ام عبد المولى
مراقب عام
- إنضم
- 26 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2,741
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- الجزء الخامس
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- الشيخ الحصري
- الجنس
- اخت
ابني لا يريد أن يصلي.. ماذا أفعل؟!
إذا بلغ ابنك السابعة عشر من عمره وجئت تشتكي أن ابنك لا يصلي..
سيكون الرد هو:
أين كنت طوال السنوات العشر السابقة؟
لماذا لم تبدأ معه عندما بلغ السابعة من عمره تطبيقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
" مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع".
ففي هذا الحديث، يوضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم خطتنا التربوية مع أبنائنا
عند بلوغهم سن السابعة
ومن ثم إذا بلغو العاشرة.. لتصبح الصلاة جزءاً من حياتهم..
عزيزي المربي000
لم يفتك القطار بعد فما زال في الوقت متسع..
ولكن ما هي الخطوات التي عليك إتباعها؟!
بدأت في سن الثالثة
في بقائنا مع (أم هدى) قالت:
إن بداية تدريبي لابنتي على الصلاة عندما بلغت الثالثة من عمرها
فكنت أناديها عندما أتوضأ وأستعد للصلاة فتقف بقربي مقلدة حركاتي
ومن ثم بدأت أعلمها سورة الفاتحة والإخلاص حتى تمكنت من حفظهما بشكل جيد
وعندما بلغت السادسة من عمرها قمت بشراء ملابس صلاة جديدة وسجادة صلاة خاصة وأصبحت محافظة على صلاتها بشكل دائم والحمد لله...
قرب المسجد من البيت أفادني000
أما ( أم عصام) فقد قالت: ابني يبلغ من العمر 9 سنوات وملاصقة المسجد لبيتي
كانت سبباً كبيراً في تعليم ابني الصلاة بل المحافظة عليها...
فكلما سمع الآذان قام وتوضأ ولبس ملابسه وأسرع نحو الباب ليذهب للمسجد...
وفي البداية كان متحمساً جداً ومع مرور الوقت أصبح يتأخر قليلاً
ومن ثم يتكاسل ويتباطأ في النزول للصلاة لانشغاله بمشاهدة أفلام الكرتون
أو اللعب أو الدراسة...
فما كان مني إلا أن أغير أوقات مشاهدته للتلفاز ووقت لعبه
بشكل لا يتعارض مع مواقيت الصلاة كي لا يشعر بأننا نقطع اندماجه بما يحب...
وبذلك استطعت والحمد لله أن أحافظ على استمرار ابني في الصلاة.
لم تنجح وسائلي000
وهذه الحالة لم ينفع فيها التعلم لأنه تأخر قليلاً فيحدثنا ( أبو بدر) قائلاً:
بدأت بتعليم ابني الصلاة في سن متأخرة
فعند بلوغه العاشرة من عمره بدأت بأخذه معي للصلاة في المسجد
وأكثرت من القصص التي تبين الثواب للمحافظة على صلاته والعقاب لتارك صلاته...
ففي البداية حافظ على صلاته اليومية وكان متحمساً ولكن مع مرور الأيام فقَدَ هذا الحماس، وقد استخدمت معه جميع الوسائل لتشجيعه ولكن دون فائدة
فهو تارة يصلي وتارة يتكاسل عنها ولا يقوم إلا بصعوبة
وتارة أخرى يتغافل عنها قاصداً ...
وها أنا في محاولات عديدة لاستمراره.. وأرجو من الله أن يهديه.
استفدت من الصحبة الصالحة000
وحدثتنا (أم جاسم) عن تجربتها في تعويد ابنها على الصلاة.. فقالت
لقد اعتمدت في هذا الموضوع على اختيار رفقاء صالحين لابني من أبناء جيله
عندما بلغ الحادية عشرة، يذهب معهم يومياً للمسجد لأداء الصلاة ويعود معهم بعد أن ينتهوا وفي ذلك كانت فوائد عديدة...
فقد أصبح ابني اجتماعياً يشارك في أنشطة المسجد من حفظ للقرآن
والمحافظة على صلاة الجماعة والرحلات التربوية وصيام التطوع
وشغل وقت الفراغ الكبير
وبذلك حافظ على دينه وصلاته وأصبح إنساناً ناجحاً اجتماعياً
فحققنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " الصلاة عماد الدين".
أما الأم ( مها سليمان) فبادرت قائلة000
بدأت تعليم طفلي الصلاة من سن الثامنة،
كنت أتبع مع كافة أبنائي أسلوب الترغيب لا الترهيب كي يألفوا العبادة ويحبوها،
في هذا السن،
كنت أقف بجانبه ليصلي معي في اليوم فريضة،
وأشجعه بإخبار أفراد الأسرة وبحضوره أنه صلى معي اليوم دون أي خطأ،
وسيصلي غداً في المسجد.
وليعتاد على الصلاة في المسجد، كنت أقول له:
أنت رجل وعلى الرجال أن يصلوا في المسجد،
فكان يذهب إلى الصلاة برفقة والده أو إخوته الذين يكبرونه سناً.
ولكي أبين له أهمية الصلاة في المسجد، كنت أنتظره وإخوته على مائدة العشاء
إلى أن يعود، مما كان يشعره بالسعادة.
وهكذا.. تعود على الصلاة، ولم يفوت فريضة في سن الحادية عشرة ولله الحمد.
وشاركتنا الأم ماجدة عبد الكريم في الحديث مضيفة000
ابني الآن في التاسعة من عمره،
بدأت تعليمه الصلاة عندما بلغ السادسة، كنت أبين له أهمية الصلاة بأنها عمود الدين،
وأنها الفاصل بين المسلم والكافر، وأبين له فضل مقيمها وعقاب تاركها.
