حكم قراءة سورة يس على الميت الذي كان لا يصلي قبل وفاته

طباعة الموضوع

ام عبد المولى

مراقب عام
إنضم
26 سبتمبر 2012
المشاركات
2,741
النقاط
38
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
الجزء الخامس
احب القراءة برواية
ورش
القارئ المفضل
الشيخ الحصري
الجنس
اخت
- حكم قراءة سورة يس على الميت الذي كان لا يصلي قبل وفاته
س : كان لي أخ قد وافاه الأجل ، وكان مستقيما في سلوكه - أي لا يؤذي أحدا ولا يكذب ولا يرتكب المحرمات - وكل الناس يثنون على أدبه وخلقه ، وكان محبوبا من قبل الجميع ، ولكنه لم يكن يصلي
(الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 259)
ولا يصوم ، علما بأنه كان مطربا - أي يغني - ولديه أغان ... ويستمر في سرد مثل هذا الوصف ، ويقول في نهاية رسالته : إنه يقرأ عليه سورة يس عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
MEDIA-H1.GIF
يس قلب القرآن ، لا يقرأها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له ، واقرؤوها على موتاكم
MEDIA-H2.GIF
ولكني سمعت من برنامجكم الكريم بأن الشخص الميت لا يصل إليه ثواب قراءة القرآن ، أرجو التوجيه ، جزاكم الله خيرا
margntip.gif

ج : الذي لا يصلي حالته سيئة جدا ، وقد اختلف العلماء في كفره ، إذا كان يقر بأن الصلاة واجبة ، ويعرف أنها واجبة وفرض ، ولكنه يتساهل ، فلا يصلي ، فذهب جمع من أهل العلم إلى أنه عاص ، ومعصيته كبيرة أعظم من الزنى ، وأعظم من السرقة ، ولكنه لا يكون كافرا ، بل تحت مشيئة الله ، إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه ، إذا كان موحدا مسلما يعبد الله وحده ويعلم أن الصلاة فريضة ، ولكنه يتساهل ، والقول الثاني : أنه يكفر كفرا أكبر ولو أقر بوجوبها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
MEDIA-H1.GIF
العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر
MEDIA-H2.GIF
أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح ، ولقوله صلى الله عليه وسلم في
(الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 260)
الحديث الآخر :
MEDIA-H1.GIF
بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة
MEDIA-H2.GIF
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله ، رضي الله تعالى عنهما ، ولأحاديث أخرى جاءت في الباب ، قال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل رحمه الله :
MEDIA-H1.GIF
لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون شيئا تركه كفر غير الصلاة
MEDIA-H2.GIF
يعني أن الصحابة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون أن الصلاة من الأعمال التي يكفر تاركها ، ولو لم يجحد وجوبها ، وهذا القول أصح وأظهر دليلا ، فنوصيك أيها السائل ألا تدعو لأخيك هذا ، ولا تتصدق عنه ، لأنه في ظاهر حاله ليس بمسلم ، ولا تدعو عليه أيضا ولا تسبه ، وأمره إلى الله ، وأما قراءة القرآن : هل يحلق بالميت وينفعه ، فهذا أيضا فيه خلاف بين أهل العلم ، فمن أهل العلم من قال : إن القراءة تنفع الميت إذا قرأ عليه - يعني : إذا قرأ له ؛ ثوب له - قرأ بعض القرآن وجعل ثوابها له ، وقال آخرون من أهل العلم : ليس عليه دليل ولا يلحق ؛ لأن القرب والعبادات توقيفية ، فلا يصار إلى شيء منها إلا بدليل ، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن الصحابة ما يدل على القراءة للأموات ، وحديث معقل بن يسار في سورة يس
(الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 261)
ضعيف ، ولو صح لكان المراد به المحتضر :
MEDIA-H1.GIF
اقرؤوا على موتاكم يس
MEDIA-H2.GIF
يعني : المحتضر الذي قد دنا أجله حتى يستفيد وحتى يتذكر ، لعل الله يحسن له الخاتمة ، فالمعنى : اقرؤوا على المحتضر - على من دنا أجله ، من دنا موته - سورة يس ، لكنه حديث ضعيف ، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم :
MEDIA-H1.GIF
لقنوا موتاكم : لا إله إلا الله
MEDIA-H2.GIF
رواه مسلم في الصحيح ، معناه : لقنوهم عند حضور الأجل حتى يختم لهم بها ، وحتى تكون هذه الكلمة آخر كلامهم ، وهي : لا إله إلا الله ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
MEDIA-H1.GIF
من كان آخر كلامه : لا إله إلا الله دخل الجنة
MEDIA-H2.GIF
وهذا يدل على أن معنى الموتى المحتضرون ، لقنوا موتاكم ، يعني : محتضريكم ، وبذلك يعلم أن القراءة للموتى ليس عليها دليل ، والأظهر عدم وصولها إليهم ، ولكنهم ينتفعون بالصدقة عنهم ، بالدعاء لهم ، بالحج عنهم ، بالعمرة عنهم ، بقضاء الدين الذي عليهم ، كل هذا ينتفعون به بإجماع المسلمين ، أما الصلاة عنهم والقراءة لهم فهذا لا يصل إليهم على الصحيح ، فإذا كانوا مسلمين فإنهم ينتفعون بذلك ، ومن كان غير مسلم لا ينتفع ، ومن ترك الصلاة حكمه حكم الكفار على الصحيح
.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى