شرح الاحاديث الخامس عشر والسادس عشر

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
عن أبي هـريـرة –رضي الله تعالى عـنه- أن رســول الله -صلي الله عـليه وسـلـم- قــال : ( مـن كـان يـؤمن بالله، والـيـوم الآخـر، فـلـيـقـل خـيـرًا، أو لـيـصـمـت، ومـن كــان يـؤمن بالله، واليـوم الآخر، فـليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله، واليوم الآخر، فليكرم ضيفه.)، [رواه البخاري ومسلم].
البخاري ومسلم] .
الحديث أخرجه الإمام البخاري، والإمام مسلم، فالحديث متفق عليه وهومن أعلى درجات الصحة .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم– :(مـن كـان يـؤمن بالله، والـيـوم الآخـر ) ،هذه الصيغة ترد في بعض الأحاديث، والمقصود هنا: من كان يؤمن إيماناً كاملاً، ولا يصح تقدير من كان يؤمن وضدها لا يؤمن مطلقاً؛ لأنه المقصود الإيمان الكامل .
( من كان يؤمن بالله ) :الإيمان بالله عرفناه في حديث جبريل، وكذلك الإيمان باليوم الآخر وسبب الجمع بين الإيمان بالله، والإيمان باليوم الآخر: أن المصدر للأفعال هو الإيمان بالله – عزّ وجلّ- ، وأن مآل هذه الأفعال: هي يوم القيامة- الإيمان باليوم الآخر- بما يحصل المرء نتيجة هذا الإيمان، وهذه الأفعال التي يفعلها في هذه الحياة .
( فليقل خيراً ) خيراً عامة: أي خير
( أو ليصمت ) والصمت هو: السكوت عن الكلام .
( ومـن كــان يـؤمن بالله، واليـوم الآخر، فـليكرم جاره ) الجار هو:- في الأصل- الملاصق للبيت الملاصق لبيت الإنسان.
واختلف أهل العلم في حد الجار فمنهم من قال: ما يطلق في العرف الجار عرفاً تقول :هذا جاري عرفاً و منهم من حده بأربعين بيتاً من كل جهة ولا شك أن كلما قرب الجار كان أولى بالحقوق من غيره .
( ومن كان يؤمن بالله، واليوم الآخر، فليكرم ضيفه .) الضيف هو: القادم للإنسان من مكان بعيد يقدم إلى هذا الشخص .
هذا الحديث فيه مسائل مهمة في الآداب، فهو من قواعد الآداب العامة و أصول الأخلاق.
القاعدة الأولى ما يتعلق بالكلمة .
الكلمة في ميزان الله- تعالى- لها أهمية كبرى قد ترفع الإنسان في أعلى عليين عند الله - سبحانه وتعالى – وقد تخفضه في أسفل سافلين في الدرك الأسفل من النار.
وكما أن هذا الارتفاع وهذا الانخفاض في الآخرة، فكذلك في الدنيا، قد يقول الإنسان كلمة، فيرتفع بها في مقام أعلى في هذه الدنيا وقد يقول كلمة فينخفض بها .
إذاً اللسان له أهمية كبرى لما يترتب عليه من آثار خطيرة في الدنيا، وفى الآخرة، في الآخرة .
ما هي الكلمة التي تنقل الإنسان في أعلى عليين، وما هي الكلمة التي تخفضه في أسفل سافلين ؟
مثال : كلمة التوحيد : (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) قال عنها النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما كان يدعو عمه أبا طالب قال: ( قل لي كلمة أحاج لك بها عند الله يا عم قل لا إله إلا الله ) ، في اللحظات الأخيرة من حياته يطلب هذه الكلمة، هذه الكلمة لو قالها لنقلته من النار إلى الجنة، إذاً. الكلمة ترفع الإنسان في الآخرة .
وقد تخفضه إلى أسفل سافلين ما تضادها وهي كلمة الشرك عندما يشرك بالله - سبحانه وتعالى – وينطق بأن الصنم إلهه أو نحو ذلك من الكلمات التي تنقل الإنسان إلى أن تجعله في أسفل سافلين، وكذا كلمة النفاق، عندما يتلفظ بها، مثل: الذين استهزءوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه عندما رجعوا من غزوة تبوك قالوا: لم نرى مثل قومنا أجبن عند اللقاء، أو أكبر بطونا،ً وأطول ألسنا،ً وأجبن عند اللقاء .
فهذه الكلمة أنزلتهم إلى أسفل سافلين؛ لأنها كلمة نفاق، فالاستهزاء بالله، أو بآياته، أو برسوله – صلى الله عليه وسلم –، تهوي بالإنسان إلى أسفل سافلين، وبينهما مساحات كبرى،فهناك كلمات ترفع الإنسان في الآخرة، مثل: قراءة كتاب الله – عزّ وجلّ – ، هذه ترفع الإنسان، وتزيده مثل: أذكار الله – سبحانه وتعالى– ، مثل الدعاء، مثل الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر باللسان، مثل الدعوة إلى الله – عزّ وجلّ –، إرشاد الضال، كذلك الدلالة على الحق في أمر من الأمور، النهي عن شيء قد يضر الإنسان، الدلالة على ما فيه مصلحة هذا الإنسان، وهكذا الكلمات كثيرة التي ترفع الإنسان.
والكلمات التي تهبط مثل سب الله – سبحانه وتعالى – ، أو رسوله، أو آياته، كذلك أيضاً شهادة الزور، اللعن، والسباب، والشتائم، الكذب، الغيبة، النميمة، قول الزور، الكلام بالباطل، القذف مثال ذلك: ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم :– في أمر الغيبة، لما أشارت إحدى زوجاته عن أخرى، أنها تغمز بها، وتتكلم عنها بصفة (فيها هي هذه الصفة)، لكن ذكرتها علي سبيل التنقص، فقال لها النبي – صلى الله عليه وسلم :– إنك قلت كلمة، لو مزجت بماء البحر لغيرته، أو لمزجته كما في بعض الروايات .
والنبي - صلى الله عليه وسلم – عندما أوصى معاذا في الحديث الطويل قال في آخره: ( وكف عنك هذا، وأشار إلى لسانه)، قال معاذ: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) ،
لذلك من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله، حرم الله وجهه عن النار،ومن كانت كلمته الأخيرة الشرك حرم عن الجنة، وبقي في النار والعياذ بالله .
إن اللسان هو المعبر عن مكنونات الإنسان، معبر عن الضمير، معبر عن الخواطر، معبر عن العلم الذي

يحمله، الإنسان معبر عن العقيدة التي يتبناها، الإنسان معبر عن الأفكار الذي يقولها الإنسان؛ ولذلك في الخواطر لا يؤاخذ، لكن عندما يتكلم يؤاخذ .
ثم ان الكلمة لها أثر في حياة الإنسان الدنيوية، في علاقته مع الآخرين إذا استعمل السباب، الشتائم، اللعان، الكذب، الزور، الناس كرهوه، وقطعوا العلاقة به، وحينئذ: رأوه بمنظار أسود، كل ما تكلم به لا يصدق، ويخشونه، ويتركونه اتقاء شره، وهذا من شر الناس، بينما الآخر الذي إذا قابله سلم، ثم يدعو له، إما أن يدله على خير، وإما أن يستفيد منه فائدة، وإما أن ينقل له أمراً مفيدا،ً فهذا فيه خير، ويحبه الناس .
في الكثير من كلام الناس الكثير من السواليف والقصص والأخبار، والاستمتاع بالسمر مع الأهل، والأصدقاء، مع الزملاء، قصة حدثت، حكاية، هذه في دائرة المباح، فإن انتقل هذا المباح إلى أمر خير، تأتي بالقصة فيها فوائد، فذلك خير تؤجر عليه، تأتي بالحكاية من الحكايات، تأتي بقضية حصلت فيها فائدة لك خير، فيها شر تأثم على ذلك، ما بينهما الأمر مباح، إذاً، الكلام إما أن يكون خيراً، فيجب على الإنسان أن يبادر فيه، إما أن يكون شراً فيصمت، ولا يتكلم به،إما أن يكون مباحاً، فإن كان هذا المباح فيه دلاله على خير .
أيهما أفضل الكلام، أم السكوت ؟
الكلام إذا كان خيراً فهو أفضل، فإن لم يكن خيراً فالسكوت أولى .
فيها تفصيل، إذا كان الكلام خيراً فهو أفضل مثلما قلنا في مسألة الذكر، والقرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، إذا كان هذا الكلام سيؤدى إلى شر، فالسكوت أفضل؛ ولذلك قال النبي – صلى الله عليه وسلم – هنا: ( فليقل خيراً، أو ليصمت ) .
بناء على هذا: فعلى المسلم أن يعوِّد لسانه على الكلام الطيب، وعلى الكلام الذي فيه نفع، وفيه فائدة، و فيه دلالة على الخير، يرفعه عند الله - يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في أمر أهمية اللسان : ( لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه. )، وإن كان هذا من حيث الإسناد فيه ضعف، إلا أن معناه كبير، وسليم .
وفي هذا الحديث مثل النبي – صلى الله عليه وسلم – بنفع الاخرين بمثالين :
المثال الأول : إكرام الجار .
المثال الثاني : إكرام الضيف .

أما القاعدة فهي: نفع الغير، فكل ما كان عمل الإنسان فيه نفع للآخرين، ففيه أجر عظيم عند الله - سبحانه وتعالى –؛ ولذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – هنا جاء بصيغة الأمر، فليكرم جاره، فليكرم ضيفه .
صيغ إكرام الجار كثيرة من أهمها :
عدم الإيذاء، فلا تؤذي جارك، وجاء في حديث: ( من كان يؤمن بالله، واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره )
النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) .
كذلكم من الإحسان إلى الجار، أو من إكرام الجار، النصيحة، إذا كان يحتاج إلى نصيحة، إذا كان مقصر في أمر من الأمور، فمن أعظم ما يهدى لهذا الجار، هو نصيحته، والنبي - صلى الله عليه وسلم – طبق هذا مع جاره اليهودي، عندما مرض، مع أنه يهودي، وزاره النبي - صلى الله عليه وسلم – ، ودعاه إلى الإسلام، وكان شاباً، فالتفت الشاب إلى أبيه كأنه يستأذنه، قال: أطع أبا القاسم، ففرح النبي – صلى الله عليه وسلم – فرحاً شديداً قال: ( الحمد لله الذي أنقذه بي من النار )، وهذا من أعظم ما يكرم به الجار .
و من إكرام الجار الصبر على ما يأتي من أذى.
مسألة في اكرام الجار: الجار له حق أياً كان فإن كان قريباً لجاره فله ثلاثة حقوق حق القرابة حق الجوار.حق الإسلام
إن كان ليس قريباً وهو مسلم فله حقان :حق الإسلام، وحق الجوار.
وإن كان الجار كافراً: فله حق واحد وهو حق الجوار .
المثال الآخر في نفع الآخرين: إكرام الضيف، والضيف عادة من يقبل من مكان بعيد فله حق الإكرام وإكرام الضيف بإطعامه بما يسقيه بما يؤويه فيكرم، فاليوم الأول بمنزلة الواجب، واليوم الثاني، والثالث بمنزلة المستحب، فإكرامه ثلاثة أيام واليوم الرابع، صدقة من الصدقات.
وهنا الضيف له حق لأنه يكون غريب عن البلد فإكرامه مع تقديم الشراب له ،إيواءه أيضاً، كذلك دلالته على ما يكمل به حاجته من هذا البلد. من نستنتج من الحديث :
1- أن المسلم كالنخلة، أينما وجدت نفعت، والنخلة كل ما فيها ينفع، ابتداء بثمرتها إلى سعفها إلى خوصها، إلى كربها، وكل ما فيها فهو نافع المسلم، كذلك كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم –، فأينما هو حي، فهو نافع للآخرين، وهو إيجابي مع الآخرين، وهذان المثالان، خير حق على بيان هذه الإيجابية .
2- أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالأعمال الصالحة وينقص بالمعاصي والسيئات ولذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت، والقول هو عمل وكذلك ليكرم جاره وإكرام الجار عمل وليكرم ضيفه إكرام الضيف عمل كل هذا مما يزيد الإيمان وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان لأن العمل من الإيمان وأن العمل يزيد الإيمان أو ينقص من الإيمان .

الحديث السادس عشر

عــن أبـي هـريـرة -رضي الله تعالى عــنـه- أن رجــلا قـــال للـنـبي -صلي الله عـلـيـه وسـلـم- : أوصــني. قال :( لا تغضب ) فردد مرارًا ، قال : ( لا تغضب) [رواه البخاري] .
الحديث رواه البخاري فهو صحيح .
قال للنبي - صلى الله عليه وسلم – : أوصــني.
الوصية: هي الطلب بما ينفع الإنسان، أو بما يحذر منه الإنسان.
أوصني قال :( لا تغضب )، فردد مرارًا ، قال : ( لا تغضب ).
فإذا قال أوصني، دلني على ما ينفعني، أو ما أحذر منه، وقال: لا تغضب، الغضب يعبر عنه العلماء بأنه: غليان دم القلب يظهر أثره على الجوارح .
ويمكن أن يعبر بتعبير آخر، يقال: هو حال انفعال، تسبب سرعة في الدورة الدموية، تظهر أثر هذه السرعة على وجه الإنسان، وعلى حواسه عموما،ً وعلى حركاته، وعلى سلوكه ،
قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: (لا تغضب )، يعني: أحذر الغضب، أو أحذر أسباب الغضب، أو أحذر فيما يوقع الغضب، أو تجنب مقدمات، أو أسباب، أو عوامل الغضب .
هذا الحديث فيه وصية كلماتها معدودة .
وصايا النبي – صلى الله عليه وسلم – خاضعة إما لحالة الشخص السائل، أو خاضع لحالة الوقت الذي هو فيه، أو خاضع لأهمية فعل كان في وقته، أو المناسبة التي قال فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – لهذه المناسبة لمثل سؤال عائشة - رضي الله عنه – عندما قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم – وذكرت أمر الجهاد أفلا نجاهد ؟
قال النبي – صلى الله عليه وسلم– (عليكن جهاد لا قتال فيه، الحج، والعمرة )، هنا أوصى بالحج والعمرة، لمناسبة حال السؤال، لكن هنا لمناسبة حال السائل قال: ( لا تغضب ) .
يتبادر إلى الذهن أن حالة الغضب أمر يسير، كيف النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا الرجل يردد مراراً، ثم يقول له النبي – صلى الله عليه وسلم) :–لا تغضب) .
فمثلاً: الوجه يحمر، يتغير لون الوجه، العينان، يتغير البياض إلى الاحمرار، العروق التي تسمى الأوداج تنتفخ اليدين ترتعش، إذًا، تغير المحركات التي في داخل الإنسان إلى أن ظهرت على الإنسان
وظهر طبيًا : عندما يغضب الإنسان الدورة الدموية تعطي سرعة أكثر، فمعناه: اختل النظام الداخلي، فاختل النظام الخارجي للإنسان؛ لذلك حتى الكلام ،إذا غضب الإنسان عندما يصل إلى درجة من الدرجات لا يعي ما يقول فلا يتحكم في نفسه وينتقل إلى التصرفات أحياناً مثلاً: يتصرف من خلال لسانه، من خلال يده أحيانا،ً بالضرب أحيانا،ً بالقتل أحيانا، بالجرح، وهكذا .
فإذًا، هو مرض خطير، خطورته تنبع من أن الإنسان يتصرف تصرفات سواء في كلامه، أو في غير كلامه، تصرفات غير لائقة،
من اسباب الغضب: التعالي، والكبر على الناس، دائماً الإنسان الذي يرى الناس من فوق، يرى أنه أكبر منهم، ويرى أنهم لا شيء، يرى أنهم صغار، يجب أن يحترموه، يحب أن يقدروه، يجب أن يعطوه حقه، يجب أن يتعاملوا معه بنظام هم الأدنى، فهذا إذا اُختلفت التصرف عليه، حينئذ غضب، غضب شديد. كذلك من الأسباب: الأنانية، وحب الذات، لا يرى الإنسان للآخرين حق، فربما لا يأتيه من الإنسان في علاقته مع الآخرين، يأخذ ويعطي، ويقوم بحقه، يقومون بحقوقهم، وهكذا، فإذا كان الإنسان أنانياً، يريد كل شيء له، يكون هو المقدم في كل شيء، فإذا ما اختل هذا الأمر أدى إلى الغضب . كذلك من الأسباب: الجدل العقيم، عند أدنى مسألة، كلمة وكلمة، ثم يرتفع الصوت، ثم يُخطأ الآخر، ثم بعد التخطئة، يجرم الآخر، وبعد الجرم يدخل في النوايا، فيؤدي هذا الجدل العقيم إلى الغضب، ومن ثم أيضاً، يؤدي إلى آثار خطيرة جدا.
كذلك من الأسباب: تبادل التهم، والظنون، وسوء النية، كذلك السخرية بالناس، والتنابز بالألقاب، والغيبة، والنميمة، كل هذه لما تنقل لإنسان آخر يغضب غضب شديد، ويؤدي إلى هذا الغضب، ومن ثم تحصل أضراره الكثيرة؛ لذلك يجب على الإنسان أن يتجنب هذه الأسباب، وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى الغضب .
الوقاية والعلاج من اساب الغضب :
ينبغي للمسلم أن يتقي أسباب الغضب، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: (لا تغضب) من اتقاء أسباب الغضب: أن يستمر الإنسان على طهارة، فعندما يخرج من بيته يخرج على وضوء دائماً، فلا يخرج من غير وضوء لأن الوضوء يطفئ نار الشيطان .
كثرة ذكر الله - عزّ وجلّ – لأنه لا يجتمع في قلب المسلم ذكر الله، والشيطان .
تجنب أسباب الغضب، فلا ينظر الإنسان للناس بتعالي لا ينظر للناس بأنانية وحب الذات لا ينظر للناس بأنه الأحق منهم في كل شيء، لا ينظر للناس أنه شيء وهم لا شيء، يجب أن يدرب نفسه على التواضع، على معاملة الناس المعاملة الطيبة على الابتسامة، فلا يكن مكفهر الوجه، مبغضاً عند الناس، مما يؤدي إلى سرعة الغضب .
التعوذ بالله من الشيطان الرجيم في مناسباتها، فعندما يبدأ قراءة القرآن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كذلك في مواضع الاستعاذات، دائماً يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كذلكم أيضاً التدريب والتدريب، كما هو للأجسام، وكما هو للعقول، كذلك للأخلاق؛ ولذلك النبي – صلى الله عليه وسلم– قال: )إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم ) .
أن يدرب الإنسان نفسه على الأخلاق، ومن أهم الأخلاق الحلم، وكظم الغيظ .
أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – ( : أن الغضب من الشيطان، وأن الشيطان خلق من نار، والماء يطفئ النار ) فيتوضأ الإنسان، أو يغتسل، وسيذهب عنه ما يجد كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو يغتسل، أو يتوضأ .
أيضاً: يغير الحالة التي هو فيها، إن كان قائماً، يجلس، وإن كان يجلس يضجع لأن للأرض جاذبية، فستجذب هذه الشحنات الكثيرة التي أدت إلى غضبه في هذه الأرض .
لا يستطيع هذا، ولا ذاك يخرج من المكان، ولا يرجع إلى هذا المكان، إلا بعد هدوءه، خصوصاً إذا كان الغضب مع أهله، بين الزوج، والزوجة .
الغضب ينقسم من حيث هو إلى غضب محمود، وغضب مذموم:
الغضب المذموم هوال منهي عنه، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – :( لا تغضب ) .
والغضب المحمود: الغضب صفة عند الإنسان، طبيعية ولها حد معين والغضب المحمود الذي يتأثر بالمواقف فالإنسان يرى معصية من المعاصي يتاثرالنبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا انتهكت حرمات الله تأثر كذلك الحالة التي فيها الإنسان .
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ام عبد المولى

مراقب عام
إنضم
26 سبتمبر 2012
المشاركات
2,741
النقاط
38
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
الجزء الخامس
احب القراءة برواية
ورش
القارئ المفضل
الشيخ الحصري
الجنس
اخت
جزاكي الله كل الخير شيختنا الغالية
جزاكي الفروس الاعلى على مجهودك معنا
وجعله صدقة جارية لك يارب
 
أعلى