الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الأولى مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن دورة جزء عم مع الحفظ
سورة الانفطار
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 80039" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: teal"><u>سورة الإنفطار</u></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">سورة مكية بالإجماع، لم يقع فيها خلاف.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ولا يُعرف لها اسم غير هذا فالبخاري -رحمه الله- في صحيحه قال: «سورة إذا السماء انفطرت» بأول آية من آياتها.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وبعضهم يقول: سورة الانفطار، وهناك من قال: سورة المنفطرة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وعلى كل هذا الاسم واشتقاقاته هو الذي عُرفت به هذه السورة ولم تُعرف باسم آخر.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">موضوع هذه السورة</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">تتحدث عن مشاهد يوم القيامة، ومشاهد حساب الإنسان.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">، لكن ليس بالإطناب المذكور في سورة التكوير وذلك لأن سورة التكوير تقدمت، فجاء فيها من المشاهد ما هو أكثر، وهنا انتقلت من جملة من المشاهد ذكرت في مقدمة السورة، إلى عتاب الإنسان، في تلك السورة، قال: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴿1﴾ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴿2﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ...﴾ إلى آخره [التكوير: 1- 3] ثم ختم تلك المشاهد بآية واحدة: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ ﴾ [التكوير: 14].</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">في هذه السورة زاد في عتاب ابن آدم ومحاسبته وتبكيته على تفريطه في الاستعداد لذلك اليوم المهول، فقال الله -عز وجل-: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿6﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿7﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ثم بين أن الذي حمله على الاغترار بالدنيا، وعدم العمل للآخرة، هو كونه كذب بالدين، قال: ﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ﴾، ثم بين أنه كيف ينكر التكذيب بالدين، والله -سبحانه وتعالى- قد جعل لنا كرامًا كاتبين، يعلمون ما نفعل، لماذا هذا الإحصاء؟ ولماذا هذا التدقيق؟ ولماذا هذا الاستعداد التام؟</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">إن لكم جزاءً سوف تلقونه عند ربكم -سبحانه وتعالى-.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ولذلك بعدها جاء جزاء: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿13﴾ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴿14﴾ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ﴿15﴾ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴿16﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿17﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿18﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ويلاحظ في جو هذه السورة العظيمة أن المراد بها ذكر مشاهد يوم القيامة وتبكيت الإنسان على عدم الاستعداد لذلك اليوم، كيف أن التهديد كان أكثر حيزًا من الترغيب والوعد، يعني الوعيد أكثر.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾، ثم قال: ﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ ماذا؟ ﴿يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ﴿15﴾ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴿16﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿17﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿18﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">في سورة التكوير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين، فليقرأ ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ و ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ﴾»، فذكر ثلاث سور، تصور لك يوم القيامة تصويرًا بالغًا، وتبين لك مدى الهول الذي سيلقاه الناس، وستلقاه الخلائق في ذلك اليوم.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">إذن: هذا في فضيلة هذه السورة وبيان ما تتميز به عن بقية السور.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وأيضًا ورد في فضيلتها: أن معاذ بن جبل حصلت له قصة، وهو أنه كان يطيل على الناس في صلاة العشاء، كان يصلي في قومه، فيطيل عليهم في صلاة العشاء، فحصل ذات يوم أن رجلًا من القوم لما أطال معاذ وكان يقرأ بهم سورة البقرة، كان شابًّا متحمسًا -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-.. انفتل، صلى وحده، ثم ذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: يا رسول الله إن معاذا يأتي ويصلي معك، ثم يأتي إلينا ويصلي بنا فيطول، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- غضبًا شديدًا، وقال لمعاذ وهو يخاطبه: «أفتان أنت يا معاذ؟ أفتان أنت يا معاذ؟» يعني أتفتن الناس في دينهم، وتبغض لهم شعائر الإسلام، ثم قال له: «اقرأ بهم بـ ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾ و ﴿ وَالضُّحَى ﴿1﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾» وفي رواية: «﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾»، فذكر الانفطار، وهذا موجود في سنن النسائي، والحديث أصله في الصحيحين.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ثم الرابط بين أول السورة وآخرها</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">لفت سيد قطب -رحمه الله- إلى رابط عجيب جدًّا، فقال: "أولها: هولٌ وحراكٌ واضطرابٌ، وآخرها: صمتٌ ومهابةٌ وسكونٌ، وبينهما لومٌ وعتابٌ".</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">يُصور ك مشاهد ضخمة، حركة مضطربة، هول جارف في أول السورة، وفي آخرها: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿17﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿18﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ ﴾، فهناك حركة واضطراب، وهنا سكون ومهابة، وهدوء وصمت مفزع، وبينهما: عتاب لهذا الإنسان، يُقال له: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿6﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿7﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾، إلى آخر ما هنالك من العتاب الذي يُعاتب به ابن آدم.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">في سورة التكوير حديث عن مشاهد يوم القيامة، في هذه السورة حديث عن مشاهد يوم القيامة، لكن في سورة التكوير كان الحديث عن مشاهد يوم القيامة مسهبًا طويلًا، والمشاهد كثيرة، في هذه السورة أقل، والانتقال منها إلى الغاية وهي تخويف الإنسان، عتابه، تحريك قلبه، لومه على تقصيره في حق ربه -سبحانه وتعالى-، لماذا لا تستعد لهذا اليوم؟ لماذا لا تأخذ أُهبتك من العمل الصالح؟ لماذا لا تكون من الأبرار؟ إياك أن كون من الفجار.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">يقول الله -عز وجل-: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾،الانفطار، يقول العلماء: هو أول الانشقاق، ينفطر الشيء، ثم ما يزال يزداد حتى يتضح الانشقاق، ولذلك جاء في هذه السورة ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾، وجاء في سورة الانشقاق: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ﴾ [الانشقاق: 1]، وجاء في سورة التكوير: ﴿ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴾ [التكوير: 11].</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">فالذي يظهر -والله أعلم- أن ترتيب هذه الآيات كالتالي: انفطار، فانشقاق، فكشط.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">والكشط: هو السلخ والذهاب أو الطي، كما قال الله -عز وجل-: ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ [الأنبياء: 104].</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">هذا هو المشهد الأول. بُدِئ بهذا المشهد لأن السماء هي أكبر المخلوقات، فنحن لا نرى من مخلوقات الله شيئًا أعظم من هذه السماء، وليس هذا حديثًا عن مخلوقات الله كلها، قال الله بعدها: ﴿ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ﴾، انتقل من عالم علويٍّ إلى عالمٍ علويٍّ آخر ولكنه أدنى منه، وهو الكواكب، والمقصود بها نجوم السماء.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال: ﴿ انتَثَرَتْ ﴾،{انتثرت بمعنى: تتساقط}.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وهذا ما جاء في سورة التكوير، قال: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴿1﴾ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴾ [التكوير 1، 2].</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قلنا "انكدرت" يمكن أن تكون بمعنى "انكدرت" : تساقطت وانتثرت، وتفسرها هذه الآية.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وانكدرت: من الكدرة، أظلمت وانطفأت.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وهي إذا تساقطت لا شك أنها سينتج من ذلك ويلزم منه أنها ستنطفئ.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴾، "فجرت" بمعنى: انفجر بعضها على بعض، بعض السلف عبَّر عن هذا بقوله: امتلأت، وبعضهم قال: انفجر بعضها على بعض.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">فإذا هي امتلأت انفجر بعضها على بعض، فهذه الحدود التي تحدُّ البحار في الكرة الأرضية ستتلاشى وتذهب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">بعضهم قال: انفجرت بمعنى يبست، وهذا بعيد في اللغة، لكنه من حيث المآل صحيح؛ لأنها ستمتلئ فينفجر بعضها على بعض، ثم تسجَّر بنار عظيمة من تحتها فتيبس ولا يبقى لها وجود.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾، القبور التي هي مأوى الناس إذا ماتوا.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">بعثرت؛ أي أُثيرت وبُحثت، وأُخرج مَن فيها، فكل مَن في هذه القبور من الأجساد التي دخلت فيها ستخرج بهذه البعثرة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ عَلِمَتْ ﴾، هذا جواب "إذا"، يعني إذا السماء، وإذا الكواكب، وإذا البحار، وإذا القبور، في تلك اللحظة كل نفس تعلم ماذا معها من العمل ماذا قدَّمت وماذا أخرت</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وقوله: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ ﴾؛ أي نفس نفس صالحة نفس فاسدة مؤمنة؟كافرةكل النفوس.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾، هل المقصود ما قدمته في أول عمرها وما أخرته في آخر عمرها يعني كل ذلك في حياتها، أو المقصود: علمت نفس ما قدمت في حياتها، وما أخرت بعد مماتها مما يكون من عملها؟</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">لأن عمل الإنسان قسمان:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- قسم يكون في حياة الإنسان.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- وقسم يكون بعد موته، مثل الصدقة الجارية، والعلم الذي يُنتفع به. فهذا مما أخره الإنسان بعد موته.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">فالآية منتظمة لهذا، ومنتظمة لذاك، والمقصود منها: علم الإنسان بعمله كله، أوله وآخره، ما كان في حياته وما كان بعد موته.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وهذه الآية نأخذ منها: أن الإنسان ينبغي كما يقدم عملًا صالحًا أن يؤخر أيضًا عملًا صالحًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، نسأل الله -سبحانه وتعالى- بمنِّه وكرمه أن يجمعها لنا.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴿5﴾ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾، قوله: ﴿ الْإِنسَانُ ﴾ تحدَّثنا عنه في سورة عبس، ﴿ قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17]، وأنها ترد كثيرًا في السور المكية ويُراد بها الإنسان الكافر.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">والسؤال هنا يُحدد أن المراد به الإنسان الكافر، لأن قوله: ﴿ مَا غَرَّكَ ﴾ جعلك تغتر، فتقصر في حق ربك، ولا تقوم بما هو واجب عليك من الإيمان والطاعة؛ هذا لا يليق إلا بالإنسان الكافر.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ولذلك ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ﴾ ما الذي غرك بربك الكريم.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قوله: ﴿ بِرَبِّكَ ﴾ لمزيد العتاب والذم لهذا الإنسان الذي اغتر بحياته وما أوتيه في الدنيا، وترك طاعة ربه والإيمان به وبآياته ورسله، وليست لإعطائه الحجة على الله -سبحانه وتعالى- كما يقول بعض المتأولين.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">فقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ﴾، الذي خلقك، ربَّاك، سوَّاك، أعطاك، أنعم عليك، حفَّك بربوبيته، أكرمك، ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">هذا هو ربك الذي له النعمة الكاملة عليك، ولذلك ما قال: "ما غرك بالله" ما جاء بلفظ الألوهية، وإنما جاء بلفظ الربوبية ليُبيِّن كيف كان الرب رحيمًا، عطوفًا، كريمًا مع هذا الإنسان، لئلا يبقى له حجة على الله.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ثم عطف عليه قوله: ﴿ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ وصفه بالكرم؛ لأنه قد أعطى ابن آدم عطاءً واسعًا وكثيرًا ومجزيًا، ولا يمكن للإنسان أن يكفر أو يُنكر هذه النعمة، ولكن الإنسان بطبعه الكفور الظلوم يجحد هذه النعم، ويستعمل ما آتاه الله من نعمه في معصيته، والعياذ بالله.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ولذلك هذه جاءت "ربك" و"الكريم" لإقامة الحجة على الإنسان وإلجامه، كيف ربك أكرمك؟ هل قصَّر عليك؟ هل لم يُرسل لك الرسل؟ ولم يعطك الوسائل التي تتعرف بها على الحق من الباطل؟ هل هناك شيء تحتجّ به على الله؟ تقول: ما بان ليَ الحق، ما ظهر ليَ المراد، ما أرسلت ليَ الرسل، ما أنزلتَ عليَّ الكتب، ما أوضحت لي المراد، لم تجعل لي عينين، لم تجعل لي أذنين، لم تجعل لي لسانًا وشفتين؟ أبدًا، كل ذلك ليس من حقك أن تقوله لله -عز وجل-؛ لأنه ربَّاك وأكرمك. إذن فما حجَّتك؟</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿6﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">خلقك بمعنى أنشأك وأوجدك من العدم.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">سوَّاك: جعلك مستويًا، يعني كل جزء من أجزائك يؤدي عملًا معيَّـنًا وباستواء.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ فَعَدَلَكَ ﴾ أو ﴿ فَعَدَّلَكَ ﴾، قراءتان معتبرتان، لكن "عدَّلك" أكثر مبالغة من "عدَلك"، جعلك معتدلًا في كل شيء، تجد للإنسان عينين إحداهما في اليمين، والثانية في اليسار. يدين، إحداهما هنا، والثانية في نفس المكان من الشق الآخر. ولم يجعل مشوَّشًا بمعنى أن يدًا في الجنب، ويدًا في الظهر مثلًا، أو عينًا في الأمام، وعينًا في الجنب، أو رجلًا في الرأس، أو رأسًا في الرِّجل أو في القدم، أو في الركبة، لا، جعلك أيضًا معتدلَ الخِلقَة قائمًا مستويًا على خلاف ما هو حال مثلًا هذه البهائم التي سخرها الله لك، فإن الله لم يجعلها كذلك، لم يجعلها مستوية ولا معتدلة، وهذا كله من إقامة الحجة على ابن آدم.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾؛ أي جعلك في صورة هو شاءها، هذه الصورة هي أجمل الصور وأحسنها، وليس لك من أمر صورتك شيء، يعني لستَ أنتَ الذي تصنع هذه الصورة، فلو وُكِلَ ابن آدم أن يصنع صورة لصنعها على وجه واحد، فالله -عز وجل- من رحمته، ومن حكمته أن جعل التصوير إليه، ولم يجعله لأحد، ولذلك يخلقنا في أي صورة هو يشاؤها -سبحانه وتعالى-، </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾، ثم لمَّا ذكَّر بالنعم، وعاتب الإنسان على معصيته، وعدم قيامه بطاعة ربه، واستعداده للقاء الله -عز وجل- قال: ﴿ كَلَّا ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ كَلَّا ﴾ ردع وزجر لهذا الإنسان الذي اغتر وترك الاستعداد للقاء الله، والاستعداد لذلك اليوم المهول العظيم.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾، ما أشغلكم، ولا غرَّكم، ولا جعلكم تنسون لقاء الله؛ إلا تكذيبكم بيوم الدين، فلو أنكم صدقتم به وعرفتم أنكم ستلاقون الله لعلمتم حقًّا، أو لفعلتم حقًّا ما يجب عليكم فعله من الإيمان والطاعة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">والدين: هو الجزاء والحساب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾؛ أي تكذبون بالجزاء والحساب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴾، هنا يعود المقام إلى تذكير العبد بأنه تحت رقابة الله، وأن الله ما خلقه عبثًا، ولا جعله هملًا، ولم يتركه سدًى، بل خلقه في حالة تدل على أنه متابَع ومراقَب ليستعدَّ للقاء آخر يُجازَى على كل شيء، ويُحاسَب على كلِّ صغيرة وكبيرة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">فقال: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴾، وأكَّد هذا الأمر لأنه يتحدث مع من ينكرونه، وهم الكفار -كفار مكة-، قال: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴾، </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">لاحظ المؤكدات في هذه الآية ثلاثة:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- الأولى: "إنَّ" مؤكدة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- ﴿ لَحَافِظِينَ ﴾: اللام الدَّالة على التوكيد.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- وأيضًا الجملة الاسمية وهي أيضًا مما يُؤكَّدُ به اللام.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">من هم هؤلاء الحافظون؟ هم الملائكة، يحفظون على الإنسان كل عملٍ من أعماله، وليس المقصود بالحفظ هنا هو الحفظ من وقوع المقدور، لماذا؟ لأن الآيات دالَّة هنا على معنًى في الحفظ غير المعنى المذكور في قول الله -عز وجل-: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11]، وقوله: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿1﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿2﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿3﴾ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾ [الطارق 1-4 ].</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">فالحفظ هنا في سورة الطارق، وفي سورة الرعد هو أن تحفظ الملائكةُ الإنسان من وقوع المكروه، أو وقع ما لم يُقدَّر عليه.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">أمَّا هنا فالمقصود بها حفظ الكتابة، فكل ما تقوم به من عمل، ما تلفظ به من قول، فهو مدوَّن ومسجَّل ومثبَت، تثبته هؤلاء الملائكة ولا يتركون منه شيئًا.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">كما قال الله -عز وجل-: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال هنا: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴾، الدليل على أن "الحافظين" بهذا المعنى قوله: ﴿ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ كِرَامًا ﴾: يعني ذوي منزلة عالية رفيعة عند الله، والكريم من كل شيء هو أعلاه في جنسه.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ولذلك يُقال: أحجار كريمة، ومخلوق كريم، وكتاب كريم، يعني هو أعلى ما يكون في جنس ذلك الشيء.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال: ﴿ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾، يكتبون أعمال الإنسان، لا يدعون منها شيئًا.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾، فكل ما يفعله الإنسان ويقوم به تعلمه هذه الملائكة وتدوِّنه، لا تترك منه شيئًا.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ثم بيَّن الله بعد ذلك الجزاء والحساب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">"كلا" ردع وزجر، وقد قلنا مرارًا أن "كلا" يمكن أن تأتي بمعنى حقًا، ويمكن أن تأتي بمعنى الردع والزجر، ويُحدد ذلك السياق:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- فإن كان ما قبلها شيء يُراد إنكاره، فإنها للردع والزجر، كما في هذا المقام.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- وإن كان ما قبلها ليس شيئًا يُراد إنكاره كما في سورة اقرأ في قول الله -عز وجل-: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿3﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق 1- 5]، قال الله بعدها ماذا؟ ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ﴾ [العلق:6 ]، فليس قبلها كلام يُراد إنكاره، ولذلك في معناها: حقًّا، فيكون معناها في هذه الآية: حقًّا إن الإنسان ليطغى.