكون ليس معارضًا لحديث آخر.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">2- أن يندرج تحت أصل من الأصول.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">3- ألا يخالف قاعدة كلية من قواعد الدين، يعني ما معناه أنه مندرج تحت أصل من الأصول.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">4- ألا يكون شديد الضعف.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">5- لا يعارض حديثا صحيحا.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">6- أن يكون مندرجًا تحت أصل، أو تحت قاعدة كلية.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">ولو كان حديثا في الصلاة في الترغيب في الصلاة ضعيف مثلا يعني فيه أحاديث كثيرة صحيحة ترغب في الصلاة ولا يخالف حديثا صحيحًا.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا أن النوافل تستكثر منها ماشئت فهذا ليس مخالفًا لأصل فيعمل به ما لم يشتد ضعفه، مثلا لو كان فيه حديث ضعيف مثل صلاة مثلا الرغائب في الجمعة الأولى من رجب، فنجد أن هذا حديث ضعيف ويعارض الصحيح أنه، لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام ولا يوم الجمعة بصيام، فهذا يخالف الحديث الصحيح مع ضعف الحديث الوارد في هذا بل هذه الصلاة من الصلوات المبتدعة، سواء كانت في رجب أو في نصف شعبان أو ما كان كذلك.</span></span></p></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #ff00ff"><span style="color: #000080"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px">أيضًا الاجتماع على النوافل، لا بأس به إن لم يكن راتبا يعني اجتمعنا في بيت ثم صلين، لا بأس إن لم نرتب موعدًا معينا نقوم فيه مثلا والأمر هذا يعني يعد بدعة كما نص الشاطبي -رحمه الله تعالى- على ذلك، ونص شيخ الإسلام على ذلك وخصوصًا إذا اجتمعنا في المسجد، وجعلنا هذا النفل جعلناه كالسنن الراتبة أشهرناه بل كالفرض؛ لأن الفروض هي التي تصلى في المساجد (<span style="color: #000080">خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة</span>) فلو صلينا هذه النوافل في المسجد وأصلها البيت فصارت البدعة أشد.</span></span></p><p></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 83621, member: 1"] [center][color=#ff0000][font=arial narrow][size=5][/size][/font][/color] [color=#ff0000][font=arial narrow][size=5][u]الدرس الثالث (باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها)[/u][/size][/font][/color] [color=#ff0000][font=arial narrow][size=5][/size][/font][/color] [color=#ff0000][font=arial narrow][size=5]قال المصنف -رحمه الله تعالى- ([color=#339966]باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم– قال: ([color=#000080]صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة[/color]).[/color][/size][/font][/color] [font=arial narrow][size=5][color=#ff0000][color=#339966]عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: ([color=#000080]صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعف، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خُطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط بها عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم صل عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة[/color])[/color]) [/color].[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]موضوع الحديث الأول والثاني في الباب:[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]هو الترغيب في صلاة الجماعة وبيان فضلها، فذكر حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، ثم ذكر الحديث الذي يليه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وبين أن صلاة الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]الحديث الأول قال: صلاة الجماعة أفضل، ولم يخصها بمكان، فسواء كانت في المسجد أو سواء كانت في أي موضع فهي أفضل، فالحديث الأول عام ولم يخص مكان دون مكان، والحديث الثاني خصها بالمسجد.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=magenta][u]الكلام على الحديث من وجوه:[/u][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]الوجه الأول: العدد الذي تنعقد به الجماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]معلوم أن الجماعة في اللغة أقلها ثلاثة لكن الشرع جعل جماعة الصلاة اثنين .[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وردت عدة أحاديث ([color=#000080]اثنان فما فوقهما جماعة[/color]) لكن هذه الأحاديث ضعيفة، لكن فهم ذلك من أحاديث أخر واتفاق الأئمة على ذلك، وبوب البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه "باب اثنان فما فوقهما جماعة" وذكر تحت هذه الترجمة حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: ([color=#000080]أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلان يريدان السفر فقال -عليه الصلاة والسلام- إذا أنتما خرجتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما[/color]) هذا لينال فضل الجماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]و أيضًا يبين ذلك ما أخرجه الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي سعيد وحسنه الترمذي: ([color=#000080]أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ما انتهى من صلاة - وفي بعض الروايات صلاة الفجر- جاء رجل تأخر عن الصلاة فدخل يصلي فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:ألا رجل يتصدق على هذا[/color]) أي يصلي معه لينال ثواب الجماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فاثنان فما فوقهما جماعة، وليس معنى ذلك أننا نلغي المثنى، فالمثنى لغة موجود، وذكر في القرآن وفي السنة لكن الشرع جعل الاثنين جماعة فضلًا من الله -تبارك وتعالى- حتى إن لم يوجد إلا اثنان، وصلوا فيحصلوا على أجر الجماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]هذا الذي يستفاد أولا من الحديث.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]ثانيا: اختلاف الأحاديث في التفضيل وسبب ذلك:[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]نجد أن الحديث الأول حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: ([color=#000080]صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة[/color]).[/size][/font][/center] [center][font=arial narrow][size=5][color=magenta]الحديث الثاني: حديث أبي هريرة: (أنها تفضل بخمسة وعشرين درجة) سبع وعشرين وخمس وعشرين، وورد في صحيح مسلم: (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ ببضع وعشرين درجة).[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وورد أيضًا في السنن: ([color=#000080]أنها تفضل على صلاة الفذ بأربع وعشرين أو خمس وعشرين[/color]) على الشك، فكأن الأحاديث تئول في جملتها أو تجتم الروايات على الخمس والعشرين والسبع والعشرين؛ لأن بضع وعشرين هي تدخل فيها الخمس، وتدخل فيها السبع والأربعة والعشرين والخمسة والعشرين على الشك فرويت من غير شك فآلت الروايات كلها إلى الخمس وعشرين أوالسبع وعشرين.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]ما وجه الجمع؟ بمعنى هل الدرجات التي بينها النبي -صلى الله عليه وسلم- : ([color=#000080]صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين، بخمس وعشرين[/color]) فما سبب التفضيل؟. [/size][/font] [font=arial narrow][size=5]قال العلماء: إن سبب التفضيل لاختلاف الجماعات.. جماعة صغيرة.. جماعة كبيرة، أو جماعة يعني تقيم السنن أكثر من جماعة أخرى، ففضل هذه الجماعة أكثر من فضل الجماعة الأخرى.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وقيل أيضًا: هذا الاختلاف في التفضيل لاختلاف الصلوات، فهناك صلاة أفضل من صلاة، وهذا التفضيل مرجعه إلى الشرع، فالله -تبارك وتعالى- يعني قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ([color=#000080]من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل[/color]) كما في صحيح مسلم، ([color=#000080]ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل[/color]).[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فبين لنا فضل العشاء والفجر عن غيرها من الصلوات.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وكذلك قال في الحديث التالي: ([color=#000080]إن صلاة العشاء والفجر أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا[/color]).[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=#0000ff]وأيضًا صلاة العصر:[/color] ([color=#000080]من ترك صلاة العصر حبط عمله[/color]) وأيضًا ([color=#000080]يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيسألهم ربهم -عز وجل- وهو أعلم بهم، كيف تركتم عبادي؟ قالوا: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون[/color]) وذلك في صلاة الفجر وصلاة العصر.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]إذن بعض الصلوات أفضل من بعض، وهذا التفضيل مرجعه إلى الشرع أو قالوا الصلاة التي يجهر فيها بالقراءة ثوابها أكبر من الصلاة التي لا يجهر فيها بالقراء.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=magenta]ما عظم فضله عظم أجره، أي[/color] : كلما كان الفضل أكثر كلما كان الأجر أكثر.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا قالوا: إن اختلاف الفضل في الصلوات يرجع إلى اختلاف الأماكن، فجماعة البيت أقل من جماعة المسجد، وجماعة المسجد أفضل، فيكون الفضل فيها أكثر.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وقالوا أيضًا: إن الاختلاف في الفضل بين الصلوات يرجع إلى فضائل الأعمال في الصلاة، فمثلا من أدرك الصف الأول، ليس كمن لم يدرك الصف الأول من أدرك يمين الصف ليس كمن أدرك شمال الصف: ([color=#000080]إن الملائكة يصلون على ميامن الصفوف[/color]) ([color=#000080] لو يعلمون ما في النداء والصف الأول، ولم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه[/color]).[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فبين أن هناك أعمال في الصلاة تجعل الثواب فيها أعلى من غيرها يعني أن هذا التفضيل يرجع إلى فضائل الأعمال في الصلاة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]هذا للجمع بين الرويات؛ لأن الأحاديث صحيحة ([color=#000080]وأن صلاة الفذ أو أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بخمس وعشرين وبسبع وعشرين[/color]) والحديثان في الصحيحين، ولا بد من الجمع بين الأحاديث.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]ثالثا ماحكم صلاة الفذ أو الفرد لغير عذر يعني لو صلى المرء وحده من غير عذر ؟[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]الحديث يقول صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، ولا بد أن يكون المفضول صحيحًا لأن ما لا يصح لا فائدة فيه فهذا يدل على صحة صلاة الفذ.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]لكن هل يأثم بذلك أم لا؟ هذه مسألة أخرى، لكن الصلاة صحيحة، وكما نعلم من أقوال العلماء، لا علاقة بين الصحة والبطلان والحل والحرمة، فقد نقول: إن هذا العلم صحيح لكن فاعله آثم، مثلًا في الوضوء مس النساء الأجنبيات يحرم، فإذا مس الرجل امرأته حلال .[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]من نواقض الوضوء :إن مس النساء ناقض فلا فرق بين أنه مس امرأته أو مس غيره، لو قلنا إن مس النساء لشهوة غير ناقض للوضوء، وهذا قول طائفة من أهل العلم، فلو فرض أن رجلًا مس امرأة أجنبية بشهوة، فهل ينتقض وضوءه لا ينتقض وضوؤه على قول من قال إن المس غير ناقض، لكن يأثم؟ يأثم بذلك، إن مس امرأته لا ينتقض وضوؤه ولا يأثم.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]إذن لا علاقة ولا ارتباط بين الإثم وعدمه، والصحة والبطلان، فالعمل صحيح وقد يأثم العبد وقد لا يأثم فلا ارتباط بينهما.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]كذلك نقول: إن الصلاة صحيحة لكن لا علاقة بينها بأننا نقول أنه آثم أو غير آثم هذا موضوع آخر.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فهذا التفضيل أو المفضول لا بد وأن يكون صحيحً، وإلا ما لا يصح فهو باطل ولا فائدة فيه.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]رابعًا: معنى الدرجات في الحديث: ([color=#000080]صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة [/color]) ما قدر الدرجة؟ هل الدرجة تساوي صلاة؟ تساوي صلاتان؟ تساوي أكثر؟ تساوي أقل؟ وفيه حديث خمسة وعشرين جزءًا.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وهنا هذه تضاعف يعني صلاة الرجل في الجماعة على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، فالضعف هنا لا بد أن تكون الصلوات مضاعفة، ورواية مسلم صريحة: ([color=#000080]صلاة الجماعة تعدل خمسًا وعشرين من صلاة الفذ[/color]) فكأنه صلى خمس وعشرين صلاة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا في الحديث معنى في مصلاه في حديث أبي هريرة: ([color=#000080]فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه[/color]) يعني: إذا دخل المسجد المصلى وصلى ركعتين وجلس فالملائكة تصلي عليه، وهو في مصلاه.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]إذا قام من هذا المكان بعدما صلى، وقعد في غيره هل الفضل مستمر أم أنه ينقطع، لأنه ترك مصلاه؟ ظاهر النص يقول: فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، لكن ليس ذلك مرادًا على وجه التعيين، أنه لو ترك مصلاه انقطع الأجر، لكن هذا خرج مخرج الغالب، فلو هو صلى في بقعة ثم بعد ذلك قام منها إلى بقعة أخرى في المسجد على نية الصلاة فكذلك الأجر مستمر معه.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]سادسًا: في الحديث قال: ([color=#000080]ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة[/color]) يعني: هو منتظر الصلاة، فهو في صلاة بنص كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : ([color=#000080]ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة[/color]).[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]قال بعضهم يكره إذا سئل المرء في ذلك الوقت هل صليتم أم لا؟ فيقول ما صلينا والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: ([color=#000080]هو في صلاة[/color]) وإبراهيم النخعي -رحمه الله تعالى- على وجه التحديد هو الذي كره أن يسأل المرء هل صليت أم لا فيقول ما صلينا، رد عليه طائفة من أهل العلم في الحديث الذي ذكرنا قبل ذلك في الصحيحين ([color=#000080]لما عمر -رضي الله عنه- جاء غاضبًا إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال والله يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب[/color]) فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ([color=#000080]والله ما صليتها[/color]) قالوا هذا موضع فيجوز للمرء يقول صليت أم لا؟ تقول ما صليتها.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]ولكن لو نظرت إذا كان المرء في المسجد وهو منتظر الصلاة هذا يختلف عن الحالة التي انشغل فيها عن الصلاة فلا تعارض تغاير الأمران فتغاير الحكم نتيجة لذلك لكن هذا تجده لا بأس أن يقول الإنسان ما صلينا.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]سابعًا: تعليل الحكم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ([color=#000080]إن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بخمس وعشرين بسبع وعشرين[/color]).[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]في الحديث علل الأفضلية قال -عليه الصلاة والسلام-: ([color=#000080]أن صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا وذلك أنه [/color]) وذلك أنه هذا التعليل للحكم لم الصلاة تضاعفت؟ قال ([color=#000080]إذا توضأ فأحسن الوضوء[/color]) توضأ في بيته وأحسن الوضوءثم خرج إلى المسجد . [/size][/font] [font=arial narrow][size=5]إذن الوضوء إحسان ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة ولم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وذهب إلى المسجد ماشيا فمشى إلى الصلاة هذا سببٌ لرفع الدرجات، ثم بعد ذلك صلى وجلس في المسجد والملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، فبين النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سبب التفضيل في هذه الأمور، أنه توضأ في بيته، وأحسن الوضوء، وذهب ماشيًا إلى المسجد ثم جلس في مصلاه ينتظر الصلاة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]هل هذا الفضل فضل الجماعة يحصل للمعذور؟ كالمريض و المسافر أو انشغل بعذر منعه من الصلاة هل يحصل هذا الفضل أم لا؟. [/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=magenta]إذا كان من شأنه أنه يحافظ على صلاة الجماعة في الأوقات التي لا يكون معذور فيها فهو يحصل ثوابها وهذا فضل. أما إذا كان من شأنه أنه يضيع صلاة الجماعة فلا يحصل له هذا الفضل.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][color=#ff00ff][size=5][color=navy]لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: [color=blue](إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيما صحيحًا) حديث صحيح (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى)[/color].[/color][/size][/color][/font] [font=arial narrow][color=#ff00ff][size=5][color=navy]هل تشرع الجماعة الثانية في المسجد أم لا؟. [/color][/size][/color][/font][color=#ff00ff] [font=arial narrow][size=5][color=navy]إذا دخل الإنسان المسجد فوجد أن الناس صلوا ومعه آخر هل يصلي جماعة أم لا يصلي جماعة؟ هناك عدة آثار عن الصحابة عن ابن مسعود وعن غيره آثار صحيحة «أنهم إذا تخلفوا عن الجماعة لعذر رجعوا إلى بيوتهم وصلوا جماعة ولا يصلوها في المسجد» هذا من باب سد الذريعة حتى لا يظن بالجماعة الأولى، شرا ًأو لا يظن بإمام الجماعة شرًا، فلا تعاد الجماعة في المسجد.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=teal]وقد نص الشافعي -رحمه الله تعالى- في "الأم" على ذلك، وهذا مذهبه أن الجماعة الثانية لا تشرع في المسجد.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][color=navy][size=5][color=teal]جماهير أهل العلم على جوازه :[/color] واستدلوا على ذلك بحديث أبي سعيد الذي ذكرناه ورواه الترمذي وأحمد الرجل الذي جاء متأخرًا عن الصلاة، وقال:[color=teal] (من يتصدق عليه من يتصدق على هذا)[/color] قال البعض هذا متصدق وهذا متصدق عليه، يعني واحد منهم يصلي نافلة والثاني فرض، فهل إذا جاء اثنان لم يصليا فلا يتقدم أحدهما فيصلي بالآخرهذا دليل الجمهور على جواز الجماعة الثانية في المسجد.[/size][/color][/font] [font=arial narrow][color=#000080][size=5][color=#ff0000]قال المصنف -رحمه الله تعالى- ([color=#339966]عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [/color][/color][color=teal](أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار))[/color][/size][/color][/font][color=#000080] [font=arial narrow][size=5]موضوع هذا الحديث: كما هو واضح الترهيب من ترك صلاة الجماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=#0000ff]مفردات الحديث:[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=#0000ff]أولًا[/color]: معنى ([color=#000080]ولو حبوًا[/color]) ([color=#000080]ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا [/color]) ما في صلاة العشاء والفجر، حبوًا يعني زحفًا يعني أن يمشي على يديه وركبتيه كما يحبو الطفل يمشي على يديه وركبتبه لو يعلمون ما فيهما من الخير لأتوهما ولو زحفًا.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=#0000ff]ثانيًا[/color]: أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، لم هاتان الصلاتان هما أثقل الصلوات على المنافقين؟.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]لقوة الداعي إلى ترك الحضور، أما في العشاء أتى من عمله متعبً، واجتمع بالأهل وظلمة الليل كل هذه دواعي تمنعه من الحضور، في الفجر لذة النوم تمنعه من الاستيقاظ والذهاب، لكن المؤمن يعلم أن الأجر على قدر المشقة، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ([color=#000080]حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره[/color]).[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فهذه أشياء الإنسان يتغلب على نفسه بها التماسًا للأجر، وأثقل الصلوات على المنافقين لقوة الداعي لترك الحضور في العشاء والفجر بالذات، لذلك حفز النبي -صلى الله عليه وسلم- ورغب في المحافظة على صلاة العشاء وصلاة الفجر بالذات ([color=#000080]من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصفل الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قال الليل[/color]) وإلى غير ذلك ([color=#000080]لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا[/color]).[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا الوجه الثالث في الحديث: حكم صلاة الجماعة للرجال الظاهر من الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: [color=teal](ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرِّق عليهم بيوتهم بالنار)[/color] هذا لا يكون إلا لترك واجب.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=#0000ff]صلاة الجماعة:[/color] من العلماء من قال: هي واجبة، ومنهم من قال: هي فرض كفاية، ومنهم من قال: هي سنة مؤكدة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]قول المالكية والحنفية إنها سنة مؤكدة، قول الشافعي إنها فرض على الكفاية، قول الإمام أحمد وعامة أهل الحديث إن صلاة الجماعة فرض عين.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]الذين قالوا بوجوب صلاة الجماعة استدلوا بكتاب وسنة استدلوا بقول الله تعالى: [color=teal]﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾[/color] [البقرة: 43]، وهنا مطلق الأمر يقتضي الوجوب ﴿[color=teal]وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾[/color] الأصل في الأمر هو الركوع، فأمرنا الله تعالى أن نركع مع الراكعين.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وأيضًا أمر بالجماعة في القتال مع شدة الخوف: [color=teal]﴿ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ ﴾[/color] [النساء: 102]، فأمر ربنا جل وعلا بصلاة الجماعة في القتال في الخوف، فهذا إذا كان ذلك في الخوف وفي حال القتال مع أنهم يتركون بعض الأركان وبعض الشروط للمحافظة على الجماعة وكان يمكن أن ينتظروا إلى الأمن ويؤدوا الصلاة بشروطها وأركانه، ولكن الله جل وعلا أمرهم بالجماعة في هذا الموضع فالأمر بها في حال الأمن من باب أولى.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا الحديث الذي بين أيدينا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هم أن يحرق بيوت القوم الذين تركوا صلاة الجماعة وهم قادرون على أن يأتوا.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أجيب على هذا الحديث أو اعترض على الاستدلال من هذا الحديث أن ذلك في المنافقين؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: [color=teal](أثقل الصلوات على المنافقين )[/color] فالكلام كله متعلق بالمنافقين، فهذا العقاب الذي هم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفعله من أجل نفاق هؤلاء.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]لكن رد على ذلك بأن في الحديث ما يبين السبب الذي من أجله هم بذلك قال إنه: [color=teal](أنطلق في رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة)[/color] فعلل السبب الذي من أجله هم بتحريق بيوت هؤلاء وهو أنهم لا يشهدون الصلاة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا قيل: إنه هم ولم يفعل ودل على عدم الوجوب لو كان واجبًا لفعل هم ولم يفعل كما بين في أحاديث أخر لولا وجود النساء والذرية في البيت، الذي منعه أنه وجود النساء والذرية في البيت منعه من ذلك.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]قيل أيضًا: إن المراد صلاة الجمعة المراد صلاة الجمعة والحديث يرد لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-يقول: [color=teal](أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر)[/color] فنص على صلاة العشاء والفجر.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]قيل أيضًا: أنه -عليه الصلاة والسلام- ترك الصلاة مع القوم، يعني قال: ([color=#000080]هممت أن آمر رجلًا يؤم الناس ويذهب فلو كانت واجبة ما تركها [/color]) يجوز أن يترك الواجب لما هو أوجب منه، يعني إذا تعارضت الواجبات قدم أوجبهما.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا مما استدل به أهل الحديث، وممن قالوا بوجوب صلاة الجماعة على الأعيان حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: [color=teal](أن رجلا ًأعمى أتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستأذنه أن يصلي في بيته) لأن ليس له قائد يلائمه يعني لا يتفق في كل وقت أن يجد القائد من أجل أن ينطلق معه إلى المسجد وقال: إن المدينة كثيرة الهوام والسباع والطرق غير ممهدة فيأذن له الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى يصلي في بيته فأذن له أو رخص له، ثم بعد أن ولى دعاه قال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم قال: فأجب.[/color][/size][/font][/color][/color][/center][color=#ff00ff][color=#000080] [center][font=arial narrow][size=5]قال فأجب فإذا كان معه قائد، وهو يسمع النداء وجب عليه أن يلبي وهو أعمى طبعًا لم يكن معه قائد فله عذره لكن إن كان معه القائد وهو أعمى وجبت عليه أيضًا الصلاة فهذا مما استدل به القائلون بوجوب صلاة الجماعة على الأعيان.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري: [color=teal](إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم)[/color] وأمر[color=teal](إذا حضرت الصلاة)[/color] يعني صلوا جماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]حديث ابن مسعود في صحيح مسلم قال: [color=teal](من سره أن يلقى الله غدًا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيه سنن الهدى، وأن هذه الصلوات الخمس في المساجد اللاتي ينادى بهن فيها من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم).[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]ثم يقول: [color=teal](ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق)[/color] ثم يقول: [color=teal](ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين -يعني الرجل الكبير يسند على رجلين- حتى يقام في الصف)[/color] أيضًا هذا يدل على وجوب صلاة الجماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=magenta]أجاب القائلون بعدم الوجوب لأنه ليس من العدل أن تذكر أدلة المجيزين وتترك أدلة الذين لم يقولوا بعدم الوجوب.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]قالوا: إن التفضيل في الأحاديث التي ذكرناها صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ ببضع وعشرين خمس وعشرين يدل على اشتراكهما في أصل الفضل، أنها لها فضل والأخرى أفضل منها.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]حملها القائلون بالوجوب على المعذور الذي يصلي في بيته فإذن صلاة الجماعة ستكون أفضل من صلاة الفرد المعذور بخمس وعشرين درجة.. بسبع وعشرين درجة، لماذا؟ للجمع بين هذا وبين الأحاديث الأخرى.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا حديث يزيد بن الأسود، ورواه الترمذي والنسائي وغيرهم، وهو حديث صحيح: [color=teal](أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحج في مسجد الخيف بعدما صلى وجد رجلين أتيا متأخرين فقال -عليه الصلاة والسلام-: يعني كانوا في آخر المسجد: علي بهما فأتي بهما ترعد فرائصهما) يعني خافا أن يكونا قد ارتكبوا جرم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما منعكما أن تصليا معنا؟ قالوا: صلينا في رحالنا) يعني في مكان الرحل أو مكان المقيمين فيه في منى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (إذا صليتما في رحالكم، ثم أتيتما مسجد قوم أو شهدتم الجماعة فصلوا معهم، فإنها لكم نافلة) [/color]أو كما قال -صلى الله عليه وسلم.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]يقولون: إن الرجلين صلوا في رحالهما أو صليا في رحالهما ولم ينكر عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بل قال: [color=teal](إذا أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكم نافلة)[/color] فدلّ على عدم وجوب الصلاة في الجماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]نقول: إنهما صليا في رحالهما فيحتمل أنهما صليا جماعة، طبعا طائفة من العلماء قالت: إن الجماعة هي الواجبة في المسجد أو في غير المسجد وهناك من أوجبوا الجماعة في المسجد للحديث التالي في الباب حديث أبي هريرة الذي ذكرناه، فصلوا جماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وأيضًا يجاب بأن هذه حوادث أحوال لعل الرجل كان هناك عذر تأخر عن صلاة الجماعة،وظن أن الجماعة صلوا فصلى مع أخيه في الرحل أو لغير ذلك من الأعذار فهذه قضايا أحوال لا ننزلها منزلة العموم من المقال لماذا؟.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]لأنها قد تكون لها أسباب وبالتالي إذا نزل الدليل إلى مرتبة الاحتمال كما يقول العلماء أنك تستدل بذلك أن صلاة الجماعة ليست واجب، لكن هذا الدليل الذي تستدل به يدخله الاحتمال، وما دخل في الاحتمال يسقط به الاستدلال.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا حديث البخاري ومسلم حديث أبي موسى مرفوعًا من أدلتهم، وهو من أقوى أدلة القوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:[color=teal] (أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام، أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام)[/color] الحديث متفق عليه، هذا يدل على أنه لا تثريب عليه وأنه ما ارتكب إثما.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فنقول: شأن الحديث أن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ ببضع وعشرين درجة أو بخمس وعشرين درجة فعلى هذا جمعا بين الأحاديث يحمل على المعذور أنه ترك الصلاة مع الإمام لعذر لمرض أو لسفر أو لغير ذلك من الأعذار التي تبيح له ترك الجماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فثواب الذي انتظر له هذا الأجر، قد يعترض على هذا أن الذي امتنع لعذر فله أجر غير اامعذور، كما ذكرنا في الذي مرض أو سافر له كذلك.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]لكن إذا كانت الأحاديث فيها التعارض هذا يقول لا نستدل على عدم الوجوب بهذا ونستدل على الوجوب بهذا قدم الواجب على غيره من باب الخروج من العهدة بيقين، هذا الحديث فيه شك هل صلاة الجماعة واجبة أو غير واجبة، فهناك أحاديث صريحة مثل: [color=teal](لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق).[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وحديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هم بتحريق بيوت القوم الذين لا يشهدون صلاة الجماعة، فالأقرب في هذا اولله أعلم أن صلاة الجماعة واجبة على الأعيان، غير شرط يعني لو صلى وحده يأثم إن ترك الجماعة لغير عذر وصلاته صحيحة، ليست باطلة. قال البعض ببطلانه، قال ابن حزم ببطلانه، ورواية عن الإمام أحمد ببطلانها ومال أيضًا ابن تيمة -رحمه الله تعالى- إلى ذلك.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=green]حكم صلاة الجماعة للنساء منفردات عن الرجال:[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]رابعا : حكم صلاة الجماعة للنساء منفردات عن الرجال لا تجب الجماعة على النساء بالإجماع وتشرع لهن إجماعا أن يصلين جماعة عند الجمهور، ومنهم من قال إن صلاة الجماعة للنساء سنة أي مستحب ومنهم من قال مكروهة، ومنهم من قال مباحة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=green]الذين قالوا سنة استدلوا[/color] بحديث رواه أحمد والحاكم وأبوا داود وحسنه الشيخ ناصر -رحمه الله تعالى- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر امرأة تسمى أم ورقة أن تؤم أهل داره، وهذا يدل على مشروعية الجماعة لهن، ولما أمرها دل على أن هذا الأمر للاستحباب.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=green]ومن قال: إنها مكروهة،[/color] قال إن هذا غير معهود في أمهات المؤمنين، وأن هذا من شعائر الإسلام والنساء لسن من ذلك، يعني استدل بالعموم: [color=green](خاب قوم ولو أمرهم امرأة)[/color] وجعل ذلك من الولاية فكره لها الإمامة أو كره لهن الجماعة.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=green]القول الثالث:[/color] أنها مباحة، فإذا أبيح لها المسجد وأنها تأتي وتصلي جماعة مع أن الصلاة في بيتها أفضل لها، رغم أنها يجوز لها الجماعة في المسجد تكون الجماعة في بيتها أولى، وأيضًا لفعل عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما- كما روى الشافعي عن أم سلمة -رضي الله عنها- [color=green]أنها أمت نساء فكانت في وسطهن، كانت تؤم النساء وتقف في وسطهن.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وكذلك عن عائشة طبعًا من قالوا إنها مكروهة لم يصح عندهم الأثر بذلك.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فالراجح والله أعلم الاستحباب استدلالًا بالعموم لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: ([color=#000080]صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة[/color]) صلاة الجماعة عامة سواء كان لنساء أو للرجال، وأيضًا النساء شقائق الرجال، فما شرع للرجال يشرع للنساء ما لم يأت دليل يخص الرجال دون النساء.[/size][/font][/center] [center][font=arial narrow][size=5][color=#ff0000]قال المصنف -رحمه الله تعالى-: ([color=#339966]عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [/color][/color][color=magenta](إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قال: فقال بلال والله لنمنعهن قال: فأقبل عليه عبد الله فسبه سبه سبًا ما سمعته سبه مثله قط، وقال: أخبرك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقول: والله لنمنعهن) وفي لفظ: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) ).[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]موضوع الحديث النهي عن منع النساء عن المساجد عند الاستئذان.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=#0000ff]الكلام عن الحديث من وجوه أولًا:[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]يلزم من النهي عن منعهن إباحته لهن، لكن الفقهاء خصوه بشروط وحالات، يعني شروط الإذن لخروج المرأة إلى المسجد:[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]1- ألا يتطيبن وليخرجن تفلات أي غير متطيبات. ([color=#000080]فأيما امرأة خرجت وهي متعطرة فهي زانية[/color]).[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وأيضًا في حديث مسلم ([color=#000080]إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا[/color]) ويلحق بذلك الحلي والملابس التي فيها شهرة، فتمنع المرأة من أجل ذلك.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]روى البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: [color=magenta](لو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رأى ما أحدثه النساء من بعده لمنعهن المساجد، كما منعت بني إسرائيل).[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا يستفاد من الحديث، وهو ثاني وجه نتكلم عليه: النهي عن معارضة الحديث بالرأي، انظر إلى فعل ابن عمر -رضي الله عنهما- مع ولده بلال، -هذا ولده- الذي قال: والله لنمنعهن، ويقول له: [color=magenta](إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها)[/color] يذكر له قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم هو يقول: والله لنمنعهن، يعترض على كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- طبعا تغيظ عليه تغيظا شديدا وسبه سبا شديدا لم يسمع منه من قبل، لماذا؟ لأنه عارض السنة بعقله وبرأيه.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=magenta]قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1].[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]يا أيها الذين آمنوا لا تقترحوا بآرائكم وأهوائكم، وتقدموا ذلك على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وأيضًا من قواعد أهل السنة: إذا صح النقل فلا تحكيم للعقل، لا تقل أن النساء يتخذن ذلك دغلا أو يتخذن ذلك وسلية للخروج أو لغير ذلك من الكلام، فإذا صح النقل لا تحكيم للعقل لم؟.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]لأن النقل هو الشرع كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فكتاب الله [color=magenta]﴿ لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]والنبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى: [color=magenta]﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4][/color] فالشرع لا يخطيء وهو تنزيل من حكيم حميد، فإذا كان عقلك لا يفهم نصً، ويرى أنه معارضًا لشيء في عقله فينبغي عليه أن يتهم عقله ولا يتهم النص، الأصل هو تقديم النص على العقل فإذا صح النقل فلا تحكيم للعقل عليه أن يقول: سمعنا وأطعنا.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]بعض السلف علم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ([color=#000080]نهى أن يشرب المرء من فيء السقاء[/color]) من فم القربة، يعني يشرب من ماء لا يراه، فقال جلست فترة لا أدري ما السبب، وفي نفسي من الأمر شيء، حتى علمت أن بعض الناس شرب من فيء السقاء فمات، ففتحوا القربة وجدوا بها حية بثت السم فشرب الرجل فمات قال فما عدت أسأل.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]إذن عندما يكون الماء أمامك وأنت تشرب لو تغير لونه أو تغير شيء فيها رأيته، فالسنة أن ترى الماء وأنت تشربه لا تشربه وأنت لا تراه، فقال: ماعدت فإذا صح النقل فلا تحكيم للعقل، وأردفو هذه القاعدة بقاعدة أنه لا تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح، يعني إذا كان التفكير الصحيح والعقل صريح والنقل صحيح لا يوجد تعارض: [color=magenta]﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فلماذا يقول الناس فيه تعارض في الأحاديث، أين هذا التعارض والجمع بين الأحاديث المتعارضة والآيات المتعارضة أين يكون هذا التعارض؟.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=green]كما قال الشاطبي -رحمه الله تعالى- أنه ليس هناك تعارض بين الكتاب والسنة وإنما التعارض يكون في فهم المجتهد.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]لا تعارض بين الآيات بعضها وبعض ولا الأحاديث بعضها وبعض لكن التعارض أين في أفهام الناس، لكن لما ينظر بعقل سديد فلا تعارض: ﴿[color=#000080] وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا [/color]﴾.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وأيضًا من السنة ألا تجادل عن السنة، إذا أخبرت بالسنة فاسكت ولا تجادل عنها يكفيك أن تقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فهو لا ينطق عن الهوى [/size][/font] [font=arial narrow][color=#ff0000][size=5]قال المصنف -رحمه الله تعالى- ([color=#339966]عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: ([color=#000080]صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء [/color]).[/color][/size][/color][/font] [font=arial narrow][color=#ff0000][size=5][color=#339966]وفي لفظ: ([color=#000080]فأما المغرب والعشاء والفجر والجمعة ففي بيته[/color]) وفي لفظ للبخاري: ([color=#000080]أن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: حدثتني حفصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي سجدتين خفيفتين بعدما يطلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها[/color]).[/color][/size][/color][/font] [font=arial narrow][size=5][color=#ff0000][color=#339966]عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: [/color][/color][color=green](لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر) وفي لفظ لمسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) ).[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]المصنف -رحمه الله تعالى- يتكلم في هذين الحديثين عن السنن الرواتب قبل الفرائض وبعدها، بعدما تكلم عن المواقيت وتكلم عن صلاة الجماعة، يتكلم عن السنن الرواتب التي قبل الفرض وبعده، فذكر حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=#0000ff]والكلام عن الحديث من وجوه:[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أولًا: عدد السنن الرواتب.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]في هذا الحديث ذكر عشرة يعني: ركعتين قبل الظهر، ركعتين بعد الظهر ركعتين بعد المغرب ركعتين بعد العشاء، وركعتي الفجر، وبهذا قال الشافعية والحنابلة أن السنن الرواتب عشر.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]عند الأحناف أنها اثنا عشر ركعة، لحديث البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-:[color=green] (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يدع أربعًا قبل الظهر )[/color] وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: [color=green](كان يصلي ركعتين قبل الظهر)[/color] ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يصلي ركعتين قبل الظهر وفي حديث عائشة:[color=green] (أربع قبل الظهر)[/color] وقبل الظهر أربع أو اثنان، وأيضًا حديث بن عمر المتفق عليه: [color=green](حفظت عن النبي عشر ركعات)[/color] وهي السنن الرواتب التي ذكرناها.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=green]مراتب السنن الرواتب:[/color] ليست في مرتبة واحدة فآكد هذه السنن ركعتي الفجر والوتر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يواظب على سنة الفجر والوتر بخلاف غيرها من السنن.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا سنن غير راتبة كما ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [color=green]( رحم الله امرءً صلى قبل العصر أربعًا )[/color] [/size][/font] [font=arial narrow][size=5]وفي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [color=green](صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب ركعتين) أو (صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين ، صلوا قبل المغرب ركعتين قال في الثالثة لمن شاء)[/color] وبين الأذان والإقامة أيضًا ركعتان لمن شاء.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]فعلى هذا عندنا سنن رواتب وسنن غير راتبة وفيه نوافل مطلقة، وسبيل معرفة ذلك كل حديث صحيح دل على هيئة أو عدد يعمل به، ولكن تختلف مراتب هذه الأحاديث.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أعلى المراتب ما دل النص على تأكده، إما بملازمة النبي -صلى الله عليه وسلم- له فعلًا كصلاة الليل وسنن الرواتب أو بكثرة فعله له صلوات الله وسلامه عليه، أو قوة دلالة اللفظ مثل صلاة الضحى مثلا أو الأحاديث يقوي بعضها بعض[/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=green]وإذا كان هناك حديث ضعيف في فضل صلاة من الصلوات يعمل به بشروط كما قال العلماء: [/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5]1- أن يكون ليس معارضًا لحديث آخر.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]2- أن يندرج تحت أصل من الأصول.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]3- ألا يخالف قاعدة كلية من قواعد الدين، يعني ما معناه أنه مندرج تحت أصل من الأصول.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]4- ألا يكون شديد الضعف.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]5- لا يعارض حديثا صحيحا.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]6- أن يكون مندرجًا تحت أصل، أو تحت قاعدة كلية.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]ولو كان حديثا في الصلاة في الترغيب في الصلاة ضعيف مثلا يعني فيه أحاديث كثيرة صحيحة ترغب في الصلاة ولا يخالف حديثا صحيحًا.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا أن النوافل تستكثر منها ماشئت فهذا ليس مخالفًا لأصل فيعمل به ما لم يشتد ضعفه، مثلا لو كان فيه حديث ضعيف مثل صلاة مثلا الرغائب في الجمعة الأولى من رجب، فنجد أن هذا حديث ضعيف ويعارض الصحيح أنه، لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام ولا يوم الجمعة بصيام، فهذا يخالف الحديث الصحيح مع ضعف الحديث الوارد في هذا بل هذه الصلاة من الصلوات المبتدعة، سواء كانت في رجب أو في نصف شعبان أو ما كان كذلك.[/size][/font] [font=arial narrow][size=5]أيضًا الاجتماع على النوافل، لا بأس به إن لم يكن راتبا يعني اجتمعنا في بيت ثم صلين، لا بأس إن لم نرتب موعدًا معينا نقوم فيه مثلا والأمر هذا يعني يعد بدعة كما نص الشاطبي -رحمه الله تعالى- على ذلك، ونص شيخ الإسلام على ذلك وخصوصًا إذا اجتمعنا في المسجد، وجعلنا هذا النفل جعلناه كالسنن الراتبة أشهرناه بل كالفرض؛ لأن الفروض هي التي تصلى في المساجد ([color=#000080]خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة[/color]) فلو صلينا هذه النوافل في المسجد وأصلها البيت فصارت البدعة أشد.[/size][/font][/center] [/color][/color] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الثانية مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن شرح كناب الصلاة من كتاب عمدة الأحكام
الدرس الثالث (باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها)