تفريغ الدرس الثالث من الأصول الثلاثة

طباعة الموضوع

منة الله

ظˆظ‡ط°ط§ ط²ظ…ط§ظ† ط§ظ„طµط¨ط±
إنضم
8 نوفمبر 2012
المشاركات
515
النقاط
18
الإقامة
ط*ظٹط« ظٹطھظ„ظ‰ ظƒطھط§ط¨ ط§ظ„ظ„ظ‡
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
ظ†ط³ط£ظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ طھط¹ط§ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ‚ط¨ظˆظ„ ظˆط§ظ„ط¥ط®ظ„ط§طµ
احب القراءة برواية
ط¨ط±ظˆط§ظٹط© ظˆط±ط´ ط¹ظ† ظ†ط§ظپط¹ ظ…ظ† ط·ط±ظٹظ‚ ط§ظ„ط£ط²ط±ظ‚
القارئ المفضل
ط§ظ„ط´ظٹط® ط§ظ„ط*طµط±ظٹ
الجنس
ط£ط®طھ
بسم الله الرحمان الرحيم
إن الحمد لله نحمده وستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا فمن يهديه الله فلا مل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله
عْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ أَنَّ الحَنِيفِيَّةَ - مِلَّةَ إِبْراهِيمَ -: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، وَبِذَل} [الذاريات:56]، وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ.كَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ
وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحِيدُ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ، وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ الشِّرْكُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بِهِ شَيْئاً} [النساء:36]
الحنفية هي ملة إبراهيم عليه السلام ومعناها الاستقامة على طاعة الله واصل الحنفية مأخوذ من الميل عن طريق الاعوجاج إلى طريق الحق المقصود هنا بالحنفية الله التي فطر الناس عليها تبديل لخلق الله وبها آمر رب العالمين عباده من بداية الخلق أن تتبع ملة إبراهيم حنيفا أي مائلا عن الباطل إلى الحق ومائلا عن طريق الهواية إلى طريق الرشاد ومائلا عن طريق الضلالة إلى طريق الهدى هذا معنى الحنفية
ملة إبراهيم عليه السلام معنا طريق التي يميل صاحبها عن طريق الهواية إلى طريق الهداية والاستقامة والرشاد ويخلص عندما يميل عن طريق هداية عن حبائل الشيطان وتزينه فتكون عباده خالصة لله تعالى كما قال اله تعالى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين
وقوله تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وقوله تعالى في وصفه للمؤمنين وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ

فالحنفية ملة إبراهيم الخليل عليه السلام حقيقتها عبادة الله سبحانه وتعالى نبذ عبادة من سوى رب العزة مهما كان ملك نبي حجر شجر لا يجب أن تكون هذه العبادات على الإطلاق قال تعالى وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ولا تتم هذه العبادة إلا بالبراءة من الشرك وآهل كما قال الله تعالى قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وقال تعالى وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ لذلك من استقام على هذه الحنفية وفق إلى الرشاد وفق في الدنيا والآخرة ومن حاد عن الحنفية خاب وخسر إذ علينا أن نستقيم على طاعة الله سبحانه وتعالى أن نكون حنفاء لله كما أمرنا الله ملة أبيكم إبراهيم علينا أن نلزم طاعته الله ونجتنب محارمه وان نقف عند حدوده وان نراقبه في السر ولعن وان تكون طاعة الله سبحانه فوق طاعة من سواه ورأسها وأساسها وقطبها توحيد الله عز وجل إفراد الله بالعبادة لان هذا هو الأمر الذي دعت إليه الرسل جميعا إذن صيحة الأنبياء جميعا كلمة التوحيد ومن اجله خلق رب العزة الثقلين وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ

فَإذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُوْلُ الثَّلاثَةُ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُها؟

فَقُلْ: مَعْرِفَةُ العَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينَهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