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ويكون معناها في الآية التي معنا: الردع والزجر لهؤلاء الذي اغترُّوا بما هم فيه من النعمة، وكذَّبوا بيوم الدين، ولم يستعدوا للقاء ربَّ العالمين، قال الله لهم: ﴿ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴿9﴾ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴿10﴾ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴿11﴾ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">بيَّنَّا فيما تقدَّم أن الله -عز وجل- يبيِّن لهؤلاء كيف تُتركون هملًا والله قد جعل كرامًا من الملائكة يكتبون عليكم، أو يكتبون كل شيء من أعمالكم ويحصونه بكل دقة؟</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾؛ أي ما تفعلونه من خير أو شر فإنهم يعلمونه فيكتبون، وقد بيَّنَّا قبل قليل أن الحفظ في هذه الآية أو في هذه السورة المقصود به حفظ الأعمال وتدوينها، وليس هو المقصود بقول الله -عز وجل- في سورة الطارق: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿1﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿2﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿3﴾ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾ [الطارق 1-4 ].. وكذلك في سورة الرعد: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11].</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿13﴾ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾، بعدما ذكر هذا العتاب وبيَّن أن كل عمل ابن آدم محسوب، انتقل إلى الجزاء فقال: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾، وجاء به مؤكَّدًا مرتين أو ثلاثة:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- المؤكِّد الأول: "إنَّ".</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- والثاني: ﴿ لَفِي ﴾.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- والثالث: أن الجملة اسمية، وهذا من المؤكدات. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">لأنه يُخاطب قومًا منكرين، والعادة في كلام العرب أنه إذا خوطب المنكِر يؤكَّد الكلام له بأكثر من مؤكد بحسب إنكاره، وإذا كان خالي الذهن فإن الكلام يؤكَّد له، يعني لو قلت لإنسان كلامًا وهو خالي الذهن ولا تتوقع إنكاره، فإنك لا تحتاج إلى أن تحلف له، ولا أن تؤكِّد كلامك بمؤكدات عدَّة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ ﴾، والأبرار: جمع برّ، والبر هو المتوسع في فعل الطاعات، يُقال لمادة "بَرَّ" في اللغة العربية تدل على السعة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">فلما كان البر متوسعًا في فعل الطاعة، يتصدق، يصوم، يحج، يذكر الله، يقرأ القرآن، يقوم الليل، يبر الوالدين، يصل الرحم، يحسن إلى الخلق، يُكرم الضيف، إلى آخر أعمال البر، يسعى فيها ويُنوِّع بينها سُمِّيَ برًّا، وجمعه: أبرار.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال: ﴿ لَفِي نَعِيمٍ ﴾، نعيم، المقصود به -بالدرجة الأولى: نعيم الآخرة، لأن الحديث عن الآخرة، ولكن ذلك لا يمنع أن يأخذ الإنسان من النعيم بقدره في دنياه وفي قبره؛ لأن النعيم هنا جاء مطلقًا غير مقيد.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ما قال: "لفي نعيم في الجنة أو في الآخرة"، فدلَّ ذلك على أن البارَّ يُدرك من النعيم في الدنيا، وفي قبره، وفي الآخرة، كل واحد من هذه الدور الثلاثة بحسبها، وهذا ما أثبته ابن القيم -رحمه الله- في تعليقه على هذه الآية، بأنها جاءت مطلقة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وهذا يلاحظه الأبرار، فإنهم يُدركون من لذة الطاعة والإيمان، وعمل البر وفعل الخير، ما تنشرح به صدورهم، وتأنس به نفوسهم، ويدركون به لذَّة عظيمة من لذائذ الحياة، حتى إنه يقول بعضهم: "إنه لتمرُّ بي ساعات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي نعيم طيب".</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وهذا من جزاء المؤمن المُعجَّل، يُعجِّل الله له أثر برِّه وطاعته، ونحن نقول لكل إنسان يجد ضيقًا، وكدرًا في نفسه، يجد همومًا وأحزانًا، اعلم أن هذا بسبب تقصيرك في حق الله، فالله -سبحانه وتعالى- شكور، ومن كونه شكورًا أنه يُعجل لعبده بالثواب وإن لم يكن هو الثواب الأعظم الذي يُدَّخر للعبد يوم القيامة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال الله -عز وجل-: ﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾، الفجار: هم الذين فجروا من جهتين:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- من جهة فجور القلب بالتكذيب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">- وفجور الجوارح بالعاصي.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">أي خرجوا عن الطاعة، قال: ﴿لَفِي جَحِيمٍ ﴿14﴾ يَصْلَوْنَهَا ﴾؛ أي يصلون تلك الجحيم يوم الدين، أي يوم الجزاء والحساب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">والدين يأتي بمعنى الجزاء والحساب، كما تقول العرب:كما تدين تدان.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">وكما في الأثر: "الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز مَن أتبع نفسه هواها وتمنَّى على الله الأماني".</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال: ﴿ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾أي عن الجحيم.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">﴿ بِغَائِبِينَ ﴾؛ أي مخلدون فيها لا يخرجون منها، فالمقصود بها ذكر خلودهم وبقائهم في النار -نسأل الله العافية والسلامة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ثم عظَّم الله يوم الدين في قوله -بهذا الأسلوب الذي سيتكرر معنا كثيرًا في جزء عم: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾، إنه يوم عظيم، يوم مهول، استعدوا له، وانتبهوا له، واستيقظوا لعظمته، وكونوا على حذر منه، وخذوا الأهبة التامة لهوله، فإنه فوق ما تتخيلون، وأعظم مما تصورون.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">قال: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿17﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾، هذا من باب التأكيد على هول ذلك اليوم.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ثم أجاب بهذا الجواب الفخيم، الرهيب، المهول، الساكن، الذي يملأ النفس عظمة وهيبة: ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ﴾، ليس هناك نفس -مهما كانت- تملك لنفس -مهما كانت- شيئًا، إلا أن يأذن الله بشيء من ذلك ويرضاه، فلا أحد في ذلك اليوم يتصرف أو يقدم خيرًا، أو يدفع ضرًّا، أو ينصر أحدًا، إلا أن يأذن الله به.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: purple">ثم ختم الله هذه السورة بقوله: ﴿ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ ﴾، الأمر كله لله، لا لملك مقرَّب، ولا لنبي مرسل، حتى إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا طُلبت منه الشفاعة يذهب ويسجد عند العرش، ويحمد الله بمحامدَ لم يُفتح عليه بمثلها من قبل، ويُكثر من الحمد لله -عز وجل- حتى يُقال له: «ارفع رأسك، وسل تعط، واسمع تُجَب»</span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 80039, member: 1"] [center][font=traditional arabic][size=5][color=teal][u]سورة الإنفطار[/u][/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]سورة مكية بالإجماع، لم يقع فيها خلاف.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ولا يُعرف لها اسم غير هذا فالبخاري -رحمه الله- في صحيحه قال: «سورة إذا السماء انفطرت» بأول آية من آياتها.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وبعضهم يقول: سورة الانفطار، وهناك من قال: سورة المنفطرة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وعلى كل هذا الاسم واشتقاقاته هو الذي عُرفت به هذه السورة ولم تُعرف باسم آخر.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]موضوع هذه السورة[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]تتحدث عن مشاهد يوم القيامة، ومشاهد حساب الإنسان.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]، لكن ليس بالإطناب المذكور في سورة التكوير وذلك لأن سورة التكوير تقدمت، فجاء فيها من المشاهد ما هو أكثر، وهنا انتقلت من جملة من المشاهد ذكرت في مقدمة السورة، إلى عتاب الإنسان، في تلك السورة، قال: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴿1﴾ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴿2﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ...﴾ إلى آخره [التكوير: 1- 3] ثم ختم تلك المشاهد بآية واحدة: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ ﴾ [التكوير: 14].[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]في هذه السورة زاد في عتاب ابن آدم ومحاسبته وتبكيته على تفريطه في الاستعداد لذلك اليوم المهول، فقال الله -عز وجل-: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿6﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿7﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ثم بين أن الذي حمله على الاغترار بالدنيا، وعدم العمل للآخرة، هو كونه كذب بالدين، قال: ﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ﴾، ثم بين أنه كيف ينكر التكذيب بالدين، والله -سبحانه وتعالى- قد جعل لنا كرامًا كاتبين، يعلمون ما نفعل، لماذا هذا الإحصاء؟ ولماذا هذا التدقيق؟ ولماذا هذا الاستعداد التام؟[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]إن لكم جزاءً سوف تلقونه عند ربكم -سبحانه وتعالى-.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ولذلك بعدها جاء جزاء: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿13﴾ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴿14﴾ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ﴿15﴾ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴿16﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿17﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿18﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ويلاحظ في جو هذه السورة العظيمة أن المراد بها ذكر مشاهد يوم القيامة وتبكيت الإنسان على عدم الاستعداد لذلك اليوم، كيف أن التهديد كان أكثر حيزًا من الترغيب والوعد، يعني الوعيد أكثر.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾، ثم قال: ﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ ماذا؟ ﴿يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ﴿15﴾ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴿16﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿17﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿18﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]في سورة التكوير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين، فليقرأ ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ و ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ﴾»، فذكر ثلاث سور، تصور لك يوم القيامة تصويرًا بالغًا، وتبين لك مدى الهول الذي سيلقاه الناس، وستلقاه الخلائق في ذلك اليوم.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]إذن: هذا في فضيلة هذه السورة وبيان ما تتميز به عن بقية السور.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وأيضًا ورد في فضيلتها: أن معاذ بن جبل حصلت له قصة، وهو أنه كان يطيل على الناس في صلاة العشاء، كان يصلي في قومه، فيطيل عليهم في صلاة العشاء، فحصل ذات يوم أن رجلًا من القوم لما أطال معاذ وكان يقرأ بهم سورة البقرة، كان شابًّا متحمسًا -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-.. انفتل، صلى وحده، ثم ذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: يا رسول الله إن معاذا يأتي ويصلي معك، ثم يأتي إلينا ويصلي بنا فيطول، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- غضبًا شديدًا، وقال لمعاذ وهو يخاطبه: «أفتان أنت يا معاذ؟ أفتان أنت يا معاذ؟» يعني أتفتن الناس في دينهم، وتبغض لهم شعائر الإسلام، ثم قال له: «اقرأ بهم بـ ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾ و ﴿ وَالضُّحَى ﴿1﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾» وفي رواية: «﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾»، فذكر الانفطار، وهذا موجود في سنن النسائي، والحديث أصله في الصحيحين.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ثم الرابط بين أول السورة وآخرها[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]لفت سيد قطب -رحمه الله- إلى رابط عجيب جدًّا، فقال: "أولها: هولٌ وحراكٌ واضطرابٌ، وآخرها: صمتٌ ومهابةٌ وسكونٌ، وبينهما لومٌ وعتابٌ".[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]يُصور ك مشاهد ضخمة، حركة مضطربة، هول جارف في أول السورة، وفي آخرها: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿17﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿18﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ ﴾، فهناك حركة واضطراب، وهنا سكون ومهابة، وهدوء وصمت مفزع، وبينهما: عتاب لهذا الإنسان، يُقال له: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿6﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿7﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾، إلى آخر ما هنالك من العتاب الذي يُعاتب به ابن آدم.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]في سورة التكوير حديث عن مشاهد يوم القيامة، في هذه السورة حديث عن مشاهد يوم القيامة، لكن في سورة التكوير كان الحديث عن مشاهد يوم القيامة مسهبًا طويلًا، والمشاهد كثيرة، في هذه السورة أقل، والانتقال منها إلى الغاية وهي تخويف الإنسان، عتابه، تحريك قلبه، لومه على تقصيره في حق ربه -سبحانه وتعالى-، لماذا لا تستعد لهذا اليوم؟ لماذا لا تأخذ أُهبتك من العمل الصالح؟ لماذا لا تكون من الأبرار؟ إياك أن كون من الفجار.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]يقول الله -عز وجل-: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾،الانفطار، يقول العلماء: هو أول الانشقاق، ينفطر الشيء، ثم ما يزال يزداد حتى يتضح الانشقاق، ولذلك جاء في هذه السورة ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾، وجاء في سورة الانشقاق: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ﴾ [الانشقاق: 1]، وجاء في سورة التكوير: ﴿ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴾ [التكوير: 11].[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]فالذي يظهر -والله أعلم- أن ترتيب هذه الآيات كالتالي: انفطار، فانشقاق، فكشط.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]والكشط: هو السلخ والذهاب أو الطي، كما قال الله -عز وجل-: ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ [الأنبياء: 104].[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]هذا هو المشهد الأول. بُدِئ بهذا المشهد لأن السماء هي أكبر المخلوقات، فنحن لا نرى من مخلوقات الله شيئًا أعظم من هذه السماء، وليس هذا حديثًا عن مخلوقات الله كلها، قال الله بعدها: ﴿ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ﴾، انتقل من عالم علويٍّ إلى عالمٍ علويٍّ آخر ولكنه أدنى منه، وهو الكواكب، والمقصود بها نجوم السماء.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال: ﴿ انتَثَرَتْ ﴾،{انتثرت بمعنى: تتساقط}.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وهذا ما جاء في سورة التكوير، قال: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴿1﴾ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴾ [التكوير 1، 2].[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قلنا "انكدرت" يمكن أن تكون بمعنى "انكدرت" : تساقطت وانتثرت، وتفسرها هذه الآية.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وانكدرت: من الكدرة، أظلمت وانطفأت.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وهي إذا تساقطت لا شك أنها سينتج من ذلك ويلزم منه أنها ستنطفئ.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴾، "فجرت" بمعنى: انفجر بعضها على بعض، بعض السلف عبَّر عن هذا بقوله: امتلأت، وبعضهم قال: انفجر بعضها على بعض.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]فإذا هي امتلأت انفجر بعضها على بعض، فهذه الحدود التي تحدُّ البحار في الكرة الأرضية ستتلاشى وتذهب.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]بعضهم قال: انفجرت بمعنى يبست، وهذا بعيد في اللغة، لكنه من حيث المآل صحيح؛ لأنها ستمتلئ فينفجر بعضها على بعض، ثم تسجَّر بنار عظيمة من تحتها فتيبس ولا يبقى لها وجود.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾، القبور التي هي مأوى الناس إذا ماتوا.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]بعثرت؛ أي أُثيرت وبُحثت، وأُخرج مَن فيها، فكل مَن في هذه القبور من الأجساد التي دخلت فيها ستخرج بهذه البعثرة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ عَلِمَتْ ﴾، هذا جواب "إذا"، يعني إذا السماء، وإذا الكواكب، وإذا البحار، وإذا القبور، في تلك اللحظة كل نفس تعلم ماذا معها من العمل ماذا قدَّمت وماذا أخرت[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وقوله: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ ﴾؛ أي نفس نفس صالحة نفس فاسدة مؤمنة؟كافرةكل النفوس.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾، هل المقصود ما قدمته في أول عمرها وما أخرته في آخر عمرها يعني كل ذلك في حياتها، أو المقصود: علمت نفس ما قدمت في حياتها، وما أخرت بعد مماتها مما يكون من عملها؟[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]لأن عمل الإنسان قسمان:[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- قسم يكون في حياة الإنسان.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- وقسم يكون بعد موته، مثل الصدقة الجارية، والعلم الذي يُنتفع به. فهذا مما أخره الإنسان بعد موته.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]فالآية منتظمة لهذا، ومنتظمة لذاك، والمقصود منها: علم الإنسان بعمله كله، أوله وآخره، ما كان في حياته وما كان بعد موته.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وهذه الآية نأخذ منها: أن الإنسان ينبغي كما يقدم عملًا صالحًا أن يؤخر أيضًا عملًا صالحًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، نسأل الله -سبحانه وتعالى- بمنِّه وكرمه أن يجمعها لنا.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴿5﴾ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾، قوله: ﴿ الْإِنسَانُ ﴾ تحدَّثنا عنه في سورة عبس، ﴿ قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17]، وأنها ترد كثيرًا في السور المكية ويُراد بها الإنسان الكافر.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]والسؤال هنا يُحدد أن المراد به الإنسان الكافر، لأن قوله: ﴿ مَا غَرَّكَ ﴾ جعلك تغتر، فتقصر في حق ربك، ولا تقوم بما هو واجب عليك من الإيمان والطاعة؛ هذا لا يليق إلا بالإنسان الكافر.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ولذلك ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ﴾ ما الذي غرك بربك الكريم.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قوله: ﴿ بِرَبِّكَ ﴾ لمزيد العتاب والذم لهذا الإنسان الذي اغتر بحياته وما أوتيه في الدنيا، وترك طاعة ربه والإيمان به وبآياته ورسله، وليست لإعطائه الحجة على الله -سبحانه وتعالى- كما يقول بعض المتأولين.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]فقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ﴾، الذي خلقك، ربَّاك، سوَّاك، أعطاك، أنعم عليك، حفَّك بربوبيته، أكرمك، ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]هذا هو ربك الذي له النعمة الكاملة عليك، ولذلك ما قال: "ما غرك بالله" ما جاء بلفظ الألوهية، وإنما جاء بلفظ الربوبية ليُبيِّن كيف كان الرب رحيمًا، عطوفًا، كريمًا مع هذا الإنسان، لئلا يبقى له حجة على الله.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ثم عطف عليه قوله: ﴿ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ وصفه بالكرم؛ لأنه قد أعطى ابن آدم عطاءً واسعًا وكثيرًا ومجزيًا، ولا يمكن للإنسان أن يكفر أو يُنكر هذه النعمة، ولكن الإنسان بطبعه الكفور الظلوم يجحد هذه النعم، ويستعمل ما آتاه الله من نعمه في معصيته، والعياذ بالله.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ولذلك هذه جاءت "ربك" و"الكريم" لإقامة الحجة على الإنسان وإلجامه، كيف ربك أكرمك؟ هل قصَّر عليك؟ هل لم يُرسل لك الرسل؟ ولم يعطك الوسائل التي تتعرف بها على الحق من الباطل؟ هل هناك شيء تحتجّ به على الله؟ تقول: ما بان ليَ الحق، ما ظهر ليَ المراد، ما أرسلت ليَ الرسل، ما أنزلتَ عليَّ الكتب، ما أوضحت لي المراد، لم تجعل لي عينين، لم تجعل لي أذنين، لم تجعل لي لسانًا وشفتين؟ أبدًا، كل ذلك ليس من حقك أن تقوله لله -عز وجل-؛ لأنه ربَّاك وأكرمك. إذن فما حجَّتك؟[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿6﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]خلقك بمعنى أنشأك وأوجدك من العدم.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]سوَّاك: جعلك مستويًا، يعني كل جزء من أجزائك يؤدي عملًا معيَّـنًا وباستواء.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ فَعَدَلَكَ ﴾ أو ﴿ فَعَدَّلَكَ ﴾، قراءتان معتبرتان، لكن "عدَّلك" أكثر مبالغة من "عدَلك"، جعلك معتدلًا في كل شيء، تجد للإنسان عينين إحداهما في اليمين، والثانية في اليسار. يدين، إحداهما هنا، والثانية في نفس المكان من الشق الآخر. ولم يجعل مشوَّشًا بمعنى أن يدًا في الجنب، ويدًا في الظهر مثلًا، أو عينًا في الأمام، وعينًا في الجنب، أو رجلًا في الرأس، أو رأسًا في الرِّجل أو في القدم، أو في الركبة، لا، جعلك أيضًا معتدلَ الخِلقَة قائمًا مستويًا على خلاف ما هو حال مثلًا هذه البهائم التي سخرها الله لك، فإن الله لم يجعلها كذلك، لم يجعلها مستوية ولا معتدلة، وهذا كله من إقامة الحجة على ابن آدم.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾؛ أي جعلك في صورة هو شاءها، هذه الصورة هي أجمل الصور وأحسنها، وليس لك من أمر صورتك شيء، يعني لستَ أنتَ الذي تصنع هذه الصورة، فلو وُكِلَ ابن آدم أن يصنع صورة لصنعها على وجه واحد، فالله -عز وجل- من رحمته، ومن حكمته أن جعل التصوير إليه، ولم يجعله لأحد، ولذلك يخلقنا في أي صورة هو يشاؤها -سبحانه وتعالى-، [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾، ثم لمَّا ذكَّر بالنعم، وعاتب الإنسان على معصيته، وعدم قيامه بطاعة ربه، واستعداده للقاء الله -عز وجل- قال: ﴿ كَلَّا ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ كَلَّا ﴾ ردع وزجر لهذا الإنسان الذي اغتر وترك الاستعداد للقاء الله، والاستعداد لذلك اليوم المهول العظيم.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾، ما أشغلكم، ولا غرَّكم، ولا جعلكم تنسون لقاء الله؛ إلا تكذيبكم بيوم الدين، فلو أنكم صدقتم به وعرفتم أنكم ستلاقون الله لعلمتم حقًّا، أو لفعلتم حقًّا ما يجب عليكم فعله من الإيمان والطاعة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]والدين: هو الجزاء والحساب.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾؛ أي تكذبون بالجزاء والحساب.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴾، هنا يعود المقام إلى تذكير العبد بأنه تحت رقابة الله، وأن الله ما خلقه عبثًا، ولا جعله هملًا، ولم يتركه سدًى، بل خلقه في حالة تدل على أنه متابَع ومراقَب ليستعدَّ للقاء آخر يُجازَى على كل شيء، ويُحاسَب على كلِّ صغيرة وكبيرة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]فقال: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴾، وأكَّد هذا الأمر لأنه يتحدث مع من ينكرونه، وهم الكفار -كفار مكة-، قال: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴾، [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]لاحظ المؤكدات في هذه الآية ثلاثة:[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- الأولى: "إنَّ" مؤكدة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- ﴿ لَحَافِظِينَ ﴾: اللام الدَّالة على التوكيد.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- وأيضًا الجملة الاسمية وهي أيضًا مما يُؤكَّدُ به اللام.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]من هم هؤلاء الحافظون؟ هم الملائكة، يحفظون على الإنسان كل عملٍ من أعماله، وليس المقصود بالحفظ هنا هو الحفظ من وقوع المقدور، لماذا؟ لأن الآيات دالَّة هنا على معنًى في الحفظ غير المعنى المذكور في قول الله -عز وجل-: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11]، وقوله: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿1﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿2﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿3﴾ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾ [الطارق 1-4 ].[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]فالحفظ هنا في سورة الطارق، وفي سورة الرعد هو أن تحفظ الملائكةُ الإنسان من وقوع المكروه، أو وقع ما لم يُقدَّر عليه.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]أمَّا هنا فالمقصود بها حفظ الكتابة، فكل ما تقوم به من عمل، ما تلفظ به من قول، فهو مدوَّن ومسجَّل ومثبَت، تثبته هؤلاء الملائكة ولا يتركون منه شيئًا.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]كما قال الله -عز وجل-: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال هنا: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴾، الدليل على أن "الحافظين" بهذا المعنى قوله: ﴿ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ كِرَامًا ﴾: يعني ذوي منزلة عالية رفيعة عند الله، والكريم من كل شيء هو أعلاه في جنسه.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ولذلك يُقال: أحجار كريمة، ومخلوق كريم، وكتاب كريم، يعني هو أعلى ما يكون في جنس ذلك الشيء.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال: ﴿ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾، يكتبون أعمال الإنسان، لا يدعون منها شيئًا.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾، فكل ما يفعله الإنسان ويقوم به تعلمه هذه الملائكة وتدوِّنه، لا تترك منه شيئًا.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ثم بيَّن الله بعد ذلك الجزاء والحساب.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple].[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]"كلا" ردع وزجر، وقد قلنا مرارًا أن "كلا" يمكن أن تأتي بمعنى حقًا، ويمكن أن تأتي بمعنى الردع والزجر، ويُحدد ذلك السياق:[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- فإن كان ما قبلها شيء يُراد إنكاره، فإنها للردع والزجر، كما في هذا المقام.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- وإن كان ما قبلها ليس شيئًا يُراد إنكاره كما في سورة اقرأ في قول الله -عز وجل-: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿3﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق 1- 5]، قال الله بعدها ماذا؟ ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ﴾ [العلق:6 ]، فليس قبلها كلام يُراد إنكاره، ولذلك في معناها: حقًّا، فيكون معناها في هذه الآية: حقًّا إن الإنسان ليطغى.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ويكون معناها في الآية التي معنا: الردع والزجر لهؤلاء الذي اغترُّوا بما هم فيه من النعمة، وكذَّبوا بيوم الدين، ولم يستعدوا للقاء ربَّ العالمين، قال الله لهم: ﴿ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴿9﴾ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴿10﴾ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴿11﴾ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]بيَّنَّا فيما تقدَّم أن الله -عز وجل- يبيِّن لهؤلاء كيف تُتركون هملًا والله قد جعل كرامًا من الملائكة يكتبون عليكم، أو يكتبون كل شيء من أعمالكم ويحصونه بكل دقة؟