كما كنت أكافئه في اليوم الذي لا يفوت فيه فريضة بالهدايا والمفاجآت آخر الأسبوع
ولمدة أسابيع، والمفاجأة
كي لا يعتاد على ذلك وليعلم- بتوضيح مني- أننا لا نصلي إلا حباً وطلباً لرضاه سبحانه.
لقد كان والده يمسك بيده ويصطحبه إلى المسجد مشياً على الأقدام
ويبين له فضل صلاة الجماعة ومضاعفة الأجر فيها.
•وسائل تربوية ناجحة000
تحدثنا ابنة الشيخ الطنطاوي- رحمه الله – قائلة:
كان أبي رحمه الله مثالاً للأب الحنون الذي يأخذ أموره كلها بالرفق
وكان أسلوبه معنا في تدريبنا على الصلاة رائعاً..
إذ كلما التزمنا بالصلاة وجدنا في الصباح أسفل الوسادة أموالاً نفرح بها...
فكانت هذه الأموال تشجعنا على حب الصلاة والاستمرار بها.
•وسائل تربوية فاشلة000
وتحدثنا إحدى الجارات عن سلوك جارها لصلاة الفجر قائلة:
إن لجارنا أربعة أطفال صغار لم يتجاوز أي منهم الحادية عشرة من عمره،
في كل يوم بعد صلاة الفجر، أسمع صراخه، وهو يوقظ أطفاله الصغار للصلاة..
فأشعر بالحزن لأن أسلوبه منفر جداً..
وأظل أدعو لهؤلاء الأطفال أن لا يفتنهم والدهم ويكون سبباً في عدم حبهم للصلاة!!
ابني لا يريد أن يصلي.. ماذا أفعل؟!
إذا بلغ ابنك السابعة عشر من عمره وجئت تشتكي أن ابنك لا يصلي..
سيكون الرد هو:
أين كنت طوال السنوات العشر السابقة؟
لماذا لم تبدأ معه عندما بلغ السابعة من عمره تطبيقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
" مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع".
ففي هذا الحديث، يوضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم خطتنا التربوية مع أبنائنا
عند بلوغهم سن السابعة
ومن ثم إذا بلغو العاشرة.. لتصبح الصلاة جزءاً من حياتهم..
عزيزي المربي000
لم يفتك القطار بعد فما زال في الوقت متسع..
ولكن ما هي الخطوات التي عليك إتباعها؟!
بدأت في سن الثالثة
في بقائنا مع (أم هدى) قالت:
إن بداية تدريبي لابنتي على الصلاة عندما بلغت الثالثة من عمرها
فكنت أناديها عندما أتوضأ وأستعد للصلاة فتقف بقربي مقلدة حركاتي
ومن ثم بدأت أعلمها سورة الفاتحة والإخلاص حتى تمكنت من حفظهما بشكل جيد
وعندما بلغت السادسة من عمرها قمت بشراء ملابس صلاة جديدة وسجادة صلاة خاصة وأصبحت محافظة على صلاتها بشكل دائم والحمد لله...
قرب المسجد من البيت أفادني000
أما ( أم عصام) فقد قالت: ابني يبلغ من العمر 9 سنوات وملاصقة المسجد لبيتي
كانت سبباً كبيراً في تعليم ابني الصلاة بل المحافظة عليها...
فكلما سمع الآذان قام وتوضأ ولبس ملابسه وأسرع نحو الباب ليذهب للمسجد...
وفي البداية كان متحمساً جداً ومع مرور الوقت أصبح يتأخر قليلاً
ومن ثم يتكاسل ويتباطأ في النزول للصلاة لانشغاله بمشاهدة أفلام الكرتون
أو اللعب أو الدراسة...
فما كان مني إلا أن أغير أوقات مشاهدته للتلفاز ووقت لعبه
بشكل لا يتعارض مع مواقيت الصلاة كي لا يشعر بأننا نقطع اندماجه بما يحب...
وبذلك استطعت والحمد لله أن أحافظ على استمرار ابني في الصلاة.
لم تنجح وسائلي000
وهذه الحالة لم ينفع فيها التعلم لأنه تأخر قليلاً فيحدثنا ( أبو بدر) قائلاً:
بدأت بتعليم ابني الصلاة في سن متأخرة
فعند بلوغه العاشرة من عمره بدأت بأخذه معي للصلاة في المسجد
وأكثرت من القصص التي تبين الثواب للمحافظة على صلاته والعقاب لتارك صلاته...
ففي البداية حافظ على صلاته اليومية وكان متحمساً ولكن مع مرور الأيام فقَدَ هذا الحماس، وقد استخدمت معه جميع الوسائل لتشجيعه ولكن دون فائدة
فهو تارة يصلي وتارة يتكاسل عنها ولا يقوم إلا بصعوبة
وتارة أخرى يتغافل عنها قاصداً ...
وها أنا في محاولات عديدة لاستمراره.. وأرجو من الله أن يهديه.
استفدت من الصحبة الصالحة000
وحدثتنا (أم جاسم) عن تجربتها في تعويد ابنها على الصلاة.. فقالت
لقد اعتمدت في هذا الموضوع على اختيار رفقاء صالحين لابني من أبناء جيله
عندما بلغ الحادية عشرة، يذهب معهم يومياً للمسجد لأداء الصلاة ويعود معهم بعد أن ينتهوا وفي ذلك كانت فوائد عديدة...
فقد أصبح ابني اجتماعياً يشارك في أنشطة المسجد من حفظ للقرآن
والمحافظة على صلاة الجماعة والرحلات التربوية وصيام التطوع
وشغل وقت الفراغ الكبير
وبذلك حافظ على دينه وصلاته وأصبح إنساناً ناجحاً اجتماعياً
فحققنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " الصلاة عماد الدين".
أما الأم ( مها سليمان) فبادرت قائلة000
بدأت تعليم طفلي الصلاة من سن الثامنة،
كنت أتبع مع كافة أبنائي أسلوب الترغيب لا الترهيب كي يألفوا العبادة ويحبوها،
في هذا السن،
كنت أقف بجانبه ليصلي معي في اليوم فريضة،
وأشجعه بإخبار أفراد الأسرة وبحضوره أنه صلى معي اليوم دون أي خطأ،
وسيصلي غداً في المسجد.
وليعتاد على الصلاة في المسجد، كنت أقول له:
أنت رجل وعلى الرجال أن يصلوا في المسجد،
فكان يذهب إلى الصلاة برفقة والده أو إخوته الذين يكبرونه سناً.
ولكي أبين له أهمية الصلاة في المسجد، كنت أنتظره وإخوته على مائدة العشاء
إلى أن يعود، مما كان يشعره بالسعادة.
وهكذا.. تعود على الصلاة، ولم يفوت فريضة في سن الحادية عشرة ولله الحمد.
وشاركتنا الأم ماجدة عبد الكريم في الحديث مضيفة000
ابني الآن في التاسعة من عمره،
بدأت تعليمه الصلاة عندما بلغ السادسة، كنت أبين له أهمية الصلاة بأنها عمود الدين،
وأنها الفاصل بين المسلم والكافر، وأبين له فضل مقيمها وعقاب تاركها.
كما كنت أكافئه في اليوم الذي لا يفوت فيه فريضة بالهدايا والمفاجآت آخر الأسبوع
ولمدة أسابيع، والمفاجأة
كي لا يعتاد على ذلك وليعلم- بتوضيح مني- أننا لا نصلي إلا حباً وطلباً لرضاه سبحانه.
لقد كان والده يمسك بيده ويصطحبه إلى المسجد مشياً على الأقدام
ويبين له فضل صلاة الجماعة ومضاعفة الأجر فيها.
•وسائل تربوية ناجحة000
تحدثنا ابنة الشيخ الطنطاوي- رحمه الله – قائلة:
كان أبي رحمه الله مثالاً للأب الحنون الذي يأخذ أموره كلها بالرفق
وكان أسلوبه معنا في تدريبنا على الصلاة رائعاً..
إذ كلما التزمنا بالصلاة وجدنا في الصباح أسفل الوسادة أموالاً نفرح بها...
فكانت هذه الأموال تشجعنا على حب الصلاة والاستمرار بها.
•وسائل تربوية فاشلة000
وتحدثنا إحدى الجارات عن سلوك جارها لصلاة الفجر قائلة:
إن لجارنا أربعة أطفال صغار لم يتجاوز أي منهم الحادية عشرة من عمره،
في كل يوم بعد صلاة الفجر، أسمع صراخه، وهو يوقظ أطفاله الصغار للصلاة..
فأشعر بالحزن لأن أسلوبه منفر جداً..
وأظل أدعو لهؤلاء الأطفال أن لا يفتنهم والدهم ويكون سبباً في عدم حبهم للصلاة!!
بدأت بالتدرج حسب العمر
وتحدثنا أم تعيش في الغربة وتقول:
بدأت بتعليم أبنائي مبكراً والحمد لله فقد كانا يشاهداننا نصلي
وفي أول الأمر لاحظت مراقبتهما لنا أنا ووالدهما
وسأتكلم عن الابن الأول
فقد كان يراقبني عندما أصلي فألاحظ أنه يترك ما في يده ويلحقني عند الوضوء
وبعدها إلى الغرفة التي أصلي فيها وعمره عامان تقريباً
قبل ذلك كانت المراقبة بالنظر فقط ثم لاحظت أنه لم يكتف بالمراقبة
فأخذ يتبعني بين الحمام للوضوء وبين مكان الصلاة
وبعد ذلك في الثالثة من عمره أخذ يقلدني فأحببت أن أشجعه
فعند الوضوء أمسح له وجهه ويديه ورجليه بيدي المبللة وأطلب منه أن يتبعني
وأقول له هيا نصلي ومن هنا بدأ التدريب وكان يقلدني
وكم من مرات أعدت فيها الصلاة أحياناً وأنا ساجدة يسجد مثلي
وفي الرابعة من عمره قررت أن أبذل جهداً أكثر
ففي هذا العمر كان يحفظ سورة الفاتحة والكوثر والإخلاص والفلق
وبدأنا الدرس الأول وطلبت منه الوقوف في اتجاه القبلة
وبعد فرش سجادة الصلاة واستقبال القبلة أخذت في تعليمه
أطلب منه أن يقرأ الفاتحة ثم الكوثر ثم الركوع ثم السجود وهكذا إلى أن يسلم
واستمر حرصي الشديد على ذلك.
وفي السابعة كان يتقن صلاته وهو يصلي من ذلك الوقت حتى إنه إن فاته وقت يقضيه
في وقت آخر،
وفي بعض الوقت يتكاسل فأذكر بعض الكلمات عن يوم القيامة وعن الجنة
ومكانة المؤمن المحافظ على صلاته فلا أكاد أكمل حديثي حتى أجده يسرع لأدائها
ولم أضرب أولادي على صلاة أبداً وكنت أشجعهم بالهدية وأحياناً أشجعهما بطعام يحبانه
أو زيارة مكان أو رحلة.
صعوبات في أوربا
وعندما أقمنا في أوربا كانا في الثامنة والسابعة
وما نواجهه الآن هو بعض الصعوبات
ومنها عدم وجود مسجد قريب يوم الجمعة فلا يمكنهما حضور صلاة الجمعة
لأنهما في المدرسة كذلك عدم سماع الآذان
ولكني أعمل كل جهدي في توفير ما أستطيع كتبيين أوقات الصلاة والصوم
والاستعانة بالله بالساعة
وقناة الخير قناة اقرأ جزاهم الله خيراً لها الفضل في إعانتنا على خلق جو إسلامي
في بلاد يسودها الكفر
وأما صلاة ابني فهو يصلي معنا وأحياناً لا يقوم،
أوقظه فأجده غارقاً في النوم فأتركه فيتضايق ويقول لا تتركوني نائماً في المرة الثانية فأسر جداً برده وما يدل على ذلك إلا على رغبة في المحافظة على أدائها في وقتها.
كيف نعَّود أطفالنا على الصلاة؟
قد يغفل البعض منا كوالدين عن أهمية الصلاة في البناء النفسي والتربوي لأبنائنا،
فنجدنا نحرص على تأديتهم اليومية للواجبات المدرسية واستعدادهم الكامل
للامتحانات الأسبوعية،
كما قد نتفنن في طرق تحبيبهم بأقرانهم من الأطفال وتوثيق العلاقات بينهم
وننسى بالمقابل تلك العلاقة الربانية التي تربط العبد بربه والطفل بخالقه.
علينا كوالدين أن نعلم أننا قدوة لأبنائنا وسلوكهم إنما هو انعكاس لأفعالنا
فإذا أردنا تربيتهم على تأدية الصلاة فيجب أن نكون أوّل من يؤديها بأوقاتها
وأن تكون لدينا الرغبة الحقيقية والإصرار على القيام بذلك
وأن نكون لهم خير مثال يحتذى به بالترغيب لا بالترهيب وبالفعل لا بالقول.
اختصر قولي بعدة نقاط أراها جديرة بالاهتمام
إذا أردنا تحبيب وتعويد أطفالنا على الصلاة ألا وهي:
1-لو أمعنا النظر لوجدنا أن الطفل منذ الثانية من عمره أو أقل بقليل يبدأ بالانجذاب
إلى تلك الحركات المتناسقة التي نقوم بها أثناء تأديتنا للصلاة ويبدأ بتقليدها
فلا ننهر الطفل ولا ننهه فما يبدأ عادة ينتهي بعبادة،
ولنحرص على وجوده حولنا أثناء الصلاة ونشركه في تلك الحركات الرياضية
كما قد يراها من عالمه الصغير.
2-يملك طفل الرابعة القدرة على الإدراك والاتصال اللغوي الجيد
فلنبدأ بإعداده للصلاة بإظهار أهميتها وفائدتها عن طريق السرد القصصي أو اللعب التمثيلي، ولا بأس من إشراكه معنا في أداء الصلاة في المنزل بل وتحفيظه الفاتحة وقصار السور ليقرأها جهراً وهو يصلي ولنتمتع بالمرونة معهم فلا نتشدد بكل حركة وكل كلمة
فهي مرحلة ترغيب لا ترهيب.
3-حبذا لو يبدأ الأب باصطحاب طفله إلى الصلاة منذ سن السابعة ويعلمه آداب الوضوء
وآداب دخول المسجد، ويشرح له أهمية صلاة الجماعة
ولا بأس من تقديمه أحياناً إماماً لوالدته في السنن
أو لإخوته الصغار كنوع من زرع الثقة في نفسه وتدريبه على قراءة ما حفظه بصوت جهوري.
4-لنتبع أسلوب الترغيب والمكافأة مع الطفل حتى سن الثامنة
سواء بكلمة طيبة أو نظرة حانية أو هدية متواضعة ولكن لنحذر
من إيصال رسالة خاطئة للطفل وهي أن تأديته للصلاة هي وسيلة لإرضائنا وإسعادنا
بل ليكن مفهوم إرضاء الله سبحانه وطاعته واضحاً لديه
وأن صلاته هي سبب سعادته في الدنيا والآخرة.
5-بين سن التاسعة والعاشرة نبدأ بإدخال الترهيب والعقاب عند فشل الترغيب والمكافأة، فنوضِّح للطفل أنه في سن التميز والمحاسبة،
وأن تارك الصلاة له عقاب شديد عند الله عز وجل في الدنيا والآخرة،
ولابد من أن يصيبه حظ من العقاب عند التهاون فيها مراراً كحرمانه من أمر يحبه،
كمشاهدة التلفاز أو الكمبيوتر، ومنعه أو حرمانه من الخروج أو زيارة صديقه، وما إلى ذلك، وحبذا لو جعلنا الضرب آخر الحلول وليكن ضرب تأديب لا انتقام وتعذيب،
ولابد أن نركز على دور الأب بالنسبة للصبي في هذه المرحلة،
فليكن صاحباً ورفيقاً له في صلواته بما فيها صلاة الفجر
فلا تأخذنا العاطفة فنبخسه حقه من ذلك الأجر العظيم،
ولتكن الأم رفيقة لابنتها ولا بأس من تقديمها للإمامة في المنزل
ولا ننسى أثر الرفقة الصالحة فلنعلِّم أبناءنا حسن المصاحبة والاختيار ولنجعل لنا يوماً
في الشهر نحتفل فيه بمن أدى صلواته كاملة وليكن يوماً مميزاً.
أخيراً،
أود التركيز على أن الصلاة هي راحة وملاذ للمسلم كما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام " أرحنا بها يا بلال"
فلا نجعلها ساعة معاناة وشقاء لأبنائنا بكثرة الصراخ والميل إلى الانتقادات المحطمة للذات، بل لنغِّلف توجيهاتنا وإرشاداتنا بالحب، والكثير من الحب.
* * * تمت بعون الله * * *
إذا بلغ ابنك السابعة عشر من عمره وجئت تشتكي أن ابنك لا يصلي..
سيكون الرد هو:
أين كنت طوال السنوات العشر السابقة؟
لماذا لم تبدأ معه عندما بلغ السابعة من عمره تطبيقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
" مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع".
ففي هذا الحديث، يوضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم خطتنا التربوية مع أبنائنا
عند بلوغهم سن السابعة
ومن ثم إذا بلغو العاشرة.. لتصبح الصلاة جزءاً من حياتهم..
عزيزي المربي000
لم يفتك القطار بعد فما زال في الوقت متسع..
ولكن ما هي الخطوات التي عليك إتباعها؟!
بدأت في سن الثالثة
في بقائنا مع (أم هدى) قالت:
إن بداية تدريبي لابنتي على الصلاة عندما بلغت الثالثة من عمرها
فكنت أناديها عندما أتوضأ وأستعد للصلاة فتقف بقربي مقلدة حركاتي
ومن ثم بدأت أعلمها سورة الفاتحة والإخلاص حتى تمكنت من حفظهما بشكل جيد
وعندما بلغت السادسة من عمرها قمت بشراء ملابس صلاة جديدة وسجادة صلاة خاصة وأصبحت محافظة على صلاتها بشكل دائم والحمد لله...
قرب المسجد من البيت أفادني000
أما ( أم عصام) فقد قالت: ابني يبلغ من العمر 9 سنوات وملاصقة المسجد لبيتي
كانت سبباً كبيراً في تعليم ابني الصلاة بل المحافظة عليها...
فكلما سمع الآذان قام وتوضأ ولبس ملابسه وأسرع نحو الباب ليذهب للمسجد...
وفي البداية كان متحمساً جداً ومع مرور الوقت أصبح يتأخر قليلاً
ومن ثم يتكاسل ويتباطأ في النزول للصلاة لانشغاله بمشاهدة أفلام الكرتون
أو اللعب أو الدراسة...
فما كان مني إلا أن أغير أوقات مشاهدته للتلفاز ووقت لعبه
بشكل لا يتعارض مع مواقيت الصلاة كي لا يشعر بأننا نقطع اندماجه بما يحب...
وبذلك استطعت والحمد لله أن أحافظ على استمرار ابني في الصلاة.
لم تنجح وسائلي000
وهذه الحالة لم ينفع فيها التعلم لأنه تأخر قليلاً فيحدثنا ( أبو بدر) قائلاً:
بدأت بتعليم ابني الصلاة في سن متأخرة
فعند بلوغه العاشرة من عمره بدأت بأخذه معي للصلاة في المسجد
وأكثرت من القصص التي تبين الثواب للمحافظة على صلاته والعقاب لتارك صلاته...
ففي البداية حافظ على صلاته اليومية وكان متحمساً ولكن مع مرور الأيام فقَدَ هذا الحماس، وقد استخدمت معه جميع الوسائل لتشجيعه ولكن دون فائدة
فهو تارة يصلي وتارة يتكاسل عنها ولا يقوم إلا بصعوبة
وتارة أخرى يتغافل عنها قاصداً ...
وها أنا في محاولات عديدة لاستمراره.. وأرجو من الله أن يهديه.
استفدت من الصحبة الصالحة000
وحدثتنا (أم جاسم) عن تجربتها في تعويد ابنها على الصلاة.. فقالت
لقد اعتمدت في هذا الموضوع على اختيار رفقاء صالحين لابني من أبناء جيله
عندما بلغ الحادية عشرة، يذهب معهم يومياً للمسجد لأداء الصلاة ويعود معهم بعد أن ينتهوا وفي ذلك كانت فوائد عديدة...
فقد أصبح ابني اجتماعياً يشارك في أنشطة المسجد من حفظ للقرآن
والمحافظة على صلاة الجماعة والرحلات التربوية وصيام التطوع
وشغل وقت الفراغ الكبير
وبذلك حافظ على دينه وصلاته وأصبح إنساناً ناجحاً اجتماعياً
فحققنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " الصلاة عماد الدين".
أما الأم ( مها سليمان) فبادرت قائلة000
بدأت تعليم طفلي الصلاة من سن الثامنة،
كنت أتبع مع كافة أبنائي أسلوب الترغيب لا الترهيب كي يألفوا العبادة ويحبوها،
في هذا السن،
كنت أقف بجانبه ليصلي معي في اليوم فريضة،
وأشجعه بإخبار أفراد الأسرة وبحضوره أنه صلى معي اليوم دون أي خطأ،
وسيصلي غداً في المسجد.
وليعتاد على الصلاة في المسجد، كنت أقول له:
أنت رجل وعلى الرجال أن يصلوا في المسجد،
فكان يذهب إلى الصلاة برفقة والده أو إخوته الذين يكبرونه سناً.
ولكي أبين له أهمية الصلاة في المسجد، كنت أنتظره وإخوته على مائدة العشاء
إلى أن يعود، مما كان يشعره بالسعادة.
وهكذا.. تعود على الصلاة، ولم يفوت فريضة في سن الحادية عشرة ولله الحمد.
وشاركتنا الأم ماجدة عبد الكريم في الحديث مضيفة000
ابني الآن في التاسعة من عمره،
بدأت تعليمه الصلاة عندما بلغ السادسة، كنت أبين له أهمية الصلاة بأنها عمود الدين،
وأنها الفاصل بين المسلم والكافر، وأبين له فضل مقيمها وعقاب تاركها.
كما كنت أكافئه في اليوم الذي لا يفوت فيه فريضة بالهدايا والمفاجآت آخر الأسبوع
ولمدة أسابيع، والمفاجأة
كي لا يعتاد على ذلك وليعلم- بتوضيح مني- أننا لا نصلي إلا حباً وطلباً لرضاه سبحانه.
لقد كان والده يمسك بيده ويصطحبه إلى المسجد مشياً على الأقدام
ويبين له فضل صلاة الجماعة ومضاعفة الأجر فيها.
•وسائل تربوية ناجحة000
تحدثنا ابنة الشيخ الطنطاوي- رحمه الله – قائلة:
كان أبي رحمه الله مثالاً للأب الحنون الذي يأخذ أموره كلها بالرفق
وكان أسلوبه معنا في تدريبنا على الصلاة رائعاً..
إذ كلما التزمنا بالصلاة وجدنا في الصباح أسفل الوسادة أموالاً نفرح بها...
فكانت هذه الأموال تشجعنا على حب الصلاة والاستمرار بها.
•وسائل تربوية فاشلة000
وتحدثنا إحدى الجارات عن سلوك جارها لصلاة الفجر قائلة:
إن لجارنا أربعة أطفال صغار لم يتجاوز أي منهم الحادية عشرة من عمره،
في كل يوم بعد صلاة الفجر، أسمع صراخه، وهو يوقظ أطفاله الصغار للصلاة..
فأشعر بالحزن لأن أسلوبه منفر جداً..
وأظل أدعو لهؤلاء الأطفال أن لا يفتنهم والدهم ويكون سبباً في عدم حبهم للصلاة!!
ابني لا يريد أن يصلي.. ماذا أفعل؟!
إذا بلغ ابنك السابعة عشر من عمره وجئت تشتكي أن ابنك لا يصلي..
سيكون الرد هو:
أين كنت طوال السنوات العشر السابقة؟
لماذا لم تبدأ معه عندما بلغ السابعة من عمره تطبيقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
" مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع".
ففي هذا الحديث، يوضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم خطتنا التربوية مع أبنائنا
عند بلوغهم سن السابعة
ومن ثم إذا بلغو العاشرة.. لتصبح الصلاة جزءاً من حياتهم..
عزيزي المربي000
لم يفتك القطار بعد فما زال في الوقت متسع..
ولكن ما هي الخطوات التي عليك إتباعها؟!
بدأت في سن الثالثة
في بقائنا مع (أم هدى) قالت:
إن بداية تدريبي لابنتي على الصلاة عندما بلغت الثالثة من عمرها
فكنت أناديها عندما أتوضأ وأستعد للصلاة فتقف بقربي مقلدة حركاتي
ومن ثم بدأت أعلمها سورة الفاتحة والإخلاص حتى تمكنت من حفظهما بشكل جيد
وعندما بلغت السادسة من عمرها قمت بشراء ملابس صلاة جديدة وسجادة صلاة خاصة وأصبحت محافظة على صلاتها بشكل دائم والحمد لله...
قرب المسجد من البيت أفادني000
أما ( أم عصام) فقد قالت: ابني يبلغ من العمر 9 سنوات وملاصقة المسجد لبيتي
كانت سبباً كبيراً في تعليم ابني الصلاة بل المحافظة عليها...
فكلما سمع الآذان قام وتوضأ ولبس ملابسه وأسرع نحو الباب ليذهب للمسجد...
وفي البداية كان متحمساً جداً ومع مرور الوقت أصبح يتأخر قليلاً
ومن ثم يتكاسل ويتباطأ في النزول للصلاة لانشغاله بمشاهدة أفلام الكرتون
أو اللعب أو الدراسة...
فما كان مني إلا أن أغير أوقات مشاهدته للتلفاز ووقت لعبه
بشكل لا يتعارض مع مواقيت الصلاة كي لا يشعر بأننا نقطع اندماجه بما يحب...
وبذلك استطعت والحمد لله أن أحافظ على استمرار ابني في الصلاة.
لم تنجح وسائلي000
وهذه الحالة لم ينفع فيها التعلم لأنه تأخر قليلاً فيحدثنا ( أبو بدر) قائلاً:
بدأت بتعليم ابني الصلاة في سن متأخرة
فعند بلوغه العاشرة من عمره بدأت بأخذه معي للصلاة في المسجد
وأكثرت من القصص التي تبين الثواب للمحافظة على صلاته والعقاب لتارك صلاته...
ففي البداية حافظ على صلاته اليومية وكان متحمساً ولكن مع مرور الأيام فقَدَ هذا الحماس، وقد استخدمت معه جميع الوسائل لتشجيعه ولكن دون فائدة
فهو تارة يصلي وتارة يتكاسل عنها ولا يقوم إلا بصعوبة
وتارة أخرى يتغافل عنها قاصداً ...
وها أنا في محاولات عديدة لاستمراره.. وأرجو من الله أن يهديه.
استفدت من الصحبة الصالحة000
وحدثتنا (أم جاسم) عن تجربتها في تعويد ابنها على الصلاة.. فقالت
لقد اعتمدت في هذا الموضوع على اختيار رفقاء صالحين لابني من أبناء جيله
عندما بلغ الحادية عشرة، يذهب معهم يومياً للمسجد لأداء الصلاة ويعود معهم بعد أن ينتهوا وفي ذلك كانت فوائد عديدة...
فقد أصبح ابني اجتماعياً يشارك في أنشطة المسجد من حفظ للقرآن
والمحافظة على صلاة الجماعة والرحلات التربوية وصيام التطوع
وشغل وقت الفراغ الكبير
وبذلك حافظ على دينه وصلاته وأصبح إنساناً ناجحاً اجتماعياً
فحققنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " الصلاة عماد الدين".
أما الأم ( مها سليمان) فبادرت قائلة000
بدأت تعليم طفلي الصلاة من سن الثامنة،
كنت أتبع مع كافة أبنائي أسلوب الترغيب لا الترهيب كي يألفوا العبادة ويحبوها،
في هذا السن،
كنت أقف بجانبه ليصلي معي في اليوم فريضة،
وأشجعه بإخبار أفراد الأسرة وبحضوره أنه صلى معي اليوم دون أي خطأ،
وسيصلي غداً في المسجد.
وليعتاد على الصلاة في المسجد، كنت أقول له:
أنت رجل وعلى الرجال أن يصلوا في المسجد،
فكان يذهب إلى الصلاة برفقة والده أو إخوته الذين يكبرونه سناً.
ولكي أبين له أهمية الصلاة في المسجد، كنت أنتظره وإخوته على مائدة العشاء
إلى أن يعود، مما كان يشعره بالسعادة.
وهكذا.. تعود على الصلاة، ولم يفوت فريضة في سن الحادية عشرة ولله الحمد.
وشاركتنا الأم ماجدة عبد الكريم في الحديث مضيفة000
ابني الآن في التاسعة من عمره،
بدأت تعليمه الصلاة عندما بلغ السادسة، كنت أبين له أهمية الصلاة بأنها عمود الدين،
وأنها الفاصل بين المسلم والكافر، وأبين له فضل مقيمها وعقاب تاركها.
كما كنت أكافئه في اليوم الذي لا يفوت فيه فريضة بالهدايا والمفاجآت آخر الأسبوع
ولمدة أسابيع، والمفاجأة
كي لا يعتاد على ذلك وليعلم- بتوضيح مني- أننا لا نصلي إلا حباً وطلباً لرضاه سبحانه.
لقد كان والده يمسك بيده ويصطحبه إلى المسجد مشياً على الأقدام
ويبين له فضل صلاة الجماعة ومضاعفة الأجر فيها.
•وسائل تربوية ناجحة000
تحدثنا ابنة الشيخ الطنطاوي- رحمه الله – قائلة:
كان أبي رحمه الله مثالاً للأب الحنون الذي يأخذ أموره كلها بالرفق
وكان أسلوبه معنا في تدريبنا على الصلاة رائعاً..
إذ كلما التزمنا بالصلاة وجدنا في الصباح أسفل الوسادة أموالاً نفرح بها...
فكانت هذه الأموال تشجعنا على حب الصلاة والاستمرار بها.
•وسائل تربوية فاشلة000
وتحدثنا إحدى الجارات عن سلوك جارها لصلاة الفجر قائلة:
إن لجارنا أربعة أطفال صغار لم يتجاوز أي منهم الحادية عشرة من عمره،
في كل يوم بعد صلاة الفجر، أسمع صراخه، وهو يوقظ أطفاله الصغار للصلاة..
فأشعر بالحزن لأن أسلوبه منفر جداً..
وأظل أدعو لهؤلاء الأطفال أن لا يفتنهم والدهم ويكون سبباً في عدم حبهم للصلاة!!
بدأت بالتدرج حسب العمر
وتحدثنا أم تعيش في الغربة وتقول:
بدأت بتعليم أبنائي مبكراً والحمد لله فقد كانا يشاهداننا نصلي
وفي أول الأمر لاحظت مراقبتهما لنا أنا ووالدهما
وسأتكلم عن الابن الأول
فقد كان يراقبني عندما أصلي فألاحظ أنه يترك ما في يده ويلحقني عند الوضوء
وبعدها إلى الغرفة التي أصلي فيها وعمره عامان تقريباً
قبل ذلك كانت المراقبة بالنظر فقط ثم لاحظت أنه لم يكتف بالمراقبة
فأخذ يتبعني بين الحمام للوضوء وبين مكان الصلاة
وبعد ذلك في الثالثة من عمره أخذ يقلدني فأحببت أن أشجعه
فعند الوضوء أمسح له وجهه ويديه ورجليه بيدي المبللة وأطلب منه أن يتبعني
وأقول له هيا نصلي ومن هنا بدأ التدريب وكان يقلدني
وكم من مرات أعدت فيها الصلاة أحياناً وأنا ساجدة يسجد مثلي
وفي الرابعة من عمره قررت أن أبذل جهداً أكثر
ففي هذا العمر كان يحفظ سورة الفاتحة والكوثر والإخلاص والفلق
وبدأنا الدرس الأول وطلبت منه الوقوف في اتجاه القبلة
وبعد فرش سجادة الصلاة واستقبال القبلة أخذت في تعليمه
أطلب منه أن يقرأ الفاتحة ثم الكوثر ثم الركوع ثم السجود وهكذا إلى أن يسلم
واستمر حرصي الشديد على ذلك.
وفي السابعة كان يتقن صلاته وهو يصلي من ذلك الوقت حتى إنه إن فاته وقت يقضيه
في وقت آخر،
وفي بعض الوقت يتكاسل فأذكر بعض الكلمات عن يوم القيامة وعن الجنة
ومكانة المؤمن المحافظ على صلاته فلا أكاد أكمل حديثي حتى أجده يسرع لأدائها
ولم أضرب أولادي على صلاة أبداً وكنت أشجعهم بالهدية وأحياناً أشجعهما بطعام يحبانه
أو زيارة مكان أو رحلة.
صعوبات في أوربا
وعندما أقمنا في أوربا كانا في الثامنة والسابعة
وما نواجهه الآن هو بعض الصعوبات
ومنها عدم وجود مسجد قريب يوم الجمعة فلا يمكنهما حضور صلاة الجمعة
لأنهما في المدرسة كذلك عدم سماع الآذان
ولكني أعمل كل جهدي في توفير ما أستطيع كتبيين أوقات الصلاة والصوم
والاستعانة بالله بالساعة
وقناة الخير قناة اقرأ جزاهم الله خيراً لها الفضل في إعانتنا على خلق جو إسلامي
في بلاد يسودها الكفر
وأما صلاة ابني فهو يصلي معنا وأحياناً لا يقوم،
أوقظه فأجده غارقاً في النوم فأتركه فيتضايق ويقول لا تتركوني نائماً في المرة الثانية فأسر جداً برده وما يدل على ذلك إلا على رغبة في المحافظة على أدائها في وقتها.
كيف نعَّود أطفالنا على الصلاة؟
قد يغفل البعض منا كوالدين عن أهمية الصلاة في البناء النفسي والتربوي لأبنائنا،
فنجدنا نحرص على تأديتهم اليومية للواجبات المدرسية واستعدادهم الكامل
للامتحانات الأسبوعية،
كما قد نتفنن في طرق تحبيبهم بأقرانهم من الأطفال وتوثيق العلاقات بينهم
وننسى بالمقابل تلك العلاقة الربانية التي تربط العبد بربه والطفل بخالقه.
علينا كوالدين أن نعلم أننا قدوة لأبنائنا وسلوكهم إنما هو انعكاس لأفعالنا
فإذا أردنا تربيتهم على تأدية الصلاة فيجب أن نكون أوّل من يؤديها بأوقاتها
وأن تكون لدينا الرغبة الحقيقية والإصرار على القيام بذلك
وأن نكون لهم خير مثال يحتذى به بالترغيب لا بالترهيب وبالفعل لا بالقول.
اختصر قولي بعدة نقاط أراها جديرة بالاهتمام
إذا أردنا تحبيب وتعويد أطفالنا على الصلاة ألا وهي:
1-لو أمعنا النظر لوجدنا أن الطفل منذ الثانية من عمره أو أقل بقليل يبدأ بالانجذاب
إلى تلك الحركات المتناسقة التي نقوم بها أثناء تأديتنا للصلاة ويبدأ بتقليدها
فلا ننهر الطفل ولا ننهه فما يبدأ عادة ينتهي بعبادة،
ولنحرص على وجوده حولنا أثناء الصلاة ونشركه في تلك الحركات الرياضية
كما قد يراها من عالمه الصغير.
2-يملك طفل الرابعة القدرة على الإدراك والاتصال اللغوي الجيد
فلنبدأ بإعداده للصلاة بإظهار أهميتها وفائدتها عن طريق السرد القصصي أو اللعب التمثيلي، ولا بأس من إشراكه معنا في أداء الصلاة في المنزل بل وتحفيظه الفاتحة وقصار السور ليقرأها جهراً وهو يصلي ولنتمتع بالمرونة معهم فلا نتشدد بكل حركة وكل كلمة
فهي مرحلة ترغيب لا ترهيب.
3-حبذا لو يبدأ الأب باصطحاب طفله إلى الصلاة منذ سن السابعة ويعلمه آداب الوضوء
وآداب دخول المسجد، ويشرح له أهمية صلاة الجماعة
ولا بأس من تقديمه أحياناً إماماً لوالدته في السنن
أو لإخوته الصغار كنوع من زرع الثقة في نفسه وتدريبه على قراءة ما حفظه بصوت جهوري.
4-لنتبع أسلوب الترغيب والمكافأة مع الطفل حتى سن الثامنة
سواء بكلمة طيبة أو نظرة حانية أو هدية متواضعة ولكن لنحذر
من إيصال رسالة خاطئة للطفل وهي أن تأديته للصلاة هي وسيلة لإرضائنا وإسعادنا
بل ليكن مفهوم إرضاء الله سبحانه وطاعته واضحاً لديه
وأن صلاته هي سبب سعادته في الدنيا والآخرة.
5-بين سن التاسعة والعاشرة نبدأ بإدخال الترهيب والعقاب عند فشل الترغيب والمكافأة، فنوضِّح للطفل أنه في سن التميز والمحاسبة،
وأن تارك الصلاة له عقاب شديد عند الله عز وجل في الدنيا والآخرة،
ولابد من أن يصيبه حظ من العقاب عند التهاون فيها مراراً كحرمانه من أمر يحبه،
كمشاهدة التلفاز أو الكمبيوتر، ومنعه أو حرمانه من الخروج أو زيارة صديقه، وما إلى ذلك، وحبذا لو جعلنا الضرب آخر الحلول وليكن ضرب تأديب لا انتقام وتعذيب،
ولابد أن نركز على دور الأب بالنسبة للصبي في هذه المرحلة،
فليكن صاحباً ورفيقاً له في صلواته بما فيها صلاة الفجر
فلا تأخذنا العاطفة فنبخسه حقه من ذلك الأجر العظيم،
ولتكن الأم رفيقة لابنتها ولا بأس من تقديمها للإمامة في المنزل
ولا ننسى أثر الرفقة الصالحة فلنعلِّم أبناءنا حسن المصاحبة والاختيار ولنجعل لنا يوماً
في الشهر نحتفل فيه بمن أدى صلواته كاملة وليكن يوماً مميزاً.
أخيراً،
أود التركيز على أن الصلاة هي راحة وملاذ للمسلم كما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام " أرحنا بها يا بلال"
فلا نجعلها ساعة معاناة وشقاء لأبنائنا بكثرة الصراخ والميل إلى الانتقادات المحطمة للذات، بل لنغِّلف توجيهاتنا وإرشاداتنا بالحب، والكثير من الحب.
* * * تمت بعون الله * * *
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع