تفقــدوا قلوبكم

طباعة الموضوع

موحــ لله ــــدة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
5
النقاط
1
تفقـّـدوا قلوبكم

.·`°~ انتبهوا لقلوبكم قبل موتكم ~°`·.
معالي الدكتور صالح بن حميد ـ حفظه الله ـ


الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك:2] .
أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، يجدّد الأيام والشهور، ويصرف الأعوام والدهور، وأشهد أن لا اله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله الشافع المشفع يوم الحشر، صلى الله وسلم وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..


فأوصيكم -أيها الناس ونفسي- بتقوى الله -عزوجل- فاتقوا الله -رحمكم الله- حيثما كنتم وقوموا بالأمر الذي من أجله خلقتم قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}، {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ}.


أيها المسلمون!
في مستفتح العام يحسن التذكير {وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} [غافر : 13].
من غفل عن نفسه تصرّمت أوقاته، واشتدّت عليه عثراته..
لابد من وقفة صادقة مع النفس في محاسبة جادة ومسائلة دقيقة.
فو الله لتموتنّ كما تنامون، ولتبعثنّ كما تستيقظون، ولتجزونّ بما كنتم تعملون!
هل الأعمار إلا أعوام، وهل الأعوام إلا أيام، وهل الأيام إلا أنفاس؟! وإن عمرًا ينقضي مع الأنفاس لسريع الانصرام!


أفلا معتبر بما طوت الأيام من صحائف الماضين، وقلبت الليالي من سجلات السابقين، وما أذهبت المنايا من أماني المسرفين؟!
كل نفس من أنفاس العمر معدود، وإضاعة هذا ليس بعده خسارة في الوجود! {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}.


هذه يد المنون تتخطف الأرواح من أجسادها، تتخطفها وهي راقدة في منامها، تعاجلها وهي تمشي في طرقاتها، تقبضها وهي مكبة على أعمالها، تتخطفها وتعاجلها من غير إنذار أو إشعار {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}


هاهو ابن آدم يصبح سليما معافا في صحته وحلته ثم يمسي بين إطباق الثرى قد حيل بينه وبين الأحباب والأصحاب
ويل للأغرار المغترين يأمنون الدنيا وهي غرارة
ويثقون بها وهي مكارة ويركنون إليها وهي غدارة
فارقهم ما يحبون ورأوا ما يكرهون وحيل بينهم وبين ما يشتهون ثم جاءهم ما يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون


إنها الدنيا!
تبكي ضاحكا، وتضحك باكيا، وتخيف آمنا و تؤمِّن خايفا، وتفقر غنيًا، وتغني فقيرا، تتقلب بأهلها لا تبقي أحد على حال!


العيش فيها مذموم، والسرور بها لا يدوم، تغير صفاءها الآفات، وتنبوها الفجيعات، وتفجع فيها الرزايا، وتسوق أهلها المنايا، قد تنكرت معالمها وانهارت عوالمها!


أيها الأخوة!
لا يعرف حقيقة الدنيا بصفوها وأكدارها وزيادتها ونقصانها إلا المحاسب نفسه.
فمن صفّى، صُفّي له، ومن كدّر كُدِّر عليه، ومن أحسن في ليله، كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره، كوفئ في ليله.
ومن سره أن تدوم عافيته، فليتقِ الله ربه!
فالبر لا يبلى، والإثم لا يُنسى، والديّان لا يموت، وكما تدين تُدان.


وإذا رأيت في عيشك تكديرا، وفي شأنك اضطرابا، فتذكّر نعمة ماشكرت، أو زلة قد ارتكبت!
واحذر من زوال النعم، وفجاءة النقم! ولا تغتر بسعة حلم الحليم!
فجودة الثمار من جودة البذار، ومن زرع حصد، وليس للمرء إلا ما كسب، وهو في القيامة مع من أحب!


يقول الفضيل ابن عياض رحمه الله: "من عرف أنه عبد الله، وراجع إليه، فليعلم أنه موقوف،
ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول، فليعد لكل سؤال جواباً،
قيل: -يرحمك الله- فما الحيلة؟
قال: الأمر يسير؛ تـُحسن فيما بقي، يغفر لك ما مضى؛ فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وما بقي"!.


أيها الإخوة!
وهذه وقفة محاسبة مع النفس، بل مع أعز شيء في النفس، مع من بصلاحه صلاح العبد كله، ومع من بفساده فساد العبد كله!
وقفة مع ما هو أولى بالمحاسبة وأحرى بالوقفات الصادقة..
يقول نبيكم محمدًا صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)).
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه)).
ويقول الحسن رحمه الله: "داوِ قلبك، فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم، ولن تحب الله حتى تحب طاعته".


أيها المسلمون!
من عرف قلبه عرف ربه، وكم من جاهل لقلبه ونفسه والله يحول بين المرء وقلبه!
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "هلك من لم يكن له قلب يعرف المعروف وينكر المنكر".


أيها الإخوة!
لابد في هذا من محاسبة تفضّ مغاليق الغفلة، وتوقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب واللسان والجوارح جميعا..
من لم يظفر بذلك فحياته كلها والله هموم في هموم، وأنكاد وغموم، والآم وحسرات، بل إن الله لم يبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلا بالمهمّتين العظيمتين:
1- علم الكتاب والحكمة
2- وتزكية النفوس
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.
بل أن الله -عزوجل- علق صلاح عبده على تزكية نفسه، وقدم ذلك وقرره بإحدى عشر قسم متواليا، اقرؤوا إن شئتم وتأملوا:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.


أيها الإخوة!
إنّ في القلوب فاقة وحاجة لا يسدها إلا الإقبال على الله ومحبته والإنابة إليه، ولا يلم شعثها إلا حفظ الجوارح واجتناب المحرمات واتقاء المشتبهات.
معرفة القلب من أعظم مطلوبات الدين ومن أظهر المعالم في طريق الصالحين.
معرفة تستوجب اليقظة لخلجات القلب وخفقاته وحركاته ولفتاته، والحذر من كل هاجز واحتياط من المزالق والهواجز، والتعلق الدائم بالله، فهو مقلب القلوب والأبصار.
جاء في الأثر عند مسلم رحمه الله أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ)).
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ)).
ولا ينفع عند الله إلا القلب بالسليم {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89] ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: ((وأسألك قلبا سليما)).


والقلوب أيها الإخوة أربعة:
1. قلب تقي نقي فيه سراج منير --> فهو قلب المؤمن.
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون}.
2. وقلب أغلق مظلم --> وهو قلب الكافر.
{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ}.
3. وقلب منتكس منكوس --> فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر، وأبصر ثم عمي.
{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ} [النساء : 88].
4. وقلب تمدّه مادتان: مادة إيمان، ومادة نفاق، فهو لما غلب عليه منهما.
وقد قال الله في أقوام: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ}[آل عمران : 167].


وفي القلب قوتان:
1) قوة علم في إدراك الحق ومعرفته والتميز بينه وبين الباطل.
2) وقوة إرادة والمحبة في طلب الحق ومعرفته وإيثاره على الباطل.
فمن لم يعرف الحق، فهو ضال، ومن عرفه وآثر غيره، فهو مغلوب عليه، ومن عرفه واتبعه، فهو المنعم عليه السالك صراط ربه المستقيم.


يقول ابن القيم رحمه الله: "وهذا الموضع لا يفهمه إلا الألباء من الناس والعقلاء، ولا يعمل بمقتضاه إلا أهل الهم العالية والنفوس الأبية الزاكية.
ورجل الدنيا وواحدها هو الذي يخاف موت قلبه لا موت بدنه، وأكثر الخلق يخافون موت أبدانهم ولا يبالون بموت قلوبهم!".


إذا كان الأمر كذلك -أيها الأحبة- فاعلموا أن صاحب القلب الحي يغدوا ويروح ويمسي ويصبح وفي أعماقه تسكن المحاسبة بدقات قلبه وبصر عينه وسماع أذنه وحركات يده وسير قدمه!
إحساس بأن الليل يدبر، والصبح يتنفس، والكون في أفلاكه يسبح بقدرة العليم وتقدير الحكيم {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى}.


قلب حي يتحقق به العبودية لله على وجهها وكمالها، أحب الله وأحب فيه يترقى في درجات الإيمان والإحسان، فيعبد الله على الحضور والمراقبة.
يعبد الله كأنه يراه، فيمتلئ قلبه محبة ومعرفة وعظمة ومهابة وأُنسًا وإجلالاً.
ولا يزال حبه يقوى، وقربه يدنوا حتى يمتلئ قلبه إيمانًا وخشية ورجاء وطاعة وخضوعًا وذلاًّ ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)).
كلما اقترب من ربه اقترب الله منه، ((من تقرب إلي شبرا تقربت منه باعا)).
فهو لا يزال رابحًا من ربها فضل مما قدم يعيش حياة لا تشبه من ناسوا فيه من حياة {فاذكروني أذكركم}، ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملاء ذكرته في ملا خيرا منه))، من بذل شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وجزاه أفضل مما قدم.


أصحاب القلوب الحية صائمون قائمون خاشعون قانتون، شاكرون على النعماء، صابرون على البأساء، لا تنبعث جوارحهم إلا بموافقة ما في قلوبهم، تجردوا من الأثرة والغش والهوى، اجتمع لهم حسن المعرفة مع صدق الأدب وصفاء النفس مع فطانة العقل.
هم البريئون أيدهم، الطاهرة صدورهم، متحابون بجلال الله، يغضبون لحرمات الله، أمناء إذا ائتمنوا، عادلون إذا حكموا، منجزون إذا وعدوا، موفون إذا عاهدوا، جادون إذا عزموا، يسعون لمصالح الخلق، ويضيقون لآلمهم، في سلامة من الغل، وحسن ظن بخلق وحمل نافع أحسن بأحسن المحامل ...
كسروا حظوظ النفوس، وقطعوا الأطماع في أهل الدنيا.
جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ)).
فهي سليمة نقية، خالية من الذنب، سالمة من العيب، يحرصون على النصح والإخلاص والمتابعة والإحسان، همتهم في تصحيح العمل أكبر منها بكثرة العمل؛ {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}
أوقفهم القرآن فوقفوا، واستبانت لهم السنة فالتزموا، يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون.
رجال مؤمنون ونساء مؤمنات، بواطنهم كظواهرهم بل أجلي، وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى، وهمهم عند الثريا بل أعلى!
إن عُرفوا تنكّروا، تحبهم بقاع الأرض، وتفرح بهم ملائكة السماء!
هذه حياة القلوب وهذه بعض آثارها..


أما القلوب المريضة.. فلا تتأثر بمواعظ، ولا تستفزها الجزر، ولا تنكرها العبر، أين الحياة في قلوب عرفت الله ولم تؤدي حقه، قرأت كتاب الله ولم تعمل به، زعمت حب رسول الله وتركت سنته!
يريدون الجنة ولم يعملوا لها، ويخافون النار ولم يتقوها!
ربّ امرئ من هؤلاء أطلق بصره في الحرام فحرم البصيرة!
وربّ مطلق لسانه في غيبة فحرم نور القلب!
وربّ قائم من الحرام فاظلم فؤاده!


لماذا يحرم محرمون قيام الليل؟! ولماذا لا يجدون لذة المناجاة؟!
إنه بارئ الأنفاس غليظ القلوب ظاهره جفوة القلب الميت!
الهوى إمامه، والشهوة صائدة، والغفلة مركبه، لا يستجيب لناصح، ويتبع كل شيطان مريد، الدنيا تسخطه وترضيه، والهوى يصمه ويعميه، ماتت قلوبهم ثم قبرت في أجسادهم فما أجسادهم إلا قبور قلوبهم!
قلوب خربة لا تؤلمها جراحات المعاصي، ولا يوجعها جهل الحق!
لا تزال تترصد كل فتنة حتى تسود وتنتكس، ومن ثم لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا.


عباد الله!
غفلة القلوب عقوبة، والمعصية بعد المعصية عقوبة، والغافل لا يحس بالعقوبات المتتالية، ولكن مالحيلة؟! فلا حول ولا قوة الا بالله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } [الأنفال: 24].


نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمد صلى الله عليه وسلم..
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


يــــتــــــبــــــعـــ ....
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
التعديل الأخير:

موحــ لله ــــدة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
5
النقاط
1
الحمد لله المستحق للحمد والثناء، له الخلق والأمر، يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأعوذ به من حال أهل الشقاء، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، أفضل الرسل وخاتم الأنبياء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وأصحابه البررة الأتقياء، والتابعين ومن تبعهم بالحسان الى يوم الدين، أما بعد..

أيها الناس!
من خاف الوعيد قصر عليه البعيد، ومن طال أمله ضعف عمله! وكل من هو آت قريب، ومن شغل عن الله فهو شؤم!
التوفيق خير قائد، والإيمان هو النور، والعقل خير صاحب، وحسن الخلق خير قرين.

يقول الحسن رحمه الله: "المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على أقوام حاسبوا أنفسهم في الدنيا وشق الحساب على أقوام يوم القيامة أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة".

فحاسبوا أنفسكم يرحمكم الله، وفتشوا في قلوبكم.

فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ)).

يقول بعض الصالحين: يبكون على من مات جسده ولا يبكون على من مات قلبه؟!

شتّان بين من طغى وآثر الحياة الدنيا، وبين من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى!


تمرض القلوب وتموت إذا انحرفت عن الحق وقارفت الحرام، قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}.

تمرض القلوب وتموت إذا فتنت بآلآت اللهو وخديع الصور {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ}.

عباد الله!
غفلة القلوب عقوبة، والمعصية بعد المعصية عقوبة، والغافل لا يحس بالعقوبات المتتاليات، كل الذنوب تميت القلوب، وتورث الذلة وضيق الصدر ومحاربة الله وسوله.

يقول الحسن رحمه الله: "هل لك من محاربة الله من طاقة؟! فإن من عصى الله فقد حاربه".
وكل ما كان الذنب أقبح كان لمحاربة الله أشد! ولهذا سمى الله عزوجل كل من أكلة الربى وقطاع الطريق محاربين لله ورسوله؛ لعظم ذنبهم وسعيهم للفساد في أرض الله،
قال: "وكذلك معاداة أولياءهم، فإن الله تعالى يتولى نصرة أوليائه ويحبهم ويؤيدهم، فمن عاداهم، فقد عاد الله وحاربه".

ألا فاتقوا الله -رحمكم الله- وتوبوا إلى ربكم وأصلحوا فساد قلوبكم..


ثم صلوا وسلموا على نبيكم محمدا صلى الله عليه وسلم فقد أمركم بذلك ربكم وقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين واحمِ حوزة الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطانا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة، اللهم وفق ولاة المسلمين للعمل بكتابك، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها


جزى الله الأخت الكريمة " أمل " التى قامت بتفريغها خير الجزاء
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت

بارك الرحمن جل شأنه فيكِ غاليتي الحبيبة
ونفع بكِ سبحانه وتعالى وكتب اجركِ جل وعلا
ورفع قدركِ عز وجل في الدارين
 
إنضم
23 يونيو 2011
المشاركات
2,069
النقاط
38
الإقامة
مصر
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري
الجنس
أخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]جزاكم الله خيرا ونفع بكم [/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]أسأل الله أن لا يحرمكم الأجر[/font]
 
أعلى