اضطراب النشاط المفرط والنقص في الانتباه عند الأطفال

طباعة الموضوع

ام عبد المولى

مراقب عام
إنضم
26 سبتمبر 2012
المشاركات
2,741
النقاط
38
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
الجزء الخامس
احب القراءة برواية
ورش
القارئ المفضل
الشيخ الحصري
الجنس
اخت
اضطراب النشاط المفرط والنقص في الانتباه عند الأطفال

الحركة المفرطة وصعوبة التركيز هي اضطراب سلوكي تكويني يصيب حوالي 3- 5% من الأطفال بعد عمر الستة سنوات، ويتمتع الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بمستوى ذكاء طبيعي، لكنهم يعانون من صعوبة في التركيز وصعوبة في البقاء هادئين، ولا يستطيعون كبح ردات فعلهم الفجائية التي قد تتدخل في أدائهم المدرسي وتستمر المشكلة في بعض الأحيان إلى ما بعد البلوغ لتتدخل في عملهم، وصداقاتهم وحياتهم العائلية متسببة في بعض الاضطرابات النفسية·
وتشير الإحصائيات إلى أن هذا الاضطراب يصيب 5-3% من أطفال الولايات المتحدة، و1% من المراهقين حتى عمر 18 عاما، و0.3-2% من البالغين· وحوالي 90% من الأطفال المصابين بالنشاط المفرط والنقص في الانتباه هم من الذكور (عادة يعانون من فرط الحركة وردة الفعل الفجائية)، أما البنات المصابات بهذا الاضطراب فهن عادةحالمات يعانين من صعوبة التركيز ولذلك فهن غالبا لا يلفتن الكثير من الانتباه إلا في حالات الفشل الدراسي·
وقد تساعد بعض العوامل الإثنية والثقافية في ظهور هذا الاضطراب، حيث تزيد هذه العوارض عند الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية أكثر منها في أوروبا، كما أظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال الصينيين هم أكثر عرضة لظهور أعراض هذا الاضطراب من الأطفال الأميركيين واليابانيين·
ترافق أعراض هذا الاضطراب في 55% من الحالات مع خلل في السلوك مثل العدائية، أو وجود مشاكل في النوم، أو اضطرابات في التصرف، بالإضافة إلى الطباع الحادة· وعند وجود خلل سلوكي مصاحب للحركة المفرطة وصعوبة التركيز تزداد نسبة الإصابة بالسلوكات غير الاجتماعية والتي تتراوح بين 34% عند الحالات المصحوبة باضطرابات سلوكية، و24% عند الحالات المصحوبة باضطراب التنافر، بينما لا تتجاوز نسبة 11% في الحالات التي لا يصاحبها أي خلل سلوكي·
وقد تترافق هذه الحال مع وجود اضطراب عاطفي نفسي· وقد أشارت إحدى الدراسات إلى ترافق ثلث حالات اضطراب النشاط المفرط مع وجود اضطراب عاطفي نفسي، كما لاحظت تلك الدراسة وجود اضطرابات نفسية عاطفية عند عائلات المصابين باضطراب النشاط المفرط خاصة انفصام الشخصية والاكتئاب· وتترافق أعراض الاضطراب عند 40-50% من الأطفال المصابين بصعوبات أو إعاقات التعلم·

> أعراض الاضطراب
هناك مجموعة من أعراض اضطراب النشاط المفرط والنقص في الانتباه، يمكن ملاحظتها على النحو التالي:
1- في الطفولة المبكرة وما قبل سن الدراسة (أقل من ست سنوات<:
قد يعاني بعض الأطفال من بكاء مستمر، وقد يوصفون بصعوبة المراس إذ يصعب حملهم أو تهدئتهم حتى عندما يكونون رضعاً، وهم عرضة للحوادث، والعديد منهم مندفعون، ويزعجون آباءهم والأشخاص الذين يعتنون بهم، كما يقومون بإزعاج الأطفال الآخرين باستمرار·
2- عند الأولاد بعد سن الدراسة:
يلاحظ أن بعضهم يستغرق في أحلام اليقظة، يشتت انتباههم بسهولة وغالباً ما يرتكبون أخطاء ناتجة عن لا مبالاة ويفشلون في النشاطات التي تتطلب جهدا عقليا ثابتاً أو متواصلا· ويسبب فرط الحركة إزعاجا كبيرا للأهل، ويتطور هذا الأمر أكثر في المدرسة مما يسبب مشاكل مع الأساتذة والأطفال الآخرين في الصف، فالأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يجدون صعوبة في الوصول في الوقت المناسب، إطاعة الأوامر، اتباع القواعد، عصبيون ونافدو الصبر، لا يستطيعون التحكم أو تأجيل حاجاتهم أو غضبهم، يتصرفون دون تفكير ويجدون صعوبة في انتظار دورهم، يقاطعون الآخرين خلال حديث ما، يتحدثون كثيرا بصوت عال وبسرعة، يتفوهون بأول ما يخطر على بالهم، يصعبون الحياة على أنفسهم وعلى الأشخاص المحيطين بهم، يوسمون بالكسالى، وبغير المسؤولين وهم في بعض الأحيان مبغوضون من الأولاد الآخرين الذين غالبا ما يتجاهلونهم·
3- الأشخاص البالغون:
ينحسر النشاط المفرط ويخف مع العمر، إلا أن البالغين الذين يعانون من هذا الاضطراب يكونون قلقين، مزاجيين، يشعرون بعدم الأمان ويضجرون بسهولة، يجدون صعوبة في تحديد الأوليات، في تنظيم وقتهم، وفي الحفاظ على ممتلكاتهم، أما علاقاتهم العاطفية فتكون عاصفة وقصيرة الأمد، وهم عادة ما يغيرون عملهم باستمرار ويفشلون في الاستفادة من كامل مؤهلاتهم وإمكاناتهم· وتبلغ نسبة الإصابة باضطرابات القلق والكآبة فيما بينهم حوالي 50%·
وقد تمتزج عوارض البالغين الذين يعانون من اضطراب النشاط المفرط ونقص في الانتباه مع اضطرابات انفصام الشخصية، والوسواس القهري، أو القلق أو حتى التأثيرات الثانوية الناتجة عن الإفراط في تناول المخدرات أو العقاقير المنشطة·
> أسباب النشاط المفرط والنقص في الانتباه
لا يوجد سبب وحيد يؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب، إلا أن هناك عدة عوامل قد تلعب دورا مهما في الإصابة باضطراب الحركة المفرطة وصعوبة التركيز، منها ما هو وراثي جيني، ومنها ما هو عصبي تكويني أو تطوري، هذا وهناك بعض المتوارثات حول أسباب هذا الاضطراب منها على سبيل المثال المضاعفات التي تحدث للجنين عند الولادة، كدمات الرأس، المواد الحافظة، الحساسية على بعض أنواع الأطعمة، السكريات، نقص الفيتامينات، الإشعاعات، التعرض لمادة الرصاص، والتعرض المطول للضوء الفوري·
وتشير التقارير الحديثة إلى وجود نوع من العلاقة بين التدخين في فترة الحمل وحدوث الاضطراب لاحقا، وبين تأخر نمو الجنين في الرحم أو تسممه بمادة الديوكسين التي تستعمل في رش المزروعات·
ويمكن حصر الأسباب في عاملين رئيسين:
1- الأسباب الوراثية الجينية
الوراثة العائلية هي من الأسباب المرضية المهمة لاضطراب النشاط المفرط والنقص في الانتباه التي تظهر واضحة في المرض الوراثي المسمى >المقاومة الجينية لإفرازات الغدة الدرقية<، وهناك أيضا العلاقة في ظهور الاضطراب بين التوائم المتطابقة أو بين وجود هذا الاضطراب عند أكثر من فرد في العائلة·
2- الأسباب الدماغية أو العصبية
ترد بعض الدراسات الحديثة أسباب اضطراب النشاط المفرط والنقص في الانتباه إما إلى اختلاف تشريحي عصبي أو الى اختلاف في التكوين الكيميائي للدماغ عند الأفراد المصابين·
> التشخيص
يواجه تشخيص اضطراب نقص الانتباه العديد من الصعوبات بسبب:
- عدم وجود معايير موحدة لقياس مستويات النشاط الطبيعي، ومدى قصر توقيت التركيز بالإضافة إلى تحديد طرق معينة على أساسها يمكن معرفة التأكدو أن هناك اضطراباً نفسياً مصاحباً لاضطراب نقص الانتباه·
التقارير المتناقضة بين الأهل والمعلمين والاختصاصيين في الصحة العقلية حول مستوى النشاط وقصر فترة التركيز والانتباه في بعض الحالات المرضية، وإذا ما كانت هذه المشاكل تشكل اضطراباً نفسياً يستدعي التشخيص والعلاج·
- السلوك المتناقض للأطفال حيث يميلون إلى التصرف بشكل أفضل عند وجودهم في بيئة مختلفة وأقل إحراجا، أو في صفوف صغيرة، أو من خلال طريقة جديدة لتقديم الفروض المدرسية وبمنزل عائلي أقل فوضوية، مما يجعل أعراض الحركة المفرطة وصعوبة التركيز متفاوتة وغير ثابتة مع الوقت·
ويتطلب تشخيص الطفل مع اضطراب النشاط المفرط والنقص في الانتباه التأكد أولا من سلامة أجهزة النظر والسمع والكلام، واختبار مستوى الذكاء، وتقييم لسلوك الطفل، بالإضافة إلى بعض الفحوص المخبرية، ولكن الأكثر أهمية هو المقابلات مع الأباء والأمهات، والمعلمين، والأطفال أنفسهم للتزود بلمحة تاريخية مفصلة عن العوارض السلوكية وتطورها·
ويتضمن التقييم الطبي التفاصيل الصحية منذ فترة الولادة بالإضافة إلى أبرز التطورات المرضية في حياة الشخص، كما أن ملاحظة سلوك الطفل في العيادة مهمة أيضا، حيث السلوك الشديد النشاط المندفع يمكن أن يقدر بسهولة، بالإضافة إلى البحث عن أي تشوه خلقي كوجود أعراض المتلازمة >إكس< الحساسة أو المتلازمة >تيرنر< وغيرها·
> التعامل مع الطفل المصاب بهذا الاضطراب
للتعامل الفعال مع هذا الطفل، يجب أخذ بعض الأمور الأساسية بعين الاعتبار:
1- الاعتماد على وسائل ملموسة ومادية وحسية لتوصيل المعلومات له·
2- خلال عملية التعليم، يجب توفير الحوافز الفورية وعدم تأجيل تنفيذ الوعود·
3- اعتماد محيط واحد للتعليم (غرفة معينة في المنزل، طاولة واحدة للدرس)، وذلك لخلق شعور بالأمان عنده وربط هذا الشعور بعملية الدرس·
4- التأكد من عدم وجود مثيرات خارجية في هذا المحيط (عدم تشغيل التلفاز أو الراديو خلال الدرس، وعدم السماح للإخوة أن يلعبوا في الغرفة نفسها)·
5- عدم انتقاد الطفل عندما يقوم بأخطاء (فالخطأ بالنسبة له يعني الفشل)، بل تجاهل الأخطاء وحثه بالتشجيع والدعم الكلامي على المثابرة للنجاح، واستعمال وسيلة >التصحيح الذاتي< ليدرك أخطاءه·
6- استخدام ساعة المنبه خلال حصة الدرس ليدرك مفهوم الزمن بشكل ملموس ولحثه على تنظيم وقته بشكل فعال (مثلا: إنهاء درس التاريخ أولا، نسخ القراءة ثانيا، مراجعة المحفوظات ثالثا، رسم الخريطة لدرس الجغرافيا رابعا،·· الخ)، إن إشراف الأم أو أي شخص مسؤول ضروري في المرحلة الأولى لمساعدة الولد على هذا التنظيم، ويمكن تقليص هذا الإشراف تدريجيا على أن يعتاد الولد على العمل المستقل·
7- تنظيم حياة الطفل اليومية باعتماد روتين مريح وواضح يساعد على الحد من التصرفات العشوائية دون أية قيمة وظيفية، ويوجه نشاطه المفرط ضمن قنوات سلوكية منضبطة·
8- مساعدة الطفل على الوصول إلى استقلالية أكبر في حياته، فالاستقلالية، تساعده على ضبط حركاته، ويجب اتباع سلسلة معينة من الحركات التي تؤدي إلى النتيجة النهائية، من خلال تدريبنا له على الاعتماد على نفسه في مهارات الحياة اليومية، فيتعلم الطفل أن لكل حركة يقوم بها وظيفة معينة، وبالتالي يدرك تدريجيا أهمية ضبط الحركات العشوائىة واستبدالها بالحركة الملائمة التي تقع ضمن تسلسل زمني منطقي يتدرج نحو هدف معين·
9- غالبا ما يعاني هذا الطفل من صعوبة في إدراك الاتجاهات (وراء، أمام، تحت، فوق، يمين، يسار·· الخ)، لذلك فمن الضروري إخضاعه لبرنامج مكثف من التمارين النفسية الحركية على يد اختصاصي في المجال واستشارة معلميه في هذا الموضوع وحثهم على التركيز على نقاط الضعف عند الطفل لتطوير صورة جسدية عنده، إذ إن هذه الصورة وهذا التحديد المكاني السليم هما الركيزتان الأساسيتان اللتان تمهدان لتعلم القراءة والكتابة لاحقا·
10- تأمين التواصل المستمر بين المدرسة والبيت على شكل إقامة مراسلة يومية حول إنجازات الطفل الإيجابية داخل الصف وفي البيت لكي يشعر بالمتابعة الوثيقة بين المعلم وأهله من ناحية الحفز والتشجيع·
11- التأكد من استخدام أسلوب موحد للتعامل معه في المدرسة، أي أنه يجب على جميع المعلمين المشرفين على الولد أن يدركوا حاله ويتعاملوا معه بنفس الطريقة·
12- مساعدة الطفل على بناء علاقات سليمة مع الزملاء في الصف·
13- إعطاء المسؤوليات للولد داخل الصف، وكذلك في البيت·
14- التأكد من أن مقعد الولد في الصف موجود في موقع خال من المثيرات الخارجية التي قد تلهيه على التركيز، ومن المفضل أن يكون قريباً من المعلم·
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
إنضم
19 يناير 2013
المشاركات
38
النقاط
6
الإقامة
الجزائر
احفظ من كتاب الله
6 أجزاء
احب القراءة برواية
رواية ورش عن نافع من طريق الازرق
القارئ المفضل
الحصري
الجنس
أخت
بارك الله فيكم أختي الغالية
حقا موضوعاتك قيمة ومفيدةجدا
سلمكم الله وحفظكم ورعاكم
وأسأل الله عز وجل السلامة والعافية لأبناءنا وأبناء المسلمين عامة
آمين
 
أعلى