الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن الآداب الشرعيـــه و الرقـائـــق
38 ثمرة لمخالفة الهوى
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 57853" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">38 ثمرة لمخالفة الهوى</span></span></span></p><p></p><p></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkorchid">سمّى ابن ابن القيم رحمه الله آخر باب في كتابه "روضة المحبين" </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkorchid">(ذم الهوى، وما في مخالفته من نيل المُنى</span>)([1]) وصدق.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وقد لخصتها في:</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">38 ثمرة لمخالفة الهوى ([2])</span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">يمكن تلخيص كلامه في هذا الباب في الآتي:</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">أولاً:</span> الهوى لا يذم مطلقاً، ولا يمدح مطلقاً، كما أن الغضب لا يذم مطلقا، ولا يحمد مطلقا، وإنما يذم المُفْرِطُ من النوعين، وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار، ولما كان الغالب من مطيع هواه وشهوته وغضبه أنه لا يقف فيه على حد المنتفع به، أطلق ذم الهوى والشهوة والغضب؛ لعموم غلبة الضرر، فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى في كتابه إلا ذمه، وكذلك في السنة لم يجئ إلا مذموما، إلا ما جاء منه مقيدا كقوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"([3]).</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">ثانياً:</span> قال الشعبي: وسمي هوى؛ لأنه يهوي بصاحبه.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">ومُطْلِقُ الهوى يدعو إلى اللذة الحاضرة من غير فكر في العاقبة، ويحث على نيل الشهوات عاجلا وإن كانت سببا لأعظم الآلام عاجلا وآجلا، فللدنيا عاقبة قبل عاقبة الآخرة، والهوى يعمي صاحبه من ملاحظتها، والمروءةُ والدينُ والعقلُ ينهى عن لذة تعقب ألما، وشهوة تورث ندماً.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">ومن لا مروءة له، يؤثر ما يهواه وإن ثلم مروءته أو عدمها؛ لضعف ناهي المروءة، فأين هذا من قول الشافعي رحمه الله تعالى: لو علمت أن الماء البارد يثلم مروءتي لما شربته .</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وليعلم اللبيب أن مدمني الشهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذون بها، وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها؛ لأنها قد صارت عندهم بمنزلة العيش الذي لا بد لهم منه، ولهذا ترى مدمن الخمر والجماع لا يلتذ به عشر معشار التذاذ من يفعله نادرا في الأحيان، غير أن العادة مقتضية ذلك، فيلقي نفسه في المهالك لنيل ما تطالبه به العادة، ولو زال عنه رين الهوى لعلم أنه قد شقي من حيث قدر السعادة، واغتم من حيث ظن الفرح، وألم من حيث أراد اللذة، فهو كالطائر المخدوع بحبة القمح، لا هو نال الحبة، ولا هو تخلص مما وقع فيه .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">ثالثاً:</span> فإن قيل: فكيف يتخلص من هذا من قد وقع فيه ؟ قيل: يمكنه التخلص بعون الله وتوفيقه له بأمور ([4]):</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">أحدها: عزيمةُ حرٍّ يغار لنفسه وعليها، وجرعةُ صبر، يصبر نفسه على مرارتها تلك الساعة، وقوةُ نفس، تشجعه على شرب تلك الجرعة، والشجاعة كلها صبر ساعة، وخير عيش أدركه العبد بصبره، وملاحظةُ حسنِ موقع العاقبة والشفاء بتلك الجرعة، وملاحظةُ الألم الزائد على لذة طاعة هواه.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">الثاني: إبقاؤه على منزلته عند الله تعالى وفي قلوب عباده، وهو خير وأنفع له من لذة موافقة الهوى.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">الثالث: إيثاره لذة العفة وعزتها وحلاوتها على لذة المعصية .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الرابع: </span>فرحه بغلبة عدوه وقهره له، وردّه خاسئاً بغيظه وغمه وهمه، حيث لم ينل منه أمنيته، والله تعالى يحب من عبده أن يراغم عدوه ويغيظه، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} [التوبة: 120] وقال: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} ،وعلامة المحبة الصادقة مغايظة أعداء المحبوب ومراغمتهم .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الخامس:</span> التفكر في أنه لم يخلق للهوى، وإنما هيئ لأمر عظيم لا يناله إلا بمعصيته للهوى، كما قيل:</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">قد هيئوك لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">السادس:</span> أن لا يختار لنفسه أن يكون الحيوان البهيم أحسن حالا منه؛ فإن الحيوان يميز بطبعه بين مواقع ما يضره وما ينفعه، فيؤثر النافع على الضار، والإنسان أعطي العقل لهذا المعنى، فإذا لم يميز به بين ما يضره وما ينفعه، أو عرف ذلك وآثر ما يضره، كان حال الحيوان البهيم أحسن منه.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">السابع:</span> أن يسير بقلبه في عواقب الهوى، فيتأمل كم أفاتت طاعة الهوى من فضيلة! وكم أوقعت في رذيلة! وكم من لذة فوّتت لذات! وكم من شهوة كسرت جاهاً ونكّست رأساً! وقبحت ذِكْراً، وأورثت ذماً، وأعقبت ذُلاً، وألزمت عاراً لا يغسله الماء، غير أن عين صاحب الهوى عمياء.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثامن:</span> أن يأنف لنفسه من ذل طاعة الهوى، فإنه ما أطاع أحد هواه قط، إلا وجد في نفسه ذلا، ولا يغتر بصولة أتباع الهوى وكبرهم، فهم أذل الناس بواطن، قد أجمعوا بين فصيلتي الكبر والذل.