سؤال وجواب في باب الطهارة

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما المراد بالنية ؟
النية: هي القصد والإرادة ، قصدت الصلاة؛ لأن الله أمرني بها، قصدت الصيام، قصدت الحج، وهكذا.
س/ ما المراد بالهجرة ؟
الهجرة في اللغة: هي الترك.
أما في الاصطلاح: الأصل فيها الانتقال من شيء إلي شيء، الأصل في الإسلام أن هذا الانتقال الهجرة من مكة إلى المدينة هذا أصل الهجرة.
س/ هل الهجرة بقيت أو لا زالت ؟
لما فتحت مكة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( لا هجرة بعد الفتح) المعنى الصغير ارتفع، وبقي معنى أكبر، دائرة أكبر وهي الانتقال من بلاد الشرك والكفر إلى بلاد الإسلام، إذن هذه دائرة أوسع، الانتقال من بلاد الشرك والكفر إلى بلاد الإسلام.
** وفي حديث آخر( والمهاجر ما هجر ما نهى الله عنه) فصار هناك معنى ثالث وهو معنى أكبر، وهي الهجرة ترك الذنوب والمعاصي.
س/ ما معنى الهجرة ؟
للهجرة ثلاثة معاني:
المعنى الأول: الانتقال من مكة إلى المدينة، وقد انتهى بفتح مكة.
المعنى الثاني: الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، وهو باقٍ لمن انطبقت عليه الحالة، فإذا كان في بلد مشركين ولم يستطع أن يقيم شعائر دينه، ويستطيع الهجرة فالمعنى في حقه.
المعنى الثالث: هجر الذنوب والمعاصي، وهو دائم لكل مسلم فوق كل أرض، بأن يهجر الذنوب والمعاصي.
س/ ما معني قوله:( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله) ؟
هذا معنى الهجرة، والمثال الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الهجرة يعني: هاجر لأن الله –تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- أمره بالهجرة فثوابه على الله -سبحانه وتعالى- فيأخذ أو ينال ثواب هذه الهجرة، نفس الشيء.
س/ ما معني قوله: ( ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتكحها ؟
يعني: هاجر من أجل مال، هو هاجر من مكة إلى المدينة، أو من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، لكن قصده مال، تجارة، زواج، قال:( فهجرته إلى ما هاجر إليه) يعني: ليس له ثواب الهجرة الأولى التي أمر بها الله -سبحانه وتعالى- أو أمر بها رسوله -صلى الله عليه وسلم- وإنما هاجر لأجل مصلحة معينة يثاب عليها أو لا يثاب عليها بحسب هذه المصلحة التي هاجر من أجلها.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ )
س/ ما نوع ( لا) في قوله: (لا يقبل الله ) ؟
"لا" نافية وليست ناهية ( لا يقبل الله صلاة أحدكم ) والمنفي هنا هو القبول.
س/ هل القبول المنفي هنا هو عدم الأجر والثواب مطلقا، أو عدم صحة الفعل ؟
عدم صحة الفعل؛ لأن نفي القبول يرد بالأمرين أو بالمعنيين، يرد بعدم صحة هذا الفعل، ومن ثم –جزما- أنه لا يحصل الثواب فالقبول المنفي هنا ( لا يقبل الله صلاة أحدكم) هو الصحة يعني لا تصح.
س/ هل يمكن أن يرد نفي القبول ولكن لا يراد به عدم صحة الفعل وإنما يراد به نقص الثواب ؟
نعم، مثل حديث ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوم) فالقبول المنفي هو عدم الحصول على الثواب والأجر، لأن ظاهر الصلاة صحيحة فليس له أجر ولا ثواب أربعين يوما ويجب عليه التوبة.
س/ هل تصح الصلاة بغير وضوء ؟
الصلاة غير صحيحة ولابد أن يعيد الصلاة بعد الوضوء، حتى تصح الصلاة أو يصح الفعل إذا كان الأمر غير الصلاة.
س/ ما المراد في قوله: ( لا يقبل الله صلاة أحدكم) ؟
المراد هنا: عدم صحة الفعل الذي يبنى عليه الأجر.
س/ ما الحدث ؟ وما أقسامه ؟
الحدث حدثان: حدث أصغر وحدث أكبر.
الحدث الأصغر: فسره أبو هريرة: قال فساء أو ضراط ، ونواقض الوضوء المتعددة بالحدث الأصغر مثل البول أو الغائط أو نحو ذلك.
أما الحدث الأكبر: فهو الموجب للغسل، وذلك مثل الاحتلام أو الجماع الذي فيه إنزال، الاحتلام الذي فيه إنزال، أو الجماع مطلقا، أو الحيض، النفاس بالنسبة للمرأة، أو لو ارتد -لا قدر الله- ثم أسلم فيحتاج أيضا للغسل.
س/ ما وجه الدلالة من الحديث علي أن الطهارة شرط من شروط الصلاة ؟
قوله:( لا يقبل الله صلاة أحدكم ) فهذا هو موضع الشاهد في هذه المسألة من الحديث، وهو عدم صحة الصلاة التي لابد لها من الوضوء، أو بمعنى آخر نقول: إن الطهارة شرط من شروط الصلاة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:( لا يقبل الله ) فنفَى القبول، وبالتالي نفْي صحة الصلاة.
كذلك قوله: ( لا يقبل الله صلاة أحدكم حتى يتوضأ) يعني: حتى يأتي بالوضوء، فإذا أتت "حتى" فالكلام قبلها لا يدخل في الكلام الذي بعدها، فلما أتت "حتى" هنا عرفنا أنه لا تصح الصلاة حتى يأتي بما ذكر بعد "حتى" وهو الوضوء.
س/ ما الوضوء ؟
الوضوء: ينطق بضم الوُاو "الوُضوء" وينطق بفتح الواو "الوَضوء" ، فالوَضوء هو الماء الذي يتوضأ منه، والوُضوء هي عملية الوضوء.
س/ لو أحدث الإنسان بأن خرج منه ريح مثلا، أو شيء من البول في الصلاة، هل تصح هذه الصلاة أو لا تصح ؟
لا تصح، لقوله:( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) وسواء كان هذا الحدث من الحدث الأصغر أو الحدث الأكبر، وسواء كان باختياره أم بغير اختياره، كأن يكون اضطراريا فهذا يبطل الصلاة، يبطل الوضوء ومن ثم يبطل الصلاة.
س/ ما حكم صاحب سلس البول ؟
الإنسان إذا ابتلى بمرض مثل سلسل البول، لا يملك مسك البول فيكون باستمرار معه، أو يصاب ببعض الأمراض التي تسبب له الريح، فتخرج الريح باستمرار، فمثل هذا كما ذكر أهل العلم بأنه يتوضأ بعد دخول الوقت، وإذا كان يخشى خروج شيء من البول، أو لا يمسك الغائظ، فيتحفظ، يلبس قطنا أو نحوه؛ لأجل ألا تتسرب هذه النجاسة، والصلاة صحيحة.
س/ ما فضل الطهارة ؟
هذه الطهارة لها فضل عظيم عند الله -سبحانه وتعالى- وهي ميزة من ميزات هذه الأمة كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-

كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ) وأصل الغرة البياض الذي في جبهة الفرس، والتحجيل هو البياض الذي في رجليه. فالمسلم بفعل طهارته بعد توفيق الله -سبحانه وتعالى- يكون يوم القيامة معروفا ببياض وجهه وبياض أطرافه.
** ومن آثر الوضوء أن السيئات والذنوب التي عملها الإنسان تخرج من جوارحه ومن أطرافه بوضوءه هذا، فإذا غسل وجهه هذا خرجت الخطايا التي تحملها في وجهه كخطايا العينين وخطايا اللسان إلا إذا كانت حقوقا للخلق، كذلك إذا توضأ خرجت خطاياه التي عملها بيديه، وكذلك في رجليه، وجاء هذا فيما رواه الإمام مسلم وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( من توضأ وأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره)
س/ لماذا فسر أبو هريرة الحدث بالفساء والضراط ؟
أبو هريرة ذكر مثالا، وهذا المثال على أصغر شيء متداول في الغالب، وما بعده أكبر منه فداخل من باب أولى، وهذا نبه إليه أهل العلم، كما نبه إليه ابن حجر وغيره، وأن أبا هريرة أراد أن يعلم الرجل بالمثال وخاصة ما قد يخفى مثل خروج الهواء حيث أن خروج الجرم يهتم له بخلاف خروج الهواء.
س/ ما حكم الإمام إذا أحدث في صلاته كيف يفعل ؟
الإمام إذا أحدث حال صلاته يخرج وبالنسبة له صلاته بطلت، ويتقدم أحد المأمومين ويكمل الصلاة. فالإمام هنا إذا أحدث يخرج لأنه بطلت صلاته، ويتقدم أحد المأمومين ليتم الصلاة، أما إذا دخل الإمام محدثا فذكر جمهور أهل العلم هنا أن صلاته وصلاة المأمومين هنا باطلة؛ لأنها بنيت على بطلان. أما إذا أحدث أثناء الصلاة –الإمام- فهو يخرج ويتقدم من وراءه ليصلى بالناس؛ لأن هذا الحدث طاريء فلا تبطل صلاة المأمومين.

عن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعائشة -رضي الله عنهم- قالوا: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( ويل للأعقاب من النار)
س/ ما السبب في ذكر الحديث ؟
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو في ذكر السبب -رضي الله عنهما- أنه قال: ( تخلف النبي -صلى الله عليه وسلم- عنا في سفرة سافرنا) يعني: نحن تقدمنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان متأخرا ( فأدركنا وقد أرهقنا العصر) يعني: وقت العصر يكاد يخرج ( فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا ) يعني: من العجلة يخشون خروج الوقت ( فلما رآهم النبي -صلى الله عليه وسلم- نادى بأعلى صوته ( ويل للأعقاب من النار )قال مرتين أو ثلاثة. وهذا في رواية الإمام البخاري والإمام مسلم.
** في رواية أخرى عند الإمام مسلم قال عبد الله بن عمرو( رجعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بماء بالطريق -يعني على ماء- تعجل قوم عند العصر فتوضئوا وهم عِجال) يعني: استعجلوا في وضوئهم ( فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح ) يعني: لم يمسها الماء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –:( ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء)وفي رواية عند مسلم -رحمه الله تعالى- بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا لم يغسل عقبيه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( ويل للأعقاب من النار).
س/ ما معني قوله (ويل) ؟
هذه الكلمة كلمة وعيد بلا شك، وكلمة أيضا دارجة في كثير من المجتمعات الإسلامية اليوم، وهي كلمة لها أصل عربي كما في هذا الحديث،.
واختلف في معناها "فجاء عند ابن حبان في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبي سعيد أنه قال:( ويل واد في جهنم ) في رواية ( لو أُرسلت فيه الجبالات لذابت من حره) وهذا يدل على عظمه الذي لا يتصور في الخيال البشري، ويعاقب به من يتساهل في وضوءه.
س/ ما الأعقاب ؟
العقب: مؤخرة القدم وليست الكعب، الكعب هو العظمان الناتئان في أسفل القدم، والعقب هذا يسمى عرقوبا، ولذلك جاء في رواية: ( ويل للعراقيب من النار) هذا هو المراد بـ"العقب".
س/ ما وجه الدلالة في الحديث علي وجوب تعميم الأعضاء في حال الوضوء، وأنه لا يجزيء الوضوء بترك شيء منها ؟
أن النبي-صلى الله عليه وسلم- رأى لمن ترك عقبه نتيجة العجلة في الوضوء وتوعده النبي-صلى الله عليه وسلم- بهذا الوعيد الشديد فدل على أنه يجب تعميم الماء لأعضاء الوضوء.
س/ هل الواجب في الرجلين الغسل أو المسح ؟
الواجب: الغسل، -ووجه الدلالة من الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم- رأى هذه الأعقاب التي لم يصلها الماء فأوجب وصول الماء بذكر الوعيد الشديد وهذا أبلغ، بالإضافة إلى أن الرواية الثانية التي عند مسلم قوله( أسبغوا الوضوء ) دل على أن الواجب غسل الرجلين وليس مسح الرجلين.
س/ من أين أتت الشبهة، شبهة المسح ؟
أتت من الآية التي في المائدة ﴿ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ﴾[المائدة: 6] ، فأنه توجد قراءة بالنصب وقراءة بالجر، فجاءت الشبهة من القراءة الثانية التي هي ﴿ وَأَرْجُلِكُمْ ﴾، أما القراءة المشهورة ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ ﴾ فيكون العطف على غسل اليدين، لكن هنا وردت الشبهة لأنه وردت قراءة ﴿ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ﴾ فجاءت شبهة أن الواجب المسح وليس الغسل، لكن هذا نفي بمثل هذا الحديث، كما نفي أن القراءة المشهورة ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ ﴾ كما نفي بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع من نقل وضوءه -عليه الصلاة والسلام- أنه ذكر المسح ولم يذكر الغسل.
س/ ما حكم الأصباغ المتعددة للرجلين ولليدين والأظافر التي تضعها النساء ؟
أي صبغ من هذه الأصباغ على الأظافر سواء أظافر الرجلين أو أظافر اليدين تمنع من وصول الماء إلى البشرة، ومثله "البوية" إذا حجزت على اليدين أو الرجلين أو شيء من أعضاء الوضوء، ومثله الخاتم والنساء تكثر من لبس الخواتم فمثل هذا الخاتم يزاح عن مكانه حتى يدخل الماء، فمثل هذه الأشياء يتنبه إليها من الحواجز التي تحجز الماء عن الوصول للبشرة ونحو ذلك من الأشياء يتنبه إليها فالوعيد الشديد أيضا ينطبق عليها.

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:( إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر، ومن استجمر فليوتر، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في الإناء ثلاثا، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده)وفي لفظ لمسلم :( فليستنشق بمنخريه من الماء)وفي لفظ :(من توضأ فليستنثر) .
س/ ما درجة هذا الحديث حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه ؟
هذا الحديث حديث - عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:( إذا توضأ أحدكم.... إلى آخر الحديث) [الحديث متفق عليه، رواه البخاري ومسلم من طريق صحابي واحد وهو أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- وأيضا رواه أصحاب السنن وأحمد وغيرهم
س/ ما المراد بقوله: ( إذا توضأ) ؟
( إذا توضأ) ليس المراد إذا انتهى من الوضوء كما هو يوحي في ظاهر اللفظ، وإنما إذا أراد الوضوء، وهذا شبيه بقوله تعالى:﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ﴾[النحل: 98] وليست الاستعاذة بعد قراءة القرآن، وإنما هي قبل قراءة القرآن. إذن المعنى يكون إذا أردت أن تقرأ، كذلك هنا قال:( إذا توضأ أحدكم)، أو كما قال ابن حجر: "إذا شرع في الوضوء".
س/ ما معني قوله ( فليجعل في أنفه ماء) ؟
جعل لا تحتمل عدة معان، لكن المعنى( فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر) في رواية( ثم لينثر) يعني ينثر هذا الماء الذي جعله أوصله إلى أعلى أنفه فينثر هذا الماء.
س/ ما الاستجمار؟
أصل الاستجمار: من الجمر أو الجمرة، والجمرة المقصود بها الحصاة الصغيرة، ومعنى يستجمر يعني: لينظف مكان الخارج من السبيلين بالحجارة، سواء البول أو الغائط بالحجارة.
س/ ما معنى فليوتر ؟
يعني:يجعله وتر، والوتر هو العدد الفردي ليكن ثلاثا، خمسا، سبعا وهكذا.
س/ ما معني باتت في قوله ( لا يدري أين باتت يده) ؟
يعني:نامت، والبيتوتة النوم، وبعضهم يخص البيتوتة بالنوم ليلا، بنوم الليل.
س/ ما معني فليستنشق ؟
يعني: ليجذب الماء بمنخريه، وفي رواية (من توضأ فليستنشق ) أو (من توضأ فليستنثر).
س/ ما معني الاستنشاق والاستنثار وما صفته ؟
الاستنشاق: بما يعمه الاستنثار من واجبات الوضوء لقوله -عليه الصلاة والسلام-: ( إذا توضأ أحدكم فليستنشق) والاستنشاق هو جذب الماء للأنف.
صفته: أن يدخل الماء بيده اليمنى ومن ثم يجذب الماء في أنفه، يأخذ الماء ثم يجذبه إلى أنفه هذا هو الاستنشاق، ثم يخرجه من أنفه، الإخراج وهو الاستنثار،
س/ لماذا نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن المبالغة في الاستنشاق في الصيام؟
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائم) لأنه إذا وصل الماء إلى أعلى بقوة النفس في جذبه قد يصل إلى الحلق.
س/ ما حكم الاستنشاق مع الدليل ؟
حكم الاستنشاق:واجب، لكن اختلف أهل العلم على أربعة أقوال نذكر القولين القويين:
القول الأول: هما أنهما واجبان في الوضوء والغسل، أي: الاستنشاق والمضمضة،.
الدليل"1- هذا الحديث ( إذا توضأ أحدكم فليستنشق ) وهنا أمر بالاستنشاق، والأمر كما يقول الأصوليون يقتضي الوجوب إلا إذا صرفه صارف أو صرفته قرينة.
2-وأيضا جميع من نقل وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم-المضمضة والاستنشاق،.
3-: أن الأنف والفم من الوجه ، والآية دلت على غسل الوجه، والأنف والفم من الوجه؛ فلذلك قالوا: يجب المضمضة والاستنشاق في الوضوء وفي الغسل وهذا القول المشهور عند الحنابلة والظاهرية، وهو الذي رجحه كثير من أهل العلم وممن بعدَ المذاهب كالإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- .
القول الثاني: أنهما مستحبان في الغسل والوضوء،: وهؤلاء استدلوا بأن المضمضة والاستنشاق لم تذكرا في آية الوضوء، .
الدليل "وهو قول الله تعالى:﴿ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ﴾[المائدة: 6]، فقوله تعالى ﴿ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ﴾ فلم يذكر المضمضة ولا الاستنشاق، فقالوا: حيث إنهما لم تذكرا في الآية دل على أنهما سنة في الوضوء وليستا واجبتين" في الوضوء.
3-ومن أهل العلم من قال: إن الاستنشاق واجب والمضمضة مستحبة، قالوا: لأن الأمر هنا أتى للاستنشاق ولم يأت للوضوء، ولكن هذا الرأي ضعيف لأنه ورد أيضا في رواية صحيحة:( وإذا توضأت فمضمض).
س/ ما الحكمة من الاستنشاق ؟
ذكر أهل العلم عددا من الحكم منها:
1-ـ ما ذكر في الحديث أنها من الفطرة لما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:( عشر من الفطرة.... وذكر منها الاستنشاق) وفي رواية أيضا ذكر الوضوء، فهي من الفطرة التي فطر الناس عليها.
أيضا من الحكم النظافة، ولا شك أن في المضمضة والاستنشاق نظافة، أو تمام النظافة عندما يستنشق الإنسان في وضوئه ثلاث مرات، وهو يتوضأ في اليوم على الأقل خمس مرات، ففيه نظافة.
إبعاد الشيطان عن بيتوته؛ لأنه يبيت في أنف الإنسان؛ ولذلك إذا استنشق ذهب عنه الشيطان.
س/ ما هي أحكام من الاستجمار ؟
أولا: الاستجمار هو أداة من أدوات التنظيف ومن رحمة الله -سبحانه وتعالى- أن خفف على الناس فجعل نظافة محل البول والغائط النظافة الكمالية بالماء، والدرجة الثانية بالاستجمار فكلاهما مجزئ، ولا شك أن الماء أكمل؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- مدح الأنصار بالطهارة، والطهارة بأنهم كانوا يحافظون على الماء لتنظيف محل البول أو الغائط، لكن الاستجمار يكفي في حال عدم وجود الماء، أو مع وجود الماء لكن الإنسان لم يكن أمامه ونحو ذلك.
ثانياً: أن من أحكام الاستجمار يجب ألا يقل عن ثلاثة، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون منظفا للمحل.
س/ ما الذي يجب أن يراعي حال الاستجمار ؟
حال استعمال الاستجمار يجب أن يراعى أمران:
الأمر الأول: ألا يقل عن ثلاث مرات والزيادة مفتوحة إلى خمس، إلى سبع، إلى تسع.
الأمر الثاني: وهو تنقية المحل، لو نقى المحل بالمرة الأولى لا يكفي، فلابد أن يكون ثلاث مرات، لكن لو استعمل الحجر ثلاث مرات ولم ينق المحل فيجب أن يزيد حتى ينقي المحل.
س/ ما هي مادة الاستجمار ؟
مادة الاستجمار: الحجارة ويجزيء غير الحجارة كل مادة غير نجسة ولا مائعة ولا محترمة، وأن تكون خشنة.
س/ هل يجوز استخدام النجاسة للاستجمار ؟
النجاسة لا يجوز الاستجمار بها لأنها نجسة، والنجس لم يطهر نفسه حتى يطهر غيره ؛ ولذلك الفقهاء يقولون: "لا تغسل النجاسة بالنجاسة".

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل منه )ولمسلم قال:( لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب) .
س/ ما معنى الدائم ؟
الماء الدائم الراكد: يعني: المستقر الذي لا يجري كالأنهار أو كالبحار.
س/ ما الفائدة من قوله: (الذي لا يجري) ؟
تأكيد ل(الدائم).
س/ ما المقصود من الجنابة ؟
الجنابة: المقصود بها إما بالإنزال، والإنزال إما أن يكون بأي سبب من أسباب الإنزال سواء كان جماعا أو احتلاما أو غيره يكون فيه الإنسان جنبا، أو في مس الختان الختان، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
س/ هل يجوز البول في الماء الذي يجري كالأنهار والبحار؟
نعم يجوز، لكن ليس من الأدب، وإن كان يجري يعني أنه يبقى الماء على طهوريته.
س/ إذا بال إنسانا في الماء الذي لا يجري هل يجوز الوضوء والاغتسال من هذا الماء ؟
أولاً: إن كان هذا البول أو هذه النجاسة غيرت من لونه أو طعمه أو ريحه فلا يجوز، فبقي نجسا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- ( الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه أو طعمه أو لونه) فإذا تغير هذا الماء، تغير لونه، أو تغير طعمه، أو تغيرت رائحته بسبب هذه النجاسة من بول أو غيره فهذا بإجماع أهل العلم نجس.
ثانياًـ إن كان قليلا فذكر بعض أهل العلم أنه لا يجوز الاغتسال ولا الوضوء منه لأنه أصبح نجسا.
ثالثاًـ أما إن كان كثيرا فقالوا: فيه تفصيل، إن تغير فأنه لا يجوز، إن لم يتغير قالوا يجوز.
والقول الأولى: وهو العلة بالتغير ليس لكونه قليلا أو كثيرا، فالماء القليل بمجرد النجاسة على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية ورأي المالكية وغيرهم بأنه يجوز إلا إذا تغير لونه أو طعمه أو رائحته.
س/ ما معنى لا يغتسل في الماء الراكد ؟
يعني: لا ينغمس فيه، فما دام ماءً راكدا، مكانا محصورا والماء لا يجري فلا يأتي الجنب وينغمس فيه، فلو انغمس فيه قال أهل العلم: لا تذهب جنابته، يعني: لا ترتفع الجنابة، وهؤلاء قالوا: لأن نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا للتحريم.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع) ولمسلم قال:( أولاهن بالتراب).
س/ ما المراد بالكلب ؟
الكلب: هو الكلب المعروف، والكلب هو الحيوان الذي لا يخفى في جميع الأقطار، ويستخدم أيضًا في استخدامات متعددة كالصيد، ويستخدم أيضًا لحراسة الماشية وحراسة الزرع وغيرها.
س/ ما الفرق بين الولوغ والشرب ؟
الولوغ والشرب لا فرق بينهما، إلا أن بعضهم قال: ولوغ الكلب يعني: الشرب بطرف اللسان، وبعض أهل اللغة قال: إذا أدخل لسانه في الإناء أو في الماء حينئذ هذا هو الذي يسمى ولوغ، فالولوغ هو الشرب أو الشرب بطرف اللسان.
س/ ما الفرق بين الولوغ وبين اللحس وبين اللعق ؟
قالوا: إن الشرب إذا كان في الإناء مائع يعني ماء أو غيره، إذا كان في الإناء شيء مائع مثل الماء مثل العصير مثل اللبن، أي شيء مائع، إذا شرب منه يطلق عليه ولوغا، لكن إذا لم يكن مائعا كان جامدا كالأكل فهذا يسمى لعقا، أما إذا كان الإناء فارغا فيسمى لحسا، فهذا يلحس الإناء لأنه فارغ.
س/ هل الحكم هنا يعم إذا ولغ وإذا لعق وإذا لحس ؟
نعم، هكذا قال أهل العلم، فالحكم أو الأحكام الآتية تنطبق على الولوغ والشرب واللعق واللحس، تنطبق على الولوغ واللعق والشرب واللحس.
س/ هل قوله: (في إناء أحدكم) و( فليغسله) يعم الحكم أو لا يعم ؟
قال أهل اللغة: الإضافة هنا ملغاة؛ لأن النجاة لا تتوقف على إناء بعينة، في هذا الإناء في ذاك الإناء في الثالث في الرابع في إناء فلان أو علان، لا تتعلق بإناء بعينه فالإضافة هنا ملغاة.
كذلك ( فليغسله): المخاطَب صاحب الإناء، والحكم يعم لو غسله غيره سواء غسله صاحب الإناء أو غسله شخص آخر أو أيا كان الغاسل فالحكم واحد والمخاطبة لأجل الإضافة ، فحكم الطهارة والنجاسة لا يتوقف على إناء بعينة ولا على شخص بعينه.
س/ ما الذي أفاده هذا الحديث ؟
هذا الحديث أفاد بأنه إذا ولغ الكلب في الإناء فيغسل الإناء تدل على نجاسة الكلب؛ ولذلك فجمهور أهل العلم أو عامة أهل العلم على نجاسة الكلب.
س/ هل النجاسة لفم الكلب أم سائر الجسد ؟
النجاسة هنا في هذا الحديث التي ظهرت وأظهرها النبي -صلى الله عليه وسلم- لفمه؛ لأنه قال:( إذا ولغ) وهو يلغ من خلال فمه؛ لذلك قال أهل العلم بالاتفاق: إن النجاسة هنا للفم.
س/ هل تعم النجاسة سائر الجسد أو لا ؟
تعمه لأن الفم جزء منه، والنجاسة هنا تعلقت باللعاب، ولا فرق بين اللعاب والعرق، فالجسم كله يعرق، لكن لا فرق بين الفم وبين سائر الجسد، فسائر الجسد يقاس على الفم؛ لأنه كله يستخلص منه اللعاب بالنسبة للفم ويستخلص من الجسد العرق.
س/ هل يشمل الحديث جميع الكلاب أم كلب معين ؟
جميع الكلاب علي الإطلاق"
1- إلا أن الإمام مالك -رحمه الله- استثنى من الكلاب ما كان الكلب مستخدما استخداما جائزا مثل كلب الصيد مثل كلب الحراسة، حراسة الماشية حراسة الزرع، فهذا الكلب المأذون في اتخاذه قال: لا يعمه الحكم، 2- جمهور أهل العلم وهو الصحيح" على أنه يعمه الحكم سواءً كان كلب حراسة أو كلبا عاديا، يعني: لا وظيفة له بحراسة أو غيرها، لأن المتحلل من هذا الكلب هو واحد، وما رخص في استعماله ككلب الصيد وكلب الماشية وكلب الزرع هذا رخص
نجس، والدليل علي ذلك:
الأمر بالغسل، ولا يغسل إلا من نجاسة، هذا واحد، وجاءت رواية أخرى عند مسلم:(طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب) فيدل على أن الإناء تنجس، بولوغ الكلب فيه، فالطهورية لا تكون إلا بعد نجاسة، إذن أن الإناء الذي ولغ فيه الكلب فهو نجس، بدليل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بغسله كما في الحديث الذي معنا(أولاهن أو أخراهن بالتراب) (اغسلوه سبعا وعفروه الثامنة بالتراب) فيللحاجة، لا يلغي النجاسة.
س/ هل الإناء الذي ولغ فيه الكلب، هل هو نجس أو طاهر ؟
رواية عند مسلم:(طهور إناء أحدكم) وهذه الطهورية لا تكون إلا من نجاسة.
س/ ما المواد الذي يتم التطهير بها ؟
التطهير: مكون من الماء ومن التراب.
س/ كم عدد مرات الغسل ؟
1
-الجمهور على أنه سبع مرات،. سبع غسلات، يغسل غسلة وينثر الماء، ويغسل الثانية وينثر الماء وهكذا سبع غسلات، والدليل( فليغسله سبع) وخصت سبع هنا للكلب، فدل على أن الواجب سبع مرات، .
2- وهناك من أهل العلم من قال: أنه يكفي غسلة واحدة كأي إناء يطهر من أي نجاسة، .

س/ ما المرة التي يغسل الإناء فيها بالتراب ؟
وردت رواية:( أولاهن بالتراب) وردت رواية: ( وعفروه الثامنة بالتراب) ووردت رواية: ( إحداهن بالتراب) مما جعل أهل العلم يختلفون فيها،.
1- الجمهور أنها الغسلة الأولى للصراحة هنا: ( أولاهن بالتراب) وإن كان تخريج (عفروه الثامنة) هو إحداهن، (عفروه الثامنة بالتراب) قد تكون الثامنة هنا هي الأولى فالمقصود سبع، وهي الثامنة بالنسبة للسبع، ليست على الترتيب، ويمكن تخريج: (إحداهن) بأنها الأولى ولذلك الجمهور هنا على أنها الغسلة الأولى.
فالتطهير يكون الأولى بالتراب وباقي الغسلات السبع بالماء، يكون الغسلات السبع بالماء.


س/ هل لابد من تراب مع ظهور المنظفات والمطهرات ؟

1-من أهل العلم من قال: تكفي؛ لأن المقصود التطهير، وهذه منظفات تعقم وتطهر الآن ،.
2- ولكن الصحيح" أنها لا تكفي، فالنص هنا أولًا على التراب دل على أنه مقصود لذاته، لأنه يوجد منظفات أخرى كانت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلو كان يكفي غيره عنه لقال النبي -صلى الله عليه وسلم- وعفروه الثامنة بسدر وكان منظفا من المنظفات، أو أي منظف آخر أو بورق الشجر، وكان موجودا أيضًا ينظف، ولم يكن مواد كيميائية وإنما كانت مواد طبيعية قد يكون التنظيف فيها يكون أشد، لكن قال:(عفروه الثامنة بالتراب) أو قال:( أولاهن بالتراب) ..
3-ومن جهة النظر للواقع "أنه بعد وجود المختبرات والنظر في المواد التي يتحلل منها لعاب الكلب أو عرق الكلب وجدت فيه مادة يسمونها "مادة الكَلَبْ" هذه المادة لا يطهرها إلا التراب، كما عُمل في بعض المختبرات فلا يطهر هذه المادة إلا التراب، ولله الحكمة البالغة، الذي أعطى النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه المعلومة التي تقطع هذه المادة الجرثومية الشديدة التي إذا تسربت للإنسان أهلكته؛ ولذلك دائمًا من يتعامل مع الكلاب بدون التنظيف بالتراب والماء حينئذ يكونون هم أكثر الناس أمراضا.
وبناءً على ذلك فالراجح: أنه ينظف بالتراب ثم ينظف بالماء وحينئذ إذا أراد أن يزداد تعقيما وأن يزده صاحبه تعقيما فليختر من هذه المعقمات ما شاء لأجل أن يطمئن هو لهذا التنظيف.
س/ هل يعم الحكم إذا وضع الكلب يده أو رجله في الإناء ؟
1جمهور أهل العلم" على أنه يعم لأن اليد يتحلل منها العرق، كما يتحلل من الفم اللعاب، والتحلل هو تحلل من الجسم، اللعاب يتحلل من الجسم، العرق يتحلل من الجسم، فإذن العلة موجودة، وبناء عليه إذا أدخل يده أو أدخل رجله في الإناء وكان في هذا الإناء ماء فيغسل سبعا أولاهن بالتراب على الطريقة التي سبقت.
س/ هل الخنزير يعمه الحكم كالكلب أو لا يعمه ؟
جمهور أهل العلم: على أن لله الحكمة البالغة أنه لا يعمه الحكم؛ لأن هذه المادة التي من أجلها شرع الغسل سبع مرات والأولى بالتراب لا توجد في الخنزير ولا في غيره، فالخنزير يغسل كسائر النجاسات إذا ولغ في الإناء، فالصحيح أنه لا يقاس على الكلب غيره سواءً كان خنزير أو غير خنزير.
س/ هل يجوز استخدام الكلاب مطلقًا لغير سبب ؟
لا يجوز استخدام الكلاب لغير سبب؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن من استخدم كلبًا نقص من أجره كل يوم قيراط، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:( ينقص من أجره قيراط) يدل على أنه نقصان كبير.
ـ وورد أيضًا أن البيت الذي فيه كلب لا تدخله الملائكة، والبيت الذي لا تدخله الملائكة يكون مرتعا للشياطين.
والدليل على هذا "أن جبريل مرة من المرات أتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فوقف في الباب ولم يدخل، فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سبب عدم دخوله فأخبر أن في بيته جروا، والجرو هو الكلب الصغير، فكان تحت السرير ولم يعلم عنه -عليه الصلاة والسلام- فأخرجه وحينئذ دخل جبريل، فالبيت الذي فيه كلب أو صورة لا تدخله الملائكة.


 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن حمران مولى عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- أنه رأى عثمان -رضي الله عنه- دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاثًا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كلتا رجليه ثلاثًا، ثم قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ نحو وضوئي هذا وقال: (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه).
س/ ما المراد من قوله ( دعا بوَضوء) ؟
(دعا بوضوء): يعني: دعا بماء لكي يتوضأ -رضي الله عنه-، والوَضوء بفتح الواو هو الماء الذي يتوضأ به، والوضُوء بضم الواو هو فعل الوضوء، والوضوء أصله من الوضاءة، والوضاءة هي النور؛ ولذلك كان الوضوء بفضل الله -سبحانه وتعالى- سببًا لنور وجوه أمة محمد يوم القيامة -عليه الصلاة والسلام- ولذلك جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-:( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء).
س/ وضح معني قوله: ( فأفرغ على يديه من إنائه) ؟
"يديه" المقصود الكفين، يعني: أفرغ من الإناء على اليد وغسل كفيه، ثلاث مرات، وأول أعمال الوضوء غسل الكفين، والكفان إلى المفصل، والغسل إذا كان بإناء ثلاث مرات، إذا كان في صنبور يصب يغسل مرة، المرة الثانية، المرة الثالثة. يعم جميع الكفين.
س/ ما حكم غسل الكفين ؟
سنة، لأمرين:
الأمر الأول: أنه لم يذكر في آية الوضوء، إنما ابتدء الله -سبحانه وتعالى- ﴿ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: 6] لم يذكر الكفين.
الأمر الثاني: أنه:( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه فلا يدري أين باتت يده).
فقال أهل العلم: إن الغسل واجب بعد الاستيقاظ من نوم، ودل على أنه غير واجب، على أنه سنة، فغسل الكفين سنة من سنن الوضوء وليس واجبا، ولا يكون غسل الكفين واجبًا إلا للمستيقظ من نوم الليل أو بعض أهل العلم يجعله من النوم الطويل سواءً كان نوم الليل أو في النهار.
س/ ما حكم المضمضة والاستنشاق ؟
المضمضة والاستنشاق واجبان في الوضوء والغسل:
لعدة أدلة منها:
أولاً: أن المضمضة والاستنشاق من الوجه، الاستنشاق في الأنف والمضمضة في الفم، فهما من الوجه وغسل الوجه لا خلاف بأنه واجب.
ثانياً: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- من نقل وضوءه -عليه الصلاة والسلام- نقل أنه تمضمض واستنشق ولم يخلف أحد أو يذكر أحد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتمضمض ولم يستنشق.
ثالثاً: ورد حديث:( إذا توضأت فمضمض) وورد حديث:( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمً) كل هذا يدل على أن المضمضة والاستنشاق واجبان في الوضوء والغسل.
س/ ما هي المضمضة ؟
هي إدخال الماء في الفم.
س/ هل يلزم أن يدير الماء ؟
إدارة الماء: هذه من كمال المضمضة، فيدخل الماء في الفم ويديره وهو مغلق فمه ثم يمج هذا الماء، هذا كمال المضمضة، لكن المجزئ في المضمضة أن يدخل الماء في فمه ثم يمجه ولا يلزم أن يديره.
س/ ما حكم إدخال الأصبع في الفم عند المضمضة ؟
إدخال الأصبع أو غير الأصبع في الماء ليجري عملية تنظيف مثلًا أو غيره هذا لم يرد وهو من المبالغة.


 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن عائشة رضي الله عنها- قالت : ( كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله) .
س/ كيف بين الحديث فضل أمهات المؤمنين ؟
هذا الحديث تحكي فيه عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين شيئا من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشيئا من الآداب التي كان يتعامل بها -عليه الصلاة والسلام- وهذا يدل على فضل أمهات المؤمنين، حيث نقلن شيئا مما لم يستطع الرجال أن يروه من النبي -صلى الله عليه وسلم- وبخاصة عائشة -رضي الله عنها-فقد نقلت لنا جزءًا من حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وهي من الخمسة الذين أكثروا النقل والروايات عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت العالمة الفقيهة -رضي الله عنها-
س/ هل الإعجاب غير الحب ؟
الحب: أن يحب المرء شيئا وقد لا يعجبه، كأن يحب إنسان إنسانا آخر، لكن لا يعجبه في تصرفاته وفي أقواله وفي أعماله في عمله وتحب شيئا وقد لا يعجبك هذا الشيء.
الإعجاب: هو أن يعجب الإنسان ويحصره هذا العمل الذي عمله الإنسان الآخر، أو هو الإنسان يعجبه عمل شيء معين، دائما ترى أنه يقوم بشيء معين ولو لم يحبه كالضيافة مثلا، أن يكون رجلا مضيافا فتعجبه الضيافة، فهذا أمر هو يحبه وبنفس الوقت هو يعجبه ، تعجب بشيء وقد لا تحبه.
س/ ما التيمن ؟
التيمن: البدء باليمين.
س/ ما التنعل ؟
التنعل: لبس النعال، يعني: يبدأ بلبس النعال باليمين.
س/ ما الترجل ؟
الترجل: هو تسريح الشعر، في القديم ما كان الحلق بالنسبة للرجال متوفر فيربون الشعور إلى حد ما، فهذه الشعور تبقى ثائرة، وأيضا قليل منهم من يلبس العمة، فالشعر يبقى ثائرا فيحتاج إلى ترجيل، إما مع الماء أو نوع من الدهن أو غير ذلك، فيسرح شعره.
س/ ما الطهور ؟ وما المقصد منه ؟
الطهور: بفتح الطاء هو مادة الطهارة، يعني: الماء أو التراب، والطُّهور بضم الطاء هو فعل الطهارة، والمقصد البداءة باليمين في وضوءه وفي غسله -عليه الصلاة والسلام- لأنه يبدأ باليمين.
س/ ما معني قول عائشة: (وفي شأنه كله) ؟
يعني: من الأشياء المستحسنة في شأنه كله ليس على إطلاقه، وإنما فيما سبق في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله من نحو ما سبق من الأشياء المستحسنة؛ كدخول المسجد والأكل والشرب واللبس ما يلبس من الثياب والقمص والخروج من الخلاء؛ لأنه يخرج بمقدمة رجله اليمنى.
س/ ما القاعدة التي ذكرها النووي وابن حجر وغيرهم المستنبطة من هذا الحديث مع التمثيل؟
ذكر النووي وابن حجر وغيرهم: "ما كان من الأشياء المستحسنة يبدأ به باليمين، وما كان من الأشياء المستقذرة يبدأ به بالشمال"
مثال" دخول دورة المياة والخلاء عموما، مثل الخروج من المسجد، وأيضا إزالة الأذى والاستطابة تكون بالشمال، فكذلك هذه الأشياء التي هي تعتبر من الأشياء المستقذرة تكون في الشمال وتكرم اليمين عنها.
س/ ما الذي يدل عليه الحديث في الظاهر؟
هذا الحديث يدل في ظاهره على الحث على النظافة والظهور بالمظهر الحسن؛ لأن عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين قالت:( في نعله وفي ترجله وفي طهوره وفي شأنه كله) فالنبي -صلى الله عليه وسلم- تقول هي:( في ترجله) فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرجل شعره، يعني: يسرح شعره، فمعنى ذلك أنه يهتم بشعره، ويهتم بنظافته، ( وفي طهوره) بمعنى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتطهر ظاهره، فإذن هذا كله يدل على الحرص على النظافة، والحرص على إظهار الزينة، أن يظهر بالمظهر الحسن، كما أن يكون قلبه نظيفا وداخله نظيفا يكون أيضا ظاهره كذلك.
س/ كيف حافظ الدين علي النظافة بالداخل ؟
الدين حافظ علي النظافة في داخل القلوب؛ لأنه نهى عن الحسد والبغض والحقد والنفاق والشقاق وحب الكراهية للآخرين وغير ذلك نهى عنه الإسلام تمام النهي، والأحاديث في هذا بل والآيات أكثر من أن تحصى مثل قوله: ( لا تحاسدوا ولا تنجاشوا ولا يبع بعضهم على بيع بعض )
وفي الحديث الآخر:( المسلم أخو المسلم ) بل مع الآخرين، مع غير المسلمين كما قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾[البقرة: 83] ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾[المائدة: 8] والآيات كثيرة والأحاديث كثيرة في الأمر بنظافة القلوب وتطهير هذه القلوب من الحسد والبغض، وإظهار هذا بالمعاملة الحسنة.
س/ هل النظافة والمظهر الحسن يدل على شيء من الكبر والمبالغة ؟
هذا خطأ وخلط في المفهوم، أو تحميل الإسلام ما لا يحتمل؛ بل يظهر الإنسان بالمظهر العادي ولا يبالغ المبالغة التي تظهره عن هذا الإطار، والمبالغة مثل ثوب الشهرة أن يلبس ثوبا الناس كلهم ينظرون إليه؛ لأنه هنا لم يأخذ مجرد النظافة وإنما أتى بمعنى آخر وهو طلب الشهرة في هذا الثوب، أو في هذا الشكل، أو في هذا التقليد للآخرين.
عن نعيم المجمر عن أبي هريرة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل ) وفي لفظ لمسلم: (رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) .
س/ ما هي أقسام أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- تنقسم إلى قسمين:
أمة الدعوة: عامة الثقلين منذ بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجن والإنس، كلهم يعتبرون أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهؤلاء يسمون أمة الدعوة.
أمة الإجابة: وهم الذين استجابوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وآمنوا به.
س/ ما الأمة المقصودة في قول النبي صلي الله عليه وسلم ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين) ؟
المقصود بقوله:( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين) هم أمة الإجابة الذين استجابوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وآمنوا به.
س/ ما هي الغرة ؟ وما المقصود منها ؟
الغرة: أصلها البياض في جبهة الفرس، ثم استخدم لفظ الغرة لكل نور في الوجه، والمقصود: ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غر) لأن وجوههم نور يوم القيامة، تتميز يوم القيامة بأن أمة محمد أمة الإجابة -عليه الصلاة والسلام- وجوههم تأتي فيها نور من أثر الوضوء.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما معني:( محجلين) ؟ وما المراد منه ؟
أصل التحجيل: البياض في قوائم الفرس أو في رجل الفرس، فأسفل الرجل تكون بيضاء هذا أصل التحجيل.
والمراد: هنا أن هذا النور أيضا في أطراف المؤمنين يوم القيامة من أثر الوضوء.
س/ ما المراد من:( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل) ؟
المراد: الزيادة في حدود الوضوء سواء في الوجه أو في اليدين أو في القدمين الرجلين.
س/ ما الذي يدل عليه هذا الحديث ؟
هذا الحديث فيه فضل الوضوء، وإن من فضل الوضوء أن يلبس الإنسان النور يوم القيامة، فيكون وجهه ذا نور يوم القيامة، كما تكون قوائمه يديه ورجليه كذلك، فتعرف أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- بهذا النور يوم القيامة، يتميزون بين الأمم، وهذا مما اختص الله به هذه الأمة عن غيرها؛ ولذلك يتفاخر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل هذا الحديث ويبشر به الأمة.
س/ أذكر بعض فضائل الوضوء ؟
من فضل الوضوء في حديث عثمان بأنه يكفر السيئات وكذلك يرفع الدرجات ويحط الخطايا، كذلك من فضل الوضوء أنه يكون المؤمن المتوضيء ذا نور ووضاءة وحسن ظاهر يوم القيامة، والإنسان يكون من الذين ابيضت وجوههم، وزاد على هذا البياض أن يكون من الذين وجوههم ذات نور واضح يوم القيامة.
س/ هل الزيادة على محل الفرض مستحبة أو لا ؟
الظاهر من الحديث أنها مستحبة، ووجه الدلالة قوله:( من استطاع أن يطيل غرته فليفعل) في الرواية الأخرى:( من استطاع أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل).
س/ ما هي الزيادة ؟ وما حكمها ؟
قول جمهور أهل العلم، يعني: يزيد في اليدين من أهل العلم من قال : إلى النصف نصف العضد، ومنهم من قال: إلى المنكب، ويزيد في الرجلين، منهم من قال: إلى نصف الساق، ومنهم من قال: إلى الركبة، والوجه معناه يدخل في الرأس ويدخل في الشيء من الحلق، هذا رأي الجمهور بناء على هذا الحديث، ولكن الإمام مالك -رحمه الله- ورواية عن الإمام أحمد وهو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمة وابن القيم وغيرهما من المحققين أن هذه الزيادة لا تستحب.
س/ لماذا لا تستحب الزيادة ؟
لا تستحب الزيادة لعدة أمور:
الأمر الأول: أن الرواية في قوله:( فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل) لم يرويها من أصحاب أبي هريرة إلا واحد ممن رووا هذه الحديث وهو نعيم -رحمه الله ورضي عنه- فإذن ليست من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كما قال الحافظ -رحمه الله- ابن حجر والنووي وغيرهم: إنها مدرجة من كلام أبي هريرة يعني: أن أبا هريرة -رضي الله عنه- روى الحديث ثم تحدث هو فقال: فمن أراد أن يطيل غرته فليفعل. فظن نعيم بأن قوله: "فمن أراد أن يطيل غرته" من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس من كلام أبي هريرة، لكن أصحابه التسعة الذين رووا عن أبي هريرة هذا الحديث لم يذكروا هذه الجملة من كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- فدل هذا على أن الزيادة لا تستحب، وإنما هي رأي لأبي هريرة -رضي الله عنه- هذا ما يراه الإمام مالك -رحمه الله- ورواية عن الإمام أحمد، وهي ما رجحه كثير من المحققين منهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلميذه ابن القيم وغيرهم كثير، وبناءا على هذا فالذي يترجح أن الزيادة غير مستحبة، إذن هذا واحد وهو أنه أصحاب أبي هريرة لم يرووها بالزيادة.
الأمر الثاني: إن الزيادة في الوضوء قد تؤدي إلى الوسوسة، وهذه الوسوسة بأن الإنسان لم يبلغ عند الفرض وضوؤه، لم يبلغ وضوؤه، وإنما عليه الزيادة، فيكون الأمر فيه مجال ليدخل الشيطان في نفس الإنسان ويحسسه بأن وضوءه لم يتم، ومن ثم حينئذ قد يدخل على الشيطان إلى نفس الإنسان فيمرض هذه النفس؛ لذلك قال هؤلاء: إن الزيادة غير مستحبة؛ ولذلك فالفضل الوارد في الحديث( من آثار الوضوء) ما قال: من أثر الزيادة، فهذا يدل على أن الفضل للوضوء وليس للزيادة، وبناء على هذا: أن الزيادة غير مشروعة.
الراجح: أن الزيادة غير مستحبة، ومتى ما غسل الإنسان الفرض أو محل الفرض كفى.
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث) والخُبُث وهو جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة استعاذة من ذكران الشياطين وإناثهم.
** وعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول، ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا) قال أبو أيوب -رضي الله عنه- فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة، فننحرف عنها ونستغفر الله -عز وجل .
** وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: ( رقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة) .
س/ ما الذي يجمع بين الأحاديث السابقة ؟
قال المصنف -رحمه الله- في حديث أنس بن مالك وكذا في حديث أبي أيوب وكذا في حديث عبد الله بن عمر-رضي الله عنهم- هذه الأحاديث يجمعها موضوع واحد، وهو آداب دخول الخلاء وآداب الاستطابة، فهذه الأحاديث كلها في موضوع واحد.
س/ ما معني:( اللهم إني أعوذ بك) ؟
(اللهم): هذا طلب، يعني أصلها يا الله، فاختصرت إلى (اللهم)، فهذا نداء إلى الله -سبحانه وتعالى- نداء دعاء.
(إني أعوذ بك) الاستعاذة أعوذ من الاستعاذة وهي الالتجاء والاعتصام بالله -سبحانه وتعالى- بمعنى أن القائل يقول: أعوذ بالله؛ يعني أستجير بالله وأعتصم بالله من أن يصيبني شيء مما ذكر من عدم الإصابة في هذه الأشياء.
س/ هل الاستعاذة قبل أم بعد الدخول ؟
هذا جاء صريحاً في بعض الروايات: ( كان إذا أراد أن يدخل) ومثله قوله -جل وعلا-:﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ﴾ [النحل: 98]، يعني إذا أردت القراءة وليس المطلوب بعد أن تدخل في القراءة تستعيذ بالله, مثله هنا ليس المراد إذا دخلت دورة المياه أو الخلاء تستعيذ بالله -عز وجل- إنما إذا أردت الدخول.
س/ ما المراد بالخلاء ؟
الخلاء: هو في الأصل الفضاء, والمراد به مكان قضاء الحاجة.
س/ ما المقصود بـ(الخُبث والخبائث) ؟
الخُبث: نطقاً قيل إنها، الخُبث بضم الخاء ويجوز ضم الباء الخُبُث، والأحسن لغةً الخُبْث بتسكين الباء، وقيل هم ذكور الشياطين.
والخبائث: جمع خبيثة وهي إناث الشياطين.
** وقيل: الخُبث الكفر، والخبائث المعاصي، وقيل الخُبث الشر، والخبائث البول والغائط, والأقرب من هذه المعاني أن الخُبث، هم ذكور الشياطين والخبائث هن إناث الشياطين.
س/ ما المراد من قول النبي صلي الله عليه وسلم ( فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول، ولا تستدبروها) ؟
يعني لا تضع تجاهك تجاه القبلة ولا خلفك أيضاً ( ولكن شرقوا أو غربوا)، وهذا بالنسبة لأهل المدينة؛ لأن المدينة شمال مكة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تتجهوا جهة الشمال ولا جهة الجنوب، فالساكن في المدينة جهة الجنوب، إلى الكعبة فإذا استقبل القبلة -يعني وضع وجهه أثناء قضاء الحاجة جهة الكعبة- فهو أجنب، يعني صار وجهه جهة الجنوب، فاستدبر الشمال، والعكس أيضاً, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:( ولكن شرقوا أو غربوا) يعني اقضوا حاجتكم تجاه الشرق أو الغرب، أما بالنسبة لسكان غيرهم، كالذين في جهة المشرق أو الذين في جهة المغرب، نقول لهم: شملوا أو جنبوا، فلا تستقبلوا القبلة يعني لا تضعوا وجوهكم أثناء قضاء الحاجة جهة الشرق أو جهة الغرب لمن كان شرق مكة أو غرب مكة.
س/ ما الذي يدل عليه حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-؟
1- يدل على أن الشياطين أعداء للإنسان؛ ولذلك ينبغي للمسلم بل يجب أن يضع الحواجز والوقايات ضد تسلط الشياطين عليه،.
2-بيان أن الخلاء من أمكنة الشياطين, فمن أمكنتهم ما كان محلاً للقاذورات، الشياطين هنا يسكنون ويستقرون, ومن ذلك مثل دورة المياه ومثل الخلاء في الجملة والأماكن القذرة والوسخة كلها أمكنة من أمكنة الشياطين؛.
3- ولذلك ينبه النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن الإنسان يجب أن يعتصم بالله من الشياطين فهنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يعطينا وقاية من الوقايات العظيمة وهي الالتجاء بالله -سبحانه وتعالى- من أن تتسلط عليه الشياطين.
س/ ماذا يقال عند الخروج من الخلاء ؟
جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من الخلاء قال: (غفرانك).
س/ لماذا إذا خرج من الخلاء قال: (غفرانك) ؟
ذكر بعض أهل العلم عدة استنباطات منها: أن هذا الوقت الذي قضيته بدون أن أذكر الله -سبحانه وتعالى- فيطلب العبد المغفرة من الله -سبحانه وتعالى-.
أيضاً: أن أي عمل يعمله الإنسان؛ يبدأ بالثناء على الله أو بالدعاء لله -سبحانه وتعالى- أي عمل من الأعمال ويختم بطلب المغفرة، فالصلاة مثلاً نبدأها: الله أكبر، سبحانك الله وبحمدك، وهكذا، أو بأي دعاء من أدعية الاستفتاح ثم الفاتحة: ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، ونختم بالدعاء وبعد الصلاة بالاستغفار، أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، وكذلك في دخول الخلاء بدأنا بالدعاء قبل الدخول, ونختم بطلب المغفرة، فكل عمل يعمله الإنسان يبدؤه بالثناء على الله -سبحانه وتعالى- أو بالدعاء ويختمه بالمغفرة.
س/ ما الذي دل عليه حديث أبي أيوب-رضي الله عنه- ؟
دل حديث أبي أيوب -رضي الله عنه- على النهي عن استقبال القبلة أثناء البول أو أثناء الغائط وهذا النهي واضح وصريح.
س/ هل هذا النهي للتحريم أو للكراهة أو للتحريم في جانب دون جانب آخر؟
اختلف أهل العلم هنا على أقوال:
القول الأول
: وهم الظاهرية قالوا: أن النهي للتحريم مطلقاً، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا) فهذا يدل على أن النهي للتحريم, وهو أيضاً الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
القول الثاني:
وهو قول الجمهور رحمهم الله من المالكية والشافعية والحنابلة أن النهي للتحريم عندما يكون الإنسان يقضي حاجته في الخلاء في حال الفضاء لا يكون بينه وبين قضاء حاجته حواجز كالبنيان, أما إذا كان في البنيان فيكون النهي للكراهة، وهذا هو الذي دل عليه حديث ابن عمر، عندما قال:( رقيت على بيت حفصة فوجدت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة).
القول الثالث: أن النهي للكراهة مطلقاً، سواءً كان في حال الفضاء أو في حال البنيان.
والقول الأصوب: هو قول الجمهور بأنه إذا كان في الخلاء لا يجوز استقبال القبلة ولا استدبارها حال قضاء الحاجة -يعني حال البول أو الغائط- أما إذا كان في البنيان فمكروه.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
مالك -رضي الله عنه- أنه قال: ( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي معي إداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء) والعنزة: الحربة الصغيرة, والإداوة: إناء صغير من جلد .
وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال( لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء) .
س/ ما المراد بالخلاء ؟
الخلاء: هو المكان الخالي في الأصل ويعبر به عن مكان قضاء الحاجة ويعم هذا الاسم أيضاً دورات المياه والحمامات ونحوها.
س/ ما معني الغلام في اللغة ؟
الغلام في اللغة: هو الصغير قيل إلى حد سبع سنوات, وقيل إلى أن تنبت لحيته فيسمى غلاماً, ويطلق على الكبير مجازاً، لكن الأصل في اللغة أنه الصغير إلى حد سبع سنوات وقيل تسع سنوات وقيل عشر سنوات وقيل إلى الالتحاء.
س/ ما المراد من قوله ( نحوي) ؟
يعني متقاربين في السن أو متقاربين في العمل التي هي خدمة النبي -صلى الله عليه وسلم.
س/ ما المقصود من كلٍ من الإداوة والعنزة ؟
الإداوة: الإناء الصغير من الجلد الذي يوضع فيه ماء.
العنزة: العصا الطويلة, العادة أن تكون مدببة كالرمح لكنها أقل من الرمح.
س/ فيما تستعمل العنزة غالباً ؟
العنزة في ذلك الوقت كان عندهم عرف أن الإنسان يحمل معه عنزة؛ لأنه كثيراً ما يكون في الخلاء يتوكأ عليها أحياناً, أحياناً يقتل بها الدواب, أحياناً يقتل بها الدواب, أحياناً يطرد بها هوام, أحيانا يعلق عليها شيء يريده أن يستتر به كما في البول أو الغائط.
س/ أيهما أدق في التعبير إزالة الخارج من السبيلين أم قطع أثر البول أو قطع أثر الغائط ؟
الفقهاء -رحمهم الله- دائما يعبرون: الخارج من السبيلين؛ وهما سبيل البول وسبيل الغائط, وهذا التعبير من أدق التعبيرات؛ لأنه لو قال: إزالة البول أو قطع أثر البول أو قطع أثر الغائط لكان هناك أشياء تخرج ليس البول وليس الغائط, فلما قال: يخرج من السبيلين وهما سبيلا الخروج المعتادة قطع أي شيء؛ يعني لو خرج دم مثلاً يجب تنظيفه, لو خرج مثلاً قيح سواء من القبل أو من الدبر؛ لذلك يعبر الفقهاء هذا التعبير الدقيق: الخارج من السبيلين.
س/ كيف يكون تنظيف المحل ؟
التنظيف يكون: إما بالماء وهو أكمل لأن الماء يقطع الأثر تماماً, ويجوز إزالته بالتراب أو الحصى ونحوه ؛ كما في كل شيء يمكن يزيل وهو الشيء الخشن غير المحترم وغير المائع وغير الطعام, فالمحترم مثل الأوراق التي فيها كتابات وهذا سبق معنا مثل الطعام لا يجوز؛ لأنه محترم أيضاً, المائع؛ لأنه لا ينقي ويكون طاهر في نفسه لكن لا يطهر غيره مثل الماء, وكذلك مثل الأملس فهذا لا ينقي. فيجوز مثل الحصى مثل التراب مثل الطين مثل الأوراق والمناديل ونحوها كل هذه يجوز فيها.
س/ هل يكفي الاستجمار أو الماء أو أحدهما عن الآخر؟ وأيهما أفضل ؟
جمهور أهل العلم: علي أنه يكفي أحدهما عن الآخر، فيجوز الماء ويجوز الحجارة أو نحوها كما ذكر.
والأفضل: هو الماء بلا شك؛ لأنه أكثر إنقاء وهو الأصل في التطهير والطهارة.
س/ ماذا يفهم من الحديث الأول ؟
يفهم من الحديث أن المسلم إذا أراد قضاء الحاجة سواء في دورة المياه أو الخلاء في الصحراء يستعد بما يطهر, يعني مثل هنا قال: ( أحمل أنا وغلام نحوي معي إداوة من ماء) فهذا الماء للتطهير فلذلك يستعد الإنسان أثناء قضاء الحاجة للتطهير.
س/ لماذا نهي النبي عن إمساك الذكر باليمين عند التبول ؟ أو التمسح من الخلاء؟
لأن المعتاد أن مسك الذكر يكون أدعى للإنقاء, فحينئذ يخرج كامل ما في المثانة من البول, فإذا مسكه قطع الأثر بسرعة, فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ينبه إلى أنه لا يكون هذا المسك باليمين, لأن اليمين مكرمة وتكون للأشياء المستحسنة, كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وفي طهوره وفي شأنه كله) وهذا من ضمن الطهور.
** ولا يتمسح من الخلاء بيمينه لكي يطهر المحل فلا يكون أيضاً باليمين؛ لأن اليمين للأشياء التكريمية, فكذلك هنا التطهير -تطهير المحل- يكون بالشمال ولا يكون باليمين.
س/ ما المراد من نهي النبي في قوله:( ولا يتنفس في الإناء) ؟
أي: لا يتنفس في الإناء أثناء الشرب أو أثناء الأكل, لأن النفس هو مردود ما في الجوف, وهذا المردود إذا رجع للإناء بهذه الصورة يكون أثَّر على ما في هذا الإناء, فإذا شربه شخص آخر بعده أو شرب في هذا الإناء, فإذا كان في هذا مرض أو كان فيه رائحة أو نحو ذلك انتقلت إلى هذا الإنسان، فمن الأدب الكامل ألا يتنفس في الإناء ولذلك ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا شرب شرب ثلاثاً؛ يعني يأخذ الإناء فيشرب المرة الأولى ويتنفس خارج الإناء, ثم الثانية ثم يتنفس خارج الإناء, ثم الثالثة.


س/ ما فائدة شرب الماء ثلاثاً ؟
فيه عدة فوائد:
1ـ أنه لا يتنفس في الإناء.
2ـ أن الماء يأخذ مكانه في الجسم فيستفيد منه الجسم أما إذا شربه دفعة واحدة فكأنه نزل بقوة على هذه المعدة فما يستفيد الجسم من الماء.
3ـ لئلا تنتقل إليه الميكروبات أو الجراثيم أو نحو ذلك.
س/ هل الأمر بعدم إمساك الذكر باليمين والتمسح من الخلاء باليمين وعدم التنفس في الإناء, للوجوب أو للاستحباب ؟
ذكر بعض أهل العلم أن الأمر للوجوب على ظاهره, لكن جمهور أهل العلم على أنه للاستحباب إلا في قضية التنفس إذا قصد الضرر, لكن الأوامر الباقية للاستحباب وقالوا هذه توجيهات أدبية لا يترتب عليها شيء, فقالوا: إن فعْلها مكروه ولا ينبغي وهذا النهي الذي نهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- ينبغي أن يتمثله المسلمون.
س/ أذكر بعض الفوائد المستنبطة والمسائل من هذين الحديثين ؟1ـ أن الصغير ينبغي أن يخدم الكبير؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا يخدمه أنس والغلام الذي معه ولم ينهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فمن الأدب أن الصغير أياً كان ينبغي أن يخدم الكبير فيما يرى أنه يقوم بخدمته به.
2ـ أن ديننا دين النظافة وهذا الحرص الدقيق على مستوى هذه النظافة العالية من نظافة الجسم؛ لئلا يؤثر هذا البول أو الغائط على البدن وأن تبقى رائحته ويجمع الأمراض ويحوي الجراثيم، ويرتب على النظافة الأجر, ويرتب على عدم النظافة الإثم, ويبقى هذا الأمر في هذا الدين عبادة من العبادات يؤجر عليها الإنسان حينما يتحملها ويعمل بها.
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: ( مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير, أما أحدهما فكان لا يستتر من البول, وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة, فأخذ جريدة رطبة فشقها نصفين, فغرز في كل قبر وحداة, فقالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبس) .
س/ ما الذي يدل عليه قوله صلي الله عليه وسلم:( إنهما ليعذبان ) ؟
وهذا أمر غيبي والمسائل الغيبية تؤخذ بالوحي, والوحي إما القرآن وإما السنة النبوية؛ يعني ما يحكيه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأمور الغيبية إما يروي عن القرآن وهذا لا إشكال فيه, وإما ما يذكره هو, وهو أمر غيبي -عليه الصلاة والسلام- يبقى هو المصدق, فعذاب القبر هنا قال: إنهما ليعذبان في قبورهما, فهو أمر غيبي, قال: ( وما يعذبان في كبير) وجاء في رواية زيادة: (بلى إنه لكبير) يعني قال: وما يعذبان في كبير, فكأنكم تنتظرون ما هو الجواب, فقال: (بلى إنه لكبير) بلى: يعني إنه لكبير, وقيل المعنى الآخر: وما يعذبان في كبير فيما يظن الناس أنه كبير, لكنه كبير عند الله -سبحانه وتعالى.
س/ ما معني:( لا يستتر من البول) ؟
قيل فيها معنيان:
المعنى الأول: لا يستتر أي يراه الناس، فلا يتحفظ أن يراه الناس فتنكشف عورته فلا يبالي.
المعنى الآخر: وهو الأقرب كما جاء في بعض الروايات أنه:( لا يستبرئ من البول) يعني لا يتنظف من بوله, فكثير من الناس بحكمة الله -سبحانه وتعالى- أحياناً البول لا ينقطع دفعة واحدة وإنما ينتظر قليلاً فتخرج نقط, مثل هذا يعني قبل أن يتكامل البول يقوم فلا يستبرئ, أو لا ينظفه النظافة الكاملة المطلوبة بحيث أنه ينقي أو يتأكد من إنقاء هذه النظافة؛ يعني لا ينقطع الأثر.
س/ هل المقصود بالاستتار كشف العورة فقط أم البول أمام الناس وإن كان ساتراً للعورة ؟
كلاهما المعنى متقارب المهم أنه لا يستتر في أثناء بوله سواء انكشفت عورته أو لم تنكشف.
س/ ما النميمة ؟
النميمة: هي نقل الكلام من شخص إلى آخر أو من مجموعة إلى أخرى أو من مجتمع إلى مجتمع أو من دولة إلى دولة, فنقل من جانبين على سبيل الإفساد بينهما.
س/ ما الجريدة ؟ ولما شقها النبي صلي الله عليه وسلم ؟
هي سعفة النخل وليست الجريدة التي هي الصحف، وأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذه الجريدة:( رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة, قالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ فقال: لعله يُخفِّف عنهما -أو يخفَّف عنهما- ما لم ييبس) يعني تخفيف مؤقت حتى تيبس هذه الجريدة.
س/ ما الذي يدل عليه هذا الحديث ؟
هذا الحديث حديث عظيم جداً أول هذه العظمة تنبئ عن إثبات عذاب القبر, وقال الله -سبحانه وتعالى- عن آل فرعون:﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ﴾[غافر: 46]، في الصباح وفي المساء, قال المفسرون أن هذا العذاب هو عذاب القبر, في كل يوم يعذبون, ذكرت عائشة -رضي الله عنها- فيما رواه البخاري ومسلم ( أن يهودية جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرت عذاب القبر, فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر) تعني النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت عائشة -رضي الله عنها:( سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر, فقال: نعم عذاب القبر حق، قالت: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك صلى صلاة إلا وتعوذ من عذاب القبر) ولذلك شرع لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل صلاة في التشهد الأخير بعد الصلاة والسلام عليه أن نتعوذ بالله من عذاب النار ومن عذاب القبر, فعذاب القبر حق ومأساة عظيمة لمن وقع عليه.



 

ام عبد المولى

مراقب عام
إنضم
26 سبتمبر 2012
المشاركات
2,741
النقاط
38
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
الجزء الخامس
احب القراءة برواية
ورش
القارئ المفضل
الشيخ الحصري
الجنس
اخت
بارك لك على كل جهودك معنا شيختنا الغالية
و جزاكي الفروس الاعلى يارب
وصدقة جارية لك يارب
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
وعن حمران مولى عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنه رأى عثمان -رضي الله عنه- دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كلتا رجليه ثلاثا، ثم قال رأيت النبي-صلى الله عليه وسلم- يتوضأ نحو وضوئي هذا وقال: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله ما تقدم من ذنبه) .
عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه قال: شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله بن زيد عن وضوء النبي-صلى الله عليه وسلم- فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم وضوء النبي-صلى الله عليه وسلم- فأكفأ على يده من التور فغسل يديه ثلاثا، ثم أدخل يده في التور فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثا بثلاث غرفات، ثم أدخل يده فغسل وجهه ثلاثا، ثم أدخل يده فغسل يديه مرتين إلى المرفقين، ثم أدخل يده فسمح رأسه فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة ثم غسل رجليه) وفي رواية ( بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجعا إلى المكان الذي بدأ منه) وفي رواية أيضا ( أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم– فأخرجنا له ماء في تور من صفر، والتور هو شبه الطست) .
س/ ما حد الوجه ؟
حد الوجه: قالوا: من منابت شعر الرأس المعتادة، إلى ما انحدر من اللحيين من حيث الطول، أما العرض فمن الأذن إلى الأذن كل هذا داخل في الوجه.
س/ هل الشعر من الوجه أم لا ؟
شعر العارضين وشعر الذقن من الوجه.
س/ الأنف والفم من الوجه أم خارج الوجه ؟
من الوجه.
س/ ما "المآق" ؟ وهل هو من الوجه ؟
ما بين الأنف إلى العين ويسمى: "المآق" خلق الله -سبحانه وتعالى- قد تكون العين يكون فيها مساحة بين العين وبين الأنف هذه المساحة تسمى: "المآق" ، وهو داخل الوجه.
س/ هل داخل العين من الوجه أو خارج الوجه ؟
خارج الوجه، يعني: لا يلزم أن ندخل الماء إلى داخل العين.
وإنما ما بين العين وبين الأنف هذا "المآق" داخل في الوجه، أما داخل العين فليس داخلا في الوجه، هذا من مواضع الإشكال.
س/ ما بين شعر العارض والأذن هل هو داخل الوجه أو خارج الوجه ؟
داخل الوجه.
س/ لو فرض أن إنسانا في بداية رأسه صلع، من أين يبدأ ؟
من بداية الشعر، فإن كان فيه صلع -يعني: ما فيه شعر- فلا يدخل هذا الصلع في الوجه.
س/ لو فرض أن إنسانا لديه شعر فوق شعر الحاجب فهل تبقى الجبهة من الوجه وإن كان فيها شعر أو خارج الوجه ؟
من الوجه، فإن كان الشعر نازلا بحيث كان هذا الشعر يغطي شيئا من الجبهة خارج المعتاد فتبقى الجبهة وإن كان فيها شعر من الوجه.
س/ هل إذا كان الإنسان ملتحيا يغسل الشعر أو يغسل الجلد داخل الشعر ؟
هنا فيه تفصيل: إن كانت اللحية كثيفة بمعنى لا يتبين الجلد خارج اللحية فهذا تغسل ظاهر اللحية، أما إذا كان الشعر خفيفا بحيث يتبين لون الجلد فهذا لابد أن يصل الماء إلى الجلد.
س/ ما هي كيفية غسل الوجه ؟
قال في الحديث ( أنه غسل وجهه ثلاث) بمعنى أنه أخذ الماء وغسل وجهه بجميع المناطق التي داخل الوجه، يغسل الوجه ثلاث مرات فالأولى واجبة والمرتين مستحبة
س/ إذا كان فيه شعر كيف يغسله ؟
يغسل ظاهره، ويسن تخليل اللحية.
س/ كيف يكون تخليل اللحية ؟
يدخل أصابعه في لحيته إما من الأمام وإما من الأسفل بحيث يدخل الماء إلى داخل الشعر هذا سنة هذا مستحب، أما ظاهر الوجه فهذا واجب.
س/ ما هو المرفق ؟
هو المفصل الذي هو انتهاء الساعد مع العضد، أو الذراع مع العضد، ويطلق عليه: "مَرْفِق" ويطلق "مِرْفَق" والأصوب، مِرْفَق بالكسر.
س/ هل غسل اليدين يبدأ من أطراف الأصابع أو من الكوع ؟
أن اليد تبدأ من أطراف الأصابع فالكف داخل في اليد، هذا من حيث البداية، ومن حيث النهاية إلي المرفقين.
س/ هل المرفق داخل في اليد أو غير داخل ؟ وما الدليل ؟
داخل في اليد، والدليل" أنه داخل قال ( ويديه إلى المرفقين) فكلمة "إلى المرفقين" داخل فيما بعدها مثل: أن تقول: بعتك من هذه الشجرة إلى هذه الشجرة، "إلى هذه الشجرة" فهي من جنس ما قبلها ، فإذن ما بعد "إلى" "بعتك من هذه الشجرة إلى هذه الشجرة" "هذه الشجرة" تكون داخلة في البيع، لأن ما بعدها من جنس ما قبلها كله شجر، وقولنا: "إلى المرفقين" المرفق من جنس اليد فدخل المرفق وجوبا.
** أما إذا كان ما بعدها ليس من جنس ما قبلها فحينئذ لا يدخل ما بعد "إلى" مثل قوله ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ فالليل هنا ليس داخلا في الصيام؛ لأن الليل ليس من جنس النهار.
س/ بأي اليدين يبدأ الغسل ومالدليل؟
يبدأ باليمين الدليل"كما في الحديث: أن النبي صلي الله عليه وسلم( كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وفي طهوره وفي شأنه كله) قال: (وفي طهوره) طهوره يعني: تطهره، يعني: يبدأ باليمين ودائما اليمين تقدم في الأشياء الحسنة، فيبدأ باليمين.
س/ ما الحكم إذا خالف وبدأ بالشمال ؟
إذا خالف وبدأ بالشمال قبل اليمين، لا يبطل الوضوء ولكنه خالف الأولى، فداخل العضو الواحد يجوز التقديم والتأخير، فاليدين من جنس واحد لو بدأ بالشمال ناسيا أو غير ناسٍ ولكن تراءى له ذلك، خالف الأولى خالف السنة لكن الوضوء صحيح.
س/ هل العضد داخل في الوضوء أو غير داخل ؟
العضد غير داخل في الوضوء.
س/ هل يستحب أن يدخله بحيث يصل إلى المنكب أو الكتف ؟
لا يستحب: إلا ما روي عن أبي هريرة لما قال النبي- صلى الله عليه وسلم ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء فمن أراد أن يطيل غرته فليفعل) طبعا هذا اجتهاد من أبي هريرة خالفه جمهور أهل العلم. إذن لا يستحب الزيادة فلم ترد ثم إنها مجال للوسوسة.
س/ هل الباء في قوله:(مسح برأسه) سببية أي بسبب رأسه ؟ أم للإلصاق ؟
الأقرب أنها للإلصاق.
س/ ما هي حدود الرأس ؟
منابت الشعر المعتادة في الطول وفي العرض.
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ المراد بـ ( مسح برأسه) مسح كل شعرة من شعرات الرأس أو بعضه أو أكثره ؟1-من أهل العلم من قال: يكفي ولو شعرتين أو ثلاثة. وهذا قول مردود لأنه يخالف (ثم مسح برأسه) والذي مسح شعرتين أو ثلاثا لا يكون مسح رأسه.
2-منهم من قال: يمسح بعضه، فجعل الباء هنا للتبعيض، وهذا يخالف ما روي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في صفة المسح.
3-وقول الجمهور: وهو الصواب مسح برأسه جميعا أو على الأقل أكثره، فالمراد بالمسح مسح الرأس أو أكثره.
س/ ما هي صفة المسح ؟
ذكر في حديث عبد الله بن زيد ( فمسح بهما رأسه فأقبل بهما وأدبر )، وفي الرواية الثانية:( بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم رجع إلى المكان الذي بدأ منه)
** إذن يأخذ الماء بيده فيبدأ بضم الخنصر مع الخنصر، ثم يأخذ الماء يبدأ بمقدم رأسه حتى منتهاه، ثم يرجع بهما إلى المكان الذي بدأ منه، بهذا يكون مسح رأسه.
س/ لو جاء واحد وبدأ بالمؤخرة ورجع إلى المؤخرة فهل يجزيء المسح أو لا يجزيء ؟
يجزيء لأنه مسح رأسه.
س/ هل يغسل الرأس ؟
الرأس يمسح وليس يغسل، مجرد مسح وليس غسلا، وفي الجنابة في الغسل من الجنابة أو الحيض من الحدث الأكبر يغسل ولا يسمح.
س/ هل يجوز المسح علي العمامة أو الحجاب ؟
قال بعض أهل العلم: أنه لو كان على الرأس عمامة بالنسبة للرجال فيجوز المسح على العمامة أو لمن كانت من النساء عليها حاجز أو غطاء مما يشق نزعه.
س/ كم عدد مرات مسح الرأس ؟
يسمح مرة واحدة وليس ثلاث مرات كما في الوجه واليدين والرجلين.
س/ هل الأذنان من الرأس ؟
الأذنان داخلة في الرأس، وقد ورد حديث:( الأذنان من الرأس) لكن الحديث ضعيف وإنما اللجوء هنا إلى صفة وضوء النبي-صلى الله عليه وسلم- لأنه أدخل الأذنين في الرأس، والترمذي -رحمه الله تعالى- قال: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم. يعني أن الأذنين من الرأس.
س/ هل مسح الأذنين واجب أو مستحب ؟
واجب: لأننا قلنا: إنه من الرأس.
س/ ما هي كيفية المسح ؟
يسمح داخل الأذنين ويسمح خارج الأذنين، يعني: يدخل السبابة داخل الأذن ويديرها على معاطف الأذن والإبهام خارج الأذن، ظاهر الأذنين ويرتفع إلى أعلى، هذه الصفة المستحبة التي وردت.
س/ هل الماء الذي أخذه للرأس هو الذي يسمح به للأذنين أو يأخذ ماء جديدا ؟
الصحيح: من أقوال أهل العلم أنه يكفي الماء الأول ولا يحتاج إلى ماء جديد.
س/ ما المراد بالرجلين ؟
القدمان، وتبدأ القدم من أطراف الأصابع إلى الكعبين.
س/ وما هما الكعبان ؟
هما العظمان الناتئان في أسفل القدم.
س/ هل العقب أو العرقوب داخل القدم أو خارج ؟
داخل كما في حديث ( ويل للأعقاب من النار).
س/ هل الواجب في القدم الغسل أو المسح ؟ مع ذكر الدليل ؟
الغسل وليس المسح وهذا قول عامة أهل العلم، وهناك بعض الفرق قالوا: إن الواجب المسح وليس الغسل، ومن أهل العلم قال: المسح والغسل، والصحيح الغسل، لأن هذا الذي ورد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في صفة وضوئه ولم يرد عنه قط أنه مسح رجليه في الوضوء.
الدليل الثاني: قول الله تعالى: ﴿ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ﴾ [المائدة: 6]، فالقراءة المشهورة ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ ﴾ بفتح اللام ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ ﴾ وليس بكسرها فمع الفتح عطفت على المغسول وهو اليدان، هذا وهناك قراءة و هي قراءة صحيحة ﴿وَأَرْجُلِكُمْ﴾ بكسر اللام ومن هنا قالوا: إن المجزيء المسح لأنها عطفت على رؤوسكم ﴿ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ ﴾ والصحيح القراءة الأولى بدليل وضوء النبي-صلى الله عليه وسلم-.
الدليل الثالث: وهو دليل الواضح ودليل صريح في الغسل قوله صلي الله عليه وسلم:( ويل للأعقاب من النار) لو كان المسح مجزئا لما قال:( ويل للأعقاب من النار) لأن المسح على ظاهر القدم فكيف يقول النبي-صلى الله عليه وسلم- ( ويل للأعقاب من النار ) والمسح مجزيء فدل على أن المسح غير مجزيء وأن الواجب الغسل وليس المسح.
س/ كم مرة تغسل الرجل ؟
تغسل ثلاث مرات، والبداية باليمنى ثم باليسرى؛ لقوله في الحديث:( ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك) فدل على أنه يبدأ باليمنى.
س/ ما الحكم لو بدأ باليسرى قبل اليمني ؟
لو بدأ باليسرى قبل اليمني جاز ولكن خلاف السنة.
س/ هل إذا أدخل شيئا من الساق وغسله هل هذا مشروع ؟
مشروع عند أبي هريرة لأنه قال:( من استطاع أن يطيل غرته فليفعل) وهذا خلاف ما قاله عامة أهل العلم بأن الواجب هو هذا المقدار فإن زاد قليلا فلا بأس، ولكن لا يمد الغسل في الساق.
س/ هل الغسل مرة واحدة للأعضاء مجزئ ؟
لو غسل الأعضاء مرة واحدة لكفى، الواجب مرة واحدة، الكمال ثلاث مرات، ما زاد عن المرة فهو مستحب.
س/ ما حكم الزيادة عن الثلاث ؟
ما زاد عن الثلاث خلاف السنة، يعني: لا ينبغي الزيادة عن ثلاث؛.
1-قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: " لا يزيد عن الثلاث إلا رجل مبتلى" بمعنى يدخل في الوسوسة،.
2-وإبراهيم النخعي -رحمه الله تعالى- تابعي قال: " تشديد الوضوء من الشيطان" 3-والإمام عبد الله بن المبارك: " لا آمن من زاد على الثلاث أن يأثم"، والنبي-صلى الله عليه وسلم- وقف على الثلاث، ولذلك كره أهل العلم كراهة شديدة الزيادة عن الثلاث، لكن لا يبطل الوضوء لكنه يخشى عليه من الوقوع في الإثم.
س/ هل يلزم الترتيب في الوضوء أو لا يلزم مع الدليل؟
يلزم والدليل من الحديث فعل النبي-صلى الله عليه وسلم- وهذا الفعل مطابق لما ورد في الآية ﴿ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ ﴾ .
قال أهل العلم: فذكر الممسوح بين المغسولات يدل على وجوب الترتيب، وهكذا كان وضوء النبي-صلى الله عليه وسلم- في جميع من نقل وضوء النبي-صلى الله عليه وسلم- مما يدل على وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء، فالترتيب بين الأعضاء واجب
س/ هل الترتيب في العضو الواحد يجب أو لا يجب ؟
لا يجب، يعني: الوجه مع المضمضة والاستنشاق لا يجب.
س/ هل ترك الترتيب في الوضوء يبطله ؟
من غسل يديه إلى المرفقين، ثم غسل وجهه، ثم مسح رأسه فعليه أن يعيد الوضوء يعيد فيما بعد الوجه، عرفنا أن الوجه هو الأول يعيد ما بعده، يعيد اليدين ثم الرأس ثم الرجلين.
س/ ما حكم الفصل بين الأعضاء في الوضوء لبعض الوقت ؟
الفاصل إن كان طويلا فيعيد وضوءه من أول، وإن كان الفاصل قصيرا فلا يعيد من أول وإنما مما وقف عليه.
س/ ما حد الفاصل الطويل والفاصل القصير؟
هو مقدار ما ينشف فيه العضو من البشرة، يعني: الزمن الذي ينشف فيه العضو في الجو المعتاد ليس في جو هواء، إذا كان يتوضأ في الصحراء مثلا والهواء شديد ينشف بسرعة، وليس أيضا في جو رطب فالعضو لا ينشف ولو أخذ عشر دقائق.
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما حكم الموالاة في الوضوء مع الدليل؟
الموالاة
: واجبة في الوضوء الدليل" لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- والى بين أعضاء الوضوء، ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر ( رأى رجلا يصلي وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم متبين أنها لم تغسل، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم: ارجع فأحسن وضوءك)
وجه الدلالة"
دل على أنه لو كانت الموالاة ليست واجبة بعد هذا الزمن الذي فصل فيه طويلا لقال: " اغسل هذه البقعة من الرجل التي لم يصبها الماء" وإنما أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بإعادة الوضوء.
س/ هل التسمية واجبة أو غير واجبة في بداية الوضوء ؟
قولان لأهل العلم:
الجمهور على أنها ليست بواجبة، والحنابلة قالوا بالوجوب استنادا إلى حديث:( لا وضوء لمن لا يذكر اسم الله عليه) والحديث إسناده فيه ضعف.
س/ ما حكم الوضوء لمن لم يذكر التسمية إلا بعد الوضوء ؟
قالوا: تسقط عن الناسي، فقالوا هي واجبة عند الذكر وتسقط عند النسيان.
س/ ما حكم النية قبل الوضوء ؟
النية شرط من شروط الوضوء بمعنى أنها تسبق الوضوء فلابد من النية لما ورد في الحديث ( إنما الأعمال بالنيات) فلابد من النية وتكون في القلب، ومن بدأ بدون نية فلابد أن يعيد الوضوء من أول لكي يتوضأ؛ لأنه ليس المراد مجرد وصول الماء لأن هذه عبادة والعبادة تحتاج إلى نية والله -سبحانه وتعالى- قال:﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5].
س/ ما هو الذكر المشروع بعد الوضوء ؟
بالنسبة للذكر بعد الوضوء، فقد ورد في ذلك مما رواه مسلم وغيره:( ما منكم من أحد يتوضا ثم فيسبع الوضوء ثم يقول أشهد "ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) وفي رواية للترمذي أنه يقول: ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) وهذا أيضا فضل عظيم بأن يكون توابا وبأن يكون متطهرا فيستجيب الله تعالى له.
س/ ما الفائدة من صلاة ركعتين بعد الوضوء ؟
في حديث عثمان -رضي الله تعالى عنه- لما انتهى من الوضوء قال:( رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه) وهذا يفيد بأن الإنسان إذا توضأ ثم صلى ركعتين كان ذلك سببا لمغفرة الذنوب.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال لبلال: ( ماذا تصنع ؟ إني سمعت خشخشة نعليك في الجنة فماذا صنعت؟ قال: إني لم أتوضأ إلا وصليت ركعتين بعد هذا الوضوء) مما يدل على فضل الوضوء فضل الصلاة بعد الوضوء وفضل الوضوء وبعده الصلاة ركعتين.
س/ لو لم يصل ركعتين صلى أربعا يحصل فضل أو لا يحصل ؟ يحصل، لو صلى ركعة واحدة وترا ؟
يحصل الفضل؛ لأن المراد صلاة كاملة والأغلب في الصلاة الكاملة صلاة ركعتين
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : ( كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله) .
س/ كيف بين الحديث فضل أمهات المؤمنين ؟
هذا الحديث تحكي فيه عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين شيئا من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشيئا من الآداب التي كان يتعامل بها -عليه الصلاة والسلام- وهذا يدل على فضل أمهات المؤمنين، حيث نقلن شيئا مما لم يستطع الرجال أن يروه من النبي -صلى الله عليه وسلم- وبخاصة عائشة -رضي الله عنها-فقد نقلت لنا جزءًا من حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وهي من الخمسة الذين أكثروا النقل والروايات عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت العالمة الفقيهة -رضي الله عنها-
س/ هل الإعجاب غير الحب ؟
الحب: أن يحب المرء شيئا وقد لا يعجبه، كأن يحب إنسان إنسانا آخر، لكن لا يعجبه في تصرفاته وفي أقواله وفي أعماله في عمله وتحب شيئا وقد لا يعجبك هذا الشيء.
الإعجاب: هو أن يعجب الإنسان ويحصره هذا العمل الذي عمله الإنسان الآخر، أو هو الإنسان يعجبه عمل شيء معين، دائما ترى أنه يقوم بشيء معين ولو لم يحبه كالضيافة مثلا، أن يكون رجلا مضيافا فتعجبه الضيافة، فهذا أمر هو يحبه وبنفس الوقت هو يعجبه ، تعجب بشيء وقد لا تحبه.
س/ ما التيمن ؟
التيمن: البدء باليمين.
س/ ما التنعل ؟
التنعل: لبس النعال، يعني: يبدأ بلبس النعال باليمين.
س/ ما الترجل ؟
الترجل: هو تسريح الشعر، في القديم ما كان الحلق بالنسبة للرجال متوفر فيربون الشعور إلى حد ما، فهذه الشعور تبقى ثائرة، وأيضا قليل منهم من يلبس العمة، فالشعر يبقى ثائرا فيحتاج إلى ترجيل، إما مع الماء أو نوع من الدهن أو غير ذلك، فيسرح شعره.
س/ ما الطهور ؟ وما المقصد منه ؟
الطهور: بفتح الطاء هو مادة الطهارة، يعني: الماء أو التراب، والطُّهور بضم الطاء هو فعل الطهارة، والمقصد البداءة باليمين في وضوءه وفي غسله -عليه الصلاة والسلام- لأنه يبدأ باليمين.
س/ ما معني قول عائشة: (وفي شأنه كله) ؟
يعني: من الأشياء المستحسنة في شأنه كله ليس على إطلاقه، وإنما فيما سبق في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله من نحو ما سبق من الأشياء المستحسنة؛ كدخول المسجد والأكل والشرب واللبس ما يلبس من الثياب والقمص والخروج من الخلاء؛ لأنه يخرج بمقدمة رجله اليمنى.
س/ ما القاعدة التي ذكرها النووي وابن حجر وغيرهم المستنبطة من هذا الحديث مع التمثيل؟
ذكر النووي وابن حجر وغيرهم: "ما كان من الأشياء المستحسنة يبدأ به باليمين، وما كان من الأشياء المستقذرة يبدأ به بالشمال"
مثال" دخول دورة المياة والخلاء عموما، مثل الخروج من المسجد، وأيضا إزالة الأذى والاستطابة تكون بالشمال، فكذلك هذه الأشياء التي هي تعتبر من الأشياء المستقذرة تكون في الشمال وتكرم اليمين عنها.
س/ ما الذي يدل عليه الحديث في الظاهر؟
هذا الحديث يدل في ظاهره على الحث على النظافة والظهور بالمظهر الحسن؛ لأن عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين قالت:( في نعله وفي ترجله وفي طهوره وفي شأنه كله) فالنبي -صلى الله عليه وسلم- تقول هي:( في ترجله) فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرجل شعره، يعني: يسرح شعره، فمعنى ذلك أنه يهتم بشعره، ويهتم بنظافته، ( وفي طهوره) بمعنى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتطهر ظاهره، فإذن هذا كله يدل على الحرص على النظافة، والحرص على إظهار الزينة، أن يظهر بالمظهر الحسن، كما أن يكون قلبه نظيفا وداخله نظيفا يكون أيضا ظاهره كذلك.
س/ كيف حافظ الدين علي النظافة بالداخل ؟
الدين حافظ علي النظافة في داخل القلوب؛ لأنه نهى عن الحسد والبغض والحقد والنفاق والشقاق وحب الكراهية للآخرين وغير ذلك نهى عنه الإسلام تمام النهي، والأحاديث في هذا بل والآيات أكثر من أن تحصى مثل قوله: ( لا تحاسدوا ولا تنجاشوا ولا يبع بعضهم على بيع بعض )
وفي الحديث الآخر:( المسلم أخو المسلم ) بل مع الآخرين، مع غير المسلمين كما قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾[البقرة: 83] ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾[المائدة: 8] والآيات كثيرة والأحاديث كثيرة في الأمر بنظافة القلوب وتطهير هذه القلوب من الحسد والبغض، وإظهار هذا بالمعاملة الحسنة.
س/ هل النظافة والمظهر الحسن يدل على شيء من الكبر والمبالغة ؟
هذا خطأ وخلط في المفهوم، أو تحميل الإسلام ما لا يحتمل؛ بل يظهر الإنسان بالمظهر العادي ولا يبالغ المبالغة التي تظهره عن هذا الإطار، والمبالغة مثل ثوب الشهرة أن يلبس ثوبا الناس كلهم ينظرون إليه؛ لأنه هنا لم يأخذ مجرد النظافة وإنما أتى بمعنى آخر وهو طلب الشهرة في هذا الثوب، أو في هذا الشكل، أو في هذا التقليد للآخرين.
عن نعيم المجمر عن أبي هريرة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل ) وفي لفظ لمسلم: (رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) .
س/ ما هي أقسام أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- تنقسم إلى قسمين:
أمة الدعوة: عامة الثقلين منذ بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجن والإنس، كلهم يعتبرون أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهؤلاء يسمون أمة الدعوة.
أمة الإجابة: وهم الذين استجابوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وآمنوا به.
س/ ما الأمة المقصودة في قول النبي صلي الله عليه وسلم ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين) ؟
المقصود بقوله:( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين) هم أمة الإجابة الذين استجابوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وآمنوا به.
س/ ما هي الغرة ؟ وما المقصود منها ؟
الغرة: أصلها البياض في جبهة الفرس، ثم استخدم لفظ الغرة لكل نور في الوجه، والمقصود: ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غر) لأن وجوههم نور يوم القيامة، تتميز يوم القيامة بأن أمة محمد أمة الإجابة -عليه الصلاة والسلام- وجوههم تأتي فيها نور من أثر الوضوء.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما معني:( محجلين) ؟ وما المراد منه ؟
أصل التحجيل: البياض في قوائم الفرس أو في رجل الفرس، فأسفل الرجل تكون بيضاء هذا أصل التحجيل.
والمراد: هنا أن هذا النور أيضا في أطراف المؤمنين يوم القيامة من أثر الوضوء.
س/ ما المراد من:( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل) ؟
المراد: الزيادة في حدود الوضوء سواء في الوجه أو في اليدين أو في القدمين الرجلين.
س/ ما الذي يدل عليه هذا الحديث ؟
هذا الحديث فيه فضل الوضوء، وإن من فضل الوضوء أن يلبس الإنسان النور يوم القيامة، فيكون وجهه ذا نور يوم القيامة، كما تكون قوائمه يديه ورجليه كذلك، فتعرف أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- بهذا النور يوم القيامة، يتميزون بين الأمم، وهذا مما اختص الله به هذه الأمة عن غيرها؛ ولذلك يتفاخر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل هذا الحديث ويبشر به الأمة.
س/ أذكر بعض فضائل الوضوء ؟
من فضل الوضوء في حديث عثمان بأنه يكفر السيئات وكذلك يرفع الدرجات ويحط الخطايا، كذلك من فضل الوضوء أنه يكون المؤمن المتوضيء ذا نور ووضاءة وحسن ظاهر يوم القيامة، والإنسان يكون من الذين ابيضت وجوههم، وزاد على هذا البياض أن يكون من الذين وجوههم ذات نور واضح يوم القيامة.
س/ هل الزيادة على محل الفرض مستحبة أو لا ؟
الظاهر من الحديث أنها مستحبة، ووجه الدلالة قوله:( من استطاع أن يطيل غرته فليفعل) في الرواية الأخرى:( من استطاع أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل).
س/ ما هي الزيادة ؟ وما حكمها ؟
قول جمهور أهل العلم، يعني: يزيد في اليدين من أهل العلم من قال : إلى النصف نصف العضد، ومنهم من قال: إلى المنكب، ويزيد في الرجلين، منهم من قال: إلى نصف الساق، ومنهم من قال: إلى الركبة، والوجه معناه يدخل في الرأس ويدخل في الشيء من الحلق، هذا رأي الجمهور بناء على هذا الحديث، ولكن الإمام مالك -رحمه الله- ورواية عن الإمام أحمد وهو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمة وابن القيم وغيرهما من المحققين أن هذه الزيادة لا تستحب.
س/ لماذا لا تستحب الزيادة ؟
لا تستحب الزيادة لعدة أمور:
الأمر الأول: أن الرواية في قوله:( فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل) لم يرويها من أصحاب أبي هريرة إلا واحد ممن رووا هذه الحديث وهو نعيم -رحمه الله ورضي عنه- فإذن ليست من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كما قال الحافظ -رحمه الله- ابن حجر والنووي وغيرهم: إنها مدرجة من كلام أبي هريرة يعني: أن أبا هريرة -رضي الله عنه- روى الحديث ثم تحدث هو فقال: فمن أراد أن يطيل غرته فليفعل. فظن نعيم بأن قوله: "فمن أراد أن يطيل غرته" من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس من كلام أبي هريرة، لكن أصحابه التسعة الذين رووا عن أبي هريرة هذا الحديث لم يذكروا هذه الجملة من كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- فدل هذا على أن الزيادة لا تستحب، وإنما هي رأي لأبي هريرة -رضي الله عنه- هذا ما يراه الإمام مالك -رحمه الله- ورواية عن الإمام أحمد، وهي ما رجحه كثير من المحققين منهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلميذه ابن القيم وغيرهم كثير، وبناءا على هذا فالذي يترجح أن الزيادة غير مستحبة، إذن هذا واحد وهو أنه أصحاب أبي هريرة لم يرووها بالزيادة.
الأمر الثاني: إن الزيادة في الوضوء قد تؤدي إلى الوسوسة، وهذه الوسوسة بأن الإنسان لم يبلغ عند الفرض وضوؤه، لم يبلغ وضوؤه، وإنما عليه الزيادة، فيكون الأمر فيه مجال ليدخل الشيطان في نفس الإنسان ويحسسه بأن وضوءه لم يتم، ومن ثم حينئذ قد يدخل على الشيطان إلى نفس الإنسان فيمرض هذه النفس؛ لذلك قال هؤلاء: إن الزيادة غير مستحبة؛ ولذلك فالفضل الوارد في الحديث( من آثار الوضوء) ما قال: من أثر الزيادة، فهذا يدل على أن الفضل للوضوء وليس للزيادة، وبناء على هذا: أن الزيادة غير مشروعة.
الراجح: أن الزيادة غير مستحبة، ومتى ما غسل الإنسان الفرض أو محل الفرض كفى.


 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث) والخُبُث وهو جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة استعاذة من ذكران الشياطين وإناثهم.
** وعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول، ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا) قال أبو أيوب -رضي الله عنه- فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة، فننحرف عنها ونستغفر الله -عز وجل .
** وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: ( رقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة) .
س/ ما الذي يجمع بين الأحاديث السابقة ؟
قال المصنف -رحمه الله- في حديث أنس بن مالك وكذا في حديث أبي أيوب وكذا في حديث عبد الله بن عمر-رضي الله عنهم- هذه الأحاديث يجمعها موضوع واحد، وهو آداب دخول الخلاء وآداب الاستطابة، فهذه الأحاديث كلها في موضوع واحد.
س/ ما معني:( اللهم إني أعوذ بك) ؟
(اللهم): هذا طلب، يعني أصلها يا الله، فاختصرت إلى (اللهم)، فهذا نداء إلى الله -سبحانه وتعالى- نداء دعاء.
(إني أعوذ بك) الاستعاذة أعوذ من الاستعاذة وهي الالتجاء والاعتصام بالله -سبحانه وتعالى- بمعنى أن القائل يقول: أعوذ بالله؛ يعني أستجير بالله وأعتصم بالله من أن يصيبني شيء مما ذكر من عدم الإصابة في هذه الأشياء.
س/ هل الاستعاذة قبل أم بعد الدخول ؟
هذا جاء صريحاً في بعض الروايات: ( كان إذا أراد أن يدخل) ومثله قوله -جل وعلا-:﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ﴾ [النحل: 98]، يعني إذا أردت القراءة وليس المطلوب بعد أن تدخل في القراءة تستعيذ بالله, مثله هنا ليس المراد إذا دخلت دورة المياه أو الخلاء تستعيذ بالله -عز وجل- إنما إذا أردت الدخول.
س/ ما المراد بالخلاء ؟
الخلاء: هو في الأصل الفضاء, والمراد به مكان قضاء الحاجة.
س/ ما المقصود بـ(الخُبث والخبائث) ؟
الخُبث: نطقاً قيل إنها، الخُبث بضم الخاء ويجوز ضم الباء الخُبُث، والأحسن لغةً الخُبْث بتسكين الباء، وقيل هم ذكور الشياطين.
والخبائث: جمع خبيثة وهي إناث الشياطين.
** وقيل: الخُبث الكفر، والخبائث المعاصي، وقيل الخُبث الشر، والخبائث البول والغائط, والأقرب من هذه المعاني أن الخُبث، هم ذكور الشياطين والخبائث هن إناث الشياطين.
س/ ما المراد من قول النبي صلي الله عليه وسلم ( فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول، ولا تستدبروها) ؟
يعني لا تضع تجاهك تجاه القبلة ولا خلفك أيضاً ( ولكن شرقوا أو غربوا)، وهذا بالنسبة لأهل المدينة؛ لأن المدينة شمال مكة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تتجهوا جهة الشمال ولا جهة الجنوب، فالساكن في المدينة جهة الجنوب، إلى الكعبة فإذا استقبل القبلة -يعني وضع وجهه أثناء قضاء الحاجة جهة الكعبة- فهو أجنب، يعني صار وجهه جهة الجنوب، فاستدبر الشمال، والعكس أيضاً, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:( ولكن شرقوا أو غربوا) يعني اقضوا حاجتكم تجاه الشرق أو الغرب، أما بالنسبة لسكان غيرهم، كالذين في جهة المشرق أو الذين في جهة المغرب، نقول لهم: شملوا أو جنبوا، فلا تستقبلوا القبلة يعني لا تضعوا وجوهكم أثناء قضاء الحاجة جهة الشرق أو جهة الغرب لمن كان شرق مكة أو غرب مكة.
س/ ما الذي يدل عليه حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-؟
1- يدل على أن الشياطين أعداء للإنسان؛ ولذلك ينبغي للمسلم بل يجب أن يضع الحواجز والوقايات ضد تسلط الشياطين عليه،.
2-بيان أن الخلاء من أمكنة الشياطين, فمن أمكنتهم ما كان محلاً للقاذورات، الشياطين هنا يسكنون ويستقرون, ومن ذلك مثل دورة المياه ومثل الخلاء في الجملة والأماكن القذرة والوسخة كلها أمكنة من أمكنة الشياطين؛.
3- ولذلك ينبه النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن الإنسان يجب أن يعتصم بالله من الشياطين فهنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يعطينا وقاية من الوقايات العظيمة وهي الالتجاء بالله -سبحانه وتعالى- من أن تتسلط عليه الشياطين.
س/ ماذا يقال عند الخروج من الخلاء ؟
جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من الخلاء قال: (غفرانك).
س/ لماذا إذا خرج من الخلاء قال: (غفرانك) ؟
ذكر بعض أهل العلم عدة استنباطات منها: أن هذا الوقت الذي قضيته بدون أن أذكر الله -سبحانه وتعالى- فيطلب العبد المغفرة من الله -سبحانه وتعالى-.
أيضاً: أن أي عمل يعمله الإنسان؛ يبدأ بالثناء على الله أو بالدعاء لله -سبحانه وتعالى- أي عمل من الأعمال ويختم بطلب المغفرة، فالصلاة مثلاً نبدأها: الله أكبر، سبحانك الله وبحمدك، وهكذا، أو بأي دعاء من أدعية الاستفتاح ثم الفاتحة: ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، ونختم بالدعاء وبعد الصلاة بالاستغفار، أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، وكذلك في دخول الخلاء بدأنا بالدعاء قبل الدخول, ونختم بطلب المغفرة، فكل عمل يعمله الإنسان يبدؤه بالثناء على الله -سبحانه وتعالى- أو بالدعاء ويختمه بالمغفرة.
س/ ما الذي دل عليه حديث أبي أيوب-رضي الله عنه- ؟
دل حديث أبي أيوب -رضي الله عنه- على النهي عن استقبال القبلة أثناء البول أو أثناء الغائط وهذا النهي واضح وصريح.
س/ هل هذا النهي للتحريم أو للكراهة أو للتحريم في جانب دون جانب آخر؟
اختلف أهل العلم هنا على أقوال:
القول الأول
: وهم الظاهرية قالوا: أن النهي للتحريم مطلقاً، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا) فهذا يدل على أن النهي للتحريم, وهو أيضاً الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
القول الثاني:
وهو قول الجمهور رحمهم الله من المالكية والشافعية والحنابلة أن النهي للتحريم عندما يكون الإنسان يقضي حاجته في الخلاء في حال الفضاء لا يكون بينه وبين قضاء حاجته حواجز كالبنيان, أما إذا كان في البنيان فيكون النهي للكراهة، وهذا هو الذي دل عليه حديث ابن عمر، عندما قال:( رقيت على بيت حفصة فوجدت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة).
القول الثالث: أن النهي للكراهة مطلقاً، سواءً كان في حال الفضاء أو في حال البنيان.
والقول الأصوب: هو قول الجمهور بأنه إذا كان في الخلاء لا يجوز استقبال القبلة ولا استدبارها حال قضاء الحاجة -يعني حال البول أو الغائط- أما إذا كان في البنيان فمكروه.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ لماذا كان قول الجمهور هو القول الراجح ؟
للجمع بين الأدلة، فالدليل: حديث أبي أيوب دل على النهي مطلقاً، وحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- دل على فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في حال البنيان، وهذا صرف النهي في حال البنيان من التحريم إلى الكراهة؛ لذلك قال جمهور أهل العلم بهذا القول جمعاً بين الأدلة.


عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: ( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي معي إداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء) والعنزة: الحربة الصغيرة, والإداوة: إناء صغير من جلد .
وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال( لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء) .
س/ ما المراد بالخلاء ؟
الخلاء: هو المكان الخالي في الأصل ويعبر به عن مكان قضاء الحاجة ويعم هذا الاسم أيضاً دورات المياه والحمامات ونحوها.
س/ ما معني الغلام في اللغة ؟
الغلام في اللغة: هو الصغير قيل إلى حد سبع سنوات, وقيل إلى أن تنبت لحيته فيسمى غلاماً, ويطلق على الكبير مجازاً، لكن الأصل في اللغة أنه الصغير إلى حد سبع سنوات وقيل تسع سنوات وقيل عشر سنوات وقيل إلى الالتحاء.
س/ ما المراد من قوله ( نحوي) ؟
يعني متقاربين في السن أو متقاربين في العمل التي هي خدمة النبي -صلى الله عليه وسلم.
س/ ما المقصود من كلٍ من الإداوة والعنزة ؟
الإداوة: الإناء الصغير من الجلد الذي يوضع فيه ماء.
العنزة: العصا الطويلة, العادة أن تكون مدببة كالرمح لكنها أقل من الرمح.
س/ فيما تستعمل العنزة غالباً ؟
العنزة في ذلك الوقت كان عندهم عرف أن الإنسان يحمل معه عنزة؛ لأنه كثيراً ما يكون في الخلاء يتوكأ عليها أحياناً, أحياناً يقتل بها الدواب, أحياناً يقتل بها الدواب, أحياناً يطرد بها هوام, أحيانا يعلق عليها شيء يريده أن يستتر به كما في البول أو الغائط.
س/ أيهما أدق في التعبير إزالة الخارج من السبيلين أم قطع أثر البول أو قطع أثر الغائط ؟
الفقهاء -رحمهم الله- دائما يعبرون: الخارج من السبيلين؛ وهما سبيل البول وسبيل الغائط, وهذا التعبير من أدق التعبيرات؛ لأنه لو قال: إزالة البول أو قطع أثر البول أو قطع أثر الغائط لكان هناك أشياء تخرج ليس البول وليس الغائط, فلما قال: يخرج من السبيلين وهما سبيلا الخروج المعتادة قطع أي شيء؛ يعني لو خرج دم مثلاً يجب تنظيفه, لو خرج مثلاً قيح سواء من القبل أو من الدبر؛ لذلك يعبر الفقهاء هذا التعبير الدقيق: الخارج من السبيلين.
س/ كيف يكون تنظيف المحل ؟
التنظيف يكون: إما بالماء وهو أكمل لأن الماء يقطع الأثر تماماً, ويجوز إزالته بالتراب أو الحصى ونحوه ؛ كما في كل شيء يمكن يزيل وهو الشيء الخشن غير المحترم وغير المائع وغير الطعام, فالمحترم مثل الأوراق التي فيها كتابات وهذا سبق معنا مثل الطعام لا يجوز؛ لأنه محترم أيضاً, المائع؛ لأنه لا ينقي ويكون طاهر في نفسه لكن لا يطهر غيره مثل الماء, وكذلك مثل الأملس فهذا لا ينقي. فيجوز مثل الحصى مثل التراب مثل الطين مثل الأوراق والمناديل ونحوها كل هذه يجوز فيها.
س/ هل يكفي الاستجمار أو الماء أو أحدهما عن الآخر؟ وأيهما أفضل ؟
جمهور أهل العلم: علي أنه يكفي أحدهما عن الآخر، فيجوز الماء ويجوز الحجارة أو نحوها كما ذكر.
والأفضل: هو الماء بلا شك؛ لأنه أكثر إنقاء وهو الأصل في التطهير والطهارة.
س/ ماذا يفهم من الحديث الأول ؟
يفهم من الحديث أن المسلم إذا أراد قضاء الحاجة سواء في دورة المياه أو الخلاء في الصحراء يستعد بما يطهر, يعني مثل هنا قال: ( أحمل أنا وغلام نحوي معي إداوة من ماء) فهذا الماء للتطهير فلذلك يستعد الإنسان أثناء قضاء الحاجة للتطهير.
س/ لماذا نهي النبي عن إمساك الذكر باليمين عند التبول ؟ أو التمسح من الخلاء؟
لأن المعتاد أن مسك الذكر يكون أدعى للإنقاء, فحينئذ يخرج كامل ما في المثانة من البول, فإذا مسكه قطع الأثر بسرعة, فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ينبه إلى أنه لا يكون هذا المسك باليمين, لأن اليمين مكرمة وتكون للأشياء المستحسنة, كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وفي طهوره وفي شأنه كله) وهذا من ضمن الطهور.
** ولا يتمسح من الخلاء بيمينه لكي يطهر المحل فلا يكون أيضاً باليمين؛ لأن اليمين للأشياء التكريمية, فكذلك هنا التطهير -تطهير المحل- يكون بالشمال ولا يكون باليمين.
س/ ما المراد من نهي النبي في قوله:( ولا يتنفس في الإناء) ؟
أي: لا يتنفس في الإناء أثناء الشرب أو أثناء الأكل, لأن النفس هو مردود ما في الجوف, وهذا المردود إذا رجع للإناء بهذه الصورة يكون أثَّر على ما في هذا الإناء, فإذا شربه شخص آخر بعده أو شرب في هذا الإناء, فإذا كان في هذا مرض أو كان فيه رائحة أو نحو ذلك انتقلت إلى هذا الإنسان، فمن الأدب الكامل ألا يتنفس في الإناء ولذلك ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا شرب شرب ثلاثاً؛ يعني يأخذ الإناء فيشرب المرة الأولى ويتنفس خارج الإناء, ثم الثانية ثم يتنفس خارج الإناء, ثم الثالثة.



 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما فائدة شرب الماء ثلاثاً ؟
فيه عدة فوائد:
1ـ أنه لا يتنفس في الإناء.
2ـ أن الماء يأخذ مكانه في الجسم فيستفيد منه الجسم أما إذا شربه دفعة واحدة فكأنه نزل بقوة على هذه المعدة فما يستفيد الجسم من الماء.
3ـ لئلا تنتقل إليه الميكروبات أو الجراثيم أو نحو ذلك.
س/ هل الأمر بعدم إمساك الذكر باليمين والتمسح من الخلاء باليمين وعدم التنفس في الإناء, للوجوب أو للاستحباب ؟
ذكر بعض أهل العلم أن الأمر للوجوب على ظاهره, لكن جمهور أهل العلم على أنه للاستحباب إلا في قضية التنفس إذا قصد الضرر, لكن الأوامر الباقية للاستحباب وقالوا هذه توجيهات أدبية لا يترتب عليها شيء, فقالوا: إن فعْلها مكروه ولا ينبغي وهذا النهي الذي نهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- ينبغي أن يتمثله المسلمون.
س/ أذكر بعض الفوائد المستنبطة والمسائل من هذين الحديثين ؟1ـ أن الصغير ينبغي أن يخدم الكبير؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا يخدمه أنس والغلام الذي معه ولم ينهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فمن الأدب أن الصغير أياً كان ينبغي أن يخدم الكبير فيما يرى أنه يقوم بخدمته به.
2ـ أن ديننا دين النظافة وهذا الحرص الدقيق على مستوى هذه النظافة العالية من نظافة الجسم؛ لئلا يؤثر هذا البول أو الغائط على البدن وأن تبقى رائحته ويجمع الأمراض ويحوي الجراثيم، ويرتب على النظافة الأجر, ويرتب على عدم النظافة الإثم, ويبقى هذا الأمر في هذا الدين عبادة من العبادات يؤجر عليها الإنسان حينما يتحملها ويعمل بها.
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: ( مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير, أما أحدهما فكان لا يستتر من البول, وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة, فأخذ جريدة رطبة فشقها نصفين, فغرز في كل قبر وحداة, فقالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبس) .
س/ ما الذي يدل عليه قوله صلي الله عليه وسلم:( إنهما ليعذبان ) ؟
وهذا أمر غيبي والمسائل الغيبية تؤخذ بالوحي, والوحي إما القرآن وإما السنة النبوية؛ يعني ما يحكيه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأمور الغيبية إما يروي عن القرآن وهذا لا إشكال فيه, وإما ما يذكره هو, وهو أمر غيبي -عليه الصلاة والسلام- يبقى هو المصدق, فعذاب القبر هنا قال: إنهما ليعذبان في قبورهما, فهو أمر غيبي, قال: ( وما يعذبان في كبير) وجاء في رواية زيادة: (بلى إنه لكبير) يعني قال: وما يعذبان في كبير, فكأنكم تنتظرون ما هو الجواب, فقال: (بلى إنه لكبير) بلى: يعني إنه لكبير, وقيل المعنى الآخر: وما يعذبان في كبير فيما يظن الناس أنه كبير, لكنه كبير عند الله -سبحانه وتعالى.
س/ ما معني:( لا يستتر من البول) ؟
قيل فيها معنيان:
المعنى الأول: لا يستتر أي يراه الناس، فلا يتحفظ أن يراه الناس فتنكشف عورته فلا يبالي.
المعنى الآخر: وهو الأقرب كما جاء في بعض الروايات أنه:( لا يستبرئ من البول) يعني لا يتنظف من بوله, فكثير من الناس بحكمة الله -سبحانه وتعالى- أحياناً البول لا ينقطع دفعة واحدة وإنما ينتظر قليلاً فتخرج نقط, مثل هذا يعني قبل أن يتكامل البول يقوم فلا يستبرئ, أو لا ينظفه النظافة الكاملة المطلوبة بحيث أنه ينقي أو يتأكد من إنقاء هذه النظافة؛ يعني لا ينقطع الأثر.
س/ هل المقصود بالاستتار كشف العورة فقط أم البول أمام الناس وإن كان ساتراً للعورة ؟
كلاهما المعنى متقارب المهم أنه لا يستتر في أثناء بوله سواء انكشفت عورته أو لم تنكشف.
س/ ما النميمة ؟
النميمة: هي نقل الكلام من شخص إلى آخر أو من مجموعة إلى أخرى أو من مجتمع إلى مجتمع أو من دولة إلى دولة, فنقل من جانبين على سبيل الإفساد بينهما.
س/ ما الجريدة ؟ ولما شقها النبي صلي الله عليه وسلم ؟
هي سعفة النخل وليست الجريدة التي هي الصحف، وأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذه الجريدة:( رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة, قالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ فقال: لعله يُخفِّف عنهما -أو يخفَّف عنهما- ما لم ييبس) يعني تخفيف مؤقت حتى تيبس هذه الجريدة.
س/ ما الذي يدل عليه هذا الحديث ؟
هذا الحديث حديث عظيم جداً أول هذه العظمة تنبئ عن إثبات عذاب القبر, وقال الله -سبحانه وتعالى- عن آل فرعون:﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ﴾[غافر: 46]، في الصباح وفي المساء, قال المفسرون أن هذا العذاب هو عذاب القبر, في كل يوم يعذبون, ذكرت عائشة -رضي الله عنها- فيما رواه البخاري ومسلم ( أن يهودية جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرت عذاب القبر, فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر) تعني النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت عائشة -رضي الله عنها:( سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر, فقال: نعم عذاب القبر حق، قالت: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك صلى صلاة إلا وتعوذ من عذاب القبر) ولذلك شرع لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل صلاة في التشهد الأخير بعد الصلاة والسلام عليه أن نتعوذ بالله من عذاب النار ومن عذاب القبر, فعذاب القبر حق ومأساة عظيمة لمن وقع عليه.
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما هو حال الناس في القبر؟
الأحاديث المتواترة التي رُويت في عذاب القبر –بمختلف الألفاظ- أن الإنسان إذا وضع في قبره أتاه ملكان فيسألانه الأسئلة الثلاثة المعروفة: من ربك؟ ما دينك؟ من هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فإن كان مؤمنا حقاً؛ قال: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد, ثم يفتح له منزله من النار فيقال هذا منزلك من النار فأبدلك الله به منزلاً من الجنة فيفسح له في قبره مد البصر, وأما الآخر الكافر والمنافق فيسأل هذه الأسئلة فيقول: ها ها لا أدري, سمعت الناس يقولون شيئاً فقلت, فيعلجم على لسانه ولو كان أكثر الناس ثقافة وعلماً ومعرفة في الدنيا أو وجاهة ما دام كافراً بالله تعالى, جاء في بعض الروايات أنه يضرب بمطرقة من حديد يسمعها كل شيء من حوله إلا الثقلين الإنس والجن, ولو سمع الثقلان لصعقوا من هذه الصيحة أو من هذه الصرخة, هذه كلها تدل على عذاب القبر.
س/ ما هي أسباب عذاب القبر؟
لا شك أن الكفر والنفاق من أهم الأسباب, لكن أيضاً المعاصي -عموم المعاصي- إذا لم يتب الإنسان منها أو استمر عليها, فالإنسان حتى ولو كان مؤمناً, حتى ولو كان مسلماً, حتى ولو كان مطيعاً في الظاهر ما دام مصراً على معصية من المعاصي فيستحق أن يعذب بهذا القبر حتى يطهر منه, أو يعفو الله تعالى عنه, أو يكون له عمل خير جارٍ فيبلغ بأن يكفر عنه، والدليل على هذا أن هذين الشخصين عملا بعض المعاصي, لم ينبئ النبي -صلى الله عليه وسلم- على أنهما كفار, وإلا ما قال أما أحدهما فيمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من البول, وإنما في الظاهر -والله أعلم- أنهما كانا مسلمين ولكن استحقا هذا العذاب بهذه المعصية, أو أنهما كفار وهذا لم يتبين لنا لكن استحقا مزيداً من العذاب بسبب هذين الذنبين, والله أعلم بحالهما.
س/ لماذا كان عدم إزالة النجاسة سبب لعذاب القبر؟
عدم إزالة النجاسة -سواء من البول أو من الغائط- سبب لعذاب القبر, لأن هذه النجاسات تؤذي الإنسان ولا تقبل معها الأعمال الصالحة إلا بإزالة هذه النجاسات.
س/ لماذا كانت النميمة كبيرة كبائر الذنوب ؟
النميمة كبيرة كبائر الذنوب لأنها نقل كلام الآخر لغيره على سبيل الإفساد بينهما؛ يفسد بين الزوج وزوجته, يفسد بين الأب وابنه, يفسد بين الأخ وأخيه, يفسد بين الصديق وصديقه, يفسد بين القبلية والقبيلة, العائلتين, الجيران الأصحاب الزملاء والأصدقاء في العمل والوظيفة, والله -سبحانه وتعالى- جعل من أسباب العقوبة ما ذكره عن بعض الكفار أنه:﴿ هَمَّازٍ مَّشَّاءِ بِنَمِيمٍ ﴿11﴾ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴾ [القلم: 11، 12]، فهذه سبب من أسباب العقوبة, ولا شك أنها سبب من أسباب العقوبة؛ لأن الذي يتكلم في الناس ويتكلم في أعراضهم يعاقب, فكيف إذا زاد على هذا أنه يريد أن يفسد بينهم, فهذا الضرر متعدي؛ ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (لا يدخل الجنة قتات) والقتات هو النمام, وفي رواية عند مسلم( لا يدخل الجنة نمام ) بالنص, وفي حديث آخر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( ألا أخبركم ما العَضْه قال هي النميمة القالة بين الناس ) وهذا كله يدل على عظم شرر هذه النميمة.
س/ إنسان نم عند إنسان قال فيك وفيك ما دور هذا الإنسان, ما موقفه ؟
يقول الإمام النووي -رحمه الله تعالى-: وكل من حملت إليه نميمة وقيل له فلان يقول فيك أو يفعل فيك كذا فعليه بستة أمور:
الأمر الأول: ألا يصدقه؛ لأن النمام فاسق.
الأمر الثاني: أن ينهاه وينصحه ويقبح له فعله ويقول هذه نميمة هذه كذا هذه كذا.
الأمر الثالث: أن يبغضه في الله –تعالى- لأنه بغيض في هذه المسألة وإن كان مسلماً فيبغض فيه هذه الصفة.
الأمر الرابع: ألا يظن بأخيه الغائب السوء فيحمله على الظن الحسن.
الأمر الخامس: ألا تحمله هذه النميمة على التجسس والبحث هل فعلا قال في كذا أم لا ؟.
الأمر السادس: ألا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته عنه, فلان حكى كذا فيصير به نماماً.
س/ هل وضع جريدة رطبة بعد شقها نصفين على القبرين خاص به -عليه الصلاة والسلام- أو عام للناس ؟
هذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والدليل على ذلك:
1ـ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر بمثل هذا العمل.
2ـ أن الصحابة الذين كانوا معه لم يفعلوه, ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
3ـ أيضاً النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعله مع غير هذين القبرين, فدل على أن هذا العمل لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى فلا يفعلها الإنسان مع من يظن أنه يعذب.
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) .وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال : ( كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) .
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت : ( دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبَدَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصره، فأخذت السواك فقضمته فطيبته ثم رفعته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستن به فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استن استناناً أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفع يده أو إصبعه ثم قال: في الرفيق الأعلى ثلاثاً ثم قضى)
.
وعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال : (
أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يستاك بسواك قال: وطرف السواك على لسانه يقول: أع أع والسواك في فيهِ، كأنه يتهوع
) .
س/ ما السِواك ؟ وما التسوك ؟
السواك: بكسر السين، هو اسم للعود الذي يتسوك به، أو الفعل نفس الفعل يسمى سواك.
التسوك: هو دلك الأسنان بهذا العود، لتذهب الصفرة والأوساخ وليطهر الفم، وتبعد الرائحة الكريه.
س/ ما فائدة لولا ؟
( لولا): قالوا: حرف امتناع لوجود، يعني امتنع شيء لوجود شيء.
س/ ما الممتنع في قوله:( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك) ؟
الممتنع هو: الأمر بالسواك عند كل وضوء أو عند كل صلاة لوجود المشقة وهذا لا شك من رحمة الله -سبحانه وتعالى- بهذه الأمة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أنه لو أوجب هذا الأمر لشق على هذه الأمة، وهو الرؤوف بأمته -عليه الصلاة والسلام.
س/ ما هي أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟
أمة النبي أمتان:
أمة الدعوة: هم كل من بعث أو كل من خلق بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يوم القيامة هؤلاء أمة الدعوة.
أمة الإجابة: فهم من استجاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهم المؤمنون
س/ ما معني:( يشوص فاه بالسواك) ؟
فاه: يعني فمه، والمقصود يشوص الأسنان، وشوص الأسنان هو دلك الأسنان عَرْضاً.
س/ لماذا يكون التنظيف بالشكل العرضي ولا يكون بالشكل الطولي ؟
تنظيف الأسنان بالشكل الطولي يثبت ما كان بين الأسنان من الأوساخ، لكن بالشكل العرضي يزيل أو يخرج ما بين الأسنان، وكذلك ما كان ملاصق للثه من الأوساخ.
س/ ما معني:( حاقنتي وذاقنتي) ؟
الحاقنة: ما بين الكتف والترقوة.
والذاقنة: ما بين الحلق.
س/ أشرح حديث عائشة رضي الله عنها ؟
تقول عائشة -رضي الله عنها-:( دخل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبَّده النبي -صلى الله عليه وسلم- ببصره)
يعني ركز النظر إلى هذا السواك، قالت:( فأخذت السواك) يعني من أخيها عبد الرحمن، ( فقضمته) يعني لينته (وطيبته) يعني غسلته إن كان احتاج إلى ذلك
( ثم دفعته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستن به فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استن استناناً أحسن منه) يعني بطريقته -عليه الصلاة والسلام- ( فما عدا أن فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم) يعني من سواكه
(رفع يده أو إصبعه) وهذا يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يرفع إلى ربه -عز وجل- ورائحة فمه طيبة، ثم قال: في الرفيق الأعلى ثلاثاً، ثم قضى عليه, وكانت تقول:( مات بين حاقنتي وذاقنتي).
س/ ما معني ( يتهوع) ؟
يتهوع: يعني كأنه يريد أن يتقيء يصدر صوت، هذا الصوت هو على طريقة أع.
س/ ما حكم السواك ؟
السواك سنة مستحبة استحباباً مؤكداً لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
س/ ما هي فوائد السواك ؟
للسواك فوائد كثيرة منها:
1ـ منظف للفم، والفم بوابة الجوف، بوابة المعدة والأمعاء وكل ما في الداخل، ولذلك اعتنى الإسلام عناية كبيرة بهذا الأمر لكي يبقى جوف الإنسان طيباً نظيفاً، ابتداءً بتطييب الفم المحتوي على الأسنان واللثة واللسان.
2ـ يذهب الأوساخ التي بين الأسنان وهذه كثيرة خصوصاً بعد الأكل بعد الشرب بعد الاستيقاظ من النوم تذهب الرائحة الكريهة، كذلك تذهب صفرة الأسنان مع الاستمرار.
3ـ مرضي لله -سبحانه وتعالى- كما ورد في الحديث الذي حسنه الإمام الترمذي وغيره:( السِواك مطهرة للفم مرضاة للرب)..
4ـ السِواك من سنن الفطرة -التي هي سنن المرسلين- كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الترمذي وغيره وحسنه أيضاً:( أربع من سنن المرسلين: الختان والتعطر والسِواك والنكاح).
5ـ كذلك ورد أيضاً حديث أوصله الإمام ابن القيم -رحمه الله- إلى درجة الحسن، وهو: فضل العبادات الأخرى إذا اقترنت بالسِواك كفضل الوضوء وفضل الصلاة؛ ولذلك ورد الحديث( فضل الصلاة بسواك على الصلاة بدون سِواك سبعون ضعف).
س/ ما هي القاعدة الفقهية التي يدل عليها قول النبي صلي الله عليه وسلم:( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) أو (عند كل صلاة) ؟
القاعدة هي:( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) النبي -صلى الله عليه وسلم- قدم درء المفسدة بأن الأمة لا تستطيع فلم يوجب السِواك رغم فوائده العظيمة، إلا دفعاً للمفسدة التي ستحصل بعدم الفعل من الناس عندما يتركون هذا الأمر الواجب، فقدَّم درء المفسدة هنا على جلب المصلحة المتوخاة من الاستمرارية في السِواك.
س/ أذكر مثالاً يوضح قاعدة درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة في العبادات؟
مثال ذلك: لو أن إنسانا أراد أن يستيقظ من الليل ليصلي أليس في هذا أجر؟ بلى، فيه أجر عظيم، لكن صلاته في الليل ستمنعه من القيام لصلاة الفجر، أيهما أولى؟ أن يصلي الليل أم ينام ويصلي الفجر؟ لا شك أنه ينام ويصلي الفجر، فدرء المفسدة هنا -مفسدة ترك الصلاة- مقدم على جلب الأجر الذي هو في صلاة الليل، فإذن درء المفسدة حتى في العبادات مقدم على جلب المصلحة؛ لأن الواجب مقدم على المستحب.
س/أذكر مثالاً يوضح قاعدة درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة في المحظورات؟
في المحظورات: صيام رمضان لا شك أنه ركن من أركان الإسلام، لكن صام إنسان وقال الطبيب بهلاكه، هل نقول صم ؟ أدي هذا الركن أو أفطر لأن صيامك سيؤدي إلى الهلاك؟ لا شك أنه الإفطار، فدرء المفسدة -مفسدة الهلاك- مقدم على جلب المصلحة مع أنه ركن من أركان الإسلام.
س/أذكري مثالاً يوضح قاعدة درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة في الدعوة ؟
في جانب الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى، نضرب بمثال ضربه الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: في غزو التتار -لما دخل التتار إلى الشام- فوجد بعض الجنود خارج المدينة يسكرون ويضربون الدفوف والمزامير، وكان ماراً مع بعض طلابه -رحمه الله- فأراد الطلاب هنا أن ينكروا فنهاهم -رحمه الله- عن الإنكار، فلما سألوه قالوا: لماذا نهيتنا عن الإنكار؟ قال: لو أنكرنا عليهم هنا لذهبوا بمزاميرهم وسكرهم إلى داخل البلد، وحينئذ حصل من الإفساد ما حصل، فامتنع عن الإنكار هنا خشية المفسدة التي قد تحصل، فدرء المفسدة تلك بوجود هذه المفسدة التي في خارج المدينة، مع أن الإنكار للمعصية أو للمنكرات أمر واجب، لكن يقدم درء المفسدة حتى في حال الإنكار على جلب المصلحة..

 
أعلى