تفريغ الدرس الأول من شرح متن الجزرية

[منة الله]

الحمد لله ولصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن ولاه واشهد أن لااله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من قلبه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به عن الغمة وتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا كل هالك​

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا وزدنا علما يارب العالمين​

هذه أول حصة في شرح الجزرية لإمام ابن الجزري رحمه الله​

يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله​

المقدمة​

1​

يَقُـولُ رَاجِــي عَـفْـوِ رَبٍّ سَـامِـعِ****(مُحَمَّـدُ بْـنُ الْـجَـزَرِيِّ الشَّافِـعِـي)​

2​

(الْحَـمْـدُ لـلَّـهِ) وَصَـلَّـى الـلَّــهُ****عَـلَــى نَـبِـيِّــهِ وَمُـصْـطَـفَـاهُ​

3​

(مُـحَـمَّـدٍ) وَآلِـــهِ وَصَـحْـبِــهِ****وَمُـقْـرِئِ الْـقُـرْآنِ مَــعْ مُـحِـبِّـهِ​

4​

(وَبَـعْــدُ) إِنَّ هَــــذِهِ مُـقَـدِّمَــهْ****فِيـمَـا عَـلَـى قَـارِئِـهِ أَنْ يَعْـلَـمَـهْ​

5​

إذْ وَاجِـــبٌ عَلَـيْـهِـمُ مُـحَـتَّــمُ****قَـبْـلَ الـشُّـرُوعِ أَوَّلاً أَنْ يَعْـلَـمُـوا​

6​

مَـخَـارِجَ الْـحُـرُوفِ وَالـصِّـفَـاتِ****لِيَلْـفِـظُـوا بِـأَفْـصَـحِ الـلُّـغَــاتِ​

7​

مُـحَـرِّرِي التَّـجْـوِيـدِ وَالـمَـوَاقِـفِ****وَمَـا الَّـذِي رُسِـمَ فِـي المَصَـاحِـفِ​

8​

مِـنْ كُـلِّ مَقْطُـوعٍ وَمَوْصُـولٍ بِـهَـا****وَتَـاءِ أُنْثَـى لَـمْ تَكُـنْ تُكْـتَـبْ بِـهَـا​

باب مخارج الحروف​

9​

مَخَـارِجُ الـحُـرُوفِ سَبْـعَـةَ عَـشَـرْ****عَلَـى الَّـذِي يَخْتَـارُهُ مَــنِ اخْتَـبَـرْ​

10​

فَأَلِـفُ الـجَـوْفِ وأُخْتَـاهَـا وَهِــي****حُــرُوفُ مَــدٍّ لِلْـهَـوَاءِ تَنْـتَـهِـي​

11​

ثُـمَّ لأَقْصَـى الْحَـلْـقِ هَـمْـزٌ هَــاءُ****ثُــمَّ لِـوَسْـطِـهِ فَـعَـيْـنٌ حَـــاءُ​

12​

أَدْنَــاهُ غَـيْـنٌ خَـاؤُهَـا والْـقَــافُ****أَقْصَـى اللِّسَـانِ فَـوْقُ ثُــمَّ الْـكَـافُ​

13​

أَسْفَـلُ وَالْوَسْـطُ فَجِيـمُ الشِّـيـنُ يَــا****وَالـضَّـادُ مِــنْ حَافَـتِـهِ إِذْ وَلِـيَــا​

14​

الاضْـرَاسَ مِــنْ أَيْـسَـرَ أَوْ يُمْنَـاهَـا****وَالـــلاَّمُ أَدْنَــاهَــا لِمُنْـتَـهَـاهَـا​

15​

وَالنُّـونُ مِـنْ طَرَفِـهِ تَحْـتَ اجْعَـلُـوا****وَالــرَّا يُدَانِـيـهِ لِظَـهْـرٍ أَدْخَـلُـوا​

16​

وَالطَّـاءُ وَالـدَّالُ وَتَـا مِـنْـهُ وَمِــنْ****عُلْيَـا الثَّنَـايَـا والصَّفِـيْـرُ مُسْتَـكِـنْ​

17​

مِنْـهُ وَمِـنْ فَـوْقِ الثَّنَـايَـا السُّفْـلَـى****وَالـظَّـاءُ وَالــذَّالُ وَثَــا لِلْعُـلْـيَـا​

18​

مِـنْ طَرَفَيْهِمَـا وَمِـنْ بَـطْـنِ الشَّـفَـهْ****فَالْفَـا مَـعَ أطْـرافِ الثَّنَايَـا الْمُشْرِفَـهْ​

19​

لِلشَّفَتَـيْـنِ الْـــوَاوُ بَـــاءٌ مِـيْــمُ****وَغُـنَّــةٌ مَخْـرَجُـهَـا الخَـيْـشُـومُ​

باب الصفات​

20​

صِفَاتُهَـا جَـهْـرٌ وَرِخُــوٌ مُسْتَـفِـلْ****مُنْفَـتِـحٌ مُصْمَـتَـةٌ وَالـضِّـدَّ قُـــلْ​

21​

مَهْمُوسُهَـا (فَحَثَّـهُ شَخْـصٌ سَـكَـتْ)****شَدِيْدُهَـا لَفْـظُ (أَجِــدْ قَــطٍ بَـكَـتْ)​

22​

وَبَيْـنَ رَخْـوٍ وَالشَّدِيـدِ ( لِـنْ عُـمَـرْ)****وَسَبْعُ عُلْوٍ (خُصَّ ضَغْـطٍ قِـظْ) حَصَـرْ​

23​

وَصَـادُ ضَـادٌ طَـاءُ ظَــاءٌ مُطْبَـقَـهْ****وَ (فِـرَّ مِـنْ لُـبِّ) الحُـرُوفِ المُذْلَقَـهْ​

24​

صَفِيـرُهَـا صَـــادٌ وَزَايٌ سِـيــنُ****قَلْقَـلَـةٌ (قُـطْـبُ جَــدٍ) وَالـلِّـيـنُ​

25​

وَاوٌ وَيَـــاءٌ سَـكَـنَـا وَانْـفَـتَـحَـا****قَبْلَهُـمَـا وَالانْـحِــرَافُ صُـحَّـحَـا​

26​

فِـي الـلاَّمِ وَالـرَّا وَبِتَكْرِيْـرٍ جُـعِـلْ****وَللتَّفَشِّـي الشِّـيْـنُ ضَــادًا اسْتَـطِـلْ​

بسم الله رحمان الرحيم يقول ابن الجزري​

يَقُـولُ رَاجِــي عَـفْـوِ رَبٍّ سَـامِـعِ****(مُحَمَّـدُ بْـنُ الْـجَـزَرِيِّ الشَّافِـعِـي)​

من عادة أصحاب المنظومات إنهم يذكرون أسماءهم في الغالب في بداية كل منظومة حتى ينسب القول إلى قائله في هذه المنظومة يبدأ الناظم رحمه الله بقول يَقُـولُ رَاجِــي عَـفْـوِ رَبٍّ سَـامِـعِ طبعا يقول فعل مضارع مرفوع راجي هو الفاعل وعفو مضاف وطبعا مضاف للاسم الفاعل ونرى المضاف لا يعمل عمل الفعل لا يصف الذي بعده لان الذي بعده مجرد ألف ولام ورب مضاف إلى عفو وسامع صفة لرب وابن الجزري رحمه الله بدا في هذه المنظومة بالفعل المضارع يقول وفي منظومة الطيبة بدا بفعل الماضي وفي الدرة بدا بالفعل الأمر نرى ونلاحظ أن الإمام ابن الجزري جمع بين كل الأفعال في معظم منظوماته بين قال يقول قل فهذه المنظومة بدا بفعل المضارع يقول والراجي أي الرجاء هو طلب الحصول على شئ يمكن وقوعه أي طمع لوجه الله وكلمة الرب إذا أطلقت بدون تنسب إلى الله عز وجل وأما قيدت فتنسب إلى ما قيدت به مثل رب البيت أو رب الكتاب إذا صرفت إلى إنسان لابد أن تقيد إلى صاحب هذه الكلمة أما إذا أطلقت فتنسب إلى الله عز وجل​

بدا منظومته بالحمد​

(الْحَـمْـدُ لـلَّـهِ) وَصَـلَّـى الـلَّــهُ عَـلَــى نَـبِـيِّــهِ وَمُـصْـطَـفَـاهُ​

الحمد هو الثناء على الله عز وجل بما هو أهله​

الله علم حتى قيل لا يسمى أي شخص إلا الله عز وجل وهذا اللفظ بعض العلماء قالوا اسم الله الأعظم وهو اسم يصف بكل الصفات التي تليق بالله عز وجل ولا تصف به صفة ولا اسم من أسماء الله الأخرى​

وَصَـلَّـى الـلَّــهُ عَـلَــى نَـبِـيِّــهِ وَ مُـصْـطَـفَـاهُ والله عز و جل أمرنا بالصلاة على النبي واخبرنا أن الله يصلي على النبي وملائكته فلابد لنا أن نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وحتى لما سؤل من أولى الناس بك يا رسول الله قال أكثرهم على صلاة​

وَمُـصْـطَـفَـاهُ صفة للنبي صلى الله عليه وسلم أو عطف على النبي صلى الله عليه وسلم​

من هذا المصطفى ؟ ذكره في البيت الذي بعده​

(مُـحَـمَّـدٍ) وَآلِـــهِ وَصَـحْـبِــهِ وَمُـقْـرِئِ الْـقُـرْآنِ مَــعْ مُـحِـبِّـهِ​

محمد هو النبي صلى الله عليه وسلم وكلمة محمد هي بدا أو صفة واعطف على نبيه ومصطفاه​

(مُـحَـمَّـدٍ) وَآلِـــهِ من هم آل محمد صلى الله عليه وسلم ؟​

قال وال النبي هو من كان على نهجه وان لم يكن من أهله هذا رأي من العلماء عندما قالوا أل الرجل هم من كانوا على نهجه وان لم يكونوا من أهله والدليل قوله تعالى وقال موسى فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ فقال الله عز وجل قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ​

أمرنا أن نصلي على آل البيت وان نحب آل البيت لان الله عز وجل رفع ذكرهم​

صحبه هم الصحابة رضوان الله عليهم وتعريف الصحابة هو كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام فهو صاحبي حتى ولو امن بعد النبي فهو صحابي وقالوا ولو تخللته ردة أي صحابي ارتد ومات على الإسلام فهو صحابي وأما من مات على آل كفر فهو ليس صحابي حتى وان كان رأى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فلهم كبير أمرنا أن نحبهم​

وصلى الله أيضا على مقرئ القرءان وكلمة مقرئ القرءان حذفت منها الياء لأنها أصلا مقرئين فلما أضيفت إلى القرءان حذفت منها النون ومقرئ القرءان مع محبه الضمير في كلمة محبه قيل انه عائد على القرءان وقيل انه عائد على النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الله على النبي وعلى الصحابة وصلى أيضا على مقرئ القرءان وعلى كل من أحب القرءان أو أحب النبي صلى الله عليه وسلم وآخرون قالوا أن الضمير محبه يعود على المقرئ نفسه وأما أن يعود على القرءان وهو الأرجح​

بعد الحمد لله والصلاة على النبي واله وعلى صحبه ومقرئ القرءان قال ابن الجزري​

(وَبَـعْــدُ) إِنَّ هَــــذِهِ مُـقَـدِّمَــهْ**** فِيـمَـا عَـلَـى قَـارِئِـهِ أَنْ يَعْـلَـمَـهْ ​

وبعد معناها أما بعد وكلمة أما بعد كلمة ينتقل بها من أسلوب إلى أسلوب أو من غرض إلى غرض​

يعني هذه التي انأ بصدد نظمها مقدمة في تجويد القرءان​

فِيـمَـا عَـلَـى قَـارِئِـهِ أَنْ يَعْـلَـمَـهْ أي يجب عليه ان يتعلمه​

إذْ وَاجِـــبٌ عَلَـيْـهِـمُ مُـحَـتَّــمُ ****قَـبْـلَ الـشُّـرُوعِ أَوَّلاً أَنْ يَعْـلَـمُـوا​

أي واجب على قارئ القرءان قبل آن يبدأ في قراءة القرءان لابد أن يتعلم الأشياء التي ذكرها​

مَـخَـارِجَ الْـحُـرُوفِ وَالـصِّـفَـاتِ**** لِيَلْـفِـظُـوا بِـأَفْـصَـحِ الـلُّـغَــاتِ​

أي قبل الشروع في تجويد القرءان ان يتعلموا مخارج الحروف وصفاته لأنه من تعلم مخارج الحروف وصفات الحروف سهل لسانه وصار فصيحا لينطقوا بأفصح اللغات وهي اللغة العربية​

مُـحَـرِّرِي التَّـجْـوِيـدِ وَالـمَـوَاقِـفِ**** وَمَـا الَّـذِي رُسِـمَ فِـي المَصَـاحِـفِ​

محرري التجويد يعني متقن التجويد ويعلم شئ عن رسم المصحف هي المصاحف التي كتبها الإمام عثمان بن عفان و كتب منها سبع مصاحف وقيل ووزعها على الأنصار​

المواقف يعني يعرف شي عن الوقف والابتداء والتجويد وشئ عن رسم المصحف لكن الإمام ابن الجزري لم يذكر في هذه المنظومة كل رسم المصحف وإنما ذكر مقطوع والموصول وما رسم بالتاء المفتوحة والتاء المضمومة فقط أما رسم المصحف كعلم كما ذكر الإمام ألشاطبي لم يسع الإمام الجزري أن يذكره كله في هذه المنظومة لأنها مختصرة في علم التجويد فاقتصر من علم الرسم على شيئين على المقطوع والوصول والتاءات وهذا مما يلحق بعلم الرسم لكن كعلم الرسم ذكره في أكثر من كتاب​

مِـنْ كُـلِّ مَقْطُـوعٍ وَمَوْصُـولٍ بِـهَـا**** وَتَـاءِ أُنْثَـى لَـمْ تَكُـنْ تُكْـتَـبْ بِـهَـا​

هذا البيت في شكل الأول قال في كُـلِّ مَقْطُـوعٍ وَمَوْصُـولٍ بِـهَـا وفي الشطر الثاني قال​

وَتَـاءِ أُنْثَـى لَـمْ تَكُـنْ تُكْـتَـبْ بِـهَـا فختم الشطر الأول بكلمة بها والشطر الثاني بكلمة بها لكن الكلمتان غير متفقتان في المعن وان اتفقتا في اللفظ فكلمة بها في الشطر الأول أي بالمصاحف يعني كلمة بها أي في المصاحف وكلمة بها في الشطر الثاني أصلها بهاء وإنما حذفت منها الهمزة لضرورة الوزن كما يقال هنا للأهل البلاغة هو جناس ومعناه تطابق اللفظ واختلاف المعنى​

بدا يتكلم على مخارج الحروف فقال​

مَخَـارِجُ الـحُـرُوفِ سَبْـعَـةَ عَـشَـرْ**** عَلَـى الَّـذِي يَخْتَـارُهُ مَــنِ اخْتَـبَـرْ​

معنى مخرج هو محل خروج الحرف وتميزه عن غيره والحروف هي حروف الهجاء​

اختلف العلماء في تحديد عدد المخارج منهم من قال 17 مخرجا ومنهم من قال 16 مخرجا ومنهم من قال 14 مخرجا الذين قالوا 17 مخرجا جعلوا في الجوف مخرجا آو قسموا المخارج إلى مخارج عامة ومخارج خاصة​

المخارج العامة خمسة وهي الجوف والحلق واللسان والشفتين والخيشوم هذه تسمى مخارج عامة​

أما المخارج الخاصة هي من وقع فيها الخلاف منهم من قال 17 وهذا هو رأي الإمام الخليل ابن احمد و تعبه الإمام بن الجزري و معظم أهل التجويد قسموا المخارج 17 على المخارج الخمسة العامة وجعلوا في الجوف مخرجا و في الحلق 3 وفي اللسان 10 وفي الشفتين مخرجين وفي الخيشوم مخرجا والذين قالوا 16 هم اسقطوا مخرج الجوف فصارت المخارج العامة عندهم أربعة الحلق واللسان والشفتين والخيشوم ووزعوا حروف الحلق جعلوا ألف تخرج من الحلق والياء وع الياء الغير المدية والواو تخرج من الشفتين​

و الذين قالوا أربعة عشرة مخرجا , أسقطوا مخرج الجوف و جعلوا النون و اللام و الراء من مخرج واحد .. جعلوا هذه المخارج مخرجا واحدا ، بدل ثلاث مخارج .
و لكن الرأي المختار،،الرأي الذي اعتمده الإمام ابن الجزري هو رأي الخليل ابن أحمد فقال "مخارج الحروف سَـبعةَ عشر" و كلمة سبعة عشر فُتحت ،، أو بنيت على فتح الجزئين " عدد مبني على فتح الجزئين " ،، سبعة عشر هي خبر لكن بُنيت على فتح الجزئين .​

عَلَـى الَّـذِي يَخْتَـارُهُ مَــنِ اخْتَـبَـرْ
من اختبر ---> أي من اختبر هذه المخارج و دقق و حدد أماكنها ،، و قالها " الخليل ابن أحمد " الخليل ابن أحمد هو صاحب كتاب العين فهو الذي دقق و حدد مخارج الحروف .
لكن ستجد علماء قالوا أن لكل حرف مخرج يخصه .. المخارج سواء كانت 14 أو 16 أو 17 هذا على وجه التقريب .. لكن قال الكثير من العلماء أن لكل حرف مخرج فتكون المخارج عندهم 29 مخرج لأن عدد الحروف على أرجح الأقوال 29 حرف فعلى هذا الرأي مخارج الحروف عندهم 29 مخرج لكل حرف مخرج يخصه و لا يشاركه فيه أي حرف آخر ،، حتى الحرفين الذين اشتركا في مخرج واحد ، على هذا الرأي أن لكل من هذين الحرفين مكان خاص به لا يشاركه فيه هذا الحرف الذي معه . لكن المختار و المشهور ،، مخارج الحروف عند ابن الجزري سبعة عشر مخرجا ،، ثم بدأ يفصلها بالتفصيل الذي رتبه العلماء ،، يعني العلماء رتبوا مخارج الحروف ،، بدؤوا من الداخل إلى الخارج يعني رتبوا المخارج أو الحروف من داخل الجوف إلى خارجه إلى أن انتهت الى الشفتين و الخيشوم فالترتيب كان من الداخل ،، لذلك بدأ بالجوف ثم الحلق ثم اللسان ثم طلع الى الشفتين .
فقال ​

فَأَلِـفُ الـجَـوْفِ وأُخْتَـاهَـا وَهِــي**** حُــرُوفُ مَــدٍّ لِلْـهَـوَاءِ تَنْـتَـهِـي
و في الرواية الأخرى " للجوف ألْفٌ و أختاها و هي ،، "
بدون أن يختل الوزن و المعنى
حروف الجوف (الجوف هو الهواء الداخل ) هي : الألف و الواو و الياء،، و لكن ليست كل واو أو ياء تخرج من الجوف ،، لها تفصيل :
الألف : الألف دائما حرف مد لا تتغير عملا لا بد أن تلزم حالة واحدة ،، تلزم أن تكون دائما ساكنة و ما قبلها دائما مفتوح،، و الألف لا يكمن تحريكها لأي حال من الأحوال ،، حتى استشهدوا بقول أحد الشعراء يصف فيها بعض الملوك يقول :
" سَلِّمْ على المولى البهاء وصف له*** شـوقــي إلـيــه وأَنَّـنــي ممـلـوكُـه​

أبـــدا يُحـركـنـي إلــيــه تـخـوُّفــي ***جسـمـي بــه مشـطُـورُهُ منهُـوكُـهُ​

لـكــنْ نَـحِـلْـتُ لـبـعــده فـكـأنـنـي*** ألــفٌ ولـيــس بمـمـكـن ٍ تحـريـكـه"

اما الواو و الياء فلكل واحد منهما ثلاثة أحوال الواو لها ثلاث أحوال و الياء لها ثلاث أحوال
الحالة الأولى للواو أن تكون حرف مد و الحالة الثانية أن تكون حرف لين و الحالة الثالثة أن لا تكون لا حرف مد و لا حرف لين ،، كذلك الياء
- أذا سكنت الواو و ضم ما قبلها و سكنت الياء و كُسر ما قبلها تسمى حرف مد ،، لكن كيف نعرف الواو إذا كانت ساكنة ،، العلماء قالوا إذا امتدت الواو و الياء في النطق فهي ساكنة و إن لم تمتد فهي غير ساكنة بمعنى : إذا قرأنا كلمة يقول نستطيع ان نمد الواو لأنها ساكنة " يقووووووول " ،،" قِـيييييل" ،، و لكن إذا قرأنا "حِوَلا" لا نستطيع أن نمد فيها الصوت فبذلك هي متحركة ، كذلك الياء : " الخِـيَـرة " لا نستطيع أن نمد الصوت في الياء . فالواو إذا كانت ساكنة و ما قبلها مضموم مثل كلمة يقول ، تسمى حرف مد و إذا كانت ساكنة و ما قبلها مفتوح تسمى حرف لين مثل " خَـوْف " ، و لا تأتي الواو ساكنة و ما قبلها مكسور أبدا ، إذا كانت الواو متحركة سواء كانت مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة لا تسمى حرف مد و لا حرف لين ، و تسمى " حرف صحيح " مثل " وَلد " . كذلك الياء إذا جاءت الياء ساكنة و ما قبلها مكسور تسمى حرف مد ،إذا جاءت ساكنة و ما قبلها مفتوح تسمى حرف لين لكن لا تأتي الياء ساكنة و ما قبلها مضموم أبدا ،، فالواو و الياء حركتان معهما لا تنعكسان ، لا يكمن أن يكون قبل الواو الساكنة كسر و لا يمكن أن يكون قبل الياء الساكنة ضم .
فحرف المد و حرف اللين مخرجها " الجوف ".

ثم بدأ في حروف الحلق فقال ​

ثُـمَّ لأَقْصَـى الْحَـلْـقِ هَـمْـزٌ هَــاءُ**** ثُــمَّ لِـوَسْـطِـهِ فَـعَـيْـنٌ حَـــاءُ​

أقصى الحلق هو أبعد مكان من الداخل يخرج منها الهمزة و الهاء
ثم وسَط الحلق ( سكنت السين لضرورة شعرية ) [ قالوا الوسَـط يختلف عن الوسْـط ، يعني الوسَـط للشيء الواحد ، أما مجموعة أشياء و فيها شيء منها بداخله مثلا مجموعة منت الناس واقفين و واحد واقف في الوسط نقول فلان يقف في وسْط القوم لابد أن نسكن السين،، لكن فلان يقف في وسَـط الدار لا بد من تحريك السين ] و كذلك وسط الحلق الصحيح وسَط الحلق لكن سكنت لضرورة شعرية ​

أَدْنَــاهُ غَـيْـنٌ خَـاؤُهَـا والْـقَــافُ**** أَقْصَـى اللِّسَـانِ فَـوْقُ ثُــمَّ الْـكَـافُ
أقصى الحلق الهمزة و الهاء ، وسط الحلق العين و الحاء، أدنى الحلق الغين و الخاء.
بعد أن انتهى من حروف الحلق ، انتقل الى اللسان
القاف: أقصى اللسان مما يلي الحلق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ( في بداية اللسان مع منتهى الحلق تخرج القاف باستعلاء إلى الحنك الأعلى
" و القاف أقصى اللسان فوق ثم الكاف أسفل " و كلمة أسفل جاءت في البيت الثاني و هذا يسميه أهل العروض عيب من عيوب القافية ، لكن يلتمس العذر في المنظومات العلمية ،، و هذا العيب من عيوب القافية يسمى التضمين ، الأصل في الشعر أن يكون كل بيت مستقل بنفسه و معناه و لا يأتي معنى مرتبط في البيت الثاني ،، التضمين إن كان في الشعر فهو عيب و لكن في المنظومات لا بد أن يضطر الناظم إلى استكمال المعنى حتى يصل إلى المعنى في البيت الثاني ...
فالقاف من أقصى اللسان مما يلي الحلق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ثم الكاف من نفس المكان يعني من أقصى اللسان مما يلي الحلق لكن أسفل مخرج القاف .​

أَسْفَـلُ وَالْوَسْـطُ فَجِيـمُ الشِّـيـنُ يَــا**** وَالـضَّـادُ مِــنْ حَافَـتِـهِ إِذْ وَلِـيَــا ​

" و الوسط فجيم الشين يا " فمن وسط اللسان يخرج الجيم و الشين و الياء ، إذا ضعفت الجيم اختلطت بالشين حتى السخاوي قال " و الجيم إن ضعفت أتت ممزوجة بالشين مثل الجيم في المرجان " الجيم و الشين لأنهما متفقتين في المخرج فإذا ضعفت الجيم تقترب أو تشتبه بصوت الشين ،، فالجيم لا بد ان يكون فيها شدة في النطق , جافة في النطق تكون صلبة حتى لا تشتبه بصوت الشين ،
وسط اللسان مع ما يخاذيه من الحنك الأعلى تخرج الجيم و الشين و الياء
" و الضاد من حافته إذ وليا ،، لأضراس من أيسر أو يمناها "
الضاد : تخرج من حافة اللسان مع ما يلي من الأضراس إما الجهة اليمنى أو الجهة اليسرى ،، و المشهور و الأسهل من الجهة اليسرى . و الضاد من الحروف العسيرة أو الصعبة على اللسان و كثير من الناس يخطؤون فيها لذلك تعد من أعسر الحروف .
قال الإمام السخاوي " و وَالضَّـادُ عَالٍ مُسْتَطِيلٌ مُطْبَقٌ. جَهْرٌ يَكِلُّ لَدَيْـهِ كُلُّ لِسَـانِ. حَاشَا لسـانٍ بالفَصَاحَةِ قيِّمٍ. ذَرِبٍ لأحْكَامِ الحُروفِ مُعَانِي.
النبي صلى الله عيه و سلم أفصح من نطق بالضاد و اللغة تسمة بلغة الضاد
" و اللام أدناها لمنتهاها" : اللام تخرج من أدنى حافة اللسان إلى منتهى طرفه يعني بعد مخرج الضاد تخرج اللام . طرْفه​

وَالنُّـونُ مِـنْ طَرَفِـهِ تَحْـتَ اجْعَـلُـوا**** وَالــرَّا يُدَانِـيـهِ لِظَـهْـرٍ أَدْخَـلُـوا
الأصل تحريك الراء لأن الطرف بالتحريك هي نهاية الشيء أما الطرْف هو طرف العين " قال الله تعالى : " ينطرون من طرف خفي "
الراء تخرج من طرف اللسان أدخل إلى ظهره " و الرا يجانية لظهر أدخل "

​

وَالطَّـاءُ وَالـدَّالُ وَتَـا مِـنْـهُ وَمِــنْ**** عُلْيَـا الثَّنَـايَـا والصَّفِـيْـرُ مُسْتَـكِـنْ
منه و من فوق الثنايا السفلى و الظاء و الذال و ثاء للعليا ، من طرفيهما "
-طرف اللسان له ثلاث حالات و تخرج منه تسعة أحرف ، عندنا الأسنان العليا أطراف و أصول أي جذور عند المنبت . و الأسنان السفلى أيضا أطراف و أصول . فعندنا اللسان له ثلاث أماكن في كل مكان من هذه الأماكن يخرج منه ثلاثة إحرف . يعني ثلاث مجموعات :
- مجموعة من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليى : يخرج الطاء و الدال و التاء
- مجموعة من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليى : الذال و الظاء و الثاء
- مجموعة من طرف اللسان مع ما بين الثنايا العليى و السفلى : الصاد و الزاي و السين
تسعة أحرف يخرجون من طرف اللسان مع هذه الأماكن المتفرقة
ثم انتقل إلى الشفتين فالفاء مع أطراف الثنايا المشرفة ، الفاء تخرج من أطراف الثنايا العليى مع باطن الشفة السفلى ، ثم الواو و الباء و الميم تخرج من الشفتين " للشفتين الواو باء ميم "
انطباق الشفتين معا يخرج منهما الواو و الباء و الميم . لكن قالوا انطباق الشفتين مع الباء أقوى ثم يقل مع المم ثم يقل مع الواو ، فأقوى انطباق للشفتين مع الباء ثم مع الميم ثم مع الواو .
" و غنة مخرجها الخيشوم " يبقى آخر مخرج هو مخرج الغنة تخرج من الخيشوم .
انتهى باب مخارج الحروف .​

تم بحمد الله .​

التفريغ لمشرفاتنا الفاضلات كتب الله لهن الأجر وتقبل منهن
​

​

​

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع

 

[سميرة أم يوسف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا معلمتي الفاضلة منة الله على تنزيل الدرس لاني لم اتمكن من دخول الغرفة وبارك في وقتك ومجهوداتك وبارك الله في شيخنا حمدان فراج ورزقكم الفردوس الاعلى

 

[أم عبد الرحمان السلفية]

السلام عليكم بارك الله فيك يا أختي و لكن أنا أريد منكي أن ترشديني كيف أتواصل معكن مباشرة

 

[ام عبد المولى]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اختي الغالية ادخلي معنا الدرس ان شاء الله غدا وسوف تتواصلين معنا مباشرة ان شاء الله