[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾؛ أي ما تفعلونه من خير أو شر فإنهم يعلمونه فيكتبون، وقد بيَّنَّا قبل قليل أن الحفظ في هذه الآية أو في هذه السورة المقصود به حفظ الأعمال وتدوينها، وليس هو المقصود بقول الله -عز وجل- في سورة الطارق: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿1﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿2﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿3﴾ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾ [الطارق 1-4 ].. وكذلك في سورة الرعد: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11].[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿13﴾ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾، بعدما ذكر هذا العتاب وبيَّن أن كل عمل ابن آدم محسوب، انتقل إلى الجزاء فقال: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾، وجاء به مؤكَّدًا مرتين أو ثلاثة:[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- المؤكِّد الأول: "إنَّ".[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- والثاني: ﴿ لَفِي ﴾.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- والثالث: أن الجملة اسمية، وهذا من المؤكدات. [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]لأنه يُخاطب قومًا منكرين، والعادة في كلام العرب أنه إذا خوطب المنكِر يؤكَّد الكلام له بأكثر من مؤكد بحسب إنكاره، وإذا كان خالي الذهن فإن الكلام يؤكَّد له، يعني لو قلت لإنسان كلامًا وهو خالي الذهن ولا تتوقع إنكاره، فإنك لا تحتاج إلى أن تحلف له، ولا أن تؤكِّد كلامك بمؤكدات عدَّة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ ﴾، والأبرار: جمع برّ، والبر هو المتوسع في فعل الطاعات، يُقال لمادة "بَرَّ" في اللغة العربية تدل على السعة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]فلما كان البر متوسعًا في فعل الطاعة، يتصدق، يصوم، يحج، يذكر الله، يقرأ القرآن، يقوم الليل، يبر الوالدين، يصل الرحم، يحسن إلى الخلق، يُكرم الضيف، إلى آخر أعمال البر، يسعى فيها ويُنوِّع بينها سُمِّيَ برًّا، وجمعه: أبرار.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال: ﴿ لَفِي نَعِيمٍ ﴾، نعيم، المقصود به -بالدرجة الأولى: نعيم الآخرة، لأن الحديث عن الآخرة، ولكن ذلك لا يمنع أن يأخذ الإنسان من النعيم بقدره في دنياه وفي قبره؛ لأن النعيم هنا جاء مطلقًا غير مقيد.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ما قال: "لفي نعيم في الجنة أو في الآخرة"، فدلَّ ذلك على أن البارَّ يُدرك من النعيم في الدنيا، وفي قبره، وفي الآخرة، كل واحد من هذه الدور الثلاثة بحسبها، وهذا ما أثبته ابن القيم -رحمه الله- في تعليقه على هذه الآية، بأنها جاءت مطلقة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وهذا يلاحظه الأبرار، فإنهم يُدركون من لذة الطاعة والإيمان، وعمل البر وفعل الخير، ما تنشرح به صدورهم، وتأنس به نفوسهم، ويدركون به لذَّة عظيمة من لذائذ الحياة، حتى إنه يقول بعضهم: "إنه لتمرُّ بي ساعات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي نعيم طيب".[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وهذا من جزاء المؤمن المُعجَّل، يُعجِّل الله له أثر برِّه وطاعته، ونحن نقول لكل إنسان يجد ضيقًا، وكدرًا في نفسه، يجد همومًا وأحزانًا، اعلم أن هذا بسبب تقصيرك في حق الله، فالله -سبحانه وتعالى- شكور، ومن كونه شكورًا أنه يُعجل لعبده بالثواب وإن لم يكن هو الثواب الأعظم الذي يُدَّخر للعبد يوم القيامة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال الله -عز وجل-: ﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾، الفجار: هم الذين فجروا من جهتين:[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- من جهة فجور القلب بالتكذيب.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]- وفجور الجوارح بالعاصي.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]أي خرجوا عن الطاعة، قال: ﴿لَفِي جَحِيمٍ ﴿14﴾ يَصْلَوْنَهَا ﴾؛ أي يصلون تلك الجحيم يوم الدين، أي يوم الجزاء والحساب.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]والدين يأتي بمعنى الجزاء والحساب، كما تقول العرب:كما تدين تدان.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]وكما في الأثر: "الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز مَن أتبع نفسه هواها وتمنَّى على الله الأماني".[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال: ﴿ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾أي عن الجحيم.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]﴿ بِغَائِبِينَ ﴾؛ أي مخلدون فيها لا يخرجون منها، فالمقصود بها ذكر خلودهم وبقائهم في النار -نسأل الله العافية والسلامة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ثم عظَّم الله يوم الدين في قوله -بهذا الأسلوب الذي سيتكرر معنا كثيرًا في جزء عم: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾، إنه يوم عظيم، يوم مهول، استعدوا له، وانتبهوا له، واستيقظوا لعظمته، وكونوا على حذر منه، وخذوا الأهبة التامة لهوله، فإنه فوق ما تتخيلون، وأعظم مما تصورون.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]قال: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿17﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾، هذا من باب التأكيد على هول ذلك اليوم.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ثم أجاب بهذا الجواب الفخيم، الرهيب، المهول، الساكن، الذي يملأ النفس عظمة وهيبة: ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ﴾، ليس هناك نفس -مهما كانت- تملك لنفس -مهما كانت- شيئًا، إلا أن يأذن الله بشيء من ذلك ويرضاه، فلا أحد في ذلك اليوم يتصرف أو يقدم خيرًا، أو يدفع ضرًّا، أو ينصر أحدًا، إلا أن يأذن الله به.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=purple]ثم ختم الله هذه السورة بقوله: ﴿ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ ﴾، الأمر كله لله، لا لملك مقرَّب، ولا لنبي مرسل، حتى إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا طُلبت منه الشفاعة يذهب ويسجد عند العرش، ويحمد الله بمحامدَ لم يُفتح عليه بمثلها من قبل، ويُكثر من الحمد لله -عز وجل- حتى يُقال له: «ارفع رأسك، وسل تعط، واسمع تُجَب»[/color][/size][/font][/center] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الأولى مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن دورة جزء عم مع الحفظ
سورة الانفطار