شعبان شهر السقي

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
12902819323953.gif
" إِنَّ الْحَمْدَ للَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ، يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
أحبتي في الله : أيام مضت وشهور انقضت ودار التاريخ دورته ، فأقبلت الأيام المباركة تبشر بقدوم شهر القرآن ..وبين يدي هذا القدوم يهل علينا شهر شعبان .. مذكراً بما يحمله لنا من خير ... ونحن كمسلمين نعلم أن شهر شعبان ما هو إلا واحد من شهور السنة (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ التوبة 36 ولكننا كمسلمين نشعر أن لشهر شعبان مذاقاً خاصاً فنفرح بقدومه ونستبشر به خيراً .
عن أبي بكرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خطب في حجته فقال: (ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) رواه الإمام أحمد وأخرجه البخاري في التفسير بتمامه.
قال الله تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ َ"يونس (57)
فالمؤمن يتقلب في هذا الزمان ويمد الله له في عمره وكل يوم يعيشه في هذه الدنيا إنما هو غنيمة له ليتزود منه للآخرة ويحرث فيه ما استطاع ويبذر فيه من الأعمال ما استطاعته نفسه وتحملته. ها مضى شهر رجب... ودخل شعبان... وفاز من فاز بالتقرب والاستعداد في رجب لرمضان ودخل شعبان والناس عنه غافلة.
قال تعالى :وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46)التوبة
إذا لم نستعد بالعمل الصالح في هذا الشهر فكيف نجني الثمار في شهر المغفرة والعتق من النيران ؟
نحن في هذا الشهر الفضيل في زمن الشحن الإيماني في زمن الإستعداد لإستقبال ضيف عزيز لايزورنا إلا مرة في العام .. الاستعداد لدخول شهر التقوى .. شهر القرءان .. شهر العتق من النيران .
نحتاج لهذه الشحنات الإيمانية لنستطيع القيام بجميع أعمال رمضان لننال الأجر الكامل .
أحبتي في الله : شهر شعبان مقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران ليستعد الناس لتلقي رمضان ولتتروض النفوس على طاعة الرحمن .
إنه شهر السقي والتعهد والتفقد لما قمنا به من أعمال حتى نجنى الحصاد بعده .
قال أبو بكر البلخي: " شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع" وقال أيضا : "مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر" ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان .
ولذلك كان تسابق السلف الصالح على هذا الأمر واضحاً
قال سلمة بن كهيل كان يقال : شهر شعبان شهر القراء ، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء ، وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : ((ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)) [رواه النسائي]
أخبرنا الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث بأن شهر شعبان شهر يغفل الناس فيه عنه ، لكن هل تساءلنا لماذا يغفل الناس عن هذا الشهر ؟؟
انقسم الناس بسبب ذلك إلى صنفين: صنف انصرف إلى شهر رجب بالعبادة والطاعة والصيام والصدقات، وغالى البعض وبالغ في تعبده في رجب حتى أحدثوا فيه من البدع والخرافات ما جعلهم يعظمونه أكثر من شعبان، والصنف الآخر لا يعرفون العبادة إلا في رمضان، ولا يقبلون على الطاعة إلا في رمضان، فأصبح شعبان مغفولاً عنه من الناس، بسبب انشغال الناس بشهري رجب ورمضان عن شهر شعبان .
وفي هذا الحديث لفتة عظيمة علينا الإنتباه لها إن فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل .
فالعبادة في أوقات الغفلة لها ميزة عظيمة ومحببة إلى الله عز وجل لأنه أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس فالمتمسك لطاعة الله إذا قصر فيها الناس وشغلوا عنها كالكار بعد الفار فيكون الذي يطيع ربه في أوقات الغفلة له ثو اب كثواب الذي يكر في الغزو بعد أن فر الناس من أرض المعركة .
لأنه إذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم، كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين لهم، فسهلت الطاعات, أما إذا لم يكن ثم معين صعبت الطاعة على النفس وصار أجرها أعظم .
بل إن المنفرد بالطاعة عن أهل الغفلة يدفع البلاء عنهم
كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون هي ساعة غفلة، ولذلك فضل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه من الذكر .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن، ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يُؤخر العشاء إلى نصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء، قال لهم: ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم.

وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بذكر الله في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر له [لطائف المعارف-137].


وكلما صعبت المهمة كلما زاد الشرف . فهذا الشهر الفضيل الذي يتشعب فيه خير كثيرهو شهر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، هو الشهرٌ الذي أحبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضَّله على غيره من الشهور، فقد روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان" فلنحب ما أحبه الحبيب صلى الله عليه وسلم .
هذا الشهر الذي فيه تُرفع الأعمال إليه سبحانه وتعالى قال صلى الله عليه وسلم ((فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ)) ففي هذا الشهر يتكرَّم الله على عباده بتلك المنحة عظيمة منحة عرض الأعمال عليه سبحانه وتعالى، إذن شهر شعبان فيه وحصاد عام كامل فبم سيُختم عامنا؟ وما الحال الذي نحب أن يرانا الله عليها وقت رفع الأعمال؟

مَضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْتَ فِيهِ
وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ الْمُبَارَكْ
فَيَامَنْ ضَيَّعَ الأَوْقَاتَ جَهْلاً
بِحُرْمَتِهَا أَفِقْواحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَاتِ قَهْرًا
وَيُخْلِي الْمَوْتُ قَهْرًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الْخَطَايَا
بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلاَمَةِ مِنْ جَحِيمٍ
فَخَيْرُ ذَوِي الْجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ
نسألُ اللهَ العَلي القدير أنْ يتوبَ علينا، وأن يجعلَنا من أهل الطاعات، وأن يرزقَنا الجنةَ، وما يقرِّبُ إليها من قَوْل وعمل، ويباعدَنا عن النار، وما يقرِّب إليها من قوْل أو عمل.
أختكم في الله : أم حذيفة
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
إنضم
7 مارس 2013
المشاركات
34
النقاط
6
الإقامة
مـصـر الـطـاهـرة
احفظ من كتاب الله
مــاتـــــــيّـــــــســـر
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
الجنس
أخت
اللهم امين و جزاكم الله خيرا
 
إنضم
4 يناير 2012
المشاركات
587
النقاط
18
الإقامة
الفيوم
الموقع الالكتروني
www.alfayyumy.com
احفظ من كتاب الله
كاملا بحمد الله
احب القراءة برواية
عاصم
القارئ المفضل
المنشاوي
الجنس
أخ
فالمؤمن يتقلب في هذا الزمان ويمد الله له في عمره وكل يوم يعيشه في هذه الدنيا إنما هو غنيمة له ليتزود منه للآخرة ويحرث فيه ما استطاع ويبذر فيه من الأعمال ما استطاعته نفسه وتحملته. ها مضى شهر رجب... ودخل شعبان... وفاز من فاز بالتقرب والاستعداد في رجب لرمضان ودخل شعبان والناس عنه غافلة.
قال تعالى :وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46)التوبة

__________________

نعم فتلك همة المؤمنين الصادقين
نسأل الله أن يبارك فيكم وينفع بكم دوما الشيخة الفاضلة الكريمة
 
أعلى