تفريغ الدرس الخامس للأصول الثلاثة

طباعة الموضوع

منة الله

ظˆظ‡ط°ط§ ط²ظ…ط§ظ† ط§ظ„طµط¨ط±
إنضم
8 نوفمبر 2012
المشاركات
515
النقاط
18
الإقامة
ط*ظٹط« ظٹطھظ„ظ‰ ظƒطھط§ط¨ ط§ظ„ظ„ظ‡
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
ظ†ط³ط£ظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ طھط¹ط§ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ‚ط¨ظˆظ„ ظˆط§ظ„ط¥ط®ظ„ط§طµ
احب القراءة برواية
ط¨ط±ظˆط§ظٹط© ظˆط±ط´ ط¹ظ† ظ†ط§ظپط¹ ظ…ظ† ط·ط±ظٹظ‚ ط§ظ„ط£ط²ط±ظ‚
القارئ المفضل
ط§ظ„ط´ظٹط® ط§ظ„ط*طµط±ظٹ
الجنس
ط£ط®طھ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يعلمنا ما ينفعنا وان يزيدنا علما إنه سميع قريب مجيب الدعوات
شرع المصنف رحمه الله في الأصل الثاني وهو معرفة دين الإسلام بالأدلة
أي معرفه وسائل الدين الذي لا يقبل الله دينا سواه بأدلة من أين؟ من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعلم أيضا بالمسائل الشرعية
خاصة ما لا بد منه أن يتفقه المسلم في دين الله اقل ما يمكن أن يعلم بالأحكام التي تجعله يؤدى العبادة داءا صحيحا فهذا فرد عين أن يقوم به أو يتفقه في دين الله على الأقل بالقدر الذي تصح به عبادته فيعرف التوحيد من الشرك والحلال من الحرام والسنة من البدعة والخبيث من الطيب والدين المقصود هنا هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه
قال الله عز وجل وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
الإسلام معناه الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشر وأهله هذا ما قاله المصنف في أول المتن
إذا الأصل الثاني معرفة دين الإسلام بالا دله وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله
المقصود هنا أن يقاد المرء لتوحيد الله سبحانه وتعالى فيخلص له العبادة ويتبع أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم
ثم يمتثل لأوامره ويجتنب نواهيه وهو المقصود هنا بقوله والانقياد بالطاعة ولا يصح هذا إلى من خلص من الشرك فتبرئ منه إذا هذا المعنى لا يصح إلى لمن تبرئ من الشرك ومن أهله صغيره وكبيره أي شئ خفيه وجليه لأنه لا إسلام إلا بولاء وبراء ولاء لله عز وجل وإفراده بالعبادة والتبرء من المشركين ومعبود اتهم وهذا معنى قول الله سبحانه وتعالى )) فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ((
الدين كما جاء معناه في حديث جبريل عليه السلام على ثلاث مراتب الإسلام الإيمان الإحسان كما مر معنا في الأربعين النووية في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسيأتي تفصيله في نهاية المتن إن شاء الله
وكل مرتبه لها أقسام وبعض المراتب اخص من بعضها فالإحسان اخص من الإيمان من جهة أهله واعم من جهة نفسه الإيمان اخص من الإسلام من جهة نفسه واعم من جهة أهله فدرجة المحسن فوق درجة المؤمن ودرجة المؤمن فوق درجه المسلم هذا عند الاجتماع أما عند الافتراق فان كلا من الإسلام والإيمان يدخل احدهما في الأخر كما سيأتي تفصيلا بإذن الله
فاركان الإسلام خمسه شهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام
فدليل الشهادة قوله تعالى (شهد الله انه لا اله هو والملائكة وألوا العلم)ومعناها لا معبود بحق إلى الله وحده لا اله نفيا جميع ما يعبد من دون الله لا اله إلا الله هنا نفى بجميع ما يعبد من دون الله إلى الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما انه ليس له شريك في ملكه وتفسيرها الذي يوضحه قوله تعالى)) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ((
قوله تعالى)) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً((
إذا هنا شرع المصنف رحمه الله في بيان المراتب الثلاثة الإسلام والإيمان والإحسان ورد ترتيبها في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام
من هو هذا الرجل الذي أتى ؟انه جبريل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .





إذا أولها الإسلام والإسلام عند الإطلاق يشمل الأعمال الظاهرة والباطنة إذا كان منفردا أما عندما يذكر مقرونا بالإيمان فيون الإسلام يطلق على الأعمال الظاهرة والإيمان يطلق على الأعمال الباطنة التي لا يعلمها إلا الله كأركان الإيمان الستة
بين في هذا الحديث أولا أركان الإسلام الخمسة وهى الشهادتان واقام الصلاة واتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام ثم اخذ يعرف كل واحد على حده ويبين دليله فالشهادتان هما التوحيد شهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله وهو أول واجب على المكلف ولا يجوز أن نبدأ بغير الشهادتان بل شهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله هو الأساس الذي تبنى عليه سائر الإعمال فإذا لم يصح تحقيق الشهادتين شهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله فانه لا قيمة للإسلام أصلا إذا لم يبين هذا الأساس لان هذا هو مدخل التوحيد وأساسه الذي لا يصح من دون تحقيقه فدليل الشهادة قوله تعالى))شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ((
وقوله سبحانه وتعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}
وقوله سبحانه وتعالى)) فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ ((
وقوله تبارك وتعالى ))وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ((
إذن لا بد مع النطق بهذه الشهادة من الإخلاص واليقين لان هذا هو التوحيد إذن لابد عند نطق الشهادة أن يكون ملازم لها الإخلاص واليقين وان هذا هو التوحد ومعنى أن لا اله إلا الله سبق وشرحنها لا معبود بحق إلا الله لان المعبودات كثيرة لكن منها ما يعبد لحق ومنها ما يعبد بباطل لذلك يقول تبارك وتعالى عن نبيه الله إبراهيم عليه السلام وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ
إذن ا لا بد من تحقيق الشهادة وفهم معناها والعمل بمقتضاها مع العلم بأنها ليست كلام الشهادة ليست كلام يؤدى باللسان فحسب إنما لابد من تحقيقها ولا بد مراعاة العمل بمعناها وفهم مقتضاها لذلك كثير من الناس يجهل معناها فبعض الناس لو سألته ما معنى لا اله إلا الله يقول لا موجود إلا الله أو لا رب إلا الله فهل هذا المعنى صحيح ؟ انه لا موجود إلا الله هذا غير صحيح فكل شئ موجود أنت وأولادك والقمر موجود والشمس موجودة والكون موجود إذن القضية هل هي قضية وجود ؟ وان كان وجود الله تعالى يختلف عن وجود المخلوقين فكيف يكون وجود الله سبحانه وتعالى
وجود الله سبحانه وتعالى وجود بلا انتهاء هو الأول ليس قبله شئ هو الأخر ليس بعده شئ لكن لا يجوز بأي حال أن يكون هذا المعنى لان معنى ذلك أن كل موجود هو الله الله تعالى عما يقولون علو كبير وقصره على انه لا رب إلا الله اقتصر على بعض إفراد التوحيد والتوحيد هنا يشمل الإلوهية والربوبية والأسماء والصفات لذلك ينبغي علينا فهم ذلك جدا حتى يكون التوحيد على الوجه الذي يرضى رب العزة سبحانه وتعالى
دليل شهادة أن محمد رسول الله قوله تعالى(( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ))
إذن معنى شهادة أن محمد رسول الله طاعة فيما أمر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر وإلا يعبد إلا الله بما شرع
انتقل المصنف رحمه الله إلى شرح معنى محمدا رسول الله التي هي جزئ شهادتي التوحيد
والشهادتين متوقفات بعضها على بعض شهادة أن لا اله إلا الله لا تقبل بدون شهادة أن محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا لا بد أن ننطق بالشهادتين معا مع العلم والعمل بمقتضاهما
ودليل وجوب الأيمان بالرسالة قول الله سبحانه وتعالى لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
وقوله تعالى)) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].



لذلك فيما معناها أن نطيعه فيما أمر وان نصدقه فيما اخبر وألا نعبد الله إلا وفق شرعه القويم وان نجتنب كل ما نهى عنه وزجر أو حذر منه عليه الصلاة والسلام
إذن خلاصة القول في أمر النبي صلى الله عليه وسلم انه ليس للإنسان إلى الامتثال وليس له خيار في أن يفعل أو يترك كما قال سبحانه وتعالى )) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا((
وقوله تعالى)) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (( سورة النور
هذه معنى شهادة ان محمد رسول الله لا تصح الى بتحقيق ذلك كما قال عز وجل فى كتابه الكريم))فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا((
ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى ))وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ((
ودليل الصوم قوله تعالى))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ((
ودليل الحج قوله تعالى ))وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ﴾(
( سورة آل عمران
إذن هذه بقية أركان الإسلام الصلاة والزكاة والصوم والحج التي هي أساس الدين بعد الشهادتين أولا أساس الدين الشهادتين ثم يأتي بقية الأركان الصلاة والزكاة والصوم والحج وأول هذه الأركان الأربعة بعد الشهادتين الصلاة والصلاة هي عمود الدين أ خبر النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي أول ما يسأل عنها العبد من الأعمال فإذا قبلت قبل سائر عمله وإذا ردت رد سائر عمله والمقصود أن الصلاة التي يتهاون بها كثر من الناس هي أعظم الأركان بعد الشهادتين وكانوا لا يرون من الأعمال تركه كفر ينقل عن الملة إلا الصلاة فإنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة لو كان تركها تهاونا ومن ترك الصلاة جاحدا فهذا كافر بالإجماع فترك الصلاة كفر على الصحيح ولو كان ذلك تهاونا
لذلك من عظمها أنه شرعت لها الجماعة من عظم الصلاة شرع لها
الجماعة وأن بعض المعذورين لم يعذروا أن يصلوا في بيوتهم كما ورد عن الحديث الصحابي الضرير والرسول صلي الله عليه وسلم ما أعطاه رخصة فلم يعطه وهو ضرير قال له أتسمع الأذان قال نعم فما أعطاه رخصة لأنها يسمع الأذان حتى في حال القتال وساحة الحرب لن تسقط الصلاة شرع أداءها جميعا في حال القتال والمسايفة بين المسلمين والكفار
ثم بعد ذلك أتي بالزكاة التي هي أخت الصلاة وكثيرا ما ذكرت الصلاة والزكاة في مقام واحد كما قال تعالى ))وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ((
وقال تعالي)) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ((
ذكر بعض أهل العلم أن الصلاة أخت الزكاة فمن صلى ولا يزكى كأنما لم يصلى ومن زكى ولا يصلى كأنما لم يزكى لذلك كثيرا ما تذكر مع توحيد الله سبحانه وتعالى)) فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ((
إذا الركن الرابع هو الصوم وهو إمساك النفس عن المفطرات طوال شهر رمضان
كما قال الله تبارك وتعالى))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ((
وكما قال تعالى في الآية التي بعدها)) شَهْرُرَمَضَانَالَّذِيَأُنزِلَفِيهِالْقُرْآنُهُدًىلِّلنَّاسِوَبَيِّنَاتٍ((مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
ثم يأتي الركن الخامس وهو الحج ودليل فرضيته قول الله تبارك وتعالى))وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ﴾(
وقول النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس أن الله فرض عليكم الحج فحجوا
ثم نأتي إلى مرتبة الإيمان والإيمان هو بضع وسبعون شعبه فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدنها إماطة الأذى عن الطريق
والحياء شعبه من الإيمان وأركانه ستة أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الأخر وبالقدر خيره وشره
والدليل على هذه الأركان الستة قوله تعالى))لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ((
ودليل القدر قوله تعالى)) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ((
بين المصنف رحمة الله المرتبة الثانية وهى الإيمان والإيمان في اللغة أدق ما يعبر به أنه قال أنه الإقرار المتضمن للتصديق والعمل هذا هو معناه اللغوي ولا يصح قصر معناه اللغوي على التصديق فقط لأنه يفارق التصديق من وجوه كثيرة
الإيمان ما يعبر به عن المسائل الغيبية بخلاف التصديق يعبر به في الأمور والمسائل المشاهدة وهكذا الفروق بين المعاني الغوية المعروفة
إذن الإيمان معناه شرعا واصطلاحا كما عرف أهل السنة والجماعة أنه قول باللسان وتصديق بالجنان يزد بالطاعة وينقص بالعصيان
وعبر البعض أنه قول باللسان وتصديق بالقول وعمل بالجوارح المعنى واحد لا يختلف عند أهل السنة والجماعة وقال أهل السنة والجماعة أنه لا بد أن يشمل هذه الأمور الثلاثة القول والعمل والاعتقاد فهنا تأصيل للعقيدة وسوف نتوسع في الكتب الأخرى أن شاء الله
والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية كما قال تبارك وتعالى
))لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ((
وقوله تبارك وتعالى ))وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ((
وقوله تبارك وتعالى
))إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ((
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة
وقال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان وهذا يدل على أن الإيمان ينقص حتى يكون مثقال ذرة أو يزيد إذا الإيمان يزيد وينقص فكونه يخرج من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان دليل على إن الإيمان يزيد وينقص فإنه إذا كان يتناقص حتى أنه يكون مثل هذا المقدار الذي بينه النبي صلي الله عليه وسلم بينه للتمثل انفهم كيف يزيد الإيمان وكيف ينقص
ثم أخبر أنه بضع وسبعون شعبة والبضع هو ما بين الاثنين والعشرة والشعبة هي بعض أفراد الشئ يعنى تشعب الشئ نقول يعنى بعض أفراد الشئ وأعلى هذه الشعب كما جاء في الحديث قول لا إله إلا الله وأدنها إماطة الأذى عن الطريق
إماطة الأذى يعنى إزالة الأذى الموجود بالشارع خلال السير عن طريق الناس فأي شئ ولو كان بسيط نزيله فهو شعبة من شعب الإيمان
والحياء شعبة من الإيمان والحياء هو أن يستحى المرء من الله قبل الناس))يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ((
معنى ذلك أن يراقب المسلم رب العزة سبحانه وتعالى في السر والعلن
ثم بدأ الناظم في بيان الأركان وهى ستة كما قلنا كما جاء في حديث جبريل عليه السلام المقصود أن الركن الأول والعظيم هو تحقيق الإيمان بالله تبارك وتعالى ويشمل ذلك الإيمان به ربا والإيمان به إله ومعبودا والإيمان بأسمائه وصفاته وكل ما جاء من عند الله سبحانه وتعالى ثم الإيمان بالرسل والملائكة والإيمان باليوم الأخر والقدر خيره وشره ثم ذكر بعض الأدلة عن وجوب الإيمان وهو قول الله سبحانه وتعالى))لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ((
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فتلي هذه الآية الكريمة
ودليل القدر دل عليه الكتاب كما دلت عليه السنة من الكتاب قال تعالى ))إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ((
ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم تؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره من الله تبارك وتعالى
تأتى إلى قول الناظم رحمه الله المرتبة الثالثة الإحسان ركن واحد وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك والدليل قوله تعالى)) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ((
وقوله تعالى ))وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ((‏}‏ ‏[‏217‏]‏ ,‏)){‏الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ‏}((‏ ‏[‏218‏]‏ ,‏{))وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ‏}((‏ ‏[‏219‏]‏ ,‏)){‏إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}((‏
وقوله تعالى)) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ((
والدليل من السنة كما قلنا حديث جبريل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه الذي قرأنه في بداية الدرس بينما نحن جلوس عند رسول الله صلي الله عليه وسلم
إذا الركن الثالث هو الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فإنه يراك بمعنى أن يراقب العبد ربه في السر والعلانية
فكلما صغرت له نفسه أمرا فيعلم أن رب العزة سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور فيقلع العبد عن المعصية
إذا مرتبة الإحسان خلاصتها مراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية وأن يكون خوف الله سبحانه وتعالى رادعا له عن كل شر فيحسن امتثال الأمر واجتناب النواهي وأداء التطوعات وهى أعلى درجات الدين
إذا مرتبة الإحسان أعلى درجات الدين لماذا لأن الإنسان يراقب رب العزة سبحانه وتعالى في السر والعلانية وإذا راقب رب العزة سبحانه وتعالى في السر والعلانية ابتعد عن كل شر فسبحان الله يحسن امتثال الأوامر واجتناب النواهي وأداء الطاعات
إذا قسم رب العزة سبحانه وتعالى أهل الإسلام إلى ثلاث أقسام
1ظالما لنفسه ومقتصر وسابق بالخيرات
الظالم لنفسه هو المسلم الذي وقع في شئ من الذنوب والكبائر لكنه غير مشرك بالله سبحانه وتعالى ولكنه ظلم نفسه بالذنوب والكبائر بل هو موحد ومن أهل التوحيد لكنه عليه بعض المعاصي فهذا تحت المشيئة إن شاء غفر له رب العزة سبحانه تعالى بفضله وإن شاء عذبه ولا يظلم ربك أحدا
2 المقتصد وهو الذي يقتصر على ترك المحرمات وفعل الواجبات ولا يتوسع على ذلك يؤدى ما عليه من فرائض فرضها رب العزة سبحانه وتعالى وابتعد عن المحرمات التي نهى عنها رب العزة سبحانه وتعالى
3 السابق للخيرات اللهم اجعلنا وإياكم من السابقين للخيرات وهو الذي بلغ درجة الإحسان بأن ضاف إلى فعل الأوامر واجتناب النواهي الإجهاد في التطوعات المشروعة بالدورات الشرعية في حفظ القرآن في حفظ سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم يراقب الله عزوجل في كل لحظة من لحظات حياته كما قال الله سبحانه وتعالى
))إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ((
وقول الله سبحانه وتعالى ))إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ((
وهو معنى قوله أن تعبد الله كأنك تراه
فان لم تكن تراه فإنه يراك فمن استشعر ذلك يستشعر أن الله سبحانه وتعالى مطلع على حركاته وسكناته وجميع تصرفاته
أسال الله العظيم لي ولكن التوفيق والقبول والإخلاص وان يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعها ما علمنا ويزدنا من فضله ومن علمه وأسأل الله العلى العظيم أن يتجاوز عنا وعن سيئاتنا وأن يهدينا وإياكم إلي صراطه المستقيم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك ربى وأتوب إليك
التفريغ لطالبات الدورة الفاضلات
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى