أبو التراب
مشرفة
- إنضم
- 22 ديسمبر 2013
- المشاركات
- 316
- النقاط
- 16
- الإقامة
- في أرض الله
- الموقع الالكتروني
- www.mohammedfarag.com
- احفظ من كتاب الله
- عشرون جزء
- احب القراءة برواية
- حفص عن عاصم من طريق المصباح
- القارئ المفضل
- القدماء
- الجنس
- field631
الحمد لله القائل: (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة: 183، والصلاة والسلام على من قال:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعــــــــــــــد
فالصيام عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى الله، وذلك بترك الشهوات والملذات والمباحات من شراب وطعام ونكاح وغيره. وهو من العبادات الجلية التي يقدم فيها المسلم رضا مولاه على طلب شهوته وهواه.
اعلم أن في الصوم خصية ليست في غيره، وهي إضافته إلى الله عز وجل حيث يقول سبحانه: " كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به " متفق عليه. وكفى بهذه الإضافة شرفاً، كما شرف البيت بإضافته إليه في قوله: ( وطهر بيتي ) الحج: 26 .
وإنما فضل الصوم لمعنيين:
أحدهما: أنه سر وعمل باطن، لا يراه الخلق ولا يدخله رياء.
الثاني: أنه قهر لعدو الله،لأن وسيلة العدو الشهوات، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب، وما دامت أرض الشهوات مخصبة، فالشياطين يترددون إلى ذلك المرعى، ويترك الشهوات تضيق عليهم المسالك. وفي الصوم أخبار كثيرة تدل على فضله وهي مشهورة.
من فضائل الصيام
1ـ الصوم مغفرة للذنوب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه. وهذا بشرط أن تُجتنب الكبائر من الذنوب، فالكبائر لا يكفَّرها إلا التوبة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مُكفرات ما بينهن إذا اجتُنِبت الكبائر" رواه مسلم.
2ـ الصوم جنة من النار ووقاية من الشهوات:
عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الصوم جُنَّه، يُستجن بها العبد من النار" رواه الطبراني، وقال أيضا " من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله وجهه من النار سبعين خريفاً " متفق عليه.
قلت: سبحان الله كل هذا الفضل العظيم يُدرك بصيام يوم واحد، فكيف بمن صام شهر رمضان، وصام الأيام الفاضلة في سائر العام؟!
وكذلك الصيام حماية ووقاية من الوقوع في الشهوات، لذلك أرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو الناصح الشفيق الشباب العاجز عن الزواج بالصيام، فقال:" يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" متفق عليه
3ـ الصوم شفاعة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربّ، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه. قال: فيشفعان " رواه أحمد
4ـ الصوم إدراك للباب:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن في الجنة باباً يُقال له الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد " متفق عليه.
5ـ الصوم فرحة للصائم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه " متفق عليه.
قلت: فرحة عند فطره وذلك بعد أن من الله عليه بإكمال الصيام وإباحة ما كان عليه محرماً من الأكل والشرب وغيره.
وفرحة عند لقاء ربه، وذلك إذا وجد ثواب الصيام مُدخراً له عند ربه.
6ـ الصوم يطيب الفم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفس محمدٍ بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" متفق عليه.
قلت: إن تلك الرائحة المستقذرة الكريهة عند الناس بسبب خلو المعدة من الطعام محبوبة إلى رب الناس تبارك وتعالى، بل هي أفضل وأطيب من رائحة المسك الذي يحبه الناس.
فصل: في سنن الصوم:
قال: "صاحب المنهاج عليه رحمة الله العزيز الوهاب"
يستحب السحور، وتأخيره، وتعجيل الفطر، وأن يفطر على التمر. ويستحب الجود في رمضان، وفعل المعروف، وكثرة الصدقة، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويستحب دراسة القرآن، والاعتكاف في رمضان، لاسيما في العشر الأواخر، وزيادة الاجتهاد فيه. وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر( يعني الأخير ) شدَّ مئزره، وأحيا الليل، وأيقظ أهله " متفق عليه.
وذكر العلماء في معنى " شد المئزر " وجهين:
أحدهما: أنه الإعراض عن النساء.
والثاني: أنه كناية عن الجد والتشمير في العمل.
قالوا: وكان سبب اجتهاده في العشر طلب ليلة القدر.
بيان أسرار الصيام وآدابه:
واعلم رحمني الله وإياك بأن للصوم ثلاث مراتب:
صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص.
1ـ فأمَّا صوم العموم: فهو كف البطن والفَرْج عن قضاء الشهوة.
2ـ وأما صوم الخصوص: فهو كفي النظر، واللسان،واليد، والرجل، والسمع ،والبصر، وسائر الجوارح عن الآثام.
3ـ وأما خصوص الخصوص: فهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة، والأفكار المبعدة عن الله تعالى، وكفه عما سوى الله تعالى بالكلية.
من آداب صوم الخصوص:
غض البصر، وحفظ اللسان عما يؤذي من كلام محرَّم أو مكروه، أو ما لا يفيد، وحراسة باقي الجوارح. وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري.
ومن آدابه:
إلا يمتلىء من الطعام في الليل، بل يأكل بمقدار، فانه ما ملأ ابن آدم وعاءً منه شراً من بطنه" ومتى شبع أول الليل لم ينتفع بنفسه في باقيه، وكذلك إذا شبع وقت السحر لم ينتفع بنفسه إلى قريب من الظهر، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور، ثم يفوت المقصود من الصيام بكثرة الأكل، لأن المراد منه أن يذوق طعم الجوع، ويكون تاركاً للمشتهى.
صوم التطوع:
فاعلم أن استحباب الصوم يتأكد في الأيام الفاضلة، وفواضل الأيام بعضها يوجد في كل سنة، كصيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، وكصيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء، وعشر ذي الحجة، والمحرَّم. وبعضها يتكرر في كل شهر، كأوله وأوسطه وآخره، فمن صام أول الشهر وأوسطه وآخره فقد أحسن. غير أن الأفضل أن يجعل الثلاثة أيام البيض. وبعضها يتكرر في كل أسبوع، وهو يوم الاثنين ويوم الخميس . وأفضل صوم التطوع صوم داود عليه السلام، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً،
وذلك يجمع الثلاثة معان:
أحدها: أن النفس تعطي يوم الفطر حظها، وتستوفي في يوم الصوم تعبدها، وفي ذلك جمع بين ما لها وما عليها، وهو العدل.
الثاني: أن يوم الأكل يوم شكر، ويوم الصوم يوم صبر، والإيمان نصفان شكر وصبر.
والثالث: أنه أشق على النفس في المجاهدة، لأنها كلما أنست بحالة نقلت عنها.
فأما صوم الدهر:
فقد افرد مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه سال النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف بمن يصوم الدهر كله؟ فقال: " لا صام ولا أفطر أو لم يصم ولم يفطر " رواه مسلم .
وهذا محمول على سرد الصوم في الأيام المنهي عن صيامها، فأما إذا أفطر يومي العيدين وأيام التشريق فلا بأس بذلك. فقد روي عن هشام بن عروة رحمه الله أن أباه كان يسرد الصوم، وكانت عائشة رضي الله عنها تسرد. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: سرد أبو طلحة الصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين عاماً
تقريظ:
واعلم: أن من رزق فطنة، علم المقصود بالصوم، فحمل نفسه قدر ما لا يعجزه عما هو أفضل منه. فقد كان ابن مسعود قليل الصوم، وكان يقولك إذا صمت ضعفت عن الصلاة، وأنا أختار الصلاة على الصوم. وكان بعضهم إذا صام ضعف عن قراءة القرآن، فكان يكثر الفطر حتى يقدر على التلاوة، وكل إنسان أعلم بحاله وما يصلحه.
هذا.والله أعلم
موقع الشيخ / محمد فرج الأصفر
http://www.mohammedfarag.com/play.php?catsmktba=8077
وبعــــــــــــــد
فالصيام عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى الله، وذلك بترك الشهوات والملذات والمباحات من شراب وطعام ونكاح وغيره. وهو من العبادات الجلية التي يقدم فيها المسلم رضا مولاه على طلب شهوته وهواه.
اعلم أن في الصوم خصية ليست في غيره، وهي إضافته إلى الله عز وجل حيث يقول سبحانه: " كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به " متفق عليه. وكفى بهذه الإضافة شرفاً، كما شرف البيت بإضافته إليه في قوله: ( وطهر بيتي ) الحج: 26 .
وإنما فضل الصوم لمعنيين:
أحدهما: أنه سر وعمل باطن، لا يراه الخلق ولا يدخله رياء.
الثاني: أنه قهر لعدو الله،لأن وسيلة العدو الشهوات، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب، وما دامت أرض الشهوات مخصبة، فالشياطين يترددون إلى ذلك المرعى، ويترك الشهوات تضيق عليهم المسالك. وفي الصوم أخبار كثيرة تدل على فضله وهي مشهورة.
من فضائل الصيام
1ـ الصوم مغفرة للذنوب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه. وهذا بشرط أن تُجتنب الكبائر من الذنوب، فالكبائر لا يكفَّرها إلا التوبة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مُكفرات ما بينهن إذا اجتُنِبت الكبائر" رواه مسلم.
2ـ الصوم جنة من النار ووقاية من الشهوات:
عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الصوم جُنَّه، يُستجن بها العبد من النار" رواه الطبراني، وقال أيضا " من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله وجهه من النار سبعين خريفاً " متفق عليه.
قلت: سبحان الله كل هذا الفضل العظيم يُدرك بصيام يوم واحد، فكيف بمن صام شهر رمضان، وصام الأيام الفاضلة في سائر العام؟!
وكذلك الصيام حماية ووقاية من الوقوع في الشهوات، لذلك أرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو الناصح الشفيق الشباب العاجز عن الزواج بالصيام، فقال:" يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" متفق عليه
3ـ الصوم شفاعة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربّ، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه. قال: فيشفعان " رواه أحمد
4ـ الصوم إدراك للباب:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن في الجنة باباً يُقال له الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد " متفق عليه.
5ـ الصوم فرحة للصائم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه " متفق عليه.
قلت: فرحة عند فطره وذلك بعد أن من الله عليه بإكمال الصيام وإباحة ما كان عليه محرماً من الأكل والشرب وغيره.
وفرحة عند لقاء ربه، وذلك إذا وجد ثواب الصيام مُدخراً له عند ربه.
6ـ الصوم يطيب الفم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفس محمدٍ بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" متفق عليه.
قلت: إن تلك الرائحة المستقذرة الكريهة عند الناس بسبب خلو المعدة من الطعام محبوبة إلى رب الناس تبارك وتعالى، بل هي أفضل وأطيب من رائحة المسك الذي يحبه الناس.
فصل: في سنن الصوم:
قال: "صاحب المنهاج عليه رحمة الله العزيز الوهاب"
يستحب السحور، وتأخيره، وتعجيل الفطر، وأن يفطر على التمر. ويستحب الجود في رمضان، وفعل المعروف، وكثرة الصدقة، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويستحب دراسة القرآن، والاعتكاف في رمضان، لاسيما في العشر الأواخر، وزيادة الاجتهاد فيه. وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر( يعني الأخير ) شدَّ مئزره، وأحيا الليل، وأيقظ أهله " متفق عليه.
وذكر العلماء في معنى " شد المئزر " وجهين:
أحدهما: أنه الإعراض عن النساء.
والثاني: أنه كناية عن الجد والتشمير في العمل.
قالوا: وكان سبب اجتهاده في العشر طلب ليلة القدر.
بيان أسرار الصيام وآدابه:
واعلم رحمني الله وإياك بأن للصوم ثلاث مراتب:
صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص.
1ـ فأمَّا صوم العموم: فهو كف البطن والفَرْج عن قضاء الشهوة.
2ـ وأما صوم الخصوص: فهو كفي النظر، واللسان،واليد، والرجل، والسمع ،والبصر، وسائر الجوارح عن الآثام.
3ـ وأما خصوص الخصوص: فهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة، والأفكار المبعدة عن الله تعالى، وكفه عما سوى الله تعالى بالكلية.
من آداب صوم الخصوص:
غض البصر، وحفظ اللسان عما يؤذي من كلام محرَّم أو مكروه، أو ما لا يفيد، وحراسة باقي الجوارح. وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري.
ومن آدابه:
إلا يمتلىء من الطعام في الليل، بل يأكل بمقدار، فانه ما ملأ ابن آدم وعاءً منه شراً من بطنه" ومتى شبع أول الليل لم ينتفع بنفسه في باقيه، وكذلك إذا شبع وقت السحر لم ينتفع بنفسه إلى قريب من الظهر، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور، ثم يفوت المقصود من الصيام بكثرة الأكل، لأن المراد منه أن يذوق طعم الجوع، ويكون تاركاً للمشتهى.
صوم التطوع:
فاعلم أن استحباب الصوم يتأكد في الأيام الفاضلة، وفواضل الأيام بعضها يوجد في كل سنة، كصيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، وكصيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء، وعشر ذي الحجة، والمحرَّم. وبعضها يتكرر في كل شهر، كأوله وأوسطه وآخره، فمن صام أول الشهر وأوسطه وآخره فقد أحسن. غير أن الأفضل أن يجعل الثلاثة أيام البيض. وبعضها يتكرر في كل أسبوع، وهو يوم الاثنين ويوم الخميس . وأفضل صوم التطوع صوم داود عليه السلام، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً،
وذلك يجمع الثلاثة معان:
أحدها: أن النفس تعطي يوم الفطر حظها، وتستوفي في يوم الصوم تعبدها، وفي ذلك جمع بين ما لها وما عليها، وهو العدل.
الثاني: أن يوم الأكل يوم شكر، ويوم الصوم يوم صبر، والإيمان نصفان شكر وصبر.
والثالث: أنه أشق على النفس في المجاهدة، لأنها كلما أنست بحالة نقلت عنها.
فأما صوم الدهر:
فقد افرد مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه سال النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف بمن يصوم الدهر كله؟ فقال: " لا صام ولا أفطر أو لم يصم ولم يفطر " رواه مسلم .
وهذا محمول على سرد الصوم في الأيام المنهي عن صيامها، فأما إذا أفطر يومي العيدين وأيام التشريق فلا بأس بذلك. فقد روي عن هشام بن عروة رحمه الله أن أباه كان يسرد الصوم، وكانت عائشة رضي الله عنها تسرد. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: سرد أبو طلحة الصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين عاماً
تقريظ:
واعلم: أن من رزق فطنة، علم المقصود بالصوم، فحمل نفسه قدر ما لا يعجزه عما هو أفضل منه. فقد كان ابن مسعود قليل الصوم، وكان يقولك إذا صمت ضعفت عن الصلاة، وأنا أختار الصلاة على الصوم. وكان بعضهم إذا صام ضعف عن قراءة القرآن، فكان يكثر الفطر حتى يقدر على التلاوة، وكل إنسان أعلم بحاله وما يصلحه.
هذا.والله أعلم
موقع الشيخ / محمد فرج الأصفر
http://www.mohammedfarag.com/play.php?catsmktba=8077
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع