سؤال وجواب في باب الطهارة

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما المواضع التي ينبغي أن يستحب فيها السواك ؟
من هذه المواضع:
الموضع الأول: عند الوضوء، يعني قبيل الوضوء، ويدل عليه الحديث الأول حديث أبي هريرة:( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء).
الموضع الثاني: عند الصلاة، يعني قبيل الصلاة، ونلاحظ في الحديث أنه أطلق:( مع كل صلاة) بمعنى أنه لو كان في الصلاة فريضة أو كانت صلاة نافلة الاستحباب لها جميعها.
الموضع الثالث: بعد القيام من نوم الليل، مما دلت عليه الأحاديث أنه إذا قام النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يشوص فاه بالسِواك وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- تضع له عائشة -رضي الله عنها- السِواك عند رأسه فإذا قام إستاك به.
الموضع الرابع: عند تغير رائحة الفم، وهذا من الحكم التي من أجلها شرع السِواك، إما بأكل، إما بطول سكوت، إما بتناول مشروب له رائحة أو دواء أو نحو ذلك..
الموضع الخامس: عند دخول المنزل، لما جاء عن المقدام بن شريح عن أبيه أنه قال: ( سألت عائشة -رضي الله عنهم- قلت: بأي شيء كان يبدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل بيته ؟ قالت: بالسواك)، إذن من مواضع الاستحباب هو عند دخول المنزل، اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم.
الموضع السادس: عند قراءة القرآن؛ لأن الملائكة تأتي وتستمع وتنظر، وبعض أهل العلم ذكر بعض الروايات أن الملائكة تأخذ القرآن من فم القارئ، فينبغي أن يكون الفم مطيباً بالسواك؛ لأجل أن لا يؤذي برائحته هؤلاء الملائكة..
س/ ما المواضع التي لا يستحب فيها السواك ؟
الموضع الأول: لما تحادث شخصا آخر وهذا يجري للأسف بين الناس من الذين يستخدمون السِواك كثيرًا فإذا صار يحادث شخصاً أخذ يستاك، هذا ليس من الأدب هذا ليس من الأدب..
الموضع الثاني: كذلك أثناء الأكل والشرب لا يستخدم السِواك فبدل أن يكون السِواك موضع اتساخ من الأكل، فلا يستحب أيضاً بوضع السِواك.
الموضع الثالث: بعض الطلاب إذا كان في القاعة، فإذا كان يسرح فلا إرادياً يأخذ السِواك، ويأخذ يستاك والأستاذ جالس يشرح ويتعب ويقابله بهذا السِواك، وهذا أيضاً ليس من الأدب.
الموضع الرابع: لمَّا يكون الناس في مجلس ويتحادثون أن يأخذ السِواك ويستاك بفمه، فهذا أيضاً ليس من المواضع.
س/ أذكر بعض الفوائد من الأحاديث المذكورة في الباب ؟1ـ يستفاد من هذا الأحاديث فضل عائشة -رضي الله عنها- حيث مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على صدرها، وهي التي نقلت كثيرًا من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وبخاصة في أحوال بيته -عليه الصلاة والسلام.
2ـ أن اللسان يُسوَّك، واستياك اللسان يكون بالشكل الطولي، وهذا دل عليه حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عندما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يسوك لسانه ويقول: أع أع؛ لأنه أثر فيه هذا السِواك.
3ـ خدمة الزوجة لزوجها، وهي خدمة عائشة -رضي الله عنها- للنبي صلي الله عليه وسلم فينبغي للزوجة أن تدرس نفسية زوجها؛ لأجل أن تعرف ما يحب وما يكره، فتيسر له ما تستطيع مما يحب وتبعد عنه ما يكره، فعائشة -رضي الله عنها- لما درست نفسية النبي -صلى الله عليه وسلم- عرفت أنه يحب السِواك، فأخذته من أخيها وطيبته وأعطته للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
س/ ما هي مادة السِواك ؟
مادة السِواك: عود الأراك الذي كان يستاك فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-، شجر اسمه الأراك، هذا الشجر لطيب رائحته وقوة أثره في التنظيف، وأجري عليه بعض التحاليل المخبرية ووجد أن فيه مادة أيضاً تتسلط على بعض الجراثيم التي يكون مكانها في الفم فتقضي عليها، وإن لم يتيسر عود الأراك فبأي عود خشن نظيف، أو بأي مادة ولو لم تكن عود، يعني كالليف مثلاً، بل قال بعض أهل العلم لو كان الإصبع خشناً وينظف يكون نائب مناب السِواك.
س/ هل الفرشاة تقوم مقام السِواك أو لا تقوم ؟
نعم تقوم ولذلك ينبغي أن نستخدمها لا على أنها أمر طبي فحسب، بل على أنها عبادة كالسواك تستخدم في مواضعه، فالفرشاة هي خشنة وتسوك وإذا أضيف إليها مادة المعجون أيضاً زاد التنظيف فالنظافة عبادة وهي نظافة السِواك بدرجة أخف أيضاً عبادة.
س/ هل تغني الفرشاة عن السواك ؟
لا، لأن ليس في كل مقام تستطيع أن تستخدم الفرشاة، تستخدمها عند النوم وفي الصباح لكن لا تستخدمها في كل حال، مثل السِواك، فلا يستغنى بها عن السِواك، بالإضافة إلى أن المادة التي أجريت في التحاليل المخبرية ووجدت في عود الأراك لا توجد في كثير من المعاجين الموجودة التي تستخدم للسواك، أو مع الفرشاة.
عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال:( كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فأهويت لأنزع خفيه فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهم) .
وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- قال:( كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فبال فتوضأ ومسح على خفيه) .
س/ ما درجة هذان الحديثان ؟
هذان الحديثان -حديث المغيرة وحديث حذيفة- كلاهما حديث صحيح، وأيضاً رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
س/ ما المراد بالخفين ؟ ولما سميا بذلك ؟
الخفان: هما نعلان من جلد يغطيان الكعبين، وسمي خف لأنه من جلد، ولو كان من مادة أخرى لسمي جورب.
س/ ما السفر الذي كان المغيرة بن شعبة فيه مع النبي صلي الله عليه وسلم ؟
هذا السفر كما روي عن الإمام مالك وغيره أنه في غزوة تبوك، وكانت الصلاة صلاة الفجر.
س/ ما معني:( فأوهيت لأنزع خفيه)، (فإني أدخلتهم) ؟
أهويت: يعني مددت يدي لأنزع الخفين من رجلي النبي -صلى الله عليه وسلم-. فإني أدخلتهم: أي أدخلت الرجلين.
س/ ما المراد بالطاهر في قوله:( فإني أدخلتهما طاهرتين) ؟
أدخل الرجلين في الخفين والرجلان طاهرتان.
س/ ما الذي يبينه هذان الحديثان حديث المغيرة، وحديث حذيفة ؟
هذه الأحاديث تبين:
مشروعية المسح على الخفين، والمسح على الخفين ورد فيه أربعون حديثاً -كما روي ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل وغيره- عن الصحابة -رضوان الله عليهم- مرفوعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروي عن الحسن البصري أنه قال: سبعون من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رووا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين، مما جعل بعض أهل العلم يقول إن أحاديث المسح على الخفين متواترة.
س/ أنما المراد بالمتواتر اللفظي والمتواتر المعنوي في المصطلح ؟
المتواتر اللفظي: هو الذي يكون لفظه متواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-مثل حديث:( نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع) هذا الحديث متواتر لفظاً
المتواتر المعنوي: وهو الذي تواتر معناه بعدة أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل المسح على الخفين، فأحاديثه متواترة وإذا بلغ أربعين أو سبعين فلا شك أنها متواترة مما يدل على مشروعية المسح.
س/ ما حكم المسح علي الخفين ؟
المسح على الخفين جائز أو مشروع بشروط، خلافاً لبعض الفرق التي أنكرت المسح على الخفين.
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما هي شروط المسح علي الخفين ؟

الشرط الأول: طهارة الرجلين، بمعنى أن يكون الإنسان قد توضأ، فلابد أن تكون جميع الرجلين طاهرتان، أو تكون طاهرتين.
الشرط الثاني: ذكره بعض أهل العلم صفة الخف أو الجورب، أن يكون صفيقاً ساتراً للكعبين، يعني -على ما يعبر به بعض الفقهاء- ساتراً لمحل الفرض.
س/ إنسان يتوضأ فلما غسل الرجل اليمنى لبس الخف أو الجورب، ولما لبس الجورب غسل الرجل اليسرى فلبس الجورب عليها، هل يمسح الآن أو لا يمسح ؟
لا يمسح، لا يجوز له المسح لأنه أدخل الخف الأول وطهارة الرجلين لم تكتمل فلم يصدق عليه قوله:( إني أدخلتهما طاهرتين) وهذا يقع عند كثير من الناس، ويخطئ فيه كثير من الناس، فلابد أن تكون الرجلان طاهرتين ثم يلبس الخف أو الجورب بعد ذلك.
س/ هل ما يسمى ب(الجزمة) ونحوها هل يمسح عليها أو لا ؟
تختلف بحسب نوعيتها:
إن كانت من النوع الذي يكون ساتراً لمحل الفرض يعني تجاوزت الكعبين فهذا يمسح عليه إذا أدخلهما طاهرتين.
ـ أما إذا كانت من النوع السائد والمتعارف عليه كثيرًا وهو ما دون الكعبين فهذا لا يمسح عليه، بدليل أن الخف في الأصل هو ما كان ساتراً للكعبين.
الجورب الصفيق أو غير الصفيق أو المخرق، أو نحو ذلك ؟ س/ ما حكم المسح
أما الجورب الصفيق أو غير الصفيق أو المخرق، أو نحو ذلك، فهذا اختلف فيه أهل العلم، والأولى البعد عن الخلاف، ما كان واصفاً للبشرة أو مخرقاً خروقاً بينة فالأولى أن لا يمسح عليه وإن كان بعض أهل العلم يرى أن لا مانع من المسح عليه ما دام يصدق عليه أن هذا خف؛ لأنه لم يرد عن الصحابة -رضوان الله عليهم- وهم يمسحون أن ذاك كان مخرق وذاك لم يكن مخرق ومن المعلوم أنهم كانوا يمشون بدون نعل فكانت تتخرق الخفاف.
س/ ما هي مدة المسح وابتداء المسح ؟
مدة المسح: بالنسبة للشخص المقيم يوم وليلة بالنسبة للمسافر ثلاثة أيام بلياليها كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:( يمسح المقيم يوماً وليلة ويمسح المسافر ثلاثة أيام بلياليهن).
س/ متى تبدأ مدة المسح ؟
اختلف أهل العلم هل هو من الحدث بعد اللبس؟ أو من المسح بعد اللبس؟ كثير من الفقهاء قال: من الحدث بعد اللبس ولكن لما روي عن عمر أنه المسح بعد اللبس وهذه تبدأ مدة المسح، يبدأ المقيم أربع وعشرين ساعة من المسح بعد اللبس ويحسب اليوم والليلة، أو ثلاثة أيام ابتداءً من المسح بعد اللبس.
س/ إنسان أراد أن يغتسل للجنابة أو يغتسل أي غسل هل يمسح على الخفين أو لا يمسح ؟
لا يمسح، إنما يمسح إذا أراد أن يتوضأ.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ متى تبتدئ مدة المسح ؟
قال بعض الفقهاء: يمسح من حدث بعد لبس، والحدث بعد اللبس المراد به مثلاً لو إنساناً توضأ الآن بعد صلاة العصر، ثم لم يحدث إلا بعد العشاء في الساعة التاسعة مثلاً، قال: إن اليوم والليلة يبدأ من الساعة التاسعة، هذا قول كثير من الفقهاء.
القول الآخر: هو من المسح بعد اللبس يعني هذا أحدث الساعة التاسعة لكنه لم يمسح إلا حين أراد أن يصلي الوتر الساعة الثانية عشرة بالليل أو آخر الليل فيبدأ الأربع وعشرين ساعة تبدأ واليوم والليلة من المسح بعد اللبس وهو من حين مسح بعد أن لبس ولو أحدث قبل ذلك.
والصواب: -والله أعلم- من المسح بعد اللبس؛ لقول عمر -رضي الله عنه- وكذلك أيضاً هو الذي يتم به مسمى اليوم والليلة للمسح, يمسح المقيم يوم وليلة، فقال: يمسح، فمعناه يبدأ من المسح بعد اللبس ويحسب اليوم والليلة وكذلك المسافر يحسب ثلاثة أيام من المسح بعد اللبس.

س/ المسافر لو فرض أن اليوم مسح مثلاً الآن وسافر غداً في الصباح هل يتم ثلاثة أيام ولا يتم يوم وليلة ؟
يوم وليلة؛ لأنه ابتدأ المسح مقيماً، فيمسح, يتم مسح مقيم ثم يبدأ لكن لو لبس الخف أو الجورب ثم لم يمسح إلا بعد أن بدأ السفر يتم ثلاثة أيام بلياليها, له أن يمسح ثلاثة أيام بلياليها.

س/ هل يشترط أن الخف أو الجورب أن يكون طاهراً ؟

يشترط أن الخف أو الجورب أن يكون طاهراً وهذا كأي لباس يلبسه مريد الصلاة أنه لابد أن يكون طاهراً فلو تنجس غسله ومسح عليه كالثوب الذي عليه.
عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال:( كنت رجلاً مذاء فاستحييت أن أسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمكان ابنته، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال: يغسل ذكره ويتوضأ) وللبخاري: (اغسل ذكرك وتوضأ) ولمسلم : (توضأ وانضح فرجك).

س/ ما درجة حديث علي ابن أبي طالب ؟
هذا الحديث متفق عليه، رواه الإمام البخاري ورواه الإمام مسلم، وأيضاً رواه غيرهما من أهل السنن والإمام أحمد وغيره.

س/ ما المذي ؟
المذي: هو سائل يخرج من الذكر عند تهيج الشهوة، ويختلف عن ماء الرجل -المني- بأنه أخف منه، أخف من المني وأيضاً لا يكون دفقاً ولا بلذة؛ لا يصاحبه الدفق ولا تصاحبه اللذة، لكن عندما تهيج الشهوة ينزل هذا السائل.

س/ ما هي أنواع السوائل التي تخرج بالنسبة للرجل ؟
السائل الأول: البول: وهو نجس ويجب فيه الوضوء، بعد غسل الذكر، أو غسل ما نزل عليه هذا البول من الجسد أو الثوب.
السائل الثاني: المذي: ويخرج عند تهيج الشهوة ولا يكون دفق، ولا يكون بلذة وهو أخف من المني، ويميل لونه إلى الصفرة أكثر من المني.
السائل الثالث: المني: هو يخرج دفقاً وبلذة، يشعر فيه الرجل بالدفق ويخرج باللذة، وغالباً ما يكون ثقيلاً، ليس نجساً كالمذي والبول، ويجب فيه الغُسل سواءً خرج بقصد كالجماع, أو خرج بدون قصد كالاحتلام, أو خرج بإخراجه بأي وسيلة من وسائل الإخراج سواءً طبية أو غير طبية.
س/ لماذا قال الإمام علي:( فاستحييت أن أسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
لأنه من المعلوم أن الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان زوجاً لفاطمة بنت محمد -رضي الله عنها وأرضاها- فيستحي أن يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه زوج ابنته.


س/ ما المراد بالنضح ؟

النضح: الرش بالماء حتى يتشبع المرشوش به، يعني تنضح على هذه القطعة أو على هذا الثوب ترشه رش حتى يتشبع هذا الثوب بهذا الماء، أما الغسل فيصاحبه الدلك، أو يتأكد من النظافة، يتأكد من زواله حتى ولو تكاثر عليه الماء.

س/ ما المقصود من قوله: ( كنت رجلاً مذاءًا) ؟
يعني هذه صيغة مبالغة، بمعنى كثير المذي.
س/ ما الذي يبينه هذا الحديث ؟
فيه بيان ما يجب في المذي:
الأمر الأول: أن المذي يصيب بعض الرجال ويكثر عند آخرين ويقل عند آخرين وأن أهم مسبباته تهيج الشهوة عند هذا الرجل.
الأمر الثاني: دل على أن المذي ناقض للوضوء، فلابد إذا أراد الإنسان أن يصلي أو يقرأ القرآن -أن يمس المصحف- أو يطوف فعليه أن يتوضأ.
الأمر الثالث: أن المذي نجس، بدليل قال:( يغسل ذكره) والغسل يكون من النجاسة، فدل على أنه إذا أصاب البدن شيء منه, أو أصاب الثوب شيء منه فلابد أن يُغسل, وكونه يغسل دل على أنه نجس.
س/ ما الواجب إذا خرج المذي ؟
الواجب: أن يُغسل الذكر وأن ينظف.


س/ هل يغسل الذكر جميعه أو يغسل ما أصابه المذي ؟
جمهور أهل العلم -من المالكية والشافعية والحنابلة- أن الغسل للذكر جميعاً، وذهب بعض أهل العلم بأنه يغسل ما أصابه المذي فقط، وهذا قول الشافعية وبعض الأحناف.


س/ ما القول الراجح في الغسل للذكر ؟
القول الأول أرجح بأن يغسل الذكر جميعاً، لسببين:
الأول: النص؛ نص الحديث:( يغسل ذكره) الرواية الأخرى:( اغسل ذكرك وتوضأ)، فدل على أن المراد الغسل لجميعه.
الثاني: أنه ما دام لتهيج الشهوة فالماء يطفئ هذه الشهوة فيغسل الذكر جميعاً.


س/ ما الفرق بين المذي والمني ؟
الفرق بين المذي المني من وجوه:
الوجه الأول: عند خروج المني يجب الغسل، بينما المذي يوجب الوضوء.
الوجه الثاني: المني طاهر والمذي نجس؛ والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصيب بدنه أو يصيب ثوبه وما كان يغسل وإنما إذا كان يابساً يفرك.

س/ هل تغسل الأنثيان بعد خروج هذا المذي ؟
بعض أهل العلم يقول: أنه يغسل أو تغسل الأنثيان بعد خروج هذا المذي؛ لأنه قد ورد بعض الروايات ( وغسل الأنثيين).

س/ هل يجزئ الاستجمار -سواءً كان بالحجارة أو بغيرها- عن الماء ؟ كما في البول أو لا تجزئ ؟
لا تجزئ، إذا خرج المذي فلا تجزئ ولا يجوز تطهيره بمجرد الحجارة فلابد من الماء؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( اغسل) يعني فأمر بالغسل فقال: يغسل، فدل على أنه لا يجزئ تطيهر المذي بالحجارة كما يطهر البول بها، أو بعموم الاستجمار.


عن عباد بن تميم -رضي الله عنه- عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني -رضي الله عنه- قال: ( شُكي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريح) .

س/ ما درجة حديث عباد ابن تميم ؟
هذا الحديث متفق عليه، رواه البخاري ورواه مسلم ورواه غيرهما أيضاً.

س/ أشرح الحديث شرحاً وافياً ؟
عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني قال:( شكي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل) شُكي المبني للمجهول ( إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة) يعني يتصور، والتخيل معروف؛ يتصور الشيء ولو لم يكن حقيقة ( يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة) يجد الشيء في الصلاة يعني من الحدث، قال:( لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريح)، يجد ريحاً يعني يشم رائحة، فإن لم يسمع الصوت -صوت الخارج- أو يشم الرائحة فلا يخرج من الصلاة.
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما الذي يدل عليه الحديث في ظاهره ؟
هذا الحديث ظاهره أن الإنسان في صلاته -مستمر في صلاته- لا ينقض طهارته إلا أن يسمع بأذنه صوت خرج منه أو يشم بأنفه رائحة خرجت منه، حينئذ انتقض وضوءه وبطلت صلاته وعليه أن يتوضأ ويأتي للصلاة مرة أخرى.

س/ ما القواعد الفقهية التي تستنبط من هذا الحديث ؟
القاعدة الأولي: أن الاصل بقاء ما كان على ما كان.
القاعدة الثانية: أن اليقين لا يزول بالشك.


س/ أذكر مثالاً يوضح القاعدة الأولي ؟
مثال ذلك: أنا الآن مثلاً بعد العصر ما أدري صليت العصر ولا ما صليته، الأصل أني صليت، بقاء ما كان على ما كان؛ لأنه لو نسي الإنسان وحاول أنه كل ما تذكر صليت أو ما صليت، يستمر طول حياته يصلي لكن ما دام الأصل أنه أذن العصر وتصلي فبقاء ما كان على ما كان.

س/ أذكر مثالاً يوضح القاعدة الثانية ؟
مثال ذلك: أنا الآن في الحج طفت لكني شكيت هل هي ثلاث أشواط أو أربعة أشواط، البناء على ماذا ؟ على اليقين الذي هي ثلاثة، أنا الآن أرمي الجمرات، رميت أربع أو خمس ما أدري كم؟ اليقين ما هو؟ أربع, أبني على اليقين.

س/ ما حكم إنسان يشك في أصل العبادة في أثناء العبادة وبعد العبادة ؟
القاعدة في هذا أن:
الشك إذا كان في وقت العبادة وهو لا زال يصلي، هو صلى ثلاث أو أربع، نقول بقاء ما كان أو الأصل وهو اليقين وهو الثلاثة، أما إذا صلى وانتهى، ثم بدأ يشك أنا صليت ثلاثة ولا أربعة نقول: لا محل للشك هنا، فالشك بعد أداء العبادة لا محل له، فلا يلتفت للشك مطلقاً لبقاء الأصل، والأصل أنه أدى العبادة كما كانت.

س/ ما الفائدة من العمل بقاعدة( أن الأصل بقاء ما كان على ما كان ) ؟

العمل بهذه القاعدة يعطي الإنسان وقاية من أمراض الشكوك والوساوس؛ لأن هذه الشكوك اليسيرة هي مدخل الشيطان للوسوسة، فيستمر الإنسان بوسوسة, فإذا عمل بهذه القاعدة أغلق باب الوسواس، هذه أمور مهمة وخصوصاً في منهج الحياة مع خضم إشكالات الحياة.
س/ ما الوسوسة ؟
الوسوسة: هي عبارة عن مدافعة من الشيطان لهذا الإنسان لأجل أن يوقعه في إفساد عبادته، وضوءه أو صلاته، أو يؤذيه أو يبعده عنها أو يجعله يتأخر عنها
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن أم قيس بنت محصن الأسدية -رضي الله عنها- أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم– فأجلسه رسول الله -صلى الله عليه وسلم– في حجره فبال على ثوبه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله).
س/ ما المعني الإجمالي للحديث ؟
هذا الحديث فيه قصة, وهي أن من عادة النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يأتي إليه الناس والصحابة بأبنائهم الصغار رجاء بركته -عليه الصلاة والسلام- في الدعاء أو في أخذ الشيء من آثاره -عليه الصلاة والسلام، أم قيس بنت محصن:( أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام) لم يأكل الطعام معنى ذلك أنه صغير أقل من سنتين لازال يعتمد على شرب الحليب أو اللبن,( أتت به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم– فأجلسه في حجره) المقصود في حجره أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان جالساً, وأجلسه في حجره أو في حضنه( فبال على ثوبه) الصغير بال على ثوب النبي-صلى الله عليه وسلم-( فدعا بماء) فدعا: يعني النبي-صلى الله عليه وسلم-( بماء فنضحه) النضح: هو الرش, فنضحه بالماء يعني رش موضع البول بالماء( ولم يغسله).
س/ ما حكم البول ؟
البول: بول الآدمي نجس, والدليل على ذلك من الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم- دعا بماء ليغسله أو لينضحه، فالبول نجس, وأنه يغسل, فتزال النجاسة بالماء إذا صاحبت الثوب فإذا صاحبت النجاسةُ الثوبَ؛ حينئذ يجب تطهيره, وتطهيره يكون بالغسل, فتغسل هذه النجاسة.

س/ هل يغسل من بول الصبي ؟
النبي-صلى الله عليه وسلم- خفف حكما من الأحكام, وهو نجاسة بول الصغير الذي لم يأكل الطعام، أما الصغير الذي لم يأكل الطعام يكتفي بالنضح يعني بالرش, لفعل النبي صلي الله عليه سلم:( فدعا بماء فنضحه على ثوبه ولم يغسله)، وإنما يكتفي بمجرد النضح.
س/ هل يقاس بول الجارية على الذكر ؟
نعم من أهل العلم من قاس ذلك؛ قاس الأنثى على الذكر, فالأنثى التي لم تأكل الطعام لازالت صغيرة, قاس على الصغير، ومنهم من لم يجرِ القياس, وهم جمهور أهل العلم.
س/ لماذا فرقوا بين الذكر والأنثى ؟
ـ منهم من يقول: إن تحلل الطعام عند الذكر يبقى أخف من تحلله عند الأنثى, فالأنثى يبقى على الأصل وهو الغسل فيحتاج إلى تطهير, والذكر يكون الأمر مخفف, هذا التعليل لا نستطيع أن نجزم به إلا بعد ما نتأكد من الطب.
ـ من أهل العلم من لم يعلل بذلك وإنما قال: لأن الابن كثير العبث وكثرة العبث تجعله يأتي لهذا ولهذا, والبنت أهدأ, فكثرة العبث معناه أنها توزع النجاسة, فاحتيج من باب سماحة الإسلام ويسر الإسلام أنه خفف تطهير هذه النجاسة؛ لأن البلوى فيه كبيرة.
ـ ومن أهل العلم من جعل أن الأمر تعبدي لله سبحانه وتعالى.
وعلى أي حال هذا ما ذكره أهل العلم, فالجمهور على التفريق بين الذكر والأنثى في تطهير بول الصبي, فمن باب الاحتياط أن الأنثى إذا بالت الصغيرة على ثوب فيغسل, وأما الذكر إذا بال على ثوب وهو لم يأكل الطعام فينضح والفارق ليس كبيرا.
س/ ما الفوائد التي يدل عليها الحديث ؟
أولاً: النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو القائد الأول للمسلمين يستقبل أطفال المسلمين, ويلاعبهما دائما بل كان يصلي وهو حامل للحسن أو حامل للحسين، واستقباله لأطفال المسلمين مما يأتي به الصحابة أو الصحابيات لكي ينالوا بركته -عليه الصلاة والسلام-, وهذا التعامل لاشك أن فيه شيء من الحنان والرقة والتلطف مع هؤلاء فيجلب الثقة لهذا الطفل بنفسه بما لديه, وأيضا يجلب للكبير أن يتعامل مع جميع المستويات ؛ لذلك ينبغي أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوة للجميع, فيتعامل الناس مع الكبير ومع الصغير بكل حنو ولطف.
ثانياً: أن الإسلام دين النظافة قد يتصاغر الناس بعض الأشياء الصغيرة, هذا بول صبي صغير يعني لا ينظف أو لا يحتاج إلى نظافة, ومع ذلك يحرص النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن ينظف هذا الثوب من بول هذا الصبي فهذا يدل على أن ديننا دين النظافة والنزاهة, وينبغي أن يكون الإنسان نظيفا في ثوبه ونظيفا فيما وراء الثوب؛ في قلبه من سائر الأوساخ.
ثالثاً: أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينتهر ذلك الصبي أو يزجره حينما بال على ثوبه الشريف -صلى الله عليه وسلم- وهذه من قوة تعامله -عليه الصلاة والسلام-, لم يظهر تضايقه -عليه الصلاة والسلام- وإنما دعا بالحقيقة, دعا بالماء لينضحه, فنضحه وانتهى الأمر, وهذا يدل -بلا شك- على قوة هذا التعامل مع من حوله -عليه الصلاة والسلام.
عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت ( أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه) ولمسلم ( فأتبعه بوله ولم يغسله) .
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد, فزجره الناس, فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما قضى بوله أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذنوب من ماء فأهريق عليه).
س/ ما المراد بالأعرابي؟ ومن هو؟
الأعرابي: هو نسبة إلى الأعراب, والأعراب: هم سكان البادية, هم سكان البوادي, سواء كانوا عرباً أو عجماً ما داموا سكان البادية, هذا الأعرابي قيل إنه الأقرع بن حابس التميمي, وقيل إنه عيينة بن حصن, وقيل إنه ذو الخويصرة اليماني -رضي الله عن الجميع.
س/ ما المقصود من قوله:( طائفة المسجد)،(فزجره الناس) ؟
طائفة المسجد: ناحية المسجد, وأصل الطائفة القطعة من الشيء, والمقصود في ناحية المسجد الأعرابي دخل والنبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته مجتمعون في مكان ذهب للناحية الأخرى فبال في المسجد.
( فزجره الناس): زجره الناس يعني نهره الناس, جاء ذلك في عدة روايات منها: ( فتناوله الناس) منها ( فثار عليه الناس) أو ( ثار إليه الناس) وفي رواية:( فقام إليه الناس ليقعوا به).
س/ ماذا قال النبي للصحابة ؟
قال:( فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن زجره) وفي رواية قال: (مه مه) في رواية قال: (لا تزرموه) يعني لا تشددوا عليه, في رواية قال: (اتركوه اتركوه) في رواية (دعوه) حتى انقضى بوله، ثم( أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذنوب من ماء فأهريق عليه).
س/ ما المقصود بالذنوب ؟
الذَنوب: بفتح الذال وهو الدلو الكبير الذي يستخرج به الماء من البئر, فإذا نزع الدلو حينئذ هذا هو الذنوب, وفي رواية:( سجلا من ماء) وهو بمعنى الذنوب.
س/ ما معني:( فأهريق عليه) ؟
أهريق: عليه يعني صُب عليه, وأصل أهريق في اللغة: أريق عليه, فأبدلت الهمزة؛ لأن الهمزة تكون ثقيلة في اللغة العربية تسهل فأبدلت الهمزة هاء: هريق عليه, وجد أنها أيضا ثقيلة؛ فلذلك زيدت الهمزة أيضا مرة أخرى فصارت أخف: أهريق عليه, يعني بمعنى صب عليه.
س/ ما الذي يدل عليه الحديث ؟
هذا الحديث يفيدنا:
ـ أن البول -بول الآدمي- نجس سواء وقع على الثوب أو وقع على الأرض أو وقع على الفرش أو وقع على الجدار أو أيا كان فيدل على تنجيس ما وقع عليه, والدليل على ذلك: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ( أمر بذنوب من ماء فأهريق عليه) صب عليه فدل على نجاسة البول ودل على تنجيس البول لما وقع عليه.
ـ ويدل أيضا -الفائدة الأخرى- على وجوب تطهير المكان الذي وقع عليه البول؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بذنوب من ماء فأهريق عليه.
س/ كيف يتم تطهير الأرض من النجاسات ؟
تطهير الأرض من النجاسات يكون بصب الماء عليها, وبعبارة أخرى بمكاثرة صب الماء على الأرض حتى يظن الذي يُطهر الأرض أنها تطهرت, لا يلزم من هذا مواد تنظيف, لا يلزم من هذا الشم, لا يلزم من هذا نزع التراب مثلا -إذا كان على الأرض- وإنما يكفي المكاثرة بالماء حتى يظن الذي يُطهر هذه الأرض أن هذه الأرض -أو الفرشة- تطهرت، وحتى يظن الشخص أن أثر النجاسة زال.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ الشمس والهواء وغيره هل تُطَهِّر الأرض لو لم يصب عليها ماء ؟
جمهور العلماء قالوا: بطهارة الأرض إذا زال الأثر, يعني زال بالريح زال بالشمس زال بمخالطة مادة أخرى مثل تراب فزال الأثر فطهرت الأرض، ورد بعض الآثار في هذا: « جفاف الأرض طهورها» أو « زكاة الأرض طهورها» هذه الأحاديث أو الآثار ليست قوية من حيث الإسناد, لكنها من حيث المعنى فيما ذهب إليه جمهور أهل العلم؛ لأن الشمس والهواء والرياح وغيرها تغير الأثر الباقي.
س/ إذا جفت النجاسة على فراش، فهل الإنسان الذي جلس على هذا الفراش يتنجس بحيث لو أراد أن يصلي غسل ثوبه ؟
لا، ما دامت النجاسة جافة والثوب جاف والملاصق لها جاف, فجاف على جاف طاهر بلا خلاف, لكن إذا أراد أن يصلي على هذه البقعة -على هذه الفرشة مثلاً- لابد من تطهيرها.
س/ ما حكم إنكار المنكر ؟
إنكار المنكر واجب من الواجبات, بدليل أن الصحابة -رضوان الله عليهم- قاموا لإنكار هذا المنكر, هذا الأعرابي بال في المسجد, البول في المسجد منكر, فالصحابة قاموا لإنكار المنكر, النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعترض على الإنكار، ولكن اعترض على أسلوب وطريقة الإنكار, فدل على أن المنكر يجب أن يزال؛ ولذلك المسلم يجب أن ينكر المنكر.
س/ كيف يكون الإنكار؟
الإنكار يجب أن يكون بالهدوء, يجب أن يكون باللين هذه القاعدة العظيمة:﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾[النحل: 125]، والموعظة الحسنة والحكمة والجدال بالتي هي أحسن واللطف﴿ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، ؛ ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( اتركوه اتركوه) (دعوه) في رواية أخرى( مه مه)، إذن الأسلوب والطريقة يجب أن يكونا بهدوء ولين ولطف مهما كان الشخص.
س/ ما القاعدة الفقهية التي نستفيدها من هذا الحديث ؟
القاعدة الأولي: ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ), وتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أخفهما, وتحصيل أخف الضررين بتفويت أكثرهما, فالأعرابي, لو أخذنا أسلوب الصحابة -رضوان الله عليهم- الذي أتوا لينهروا هذا الأعرابي, نفترض أنهم نهروه, فالنتيجة إذا قام سينجس نفسه, وسينجس بقعة أكبر وسيرتد هذا على نفسيته من هذا الموقف الذي بلي به, فتعددت الأضرار؛ ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( اتركوه) فأخذ بالمفسدة الأخف حتى لا تتعدد المفاسد وتكثر, هذا من وجه.
الوجه الآخر: فدرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة التي هي نهره ألا يبول, الرجل بدأ يبول, فلو نُهر ونُهي عن هذا الأمر فستتعدد المفاسد؛ ولذلك درء المفسدة هنا: يبول في مكان معين محصور, ثم ينبه بعد ذلك على أن فعله خطأ, أولى بكثير من أنه لو نهر فتعددت المفاسد, وفي سبيل مصلحة واحدة وهي تعليمه بأن هذا الأمر لا يجوز.
القاعدة الأخرى:( المبادرة إلى إزالة المفاسد عند زوال المانع) وهذه قاعدة أيضاً, لما انتهى الأعرابي من بوله حينئذ يجب إزالة النجاسة, المانع زال وهو حال بول الأعرابي, لكن النجاسة باقية؛ فحينئذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بادر بإزالة هذه المفسدة؛ وهي النجاسة التي في المسجد, فعندما يزول المانع يجب إزالة هذه المفسدة.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( الفطرة خمس: الختان, والاستحداد, وقص الشارب, وتقليم الأظفار, ونتف الآباط ).
س/ ما المراد بالفطرة ؟
الفطرة: هي التي فطر الله -سبحانه وتعالى- الناس عليها؛ يعني خلق الناس عليها وجعلها مما يكون في الأصل عند الإنسان, وما خالفه هو خلاف الأصل.
س/ ما المقصود بالختان ؟
الختان: هو قطع قلفة الذكر؛ يعني المولود لما يولد يوجد في ذكره قطعة لحم زائدة عن الذكر, والختان: هو قطع هذا الزائد, وطبعاً هذا من الأصل من الفطرة أن يقطع, لأنه يجلب النجاسات, والذكر -بلا شك- موضع حساس من الإنسان, فمن قمة النظافة والتطهير في هذا الدين أن تقطع هذه الأجزاء -اللحمة الزائدة أو القلفة كما تسمى- لأجل ألا تجمع هذه القاذورات والنجاسات للذكر؛ ومن ثمَّ يسبب الكثير والكثير من الأمراض لهذا الإنسان, والختان يكون للذكر, ويكون أيضاً للأنثى.
س/ ما الاستحداد ؟
الاستحداد: هو حلق الشعر الذي حول الفرج, بعبارة أخرى يعبر في بعض الروايات: حلق العانة, وهي ما حول الفرج سواء للذكر أو للأنثى, هذا هو الاستحداد.
س/ ما المراد من ( قص الشارب) ؟
الشارب: الذي هو ما تحت الأنف وفوق الفم, فمن الفطرة قص الشارب وألا يطول هذا الشارب فيؤثر أيضاً ويجمع كثير من النجاسات [الوساخات] عند الشرب أو عند الأكل ونحو ذل؛ ومن ثمَّ تتسرب هذه النجاسات [الوساخات] للفم.
س/ ما معني: (وتقليم الأظفار)،( نتف الإبط) ؟
تقليم الأظفار: بحيث لا تطول هذه الأظافر؛ لأنها أيضا مجمع للنجاسات.
نتف الإبط: وهو الشعر الذي ينبت في الإبط وأيضا يستجلب النجاسات؛ ومن ثمَّ يخرج الروائح الكريهة.
س/ ما الفائدة من هذا الحديث ؟
هذا الحديث يفيد الفائدة العظيمة: أن دين الإسلام دين الفطرة, فكل ما خلق الإنسان عليه مما جبله الله -سبحانه وتعالى- عليه ينبغي أن يتعامل معه هذا الإنسان؛ ولذلك المسلم يتفق مع الفطرة فمثلا لو أخذنا على سبيل المثال طول الأظافر: الذين انتكست فطرهم تجدهم يطيلون الأظافر, في الأظفار تجتمع النجاسات؛ لذلك الإسلام دين الفطرة, الله -سبحانه وتعالى- يريد للمسلم أن يكون متماشياً مع هذه الفطرة فيكون نظيفا كامل النظافة, مطهراً كامل التطهير, كما يكون قلبه كذلك, كما يكون تعامله كذلك, كما يكون سلوكه في الحياة كذلك؛ فلذلك الإسلام دين الفطرة, وينهى ويأبى أن يكون المسلم مخالف لهذه الفطرة، هذا الأمر الأول.
س/ ما الجامع بين هذه الخمس من الفطرة ؟
الجامع بين( الختان الاستحداد قص الشارب تقليم الأظافر نتف الإبط) البعد عن الأوساخ والقاذورات والروائح الكريهة, ومن ثمَّ البعد عن مسببات الأمراض فلو لم يختتن هذا الرجل لاجتمعت الأوساخ والقاذورات في الذكر, وأقرب الأماكن بعد الفم لجلب الأمراض هو الذكر –الفرج- .
الاستحداد وكله حول الذكر وحول الفرج, لو ترك شعوره التي حول الذكر ونمت ودون أن يحلقها لجمعت له الكثير من الأمراض والجراثيم والأشياء وأشد الأمراض أمراض هذه المنطقة, كذلك الشارب لو ترك حتى دخل في الفم ونحوه, ولذلك من السنة بل من الواجب قصه حتى لا يجتمع الأوساخ والقاذورات, كذلك تقليم الأظفار: لما تطول هذه الأظفار ويصبح كالمخالب, كذلك نتف الإبط, وهكذا الإبط لما يجتمع فيه هذه القاذورات, وينمى شعوره وتترك للنجاسات, إذن الجامع هنا: هو البعد عن الأوساخ ومن ثمَّ البعد عن مسببات الأمراض, فكل ما يبعد الإنسان عن الأوساخ وكل ما يبعد عن مسببات الأمراض فهو من الفطرة.
س/ ما حكم الختان ؟
بالنسبة للذكر حكمه واجب, لكن لا يستقر الوجوب إلا عند البلوغ؛ ولذلك مما ينبغي أن يبادر بختان الذكر بعد الولادة -ولو بزمن يسير- من أجل أن يبادر بنظافته, وأيضا يكون الألم أخف والعملية أسلم ما دام صغيراً, أما الأنثى فلا شك أنها أيضا تختتن.
س/ هل هذا الختان واجب أو مستحب أو جائز ؟
جمهور أهل العلم على أنه مستحب وليس واجباً كما يفهم البعض, والحكمة للختان بالنسبة للمرأة هو تقليل الشهوة.
س/ ما حكم كل من( الاستحداد قص الشارب تقليم الأظافر نتف الإبط)؟
(الاستحداد قص الشارب تقليم الأظافر نتف الإبط): هي في جملتها في دائرة الاستحباب إلا إذا زادت عن الحد, وبعض أهل العلم يجعل الحد أربعين يوما بالنسبة لحلق العانة بالنسبة لنتف الإبط بالنسبة لتقليم الأظفار بالنسبة للشارب, ولكن هذا الحد -أربعين يوماً- لا ينضبط؛ لأن إطالة الأظافر والشعر ونحوه قد يكون عند فلان أطول منه عند فلان, لكن من السنة أن يتعاهد المسلم هذا الأمر سواء ذكرا أو أنثى بأن لا يجعل شعر الإبط يطول, وكذلك شعر العانة وكذلك الأظافر لا يجعلها تطول حتى لا تحمل الأوساخ وتحمل القاذورات, وكان كثير من السلف يتعاهدون هذا في الجُمع وفي المناسبات, ولذلك شرع في مواضع أخرى عند الأعياد شرع عند الإحرام عندما يريد أن يحرم بالعمرة أو عندما يريد أن يحرم بالحج, فالتحديد بأربعين يوماً جاء في بعض الآثار, لكن هذا لا ينضبط.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب قال: فانخنست منه فذهبت فاغتسلت ثم جئت فقال: ( أين كنت يا أبا هريرة ؟) قال: كنت جنباً فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة فقال: ( سبحان الله إن المؤمن لا ينجس).
س/ ما المراد بالغسل ؟
الغُسل: بضم الغين هو: اسم للاغتسال الذي هو تعميم البدن بالماء.
س/ ما الجنابة ؟
الجنابة: أصلها البعد, ولذلك يقال للشيء البعيد أجنبي, وقيل لمن أصابه الاحتلام أو جامع زوجته أو لمن خرج منه المني أنه جنب؛ لأن الماء هذا الذي خرج باعد بينه وبين الطهارة التي من خلالها يقوم بالعبادات.
س/ لماذا شرع الغسل ؟
لأن هذا الماء الذي نزل سواء عن طريق الاحتلام أو عن طريق الجماع أو عن أي طريق آخر أو حصلت الجنابة بالجماع ولو لم يكن إنزال؛ سمي هذا الشخص الذي أصيب بهذا الشيء جنباً لأن هذا الفعل باعد بينه وبين العبادة فلابد أن يزيل هذه الجنابة لأجل أن يقوم بالعبادة عن طريق الغسل؛ لذلك شرع الغسل من الجنابة لهذا البعد.
س/ ما درجة حديث أبي هريرة ؟
هذا الحديث متفق عليه رواه الإمام البخاري ورواه الإمام مسلم في صحيحيهما ورواه غيرهما أيضاً.
س/ هل الجنابة تسبب النجاسة ؟
الجنابة إذا أصابت المسلم لا تسبب له النجاسة, وإنما يكون على غير طهارة للتعبد؛ ولذلك النبي-صلى الله عليه وسلم- بين أن المؤمن لا ينجس, وإنما الذي ينجس نجاسة معنوية هو المشرك, كما قال سبحانه وتعالى ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾[التوبة: 28]، فهو طاهر سواء أصابته جنابة أو لم تصبه جنابة, وإنما يكون هنا أحدث حدثا يستدعي: إما الاغتسال إذا كان جنابة, وإما الوضوء إذا كان حدثا أصغر.
س/ ما معني قول أبو هريرة -رضي الله عنه-:( فانخنست منه) ؟
انخنست: يعني ابتعدت واختفيت عن النبي-صلى الله عليه وسلم-.
س/ ما الذي يدل عليه قوله:( سبحان الله إن المؤمن لا ينجس) ؟
سبحان الله هذه للتعجب, وأصلها سبحان الله للتنزيه, تنزيه الله -سبحانه وتعالى- عن جميع النقائص والعيوب، قال النبي-صلى الله عليه وسلم- مصححا هذا المفهوم( سبحان الله: إن المؤمن لا ينجس).
س/ ما المسائل الذي يشير إليها الحديث ؟
هذا الحديث فيه مسائل, ومن هذه المسائل:
أولاً: تعظيم واحترام أهل الفضل والصلاح, وأعلى أهل الفضل والصلاح أهل العلم إذا اقترنوا بالتدين، فجمعوا بين العلم والتقى, هؤلاء هم أعلى الناس؛ ولذلك أبو هريرة -رضي الله عنه- هنا وهو الصحابي الجليل الذي يعرف مكانة النبي-صلى الله عليه وسلم- من تعظيمه له -عليه الصلاة والسلام- أنه لم يرد أن يجالس النبي-صلى الله عليه وسلم- وهو على غير طهارة, وهذا بلا شك من قوة الاحترام والتقدير.
ثانياً: أن الجنابة لا تدل على نجاسة البدن, كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم- (سبحان الله إن المؤمن لا ينجس), وهذا بلا شك ميزة للمسلمين, كرمهم الله -سبحانه وتعالى- بهذا الدين الطاهر, وما داموا مسلمين ماداموا مؤمنين, فهم على طهارة وهم طاهرون؛ وإنما يكون على غير طهارة حسية, هذه الطهارة التي لا يجوز أن يباشر العبادة بالذات الصلاة وقراءة القرآن أو مس المصحف إلا أن يرفع هذا الحدث.
ثالثاً: افترض بعض أهل العلم هذه الطهارة حتى على الميت من المسلمين, الميت من المسلمين طاهر؛ لقوله:( إن المؤمن) ومعناه إن المؤمن حياً وميتاً, فالمؤمن شامل للحي والميت.
رابعاً: يجوز تأخير الغسل لمن وجب عليه الغسل؛ لأن أبا هريرة -رضي الله عنه- لما شاهد النبي-صلى الله عليه وسلم- انخنس, معناه أن الجنابة أصابته قبل ذلك وكان هناك وقت بين الجنابة وبين الغسل, فدل على جواز أن يؤخر من أصابته الجنابة الغسل عن وقت الجنابة, وإن كان هذا جائزاً إلا أن الأولى والأفضل والأكمل أن يغتسل من أصابته الجنابة حين إصابة الجنابة.
خامساً: من الأدب الاستئذان عند الانصراف, ولذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- هنا سأل أبا هريرة:( أين كنت يا أبا هريرة ؟) كنت قبل قليل معي, فلما تريد أن تنصرف تستأذن, حتى ولو كان لانصرافه مبرر- عليه أن يستأذن من باب الأدب.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه وتوضأ وضوءه للصلاة, ثم اغتسل, ثم يخلل بيديه شعره, حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات, ثم غسل سائر جسده)، وقالت: ( كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد نغترف منه جميعاً) .
وعن ميمونة بنت الحارث زوج النبي-صلى الله عليه وسلم- قالت: ( وضعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – وضوء الجنابة فأكفأ بيمينه على يساره مرتين أو ثلاثاً, ثم غسل فرجه, ثم ضرب يده بالأرض أو الحائط مرتين أو ثلاثاً, ثم تمضمض واستنشق وغسل وجهه وذارعيه, ثم أفاض على رأسه الماء, ثم غسل جسده, ثم تنحى فغسل رجليه, فأتيته بخرقة فلم يُرِدْهَا فجعل ينفض الماء بيده) .
س/ ما درجة هذان الحديثان ؟
هذان الحديثان: حديث عائشة وحديث ميمونة وكلاهما من أزواج النبي-صلى الله عليه وسلم- و -رضي الله عنهن- كلا الحديثين من المتفق عليه, والذين رواهما البخاري ومسلم.
س/ ما هي صفة الغسل ؟
هناك صفتين للغسل:
الصفة الأولى: الصفة الكاملة والتامة مثل ما قلنا في الوضوء سابق أن الأكمل أن يكون ثلاث مرات لكل عضو, وأن الواجب مرة واحدة, فإذن الغسل أيضا له كذلك له صفة كاملة يعلو فيها الأجر والثواب.
الصفة الأخرى: صفة مجزئة التي هي الواجب.
س/ ما صفة الغسل المجزئ ؟
هو أن يعمم الجسد بالماء بعد غسل الفرج من أثر الجنابة والمضمضة والاستنشاق, فإذا عمم الجسد بالماء تم الغسل, حتى في الشعر لابد من وصول الماء إلى البشرة -التي هي منابت الشعر- فإذا وصل الماء إلى البشرة بعد المضمضة والاستنشاق, وغسل الفرج مما أصابه من الجنابة؛ حينئذ يتم الغسل المجزئ -هو الغسل الواجب- الذي إذا قصَّر المغتسل فيه فحينئذ يعتبر مقصرا ولابد من الإتمام.
س/ هل المضمضة واجبة في الغسل ؟
واجبة على الصحيح, فيها خلاف لكن الصحيح أنها واجبة في الغسل كما هي واجبة في الوضوء، المضمضة والاستنشاق.
س/ متى يبدأ غسل اليدين عند الاغتسال ؟
في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه) يعني إذا أراد الغسل كما في قوله تعالى:﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ﴾ [النحل: 98]، فالاستعاذة بالله تكون قبل القراءة, فكذلك هنا تقول عائشة:( إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه) غسل اليدين قبل الغسل، والمقصود باليدين الكفين.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما المراد بقوله:( ثم يخلل بيديه شعره) ؟
يعني صب الماء على الشعر, خلل اليدين الشعر لكي يتأكد من وصول الماء إلى البشرة؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان ذا شعر, وكان يصل شعره إلى شحمة أذنيه -عليه الصلاة والسلام- قالت:( ثم يخلل بيديه شعره حتى إذا ظن أنه أروى بشرته) أروى البشرة: يعني وصل الماء إلى البشرة.
س/ هل يكفي إفاضة الماء مرة واحدة ؟
إفاضة الماء على الجسد مرة واحدة كافية لكن الأكمل كما جاء في الحديث وهذا مذهب الحنابلة -وإن كان الجمهور على خلاف ذلك- أن إفاضة الماء ثلاث مرات على الجسد هذا هو الأكمل كما في هذا الحديث.
س/ ما حكم اغتسال الزوج والزوجة من إناء واحد ونظر كلٍ منهما إلى عورة الآخر ؟
قالت عائشة:( كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد نغترف منه جميعا) فالإناء واحد, فالنبي يأخذ وعائشة -رضي الله عنها- تأخذ من هذا الإناء, بمعنى أن اليد قد تدخل في الإناء ويد الآخر قد تدخل في الإناء فهذا لا يؤثر، فاستنبط من هذا: جواز اغتسال الزوج والزوجة من إناء واحد, وبناء على هذا استنبط بعض أهل العلم جواز نظر الزوج إلى عورة زوجته, وجواز نظر الزوجة إلى عورة زوجها, ب دليل ما قالت عائشة( كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد نغترف منه جميعاً).
س/ ما المقصود من قول ميمونة:( فأكفأ بيمينه على يساره) ؟
هنا فيه تفصيل في غسل الكفين, هل أدخل يديه في الإناء أم يكفئ من الإناء؛ يعني هل أدخل النبي-صلى الله عليه وسلم- يده في الإناء وغسل كفيه أول ما استيقظ ؟ أكفأ من الإناء, تقول:( فأكفأ بيمينه على يساره مرتين) يعني يكفئ على يساره ثم يغسل كفيه.
س/ لماذا ضرب النبي بيده الأرض ؟
لكي يزيل ما علق بيده من النجاسة من خلال غسل الفرج فيتأكد.
س/ هل هذا الضرب واجب ؟ وما المقصود منه ؟
هذا الضرب ليس بواجب وإنما المقصود هو تنظيف اليدين, إذا علق بهما نجاسة؛ ولذلك قالت:( ثم ضرب يده بالأرض أو الحائط) لأن الحائط كان من الطين.
س/ لماذا تنحي النبي صلي الله عليه وسلم ( ثم تنحى فغسل رجليه) ؟
تنحى النبي صلي الله عليه وسلم أي ابتعد قليلاً لأن المكان من الطين فالرجلين الآن مع غسل الماء أصابها الطين فذهب إلى مكان يابس.
س/ لماذا غسل الرجلين ؟
لأنه لم يغسلها في الوضوء فغسلها, هنا النبي-صلى الله عليه وسلم- بعد أن انتهى.
ما المقصود من قول ميمونة:( فأتيته بخرقة فلم يُرِدْهَ) ؟
يعني خرقة لكي يتنشف.
س/ هل التنشف بعد الغسل مشروع أو غير مشروع ؟
النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يردها, قالوا: إن الأصل مشروع, لكن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يردها هنا: إما أنه مستعجل لكي لا يتأخر عن الصلاة, والدليل على هذا قولها:( فجعل ينفض الماء بيديه) من أجل أن يتنشف, فالتنشف بعد الوضوء الصحيح -وإن كان بعض أهل العلم قال إنه ليس بسنة- أنه مشروع، إذا احتاج إلى هذا التنشف.
س/ ما هي صفة الغسل الكاملة ؟
صفة الغسل الكاملة:
أن يبدأ بغسل كفيه, والكفين لا يدخلها في الإناء؛ خصوصاً بعد الاستيقاظ من نوم الليل هذا فيغسلها بإكفاء الإناء، بعد غسل اليدين يغسل الفرج, فإذا تأكد من نظافته بدأ وضوءه للصلاة, فيتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه وذراعيه, ثم يفيض الماء على رأسه حتى يروي البشرة, وإذا أفاض ثلاث مرات فهو الأكمل, ثم يغسل سائر جسده؛ يبتدئ بالشق الأيمن لأنه( كان يعجبه التيمن في تنعله وفي ترجله وفي طهوره وفي شأنه كله) والغسل من الطهور, يبدأ بالشق الأيمن فإذا ظن أو غلب على ظنه أنه ارتوى يذهب للشق الأيسر, ثم إذن انتهى يغسل رجليه إن لم يتأكد من إصابة الماء رجليه.
س/ ما هي صفة الغسل المجزئة ؟
الصفة المجزئة: تعميم الجسد بالماء بعد غسل الفرج والمضمضة والاستنشاق.

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قال: ( بعثني النبي-صلى الله عليه وسلم- في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء, فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة, ثم أتيت النبي-صلى الله عليه وسلم- فذكرت له, فقال: إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا, ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة, ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه).
س/ ما المعني الإجمالي للحديث ؟
قال عمار -رضي الله عنه-:( بعثني النبي -صلى الله عليه وسلم- في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء) طبعاً هذه الحاجة تطلبت النوم فدل على أنه أصابته جنابة و ليس معه ماء يكفي( فتمرغت في الصعيد) يعني تقلب في الصعيد ( كما تمرغ الدابة) فكان يتقلب, لأنه ليس عنده فكرة في الكيفية -في الصفة- ولذلك قاس التيمم على الغسل, بما أن الماء في الغسل ينبغي أن يعم البدن كله, فهو ظن أنه يجب أن يعم التراب -أو أن يعم الصعيد- سائر الجسد فقال: ( ثم أتيت النبي-صلى الله عليه وسلم ) هو مستشكل طبعاً هنا( فذكرت له ذلك, فقال: إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا ثم ضرب بيديه الأرض)، وهذا صفة التيمم( ضربة واحدة ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه).
س/ هل يجوز التيمم بالرمل وغيره ؟
الراجح في التيمم أنه ما صعد على وجه الأرض, ولا يخص بالتراب, فإذا كان الذي على وجه الأرض الرمل مثلاً, فالرمل معروف ليس له غبار، فيكفي الرمل, لو الأرض كما تسمى جص أرض مثل الجص ليس تراب, لا يقال هذا تراب وإنما هو مادة أخرى, فإذن يكفي، فما دام أن الصعيد هو الذي ظاهر أيا كان هذا الصعيد فيجزئ، فتعبير القرآن:﴿ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ وقول النبي صلي الله علي وسلم:(عليك بالصعيد) فإذن هو ما صعد على وجه الأرض, نعم هناك من أهل العلم -وهو قول آخر- من قال: لابد من التراب، الصحيح وهو أنه الصعيد أياً كان هذا الصعيد, نعم من وجد التراب فهو أولى.
س/ ما هي صفة التيمم ؟
صفة التيمم: يضرب الأرض بيديه, يمسح يديه اليمنى باليسرى, ثم ظاهر كفيه؛ يعني الكف هنا الظاهر, ثم يمسح وجهه.
س/ هل يكفي في صفة التيمم ضربة واحدة ؟
في صفة التيمم يكفي ضربة واحدة, وهذا هو قول الجمهور وهو القول الصحيح، هناك قول للشافعية وهو أنه: لابد من ضربتين؛ ضربة لليدين وضربة للوجه, واستدلوا بحديث عن ابن عمر -رضي الله عنهما-( التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين) وهذا الحديث قال عنه أهل العلم: إنه ضعيف، والصحيح أنها الصفة الأولى التي بُينت في الحديث -الذي رواه البخاري ومسلم- أنه ضربة واحدة وليس ضربتين.
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ( أعطيب خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر, وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً, فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ, وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي, وأعطيت الشفاعة, وكان النبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى الناس عامة) .
س/ ما المقصود من قوله صلي الله عليه وسلم قال:( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر) ؟
الرعب: الخوف, يعني يصاب الأعداء بالخوف من النبي-صلى الله عليه وسلم- أو من المسلمين إذا بقي على مسافة التلاقي بينهما شهر، فذلك من مواضع النصر أن العدو يصاب بالرعب, يصاب بالخوف من المسلمين ولو كان المسلمون جالسين في مكانهم.
س/ ما المراد بالمسجد في قوله:(مسجداً وطهور) ؟
المسجد: هو موضع السجود من الأرض, وليس المقصود المسجد هي البقعة التي أحيطت بجدران وخصصت للصلاة فيها, فجعلت الأرض كلها موضع سجود, يعني يصح الصلاة فيها.
س/ لماذا قال ( طهورا ) ولم يقل طاهر ؟ً
الطهور: هو الطاهر في نفسه والمطهر لغيره، أن الأرض كلها تصح الصلاة فيها, ويصح التيمم منها.
أما الطاهر: فهو الطاهر في نفسه.
س/ ما المقصود بالغنائم ؟
الغنائم: عندما يتقابل جيش الكفار مع جيش المسلمين وينتصر المسلمون ويغنمون بعض الغنائم, هذه الغنائم أحلت للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأحلت لأمته على ما ورد في تقسيمها, لكن للأمم السابقة لم تحل إنما تجمع وتحرق، ولا يستفيد منها المسلمون أو الذين تبع هذا النبي.
س/ متى يكون النصر للمؤمنين ؟
من أهم شروط هذا: أن ننصر الله -سبحانه وتعالى- وأن ننصر نبيه -عليه الصلاة والسلام- وأن ننصر دين الله -جل وعلا- مهما كان العدو أو المقابل أو الطرف الآخر أو ماذا نسميه, فمهما كان, ما دمنا دخلنا في ساحة المعركة الفكرية أو ساحة المعركة الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية أو أيا كانت.. هنا يجب أن ننصر الله لكي تتم لنا هذه الخاصية, لأن الله -جل وعلا- في كتابه ماذا يقول:﴿ إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾ [محمد: 7]، هذا الشرط الوحيد, انصر الله ينصرك, مهما كان.


 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى الناس عامة) .
س/ هل العدد في الحديث مراد ؟
العدد غير مراد، فقد ورد في عدة روايات أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( فُضلت على الأنبياء بست) وفي حديث قال:( وأعطيت جوامع الكلم وختم بي النبيون) وفي حديث: أنها سبع خصال:( فضلنا على الناس بثلاث خصال) يعني غير ما سبق( جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ...)، وغيرها من الأحاديث، فالعدد غير مراد، إنما هذه مما فضل به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال:( لم يعطهن أحد قبلي) يعني من الأنبياء قبل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن ثمَّ -هذه الخمس- هي أيضاً خصيصة لأمته -عليه الصلاة والسلام.
س/ متى قال النبي:( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي) ؟
جاء في بعض الروايات أن هذه المقالة قالها النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من غزوة تبوك.
س/ ما المقصود من قوله:( مسيرة شهر) ؟
يعني قبل أن يصل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى القوم أو العدو يبدأ الخوف لديهم بمسافة شهر، ذكر بعض الشراح أن مسيرة شهر ليست مراده هنا، وإنما المراد بزمن ولو طال أكثر من شهر, قالوا: لأن الشهر هنا كان هو أبعد مسافة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين أبعد عدو لديه في وقته، وإلا فيمكن أن تكون من حيث الزمن أكثر، ومن المعلوم أن قضية الزمن الآن تقاربت, وهذا يؤيد هذا القول، أن المسافة هنا أيضاً غير مراده، وإنما المراد زمن، وهذه مزية أو خصيصة من خصائص النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن ثمَّ فهي خصيصة لأمته.
س/ هل كل الدنيا مسجد بالمفهوم من قوله:(وجعلت لي الأرض مسجداً) ؟
المقصود هو أنه يجوز الصلاة في أي مكان يكون غير نجس، في أي بقعة من الأرض، وهذا الأمر لم يكن موجوداً للأنبياء قبل ذلك -قبل النبي صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الصلوات عندهم في أمكنة معينة فقط لا تجوز إلا في هذه الأمكنة، أما للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأمته فيجوز أن يصلي فوق كل أرض ما دام أن هذه الأرض ليست نجسة.
س/ لماذا قال (فأيما رجل أدركته الصلاة فليصلِّ)،ولم يقل وامرأة ؟
قال:( رجل) للأغلب، أو التمثيل وإذا ذكر الرجل تدخل بالتالي المرأة في التكليف، ومثله إذا ذكر الشمس والقمر, وهكذا لما يقال: القمران يعني الأب والأم مثلاً.
س/ ما الذي فسره قوله:( فأيما رجل أدركته الصلاة فليصلِّ) ؟
هذه الجملة فسرت وشرحت الجملة التي قبلها بأنه يجوز أن نصلي في أي أرض ما دامت لم تتنجس هذه الأرض، إذن الأصل في الأرض الطهارة للصلاة والتطهر بها عن طريق التيمم.
س/ ما المراد من قوله: (وأعطيت الشفاعة)؟
الشفاعة: هي الوساطة، والمقصود بالشفاعة هنا الشفاعة العظمى؛ وهو عندما يجتمع الخلائق يوم القيامة وتدنوا الشمس منهم؛ منهم من يلجمه العرق إلجاماً, ومنهم من يبلغ إلى نصفه, ومنهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظله إلا ظله، في هذا الموقف العصيب:﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]، يجتمع الخلائق كلهم يبحثون عن مخلص، فيذهب هؤلاء الناس إلى الأنبياء, نذهب إلى أبينا آدم فيعتذر، يذهبون بعده إلى نوح فيعتذر, ثم إلى إبراهيم فيعتذر، ثم إلى موسى فيعتذر, ثم إلى عيسى فيعتذر, وكل منهم يقول: اذهبوا لمن بعدي فهو أفضل مني وكذا -عليهم الصلاة والسلام جميعاً- فيذهبون بعد ذلك إلى نبينا وحبيبنا محمد -عليه الصلاة والسلام-، فيقول:( أنا لها, أنا لها) فيذهب إلى ربه -عز وجل- ويسجد تحت العرش, وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:( يفتح عليه من المحامد ما لم يكن يعرفه من قبل لله -سبحانه وتعالى- فإذا أطال السجود قيل له: ارفع رأسك وسل تعطَ واشفع تشفع)، فيشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ربه في الخلائق في الفصل بين الناس, فيذهب الكفار إلى النار, ويذهب المؤمنون إلى الجنة, كما يذهب المنافقون أيضاً إلى النار، هذه الشفاعة العظمى هي خاصة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يدخل معه أحد غيره.
س/ هل توجد شفاعات لغير النبي يوم القيامة ؟
هناك شفاعات أخرى يدخل الأنبياء معه -عليه الصلاة والسلام- ويدخل بعض المؤمنين معهم في هذه الشفاعات؛ مثل من يشفع لقريبه, من يشفع لصديقه, من يشفع لمن يعرفه وقد أخذ حظه من النار بقدر معصيته إذا حكم الله -سبحانه وتعالى- عليه ذلك، يشفعون لهم, كما يشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي خاصة أيضاً بفتح باب الجنة، فهناك مجموع شفاعات وصلها بعض أهل العلم إلى سبع شفاعات، لكن المقصود هنا في الخصوصية للنبي -صلى الله عليه وسلم-، الشفاعة العظمى.
س/ ما المقصود من قوله:( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة) ؟
أن كل الأنبياء قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- والمرسلين -عندما يبعثون إلى الناس- يبعثون إلى قومهم، قبيلتهم قريتهم، إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- فبعث إلى الناس كافة، فهو خاتم الرسل وخاتم الأنبياء, ورسالته إلى الناس كافة الإنس والجن، إلى يوم القيامة، ولا يجوز بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يؤمن أحد ويتبع غير شريعته -عليه الصلاة والسلام-، وهذا مقتضى أنه بعث إلى الناس عامة، أو كافة؛ ولذلك لا يجوز لأحد أن يؤمن أو أن يتبع غير شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم.
( باب الحيض )
عن عائشة -رضي الله عنها- أن فاطمة بنت أبي حبيش سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: ( إني أستحاض فلا أطهر, أفأدع الصلاة ؟ فقال: لا، إن ذلك عِرْق, ولكن دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها، ثم اغتسلي وصلي)، وفي رواية: ( وليس بالحيضة, فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي).
عن عائشة -رضي الله عنها-: ( أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فأمرها أن تغتسل, فكانت تغتسل لكل صلاة) .
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ( كنت أغتسل أنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد كلانا جنب. فكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض، وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف, فأغسله وأنا حائض) .
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتكئ في حجري وأنا حائض , فيقرأ القرآن).
عن معاذة -رضي الله عنها- قالت: ( سألت عائشة -رضي الله عنها- فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ فقالت: أحرورية أنت ؟ فقلت: لست بحرورية، ولكني أسأل، فقالت: كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة).

س/ ما هو الحيض ؟
الحيض: أصله السيلان، وهو كما يقول الفقهاء: دم يحدث للأنثى بمقتضى طبيعتها بدون سبب معلوم, وبعض الفقهاء -رحمهم الله- يجعل هذا الدم -وهكذا الطب يؤيده إلى حد كبير- أن هذا الدم أصله حليب الجنين، فإذا وجد الجنين في البطن، فيغذى عن طريق هذا الدم، فبحكمة الله -سبحانه وتعالى- يقلبه غذاءً له، إذا لم يكن في البطن جنين فيخرج في مسار شهري، هذا الدم، كما جاء في بعض الأحاديث:( دم أسود يُعْرَف) أو( يُعْرِف) يجوز اللغتان دم أسود يُعْرَف، أو يُعْرِف، فهو يبقى غامق -لونه غامق- ليس كسائر الدم العادي لونه أحمر.
س/ ما طبيعة هذا الحيض ؟
أولاً: يخرج في مسار شهري، يعني يوم أو يومين, وأغلب النساء ست أو سبع, ومنهن من تتجاوز إلى اثنا عشر وثلاثة عشر وأربعة عشر يوماً، المهم أن له مدة معلومة في الشهر.
أيضاً: له رائحة, ليس كسائر الدم، له رائحة واضحة قوية, فلذلك تعرفه النساء, خصوصاً التي استمر معها هذا الحيض ولم تكن صغيرة لازال لتوهِ يأتيها، وهو من حيث اللون أسود يعني غامق جداً.
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
س/ ما أحكام هذا الحيض ؟
أحكامه كما جاء في بعض الأحاديث :
أولاً: الحائض تترك الصلاة نهائياً، كما في حديث التي سألت عائشة، قالت:( ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ قالت: أحرورية أنت؟ فقلت: لست بحرورية، ولكني أسأل, قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة).
ثانياً: الصوم يترك في وقت الحيض ولكنه يقضى؛ إذا طهرت المرأة من هذا الحيض فتقضيه إذا كان الصوم واجباً فتقضيه, مثل رمضان، تقضيه بعد رمضان، لكنها لا تصوم وقت الحيض.
ثالثاً: كذلك الحيض له طهراً، والطهر من الحيض يكون بأحد أمرين: إما بخروج القصة البيضاء يعني ماء أبيض يخرج, وإما بانقطاع الدم، وتسميه بعض النساء النشوفة، تقول: أنا والله نشفت في ساعة كذا.
رابعاً: كذلك وقت الحيض يَحْرُم الجماع في الفرج، كما قال عائشة -رضي الله عنها- هنا في الحديث معنا:( كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد كلانا جنب فكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض) يباشرني يعني فيما دون الفرج.
س/ ما هي الاستحاضة ؟
الاستحاضة: هو استمرار خروج الدم من المرأة، طول الوقت؛ اليوم تجد دم، بكرة, بعد بكرة, بعد شهر, بعد أسبوع، استمرار، هذا يسميه الفقهاء استحاضة، بل هو في النص:( إني أستحاض) التسمية قديمة، اليوم يسمى في العرف الطبي: لدى المرأة نزيف.

س/ ما الفرق بين الحيض والاستحاضة ؟
الحيض يقول الفقهاء: هو دم يخرج من قعر الرحم، يعني مكان معين من قعر الرحم.
الاستحاضة: ليست من هذا المصدر، وإنما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا: ( إن ذلك عرق) يعني شريان ينفتح ويسيل الدم، وفي حديث آخر:( إن هذا ركضة من ركضات الشيطان) ولذلك الفقهاء الأطباء يقولون: هذا نزيف، كأنه من أي مكان يخرج، قد يكون من الرحم، قد يكون من الطريق إلى الرحم، وهكذا، فهناك دم آخر يخرج من المرأة ليس له مدة معلومة كالحيض, وليس بلون دم الحيض، وليس برائحة دم الحيض، إنما هو دم يخرج بألوان متعددة, أحياناً يكون مختلط مع مياه, وأحيانا يكون دم صافي يخرج من المرأة، هذا يسمى عند الفقهاء استحاضة، ويسمى عند الأطباء نزيف.
س/ ما الحكم إن كانت المرأة لها عادة معلومة في حيضها ؟
إن كانت المرأة لها عادة معلومة في حيضها؛ فمثلاً هي تعرف أن يوم واحد من الشهر، يأتيها الحيض وتطهر يوم ستة، أو سبعة مثلاً، فهذه إذا كانت المرأة لها حال معلومة ستترك الصلاة -وأحكام الحيض كلها تنطبق عليها- في هذه المدة المعلومة, فهذه انتهى أمرها وإن سال الدم معها في سائر أيام الشهر فلا تنتهي؛ ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:( دع الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها).
س/ ما الحكم إذا كانت المرأة ليس مالها مدة معلومة غير منتظمة ؟
التي لا تعرف أيام إنما تعرف بلون الدم ورائحته، فهذه تترك الصلاة وقت مجيء هذا الدم الأسود الذي يعرف, كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، في هذا الحديث.
أما إن كانت لا تعرف الأيام, تقول لا أدري الدم ملخبط ومشكَّل ولا أعرف، إنما أعرف أن فيه لون دم يجيء في أيام معلومة من الشهر، نقول: اتركي الصلاة في هذه الأيام المعلومة التي يكون فيها الدم أسود، يًعْرَف أو يُعْرِف.
س/ ما الحكم إذا كانت المرأة لا تعرف لون دم ولا تعرف له رائحة، ومختلط بعضه ببعض، ولا يتميز مطلقاً ؟
هذه تحدد أيام معلومة بقدر ما يكون من حالها وحال أسرتها؛ أمها خالتها أختها، هي قد يكون أصابتها هذه الحالة، لكن لها أم لها أخت لها خالة لها مجتمع معين في بيئة معينة, هذه البيئة معلوم لا يتجاوز ستة أو سبعة أيام، فهذه تختار الأيام التي تتوقع أنه في حيضها ستة أو سبعة أيام غالب النساء, أو إذا كان لها هي أيام معلومة، ، لما كانت في سن خمسة عشر إلى العشرين كانت تعرف أيامها، كان يكون لها أيام معلومة، إذن تترك الصلاة هذه الأيام المعلومة والصيام, وتقضي الصيام في هذه الأيام المعلومة التي كانت لها سابقًا.
س/ ماذا تعمل المستحاضة ؟
من الفقهاء من قال: تغتسل لكل صلاة، وهذا فيه حرج ولا دليل عليه، وقال به بعض الفقهاء, لكن هذا لا دليل عليه، إنما حال أم حبيبة -كما مر في الحديث- تقول عائشة:( أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين، فسألت الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ فأمرها أن تغتسل، فكانت تغتسل لكل صلاة)، قال الفقهاء: أنها تغتسل لكل صلاة، هذا فعلها هي، لكن لم يأمرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تغتسل لكل صلاة، والصحيح أنها تتوضأ لكل صلاة مفروضة، وهذا الوضوء بعده يحسن أن تتحفض لأجل ألا يؤذيها الدم وينجس ثيابها وجسدها.
س
/ هل يجوز مباشرة المستحاضة وجماعها من زوجها ؟
يجوز، إذا كانت مستحاضة وليست في حال حيض، فيجوز لزوجها مجامعتها، وقال بعض الفقهاء بعدم ذلك، لكن الصحيح الجواز؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر بهذا , والمستحاضة لا تغتسل وإنما تتوضأ لكل صلاة.
س/ ما الذي يدل عليه قول عائشة:( وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض) ؟
هذا يدل على طهارة جسد المرأة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج رأسه وهو معتكف, وتباشره
عائشة -رضي الله عنها- وهي حائض, وهذا فيه تصحيح لمفهوم كان في الجاهلية أن المرأة لا تمس الرجل وهي حائض مطلقاً.
س/ ما الذي يدل عليه حديث عائشة:( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتكئ في حجري وأنا حائض, فيقرأ القرآن) ؟
يدل علي أن جسد المرأة الحائض طاهر, والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتكئ في حجرها، ويجوز للحائض أن تسمع القرآن وأن يقرأه من كان في حجرها من زوجها وغيره، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان يتكئ في حجر عائشة -رضي الله عنها- وهي حائض ويقرأ القرآن
س
/ لماذا تقضي الحائض الصوم ولا تقضي الصلاة ؟
الصلاة -والله أعلم- متكررة, فالتي عندها عشرة أيام مثلاً ستقضي خمسين صلاة, وهذا فيه مشقة، فمن رحمة الله -سبحانه وتعالى- بالنساء اللاتي يصيبهن هذا الدم أنها لا تقضي هذا؛ لأن فيه مشقة, أما الصوم فيمر بالسنة مرة واحدة، والصيام خمسة أيام ستة أيام تقضى أو سبعة أو عشرة فأمرها سهل؛ لأن أمامها إحدى عشر شهر لقضاء هذا الصوم.
س/ ما معني قول عائشة:( أحرورية أنت؟) ؟
هذا السؤال من عائشة -رضي الله عنها- استفهام إستنكاري، حرورية، الحروريون هم الخوارج، فأول ما نشأت الخوارج نشأت في بلدة اسمها حروراء في العراق, نشئوا من خلالها، عندما نشئوا في تلك الأيام، نشئوا على مبدأ التشدد في كل ما ورد؛ إذا ورد فيه عدة نصوص أو أحكام أخذوا بجانب التشدد، فعائشة -رضي الله عنها- أرادت أن تعالج الأصل الذي عند هذه المرأة فيما فكرت فيه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-؛ لذلك اتجهت لمعالجة الأصل قالت:( أحرورية أنت ؟), وهذا ذكاء من أم المؤمنين -رضي الله عنها-،لأن هذا الدين مبني على التسليم.

 

سميرة أم يوسف

عضو مميز
إنضم
27 ديسمبر 2013
المشاركات
50
النقاط
6
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
ماتيسر من القران
احب القراءة برواية
ورش عن نافع
القارئ المفضل
ياسين الجزائري والحصري
الجنس
أخت
جزاك الله خيرا شيختي الفاضلة ام حذيفة على هذا الموضوع المفيد وبارك في مجهودك وجعله في ميزان حسناتك ورزقك الفردوس الاعلى اللهم اميييين يااااارب
 
أعلى