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">التاسع: </span>أن يوازن بين سلامة الدين والعرض والمال والجاه، ونيل اللذة المطلوبة، فإنه لا يحد بينهما نسبة البتة، فليعلم أنه من أسفه الناس ببيعه هذا بهذا.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">العاشر:</span> أن يأنف لنفسه أن يكون تحت قهر عدوه، فإن الشيطان إذا رأى من العبد ضعف عزيمة وهمة وميلا إلى هواه، طمع فيه وصرعه، وألجمه بلجام الهوى، وساقه حيث أراد، ومتى أحس منه بقوة عزم وشرف نفس وعلو همة، لم يطمع فيه إلا اختلاسا وسرقة .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الحادي عشر:</span> أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئاً إلا أفسده:</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فإن وقع في العلم أخرجه إلى البدعة والضلالة، وصار صاحبه من جملة أهل الأهواء، وإن وقع في الزهد أخرج صاحبه إلى الرياء ومخالفة السنة، وإن وقع في الحُكْمِ أخرج صاحبه إلى الظلم وصده عن الحق، وإن وقع في القسمة خرجت عن قسمة العدل إلى قسمة الجور، وإن وقع في الولاية والعزل أخرج صاحبه إلى خيانة الله والمسلمين، حيث يولي بهواه ويعزل بهواه، وإن وقع في العبادة خرجت عن أن تكون طاعة وقربة، فما قارن شيئا إلا أفسده .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثاني عشر:</span> أن يعلم أن الشيطان ليس له مدخل على ابن آدم إلا من باب هواه، فإنه يطيف به من أين يدخل عليه حتى يفسد عليه قلبه وأعماله، فلا يجد مدخلا إلا من باب الهوى، فيسري معه سريان السم في الأعضاء.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثالث عشر:</span> أن الله سبحانه وتعالى جعل الهوى مضادا لما أنزله على رسوله، وجعل اتباعه مقابلا لمتابعة رسله، وقسم الناس إلى قسمين: </span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">1- أتباع الوحي .</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">2- وأتباع الهوى .</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وهذا كثير في القرآن كقوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} وقوله تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} ونظائره .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الرابع عشر:</span> أن الله سبحانه وتعالى شبه أتباع الهوى بأخس الحيوانات صورة ومعنى، فشبههم بالكلب تارة، كقوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ} .</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وبالحمر تارة، كقوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}. وقلب صورهم إلى صورة القردة والخنازير تارة .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الخامس عشر:</span> أن متبع الهوى ليس أهلاً أن يطاع، ولا يكون إماماً ولا متبوعاً، فإن الله سبحانه وتعالى عزله عن الإمامة ونهى عن طاعته:</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">أما عزله، فإن الله سبحانه وتعالى قال لخليله إبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، أي لا ينال عهدي بالإمامة ظالما، وكل من اتبع هواه فهو ظالم كما قال الله تعالى: {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وأما النهي عن طاعته؛ فلقوله تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">السادس عشر:</span> أن الله سبحانه وتعالى جعل متبع الهوى بمنزلة عابد الوثن، فقال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} في موضعين من كتابه، قال الحسن:هو المنافق، لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال أيضا: المنافق عبد هواه، لا يهوى شيئا إلا فعله .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">السابع عشر:</span> أن الهوى هو حظار جهنم المحيط بها حولها، فمن وقع فيه وقع فيها، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات"([5]).</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثامن عشر:</span> أنه يُخاف على من اتبع الهوى أن ينسلخ من الإيمان وهو لا يشعر! وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)([6])، وصح عنه أنه قال: "أخوف ما أخاف عليكم، شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى"([7]).</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">التاسع عشر:</span> أن مخالفة الهوى تورث العبد قوة في بدنه وقلبه ولسانه، قال بعض السلف: الغالب لهواه أشد من الذي يفتح المدينة وحده، وفي الحديث الصحيح المرفوع: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"([8]). وكلما تمرن على مخالفة هواه، اكتسب قوة إلى قوته .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">العشرون:</span> أن أغزر الناس مروءة أشدهم مخالفة لهواه، قال معاوية: المروءة ترك الشهوات، وعصيان الهوى، فاتباع الهوى يزمن المروءة، ومخالفته تنعشها .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الواحد والعشرون:</span> أنه ما من يوم إلا والهوى والعقل يعتلجان في صاحبه، فأيها قوي على صاحبه طرده وتحكم، وكان الحكم له، قال أبو الدرداء: إذا أصبح الرجل، اجتمع هواه وعمله، فإن كان عمله تبعا لهواه، فيومه يوم سوء، وإن كان هواه تبعا لعمله، فيومه يوم صالح .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثاني والعشرون:</span> أن الله سبحانه وتعالى جعل الخطأ واتباع الهوى قرينين، وجعل الصواب ومخالفة الهوى قرينين، كما قال بعض السلف: إذا أشكل عليك أمران لا تدري أيها أرشد، فخالف أقربهما من هواك، فإن أقرب ما يكون الخطأ في متابعة الهوى .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثالث والعشرون:</span> أن الهوى داء ودواؤه مخالفته، قال بعض العارفين: إن شئت أخبرتك بدائك، وإن شئت أخبرتك بدوائك، داؤك هواك، ودواؤك ترك هواك ومخالفته .</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وقال بشر الحافي رحمه الله تعالى: البلاء كله في هواك، والشفاء كله في مخالفتك إياه .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الرابع والعشرون: </span>أن جهاد الهوى إن لم يكن أعظم من جهاد الكفار، فليس بدونه، قال رجل للحسن البصري رحمه الله تعالى: يا أبا سعيد أي الجهاد أفضل؟ قال: جهادك هواك .</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وسمعت شيخنا ـ يعني ابن تيمية ـ يقول: جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين، فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولا حتى يخرج إليهم .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الخامس والعشرون:</span> أن اتباع الهوى يُغلق عن العبد أبواب التوفيق ويفتح عليه أبواب الخذلان، فتراه يلهج بأن الله لو وفق لكان كذا وكذا، وقد سد على نفسه طرق التوفيق باتباعه هواه، قال الفضيل ابن عياض: من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات، انقطعت عنه موارد التوفيق .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">السادس والعشرون:</span> أن من نصر هواه فسد عليه عقله ورأيه؛ لأنه قد خان الله في عقله فأفسده عليه، وهذا شأنه سبحانه وتعالى في كل من خانه في أمر من الأمور، فإنه يفسده عليه.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وقال المعتصم يوما لبعض أصحابه: يا فلان، إذا نُصِرَ الهوى؛ ذهب الرأي.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وسمعت رجلا يقول لشيخنا: إذا خان الرجل في نقد الدراهم سلبه الله معرفة النقد أو قال نسيه، فقال الشيخ: هكذا من خان الله تعالى ورسوله في مسائل العلم.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">السابع والعشرون:</span> أن من فسح لنفسه في اتباع الهوى، ضيق عليها في قبره ويوم معاده، ومن ضيق عليها بمخالفة الهوى، وسع عليها في قبره ومعاده، وقد أشار الله تعالى إلى هذا في قوله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} فلما كان في الصبر الذي هو حبس النفس عن الهوى خشونة وتضييق، جازاهم على ذلك نعومة الحرير وسعة الجنة.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثامن والعشرون:</span> أن اتباع الهوى يحل العزائم ويوهنها، ومخالفته تشدها وتقويها، والعزائم هي مركب العبد الذي يسيره إلى الله والدار الآخرة، فمتى تعطل المركوب أوشك أن ينقطع المسافر!</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">قيل ليحيى بن معاذ: من أصح الناس عزما؟ قال: الغالب لهواه .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">التاسع والعشرون:</span> أن مخالفة الهوى مطردة للداء عن القلب والبدن، ومتابعته مجلبة لداء القلب والبدن، فأمراض القلب كلها من متابعة الهوى، ولو فتشت على أمراض البدن لرأيت غالبها من إيثار الهوى على ما ينبغي تركه .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثلاثون:</span> أن أصل العداوة والشر والحسد الواقع بين الناس من اتباع الهوى، فمن خالف هواه أراح قلبه وبدنه وجوارحه، فاستراح وأراح.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">قال أبو بكر الوراق: إذا غلب الهوى أظلم القلب، وإذا أظلم ضاق الصدر، وإذا ضاق الصدر ساء الخلق، وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق وأبغضهم، فانظر ماذا يتولد من التباغض من الشر والعداوة وترك الحقوق وغيرها .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الواحد والثلاثون: </span>أن الله سبحانه وتعالى جعل في العبد هوى وعقلا، فأيهما ظهر توارى الآخر، كما قال أبو علي الثقفي: من غلبه هواه توارى عنه عقله، فانظر عاقبة من استتر عنه عقله وظهر عليه خلافه. وقال علي بن سهل رحمه الله: العقل والهوى يتنازعان، فالتوفيق قرين العقل، والخذلان قرين الهوى، والنفس واقفة بينهما، فأيهما غلب كانت النفس معه .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثاني والثلاثون: </span>أن الله سبحانه وتعالى جعل القلب ملك الجوارح ومعدن معرفته ومحبته وعبوديته، وامتحنه بسلطانين وجيشين وعونين وعدتين، فالحق والزهد والهدى سلطان، وأعوانه الملائكة، وجيشه الصدق والإخلاص ومجانبة الهوى.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">والباطل سلطان، وأعوانه الشياطين، وجنده وعدته اتباع الهوى، والنفس واقفة بين الجيشين، ولا يقدم جيش الباطل على القلب إلا من ثغرتها وناحيتها، فهي تخامر على القلب وتصير مع عدوه عليه، فتكون الدائرة عليه، فهي التي تعطي عدوها عدة من قبلها، وتفتح له باب المدينة فيدخل ويتملك ويقع الخذلان على القلب .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثالث والثلاثون:</span> أن أعدى عدو للمرء شيطانه وهواه، وأصدق صديق له عقله والملك الناصح له، فإذا اتبع هواه أعطي بيده لعدوه، واستأسر له وأشمته به وساء صديقه ووليه، وهذا هو بعينه هو جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الرابع والثلاثون: </span>أن لكل عبد بداية ونهاية، فمن كانت بدايته اتباع الهوى، كانت نهايته الذل والصغار والحرمان، والبلاء المتبوع بحسب ما اتبع من هواه، بل يصير له ذلك في نهايته عذابا يعذب به في قلبه.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فلو تأملت حال كل ذي حال سيئة زرية؛ لرأيت بدايته الذهاب مع هواه وإيثاره على عقله، ومن كانت بدايته مخالفة هواه وطاعة داعي رشده، كانت نهايته العز والشرف والغنى والجاه عند الله وعند الناس . قال أبو علي الدقاق: من ملك شهوته في حال شبيبته، أعزه الله تعالى في حال كهولته.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وقيل للمهلب بن أبي صفرة: بم نلت ما نلت؟ قال بطاعة الحزم، وعصيان الهوى.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فهذا في بداية الدنيا ونهايتها، وأما الآخرة فقد جعل الله سبحانه الجنة نهاية من خالف هواه، والنار نهاية من اتبع هواه .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الخامس والثلاثون:</span> أن الهوى رِقٌّ في القلب، وغل في العنق، وقيد في الرجل، ومتابعه أسير لكل سيء الملكة، فمن خالفه عتَقَ من رقه وصار حراً، وخلع الغل من عنقه والقيد من رجله وصار بمنزلة رجل سالم لرجل، بعد أن كان رجلا فيه شركاء متشاكسون</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">السادس والثلاثون:</span> أن مخالفة الهوى تقيم العبد في مقام من لو أقسم على الله لأبره، فيقضي له من الحوائج أضعاف أضعافِ ما فاته من هواه، فهو كمن رغب عن بعرة فأعطي عوضها دُرة، ومتبع الهوى يفوته من مصالحه العاجلة والآجلة والعيش الهنيء مالا نسبة لما ظفر به من هواه البتة.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فتأمل انبساط يد يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام ولسانه وقدمه ونفسه، بعد خروجه من السجن لما قبض نفسه عن الحرام.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وقال عبد الرحمن بن مهدي: رأيت سفيان الثوري رحمه الله تعالى في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: لم يكن إلا أن وضعت في لحدي، حتى وقفتبين يدي الله تبارك وتعالى، فحاسبني حسابا يسيراً، ثم أُمِرَ بي إلى الجنة، فبينا أنا أدور بين أشجارها وأنهارها لا أسمع حسا ولا حركة، إذ سمعت قائلا يقول: سفيان بن سعيد؟ فقلت: سفيان بن سعيد! فقال: تحفظ أنك آثرت الله عز وجل على هواك يوما؟ قلت: إي والله، فأخذني النثار من كل جانب.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">السابع والثلاثون: </span>أن مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا وشرف الآخرة وعز الظاهر وعز الباطن، ومتابعته تضع العبد في الدنيا والآخرة وتذله في الظاهر وفي الباطن.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #ff0000">الثامن والثلاثون:</span> أنك إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى:</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فإن الإمام المسلط القادر، لا يتمكن من العدل إلا بمخالفة هواه، والشابَ المؤثر لعبادة الله على داعي شبابه، لولا مخالفة هواه لم يقدر على ذلك، والرجلَالذي قلبه معلق بالمساجد، إنما حمله على ذلك مخالفة الهوى الداعي له إلى أماكن اللذات، والمتصدقَ المخفي لصدقته عن شماله لولا قهره لهواه لم يقدر على ذلك،والذي دعته المرأة الجميلة الشريفة فخاف الله عز وجل وخالف هواه، والذي ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشيته إنما أوصله إلى ذلك مخالفة هواه، فلم يكن لحر الموقف وعرقه وشدته سبيل عليهم يوم القيامة، وأصحاب الهوى قد بلغ منهم الحر والعرق كل مبلغ، وهم ينتظرون بعد هذا دخول سجن الهوى.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فالله سبحانه وتعالى المسؤول أن يعيذنا من أهواء نفوسنا الأمارة بالسوء، وأن يجعل هوانا تبعا لما يحبه ويرضاه، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، ...</span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">---------------------------------</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">([1]) وهو الباب التاسع والعشرون من أبواب الكتاب، وهو من أنفس أبواب الكتاب.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">([2]) هي في الأصل: خمسون ثمرة، لكنني دمجت بين المعاني المتشابهة المتتالية في كلامه رحمه الله، وحذفت ما ظاهره التكرار، أو يعسر فهمه على عموم الناس، ليسهل تداوله، ومن أحب مراجعة الأصل، فهو بين يديه.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">([3])السنة لابن أبي عاصم ح(15) باب ما يجب أن يكون هوى المرء تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">والحديث ضعيف السند، بل قال قال ابن رجب ـ متعقبا على تصحيح النووي للحديث ـ :"وتصحيح هذا الحديث بعيد جداً" وسيأتي قول المؤلف في تقويته، وفيما قاله نظر، ومعناه صحيح.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">([4])</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">([5]) مسلم ح(2822) .</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">([6]) سبق تخريجه .</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">([7]) اعتلال القلوب للخرائطي ح(88)، وهو عند أحمد وغيره بلفظ (إن مما أخشى عليكم، شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى) وفي سنده ضعف.</span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px">([8]) البخاري ح(6114)، مسلم ح(2609) .</span></span></p><p> </p><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: royalblue">د.عمر بن عبد الله المقبل - وفقه الله عز وجل -</span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 57853, member: 47"] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]38 ثمرة لمخالفة الهوى[/color][/size][/font][/center] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=darkorchid]سمّى ابن ابن القيم رحمه الله آخر باب في كتابه "روضة المحبين" [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=darkorchid](ذم الهوى، وما في مخالفته من نيل المُنى[/color])([1]) وصدق.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وقد لخصتها في:[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]38 ثمرة لمخالفة الهوى ([2])[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]يمكن تلخيص كلامه في هذا الباب في الآتي:[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]أولاً:[/color] الهوى لا يذم مطلقاً، ولا يمدح مطلقاً، كما أن الغضب لا يذم مطلقا، ولا يحمد مطلقا، وإنما يذم المُفْرِطُ من النوعين، وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار، ولما كان الغالب من مطيع هواه وشهوته وغضبه أنه لا يقف فيه على حد المنتفع به، أطلق ذم الهوى والشهوة والغضب؛ لعموم غلبة الضرر، فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى في كتابه إلا ذمه، وكذلك في السنة لم يجئ إلا مذموما، إلا ما جاء منه مقيدا كقوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"([3]).[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]ثانياً:[/color] قال الشعبي: وسمي هوى؛ لأنه يهوي بصاحبه.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]ومُطْلِقُ الهوى يدعو إلى اللذة الحاضرة من غير فكر في العاقبة، ويحث على نيل الشهوات عاجلا وإن كانت سببا لأعظم الآلام عاجلا وآجلا، فللدنيا عاقبة قبل عاقبة الآخرة، والهوى يعمي صاحبه من ملاحظتها، والمروءةُ والدينُ والعقلُ ينهى عن لذة تعقب ألما، وشهوة تورث ندماً.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]ومن لا مروءة له، يؤثر ما يهواه وإن ثلم مروءته أو عدمها؛ لضعف ناهي المروءة، فأين هذا من قول الشافعي رحمه الله تعالى: لو علمت أن الماء البارد يثلم مروءتي لما شربته .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وليعلم اللبيب أن مدمني الشهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذون بها، وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها؛ لأنها قد صارت عندهم بمنزلة العيش الذي لا بد لهم منه، ولهذا ترى مدمن الخمر والجماع لا يلتذ به عشر معشار التذاذ من يفعله نادرا في الأحيان، غير أن العادة مقتضية ذلك، فيلقي نفسه في المهالك لنيل ما تطالبه به العادة، ولو زال عنه رين الهوى لعلم أنه قد شقي من حيث قدر السعادة، واغتم من حيث ظن الفرح، وألم من حيث أراد اللذة، فهو كالطائر المخدوع بحبة القمح، لا هو نال الحبة، ولا هو تخلص مما وقع فيه .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]ثالثاً:[/color] فإن قيل: فكيف يتخلص من هذا من قد وقع فيه ؟ قيل: يمكنه التخلص بعون الله وتوفيقه له بأمور ([4]):[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]أحدها: عزيمةُ حرٍّ يغار لنفسه وعليها، وجرعةُ صبر، يصبر نفسه على مرارتها تلك الساعة، وقوةُ نفس، تشجعه على شرب تلك الجرعة، والشجاعة كلها صبر ساعة، وخير عيش أدركه العبد بصبره، وملاحظةُ حسنِ موقع العاقبة والشفاء بتلك الجرعة، وملاحظةُ الألم الزائد على لذة طاعة هواه.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]الثاني: إبقاؤه على منزلته عند الله تعالى وفي قلوب عباده، وهو خير وأنفع له من لذة موافقة الهوى.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]الثالث: إيثاره لذة العفة وعزتها وحلاوتها على لذة المعصية .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الرابع: [/color]فرحه بغلبة عدوه وقهره له، وردّه خاسئاً بغيظه وغمه وهمه، حيث لم ينل منه أمنيته، والله تعالى يحب من عبده أن يراغم عدوه ويغيظه، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} [التوبة: 120] وقال: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} ،وعلامة المحبة الصادقة مغايظة أعداء المحبوب ومراغمتهم .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الخامس:[/color] التفكر في أنه لم يخلق للهوى، وإنما هيئ لأمر عظيم لا يناله إلا بمعصيته للهوى، كما قيل:[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]قد هيئوك لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]السادس:[/color] أن لا يختار لنفسه أن يكون الحيوان البهيم أحسن حالا منه؛ فإن الحيوان يميز بطبعه بين مواقع ما يضره وما ينفعه، فيؤثر النافع على الضار، والإنسان أعطي العقل لهذا المعنى، فإذا لم يميز به بين ما يضره وما ينفعه، أو عرف ذلك وآثر ما يضره، كان حال الحيوان البهيم أحسن منه.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]السابع:[/color] أن يسير بقلبه في عواقب الهوى، فيتأمل كم أفاتت طاعة الهوى من فضيلة! وكم أوقعت في رذيلة! وكم من لذة فوّتت لذات! وكم من شهوة كسرت جاهاً ونكّست رأساً! وقبحت ذِكْراً، وأورثت ذماً، وأعقبت ذُلاً، وألزمت عاراً لا يغسله الماء، غير أن عين صاحب الهوى عمياء.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثامن:[/color] أن يأنف لنفسه من ذل طاعة الهوى، فإنه ما أطاع أحد هواه قط، إلا وجد في نفسه ذلا، ولا يغتر بصولة أتباع الهوى وكبرهم، فهم أذل الناس بواطن، قد أجمعوا بين فصيلتي الكبر والذل.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]التاسع: [/color]أن يوازن بين سلامة الدين والعرض والمال والجاه، ونيل اللذة المطلوبة، فإنه لا يحد بينهما نسبة البتة، فليعلم أنه من أسفه الناس ببيعه هذا بهذا.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]العاشر:[/color] أن يأنف لنفسه أن يكون تحت قهر عدوه، فإن الشيطان إذا رأى من العبد ضعف عزيمة وهمة وميلا إلى هواه، طمع فيه وصرعه، وألجمه بلجام الهوى، وساقه حيث أراد، ومتى أحس منه بقوة عزم وشرف نفس وعلو همة، لم يطمع فيه إلا اختلاسا وسرقة .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الحادي عشر:[/color] أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئاً إلا أفسده:[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]فإن وقع في العلم أخرجه إلى البدعة والضلالة، وصار صاحبه من جملة أهل الأهواء، وإن وقع في الزهد أخرج صاحبه إلى الرياء ومخالفة السنة، وإن وقع في الحُكْمِ أخرج صاحبه إلى الظلم وصده عن الحق، وإن وقع في القسمة خرجت عن قسمة العدل إلى قسمة الجور، وإن وقع في الولاية والعزل أخرج صاحبه إلى خيانة الله والمسلمين، حيث يولي بهواه ويعزل بهواه، وإن وقع في العبادة خرجت عن أن تكون طاعة وقربة، فما قارن شيئا إلا أفسده .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثاني عشر:[/color] أن يعلم أن الشيطان ليس له مدخل على ابن آدم إلا من باب هواه، فإنه يطيف به من أين يدخل عليه حتى يفسد عليه قلبه وأعماله، فلا يجد مدخلا إلا من باب الهوى، فيسري معه سريان السم في الأعضاء.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثالث عشر:[/color] أن الله سبحانه وتعالى جعل الهوى مضادا لما أنزله على رسوله، وجعل اتباعه مقابلا لمتابعة رسله، وقسم الناس إلى قسمين: [/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]1- أتباع الوحي .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]2- وأتباع الهوى .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وهذا كثير في القرآن كقوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} وقوله تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} ونظائره .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الرابع عشر:[/color] أن الله سبحانه وتعالى شبه أتباع الهوى بأخس الحيوانات صورة ومعنى، فشبههم بالكلب تارة، كقوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ} .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]وبالحمر تارة، كقوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}. وقلب صورهم إلى صورة القردة والخنازير تارة .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الخامس عشر:[/color] أن متبع الهوى ليس أهلاً أن يطاع، ولا يكون إماماً ولا متبوعاً، فإن الله سبحانه وتعالى عزله عن الإمامة ونهى عن طاعته:[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]أما عزله، فإن الله سبحانه وتعالى قال لخليله إبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، أي لا ينال عهدي بالإمامة ظالما، وكل من اتبع هواه فهو ظالم كما قال الله تعالى: {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وأما النهي عن طاعته؛ فلقوله تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]السادس عشر:[/color] أن الله سبحانه وتعالى جعل متبع الهوى بمنزلة عابد الوثن، فقال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} في موضعين من كتابه، قال الحسن:هو المنافق، لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال أيضا: المنافق عبد هواه، لا يهوى شيئا إلا فعله .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]السابع عشر:[/color] أن الهوى هو حظار جهنم المحيط بها حولها، فمن وقع فيه وقع فيها، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات"([5]).[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثامن عشر:[/color] أنه يُخاف على من اتبع الهوى أن ينسلخ من الإيمان وهو لا يشعر! وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)([6])، وصح عنه أنه قال: "أخوف ما أخاف عليكم، شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى"([7]).[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]التاسع عشر:[/color] أن مخالفة الهوى تورث العبد قوة في بدنه وقلبه ولسانه، قال بعض السلف: الغالب لهواه أشد من الذي يفتح المدينة وحده، وفي الحديث الصحيح المرفوع: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"([8]). وكلما تمرن على مخالفة هواه، اكتسب قوة إلى قوته .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]العشرون:[/color] أن أغزر الناس مروءة أشدهم مخالفة لهواه، قال معاوية: المروءة ترك الشهوات، وعصيان الهوى، فاتباع الهوى يزمن المروءة، ومخالفته تنعشها .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الواحد والعشرون:[/color] أنه ما من يوم إلا والهوى والعقل يعتلجان في صاحبه، فأيها قوي على صاحبه طرده وتحكم، وكان الحكم له، قال أبو الدرداء: إذا أصبح الرجل، اجتمع هواه وعمله، فإن كان عمله تبعا لهواه، فيومه يوم سوء، وإن كان هواه تبعا لعمله، فيومه يوم صالح .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثاني والعشرون:[/color] أن الله سبحانه وتعالى جعل الخطأ واتباع الهوى قرينين، وجعل الصواب ومخالفة الهوى قرينين، كما قال بعض السلف: إذا أشكل عليك أمران لا تدري أيها أرشد، فخالف أقربهما من هواك، فإن أقرب ما يكون الخطأ في متابعة الهوى .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثالث والعشرون:[/color] أن الهوى داء ودواؤه مخالفته، قال بعض العارفين: إن شئت أخبرتك بدائك، وإن شئت أخبرتك بدوائك، داؤك هواك، ودواؤك ترك هواك ومخالفته .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]وقال بشر الحافي رحمه الله تعالى: البلاء كله في هواك، والشفاء كله في مخالفتك إياه .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الرابع والعشرون: [/color]أن جهاد الهوى إن لم يكن أعظم من جهاد الكفار، فليس بدونه، قال رجل للحسن البصري رحمه الله تعالى: يا أبا سعيد أي الجهاد أفضل؟ قال: جهادك هواك .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]وسمعت شيخنا ـ يعني ابن تيمية ـ يقول: جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين، فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولا حتى يخرج إليهم .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الخامس والعشرون:[/color] أن اتباع الهوى يُغلق عن العبد أبواب التوفيق ويفتح عليه أبواب الخذلان، فتراه يلهج بأن الله لو وفق لكان كذا وكذا، وقد سد على نفسه طرق التوفيق باتباعه هواه، قال الفضيل ابن عياض: من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات، انقطعت عنه موارد التوفيق .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]السادس والعشرون:[/color] أن من نصر هواه فسد عليه عقله ورأيه؛ لأنه قد خان الله في عقله فأفسده عليه، وهذا شأنه سبحانه وتعالى في كل من خانه في أمر من الأمور، فإنه يفسده عليه.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]وقال المعتصم يوما لبعض أصحابه: يا فلان، إذا نُصِرَ الهوى؛ ذهب الرأي.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وسمعت رجلا يقول لشيخنا: إذا خان الرجل في نقد الدراهم سلبه الله معرفة النقد أو قال نسيه، فقال الشيخ: هكذا من خان الله تعالى ورسوله في مسائل العلم.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]السابع والعشرون:[/color] أن من فسح لنفسه في اتباع الهوى، ضيق عليها في قبره ويوم معاده، ومن ضيق عليها بمخالفة الهوى، وسع عليها في قبره ومعاده، وقد أشار الله تعالى إلى هذا في قوله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} فلما كان في الصبر الذي هو حبس النفس عن الهوى خشونة وتضييق، جازاهم على ذلك نعومة الحرير وسعة الجنة.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثامن والعشرون:[/color] أن اتباع الهوى يحل العزائم ويوهنها، ومخالفته تشدها وتقويها، والعزائم هي مركب العبد الذي يسيره إلى الله والدار الآخرة، فمتى تعطل المركوب أوشك أن ينقطع المسافر![/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]قيل ليحيى بن معاذ: من أصح الناس عزما؟ قال: الغالب لهواه .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]التاسع والعشرون:[/color] أن مخالفة الهوى مطردة للداء عن القلب والبدن، ومتابعته مجلبة لداء القلب والبدن، فأمراض القلب كلها من متابعة الهوى، ولو فتشت على أمراض البدن لرأيت غالبها من إيثار الهوى على ما ينبغي تركه .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثلاثون:[/color] أن أصل العداوة والشر والحسد الواقع بين الناس من اتباع الهوى، فمن خالف هواه أراح قلبه وبدنه وجوارحه، فاستراح وأراح.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]قال أبو بكر الوراق: إذا غلب الهوى أظلم القلب، وإذا أظلم ضاق الصدر، وإذا ضاق الصدر ساء الخلق، وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق وأبغضهم، فانظر ماذا يتولد من التباغض من الشر والعداوة وترك الحقوق وغيرها .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الواحد والثلاثون: [/color]أن الله سبحانه وتعالى جعل في العبد هوى وعقلا، فأيهما ظهر توارى الآخر، كما قال أبو علي الثقفي: من غلبه هواه توارى عنه عقله، فانظر عاقبة من استتر عنه عقله وظهر عليه خلافه. وقال علي بن سهل رحمه الله: العقل والهوى يتنازعان، فالتوفيق قرين العقل، والخذلان قرين الهوى، والنفس واقفة بينهما، فأيهما غلب كانت النفس معه .[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثاني والثلاثون: [/color]أن الله سبحانه وتعالى جعل القلب ملك الجوارح ومعدن معرفته ومحبته وعبوديته، وامتحنه بسلطانين وجيشين وعونين وعدتين، فالحق والزهد والهدى سلطان، وأعوانه الملائكة، وجيشه الصدق والإخلاص ومجانبة الهوى.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]والباطل سلطان، وأعوانه الشياطين، وجنده وعدته اتباع الهوى، والنفس واقفة بين الجيشين، ولا يقدم جيش الباطل على القلب إلا من ثغرتها وناحيتها، فهي تخامر على القلب وتصير مع عدوه عليه، فتكون الدائرة عليه، فهي التي تعطي عدوها عدة من قبلها، وتفتح له باب المدينة فيدخل ويتملك ويقع الخذلان على القلب .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثالث والثلاثون:[/color] أن أعدى عدو للمرء شيطانه وهواه، وأصدق صديق له عقله والملك الناصح له، فإذا اتبع هواه أعطي بيده لعدوه، واستأسر له وأشمته به وساء صديقه ووليه، وهذا هو بعينه هو جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الرابع والثلاثون: [/color]أن لكل عبد بداية ونهاية، فمن كانت بدايته اتباع الهوى، كانت نهايته الذل والصغار والحرمان، والبلاء المتبوع بحسب ما اتبع من هواه، بل يصير له ذلك في نهايته عذابا يعذب به في قلبه.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]فلو تأملت حال كل ذي حال سيئة زرية؛ لرأيت بدايته الذهاب مع هواه وإيثاره على عقله، ومن كانت بدايته مخالفة هواه وطاعة داعي رشده، كانت نهايته العز والشرف والغنى والجاه عند الله وعند الناس . قال أبو علي الدقاق: من ملك شهوته في حال شبيبته، أعزه الله تعالى في حال كهولته.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وقيل للمهلب بن أبي صفرة: بم نلت ما نلت؟ قال بطاعة الحزم، وعصيان الهوى.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]فهذا في بداية الدنيا ونهايتها، وأما الآخرة فقد جعل الله سبحانه الجنة نهاية من خالف هواه، والنار نهاية من اتبع هواه .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الخامس والثلاثون:[/color] أن الهوى رِقٌّ في القلب، وغل في العنق، وقيد في الرجل، ومتابعه أسير لكل سيء الملكة، فمن خالفه عتَقَ من رقه وصار حراً، وخلع الغل من عنقه والقيد من رجله وصار بمنزلة رجل سالم لرجل، بعد أن كان رجلا فيه شركاء متشاكسون[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]السادس والثلاثون:[/color] أن مخالفة الهوى تقيم العبد في مقام من لو أقسم على الله لأبره، فيقضي له من الحوائج أضعاف أضعافِ ما فاته من هواه، فهو كمن رغب عن بعرة فأعطي عوضها دُرة، ومتبع الهوى يفوته من مصالحه العاجلة والآجلة والعيش الهنيء مالا نسبة لما ظفر به من هواه البتة.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]فتأمل انبساط يد يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام ولسانه وقدمه ونفسه، بعد خروجه من السجن لما قبض نفسه عن الحرام.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وقال عبد الرحمن بن مهدي: رأيت سفيان الثوري رحمه الله تعالى في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: لم يكن إلا أن وضعت في لحدي، حتى وقفتبين يدي الله تبارك وتعالى، فحاسبني حسابا يسيراً، ثم أُمِرَ بي إلى الجنة، فبينا أنا أدور بين أشجارها وأنهارها لا أسمع حسا ولا حركة، إذ سمعت قائلا يقول: سفيان بن سعيد؟ فقلت: سفيان بن سعيد! فقال: تحفظ أنك آثرت الله عز وجل على هواك يوما؟ قلت: إي والله، فأخذني النثار من كل جانب.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]السابع والثلاثون: [/color]أن مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا وشرف الآخرة وعز الظاهر وعز الباطن، ومتابعته تضع العبد في الدنيا والآخرة وتذله في الظاهر وفي الباطن.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#ff0000]الثامن والثلاثون:[/color] أنك إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى:[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6]فإن الإمام المسلط القادر، لا يتمكن من العدل إلا بمخالفة هواه، والشابَ المؤثر لعبادة الله على داعي شبابه، لولا مخالفة هواه لم يقدر على ذلك، والرجلَالذي قلبه معلق بالمساجد، إنما حمله على ذلك مخالفة الهوى الداعي له إلى أماكن اللذات، والمتصدقَ المخفي لصدقته عن شماله لولا قهره لهواه لم يقدر على ذلك،والذي دعته المرأة الجميلة الشريفة فخاف الله عز وجل وخالف هواه، والذي ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشيته إنما أوصله إلى ذلك مخالفة هواه، فلم يكن لحر الموقف وعرقه وشدته سبيل عليهم يوم القيامة، وأصحاب الهوى قد بلغ منهم الحر والعرق كل مبلغ، وهم ينتظرون بعد هذا دخول سجن الهوى.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]فالله سبحانه وتعالى المسؤول أن يعيذنا من أهواء نفوسنا الأمارة بالسوء، وأن يجعل هوانا تبعا لما يحبه ويرضاه، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، ...[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=5][color=#ff0000]---------------------------------[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]([1]) وهو الباب التاسع والعشرون من أبواب الكتاب، وهو من أنفس أبواب الكتاب.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]([2]) هي في الأصل: خمسون ثمرة، لكنني دمجت بين المعاني المتشابهة المتتالية في كلامه رحمه الله، وحذفت ما ظاهره التكرار، أو يعسر فهمه على عموم الناس، ليسهل تداوله، ومن أحب مراجعة الأصل، فهو بين يديه.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]([3])السنة لابن أبي عاصم ح(15) باب ما يجب أن يكون هوى المرء تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]والحديث ضعيف السند، بل قال قال ابن رجب ـ متعقبا على تصحيح النووي للحديث ـ :"وتصحيح هذا الحديث بعيد جداً" وسيأتي قول المؤلف في تقويته، وفيما قاله نظر، ومعناه صحيح.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]([4])[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]([5]) مسلم ح(2822) .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]([6]) سبق تخريجه .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]([7]) اعتلال القلوب للخرائطي ح(88)، وهو عند أحمد وغيره بلفظ (إن مما أخشى عليكم، شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى) وفي سنده ضعف.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5]([8]) البخاري ح(6114)، مسلم ح(2609) .[/size][/font] [font=comic sans ms][size=5] [/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=5][color=royalblue][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=5][color=royalblue][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=5][color=royalblue][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=5][color=royalblue][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=5][color=royalblue]د.عمر بن عبد الله المقبل - وفقه الله عز وجل -[/color][/size][/font][/center] [font=comic sans ms][size=5] [/size][/font] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن الآداب الشرعيـــه و الرقـائـــق
38 ثمرة لمخالفة الهوى