شرع الشيخ بيان هذه المقدمة في المسائل الأربعة ثم المسائل الثلاث ثم بيان معنى الحنفية وهي توطئة لهذا الأساس العظيم وهي معرفة أصول الدين
هذه الأصول الثلاثة هي التوحيد إذا عرفتي ربك وافرد تيه في ربوبيته وإلوهيته وأسمائه وصفاته إذا أمنتي بنبيك صلى الله عليه وسلم وتبعتي هديه القويم وإذا عرفتي مسائل الدين وعرفتي الحلال من الحرام والسنة من البدعة والطيب من الخبيث نجوت بإذن الله سبحانه وتعالى للانه هذه الأصول أول ما يجب على العبد معرفته وليس المقصود عليه النظر آو الشك كما تقول بعض الفرق الضالة إنما أول ما يجب علينا تعلمه هذه الأصول وليس المقصود مجرد المعرفة لا ن إبليس يعرف ربه و فرعون يعرف ربه
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ وقال بقلة الأدب مع رب العزة قال فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ وإبليس يعرف انه الله وانه الحق وكذالك اليهود يعرفون دين محمد صلى الله عليه وسلم وانه الحق كما قال الله تعلى الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ إذن المقصود أن المعرفة المجردة لا قيمة لها ولذالك ما نفع إبليس وفرعون واليهود والنصارى وغيرهم الذين يزعمون أن الأيمان والدين هو مجرد المعرفة وإلا لكان من يعرف الله تعالى على هذه العقيدة الفاسدة العرب كانوا يعرفون انه يوجد رب لهم وكن كانوا يشركون به فهم عرفوا الله واشركو به هل يكون بهذه العقيدة الفاسدة مؤمنين ؟ لا طبعا إذن معرفة هذه الأصول يجب أن نعلم بها علما يقينا قبل أن نعلم بأي شئ لان جميع الأمور تبنى عليه فهذه أول ما نسال عليها في القبر يقال له من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ هذه الأسئلة التي توجه لكل إنسان في قبره اللهم ثبتنا عند السؤال
إن كان الإنسان مؤمنا وفهم هذا المعنى وعمل بمقتضاه أجاب وان كان والعياذ بالله كافرا لو كان يعرف الجواب في الدنيا فانه لا يستطيع الإجابة لأنه لم يحقق مقتضى ذالك في الحياة الدنيا وكان حيا وفي عافيا لان هذا الكافر لم يستجيب لداعي الهدى فكان جزائه لا يوفق في الإجابة
لذالك إذا كنا في دروسنا هذه نتكلم عن التوحيد فهو كل شئ التوحيد هو رأس المال لنا الذي يجب علينا إن نعد عليه بالنواجذ ننتبه إلى هذه الأسئلة من ربك ما دينك من نبيك نطبقها في حياتنا اليومية فالذي لا يطبق ما يقتضيه الدين في الحياة الدنيا من عبادة اله لا يوفق في الإجابة والعياذ الله إذا الشرك وعبادة الشجر والقبور والأحجار لا يوفق لأنه على غير الهدى فلابد أن نتفهم لماذا يركز آهل العلم لطلاب العلم على هذه الأصول وأول ما يدرس في العقيدة الأصول الثلاثة لان هذه القضايا مهمة جدا في حياتنا هي أساس الدين
أول هذه الأصول معرفة اله سبحانه وتعالى
أي العلم بالله سبحانه وتعالى وتوحيد في الوه يته وربوبيته وأسمائه وصفاته وأفعاله ونؤمن به ربا والاها ومعبودا وموصوفا بصفات الكمال ونعوت الجلال فإذا قيل لك من ربك؟فقل ربي الله هذا امر الله سبحانه في الفطر ملة إبراهيم الحنيفة فطرة فيجب أن نلقن أطفالنا هذا وأبناءنا ومن حولنا من نعومة أظافرهم أن الإجابة لهذا السؤال ربي الله هي فطرة الله سبحانه التي فطر الناس عليها
رَبِّيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي، وَرَبَّى جَمِيعَ العَالَمِينَ بِنِعْمَتِهِ لماذا؟ لأنه الذي تفضل علينا بنعمه وأوجدني من العدم ما كنا موجودين إذن الله سبحانه وتعالى هو معبودي ليس لي معبود سواه بما انه هو الرب المتفضل والمنعم والمحسن الخالق الرازق المتصرف لكل شئ إذن وحده هو المستحق للعبادة كما قال الله سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ فلننتبه ونحرص على تطبيق العقيدة السليمة في حياتنا ونعلم هذه الكلمات أساس كل العلوم فالعقيدة من أعظم الأمور التي يجب على العبد معر فتها
وَكُلُّ مَن سِوَى اللهِ عَالَمٌ الله تبارك وتعالى قلنا هو رب العالمين كما قال جلا وعلى الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ عندما يقول الشيخ رحمه الله وَكُلُّ مَن سِوَى اللهِ عَالَمٌ وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ العَالَمِ إذن هنا يهدف الشيخ إلى أهمية الاعتقاد بان الله سبحانه فوق كل شئ ورب كل شئ ومليكه وهو سبحانه وتعالى
فَإِذَا قِيلَ لَكَ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟
فَقُلْ: بِآيَاتِهِ وَمَخْلُوقاَتِهِ، وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَالشَّمْسُ وَالْقمَرُ، وَمِنْ مَخْلُوقَاتِهِ السَّمَاواتُ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُمَا.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ أكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر:57].
وَقَوْلُهُ تَعَالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [فصلت:37].
وَقَوْلُهُ تَعَالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْـرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
وَالرَّبُّ: هُوَ الْمَعْبُودُ
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رزْقاً لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:21-22]
قَالَ ابْنُ كَثيِرٍ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى-: (الْخَالِقُ لِهذِهِ الأَشْيَاءِ، هُوَ المُسْتَحِقُّ لِلْعبَادَةِ
إذن المصنف رحمه الله هنا بدا يسق لنا دلائل قدرة الله سبحانه وهذه الدلائل موجودة بالفطرة هل الإنسان مهما تمنى ولدا هل يستطيع أن يخلقه ؟ لا إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى رب العالمين هو الخالق من لا شئ لا اله إلا الله إذن الإنسان لا يوجد نفسه حتى البذرة لما نضعها في الأرض مستحيل تنبت بدون قدرة اله تعالى إذن الشئ لا يوجد نفسه بل لا بد لم من محدث هو الله تبارك وتعالى لقوله أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ إذن هذه الأمور لا بد أن نفهمها وننشأ أطفالنا على هذه الفطرة السليمة والأخلاق المستقيمة ننشأ أطفالنا تربية إسلامية حقا وهو التوحيد وإفراد له بالعبادة من القدرة الله الشئ الكثير ليستدل به علة إفراده بالعبادة لقوله تعالى أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وقوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
كل اخبرنا الله بنعمه التي أنعمها الله علينا وهذا كله حصر وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ أي اسجدوا لله سبحانه وتعالى اسجدوا هنا يشمل الصلاة بأفعالها وأقوالها وكان فريق في عهد الجاهلية يسجدون للأصنام وللأوتاد وأمنهم لأحجار والشمس في العصر حالي من يسجد للمقابر ويذبح لهم وينذر لهم ولو أشركنا والعياذ بالله وكان بسيط فهو شرك استدل رب العزة تعالى بقدرة ولفرداه بالعبودية بعدما بين أعظم آياته الليل والنهار والجبال والإبل الشمس والأرض وهي آيات عظام تدل على قدرته سبحانه وتعالى ثم قال في الآية لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ ربنا نهانا نسجد لأي شئ من دونه فنسجد لله وحده لما جاء معاذ من الشام وقد رأى بعض الناس يسجدون لملوكم وعظمائهم ظن أن ذالك مباح فسجد لنبي صلى الله عليه وسلم فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذالك وقال يا معاذ لكنت آمرا احد لأحد لأمرت المرأة لتسجد لزوجها السجود إذن لله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم في مقام المعلم معاذ لم يفعل ذالك متعمدا إنما ظن أن ذالك جائزا على سبيل التعظيم لا على سبيل العبادة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكر ذالك على معاذ فلا يسجد لي احد سوى الله تعالى حتى لو كان نبي لا نسجد له ولا لي قبر ولا وثن ولا لأي شخص مهما كانت عظمته لا يجوز السجود فهو لله وحده لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ كيف نسجد للمخلوق والله سبحانه وتعالى هو الخالق وفي سورة الغاشيةإِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَٰ يَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ مادام رب العزة سبحانه وتعالى هو المتصف بهذا الأمر قال خالق السموات والأرض والجبال وخالق الأشجار وكل شئ إذن هو وحده المستحق للعبادة لا سواه فمن صرف شئ من أنواع العبادة مهما كانت في نظره بسيطة لغير الله فهو مشرك بالله
وَأَنْوَاعُ العِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا:
مِثْلُ الإسْلاَمِ، وَالإيمَانِ، وَالإحْسَانِ؛ وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالخُشُوعُ، وَالخَشْيَةُ، وَالإنَابَةُ، والاسْتِعَانَةُ، والاسْتِعَاذَةُ، والاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ الله بِهَا:كُلُّها لِلَّهِ تَعَالى
كل هذه العبادة أمرنا الله سبحانه وتعالى أن تكون خاصة لله
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً
فَمَنْ صَرَفَ مِنْها شَيْئاً لِغَيْرِ اللهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ كَافِرٌ
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَـرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
اخذ المصنف رحمة الله هنا يبين لنا الرب الخالق الرازق المالك المتصرف بما أن كل الصفات مجتمعة في رب فهو المستحق للعبادة واخذ المصنف يبن لنا أنواع هذه العبادة
أولا قبل أن ندخل في بيان أنواع العبادة نعرف ما هي العبادة
العبادة هي اسم جامع لكل ما يحب الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ويمكن أن نختصرها في كلمة هي امتثال للأوامر واجتناب
العبادة مبنية على أصلين
أولا إخلاص العمل لله تعالى
ثانيا الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا واعتقادا
هذان الأصلان هما اللذان يسميهما آهل العلم شرطي العمل آو ركني العمل إذن العبادة لها أركان تبنى عليها وأركان العبادة إخلاص لله تعالى والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا واقتداء إذن لابد من بناء العبادة على هاذين الأصلين فإذا عرفنا أن العبادة اسم جامع لكل ما يحب الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة عندها تتحقق العبادة الصحيحة للمطلوبة منا أن يكون عملنا خالصا لله ومتابعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز بحال من الأحوال أن تبنى هذه العبادة على غير هذين الأصلين فلو فقد العبادة احد هذه الأصلين بطلت والعياذ بالله فالعبادة اسم لكل ما يتقرب به إلى الله عز وجل بما شرع لنا في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعبادة لابد أن تصرف لله وحده سبحانه وتعالى وان تؤدى على الوجه الذي يرضي رب العزة وان تكون على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم
كل العبادات تندرج في الإيمان والإسلام الصلاة و الزكاة وحج وذبح خوف خشية استعانة دعاء رجاء كل أنواع العبادة تندرج تحت هذا المعنى إذن نصرف هذه الأنواع العبادة لله سبحانه وتعالى ولا نقول إلا كما قال سبحانه وتعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ وقوله تعالى{وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً وكما قال تعالى وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
ننتبه ولو كان أمر دقيق ننتبه إلى هذه الأمور فمن صرف أي شئ من هذه إلا أنواع لغير الله مثلا كمن ذبح لغير الله أو نذر لغير الله لميت في قبر ه أو دعا وتوسل بميت أو قبر إذن أي طلب لا يطلب إلا من الله سبحانه وتعالى وإذا صرفنا أي نوع من هذه العبادات لغير الله والعياذ بالله نكون قد أشركنا مع الله إلها أخرا والعياذ بالله ولا يقبل الله سبحانه هذا العمل إذن جميع أنواع العبادة لله تعالى فمن تعلق باشئ شكل من الأشكال من التعلق فه شرك بالله اقوله تعالى وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
التفريغ لطالبة من طالبات الدورة الفاضلات
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى