أبو منار عصام
مشرف
- إنضم
- 23 يونيو 2011
- المشاركات
- 2,069
- النقاط
- 38
- الإقامة
- مصر
- احفظ من كتاب الله
- القرآن كاملا
- احب القراءة برواية
- حفص
- القارئ المفضل
- الشيخ محمود خليل الحصري
- الجنس
- أخ
[font="]" الإخلاص في الدين والسبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة [/font]"
[font="]فضيلة الشيخ / محمد علي عبد الرحيم[/font]
* * * * * * * * *
[font="]تعريف بالراوي : [/font]
[font="]اختلفوا في اسم أبي هريرة واسم أبيه اختلافًا كبيرًا ، وروى ابن حجر في الإصابة ، نقلا عن ابن إسحاق : قال أبو هريرة : كان اسمى في الجاهلية عبد شمس بن صخر ، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن ز وكنيت أبا هريرة ، لأني وجدت هرة فحملتها في كمي . فقيل لي أبو هريرة . وهو أكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال محمد بن حزم : احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلثمائة حديث . وروى عنه أكثر من ثمانمائة من أهل العلم من الصحابة والتابعين ، كما قال البخاري رحمه الله تعالى . وكان أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للحديث وذلك أنه كان أكثرهم صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على شبع بطنه . فكانت يده مع يده ، يدور معه حيث دار إلى أن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولذلك كثر حديثه .[/font]
[font="]وأخرج البخاري في الصحيح عن سعيد المقبُرى - بضم الباء - عن أبي هريرة قال : " يا رسول الله : من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : (لقد ظننت ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك . لما رأيت من حرصك على الحديث ) ".[/font]
[font="]وكان إسلامه عام خيبر . أي في السنة السابعة من الهجرة . وقدم المدينة مهاجرًا من قبيلة دوس . وسكن الصفة .[/font]
[font="]وقوة حفظه للحديث تأتي مما أخرجه البخاري عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة : "قلت يا رسول الله : إن لأسمع منك حديثًا أنساه . فقال : أبسط رداءك . فبسطته ثم قال : (ضمه إلى صدرك) فضممته فما نسيت حديثًا بعد " . [/font]
[font="]وفي الصحيح عن الأعرج ، قال أبو هريرة : " إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني . وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق . وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم (زراعاتهم) فحضرت مع النبي صلى الله عليه وسلم مجلسًا فقال : (من يبسط رداءه حتى أفضى مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئًا مما سمعه ) فبسطت بردة على حتى قضى حديثه ثم قبضتها إلى . فوالذي نفسي بيده ما نسيت شيئًا سمعته منه بعد " .أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي .[/font]
[font="]قال أبو هريرة : قدمت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ، وسنى لا تزيد على الثلاثين فأقمت حتى مات ، وأدور معه وأخدمه وأغذو معه ، وأحج . فكنت أعلم الناس بحديثه . وكانوا يعرفون لزومي له ، فيسألونني عن حديثه . منهم عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير . ولا والله لا يخفى عليَّ كل حديث كان بالمدينة .[/font]
[font="]مات رضي الله عنه سنة ثمان وخمسين . وهو ابن ثمان وسبعين سنة .[/font]
[font="]المفردات :[/font]
[font="]* يظلهم الله :[/font][font="] يدخلهم في ظل رحمته .[/font]
[font="]* يوم لا ظل إلا ظله :[/font][font="] لا رحمة إلا رحمته يوم القيامة ، ولا يوجد ظل يوم القيامة إلا ظله .[/font]
[font="]* الإمام :[/font][font="] كل حاكم أو رئيس له سلطة كالوزير والمدير والعمدة والمحافظ الخ .[/font]
[font="]* العادل :[/font][font="] يعدل بين الرعية ، ويتبع أوامر ربه . ولا يحجب نفسه عن رعيته .[/font]
[font="]* رجل قلبه معلق بالمساجد :[/font][font="] كناية عن تردده على المسجد في أوقات الصلاة ، لحرصه على الجماعة .[/font]
[font="]* ذكر الله :[/font][font="] بقلبه ولسانه .[/font]
[font="]* فاضت عيناه :[/font][font="] بالدموع من خشية الله تعالى .[/font]
[font="]* ذات منصب :[/font][font="] بكسر الصاد أي ذات أصل وشرف وكلمتها مسموعة .[/font]
[font="]* تصدق :[/font][font="] بصدقة تطوع - لأن الزكاة المفروضة يسن إظهارها .[/font]
[font="]* فأخفاها :[/font][font="] كتمها عن الناس .[/font]
[font="]المعنى : [/font]
[font="]يوم القيامة ، يوم عظيم الكرب ، شديد الخطب ، يوم يشيب فيه الولدان ، يوم لا يجزى والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا ، يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه . [/font]
[font="]في هذا اليوم يتجلى الله تعالى برحمته على فريق من عباده ، يظلهم الله في ظله ، ويتغمدهم برحمته ، فلا تعمى عليهم الأنباء ، ولا يحزنهم الفزع الأكبر ، ويكونون في أمان من الخوف ، ويدخلهم الله في رحمته مع عباده الصالحين .[/font]
[font="]والحديث الشريف اشتمل على صفات سبعة من عباد الله المخلصين الذين يجنبهم أهوال الساعة ، وعذاب الآخرة[/font][font="] .[/font]
[font="]الأول : الإمام العادل :[/font]
[font="]وهو كل حاكم أو رئيس أو مدير ، تولى شئون المسلمين ، فسار بينهم بالعدل ، وأفسح صدره للمظلوم وانتصف له من الظالم ، وسار على العدل بين الناس لا يروج في سوقه الرياء والمداهنة ، ولا يتقرب إليه إلا بالإخلاص في العمل ، حتى يطمئن كل واحد على نفسه وماله .[/font]
[font="]يرعى مصالح رعيته ومرءوسيه ، فيرفع شأنهم ، ويعمل على رفعتهم ، قد أخذ الناس بالجادة وسلوك الطريق المستقيم ، من غير إفراط ولا تفريط وسوى بينهم في الحقوق والواجبات .[/font]
[font="]أخذ نفسه بكتاب الله ، واحتكم إلى شريعته ، فأحل ما أحل الله ، وحرم ما حرم الله . وجعل هذه الشريعة دستورًا بينه وبين رعيته .[/font]
[font="]يحيط نفسه ببطانة صالحة ، يخلصون له المشورة ، ويقفون في وجه الباطل ، ويبصرونه بالسبيل الأقوم .[/font]
[font="]ويدخل في ذلك كل من ولى من أمور الناس شيئًا ، فبر وعدل ، وكرؤساء المصالح والهيئات والمؤسسات .[/font]
[font="]فعليهم أن يستهدوا في كل أمورهم بكتاب الله تعالى ، يحقون الحق ، ويبطلون الباطل . وأني لهم ذلك إلا إذا كانوا على هدى وتقى ، معتصمين بكتاب الله ، وملتزمين سنة نبي الهدى صلى الله عليه وسلم .[/font]
[font="]لذلك كان المدير أو الرئيس العادل ، الذي لم يفتنه مركزه ، ولا جنده ، ولا سيطرته على المال والعباد - كان على رأس قائمة من يظلهم الله يوم القيامة في ظله ، يوم لا ظل إلا ظله .[/font]
[font="]الثاني : الشاب الناشئ في طاعة الله تعالى :[/font]
[font="]وهو الشاب الذي لم يفتنه شبابه ، ولا قوته ولا نشاطه ، فشب على الإيمان ، والتزم تقوى الله تعالى ، وانصرف عن اللهو واللعب ، وكل ما يغضب ربه ، فلم تجرفه التمثيليات الخليعة ، ولا الأغاني الوضيعة ولم تستحوذ عليه شهوة ، ولم تفتنه المغريات ، ولم يخضع لدافع الطيش والهوى .[/font]
[font="]فنشأ على طاعة الله تعالى ، وتعاون على البر والتقوى ، لا يكون في مكان حيث نهاه الله ، بل يكون في مكان حيث أمر الله . مراقبًا ربه في سره وعلانيته سلمت عقيدته ، وصح دينه ، فلقى ربه يوم القيامة بقلب سليم .[/font]
[font="]الثالث : رجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه :[/font]
[font="]وهذا قد استنار قلبه بالإيمان ، ويستحضر عظمة ربه في كل أموره ، فعرف ربه ، وعبده على قدر معرفته لله . فإذا خلا إلى نفسه تذكر جبروت الله وبطشه بالعصاة والمذنبين ، وجمع بين الخوف من الله تعالى ، والرجاء فيه ، فتذكر رحمته وإحسانه بأهل الطاعة الإخلاص ، فاغرورقت عيناه بالدموع خوفًا وطمعًا ، خوفًا من عذاب الله وعقابه ، وطمعًا في رحمته وثوابه .[/font]
[font="]فاضت عيناه بدون مخادعة أمام الناس ، ولكن في خلاء عن تأثر بالرغبة والرهبة .[/font]
[font="]الرابع : رجل قلبه معلق بالمساجد :[/font]
[font="]وهو الذي لا يشغله عن صلاة الجماعة في المسجد شاغل ، فيسرع إليه متى حان وقت الصلاة ، وتراه دائم التضرع لله عز وجل ، تجافي عن حب الدنيا وشهواتها ، ففر منها إلى بيوت الله تعالى ومجتمع المسلمين ، ومناط وحدتهم ، والتئام كلمتهم ، تراه ينصرف من صلاة الجماعة بالمسجد ، وينشغل بالصلاة التالية ، لحرصه على أدائها في جماعة كما شرع الله ، لا كما شرع الناس لأنفسهم ، فلا يأتون المساجد إلا يوم الجمعة ، لما أفتاهم علماؤهم أن صلاة الجماعة سنة . ومن ثم ينظر إليها كثير من المسلمين على أنها عمل اختياري ، يؤدى كيف شاء ، في المنزل أو في المتجر ، بدون عذر شرعي ، وتراه يسمع النداء ولا عذر له فلا يجيب . فخاب المسكين وخسر . وقد ورد في الحديث الشريف أن من سمع النداء ولم يجب فلا صلاة له . أي لا ثواب له في صلاته .[/font]
[font="]وقد قال الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [/font][font="]([/font]18[font="] [/font][font="]: التوبة) [/font][font="]والمقصود من عمارة المساجد قيام صلاة الجماعة بها .[/font]
[font="]ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لعبد الله بن أم مكتوم (الأعمى) أن يتخلف عن الجماعة . فسأله : هل تسمع النداء ؟ قال : نعم . قال صلى الله عليه وسلم : لا أجد لك رخصة . إذن أجب .[/font]
[font="]وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب . ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها . ثم آمر رجلاً فيؤم الناس . ثم أخالف إلى رجال تخلفوا عن الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم " متفق عليه .[/font]
[font="]وإذا كان الدين قد شدد على الجماعة ، فقد أباح للمعذور أن يتخلف عنها كالمريض والمسافر .[/font]
[font="]والرجل الحريص على الجماعة ، وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم ، بأن قلبه معلق بالمساجد ، لا يشغله عن صلاة الجماعة شاغل مهما عظم شأنه ، ليأنس بطاعة الله تعالى . ومن ثم كان من السبعة الممتازين من الأمة .[/font]
[font="]الخامس : رجلان تحابا في الله :[/font]
[font="]فتمكنت منهما روابط المحبة الخالصة لله تعالى ، بعيدة عن منافع الدنيا ، وشوائب النفاق . لا يزيدهما مرور الأيام إلا توثيق المودة وتأكيدها . يجتمعان على طاعة الله تعالى ، ويفترقان عليها ، سرهما وجهرهما سواء ، لا يطمع أحدهما في الآخر لعرض زائل ، أو متاع من الدنيا قليل .[/font]
[font="]السادس : رجل تحصن قلبه بالتقوى :[/font]
[font="]وتمكن الإيمان من جوارحه ، جاءته امرأة فاتنة ذات جمال رائع ، وتوفرت لديها دواعي الغي والعصيان . فإذا اجتمع لديها الحسب والمال والجمال ، والمنصب الرفيع كانت فتنتها لذوي النفوس المريضة أشد .[/font]
[font="]ولكن أني لها مع رجل يخشى الله ويتقيه ، فأبى أن يلبى نداءها خوفًا من الله وبطشه بالعصاة والمجرمين . فآثر رضوان الله تعالى على فتنة من أشد الفتن ، وقال إني أخاف الله . فأمنه الله يوم القيامة .[/font]
[font="]السابع : رجل منحه الله مالاً :[/font]
[font="]فسلطه على هلكته في الحق ، يعين ذوى الحاجات ، ويفرج كربات المكروبين ، يبتغي بذلك رضاء الله تعالى ، بعيدًا عن الرياء وحب الثناء .[/font]
[font="]يكاد حرصه على الصدقة أن يخفيها إخفاء بحيث لا تعلم يده اليسرى ما فعلت يمينه ، فهو بهذه الصدقة الخالصة يتجنب إشادة الناس بذكره ، لا يبتغي منهم جزاء ولا شكورًا .[/font]
[font="]هؤلاء السبعة قد بلغوا في الإخلاص لله وعلو الهمة ، ما يكفل لهم عند الله أن يحفظهم يوم الفزع الأكبر ، وأن ينشر الله عليهم جناج رحمته ، وظلال عنايته . جعلنا الله منهم .[/font]
[font="]وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .[/font]
[font="]محمد علي عبد الرحيم[/font]
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع