- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
بقلم الشيخ د. رضا بوشامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه دراسة حديثية لحديث مشهور بين الناس قولاً وعملاً، درج على العمل به كثيرٌ من الحريصين على اقتفاء آثار النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، وهو حديث يُروى عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في التأذين في أذن الصبيِّ حين يولد، وورد الحديث من طرق أخرى عن غير أبي رافع، وحديث أبي رافع أقواها إسناداً على ضعفه، وبقية الطرق شديدة الضعف لا تصلح للاعتبار فضلاً عن الاحتجاج، أردت بيانها حتى لا يغترَّ من وقف عليها في كتب الحديث، فيظن أنَّ كثرة طرقه تزيده قوة ليصل إلى درجة الاحتجاج، وقد وقفت على خمسة طرق للحديث مرفوعة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهي كالتالي:
الأول: حديث أبي رافع رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخرجه أبو داود في السنن، كتاب: الأدب، باب: في الصبي يولد فيؤذن في أذنه (5/333) (50105) ـ واللفظ له ـ والترمذي في السنن، كتاب: الأضاحي، باب: الأذان في أذن المولود (4/82) (1514)، وأحمد في المسند (6/9، 391، 392)، وعبد الرزاق في المصنف (4/336)، والطيالسي في المسند (2/273) (1013)، والبزار في المسند (9/325) (3879)، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (رقم:54)، والطبراني في المعجم الكبير (3/30) (2578)، والروياني في المسند (1/455)، وابن حبان في المجروحين (2/128)، والحاكم في المستدرك (3/179)، والقزويني في التدوين في أخبار قزوين (4/1، 179)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/305)، وشعب الإيمان (15/96، 98) (8252، 8253)، وأبو محمد البغوي في شرح السنة (5/60) (2816)، كلهم من طرق عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه رضي الله عنه قال: (( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذَّن في أُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة )).
وقال الترمذي: (( حديث حسن صحيح )).
وقال الحاكم: (( صحيح الإسناد ولم يخرجاه ))، لكن تعقبه الذهبي فقال: (( عاصم ضُعِّفَ )).
وبه أعلّه الحافظ في التلخيص الحبير (4/149) فقال: (( مداره على عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف )).
قلت: ورواه حماد بن شعيب بإسناد آخر عن عاصم، مخالفاً بذلك الثوري، أخرجه من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (1/313) (926)، (3/31) (2579) عن عاصم، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع بلفظ: (( إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أذّن في أُذن الحسن والحسين رضي الله عنهما حين وُلدَا وأمر به )).
فجعل بدل عبيد الله بن أبي رافع عليَّ بن الحسين، وهذا منكر، فشعيب بن حماد الحمَّاني ضعفه غير واحد، ومنهم من قال: (( منكر ))، كما في الميزان (2/119)، واللسان (2/348) ومخالفته للثوري توهن حديثه.
وقال الهيثمي: (( رواه الطبراني في الكبير، وفيه حماد بن شعيب، وهو ضعيف جدًّا )). مجمع الزوائد (4/60).
فحديث أبي رافع مداره على عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي المدني، وهو ضعيف الحديث، وعامة أهل العلم على تضعيفه، وكان مغفَّلاً، حتى قال عنه شعبة بن الحجاج: (( عاصم بن عبيد الله، لو قيل له: مَن بنَى مسجد البصرة؟ لقال: فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم )). المعرفة والتاريخ للفسوي (2/778).
وضعفه ابن معين، وأحمد، والبخاري، وغيرهم، وقال ابن حجر في التقريب: (( ضعيف )).
انظر ترجمته مطولة في : تهذيب الكمال (13/500 ـ 506).
فالحاصل من هذا كلِّه أنَّ حديث أبي رافع ضعيف، من أجل عاصم بن عبيد الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه دراسة حديثية لحديث مشهور بين الناس قولاً وعملاً، درج على العمل به كثيرٌ من الحريصين على اقتفاء آثار النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، وهو حديث يُروى عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في التأذين في أذن الصبيِّ حين يولد، وورد الحديث من طرق أخرى عن غير أبي رافع، وحديث أبي رافع أقواها إسناداً على ضعفه، وبقية الطرق شديدة الضعف لا تصلح للاعتبار فضلاً عن الاحتجاج، أردت بيانها حتى لا يغترَّ من وقف عليها في كتب الحديث، فيظن أنَّ كثرة طرقه تزيده قوة ليصل إلى درجة الاحتجاج، وقد وقفت على خمسة طرق للحديث مرفوعة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهي كالتالي:
الأول: حديث أبي رافع رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخرجه أبو داود في السنن، كتاب: الأدب، باب: في الصبي يولد فيؤذن في أذنه (5/333) (50105) ـ واللفظ له ـ والترمذي في السنن، كتاب: الأضاحي، باب: الأذان في أذن المولود (4/82) (1514)، وأحمد في المسند (6/9، 391، 392)، وعبد الرزاق في المصنف (4/336)، والطيالسي في المسند (2/273) (1013)، والبزار في المسند (9/325) (3879)، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (رقم:54)، والطبراني في المعجم الكبير (3/30) (2578)، والروياني في المسند (1/455)، وابن حبان في المجروحين (2/128)، والحاكم في المستدرك (3/179)، والقزويني في التدوين في أخبار قزوين (4/1، 179)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/305)، وشعب الإيمان (15/96، 98) (8252، 8253)، وأبو محمد البغوي في شرح السنة (5/60) (2816)، كلهم من طرق عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه رضي الله عنه قال: (( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذَّن في أُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة )).
وقال الترمذي: (( حديث حسن صحيح )).
وقال الحاكم: (( صحيح الإسناد ولم يخرجاه ))، لكن تعقبه الذهبي فقال: (( عاصم ضُعِّفَ )).
وبه أعلّه الحافظ في التلخيص الحبير (4/149) فقال: (( مداره على عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف )).
قلت: ورواه حماد بن شعيب بإسناد آخر عن عاصم، مخالفاً بذلك الثوري، أخرجه من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (1/313) (926)، (3/31) (2579) عن عاصم، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع بلفظ: (( إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أذّن في أُذن الحسن والحسين رضي الله عنهما حين وُلدَا وأمر به )).
فجعل بدل عبيد الله بن أبي رافع عليَّ بن الحسين، وهذا منكر، فشعيب بن حماد الحمَّاني ضعفه غير واحد، ومنهم من قال: (( منكر ))، كما في الميزان (2/119)، واللسان (2/348) ومخالفته للثوري توهن حديثه.
وقال الهيثمي: (( رواه الطبراني في الكبير، وفيه حماد بن شعيب، وهو ضعيف جدًّا )). مجمع الزوائد (4/60).
فحديث أبي رافع مداره على عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي المدني، وهو ضعيف الحديث، وعامة أهل العلم على تضعيفه، وكان مغفَّلاً، حتى قال عنه شعبة بن الحجاج: (( عاصم بن عبيد الله، لو قيل له: مَن بنَى مسجد البصرة؟ لقال: فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم )). المعرفة والتاريخ للفسوي (2/778).
وضعفه ابن معين، وأحمد، والبخاري، وغيرهم، وقال ابن حجر في التقريب: (( ضعيف )).
انظر ترجمته مطولة في : تهذيب الكمال (13/500 ـ 506).
فالحاصل من هذا كلِّه أنَّ حديث أبي رافع ضعيف، من أجل عاصم بن عبيد الله.
الطريق الثاني: حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما.
أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند (6/180) (6747)،وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (رقم:8619)، وابن عدي في الكامل (7/198)، وابن بشران في الأمالي (1/211) (490)، والبيهقي في الشعب (15/99) (8254)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/280، 281) من طريق يحيى بن العلاء، عن مروان بن سالم، عن طلحة بن عبيد الله العُقيلي، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعاً: (( من وُلد له مولودٌ فأَذَّن في أُذنه اليُمنى وأقام في اليسرى لم تضرَّه أمُّ الصبيان )).
وضعَّف البيهقيُّ إسناده.
وقال البوصيري: (( هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يحيى بن العلاء )). إتحاف الخيرة المهرة (7/91).
وقال الهيثمي: (( رواه أبو يعلى وفيه مروان بن سالم الغفاري، وهو متروك )). مجمع الزوائد (4/59).
قلت: وإسناده موضوع، آفته يحيى بن العلاء، ومروان بن سالم.
أما يحيى بن العلاء فضعفه غيرُ واحد، وقال أحمد: (( كذاب يضع الحديث )).
وقال ابن معين: (( ليس بثقة ))، وقال عنه الحافظ: (( رمي بالوضع )).
انظر: تاريخ الدوري (2/651)، وتهذيب الكمال (31/486).
وأما مروان بن سالم، قال عنه أحمد والنسائي: (( ليس بثقة )).
ورماه أبو عروبة الحراني، والساجي بوضع الحديث، وقال الدارقطني وغيره: (( متروك ))، وقال الحافظ: (( متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع )).
انظر: تهذيب الكمال (27/393).
لذا حكم الشيخ الألباني رحمه الله على هذا الحديث بالوضع، فأورده في الضعيفة (برقم: 321).
الطريق الثالث: حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (15/101) (8255) من طريق محمد بن يونس، حدَّثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي، حدَّثنا القاسم بن مطيب، عن منصور بن صفية، عن أبي معبد، عن ابن عباس رضي الله عنهما: (( أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أذَّن في أُذن الحسن بن علي يوم وُلد، فأذن في اليمنى، وأقام في اليسرى )).
وضَعَّفَ إسناده البيهقي.
قلت: وهذا إسنادٌ ضعيف جدًّا، له ثلاث آفات:
الأولى: محمد بن يونس الكديمي، اتَّهمه أبو داود والدارقطني وغيرهما بالكذب، وقال عنه الحافظ: (( ضعيف )). انظر: تهذيب الكمال (27/66 ـ 80).
الثانية: شيخه الحسن بن عمرو بن سيف، قال عنه الإمام البخاري: (( كذاب )). التاريخ الكبير (2/299).
وقال أبو أحمد الحاكم: (( متروك )). تهذيب الكمال (6/287)، وكذا قال ابن حجر في التقريب.
الثالثة: القاسم بن مُطيَّب فيه لين كما في التقريب.
وقد أورد الشيخ الألباني حديث ابن عباس شاهداً لحديث أبي رافع، وحسَّن به الحديث في الإرواء (4/400)، وأحال على الضعيفة (رقم:321)، وقال هناك: (( فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن، بحيث إنَّه يصلح شاهداً لحديث [أبي] رافع، والله أعلم، فإذا كان كذلك فهو شاهد للتأذين، فإنَّه الذي ورد في حديث أبي رافع، وأما الإقامة فهي غريبة، والله أعلم )).
قال هذا الشيخ قبل أن يطَّلع على إسناد حديث ابن عباس عند البيهقي في الشعب، متابعاً في ذلك ابنَ القيم والبيهقي في تساهلهما حيث وصفا الحديث بالضعف فقط، وهو شديد الضعف كما سبق، ثم رجع الشيخ الألباني عن قوله في الطبعة الثانية للضعيفة، وقال: (( وأقول الآن وقد طُبع (الشعب): إنَّه لا يصلح شاهداً؛ لأنَّ فيه كذاباً ومتروكاً، فعجبت من البيهقي ثم ابن القيم كيف اقتصرا على تضعيفه، حتى كدتُّ أن أجزم بصلاحيته للاستشهاد، فرأيت من الواجب التنبيه على ذلك وتخريجه فيما يأتي (6121) )). اهـ.
يتبع ...
</b>
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع