كيف ختمت؟؟

طباعة الموضوع

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
قصتي في حفظ القران


حين بدأت شق طريقي في حفظ القران الكريم, كنت أقرا الكثير من قصص الخاتمين و كيف كانت الطريق معهم في حفظ القران الكريم, كنت أتأثر بها جدا و تعلو معها همتي, و تثبتني على الطريق أكثر فأكثر.
و من شدة تأثري بها كنت ابكي أحيانا كثيرة و أدعو الله تعالى أن ييسر لي الختم.

لكن .....

قبل أن أبدا قصتي, سأعترف بشيء مهم, و قبل أن اعترف أود أن اخبر عن العبرة من كتابة هذه القصة !!

لا أريد ممن يقرا قصتي أن يتأثر بقصة إنسانة ختمت, بل أريد أن تعرفي عظمة الإله الذي تسجدي له كل يوم, و تناجيه و تدعيه.
أريد أن تجدي بين اسطر قصتي نفحات كرم هذا الإله الرحمن الرحيم, و تعرفي معنى العناية الالهيه, و أن الكون كله يسجد و يعبد و يسبح لهذا الإله مالك الملك الحقيقي, و أن لا شيء في هذا الكون بسعته, يعصيه, حتى في طرفة عين, و أن مشيئته فوق كل شيء.

لا أريد أن تعجبي بي, و لا بقصتي, و لا بأسلوبي.
أريدك أن تتعرفي على الله من خلال عنايته بهذه الإنسانة.
و هي قصة اسأل الله تعالى أن يوفقني في كتابتها لتكون شاهدا علي يوم الدين, و قد تكون شفيعة لي بنيتي فيها ...

أما الاعتراف أخواتي ....

فهو عن الجذور ....

جذور معرفتي بالله, فلم يكن كرم الله لي بالقران جديدا, بل للأمر جذور, و هي حلقة من سلسلة كرمه.

كنت صغيرة, لا اعرف من الحياة سوى ما ترشدني إليه فطرتي التي فطرني الله عليها, فككل الأطفال مرحة, أحب اللعب, أحب اللالعاب, و اسع للحضن الدافئ في نهاية يومي.

لكن ....

منذ طفولتي المبكرة, عانيت في حياتي الكثير, و لا تسأليني ماذا عانيت, لأنه سر نذرته كله لله, و لا أريد شفقة السامع, و لا دمعة القارئ, إنما أريد كرم الله و رضاه عني فقط. و لا شيء و لا احد يمكن أن يعوضني سواه, لأنه وحده الأعلم بي, و وحده القادر على كل شيء.

العبرة اخيتي, و العبرة العجيبة, و التي قد يستعصى على الكثيرين تصديقها,
هي أني تأملت يوما حياتي, و ما مضى من عمري, فوجدت أني ابتلى سبع سنين, و لما تنتهي يكرمني الله بشيء عظيم, ثم تعاودني سبع أخرى, فيكرمني على رأسها بشيء جديد اكبر و أجمل مما سبق و هكذا.

فبعد السبع الأولى, أكرمني الله بالصبر و اليقين, ذقت حلاوة اليقين, اليقين بالله, فوجدتها لذة ما بعدها لذة, شعور في القلب يمسح كل حزن و أسى, ما أجمل اليقين !!!
و أما الصبر, ففيه وقار يظهر على الشخص, فيعظم في عين و نفس كل من يراه, و ترتسم الهيبة على محياه, و ذلك كله, رغم صغر سني.

و السبع الثانية, أكرمني ربي بقيام الليل, و الشق الأروع, هو تخليص قلبي من كل حب إلا حبه, تبارك ربي كيف علمني و هداني و مسح من قلبي كل حبيب الاه ....
الله اكبر أخواتي .... أصبحت أرى الدنيا بعين أخرى, أمسيت أرى الليل حياة و ليس نوما, و انتظر الليل لأتعبد لله.
من ذا الذي هدى شابة في زمن المنكرات حتى سمى بروحها إلى هذا القدر ؟؟؟!!! من ؟؟!!!

انه ربــــــــــي ...

أليست كلمة الحمد لله قليلة ؟؟؟ !!! و لو كنت ملكة, ما قبلتها من خدمك,
لكن سبحان ربي جل في علاه, بكل عظمته و هيبته و كرمه رضي بالحمد لله .

لا استطيع وصف هذا الشعور, اسأل الله أن يذيقه لقلب كل أخت ابتغت إلى الله سبيلا .....

و أما السبع الثالثة, شديدة الأثر, قوية الوقع, ختمها علي ربي بان أكرمني و هداني لحفظ كتابه المبين.
لتبدأ رحلتي معه .... و التي سأسردها في الفصول القادمة بإذن الله تعالى ...

و أما الرابعة, فانا فيها, ماضية بثبات و دعاء و ظن بالله لا يخيب و في انتظار فرجه و كرمه ....

اخيتي ...

إن ما أكرمني الله به, هو قطرة من بحر كرمه, فهناك أمور تكون بين العبد و ربه يكرمه بها, و لا أحب أن افضح ستر بيني و بين ربي, فذكرت لك أهم ما أكرمني به و هي أمور ظاهرة للعيان. أما السر و ما خفي, فهو أعظم و أكثر ....

فمن ذا الذي هدى طفلة بعمر الخمس سنوات لتصحو في الليل في شتاء و في صيف لترفع كفيها الصغيرتين تدعو الله و تسأله بيقين الإجابة ؟؟!!!
من أين لهذه الطفلة أن تعي معنى الله ؟؟!!! أو الدين ؟؟!!! و الله لم يعلمني احد ذلك و لم اسمع احد يذكر ذلك.
و حتى المحيط كان لا يعين على ذلك ... من ؟؟!!!
إنه ربي أحسن مثواي .....

بل اعلمي يا من تستعجلين الفرج, أو يئست من الإجابة, أو قنطت من رحمة الله,
أني دعوت الله تسع سنوات دعوة ما كللت يوما من دعوتها و ما فترت عزيمتي لحظة, و كنت أتحين أوقات الإجابة ليقبلها مني ربي.
و كنت أدعو دعاء الواثق , و لما حان الأوان, لم يتم الأمر. و لم يتركني ربي هكذا بل أراني العبرة و الحكمة, فلما عرفتها بكيت و ندمت على هذه الدعوة, و أن لو أجابها الله لكان فيها هلاكي.
فتعلمت تسليم الأمر كله لله, و الاستسلام له, و عوضني ربي عنها بالخير الكثير ....

هل رأيت عظمة الله ؟؟؟ هل رأيت كرم الله بأمته ( ....) ؟؟؟ لا تحزني اخيتي و امسحي عن قلبك كل حزن, و علقي قلبك بالله و انبذي ما سواه.
ففوقك رب كريم يرعاك من حيث لا تدري, و يعلم الغيب و أنتي لا تدري .....

تااااااااااااااااابع


القصة لاخت معنا، أبت الكشف عن اسمها
ليس المهم من هي لكن المهم أن نستفيد من قصتها
تابعن معنا;)
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
التعديل الأخير:

ترانيم اسلاميه

وفقها الله
إنضم
12 نوفمبر 2010
المشاركات
11
النقاط
1
ما شااااا الله اختي ام زكريا اسال الله ان يبارك لك حفظك ويرزقنا ذلك من فضله وعظيم نعمه اترقب بشوق بقية مشاركاتك لا تحرمينا فاسلوبك راااااااائع ومشوق......:)
 
التعديل الأخير:

شذا القران

يَا دُنيا اِعذُرينِي فَالجنّة تُنَادِينِي
إنضم
17 أكتوبر 2010
المشاركات
1,492
النقاط
36
الإقامة
بين جدران الزمن
احفظ من كتاب الله
كاملا والكمال لله وجل
احب القراءة برواية
حفص وربنا يقدرنا نتعلم باقي الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابرهيم الاخضر
الجنس
اختكم في الله لا تنسونا من الدعاء
كم شوقتيني لبقية القصة ليس لأقرأها فقط


بل اري كرم الله بنا وحبه لنا


كم منا نسيت الله ولا تعرف القيام ولا الركوع ولا السجود


تبارك الله بنا وبكم جميعا مشكورة كثير


كلمات مشوقة اسلوب راقي


رحمة الله بنا وسعت كل شئ


كرمه لا احد كريم مثله
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
الفصل الثاني !!

في عام ليس ببعيد ( 2006 ), و بعد طول حرمان من رؤية بيت الله الحرام, انطلقنا بشوق المحروم و لهفة المشتاق في رحلة نويناها لبيت الله الحرام ...
كنا نعتمر كل عام, و نقضي إجازة نصف العام بقرب بيت الله, و شعائر الله الروحية, التي تزكي النفس و تعيد للروح نشاطها.

في هذه المرة سافرنا بالطائرة لأول مرة, حيث كنا نسافر دوما بالسيارة, أي برا.
لأجل ذلك كانت الرحلة هذه المرة قصيرة, لا تتعدى الخمس أيام فقط. كنا في الشهر الرابع من التاريخ الميلادي و تحديدا يوم 16\4\2006 .
لما وصلنا المطار, قررنا أن نبدأ الرحلة من المدينة, ثم نقضي بقية الأيام في مكة.
و فعلا في رحلة بالسيارة طويلة, امتدت حوالي الأربع ساعات وصلنا لمدينة رسول الله الطاهرة ....

أجواء جميلة, لها طابعها الخاص, فهنا كان رسول الله يمشي و يتجول بين أصحابه, و ربما في بقعة وضعت فيها قدمي يكون النبي قد كرمها بخطواته.
وصلنا في وقت الظهر, أي بين صلاة الظهر و العصر, ووفقنا بفضل الله لإيجاد فندق بعد بحث طويييل. و نزلنا للحرم المدني مباشرة.
رائحة ذكرى رسول الله, القبة الخضراء, مضيئة, اشعر كأنها تحيي زائري المكان, و تشمخ و تتشرف بما تحتها من جسد شريف, و رفقة ألف بينها رب القلوب بإيمان زينه في الصدور ....
بقينا فيها 24 ساعة, صلينا الخمس فروض كلها و زرنا الروضة الشريفة ...
ثم انطلقنا من جديد, مودعين مدينة رسول الله الشريفة, و توجهنا في سفر طويل بالبر من جديد نحو مكة الحبيبة ...

في هذه الرحلة, كنت استرجع بذاكرتي ما مضى من سنوات. كانت سنوات صعبة, شديدة, مليئة بالخطوب و الحرمان. حتى أني أكاد لا أصدق أننا خرجنا منها.
سبحان ربي حين يرسل الفرج يغير الحال ما بين طرفة عين و أخرى, و ما بين ليل و نهار ....
كنت أداوم على قراءة القران, و حاولت عدة مرات أن أحفظه, لكني لم افلح. كنت أقرا سورة البقرة يوميا, و وجدت فيها الخير الكثير, في نفسي و في أسرتي.
استسلمت للنوم, فالجو كان حارا, و تكييف السيارة التي استأجرناها لم يكن جيدا, و إرهاق السفر أضاف سببا آخر للنوم و الحاجة إليه.
قبيل الوصول, لأبواب مكة استيقظت على عطش, فتوقفنا عند إحدى محطات البترول و اشترينا بعض العصير.
ثم توقفنا عند مسجد قبيل مكة الحبيبة, لنصلي العصر جماعة. كان بيننا و بين مكة حوالي 45 دقيقة.
انهينا الصلاة و ركبنا السيارة للانطلاق للحظة اللقاء.
نبضات قلبي بدأت تتسارع, و لساني يسابقها بالذكر, و عيناي تغذيهما بالدموع, دموع الفرح ...

و صلنا أخيرا ....

قدماي تعدو, و تسرع, تسابق الريح, و عيناي باتت تحلق في الأفق, أين الكعبة ؟؟!! أين البيت ؟؟!!
أخيييييييييرا رأيتها ...

ما استطعت أن أتحرك, تسمرت مكاني, و حدقت عيناي فيها, فنزلت على الأرض اسجد لرب البيت, سجدة شكر على كرمه و فضله. دموعي ما سكنت أبدا ...

لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك....

شعور في القلب, لا اعرف كيف أصفه, و هو لا يكون إلا لمثل هذه الأماكن و هذه الشعائر المباركة ...
في اليوم الثاني, و بعد صلاة الفجر, قالت أمي أنها تريد الذهاب للسوق لتشتري بعض الهدايا و التوصيات لمن وصاها على غرض من هناك. لكني بقيت في الحرم, لم اذهب معها.

و الله اخواتي,
في لحظة خشوع فريدة من نوعها, أذاقني الله إياها و فتح على قلبي بها ...
دعوت الله, بل فتح الله علي بالدعاء الصادق, و دموع تنهمر ... نعم تنهمر, لم تكن دموعا تنزل, دمعة دمعة أو دمعتين بل سيل و خط متواصل من الدموع .
دعوت الله حوالي ساعة و نصف و أنا أدعو و أدعو أريد رضاه, و اطلبه حثيثا, و أعلن لرب البيت صدق محبتي. لم لا و هو المعين !! لم لا و هو الرحيم !! لم لا و هو الحنان المنان !! الجواد الكريم و الودود .... الله !! كم أحب اسمه الودود. لان الله تعالى فعلا يتودد لعباده.
في تلك اللحظات لم اشعر بالناس حولي, لا بمن تصدم قدمي و لا بمن تتعكز على كتفي و لا بمن تزاحمني المكان ...
فقط أنا مع الله أدعوه في ساعة لا أنساها ما حييت. و يتوق قلبي دوما إليها و يشتاق.
لما أنهيت الدعاء و ختمته بالصلاة على خير الأنام, انتبهت أن المرأة التي عن يساري تحدق بي, و كانت من بلاد المغرب, فسألتها: هل من أمر أختي ؟؟ قالت: ما شاء الله منذ ساعة و أنتي لم تفتري في الدعاء و دموعك تنهمر, لقد كنت أزيح عنك كل ما قد يلهيك عن هذه اللحظة الرائعة, فلا ادع احد يلمسك أو يحتك بك, خشية أن تخرجي عن جو مناجاتك.
شكرتها و دعوت لها بالبركة و القبول, و دار بيننا حوار تعارف بسيط , لان الظهر أقام للصلاة.

مضى ذلك اليوم بروعة أحداثه و لحظاته ...

استيقظت و أمي الساعة الثالثة فجرا للقيام و نزلنا من الفندق مسرعين.
تعجبت في أول يوم وصلنا فيه, و نوينا القيام, حيث رفض والدي نزولنا في هذه الساعة, و لما نزلنا و كان معنا, تعجبنا عجبا شديدا, سبحان الله كل الناس وجدناها في الطريق ذاهبة للقيام أيضا, و الطريق عامرة بالناس كما النهار.إنها مدينة لا تفرق ليلها عن نهارها, فكلها عبادة, سبحان الله .

المهم .....

أقمنا الليل و صلينا الفجر, و جلست على درجات الساحة العلوية, و أمي كانت جالسة على العتبة, خلفي مباشرة, كان بيني و بينها درجة واحده.
حشود الناس مازالت تملا المكان بعد انتهاء الصلاة.
وقفت أمامنا في ساحة الحرم تحت, حملة من سوريا, ترفع علمها و علم الحملة, و انسلت امرأة من بين هذه المجموعة, و صعدت الدرج. أخواتها في الحملة كن ينادينها و يصرون عليها بالذهاب, إلا أنها أصرت على الصعود, و جلست بجانب أمي مباشرة.
سالت أمي: من أين انتم ؟؟ قالت: من ...قالت: نحن من سوريا من مدينة كذا. قالت أمي: اهااااا لدي صديقة أحبها جدا من منطقتك هذه. قالت: ما اسمها؟؟ قال أمي: كذا. فتعجبت المرأة و قالت: هذه صديقتي الحبيبة, كنا صديقتين التقينا على مقاعد الدراسة لنتدارس الإجازة في القران الكريم. و يا لها من صدفة, أصبحنا بعدها صديقتين و أختين مقربتين جدا.
ثم سالت مباشرة: هل هذه ابنتك ؟؟
فالتفت إليها اسلم عليها. لكني استغربت في نفسي, كيف خطر لها أني ابنتها ؟؟!!
و لما سلمت عليها, سألتني مباشرة: هل أنتي حافظة للقران الكريم ؟؟؟
قلت لها: لا
قالت: أمتأكدة ؟؟؟ فتبسمت, قالت: معقول لست حافظة؟؟
قلت لها: كنت أحاول أن أحفظ, لكني لم أكمل, كنت أبدا و اترك بعد فترة.
قالت: سبحان الله مع أن في وجهك نور حفظة. نور لا يكون إلا لحفظة القران.
و تعيد سؤالها: صدقا لست حافظة ؟؟
قلت لها: صدقا يا خالة لست حافظة, لكني أقرا القران دوما.
فقالت: لا, الآن ابدئي .

لما قالت هذه الكلمة شعرت شيئا في قلبي تحرك, و شعرت أنها رسالة من الله, ساقها إلي على لسان هذه المرأة, و لحظات أخرى بل ثواني, رحلت هذه المرأة و انسلت من بيننا و لم أرها بعدها و لم نشعر أصلا بنهوضها.

و كانت هذه بداية رحلة البداية. و بداية رحلتي إلى النور و الهدى ......

و للقصة بقية تابعوها ......











.
 

مهاجرة الى الله

وفقها الله
إنضم
18 نوفمبر 2010
المشاركات
21
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة على هذا النقل الممتع
ونسأل الله أن يفيدناحتى نختم بدورنا كتاب ربنا حفظاً واتقاناً
//في شوق لبقية الفصول //وأسأل الله أن يبارك لك ولصاحبة القصة في الأوقات وينفع بكم الاسلام والمسلمين
آمين
 

عبير من الاسلام

اللهم ألف بين قلوبنا
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
3,589
النقاط
38
الإقامة
.
احفظ من كتاب الله
بضعة أجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
الجنس
أخت
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله جنات الفردوس الاعلئ علئ ما نقلتيه لنا
من اشياء يعجز اللسان عن وصفها اشياء تنور البصيرة
ننتظر معلمتنا الفاضلة الغالية ام زكريا
اللهم اعنا ياارحم الراحمين يارب
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
الفصل الثالث

الفصل الثالث :

عدنا بفضل الله و رحمته من العمرة سالمين, بعد أن جددنا نشاط الروح و أعدنا للقلب أمله و حياته, و جددنا العهد مع الله على الطاعة و حسن النية في كل الأمور.

زال عنا عناء السفر بعد يوم من الراحة, و تواصلت الحياة كما المعتاد. فداومت في المركز الذي كنت اعمل فيه.
أخبرت صديقاتي عن هذه الرحلة المميزة, و كن يستمعن بانتباه و شوق, و طلبن مني إعادة القصة بلا ملل, و في كل مرة يستمتعن بها, و كأنها الأولى.

حين عدت من أول يوم دوام, هب قلبي يدفعني بقوة نحو البحث عن مركز للتحفيظ, و ما كان مني إلا الاستجابة و البحث عبر الهاتف.
بقيت ابحث لأيام عدة, و تعجبت عجبا شديدا, فالمراكز هنا على كثرتها إلا أن كلها لم ترد على الهاتف, و من يرد علي, يقول لي سنبدأ بعد ست شهور. كان الأمر أشبه بالسحر. كيف ؟؟ كيف لا يجيبني أي مركز ؟؟؟ المراكز منتشرة كما البيوت هنا ؟؟!!
حتى أني اتصلت بمراكز في اماكن بعيدة عن محل سكني بحوالي الساعة و نصف, و كنت مستعدة للذهاب حتى إلى هذا المدى. لكن دون جدوى, لا احد يرد, و من يرد يقل لي سنبدأ بعد ست شهور.
لكني لم اياس, و أكملت بحثي, و واصلته....

في يوم جمعة, و في وقت متأخر في المساء, حوالي الساعة الثامنة و نصف أو التاسعة, أخذت من الدليل أرقام مجموعة مراكز أخرى لأكمل بحثي, لكني كنت شبه يائسة أن أجد أحدا في هذا الوقت و اليوم. و من صعوبة الأمر, قررت في نفسي أن أول مركز يجيبني سألتحق به فورا, بغض النظر عن مكانه و بعده و وقته.
اتصلت في المركز الأول: لا يوجد رد
الثاني: ردت البدالة و قالت اليوم عطلة.
الثالث: .... رن رن رن ... ورُفعت السماعة, سلمت و سالت سؤالي المعتاد. فما كان من الأخت إلا أن رحبت بشدة, و الله يا أخواتي كلمتني بأسلوب كأنها كانت تنتظرني أو تنظر مكالمتي. سبحان الله, لست أبالغ في حرف.
و قالت: غدا عندنا حلقة أحضري, و هي مرة في الأسبوع, كل سبت, لان كما تعلمين السبت عطلة, فخصصناها للعاملات, و عندنا معلمة ممتازة و قديرة.

سبحان الله سبحان الله, الأمر كان كالخيال.
في يوم جمعة و ساعة متأخرة من المساء لا يوجد أصلا مراكز و لا أي مصلحة تفتح في هذا الوقت, و برغم من ذلك كله أجابني هذا المركز, و هو الوحيد الذي أجابني و كان أسلوبها راااائع.

انتظرت بفارغ الصبر شروق شمس يوم السبت, بل لم انم من شدة لهفتي. يوم السبت كان التاريخ 4\5\2006, و هو يوم ميلادي, كان يوم ميلادي من ذلك العام أول يوم لي في رحاب القران.
ذهبت و كلي شوق, أخبرتني الأخت أن علي اختيار مصحف ارتضيه و يكون سهلا و واضحا بالنسبة لي, حتى يبق معي للحفظ, فأحفظ منه نفسه, و لا أغيره. و فعلا صباح ذلك اليوم و على عجلة مني, فتحت خزانة الكتب و أخذت مصحفا و هرولت خارجا. ركبت السيارة و إلى المركز مباشرة, انطلقت بلهفة و شوق. و كان المركز يبعد عن بيتنا ساعة.

دخلت المركز أخيرا, وصلت قبل موعدي بربع ساعة, لم يكن هناك احد. لما انتصف العقرب الكبير على الثانية عشر, بدأت جموع الأخوات تحضر. كلهن منقبات, و قليل منهن تلبس عباءة سادة, خالية من كل زينه. فاستحييت من نفسي, فقد كنت الوحيدة التي تلبس قوس قزح من الألوان, و مكتحلة و متعطرة.
الله المستعان, كان موقفا صعبا و محرجا للغاية.
كن صاحبات أخلاق عالية, و أصوات لطيفة, و كلمات جميلة, و تعابير وجوه مريحة, و نسمات رحمة شعرتها بدخول كل واحده منهن. شعرت أني اترك عالم الدنيا و أسمو لعالم جديد, للون جديد من الحياة الموجودة على الأرض, حياة حلوة حقيقية فيها لذة, نبض معها قلبي و استبشرت بها روحي .....
الأخوات ياتين إلي و يسلمن علي, و يلاطفنني بكلماتهن الجميلة, المحببة للروح و القلب, لم تعاتبني إحداهن و لا حتى بنظرة على لبسي السيئ, و هيئتي غير المقبولة. سعدت معهن جداااا ....
فجأة....
انتصبت كل الأخوات, و اتجه البصر لزاوية واحده, زاوية الباب, كل الاحترام باد على محياهن, و الإجلال بدا واضحا في نظرات العيون المترقبة. فوقفت مثلهن.
و إذا بها المعلمة تدخل. معلمتي الحبيبة, ( فليحفظها ربي في كل زمان و مكان ), دخلت إلى الغرفة, و لحقت بها كل الأخوات, و طبعا أنا معهن.
جلسنا في حلقة حول المعلمة, فاستأذنت مني -لأني الجديدة-, أن تسمع لأخت واحده, فهي على عجلة من أمرها. طبعا قبلت.
سبحان الله, لم اسمع من هذه الأخت سوى: بسم الله الرحمن الرحيم .............. صدق الله العظيم. و ختمت على هذا و رحلت.
تعجبت ما هذا ؟؟؟ !!!! أهذا هو الورد ؟؟!!! فقط !!!!!
فقرات معلمتي تعابير وجهي, فتبسمت و قالت: هذه أختك في الله فلانة, هي أم و زوجة و صاحبة منصب وزاري كبير, تحفظ منذ خمس سنوات, ختمت ما يقارب ال 22 جزء. و تحفظ كل يوم سطرين فقط من القران.
ذهلت !!! سطرين فقط؟؟!! و كل هذا الثبات عندها ؟؟!! خمس سنوات صابرة ؟؟!! يا الله ؟؟!! ما هذا السحر الموجود في القران ؟؟!!
أكل هذا حب في القران ؟؟!! غريب !!! كان في نظري فقط كتاب فيه كلام الله !! أنظروا للناس كيف تجله و تحبه و تعظمه !!

نافذة جديدة فتح الله بها على قلبي .....

توجهت إلي معلمتي, و حدقت بي, و سألتني: لم جئت لحفظ القران ؟؟
فأخبرتها بقصتي عند الكعبة.
سعدت جدا و قالت: أنت فيكي الخير الكثير, و أن الله قد اصطفاك و فضلك عن كثير من عباده لتحملي كتابه و تكوني عليه أمينة. اختار قلبك لأنه وجد فيه صلاح, و انه أراد بك الخير الكثير .....
مع كل كلمة من كلماتها بل مع كل حرف كنت ابكي, و تنزل دموعي.

عساك قبلتني ربي ...... آمين
عساك رضيت عني ربي ........ آمين

و بدأت تخبرني عن فضل حفظ القران بأسلوب رائع جميل. و اتخذت هذا النهج منها في كل الحلقات التي اعلم فيها القران.
كان لهذه الحصة اكبر الأثر في قلبي, هذه الحصة كانت حجر الأساس التي بنيت عليها بناء الهمة, و سالت الله الثبات.
دخلت عالما غريب جديدا, ظننت أن حفظ القران شيء عادي, كتاب يحفظه أي إنسان يريد ذلك, لكن لا, لم يكن كذلك, انه حياة للقلوب, و سراج للأبصار, و غذاء للروح و مؤدب للنفس, إنها الحياة الحقيقية, أول مرة اشعر أني حيه, أول مرة اشعر أن لي قلبا ينبض ....

أعطتني المعلمة وردي, و سمعت قراءتي, ثم عدت للبيت.
كان وقت الغداء قد حان, انهينا الغداء, و جلست في خفية في غرفتي, فتحت القران ..... بسملت و بدأت ..... الله اكبر ..... الله اكبر ....... شعرت أن جبلا و الله أزيح عن قلبي, غمة تكشفت عنه.
و الله اخياتي لا أقول إلا ما حدث معي, إنها السكينة, إي و ربي السكينة, غشيت قلبي و أحاطت جوارحي ... فأنى لي بترك هذه الطريق, أنى لي بالتخلي عنها ..... لا و ربي لا اتركها حتى اختم أو اختم أو تفارق الروح الجسد.

صدقوني أخواتي, لا أبالغ في كلمة واحدة, بل هناك مشاعر لا استطيع وصفها من روعتها, لا أجد كلمات تعبر عنها أو تصفها. إنها لغة القلوب , بل لغة الأرواح السائرة في طريق السالكين إلى الله ....

و قلت لكن هذه القصة أمانة, و لا ابتغي منها إلا وجه الله الكريم. فاقرئي اخيتي بين السطور رحمة رب كريم, جواد, إذا شاء أعطى و هدى, و إذا شاء منع و أضل .....
فالحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ......





و للقصة بقية, انتظروها ........
 

شذا القران

يَا دُنيا اِعذُرينِي فَالجنّة تُنَادِينِي
إنضم
17 أكتوبر 2010
المشاركات
1,492
النقاط
36
الإقامة
بين جدران الزمن
احفظ من كتاب الله
كاملا والكمال لله وجل
احب القراءة برواية
حفص وربنا يقدرنا نتعلم باقي الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابرهيم الاخضر
الجنس
اختكم في الله لا تنسونا من الدعاء
يامن تسـأل عني أنا كتاب مفتوح أتـرك بصمتي في كل مكان وفيِ قلب كل إنسـانِ

لي عودة بإذن الله


بعد الصلاة لأكمل ردي علي القصة الرائعة الشيقة
 
التعديل الأخير:

عبير من الاسلام

اللهم ألف بين قلوبنا
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
3,589
النقاط
38
الإقامة
.
احفظ من كتاب الله
بضعة أجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
الجنس
أخت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان الله
ياالله ما اعظم هذه الرحمة وما احلا هذا القبول وهذه السكينة في قلبك
بارك الله فيك معلمتنا الغالية الفاضلة ام زكريا ادام الله هذا النور في قلبك ودربك دائما يارب
اللهم اقبلنا وارحمنا ونور قلوبنا بالقرءان العظيم واهدنا ياارحم الراحمين وجميع المسلمين
جزاكم الله عنا جنات الفردوس
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
الــــــفصــــــــل الرابـــــــع:

الفصل الرابع:

انتظمت في الحلقات و داومت فيها, و اجتهدت, و كنت افعل كل ما تأمرني به معلمتي. و من طريف المواقف, أن معلمتي قالت لي ذات يوم: اسمعي للحصري ثلاث مرات قبل أن تحفظي السورة أو الورد.
و فعلا ذهبت ذلك اليوم و بحثت في النت عن الحصري و سمعت قراءته للورد المراد حفظه.
في المرة الثانية, سألتني معلمتي إن كنت استمعت للحصري؟؟ فأجبتها بالإيجاب و لكن ببعض الانزعاج. فسألتني عن اثر الانزعاج؟ فأجبتها أن الحصري يخطئ في القراءة.
دهشت معلمتي !!! لكنها أخذتها بروح طيبة: لم يا ظريف ( كنية لي ) ؟؟ قلت لها: قرأ المد المنفصل بالقصر. فضحكت و قالت: هذا الحصري يا ظرف, شيخ المقرئين, كيف يخطئ في أمر كهذا ؟؟!!
ثم أفهمتني انه يجوز فيه القصر و يجوز فيه المد و لكل منهما رواية خاصة به.
سبحان الله, فليغفر الله لي جهلي ...

و من طريف ما مر علي في هذه الطريق, أني كنت اقلب مصحفي يوما, و بدأت من صفحة البداية, و فجأة وقعت عيني على عام طباعته, و اكتشفت بعد عام تقريبا من استعماله انه طبع في نفس عام ميلادي, أي سنه 1982 ميلاديا.

كانت الطريق تمضي و حبي لها يزداد يوما بعد يوم, بل ساعة بعد ساعة. ....

لكن .....

لا أخفي عليكن أخواتي ...
كانت العوارض تكبر يوما بعد يوم, و الصوارف تزداد لتصدني عن هذه السبيل.
تعرضت في هذه الطريق لأمور كثيرة و شديدة, سأذكرها لك بشيء من التفصيل حتى تكون عبرة للجميع. و ربما عبرة لكل من يرتاد هذه الطريق. أما العبرة الأكبر هي أن الله أراد بك خيرا فلا تحيدي عن هذه الطريق, و اثبتي حتى يجعل الله لك سبيلا و يفتح عليك بالفرج.

بعد عودتي من العمرة و تحديدا بعد بدا حفظ القران الكريم, و شعوري بالنعيم الرائع. بدأت مشاكل تظهر فجأة في عملي, و الأمر لم يكن مني بل إن المسؤول لم يكن يريد شخصا يعرف عمله و يتق ربه, لكن أراد شخصا يحكم السيطرة عليه و التحكم به, و لست من هذا الصنف من الناس. فمتى وجدت الحق ناصرته, و متى حاد عن الحق قومته, و لست ممن يماري أو يساير الحال. لا اعتبر ذلك مدحا لذاتي, لان مثل هذه الصفة يعتبر صاحبها مذموما في هذا الزمان.
المهم أننا كنا في نهاية العام, و رأيت رؤيا عرفت منها أن شرا قادما نحوي, أو يزحف قريبا مني.
و فعلا, في اليوم التالي مباشرة دخل مسؤول العمل و طلب مني تقديم الاستقالة لأسباب وهمية, كلها كانت افتراءا و زورا و بهتانا, ليست موجودة مطلقا, إنما هي نفسه الخبيثة.
لا أريد أن أطيل في هذا الموضوع, لان الظلم شعور مؤلم جدا, و لا أقول سوى حسبي الله و نعم الوكيل على الظالم من أي ملة كان و من أي دين كان.
خرجت من عملي و لله الحمد, و جلست في البيت, و كنت في بداية مشوار الحفظ.
و الله أخواتي, كل حزن في قلبي نزع, و أبدل بفرح و سعادة. كنت فعلا سعيدة بان تخلصت من هذا الإنسان خبيث النفس. أما السعادة الأكبر, فهي مشروعي في حفظ القران. فقد وضعت نصب عيني خدمة هذا المشروع بما أصبح لدي من وقت فراغ ....
أرشدتني معلمتي للمسجد و الحضور فيه, بما أن وقتي أصبح يسمح بأكثر من يوم, و فعلا أصبحت أداوم بالمسجد. كبرت سعادتي أكثر فأكثر في المسجد, شعرت بنشوة و سعادة قلب, و وددت لو أني آخذها من قلبي و أضعها في قلب كل أخت تقرا قصتي.

تجنبت في قصتي هذه وسائل التزيين في الأسلوب, و ابتعدت عن صور التشبيه الجميلة في اللغة, و اتبعت البساطة و الصدق, لأني أؤمن أن الصدق هو اكبر سحر للكلمات حتى و إن كانت كلمات أمّي, لا يعرف القراءة و لا الكتابة. فليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.
اسمعي كلماتي اخيتي و افتحي لها قلبك, كلماتي ربما ليس لها صوت, لكن لها صدى يملا أحاسيس الجوارح, و فيها صخب يهز الباطل في أي مكان.

بعد فترة من مداومتي في المسجد, بدأت الهمزات و اللمزات و الهمسات من قبل الأهل. بدا التململ من مشروعي يظهر علانية. و كلما اخطات خطئا أو أي شيء لم يعجبهم مني, حملوا القران السبب و وضعوه في المنتصف, عندها يجن جنوني, لكن لا حول لي و لا قوة. يظلمون القران و يفسرونه كما يشاؤون و يحملونه خطا الحافظ, رأيت جهلا في كل مكان, و رأيت بعدا عن الدين كبير, لكنهم دوما يظهرون أنهم الأكثر إيمانا, و الأكثر استحقاقا للجنة. و أنهم بلا شك من أهلها, و لا يلزمنا حفظ القران لنكون من أهلها.
ربما يكون في بعض كلامهم صحة, لكن التكبر الذي لمسته في الكلمات و التعبيرات و الاهانات, آذت نفسي كثيرا. و كنت كثيرا ما ابكي في الليل و أدعو الله أن يصرف عني شر الشياطين, و شر الحاسدين و المحبطين و المثبطين من الناس و أن يثبتني.
اتهموني أني عاصية, و اتهموني بأني عاقة, و قال لي احدهم: إن سمعتك تقرئي القران مرة أخرى سأضع في فمك النعال.
و قبل لي بأني منافقة, لا افعل ما اقول, و لا اعمل بما جاء في القران.

كنت اردد حفظي في المطبخ و أنا اعمل مع أمي, فتغضب و تنزعج فتصرفني, و تقاطعني. فتوقفت عن ترديده أثناء العمل في البيت.
في بعض المرات نكون في جلسة ليس فيها شيء, مجرد حديث, و بعد مرور ساعتين من حديث لا يرجى منه نفع إلا رضا الوالدين,أقوم لأحفظ بعض القران, أو أراجع, فأسمع كلاما مريرا, تنزل معه دموعي قهرا و جبرا.

ما كان احد يواسيني, و لا كان احد يعينني, مضيت وحدي, لم يكن معي إلا الله. كنت ابكي في الليالي و أشكو, كنت أجدد النية مع الله دوما, سأمضي في هذه الطريق وحدي معه, لست أبالي برضا العباد أو سخطهم, ما دمت يا ربي عني راض ...

و الله يا أخواتي, بحثت كثيرا عن عمل, و طرقت أبواب كثيرة و مختلفة, صدت كلها أمامي, أبواب العمل و أبواب التعليم كلها أغلقت, حتى إني تقدمت للعمل في مجالات ليست مجالي, و كلها مجالات بسيطة, لكن كلها كسابقتها. إلا باب القران و حفظ القران. كنت اعلم بيقين معرفتي بالله, انه يفعل ذلك حتى لا يوجهني لشيء يلهيني و يبعدني عن هذه الطريق.
حتى إن أهلي قرروا في كثير من المرات أن تسفيري لبلاد خارجية من اجل التعليم, لكن يا أخواتي لا تتخيلوا كيف كان الله يوصد هذه الأبواب كلها.
إحدى هذه الطرف, و التي كانت أعجبها, أن الأهل قرروا إرسالي للالمانيا عند أخي الكبير. و ذهبنا للسفارة لمعرفة شروط السفر, و كان إحدى الشروط و أهمها, تعلم اللغة اللالمانية. و سبحان الله سعينا لشهور في البحث عن لغة ألمانية لم نجد. كل الأبواب موصدة, إما أن المدرب سافر, أو المعلمة مشغولة, أو أن المكان بعيد جدا, أو أن الرسوم باهظة جدا, حتى قطعنا الأمل ....مع أن هذه اللغة منتشرة هنا بكثرة.
و هذه قصة صغيرة من قصص أخرى عديدة .....

سبحان الله ...... أنا أريد و أنت تريد و الله يفعل ما يريد .....

و ليس ذلك فقط أخواتي ...

...............



للقصة بقية
انتظروها
ملحوظة صغيرة: القصة ليست قصتي انا فقط انقلها لكم من صاحبتها.
 

عبير من الاسلام

اللهم ألف بين قلوبنا
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
3,589
النقاط
38
الإقامة
.
احفظ من كتاب الله
بضعة أجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
الجنس
أخت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم مديرتنا الفاضلة ام زكريا
شكر الله لكم علء ماتنقلوه الينا من اشياء تدل علئ هدئ الرحمن
والاتكال عليه وحده عز وجل اشياء لاتوصف نشعرها بالقلب
اللهم اهنا واهدي بنا
نفع الله بكم دوما وجزاكم الرحمن اعالي الجنان
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
سبحان الله ...... أنا أريد و أنت تريد و الله يفعل ما يريد .....

لا مجال للنقاش أو الحياد عن رغبة الله تعالى.
كنت ألبي ما يريدون,حتى لا يتهموا القران بالسبب و توقف الحال, و كنت أخاف أن يحرموني منه, فامضي حيث يريدون و اعلم بيقين أن فوقي رب السماوات و الأرض, عالم الغيب و الجهر, مدبر الأمور, و أن لا شيء يعلو على رغبته, فان هو أراد لي هذا كان, و إن لم, فلا و لن يكون.

حرموني الذهاب للمسجد و الحلقة. و الله كنت اشعر كما لو أنهم حرموني من الجنة. كنت أصحو وقت العصر-أي وقت الحلقة- و اجلس في غرفتي كما لو أني معهم, و أحفظ و أدعو الله أن يشملني معهم في حلقتهم, لقد كانوا دوما معي. في بعض الأحيان أرسل لهم رسالة عبر الجوال, اخبرهم أني معهم و أني أحبهم في الله جميعا بما فيهم معلمتي الحبيبة, و أنهم لا يغيبون عن فكري لحظة. كم تمنيت أن ارتاد المسجد كل لحظة و أكون مثل أخواتي. لكن لا حول و لا قوة إلا بالله ....

اشتكى الأهل من قلة جلوسي معهم, و أني دائما مع القران, و ربي يشهد أن هذا الاتهام باطل, و ليس له أساس من الصحة.
فقصرت وقت الحفظ على منتصف الليل و على وقت القيام, و ساعات الصباح الباكر, فحين يأتي الشتاء استبشر لطول الليل فيه, و حين يأتي الصيف استبشر بطول الصباح فيه. و كنت أدعو الله أن يبارك لي في وقتي, و قسما بالله شعرتها و عشتها, فأعطاني ربي بركة الوقت.

لم يكن هذا هو العارض الوحيد رغم كبره و تأثيره. كنت أرى في منامي شياطين و جان تحاربني. تريد أن تهجم علي لتنال مني, أرى جان حقيقيين, و شياطين تلاحقني. الجان كنت اطردهم بسورة البقرة, فورا أبدا بقراءتها في منامي, فيهربوا. و في المنام الثاني يأتي جان اكبر و اشد. و كنت أصحو من نومي متعبة مجهدة, جسدي منهك.
بفضل الله تعالى و عونه, ثم بفضل الدعاء طردتهم جميعا و تخلصت منهم و تغلبت عليهم في فترة دامت لمدة سنة تقريبا.
لم يقتصر عمل الشيطان على ذلك فقط, بل كنت امرض و يشتد علي المرض كلما جديت و اجتهدت في الحفظ. في بعض المرات و الله أخواتي, أكون طريحة الفراش بلا سبب أو عارض أو مرض, لكني اشعر كما لو أن أحدا شلني عن الحركة. و بعض المرات يأتيني صداع شديد, و مرات الم في الظهر شديد, و مرات زكام بلا سبب أو أوان, ثم ينتهي وحده.

و أكثر ما كان يخنقني من العوارض هو فترة الفتور التي أمر فيها. كنت أتمنى الموت في تلك اللحظات, كانت تخنقني. فابكي و ابكي و أدعو الله كثييييييرا. ربما لو سمع عدوي بكائي لأشفق علي. كانت تستمر لشهور ممتدة, لكن أيضا لم استسلم لهذه الفترات, و كنت أحفظ و لو سطرا أو أيه, أو أراجع كثيرا. كنت اعمل بقاعدة ( و عجلت إليك ربي لترضى )

و ليس ذلك فقط أخواتي ...

بل اعترضني في هذه الطريق ضعف حفظي و كثرة النسيان, فكان لا بد لي من كثرة التكرار, لكن كيف و قد منعت من المجاهرة بحفظه ؟؟؟ فالوقت أصبح قصيرا. لكني لم أتخاذل يوما و لم استكن, بحثت في النت عن سبل تعينني على الخلاص من سوء الحفظ. لم يكن يتجاوز حفظي النصف صفحة في اسبووووووع, لا استطيع أن أحفظ أكثر من ذلك.
حتى أن من طريف المواقف, كنت أحفظ نصف صفحة, و نهاية السورة تنتهي بعد النصف بسطرين, لكني ما كنت اختمها, أقف عند النصف صفحة. لكن معلمتي حفظها الله, لم تعاتبني و لم تزجرني يوما, فقد كانت تعلم أني أجاهد كثيرا. أجاهد نفسي و أهلي و الشياطين.

و الله أخواتي, وددت لو أن أحدا واحدا فقط كان معي, لكنه لم يحدث, الجميع دون استثناء كان ضدي, و الكل كان يطلب حقه, و يطالب فيه, و ما كان احد يبالي بحقي. لكن برغم كل شيء و برغم كل حزن و هم و غم و الم, إلا أن قلبي كان سعيدا, و الله اخيتي لم يمسه شيء, كما لو انه في صندوق معزول. و شعرت بحديث رسول الله الذي قال فيه: ( لا يعذب الله قلبا وعى القران ).... أي و الله و من اصدق من الله وعدا !!!
لقد كان سلوتي و صديقي و صاحبي و رفيقي, هذا القران كان و مازال مصدر سعادتي.

كان ينتابني الخوف الشديد من شيئين, الأول: أن أموت دون أن اختم, فكنت أسرع و أحارب خوفا من ملك الموت الذي يلاحقني و يبحث عني, فكنت في صراع مع الزمن. الثاني: أن يأتي يوم القيامة فترفع المصاحف. نعم ربما ضحكت أو تضحكي علي, لكنه كان همي الذي يجهدني و لم يكن كل ما ألاقي في سبيل حفظه هم, إنما فراقه هو الهم. لأجل ذلك, كنت أنام يوميا على سورة البقرة, إما بالشريط, أو قراءتي لها. فمن شدة حبي لها, كنت أحب أن أودعها قبل موتي, فتكون آخر ما قرأت أو سمعت قبل نومي, فكل ليلة اعتبرها آخر ليلة, إلا أن يرحمني الله برحمته فيرد إلي روحي. و ذلك أنها أحب شيء لقلبي من القران, دوما كنت ارغب ان أودعها لأني سأشتاق لها.

علمت من النت, أن الذنوب سبيل يعترض الحفظ, فبدأت بلباسي, لبست عباءة مزركشة, ثم عباءة سادة, ثم حجاب سادة, و من بعدها القفازات. و بإذن الله تعالى في طريقي للنقاب.
ليست الخطوات سهلة كما الكتابة, فكل خطوة كانت تكلفني الكثير, لكن حاشا أن اترك شيئا نذرته لله.
و كنت اسمع بعض الأغاني, رغم أني لست من المولعين بها, فربما سمعت مرة كل أسبوعين أو كل شهر, لكن أيضا كان لها تأثير, فكلما سمعت أغنية, كان لزاما أن انس أيه أو سورة, حتى هجرتها لله دفعة واحدة, فأبدلني الله عنها بان بفتح في الحفظ, و تيسير. ( و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم ) فربما إثم هذه الأغنية التي اسمعها و أنا من أهل القران يعتبر عند الله كبيرا, فلست كأي احد, أنا حافظة لكتاب الله, فيجب أن أتميز عن غيري, حتى أكون أهلا لهذا الكتاب العظيم.
لما بحثت في النت أكثر و تعمقت, وجدت محفظات عن طريق النت. و فعلا انتظمت مع أخت من مصر كانت مجازة على يد طالبات الشيخة أم السعد. و كان لها فضل كبير في تحسين قراءتي. لكن سرعان ما خطبت و انشغلت مع خطيبها. بحثت من جديد فوجدت مراكز و مواقع كاملة للتحفيظ. تعجبت !!!! أكل هذا الخير في النت و تذهب الناس للهو ؟؟؟
صدقت معلمتي حين سألتها عن هذا فقالت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
فالحمد لله الذي اصطفى أمته و هداها لهذا الطريق و اسأله الإخلاص و ثبات الخطى, و أن تكون طريق خير فتكون حجة لي لا علي ...... امييييين

اشتركت في إحدى المواقع في النت, و بعد عام من الانتظار دون جدوى, أحبطتني المسئولة و قالت أن حفظي صفحتين في اليوم لا يعد شيئا, و انه ليس بالكم المطلوب, غضبت حينها كثيرا, و عزت علي نفسي, فتركت الأكاديمية, بعد أن أخبرتها بان سوء كلماتها قد تؤثر على من هي ضعيفة الهمة و تؤذيها, و قلت لها إني ماضية في طريقي و متأكدة أني سأصل, و كيف لا أصل و قد ابتغيت وجه الله. بعدها رحلت عن ذلك الموقع. لكن كنت قد اشتركت خلال تواجدي فيه بدورة للقاعدة النورانية مع شيختي حفظها الله.
و بفضل الله بعد عامين, من الجهاد, أتممت دورة الإجازة في القاعدة النورانية, بعد أن تخلت كل الطالبات في الدورة و بقيت مع شيختي وحدي. و تزامنا مع نهاية الدورة أتممت حفظ 12 جزء و أجزت فيهم من قبل جهة حكومية هنا في ارض الواقع.

كنت اسع على عدة محاور, لم افتر يوما رغم كل الصعاب, كنت أجاهد و أحارب, لم لا و قد رأيت وعد الحق؟؟!! لم لا و السكينة تملا قلبي و تسمو روحي بلذة لم أعهدها في هذه الدنيا قط. لاسيما و أني حرمت من لذة الدنيا, فمنذ صغري و أنا في خطوب ( كما سبق القول في الفصل الأول ), فكيف لي أن اترك طريقا لأول مرة أجد فيها السعادة, و ليست أي سعادة, بل سعادة حقيقية ......

تابعوا معي الفصل الخامس و الأخير من قصتي, و التي فيها قصة الختم الجميلة ....
قصة عرسي, و لبس التاااااج ...
 

عبير من الاسلام

اللهم ألف بين قلوبنا
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
3,589
النقاط
38
الإقامة
.
احفظ من كتاب الله
بضعة أجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
الجنس
أخت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏} ‏[‏الطلاق‏:‏ 2- 3‏]‏
بارك الله فيك معلمتنا ومديرتنا الفاضلة ام زكريا
جعلها الله في ميزان حسناتك وصاحبة القصة
والبسكم جميعا تاج الوقار ووالديكم
وندعوا الله ان يمن علينا بحفظ كتابه عز وجل
جزاكم الله جنات الفردوس الاعلئ بغير حساب
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
الفصل الخامس:

في غمرة الأحداث و الخطوب المتتالية و المشاكل المستمرة و الجهاد, أُثقلت نفسي, و جثم الصبر على صدري فكاد يخنقني.
لكن بصيص الأمل و النور, دوما موجود. فحين اجلس وحدي, و أخلو بنفسي, أتخيل حلم الختم, فأراه بعيدا, ربما احتاج لعام آخر في ظل هذه الظروف الصعبة, لكن طعمه جميل, أحب أن اختم, أريد, ابغي, و أسعى ....
أحب أن أتخيل نفسي و أنا عروس و التاج على راسي, أحب أن أتميز بحمل هذا الكتاب, أحب أن يباهي الله بي بين ملائكته, أحب أن أنال كل أفضال حفظ القران, و يعلم الله أن اكبر فضل يدفعني لحمله, هو أن يكون نورا و مؤنسا لي في قبري و يبعد عني عذاب القبر. فكم يؤرقني القبر. ففي مرات عديدة أصحو من نومي فزعة لتذكري القبر ....

السؤال المهم .... متى ؟؟؟ متى اختم ؟؟؟ متى اجتهد ؟؟؟
هيا هيا ....

أتشجع و أقوم و اجتهد, لكن سرعان ما تفتر عزيمتي مع كل ما حولي من مثبطات. الجهاد شديد, و الحرب أخشى أن تطول. ماذا افعل الهي ؟؟؟ ليس لي سواك سند و لا معين ؟؟
ابكي بحرقة, أدعو بصدق و شدة, لكن متى, متى تحين اللحظة ؟؟؟
أريد يا ربي, ابغي, اهدني, يسر لي, اعني, افتح علي, ائذن لي بالختم ...... أرجوك الهي .

لما تركت الموقع السابق, بقيت فترة لا ابحث في النت, إلا عن أمور الدين و التفقه فيه. كنت ما أزال مع معلمتي في دورة القاعدة النورانية. أحبطت من تلك التجربة الأولى في الموقع السابق, فلم يكن لدي دافع قوي للبحث.

لما شارفت دورة القاعدة على الانتهاء, بدأت عزيمتي تدفعني لأمر جديد, فهداني الله أن ادرس العلوم الشرعية. لماذا ابحث عن فتاوى؟؟؟ لم لا أفتي أنا و اعرف ديني؟؟ خاصة أن النساء في هذا المجال قليل. أحب العلم جدا و اكره أن اجلس بلا مشروع اشغل نفسي فيه, خاصة و أن الله سبحانه و تعالى يفتح لي كل باب في طريق الدين و القران. فلكل إنسان دور في هذه الحياة, و لا أجد أسمى من دور الدعوة و الهداية إن فتح الله على إنسان بهذا الأمر, و ليس من سبيل أن يمتهن هذه الطريق للرزق.

أصبحت ابحث في النت عن جامعات و معاهد تعلم الشريعة, و فعلا وجدت الكثير اللهم بارك. اشتركت في احدها. كان صعبا للغاية, فكلهم مشايخ كبار, اللهم بارك, و يشرحون للحضور كما و أنهم يعرفون العقيدة و الشريعة و يبغون الاستزادة فقط. لدرجة أني ما كنت اعلم أي لغة يتحدثون. لكن ما من معهد سواه أمامي بالمستوى الذي اطمع فيه ....
و لما توقفت الدراسة فيه أثناء رمضان, قلت فرصة ابحث عن غيره. و من جديد بدأت البحث و التنقيب, حتى وفقني الله و هداني و أرشدني لجامعتي الغالية. اشتركت فيها, و بفضل الله سجلت فيها بسرعة, و جاءني التسجيل في وقت قصير. ثم قرأت في إعلاناتها عن دراسة منهجية, لم افهم ما معنى الدراسة المنهجية؟!! ماذا يدرسون فيها؟؟؟ هل فعلا هي ما أريد من حيث العلوم الشرعية ؟؟؟
المهم .... بحثت و سالت حتى عرفت أنها نفس ما كنت اخذ في المعهد, أي تماما ما أريد, إضافة إلى أن العاملين عليها كلهن نساء و شيخات اللهم بارك. ففرحت فرحا كبييييرا و سعدت بالدارسة.
فتركت المعهد و التزمت معهم ...

الله اكبر .... كيف ربي حين يريد بعبد خيرا يهديه بهدوء و يضع في قلبه الدافع و يدفعه للأمور ببساطة و لطف, كيف لا و هو اللطيف ؟!!!!
و فتح الله علي بالخير الكثير و الوفير في هذه المزقع المبارك, اسأل الله تعالى أن يبارك فيه. في بداية الأمر كنت أتعامل بحذر و خوف, لأني خفت أن أعيد التجربة السابقة من الموقع الأول. لكن الحمد لله الذي بفضله تتم النعم. أحببته من قلبي بصدق, فاجتهدت فيه, و نميت نفسي و طورتها كي ابقى في عيني اخواتي كبيرة و استحق محبتهم و احترامهم, و هو رد للجميل, فلا يكون رد الجميل إلا بالعمل فهو الإثبات للمحبة و الفضل.




مهما تحدثت عن سعادتي في ذلك الموقع فلن أوفيها حقها أبدا, لكني اسأل الله تعالى أن يجزيهم عني كل الخير, لان بناء الإنسان هو اشرف و أهم انجاز قد يفعله الإنسان في حياته. و هذه الجامعة بنت مني إنسانا آخر, إنسانا جديدا, و الحمد و الشكر لله, ثم الشكر لها .....

تعرفت فيها على أخوات كثر, و كلهن أحبهن في الله, و هن صالحات و صادقات, احسبهن كذلك و لا ازكي على الله أحدا. لكن بعض الأخوات كان لهن دور في قصة ختمي, أريد أن اذكرهن لأني أحب أن اعترف لهن بجميلهن علي, و بتأثير كلمة المحبة الصادقة النابعة من القلب. و شعرت أنهن فعلا أحببنني فاصدقنني النصيحة و الدعوة.

في يوم كنت محتارة, و حزنت حزنا شديدا لطول الختم, و خاصة انه أعلن في الموقع عن دورة إجازة في تحفة الأطفال. فزاد ذلك من حزني, لان من شروط الدورة أو الإجازة هو الختم. صدقا كان اشد يوما علي من حيث الحزن.


و تزامنا مع هذا الأمر, كان هناك اجتماع للطالبات, و كانت الشيخة حفظها الله ترأسه. فدخلنا لنر عما هو الاجتماع, خاصة انه كان عاما أي لجميع الطالبات. و كان فيه مجموعة من المعلمات, من ضمنهن المعلمة ... حفظها الله. فسمعت الشيخة تهنئ المعلمة .... بإجازتي ورش و قالون. فقفز قلبي من الفرحة, يا الله !! اللهم بارك !!! إجازتان ؟!!, مؤكد أن الأمر سهل, و شعرت بنار تهب في صدري ... لم لا تختمي ؟؟؟؟؟ لم لا تنجزي ؟؟؟؟؟؟ ألا تحبي أن تجازي في القراءات العشر ؟؟؟؟؟ أليس ذلك مشروعك ؟؟؟؟؟
شعرت بشيء قوي يتفجر بداخلي, و عزيمة شديدة, كما لو أن ينابيع العزم قد انبثقت مرة واحده من هذه المناسبة الطيبة. و فعلا عزمت على الختم.
حين كنت استمع للتهاني و هذه الحفلة الجميلة, كلمتني الغالية .... على الماسنجر, و قالت لي: العقبى لك معلمتي, قلت لها: أنى لي بذلك, إن شاء الله هذا ما ارجوه.


ثم أردفت بكلمات قوية أحيت بداخلي العزيمة, كانت تكلمني بكلام الواثق, كلماتها كانت رائعة, و أكملت بكلماتها في نفسي ما بدأته تلك المناسبة الجميلة, و هنا كان القرار الحاسم, في هذه اللحظة, لم استطع المقاومة, و شعرت أن الله تعالى قد أذن أخيرا لي بالختم, و الله أخواتي شعرتها قوية في قلبي .
في اليوم التالي سارعت بإنزال إعلان في الموقع اطلب من الأخوات من تتبرع و تعينني على الختم. تقدمت كثير من الأخوات مشكورات, و تم الاتفاق مع أخت منهن. و فعلا انتظمت معها, و كنت في قمة السعادة.
بعدها جاء عارض السفر, أراد الأهل إرسالي لتركيا حتى أتعلم هناك, و ذهبنا في رحلة قصيرة لتقديم الأوراق للجامعة.
كان وردي اليومي عبارة عن صفحتين. حين كنت في الطائرة, و الله أخواتي حفظت وردي, و قرأت سورة البقرة. فلم اشعر بالوقت. حتى أثناء السفر, كنت لا اترك وردي أبدا, كنت أقوم الساعة الثالثة فجرا و الجو مثلج, كان الثلج ينزل, اترك الفراش و الدفء, و أقوم بهمة و عزيمة لم أعهدها في نفسي. سبحان من رزقني العزيمة و الهمة, انه ربي أحسن مثواي. إذا أراد شيئا و كتب اجله, فلا يكون إلا ما قد كتب.
عدنا بفضل الله سالمين من السفر, و لم أوفق في الالتحاق بالجامعة هناك. المهم, اعتذرت الأخت التي كانت تسمع لي لظروف, تلك الليلة بكيت بشدة, بكيت بحرقة, ليس لأني وحدي, لا, بل لأني خفت أن تفتر عزيمتي من جديد لأني وحدي, فالأخوة تشجع و تعين على الاستمرار. دعوت الله بقوة, و جددت العهد و النية, و أني ماضية في هذه الطريق وحدي معه.
لكني سألته, من فضله, إن أراد أن يبعث لي مؤنسا في هذه الطريق, فهو منه, و إن لم يرد فهو خير.

سبحان الله أخواتي .... لا أقول إلا ما حدث معي.....
الساعة الواحدة تقريبا من ظهر اليوم التالي, قالت لي أمي: ألك مشوار للمسجد ؟؟
دهشت !!! أمي تقول ذلك ؟؟؟!!!!!! هذه معجزة !!!!!!
سألتها: لم؟؟ قالت: أريد أن اذهب عند صديقتي, انزل عندها و تكملي للمسجد. لقد كان لامي صديقة قريبة جدا من المسجد, كنت في بعض المرات و حتى اكسب رضاها أغريها بزيارة صديقتها حتى أتمكن من الذهاب للمسجد. لكن هذه المرة و هي أول مرة, و غريب أن يحدث هذا, هي من طلبت مني ذلك.
مع أني ترددت قليلا في الذهاب, لأني لم أحفظ وردا جديدا اسمعه على معلمتي, لكني قبلت حتى اخذ فضل الحلقة و دعاء المغفرة و الرحمة من الملائكة. و فعلا تم الأمر.
دخلت المسجد, كل أخواتي وقفن للسلام علي, فمنذ زمن لم ارهن. قبلت يد و رأس معلمتي. و على الفور قالت لي: حياك الله بنيتي, و الله كنت أفكر فيك للتو و أقول لو انك تسمعي علي عبر الهاتف. قلت: الله اكبر, كيف عوضني الله و اسعد قلبي و أبدلني بمعلمتي !!!
فانتظمت معها و اجتهدت, لكن العوارض و الشياطين تأبى إلا التفريق. اشتد علي المرض, حتى أن شيختي مرضت. لكن لم استسلم, فلم يبق شيء للختم, رمية حصى و أصل. الحلم بدا يقترب ليصبح بيدي. و الله أخواتي في تلك الفترة لا تتخيلوا, كانت رائحة الجنة بينها و بين انفي مليمترات بسيطة, و كانت أمي تقول: أشم رائحة بخور في البيت, من أين مصدره؟؟!!
فعلا كنا نشتم رائحة طيبة, و لا نعرف لها مصدرا. سبحان الله. أنام و أصحو و أنا احلم بالختم, و يوم الختم ....









..........................

...........................
...................


لا احب ان اضع النهاية اليوم:d





انتظرنها قرييييييييييييبا
 

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ

الفصل الاخيـــــــــــر


فأكملت الدرب وحدي مع الله ....

طوال الفترة الأخيرة و أنا مريضة, إما بألم في بطني أو الم في الرأس, أو طريحة الفراش بلا سبب,
لكن ....
لا تتخيلوا أخواتي كيف فتح الله علي دفعة واحده في الحفظ, فكنت أحفظ في اقل يوم عشر صفحات ...
الله اكبر الله اكبر الله اكبر,

بعد أن كانت قبل أسبوعين الصفحتين كثيرة علي. لكن فضل الله سابق دوما, أصبحت اختم عشر صفحات و اثنا عشرة صفحة, و أربعة عشر صفحة في اليوم الواحد, بحفظ متقن ثابت,

و مضيت بخطى ثابتة, يسددها ربي إليه, امضي كالفرس, بعزم و همة و ثبات, فقد ختمت في الأسبوعين الأخيرين سبع أجزاء ....

هيا , هيا, وصلت لم يبق سوى اقل القليل, الثبات الثبات الثبات, الصبر, اليقين, الاعتماد و التوكل على الله, و الله كلما حفظت صفحة, سجدت لله سجدة شكر, و أعاود طريقي و ارجع و أعود و اختم فاسجد....


كانت ليالي طويلة, و أيام عصيبة, لكن في النهاية .... قلتها ..... نعم قلتها ......


( الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن و صدقنا وعده ).....
فإلى دار الفردوس, ها هي بداية الطريق, ها هو أول الخير. نحو الفردوس انطلق, نحو حلم كبير بات يصغر و يقترب يوما بعد يوم ... إلى الله, في طريق السالكين إليه, و عجلت إليك ربي لترضى.


يوم الجمعة الذي تهللت فيه روحي و استبشر به قلبي, صحوت في الصباح الباكر,

تزينت و تعطرت و لبست الذهب, فقالت لي أمي: ما بك متزينة أكثر من أي يوم ؟؟؟ قلت لها: و كيف لا تزدان عروس في يوم عرسها؟؟!! طبعا لم يبدر لها قصدي.

نعم كيف لا أتزين و اليوم أصبح من أهل الله و خاصته, و حرصت على كامل الزينة. اليوم يهنئني المهنئون في يوم عرسي, اليوم يفرح لي أحبابي.



حفظت ما بقي لي من القران في ذلك اليوم, صفحات قليلة, ثم سجدت لله سجدة شكر, و والله ما ابغي أن ارفع راسي منها, ثم كبرت بصوت مرتفع ثلاثا, سمع البيت كله تكبيري, فجاءوا يهنئوا, بالختم, شعرت بنور و راحة و سكينة تغمر قلبي, شعرت أني عروس في يوم عرسها.

كان ذلك في يوم الجمعة بتاريخ, 16\4\2010 و هو نفس تاريخ السفر للعمرة التي بشرت فيها بحفظ القران. و الله أخواتي لم يكن عن تخطيط مني, بل هو إذن الله و ميقاته, وضعه لي فمشيت على القدر, و الحمد لله أن كتبه لي.

ختمت, ختمت, ختمت .... ختمت و لله الحمد و الفضل و المنة, أخيرا وصلت, هنئوني أخواتي مرة أخرى, هنئوني على سلامة الوصول و بلوغ الطريق.


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه.

تفكرت برهة من زمن و أنا اكتب الفصل الأخير من قصتي, لأصف شعوري في ذلك اليوم أو تلك اللحظة, فوقفت الكلمات عاجزة, و العبارات محتارة, فلم أجد سوى كلمة واحده و هي:

جربي, نعم جـــربــي ....

حين تجربين, ستعرفين حقيقة هذه السعادة, الكاملة, فوالله لن تجدي السعادة بعيدا عن طريق الله, حتى بنظرة تسرقيها من حرماته, و لا تغضي فيها بصرك. كوني مع الله اخيتي و لن تكوني إلا مع الفائزين بإذن الله تعالى.
جـــربي أن تكوني كذلك, هذه الكلمة تحمل لك نصيحة و تجربة إنسانة و فرحة من القلب طغت على كل ما لقيت في سبيل حفظ هذا الكتاب.....

ملحوظة: أود أن اشكر كل الأخوات اللاتي ساهمن في إنجاح مشروعي هذا, و هن كثيرات اللهم بارك, لكن اخص بالذكر سالي و نصيحتها القيمة التي نصحتني إياها, و ربما لولا هذه النصيحة لما أكملت دربي في هذا الوقت القصير.
ثم أحلام الحبيبة, و دعاؤها الصادق, أحب دعاؤها لي, و اشعر به يخرج من قلبها. ثم أم يوسف الغالية, صاحبة الهمة العالية و الصبر و الثبات, أحييها عليهم جميعا.

و الشكر الشكر الجزيل, لكل أخت دعت لي بظهر الغيب, و لكل أخت شجعتني و رفعت همتي بكلمة.... شكرا لكن جميييييييييييعا أخواتي .... احبكن جميعا في الله ...
و أيضا لا انس أختا كنيتها أم خليل, دوما كلماتها كانت تصحبني في هذه الطريق, كلمات مشجعة, و كانت أيضا تتواصل معي بالرسائل عبر الجوال و تكثر لي الدعاء, هذا حتى لا انس أحدا .....




انتهت القصة غالياتي

بارك الله لك اختي صاحبة القصة،اعرف انك تتابعينها مثل من يسمهعا لاول المرة،

مبارك لك ختمك يا غالية، أسال الله أن يجعله حجة لك لا عليك و ان يجعله قائدا لك وسائقا إلى رضوان الله و جناته و أن بنير بالقرءان العظيم قبرك غاليتي.

نتمنى للجميع ان يصل الى ما وصلت اليه وافضل، ورسالتنا هنا الى كل اخت تأثرت بالقصة :

هذا تأثر بقصة ليست لك، تقرئين فقط سطورها فكيف لو كان احساسا تعيشينه؟؟؟؟؟؟؟؟ كيف لو كانت هذه التي أرويها لكن قصة ختمك انت؟؟؟؟؟؟؟

جربي .........جربي فوالله من جرب لمن كمن قرأ، و اعلي همتك تصلي الى ما وصل اليه من سبقك,


 

عبير من الاسلام

اللهم ألف بين قلوبنا
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
3,589
النقاط
38
الإقامة
.
احفظ من كتاب الله
بضعة أجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
الجنس
أخت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم معلمتنا ومديرتنا الفاضلة ام زكريا
وهنيئا لصاحبة القصة وابارك لها من كل قلبي الله ينور دربها دوما يارب
وجعلها الله من اهل الفردوس الاعلئ فكم احبت الله فاحبها عز وجل

اللهم اعنا وارزقنا والجميع هذا الشعور الجميل بحبك وقربك وحفظ كتابك العظيم

وجزاكم الله جنات الفردوس الاعلئ والبسكم الله واهليكم تاج الوقار
 
أعلى