إنهــــــــــــــــــــــــــــــــا الأم

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
إنهــــــــــــــــــــــــــــــــا الأم
طاعة الوالدين والإحسان إليهما فرض على الولد، قال تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}
قال القرطبي: أمر الله سبحانه بعبادته وتوحيده وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك كما قرن شكرهما بشكره فقال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} وقال: {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} .
وقال الجصاص : وقضى ربك معناه:
أمر ربك، وأمر بالوالدين إحسانا، وقيل معناه: وأوصى بالوالدين إحسانا،ربك بالوالدين إحسانا .وقيل أوصى بالوالدين إحسانا .. والمعنى واحد لأن الوصية أمر .
هل بر الأم يوم في السنة ؟؟ يالله كم هو بغيض إلى قلبي هذا الإسم وهذا اليوم !!!
ألا تذكر اأمك أيها الابن إلا في هذا اليوم ؟؟ ألا تذكري أمك أيتها الابنة إلا في هذا اليوم ؟؟
إن بر الوالدين ليس في هذا اليوم المزيف المحدد بيوم في السنة .. إن هذا اليوم ليس لنا .. إنه لأقوام غيرنا ..لأقوام لا يعتبرون ير والديهم بابا عظيما من أعظم أبواب القربات إلى الله سبحانه .
إن هذا اليوم بدعة .. سعادتنا لاتكون إلا في اتباع شرع الله .. ولقد شرع لنا رب العزة سبحانه وتعالى عيدين نحتفل بهما ونفرح بهما وجعلهما بعد طاعتين عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الأسبوع يوم الجمعة لتسر بهما النفوس الزكية الطاهرة .
ففي فتاوى اللجنة الدائمة " لا يجوز الاحتفال بما يسمى " عيد الأم " ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة ، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار .
قال تعالى : { حملته أمه وهناً على وهن } وقال تعالى { حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً }
تؤثرك على نفسها لتشيع .... تسهر ليرتاحوا ... تتعب ليناموا .
يبقى قلبها دائما وأبدا معلقا بأبنائها ..تحن لرؤيتهم لأن قلبها يرعاهم .
تجلس على سجادتها الطاهرة ليلاً في مصلاها الخاص الذي أقامته بزاوية في غرفتها تصلي وتدعوا الله عز وجل أن يحفظ أبنائها ... وفي الأخيــــــــر دموع ساخنة على خد يها وأنت لاتعلم ولكن الله يعلم .
إنها قلب رحيم عطوف .. وصدر حنون ..ولكن هل من مشفق على هذه القلوب الرحيمة ؟
و لنتأمل في قول رب العزة سبحانه وتعالى عن زكريا {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا } (14) سورة مريم
وقال عن عيسى عليه السلام : { وبرٌاً بوالدتي ولم يجعلني جبٌاراً شقيٌاً } (32)سورة مريم
أي: ولم يجعلني جبارًا مستكبرًا عن عبادته وطاعته وبر والدتي، فأشقى بذلك.
وقال بعض السلف: لا تجد أحدًا عاقًّا لوالديه إلا وجدته جبارًا شقيًّا.
إنها الأم !!!! إنها الطريق إلى الجنة !!!!
إن بر الوالدين طريق مختصر إلى رضى الله عز وجل!!!!
حُسن الصحبة بالأم لا يقلُ مع مرور الزمن بل يزدادُ، الأخلاق مع الأم لا تتغير مع تغيرِ الأحوال، المعاملةُ مع الأم لا تتبدلُ مهما طالَ بها العمر، البِرُ بالأم لا يَضعُفُ بعد عجزها وضعفها، بل يَزدادُ نضارة، البِرُ لايكون فقط عند خدمتها وعطائها. وهذه هي وصيةُ النبي صلى الله عليه وسلم في الأم، فهي أحقُ الناس بالصحبة، وأولىَ الناس بالبر، وأجدرُ الناس بالشفقة والإحسان. هكذا علمنّا ديننا، وهذا ما أوصى به الله ربُنا في القراءن قال الله تعالى: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ))[لقمان:14].
وكان بعض التابعين لا يسكن في بيت أمه وهي تحته إجلالاً لها ... لايكون في الدور الثاني وهي في الدور الأرضي ....أدب عالي أن يكون هو فوق وهي تحت..
وهذا قمة البر... قد نستغرب في هذه الأيام مثل هذه الأمور ولكن هكذا يصنع أولياء الله عز وجل .
كان الحسن البصري لا يأكل من الصحن الواحد مع أمه يخاف أن تسبق يده إلى شيء وأمه تتمنى هذا الشيء .
حيوة ابن شريح أحد التابعين كان يدرس في المسجد وكانت تأتيه أمه فتقول له : قم فاعلف الدجاج فيقوم ويترك التعليم براً بوالدته ولم يعاتبها ولم يقل لها أنا في درس انتظري حتى ينتهى
.
وهذا التابعي الجليل أوَيّس بن عامر القرني الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن علوّ منزلتِه عند الله، وأمر صحابته الأخيار بالتماس دعوته وابتغاء القربى إلى الله بها، وما علامته إلا برهُ بأمه. روىَ الإمام مسلم في صحيحه أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى أهلُ اليمن سألهم: أفيكم أويسُ بن عامر؟ حتى أتى ُأويس، فقال: ُأنتَ أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: كان بكَ بَرَصٌ فبرأتَ منهُ إلا موضعَ درهم؟ قال: نعم، قال: لكَ والدةٌ كنت باراً بها؟ قال: نعم، قال عمر: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي عليكم أويسُ بن عامر مع أمدادِ اليمن من قَرْن، كانَ به أثرُ بَرَصٍ فبرأ منهُ إلا موضعَ درهم، له والدة هوَ بارٌ بها، لو أقسمَ على اللهِ لأبرَهُ، فإنّ استطعتَ أن يَستغفِر لكَ فافعلْ ))،قال عُمر: استغفر لي، فاستغفر له. فانظر هذا خيرُ التابعين ومن َسماهُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانت علامتهُ من الرسول لمن بعده ليعرفه كانَ باراً بأمه
اليوم أغلق باب من أبواب الجنة !!
كان أحد السلف يبكى أمه على قبر يوم دفنها
..
فقيل له : لماذا تبكي ؟
قال : كيف لا أبكى وقد اغلق باب من أبواب الجنة
..
ما أعظم فقه االسلف
..
لقد كانوا يعرفون منزلة بر الوالدين
..
فهل نفرط في هذا الباب العظيم ؟؟ ونحتفل بيوم اسمه عيد الأم !!!!!
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا ؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ]
وقوله تعالى: { (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).}النساء:36

أحبتي في الله :
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكرهما أيضاً..

قال تعالى:
{ (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ )}
لقمان:14

إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..

إلى متى ألم يحن الوقت لبرهم؟؟!!..

وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..

وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره
.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( "ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما".)
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما : ( إني لاأعلم عملاً أقرب إلى الله من بر الوالدة ) .
أيها الأبناء: إن أردتم رضا الرب ..طول العمر ..خيرى الدنيا والاخرة .. البركة في الرزق .. فعليكم ..ثم عليكم .. ثم عليكم ببر الوالدة .
لاتغضبها وإن أغضبتك .. لاتشتمها وإن شتمتك وضربتك .
الأم لاتريد إلا كلمة طيبة تمسح بها جراحات وألآم الدهر .. تداوي بها غصاصة العمر والشيخوخة .
الله .. الله ..كما تدين تدان ..إرجع إليها .. إنها الجنة وربّ الكعبة: ((الزم رجلها فثمّ الجنة)).
يامن تريد النجاة .. يامن تريد الجنة.. الزم رجليها، فثمّ الجنة .
قال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل: (أتخاف النار أن تدخلها، وتحب الجنة أن تدخلها؟) قال: نعم، قال: (برّ أمك، فوالله لئن ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبت الموجبات)
لأمـك حق لو علمـتَ كبيـر ..... كثيرك يا هـذا لديـه يسـير
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكـي ..... لها من جـواها آنـّة وزفيـر
وفي الوضع لا تدري عليها مشقة ..... فمن غصص منها الفـؤاد يطير
وكم غسّلت عنك الأذى بيمينها ...... وما حجرها إلا لديك سريـر
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها ...... حنوا وإشفاقًا وأنـت صغيـر
فضيعتهـا لمـا أسئت جهالـة ......... وطال عليك الأمر وهو قصير
فآهالذي عقـل ويتبـع الهوى .......وآهًا لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها ..... فأنت لما تدعـو إليـه فقـير
أخواتي وبناتي : بر الوالدين لا ينتهي بموتهما، فعن أبي أسيد الساعدي قال: فيما نحن عند رسول إذ جاءه رجل من بني سلِمة فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبويّ شيء أبرّهما بعد موتهما؟ قال: ((نعم، الصلاةُ عليهما والاستغفارُ لهما وانفاذُ عهدهما من بعدهما وصلة الرحِم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما)).
اللهم ارزقنا بر والدينا على الوجه الذي تحبه و ترضاه.

اللهم و أرضهم عنا وأرض عنهم يا رحمن يا رحيم .
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
إنضم
4 يناير 2012
المشاركات
587
النقاط
18
الإقامة
الفيوم
الموقع الالكتروني
www.alfayyumy.com
احفظ من كتاب الله
كاملا بحمد الله
احب القراءة برواية
عاصم
القارئ المفضل
المنشاوي
الجنس
أخ
قال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل: (أتخاف النار أن تدخلها، وتحب الجنة أن تدخلها؟) قال: نعم، قال: (برّ أمك، فوالله لئن ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبت الموجبات)
______________________
جزاكم الله خيرا في تلك الكلمات الرائقة المؤثرة الهادية
 
أعلى