سرورة
عضو
- إنضم
- 24 ديسمبر 2012
- المشاركات
- 9
- النقاط
- 1
- الإقامة
- تونس
- احفظ من كتاب الله
- سورة البقرة
- القارئ المفضل
- الشيخ احمد العجمي
اجتهاده في عبادته وجهاده (صلى الله عليه وسلم)
كان أسوة لكل مسلم
1 - كان(صلى الله عليه وسلم) أسوة وقدوة وإمامًا يُقتدى به ؛ لقوله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }(سورة الأحزاب آية : 21 ) ؛ ولهذا { كان(صلى الله عليه وسلم) يصلي حتى تفطَّرت قدماه وانتفخت وورمت ، فقيل له : أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدًا شكورًا } (البخاري تفسير القرآن (4557) ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار (2820) .).
صلاته صلى الله عليه وسلم
2 - وكان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة (البخاري برقم 1147 ، ومسلم برقم 737 ) وكان يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة (مسلم برقم 728 .) وربما صلاها عشر ركعات (البخاري برقم 1172 ، ومسلم برقم 729 .)
وكان يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله (مسلم برقم 719 .)
وكان يطيل صلاة الليل فربما صلى بما يقرب من خمسة أجزاء في الركعة الواحدة (مسلم برقم 772 .)
فكان ورده من الصلاة كل يوم وليلة أكثر من أربعين ركعة منها الفرائض سبع عشر ركعة (كتاب الصلاة لابن القيم ص 140 .) .
صومه صلى الله عليه وسلم
3 - وكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر (مسلم برقم 1160 .)
ويتحرَّى صيام الاثنين والخميس (الترمذي برقم 745 ، والنسائي 4/202 وغيرهما . )
وكان يصوم شعبان إلا قليلًا ، بل كان يصومه كله (البخاري رقم 1969 و1970 ، ومسلم برقم 1156 و1157 .)
ورغَّب في صيام ست من شوال (مسلم برقم 1164 .)
وكان(صلى الله عليه وسلم) يصوم حتى يُقال : لا يفطر ، ويفطر حتى يُقال : لا يصوم (البخاري برقم 1971 ، ومسلم برقم 1156 .)
وما استكمل شهرًا غير رمضان إلا ما كان منه في شعبان ، وكان يصوم يوم عاشوراء (البخاري برقم 2000 – 2007 ، ومسلم برقم 1125 .)
وروي عنه صوم تسع ذي الحجة (النسائي 4/205 ، وأبو داود برقم 2437 ، وأحمد 6/288 ، وانظر : صحيح النسائي رقم 2236 .)
وكان يواصل الصيام اليومين والثلاثة وينهى عن الوصال ، وبيَّن أنه(صلى الله عليه وسلم) ليس كأمته ؛ فإنه يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه (البخاري برقم 1961 - 1964 ومسلم برقم 1102 - 1103 .)
وهذا على الصحيح : ما يجد من لذة العبادة والأنس والراحة وقرة العين بمناجاة الله تعالى ؛ ولهذا قال : { يا بلال أرحنا بالصلاة } (أبو داود الأدب (4985) ، أحمد (5/364) .) وقال : { وجُعِلَتْ قرة عيني في الصلاة } (النسائي 7/61 ، وأحمد 3/128 ، وانظر : صحيح النسائي 3/827 .) .
صدقته صلى الله عليه وسلم
4 - وكان يكثر الصدقة ، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة حينما يلقاه جبريل عليه الصلاة والسلام (البخاري برقم 6 ، ومسلم يرقم 2308 .) ؛ فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ؛ ولهذا أعطى رجلًا غنمًا بين جبلين فرجع الرجل إلى قومه وقال : يا قومي أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة (مسلم 4/1806 ، برقم 2312 .) فكان(صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس ، وأكرم الناس ، وأشجع الناس (البخاري مع الفتح 10/455 ، برقم 6033 ، ومسلم 4/1804 ، برقم 2308 .) وأرحم الناس وأعظمهم تواضعًا ، وعدلًا ، وصبرًا ، ورفقًا ، وأناة ، وعفوًا ، وحلمًا ، وحياءً ، وثباتًا على الحق .
جهاده صلى الله عليه وسلم
5 - وجاهد(صلى الله عليه وسلم) في جميع ميادين الجهاد : جهاد النفس وله أربع مراتب : جهادها على تعلم أمور الدين ، والعمل به ، والدعوة إليه على بصيرة ، والصبر على مشاق الدعوة ، وجهاد الشيطان وله مرتبتان : جهاده على دفع ما يلقي من الشبهات ، ودفع ما يلقي من الشهوات ، وجهاد الكفار وله أربع مراتب : بالقلب ، واللسان ، والمال ، واليد . وجهاد أصحاب الظلم وله ثلاث مراتب : باليد ، ثم باللسان ، ثم بالقلب . فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد ، وأكمل الناس فيها محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه كمَّل مراتب الجهاد كلها ، فكانت ساعاته موقوفة على الجهاد : بقلبه ، ولسانه ، ويده ، وماله ؛ ولهذا كان أرفع العالمين ذكرًا وأعظمهم عند الله قدرًا (زاد المعاد 3/5 ، 10 ، 12 .) . وقد دارت المعارك الحربية بينه وبين أعداء التوحيد ، فكان عدد غزواته التي قادها بنفسه سبعاًٍ وعشرون غزوة ، وقاتل في تسع منها ، أما المعارك التي أرسل جيشها ولم يقدها فيقال لها سرايا فقد بلغت ستًا وخمسين سرية (انظر : شرح النووي 12/95 ، وفتح الباري 7/279 - 281 ، و8/153 .) .
حسن معاملته صلى الله عليه وسلم
6 - وكان(صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس معاملة ، فإذا استسلف سلفًا قضى خيرًا منه ؛ ولهذا : { جاء رجل إلى النبي(صلى الله عليه وسلم) يتقاضاه بعيرًا فأغلظ له في القول ، فَهَّم به أصحابه فقال النبي(صلى الله عليه وسلم) دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا ، فقالوا : يا رسول الله : لا نجد إلا سنًّا هو خير من سنِّه فقال(صلى الله عليه وسلم) أعطوه ، فقال الرجل : أوفيتني أوفاك الله ، فقال(صلى الله عليه وسلم) إن خير عباد الله أحسنهم قضاءً }(البخاري الوكالة (2183) ، مسلم المساقاة (1601) ، أحمد (2/431) .)
{ واشترى من جابر بن عبد الله (رضى الله عنه)بعيرًا ، فلما جاء جابر بالبعير قال له(صلى الله عليه وسلم) أتراني ماكستك ؟ قال : لا يا رسول الله ، فقال : خذ الجمل والثمن } (مسلم المساقاة (715) ، النسائي البيوع (4637) ، أحمد (3/376) .).
خلقه صلى الله عليه وسلم
7 - وكان(صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس خُلُقًا ؛ لأن خُلُقَهُ القرآن ، لقول عائشة رضي الله عنها : { كان خلقه القرآن } (مسلم صلاة المسافرين وقصرها (746) ، النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1601) ، أبو داود الصلاة (1342) ، أحمد (6/54) ، الدارمي الصلاة (1475) .
) ؛ ولهذا قال(صلى الله عليه وسلم) { إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق } (أحمد (2/381) .) .
زهده صلى الله عليه وسلم
8 - وكان(صلى الله عليه وسلم) أزهد الناس في الدنيا ، فقد ثبت عنه(صلى الله عليه وسلم) { أنه اضطجع على الحصير فأثَّر في جنبه ، فدخل عليه عمر ابن الخطاب (رضى الله عنه)ولما استيقظ جعل يمسح جنبه فقال رسول الله : لو اتخذت فراشًا أوثر من هذا ؟ فقال r مالي وللدنيا ، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها } (أحمد (1/301) .). { وقال : لو كان لي مثلُ أُحُدٍ ذهبًا ما يَسُرُّني أن لا يمر عليَّ ثلاثٌ وعندي منه شيء ، إلا شيءٌ أرصُدُهُ لدين } (البخاري في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس (2259) ، مسلم الزكاة (991) ، ابن ماجه الزهد (4132) ، أحمد (2/457) .) . وعن أبي هريرة (رضى الله عنه)قال : { ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض }(البخاري الأطعمة (5059) ، مسلم الزهد والرقائق (2976) ، الترمذي الزهد (2358) ، ابن ماجه الأطعمة (3343) ، أحمد (2/434) .) .
والمقصود أنهم لم يشبعوا ثلاثة أيام بلياليها متوالية ، والظاهر أن سبب عدم شبعهم غالبًا كان بسبب قلة الشيء عندهم على أنهم قد يجدون ولكن يؤثرون على أنفسهم (انظر فتح الباري 9/517 و549 برقم 5374 ، ومن حديث عائشة رضي الله عنها برقم 5416 .) ؛ ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها : { خرج النبي(صلى الله عليه وسلم) من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير } (البخاري مع الفتح 9/549 ، برقم 5414 . ) .
وقالت: { ما أكل آل محمد(صلى الله عليه وسلم) أُكلتين في يوم إلا إحداهما تمر } (البخاري الرقاق (6090) ، مسلم الزهد والرقائق (2971) .) .
وقالت : { إنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أُوقدت في أبيات رسول الله(صلى الله عليه وسلم) نار . فقال عروة : ما كان يقيتكم ؟ قالت : الأسودان : التمر والماء } (البخاري الهبة وفضلها والتحريض عليها (2428) ، مسلم الزهد والرقائق (2972) ، الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2471) ، ابن ماجه الزهد (4145) .) . والمقصود بالهلال الثالث : وهو يُرى عند انقضاء الشهرين . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : { كان فراشُ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) من أدَم وحشوُهُ ليفٌ }(البخاري الرقاق (6091) ، مسلم اللباس والزينة (2082) ، الترمذي اللباس (1761) ، أبو داود اللباس (4146) ، ابن ماجه الزهد (4151) ، أحمد (6/73) .). ومع هذا كان يقول(صلى الله عليه وسلم){ اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتًا } (البخاري مع الفتح 11/283 ، برقم 6460 ، ومسلم برقم 1055 والقوت : هو ما يقوت البدن من غير إسراف وهو معنى الرواية الأخرى عند مسلم " كفافًا " ويكف عن الحاجة ، وقال أهل اللغة : القوت : هو ما يسد الرمق ، وفي الكفاف سلامة من آفات الغنى والفقر جميعًا والله أعلم . الفتح 11/293 ، وشرح النووي 7/152 ، والأبي 3/537 .) .
ورعه صلى الله عليه وسلم
9 - وكان(صلى الله عليه وسلم)من أورع الناس ؛ ولهذا قال : { إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي أو في بيتي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون من الصدقة فَأُلقيها } (مسلم 2/751 ، برقم 1070 .). { وأخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) كَخْ كَخْ ارمِ بها أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة ؟ } (البخاري الزكاة (1420) ، مسلم الزكاة (1069) ، أحمد (2/409) ، الدارمي الزكاة (1642) .) .
توسطه صلى الله عليه وسلم
10 - ومع هذه الأعمال المباركة العظيمة فقد كان(صلى الله عليه وسلم) يقول : { خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يملُّ حتى تملُّوا ، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل } (البخاري الصوم (1869) ، مسلم صلاة المسافرين وقصرها (782) ، النسائي القبلة (762) ، أبو داود الصلاة (1368) ، ابن ماجه الزهد (4238) .) ، وكان آلُ محمد(صلى الله عليه وسلم) إذا عَمِلُوا عملًا أثبتوه . { وكان(صلى الله عليه وسلم)إذا صلى صلاة داوم عليها } (البخاري مع الفتح 4/213 ، برقم 1970 ، وانظر : صحيح البخاري حديث رقم 6461 – 6467 .) . { وقد تقالَّ عبادة النبي(صلى الله عليه وسلم) نفر من أصحابه رضي الله عنهم وقالوا : وأين نحن من النبي(صلى الله عليه وسلم) ؟ وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال بعضهم : أمَّا أنا فأنا أصلي الليل أبدًا ، وقال بعضهم : أنا أصوم ولا أفطر ، وقال بعضهم : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا ( وقال بعضهم : لا آكل اللحم ) فبلغ ذلك النبي(صلى الله عليه وسلم) فجاء إليهم فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني } (البخاري مع الفتح 9/104 ، برقم 5063 ، ومسلم 2/1020 ، برقم 1401 ، وما بين المعكوفين من رواية مسلم .) . والمراد بالسنة الهدي والطريقة لا التي تقابل الفرض ، والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره . ومع هذه الأعمال الجليلة فقد { كان(صلى الله عليه وسلم) يقول : سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل } (البخاري الرقاق (6099) ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار (2818) ، أحمد (6/125) .) . وفي رواية : { سددوا وقاربوا ، واغدوا وروحوا ، وشيءٌ من الدُّلجة ، والقَصْدَ القَصْدَ تبلغوا }(صحيح البخاري كتاب الرقاق (6098) ، سنن النسائي كتاب الإيمان وشرائعه (5034) ، مسند أحمد (2/514) .). { وكان يقول : يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك } (الترمذي 5/238 ، برقم 3522 ، وغيره ، وانظر : صحيح الترمذي 3/171 .) . ويقول : { اللهم مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك } (مسلم القدر (2654) ، أحمد (2/168) .)
الدروس والعبر
1- إن النبي(صلى الله عليه وسلم) قدوة كل مسلم صادق مع الله تعالى في كل أموره ؛ لقوله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } (سورة الأحزاب آية : 21 .) .
2- إن النبي أحسن الناس خَلْقًا ، وخُلُقًا (صلى الله عليه وسلم).
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع