الضبط لعلمي الرسم والضبط لعبد الله بن سليمان بن جدود

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
p

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

يقول أفقر العبيد إلى مولاه، الغني به عمن سواه، المعتز به، المنتمي إلى حزبه، عبد الله بن سليمان بن جدود (العباد) كان الله لهم ولجميع المسلمين وليًا ونصيرًا.

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين، وإياه نعبد وإياه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأشياعه، وعلى أصحابه وأتباعه، على الصراط المستقيم وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد فإن والدنا المذكور ـ لازال في حبور مغمورا بكل الخيور ـ قد عرض علي أن أضع شرحا على نظم العلامة الشيخ / الطالب عبد الله بن الشيخ محمد الأمين بن فال بن عبد الله بن سيد الوافي الجكني نسبا البوصادي منشئا الشنقيطي إقليما في علمي الرسم والضبط، يوضح عباراته، ويترجم إشاراته، مختصرا غير مقصر مخل، ولا مسهب ممل، وفقا لما به الأخذ في محظرتنا (محظرة أهل داداه) نظرا لكثرة دارسي هذا النظم، وحاجتهم إلى شرح له واف كاف، إذ لا يوجد له شرح كامل، فانتدبت لما أمر به الوالد الكريم، مستعينا بالله العظيم، ولم يثنني عن ذلك أن كنت أعزل، إذ على تعالى المتكل والمعول.

وسميته (الضبط لعلمي الرسم والضبط).

وكنت بادئ أمري أنوي أن أجعل بعد كل فقرة منه تلخيصا لما فيها، وأضيف إلى ذلك ما ناسب من النكت والتعليقات، وأن أجعل له مقدمة من عدة فصول تشتمل على أمور لا يليق بطالب هذا العلم جهلها مثل كتابة الوحي زمنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبيان أول من جمع القرآن بين دفتين، وذكر سبب ذلك، والنهج الذي سلكه كاتبوه، وأبين أن منهجهم ذلك توقيفي يجب اتباعه، وأبين ما يوافق قواعد الخط العربي من ذلك، وما يخالفها، ثم أتطرق إلى الضبط ومراحله التي مر بها،

ثم أعرف بالناظم ونظمه، ولكن عدلت عن ذلك كله، مرجحا أن أجرده من كل ما لم يشر له الناظم، ثم أضعه بين أيدي الطلبة ونصب أعينهم، ليطلعوني على رأيهم فيه، وليختاروا ما يناسب أن يلحق به من ذلك، ليكون ذلك أحرى بمصادفة أكبر قدر ممكن من رغباتهم.

أما في الشرح نفسه فقد آثرت أسلوب التوضيح واستعمال العبارة المتداولة بين المعلم والمتعلم، وإن كنت في بعض الأحيان أغمص عليها عاميتها.

وقد أتجوز في بعض المصطلحات إذا فهمت المقاصد الصحيحة، وإذا أحسست باللبس محصتها منه، وقد أكتفي بتفسيرها بالعبارة الأصح.

وإذا عرفت - أيها الدارس والمطالع لهذا النظم - أن صاحبه أراد أن يحصر هذا العلم في أبيات قلائل بأشمل عبارة، وأخصر إشارة، ولو لم تفهم إلا بترجمانها، وأنه غير مكتوف اليدين بالقوانين النحوية والقواعد الصرفية وغيرها مما يمكن أن يحقق هدفه دونه، وعرفت أن مراده قد حصل، انتفعت به ونفعت، واسترحت من ورطة محاصرته عند كل لفظة من غير جدوى، ولذا ترى صغار الطلبة أكثر انتفاعا به من غيرهم.

وأني أحرص دائما على أن لا أخرج عن الموضوع بما لا يزيد إيضاحا في حل ألفاظ الناظم، وأتحاشى جلب الخلافات إلا النزر القليل الذي لا غنى عنه، وأحاول الحصر في التمثيل الذي يمكن حصره، وقد أنص على الحصر، وأسوق بعض الأنظام شواهد، وتركت الكثير منها لعدم الحاجة إليه حسب ما يبدو لي.

ومهما كان من أمر فإنني مقتنع بأن تأليفا مثل هذا لن يكون في متناول الجميع وقصارى ما يبلغ أنه يعين المدرس المفتقر إليه، وحذاق الطلبة.

وما علي إلا أن أتضرع إلى الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، صائبا لهدفه النبيل.

وقد اعتمدت – بعد عون الله تعالى وتوفيقه - على ما تلقيته قراءة واستماعا من شيخنا الرباني العلامة الشيخ يحيى بن الشيخ سيد المختار بن الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيدي الكبير الأبياري.

وعلى ما نقل لي عن شيخنا الرباني العلامة الشيخ عبد الله بن سيد محمد بن سيدي الملقب (الداه) ابن أحمد محمود الملقب (داداه) الأبياري.

رضي الله تعالى عن الجميع وأرضاه، وجازاهم عن الإسلام والمسلمين أحسن وأوفى مجازاة.

وعلى ما يتحصل لدي من مذاكرة ومناقشة مع زملائي التلاميذ.

هذا بالإضافة إلى العون والإرشاد المستمرين الذين وفرهما لي السيدان الفاضلان: أخي الشيخ محمد سيديا بن سليمان بن جدود والشيخ سيدي بن عبد الرحمن بن محمد بن الشيخ سيد المختار بن الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيدي الكبير، كان الله تعالى للجميع الولي النصير.

أما المراجع التي كنت أرجع إليها عند الحاجة فهي على النحو التالي:

1. شرح للناظم (مخطوط) ليس فيه بابا الحملة والضبط، والأبيات السبعة فيما يشدد من الياء والواو

2. طرة على النظم عموما غير الأيبات الأربعة عشر المعروفة بشرح الحملة، لا أعرف مؤلفها.

3. مجموعة جمة من الأمثلة، كأنها إملاء مدرس، تبدأ من باب المعتل (أي الإمالة) وتنتهي بانتهاء باب الفصل والوصل.

4. شرح لباب الضبط فقط للشيخ محمد العاقب بن مايابى الجكني.

5. مورد الظمآن للعلامة الخراز.

6. فتح المنان شرح مورد الظمآن للعلامة ابن عاشر.

7. الجوهر المنظم، وشرحه، كلاهما لأحمد بن أحمد بابا الحاجي.

8. كشف العمى، وشرحه رشف اللمى كلاهما للشيخ محمد العاقب الآنف الذكر، وقد قال فيه: إنه ناسج على منوال صاحبنا في التأليف، وتابع أثره في التصنيف.

9. بعض مؤلفات علامة هذا الفن وإمام عصره المحقق الشيخ/ محمد عبد الودود بن عبد الملك بن حَمَّيْه الأبياري.

10. النشر في القراءات العشر للعلامة الجزري، وهو الذي عليه غالب اعتمادي فيما أشير إليه من القراءات.

هذا وليعلم أن الرسم والضبط عندنا وفق قراءة الإمام أبي رؤيم نافع بن عبد الرحمن المدني، إذ هي المقروء بها هنا في الغرب الإسلامي عموما، وقد أخذتها -ولله الحمد والشكر - بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيخنا يحيى بن الشيخ سيد المختار عن الشيخ عبد الله بن داداه عن محمد عبد الودود بن حميه - سبق ذكر هم - عن المرابط عبد الفتاح بن سيد محمد عن سيد بن سيد أحمد التركزيين عن محمد أحيد عن والده عبد الرحمن بن محمد طالب المسومي عن سليمان بن المهاجر عن الطالب أحمد بن محمد رار (بترقيق الرائيين) عن سيد محمد بن محمد بن عبد الله عن سيد عبد الله بن أبي بكر (الأربعة نتواجيويون) عن سيدي أحمد الحبيب بن محمد بن صالح الفلالي اللمطي... إلى آخر السند المعروف في بلادنا.

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يرحم السلف، وأن يبارك في الخلف، ويوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه، ويجعلنا ممن تولاه واصطفاه، وحقق له في الدارين مرتجاه، وأن يجعل كل تصرفاتنا مبرورة مقبولة، مفعولة كانت أو مقولة.



كتبه جامعه أبو عبد الرحمن عبد الله بن سليمان بن جدود الأبياري

في أبي تلميت – موريتانيا-

20 شهر القرآن 1411 هـ

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
مقدمة الناظم

بسم الله الرحمن الرحيم

( الحمد) الثناء بالجميل من أجل إسداء الجميل، وهو من حيث الملك والاستحقاق والاختصاص (لله) تعالى، فهو مالك الحمد كله، وهو المستحق للحمد المطلق على كل حال، في حال السراء وحال الضراء، وهو المختص بالحمد الأكمل، لا نحصي ثناء عليه هو كما أثناء على نفسه بنفسه.

ثم وصف الناظم ربنا سبحانه بما يتضمن براعة الاستهلال فقال (الذي رسم...) فالذي نعت للفظ الجلالة و"رسم " مفعول مقدم و"ضبطه" معطوف عليه، و"علمنا" هو العامل فيه، والمعنى: الحمد لله الذي علمنا رسم كتابه أي القرآن وعلمنا ضبطه (بلا عتاب) أي بلا مشقة عظيمة، ذلك من مصداق قول الله تعالى ﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر﴾ القمر

وبراعة الاستهلال هي: أن يذكر المتكلم في مستهل كلامه ما يشعر بمضمون اللاحق من كلامه.

(ثم الصلاة) وهي الرحمة المقرونة بالتعظيم أو ثناء الله على العبد في الملأ الأعلى، (والسلام) الأمان من الله تعالى (الأسمى) الأعلى والأتم (حسب) عدد (ما في اللوح) المحفوظ (حرفا واسما) أي من حرف واسم (على النبي العربي) المنسوب إلى العرب (طه) قيل إنه من أسمائه صلى الله عليه وسلم (من) أي الذي (المعالي) ما يكسب الشرف (كلها) توكيد (أعطاها) بالإسناد إلى النائب، وقد أتى به على لغة طائية تقلب حرف العلة ألفا بعد الحركة مطلقا. وفي بعض النسخ (معطاها) على صيغة اسم المفعول.

(وأستعين) أي أطلب العون من (الله في نظم) ذي (اختصار) قليل الألفاظ كثير المعاني (للرسم والضبط بصدق) فيما آتي به منهما (وانحصار) لهما فيه (لكي يكن للمبتدين تبصره) أي يبصرهم في هذا العلم، ولو قال: " يكون للمبتدئين تبصره " لكان أولى ليسلم الفعل من الجزم بلا جازم. (و) يكون (للشيوخ الحافظين تذكره) يذكرهم بما قد عرفوه من هذا العلم (سميته بالمحتوي) من احتوى الشيء جمعه وأحاط به، وأظهر الجر على الياء وشددها، وذلك جائز في النظم. (الجامع) نعت مؤكد (رسم الصحابة وضبط التابع) أي التابعين، لأن أل فيه جنسية.

والرسم الاصطلاحي ويقال العثماني هو ما أثبته الصحابة رضي الله تعالى عنهم في كتابتهم للمصحف الذي أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه بكتابته وتفريق نسخه على الأمصار وإعدام ما سواها مما كان موجودا بأيدي الناس.

والضبط الاصطلاحي ما ألحقه التابعون وتابعوهم، وهو قسمان:

القسم الأول ما حذفه الصحابة رضي الله تعالى عنهم من ألف وواو وياء ونون عند كتابتهم للمصحف، وقال ابن عاشر في شرح المورد - وتبعه صاحب الجوهر في شرحه، وابن مايابى - قالوا: إن هذا الحذف على ثلاثة أقسام :

أولها الحذف للإشارة إلى قراءة، وسأنبه -إن شاء الله تعالى - على كل كلمة كان الحذف فيها من هذا القبيل في موضعها.

وثانيها الحذف للاختصار، ذلك كالحذف في التثنية وجمعي التصحيح ومنتهى الجموع والأعلام، وقد يكون الحذف في بعض هذه المواضع للإشارة إلى قراءة.

وثالثها حذف الاقتصار، وذلك في الكلمات التي حصل فيها الحذف في موضع من غير إشارة لقراءة مع عدم حصوله في نظائرها في مواضع أخر.

وقال صاحب الجوهر في شرحه: " ولذلك أشرنا في المبين بقولنا :

وكلما حذف للرســـام *** يأتي على ثلاثة أقســـام

إشارة كطيف أو أسـارى *** تفدوهم تزور مع سكــارى

ولاختصار كيقومان ومـا *** كالعالمين قانتات رسـمــا

وما للاقتصار كالقهــار *** وفالق الحب مع الغفـــار

وفي تمثيله بفالق الحب على القسم الأخير نظر، لأن حذفها للإشارة إلى قراءة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

والقسم الثاني مما ألحقه التابعون وتابعوهم هو أشياء لم تكن موجودة أصلا في الخط العربي، لاستغنائهم عنها باستقامة ألسنتهم في لغتهم سليقة، وذلك كالهمز ونقط الإعجام وعلامات الحركات والسكون، وسبب إلحاق الجميع هو خشيتهم لأن يتطرق التحريف إلى القرآن بفساد ألسنة الجيل الناشئ، لما خالطهم الأعاجم.

تنبيهان: الأول إذا قلت " شيخنا " وأتبعت ذلك بدعاء مشتمل على الترضي فالمعني بذلك شيخنا الشيخ يحيى رضي الله تعالى عنه وأرضاه وأطال بقاءه في أمان ومعافاه.

وإذا قلت "شيخنا" وأتبعت ذلك بدعاء مشتمل على الترحم فالمعني بذلك شيخنا الشيخ عبد الله بن داداه رحمه الله تعالى وجازاه عن الإسلام والمسلمين أحسن مجازاه.

الثاني: قولنا كلمة محذوفة أو ثابتة تحوز مصطلح عليه، إذ المحذوف أو الثابت إنما هو ألفها.

(باب حذف الألف )

والمقصود هنا الألف الماد في وسط الكلمة، وقد أحصاه في ثلاثة أقسام وهي القواعد والحروف وجمع النظائر.

فأما القواعد فهي الثلاث المعروفة عند أهل الرسم: قاعدة جمع المذكر السالم، وقاعدة جمع المؤنث السالم، وقاعدة التثنية.

وأما الحروف فالمقصود بها الحروف الممدودة بالألفات المحذوفة، في غير ما شملته القواعد الثلاث، وقد ذكر الناظم كلمات كل حرف على حدة، مرتبا حروف المعجم حسب ترتيب المغاربة، وهو متفق مع ترتيب المشارقة من أول الحروف إلى الزاي، ثم بعد الزاي عند الغاربة الطاء والظاء والكاف واللام والميم والنون والصاد والضاد والعين والغين والفاء والقاف والسين والشين والهاء والواو والياء.

وأما جمع النظائر فهو مجموعات كلمات مخصوصة، كل مجموعة منها تجمعها نسبة التوافق في شرط الحذف أو التضاد فيه.

وهذا القسم مما انفرد به صاحبنا - حسب علمي - طلبا منه للاختصار، والفرق بينه وبين القواعد أن الحذف في القواعد ينسحب على كل كلمة دخلت في حد إحداها، والحذف في جمع النظائر إنما ينسحب على الكلمات المنصوص عليها بقيدها المذكور لا غير.

والناظم لم يبعد جمع النظائر عن قسم الحروف، وذلك أنه ذكره فيها استطرادا، بأن رصد كل أول كلمة يمر بها من كل مجموعة منه بحسب حرفها الممدود، فيذكرها في ذلك الحرف، ويذكر معها نظائرها التي تجمعها معها نسبة واحدة، ثم هكذا، مثال ذلك جمع النظائر الذي يجمعه اشتراط ميم الجمع فيه أول كلمة منه " رهبنهم " من حرف الباء فقد ذكرها فيه ثم ذكر معها نظائرها.

وقد قدم الناظم القواعد، وقدم منها قاعدة جمع المذكر السالم، وتعرف لدى الطلاب بقاعدة " للنون " فقال:

( للنون) اللام بمعنى "عند" أي عند اجتماع النون (الاخرى) أي الأخيرة مع الألف في كلمة و( افتح) أي بشرط أن تكون تلك النون مفتوحة كائنة (ورا)ء أحد حرفي (وي) الواو والياء، حال كونه (مد) ما قبله و(لم تبدأ) تلك الكلمة بأحد حرفي (تي) التاء والياء الذين لم يسبقا بالتعريف، وكان ذلك (في) كلمة تدل على (الجمع) وقوله: (واحذفنه) مقدم رتبة، لذلك ساغ جعل الواو قبله، أي واحذف الألف بالشروط المتقدمة.

والحاصل أن الألف يحذف بهذه القاعدة بشروط هي :

1 - أن يكون آخر الكلمة نونا مفتوحة.

2- أن يكون قبل النون واو أو ياء ماد لما قبله.

3 - أن لا تكون الكلمة مبدوءة بتاء أو ياء غير مسبوقين بأل التعريف.

4 - أن تكون الكلمة دالة على الجمع.

فتتوفر شروط الحذف في نحو: العـبدون الركعون السجدون الربنيون الخرصون أكلون سمعون

وفي نحو: العلمين والصدقين والخشعين والحفظين والذكرين بخزنين التوبين التبعين ثمنين ثلثين

وليس في هذه القاعدة كلمة ممالة محذوفة الألف إلا كلمة واحدة، وهي: الكفرين.

واعلم أن الحذف فيما كان ممالا هو أن يحذف الألف والياء معا.

فإن فقد أحد الشروط المتقدمة أثبت الألف نحو: والخنازير، إذ ليس آخرها نون، ونحو: يبايعونك، ينادونك، ينادونهم، ونحو: ينادون، لا يتناهون، فتعالين، ونحو: يالمون كما تالمون ياكلون أتامرون عند ورش، إذ الجميع بادئ بتي، والنون في الثلاث الأول ليست أخيرة، وحرف وي في الثلاث الأواسط غير ماد.

وينبه الصبيان إلى أن " ومنا دون ذلك " ليست من القاعدة، لأن " منا " كلمة و"دون " كلمة.

ويحذف مما أوله أحد حرفي "تي " إحدى عشرة كلمة ستذكر في الحروف في محالها إن شاء الله تعالى، وقد نظمتها بقولي:

واستثنين من " تي " يجادلونـا ثم يضاهـون يسارعونــا

يجــاهـدون يتخـافتـونا تظاهرون يتلاومونــــا

يخادعـون ويقـــاتَلـونا يستاخرون ويقاتِلونــــا

ثـم بتـا ويتنـازعـــونا والكلَ في الحروف يَذكُرونـا

ثم استثنى من هذه القاعدة قسمين وخمس كلمات منصوصة، توفرت فيها شورط الحذف لكن أثبتت فقال: ما (لم يهمز) اللفظ الذي فيه الألف من هذه القاعدة، والمهموز هو ما توالى فيه الألف والهمزة سواء أيهما كان الأول، قال بعضهم:

والشرط في المهموز أن يكونا ألفه بهمزه مقرونـــا

فإن كان الألف هو الأول فنحو: قائمون دائمون قائلون طائعين والسائلين.

وإن كان الهمز هو الأول فنوعان:

ظاهر الهمز، نحو: ءامنون لآكلون ءاخذين

خفي الهمز وقد جمعه بعضهم بقوله :

مهموزنا الخفي في للاكلين * والاثمين الافلين الاخرين *

والامرون عدها والامنين

وإنما يخفى الهمز في رواية ورش الذي ينقل حركة الهمز إلى لام أل، وأما في رواية قالون وغيره فالهمز ظاهر.

ويقال للصبيان إن قاعدة "للنون " ليست فيها مدة لام محذوفة إلا في أربعة ألفاظ، وقد نظمتها بقولي:

ومدة اللام على يقيــــن ثابتة إن تك في " للنــون

إلا ثلاثين ولابثيــــنـا واللاعنون ثم لاعبيـــنا

ولا يرد على هذا "يتلاومون" لأنها لم تدخل في حد القاعدة أصلا، لابتدائها بتي، وإنما حذفت فيما حذف من حرف اللام.

فإن لم يتوال الألف والهمز لم تكن الكلمة من المهموز، فتبقى حينئذ على حذفها، نحو: خاسئين أكالون للأوابين.

ثم أشار لأولى الكلمات الخمس الثابتة بقوله: (حوار) أي قال الحواريون، وإذ أوحيت إلى الحواريين، كما قال عيسى ابن مريم للحواريين.

والثانية (مالئ) أي فمالئون منها البطون. والثالثة (من خاظئين) أي إنك كنت من الخاطئين وقال نسوة، في سورة يوسف وقيدها بقوله: " من " احترازا مما ليس معه لفظ "من" نحو: إنا كنا خاطئين، وإن كنا لخاطئين، لا يأكله إلا الخاطئون.

وأشار لثاني القسمين الثابتين بقوله: وما لم يكن اللفظ مثل (فاعين) أو فاعون في الحركات وعدد الأحرف، وذلك كل كلمة أحرفها خمسة، ثلاثة منها مقروءة، واثنان مادان، ولا عبرة بالزائد قبلها من التعريف أو الباء واللام، ولا عبرة بتشديد حرف أو حرفين منها، نحو: بادون، عالين والعافين والناهون بضارين حافين العادين الصافون الضالين الضالون لضالون.

وأشار لرابعة الكلمات الخمس الثابتة بقوله (جبار) أي إن فيها قوما جبارين، وإذا بطشتم بطشتم جبارين.

وأشار للخامسة بقوله: (بطول داخرين) أي داخرين التي في سورة الطول [ غافر ] وهي: إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين، بخلاف: وكل ءاتوه داخرين، سجدا لله وهم داخرون، قل نعم أنتم داخرون.

ثم استثنى ثلاث كلمات من " المهموز " وأربعا من " فاعين " فرجعت للقاعدة الكبرى " للنون " فصارت محذوفة فقال: و(لا) تثبت من المهموز (جمع) اسم الفاعل من (تاب) أي: التائبون العابدون. ولا من (صام) أي: والصائمين والصائمات. ولا من (ساح) أي: السائحون الراكعون.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
ولا تثبت من "فاعين" (صابون) كيفما وردت، نحو: والصابون والنصارى، والنصارى والصابين. ولا (طغين) التي فيها (يا)ء نحو: بل كنتم قوما طاغين، وإن للطاغين لشر مئاب، قالوا يويلنا إنا كنا طاغين، للطاغين مئابا، بخلاف بل هم قوم طاغون، أم هم قوم طاغون.

ولا تثبت (غاوين ذبح) أي التي في سورة الذبيح [الصافات] وهي: فأغوينكم إنا كنا غاوين، بخلاف فكان من الغاوين، وبرزت الجحيم للغاوين، فكبكبوا فيها هم والغاوون. ولا تثبت (راعون) في الموضعين.

تنبيهات: الأول: إنما يكون لفظ "صابين" على وزن فاعين في قراءة نافع، وأما في قراءة غيره من السبعة فهو داخل في القاعدة الكبرى "للنون" لأنهم يقرؤونه بالهمز " الصابئون الصابئين".

الثاني: المهموز هو جمع فاعل من مهموز العين أو معتلها، وفاعين جمع فاعل من معتل اللام أو مضعفه.

الثالث: تحذف بهذه القاعدة خمس وعشرون ومائة كلمة [ 125 ] أولها "رب العالمين " وآخرها "ولا أنتم عابدون".

القاعدة الثانية:

وهي في جمع المؤنث ذي الألفين أو الألف قال: (في جمع الانثى) أو المؤنث ذي (التا)ء (اضمم اكسر) أي المضمومة أو المكسورة حال كونها (أخرى) كلمة حقيقة أو حكما بأن كان بعد التاء ضمير، ثم إن كلمات هذه القاعدة تنقسم إلى فسمين: الأول: ما كان منها فيه ألفان، فيحذفان بلا قيد، نحو: فالصلحت قنتت حفظت متجورت وخلتكم، ونحو: والقنتت والصدقت والصبرت والخشعت والصئمت والحفظت والذكرت والذريت فالحملت فالجريت قنتت تئبت عبدت سئحت خلتكم.

والقسم الثاني ما كان منها فيه ألف واحد، متصل بالياء قبلها، فيحذف بأحد شرطين: فالأول منهما أن يكون قبل الألف أكثر من حرفين، ولا عبرة بأل التعريف، وإليه أشار بقوله: (أو حرفين زد) أي وزد حرفين بثالث فصاعدا قبل الألف، نحو: خيرت المؤمنت والمؤتفكت مسلمت ثيبت فالموريت فتيتكم نفقتهم ذريتهم ذريتنا أمهتهم إن أمهتهم.

والشرط الثاني أن يكون قبل الألف حرفان، ثانيهما مشدد، وإليه أشار بقوله: (واشدد) أي ويشرط تشديد، الثاني إذا لم يكن فبل الألف إلا حرفان، نحو: جنت مرت عمتكم، ولا يوجد غيرها، قال بعضهم:

واشدد لفرد كلها مرات عماتكم وسائر الجنـــات

وقوله: (لفرد) بيان لمحل اشتراط هذين الشرطين، أي يشترط لحذف الألف الفرد في كلمات هذه القاعدة وجود أحد هذين الشرطين، إضافة إلى الشروط المتقدمة، وهي كون الكلمة جمع مؤنث وآخرها تاء مضمومة أو مكسورة.

فإن فقد أحد الشروط ثبت الألف، نحو: هيهات، منساته، إذ ليستا جمعا، مع أنهما مفتوحتا التاء، ونحو: وخشعت الأصوات، أشتاتا، إذ ليستا جمع مؤنث، وأخراهما مفتوحة التاء، ونحو: فانفروا ثبات، إذ ليس قبل الألف إلا حرفان، ثانيهما مخفف، وكذلك من نبات، الممات ومماتهم، إن صلاتي، عن صلاتهم، صلاته وتسبيحه، لأنها ليست جموعا، وبعضها مفتوح التاء.

وينبه الصبيان الذين يقرؤون برواية ورش على أن كلا من " ننسها نات، لقاءنا ايت " كلمتان، وكذلك " لا يات بخير، لا ياتيه الباطل، لا ياتيكما طعام، فلفظ "لا" فيهن حرف نفي، وما بعده أفعال.

وقوله: (واحذف) مقدم رتبة أي واحذف الألفين أو الألف بالشروط المذكورة.

وفي مفهوم القاعدة الثابت ومنطوقها المحذوف استثناءات، أما ما استثني من مفهومها الثابت فحذف فهو لفظان، أشار الناظم إلى الأول منهما عاطفا على ما يحذف بقوله: (أو بنات) أي واحذف لفظ "البنات" في ثلاثة مواضع، الأول في (نحل) أي سورة النحل: ويجعلون لله البنت سبحنه. والثاني في (طور) أي سورة الطور: أم له البنت ولكم البنون. والثالث في (أنعام) أي سورة الأنعام: وخرقوا له بنين وبنت بغير علم سبحنه.

وأما لفظ "البنات" في غير المواضع الثلاثة فثابت نحو: وبنات الأخ وبنات الأخت، وبنات عمك وبنات عمتك وبنات خالك وبنات خلتك، أم اتخذ مما يخلق بنات، وبناتك ونساء المؤمنين، أصطفى البنات على البنين.

وأما اللفظ الثاني المحذوف المستثنى من مفهوم القاعدة الثابت فقد أشار إليه بقوله: (أولات) نحو: وأولت الأحمال، فإن كن أولت حمل.

هذا إذا لم يعتد بالواو الزائدة بين الهمزة واللام، أما إذا اعتد بها فالألف حينئذ قبله ثلاثة أحرف، فيكون مستوفيا لشروط الحذف.

وأما ما استثني من منطوقها المحذوف فصار ثابتا فهو على قسمين، القسم الأول: ما كان فيه ألف واحد، وهو خمسة ألفاظ، أشار للثلاثة الأول منها بقوله: (لا فرد ضس) أي لا تحذف الألف الفرد الماد لواحد من حرفي " ضس " فالضاد في لفظين، وهما: في روضات الجنات، مرضات الله، وهذا اللفظ ليس جمعا، لكنه يذكر للمبتدئين، والسين في لفظ واحد، وهو: في أيام نحسات.

وليس في القرآن كلمة من هذه القاعدة فيها ألف واحد يمد ضادا أو سينا غير ما استثني لذلك صح إطلاق الناظم رحمه الله تعالى.

واللفظ الرابع (جنات شورى) أي: في روضات الجنات لهم ما يشاءون، في سورة الشورى. واللفظ الخامس: (السيئات) حيث ورد، نحو: عملوا السيئات ثم تابوا، ويتجاوز عن سيئاتهم، يبدل الله سيئاتهم حسنت.

والقسم الثاني مما استثني من منطوق القاعدة هو ما كان فيه ألفان، وهما إما أن يكونا ثابتين، وإما أن يكون الأول منهما ثابتا، والثاني محذوفا، وإما أن يكون الأول محذوفا، والثاني ثابتا، فيثبتان جميعا في لفظ واحد، وهو "ءاياتنا" التي آخرها "نا" في موضعين أشار للأول منهما بقوله: (ءاياتنا ولو) أي "ءاياتنا" التي في ثمن ولو يعجل الله للناس الشر، وهي: وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينت قال الذين لا يرجون لقاءنا. وأشار للموضع الثاني بقوله: (وما) أي "ءاياتنا" التي في ثمن وما كان الناس إلا أمة واحدة، وهي: إذا لهم مكر في ءاياتنا قل الله أسرع مكرا.

ويثبت الأول فقط، ويبقى الثاني محذوفا في خمسة ألفاظ، الأول منها لفظ "الآيات" سوى "ءاياتنا" في الموضعين المتقدمين، وذلك هو معنى قوله: (أولى سواه) أي لا تحذف الألف الأولى مما سوى ما ذكر من لفظ "الآيات" نحو: أو كذب بآيته إنه لا يفلح المجرمون، كذلك نفصل الآيت لقوم يتفكرون، ءايت بينت، بآيت الله، ولا تشتروا بآيتي، ولقد أريته ءايتنا، يتلوا عليهم ءايتك، ويريكم ءايته وهم عن ءايتها معرضون.

(و) اللفظ الثاني مما يثبت فيه الألف الأول فقط هو: وقدور (راسيت)، والثالث: وأخر (يابست)، والرابع: (باسقاه) أي والنخل باسقت.

وقد صوب شيخنا - رحمه الله تعالى - شطر هذا البيت بقوله:

.................... وراسيات يابس باسق تلاه

وذلك ليسلم من الوقف على التاء بالهاء

والخامس: (رسالة العقود) أي: فما بلغت رسالته في سورة العقود "المائدة"، وهي في النظم بالأفراد، وعليه رسمت، إشارة لمن يقرؤها كذلك. وأما ما سواها من لفظها فمحذوف الألفين، نحو: إلا بلغا من الله ورسلته، الذين يبلغون رسلت الله، أبلغكم رسلت ربي.

ويثبت الألف الثاني فقط في لفظ واحد، أشار إليه بقوله: (أو ثاني السما قضى) أي ولا تحذف الألف الثاني من ألفي جمع السماء الذي قبله لفظ "قضى" أي: فقضيهن سبع سموات في يومين، في سورة "فصلت".

وأما ما سواها من لفظها فمحذوف الألفين، نحو: فسويهن سبع سموت، خلق السموت.

وقد استحسن شيخنا - رحمه الله وجزاه أحسن مجازاه - أن يكون هذا البيت هكذا :

رسالة العقود والسما قضـى ثان وحذف يل كسر النون ضـا

وذلك ليكون روي البيت غير ألف. وقوله: "يل كسر" بدل قول الناظم: "قبل كسر" أراد به تبيين قيد سأنبه عليه في محله إن شاء الله تعالى.

تنبيه: يحذف بهذه القاعدة خمسة عشر ومائة لفظ (115) بعضها يتكرر، سبعة وستون (67) منها فيها ألفان، وثمانية وأربعون (48) منها فيها ألف واحد، هذا بالإضافة إلى الألفاظ الخمسة التي يثبت أول ألفيها، ويحذف الثاني، و"سموات" التي بعكس ذلك، و"أولت" و"بنات" في المواضع الثلاثة.

وأول كلمة تحذف بهذه القاعدة هي "في ظلمت" وآخر كلمة هي "النفثت".



القاعدة الثالثة:

وهي - في الأصل - في تثنية الأسماء، وكذلك الأفعال التي فيها ألف التثنية، إلا أن الناظم - رحمه الله تعالى - قال إنه يريد شمول كل كلمة استوفت الشروط الآتية، تسهيلا على الصبيان.

قال الناظم - رحمه الله تعالى -: (وحذف) الألف الواقع (قبل كسر النون) أي النون المكسورة (ضا)ء أي ظهر واشتهر، وذلك بشروط: الأول: أن يكون الألف مواليا للنون قبلها، وذلك هو المقصود من التصويب المذكور آنفا. والثاني: أن تكون النون (أخرى) كلمة حقيقة. الثالث: أن تكون (بلا تنوين) أي غير منونة. والرابع: أن لا يكون الألف ممالا.

فالذي استوفى الشروط نحو: قال رجلن، إن هذان لسحران، يوم التقى الجمعن، يتلقى المتلقين، ودخل معه السجن فتين، الأولين فيقسن، وما يعلمن من أحد، يخصفن عليهما، إذ يحكمن في الحرث، ولا تتبعن.

ويحذف بهذه القاعدة مما ليس تثنية أصلا، لكنه استوفى شروط الحذف نحو: على الإنسن، من الأوثن، كيد الشيطان.

فإن كان في الكلمة ألفان فلا يحذف بهذه القاعدة إلا ثانيهما الموالي للنون، نحو: نضاختن، إلا إذا ذكر حذف الأول في باب الحروف، نحو: برهنن على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.

فإن فقد أحد الشروط المتقدمة ثبت الألف، نحو: قنوان، صنوان، وجفان، لوجود التنوين، ونحو: وقد هدين، لإمالة الألف عند ورش.

ولا أطيل هنا بذكر المحترزات لوضوحها.

ثم استثنى مما توفرت فيه شروط الحذف فقال: (إلا) تسعة ألفاظ:

الأول: (بلسان) قومه، وكذلك: على لسان داود. وقد صوبه سيخنا- رحمه الله تعالى - بقوله: " إلا في لسان" لئلا يتوهم أن المقصود هو المثال الأول فقط، للنص عليه. قال بعضهم :

لفظ اللسان ليس منه أحمر * إلا الذي بين الحنوك يذكر

والمقصود بالحمرة هنا الحذف، وذلك لأن الألفات المحذوفة في الرسم تلحق في الضبط بالمداد الأحمر - على ما سيأتي - فكان الطلاب يعبرون عن الكلمة المحذوفة بالحمراء، وعن الثابت بالكحلاء.

اللفظ الثاني: (الاذقان) أي: يخرون للأذقان، فهي إلى الأذقان.

والثالث: (فرقان) أي: يوم الفرقان، وبينت من الهدى والفرقان.

وأشار للرابع إلى الثامن بقوله: (و) إلا (ذا) أي ألفا مصاحبا لواحد من أحرف (أبزه) بأن كان مادا له، فأراد بالهمزة لفظ " القرآن " حيث ورد مجرورا، وبالباء تكذبان، والرهبان، وبالزاي الميزان، وبالهاء كالدهان.

فإن كان في الكلمة واحد من الأحرف المذكورة غير ممدود بألف القاعدة فالحذف، نحو: مبسوطتن، زوجن، هذان.

(و) تاسع الألفاظ المستثناة هو: ألم (يان) للذين آمنوا، وإنما يحتاج لذكر هذا اللفظ على رواية ورش - كما هو جلي-.

تنبيهان: الأول: هذه المستثنيات ليس شيء منها داخل في أصل القاعدة إلا " تكذبان" فكان يصح الاستغناء عنها، لكن الناظم ذكرها جميعا لما سبق التنبيه عليه من أنه لا يقصر القاعدة على التثنية فقط.

الثاني: يحذف بهذه القاعدة أربعة وأربعون لفظا (44) أولها "وما يعلمن"

وآخرها " نضاختن ".




 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
باب الحروف



( الهمزة) المقصود هنا ذكر الألف المحذوف بعد الهمزة، وهكذا يقال في بقية عناوين الحروف.

ويحذف من حرف الهمزة خمسة ألفاظ: الأول (قرآنا أولى) سورة (يوسف) وهي: إنا أنزلنه قرءنا عربيا لعلكم تعقلون، وقرآنا الأولى في سورة (الزخرف) وهي: إنا جعلنه قرءنا عربيا لعلكم تعقلون، ولا يوجد في السورتين لفظ القرآن منونا غيرهما.

وأما ما سوى هاتين الكلمتين من لفظ القرآن فثابت نحو: بما أوحينا إليك هذا القرآن، لولا نزل هذا القرآن، لو أنزلنا هذا القرآن.

الثاني: حتى إذا (جاءنا) قال يليت بيني وبينك بعد المشرقين، إشارة لقراءة من يقرؤها بالإسناد إلى المفرد بلا ألف.

الثالث: (ءأمنتم) به، ءأمنتم له، وهو مقيد بكونه فيه همزتان على صيغة الاستفهام بخلاف وءامنتم برسلي. وفي حذف هذا اللفظ إشارة لقراءة من يقرؤه بهمزة واحدة بصيغة الخبر.

الرابع: (ءألهة) أي: وقالوا ءألهتنا خير أم هو، مقيد بالهمزتين أيضا، بخلاف وما نحن بتاركي ءالهتنا عن قولك، أم لهم ءالهة تمنعهم.

وقوله: (جا) أي جاء الحذف في هذه الألفاظ.

(و) الخامس: (برءا) أي: إنا برءاؤا منكم، كلمة واحدة بلا محترز.

(الباء) والمحذوف منه واحد وعشرون لفظا.

الأول لفظ (باشر) نحو: فالن بشروهن، ولا تبشروهن، كلمتان لا غير.

الثاني: (ذو الاثم) أي اللفظ المصاحب للفظ الإثم وهو: كبئر الإثم والفواحش، في سورتي الشورى والنجم، في حذفهما إشارة لقراءة من قرأهما بالإفراد على وزن فعيل, بخلاف: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه. قال الناظم - رحمه الله تعالى - في شرحه: ليس في القرآن كلمة يمد فيها الألف الباء مصاحبة لفظ الإثم غيرها فبان أنها المعنية هنا.

وقد أوضح ذلك شيخنا - رحمه الله تعالى - بتصويبه للبيت بقوله:

وبرءا كبائر اثم ابشر ربــا * ئب.......

الثالث: (ربائب) أي: ربئبكم التي في حجوركم، كلمة واحدة.

الرابع: (باخع) نفسك، في الكهف والشعراء لا غيرهما.

الخامس: لفظ (بارك) كيفما ورد، نحو: التي بركنا فيها، الذي بركنا حوله، تبرك الله رب العلمين، تبرك الذي بيده الملك، أنزلنه مبرك، للذي ببكة مبركا، من شجرة مبركة، في البقعة البركة.

السادس: (أحباء) أي: نحن أبنؤا الله وأحبؤه، كلمة واحدة.

السابع: (اجتبى ربه) أي: "اجتباه" الذي معه كلمة "ربه" نحو: ثم اجتبه ربه فتاب عليه وهدى، فاجتبه ربه فجعله من الصلحين، كلمتان لا غير، بخلف: اجتبيه وهديه إلى صراط مستقيم، هو اجتبيكم، بالياء على ما سيأتي - إن شاء الله تعالى – في باب الممال.

الثامن: (عباد) في موضعين: في سورة (الفجر) نحو فادخلي في عبدي

وفي سورة (ص) نحو: واذكر عبدنا إبرهيم، وقيدها بقوله: (مع نا) أي: المضاف إلى الضمير "نا" وفيها إشارة لقراءة من يقرؤها بالإفراد، فإن كان هذا اللفظ في غير السورتين أو في ص وليس معه لفظ "نا" فبالإثبات، نحو: وإذا سألك عبادي عني، يرثها عبادي الصلحون، إنه من عبادنا المخلصين، إلا عبادك منهم المخلصين.

التاسع: (اعبده هل) أي: فاعبده واصطبر لعبدته هل تعلم له سميا، كلمة واحدة، قيدها بقوله "هل"، بخلاف: ومن يستنكف عن عبادته، لا يستكبرون عن عبادته(1)

العاشر: (باعد) بين اسفارنا، كلمة واحدة، إشارة لقراءة من يقرؤها بكسر العين مشددة بلا ألف.

الحادي عشر: لفظ (أدبر) الممدود منه الباء مطلقا، سواء كان مكسور الهمزة نحو: ومن اليل فسبحه وإدبر النجوم، أو مفتوحها، نحو: ومن اليل فسبحه وأدبر [(2)] السجود، وإن يقتلوكم يولوكم الأدبر، فلا تولوهم الأدبر، ولا يريدوا على أدبركم، فنردها على أدبرها، يضربون وجوههم وأدبرهم، واتبع أدبرهم، على أدبرهم.

وليس من هذا اللفظ دابر هؤلاء، دابر القوم، لأن الممدود الدال وليس الباء،

الثاني عشر: (باطل) نحو: وبطل ما كانوا يعملون، ربنا ما خلقت هذا بطلا سبحنك، وزهق البطل إن البطل كان زهوقا، ولا تلبسوا الحق بالبطل، ولا تأكلوا أمولكم بينكم بالبطل، أفبالبطل يؤمنون.

الثالث عشر: (الالباب) نحو: واتقون يأولي الألبب، وما يذكر إلا أولوا الألبب، لآيت لأولي الألبب، فاتقوا الله يأولي الأبب.

و(عه) فعل أمر من وعى يعي، أي: احفظ ما ذكر.

الرابع عشر: (غضبن) أسفا، في سورتي الأعراف وطه لا غير.

الخامس عشر: فلا يخاف (عقبها) كلمة واحدة لا غير.

السادس عشر: (الخبائث) نحو: ويحل لهم الطيبت ويحرم عليهم الخبئث، ونجينه من القرية التي كانت تعمل الخبئث، لاغيرهما.

السابع عشر: مثنى وثلث و(ربع)، في سورتي النساء وفاطر لا غير.

الثامن عشر: (الاسباب) نحو: وتقطعت بهم الأسبب، فليرتقوا في الأسبب، لعلي أبلغ الأسبب أسبب السموت.

التاسع عشر: لفظ (بالغ) مطلقا، نحو: هديا بلغ الكعبة، إن الله بلغ أمره، وما هو ببلغه، إلى أجل هم بلغوه، إلى بلد لم تكونوا بلغيه، إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببلغيه، قل فلله الحجة البلغة، حكمة بلغة فما تغني النذر، أم لهم أيمن علينا بلغة.

والموفي العشرين: (باسط) إذا كان بعده (كف) أي: كبسط كفيه إلى الماء، أو (ذراع) أي، وكلبهم بسط ذراعيه، بخلاف: ما أنا بباسط يدي إليك، والملائكة باسطوا أيديهم.
الحادي والعشرون: (أنبؤأ ما) كانوا به يستهزءون، كلمتان في سورتي الأنعام والشعراء، وقيد هذا اللفظ بقيدين أحدهما ضم ثاني همزتيه، وثانيهما أن يكون بعده لفظ "ما"، فإن فقد القيدان أو أحدهما ثبت الألف، نحو: فعميت عليهم الأنباء، من أنباء الغيب، من أنباء ما قد سبق، يسئلون عن أنبائكم، نقص عليك من أنبائها.

جمع النظائر الأول

جر ذكره " ورهبانهم " من حرف الباء، وجامعه أن تكون فيه ميم الجمع وهو ثمانية ألفاظ، أشار لأولها بقوله: وحذف (رهبان) التي فيها (ميم الجمع سام) أي عال مشتهر، نحو: اتخذوا أحبارهم ورهبنهم أربابا من دون الله، كلمة واحدة، بخلاف: ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا، إن كثيرا من الأحبار والرهبان.

واللفظ الثاني (الأعناق) نحو: وأولئك الأغلل في أعنقهم، فظلت أعنقهم لها خضعين، إنا جعلنا في أعنقهم أغلللا، إذ الأغلل في أعنقهم، بخلاف: فاضربوا فوق الأعناق، وجعلنا الأغلل في أعناق الذين كفروا، فطفق مسحا بالسوق والأعناق.

والثالث: (أصاب) ويشترط في هذا اللفظ ـ إضافة إلى ميم الجمع ـ أن يكون فيه التاء والكاف معا أو أحدهما، نحو: أولما أصبتكم مصيبة، فإن أصبتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي، فأصبتكم مصيبة الموت، إذا أصبتهم مصيبة، لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصبكم، وما أصبكم يوم التقى الجمعن، لئن أصبكم فضل من الله، وما أصبكم من مصيبة.

فإن اختل هذا الشرط من وجه ما ثبت الألف، ولذلك قال: (لا) تحذف (أصابهم) نحو: فما وهنوا لما أصابهم، إنه مصيبها ما أصابهم، والذين إذا أصابهم البغي، لخلها من التاء والكاف معا، وكذلك نحو: أصابها وابل، ما أصابك من حسنة فمن الله، أصابت حرث قوم، ما أصاب من مصيبة، لخلوها من ميم الجمع.

والرابع: (إمام) أي يوم ندعوا كل أناس بإممهم كلمة واحدة، بخلاف وإنهما لبإمام مبين، واجعلنا للمتقين إماما.

والخامس: (الاعقاب) نحو: انقلبتم على أعقبكم، يردوكم على أعقبكم، فكنتم على أعقبكم تنكصون، بخلاف: ونرد على أعقابنا بعد إذ هدينا الله.

والسادس: (الاصنام) نحو: وتالله لأكيدن أصنمكم، كلمة واحدة، بخلاف أتتخذ أصناما ءالهة، واجنبني وبني أن نعبد الأصنام.

والسابع: (مناسك) أي: فإذا قضيتم منسككم، كلمة واحدة، بخلاف: وأرنا مناسكنا.

والثامن: (الآثار) نحو: وقفينا على آثرهم، فلعلك بخع نفسك على آثرهم،

على آثرهم يهرعون، وإنا على آثرهم، والمقصود مدة الثاء. بخلاف: كانوا أشد منهم قوة وآثارا في الأرض، فارتدا على آثارهما قصصا.[(1)]

جمع النظائر الثاني

لما ذكر الناظم - رحمه الله تعالى - لفظ "الآثار" استطرد ذكر لفظ آخر من هذه المادة "أ ث ر" يحذف بقيد وجود التاء فيه، ثم جر ذلك ذكر ألفاظ أخر تحذف بقيد وجود التاء أيضا، فكان ذلك هو جمع النظائر الثاني.

ومحل ذكر هذه النظائر حرف الثاء، لأن أول كلمة منها من حرف الثاء لكنه قدم هنا لعلاقة أثارة بالآثار.

قال الناظم - رحمه الله تعالى -: (أو تا) أي: ويحذف هذا اللفظ أيضا إذا كان في آخره تاء، نحو: أو أثرة من علم، كلمة واحدة.

تنبيه : محترزات هذا اللفظ هي محترزات اللفظ السابق، إلا أنه يذكر للأطفال محترز آخر ليس من مادتها أصلا، وهو قوله تعالى: وأثاروا الأرض وعمروها.

ثم شبه على "أثارة" ثلاثة ألفاظ، أشار للأول بقوله: (كحاطت) أي: وأحطت به خطيئته، كلمة واحدة، بخلاف: إن ربك أحاط بالناس، قد أحاط الله بها، وأحاط بما لديهم.

الثاني: إن (كدت) لتبدي به، كلمة واحدة، بخلاف: من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم، أن كاد ليضلنا عن ءالهتنا.

الثالث: فلولا ألقي عليه (أسورة) من ذهب أو جاء معه الملئكة، كلمة واحدة، وفيها إشارة لقراءة من يقرؤها بتسكين السين، وكذا هي في البيت، بخلاف: يحلون فيها من أساور من ذهب، وحلوا أساور من فضة.

وقوله: (تصار) تتميم للبيت، أي: تضم لما حذف.

جمع النظائر الثالث

جر ذكره " حسبانا" من حرف الباء، وجامعه أن يكون منصوبا أي: مفتوح الحرف الأخير منه، وهو ستة ألفاظ، أشار للأول بقوله: (بالنصب حسبانا) أي: احذف بشرط النصب لفظ "حسبانا" نحو: والشمس والقمر حسبنا، ويرسل عليها حسبنا من السماء، بخلاف: الشمس والقمر بحسبان.

والثاني: (سربيل) تقيكم الحر وسربيل تقيكم بأسكم، بخلاف سرابيلهم من قطران.

والثالث: (مهاد) نحو: الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا ، الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا ، ألم نجعل الأرض مهدا، وفي الأوليين إشارة لقراءة من قرأهما بفتح الميم وإسكان الهاء، بخلاف: ولبئس المهاد ، لهم من جهنم مهاد.

والرابع: (شاهد) نحو: إنا أرسلنك شهدا ومبشرا ونذيرا، إنا أرسلنا إليكم رسولا شهدا عليكم، بخلاف ويتلوه شاهد منه، وشهد شاهد، وشاهد ومشهود.

والخامس: الذي جعل لكم الأرض (فرشا) والسماء بناء، كلمة واحدة، بخلاف: كالفراش المبثوث.

تنبيه : لا يخفى عليك أن الكلمتين مختلفتان لفظا ومعنى.

(و) السادس: (قياما) نحو: الذين يذكرون الله قيما وقعودا ، فاذكروا الله قيما وقعودا ، جعل الله الكعبة البيت الحرام قيما للناس، والذين يبيتون لربهم سجدا وقيما ،[1] بخلاف: فإذا هم قيام ينظرون، فما استطعوا من قيام.

وقوله: (تا يزاد) يعني أن هذا اللفظ يحذف أيضا إذا كان فيه التاء ، نحو: يوم القيمة، بيوم القيمة.

تنبيه : يمكن أن يجعل لفظ "القيامة" من جمع النظائر الثاني.

جمع النظائر الرابع

جر ذكره "استاجر" من حرف التاء، وجامعه سكون واحد من أحرف "رحل" في إحدى كلماته الثلاث كما قال: (سكن) أي: اشترط لحذف هذه الكلمات الآتي ذكرها تسكين أحد أحرف (رحل) فيها، فاللام في (غفار) نحو: رب السموت والأر ض وما بينهما العزيز الغفر، ألا هو العزيز الغفر، وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفر ، بخلاف: وإني لغفار لمن تاب ، استغفروا ربكم إنه كان غفارا.

والحاء في مصدر (أحسن) نحو: وبالوالدين إحسنا، إن أردنا إلا إحسنا وتوفيقا ، وأداء إليه بإحسن، أوتسريح بإحسن، والذين اتبعوهم بإحسن، إن الله يأمر بالعدل والإحسن، هل جزاء الإحسن إلا الإحسن، بخلاف: فيهن خيرات حسان ، وعبقري حسان.

والراء في (تاجر) أي: استجره إن خير من استجرت القوي الأمين، بخلاف: على أن تأجرني ثمني حجج.


(1) قرأ نافع وابن كثير وابن عامر قوله تعالى

(2) قرأها نافع وابن كثير وحمزة بكسر الهمزة على أنها مصدر " أدبر " الرباعية، وقرأها باقي السبعة بفتح الهمزة على أنها جمع " دبر "، والدبر من كل شيء عقبه ومؤخره، كما في القاموس المحيط.

(1) قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي قوله تعالى في سورة الروم: " فانظر إلى آثر رحمة الله " بمد الهمزة والثاء جمع أثر، وهي محذوفة الألف على قراءة هؤلاء، ولكن لم يذكرها لأن بقية السبعة - ومنهم نافع - يقرؤونها على الإفراد.

[1] - قرأ السبعة غير نافع وابن عامر قوله تعالى في سورة النساء " التي جعل الله لكم قيما" بألف بعد الياء، وهي في مصحفهم محذوفة الألف، إشارة لقراءة نافع وابن عامر بغير ألف.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
( التاء) والمحذوف منه تسعة ألفاظ.

الأول: (ختمه) مسك كلمة واحدة، وقرئ بفتح الخاء بعدها ألف ثم تاء مفتوحة، وعلى ذلك فرسمه محذوف الألف فيه إشارة للقراءتين.

الثاني: (استأذن) نحو: فليستذنوا كما استذن الذين من قبلهم ، استذنك أولوا الطول منهم، فاستذنوك للخروج ، لم يذهبوا حتى يستذنوه إن الذين يستذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استذنوك لبعض شأنهم، ويستذن فريق منهم النبي ، إنما السبيل على الذين يستذنونك وهم أغنياء.

الثالث: (يتامى) نحو: قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء ، واليتمى والمسكين، ويسئلونك عن اليتمى، وأن تقوموا لليتمى بالقسط.

الرابع: (استأخر) أي: لا يستخرون ساعة ، وهي الكلمة الأولى من مستثنيات "تي".

الخامس: (بهتانا) نحو: بهتنا وإثما مبينا، وقولهم على مريم بهتنا عظيما،

سبحنك هذا بهتن عظيم، ولا يأتين ببهتن يفترينه.

السادس: (امتع) نحو: ولكم في الأرض مستقر ومتع إلى حين، وللمطلقات متع بالمعروف، فمتع الحيوة الدنيا وزينتها، متع الغرور، متعا إلى الحول يمتعكم متعا حسنا، وتركنا يوسف عند متعنا، ولما فتحوا متعهم.

السابع: (خانتا) أي: فخانتهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا، كلمة واحدة.

الثامن: و(امتازوا) اليوم أيها المجرمون، كلمة واحدة.

التاسع: (الكتاب) حيث ورد، نحو: ذلك الكتب، كتبا مؤجلا ، كتبا موقوتا ، اقرأ كتبك ، فأتوا بكتبكم إن كنتم صدقين، هذا كتبنا ينطق عليكم ، فمن أوتي كتبه بيمينه فأولئك يقرءون كتبهم، كل أمة تدعى إلى كتبها، اذهب بكتبي هذا، هاؤم اقرءوا كتبيه.

ثم استثنى أربع كلمات من لفظ "الكتاب" ثابتة فقال: (لا) تحذف أربع كلمات من هذا اللفظ، وهي :

التي معها لفظ (يمح) أي: لكل أجل كتاب يمحوا الله ما يشاء.

التي معها لفظ (ربك) وهي: واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته.

التي معها لفظ (لها) وهي: إلا ولها كتاب معلوم.

التي في أول (طس) النمل، وهي: طس تلك ءايت القرءان وكتاب مبين، فهي مقيدة بلفظ "طس" فإن كانت غير التي في أول السورة حذفت، نحو: اذهب بكتبي، ألقي إلي كتب كريم.

وقوله: (طاب) تتميم للبيت .

(الثاء) والمحذوف منه أربعة ألفاظ

الأول (الأوثان) نحو: إنما تعبدون من دون الله أوثنا، إنما اتخذتم من دون الله أوثانا، كلمتان لا غير. وأما "من الأوثن" فتقدم ذكرها في قاعدة التثنية.

الثاني: (ميثاقا) نحو: وأخذن منكم ميثقا غليظا، وأخذنا منهم ميثقا غليظا، ولا ينقضون الميثق، ميثق بني إسراءيل، ميثق النبيين، بينكم وبينهم ميثق، ألم يؤخذ عليهم ميثق الكتب، أخذنا ميثقكم، من بعد ميثقه، فبما نقضهم ميثقهم، ورفعنا فوقهم الطور بميثقهم. بخلاف فشدوا الوثاق.

الثالث: (أثاثا) ومتعا إلى حين، أثثا وريا، كلمتان لا غير.

الرابع: (ثاب) المبدوءة بالهمز المختومة بميم الجمع، نحو: فأثبكم غما بغم، فأثبهم الله بما قالوا، وأثبهم فتحا قريبا، بخلاف: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس.

وقد صوب شيخنا رحمه الله تعالى هذا البيت بقوله:

الاوثان ميثاق أثاب اثاث جال * ..........................

ذلك ليفيد أن "أثاب" مقيدة بالهمز في أولها.

وقول الناظم ـ وحمه الله تعالى ـ (جال) تتميم للبيت، ومنهم من يفسرها على أنها فعل ماض {جال يجول} أي تحرك وارتحل، والمعنى أن "أثاب" جالت عن محلها الذي كان ذكرها فيه أنسب، وهو جمع النظائر الأول الذي يحذف إذا كانت فيه ميم الجمع.

جمع النظائر الخامس

جر ذكره "الأمثال" من حرف الثاء، وجامعه كونه في سفر مريم، وهو لفظان: الأول منهما أشار إليه بقوله: (أمثال مريم) نحو: انظر كيف ضربوا لك الأمثل، وكلا ضربنا له الأمثل، وتلك الأمثال نضربها للناس، كذلك يضرب الله للناس أمثلهم، دمر الله عليهم وللكافرين أمثلها، ثم لا يكونوا أمثلكم، كأمثل اللؤلؤ المكنون، كل هذا في سفر مريم، بخلاف ما كان من هذا اللفظ في سفر البقرة نحو: إلا أمم أمثالكم، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم، كذلك يضرب الله الأمثال، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال، فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون،

واللفظ الثاني: (البلا) نحو: إن هذا لهو البلؤا المبين، وآتيناهم من الآيات ما فيه بلؤا مبين، كلمتان في سفر مريم لا غيرهما، بخلاف ما كان من هذا اللفظ في سفر البقرة، نحو: وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا.

ذكر الناظم ـ وحمه الله تعالى ـ لفظا ثالثا يجمعه مع اللفظين السابقين نسبة التضاد فقال: (عكس النكال) فإنه يحذف إذا كان في سفر البقرة، نحو: فجعلناها نكلا لما بين يديها، جزاء بما كسبا نكلا من الله والله عزيز حكيم،

كلمتان لا غير بخلاف ما كان في سفر مريم، نحو: فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، إن لدينا أنكالا وجحيما، كلمتان لا غير أيضا.

( الجيم) والمحذوف منه ثمانية ألفاظ.

الأول: لفظ (جاهد) مطلقا كيف ما ورد، نحو: إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجهدوا في سبيل الله، وإن جهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، ومن جهد فإنما يجهد لنفسه، وكرهوا أن يجهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، يأيها النبي جهد الكفار والمنافقين، فلا تطع الكفرين وجهدهم به جهادا كبيرا، وجهدوا في سبيله لعلكم تفلحون، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، وهذه هي الكلمة الثانية المستثناة من "تي".

اللفظ الثاني: (تجارة) نحو: فما ربحت تجرتهم، إلا أن تكون تجرة، وتجرة تخشون كسادها، رجال لا تلهيهم تجرة ولا بيع عن ذكر الله، يرجون تجرة لن تبور، هل أدلكم على تجرة تنجيكم من عذاب أليم، قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجرة والله خير الرازقين.



اللفظ الثالث (جادل) كيفما ورد، نحو: وجدلهم بالتي هي أحسن، جدلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة، ينوح قد جدلتنا، وجدلوا بالباطل، وإن جدلوك، ومن الناس من يجدل في الله بغير علم، ولا تجدل عن الذين يختانون أنفسهم، ولا تجدلوا أهل الكتاب، تجدلك في زوجها، ليوحون إلى أوليائهم ليجدلوكم، أتجدلونني في أسماء، حتى إذا جاؤوك يجدلونك، يجدلنا في قوم لوط، يجدلون في آيات الله، وهذه هي الكلمة الثالثة المستثاة من "تي".

الرابع (أو ذو اليل) أي اللفظ المصاحب للفظ الليل، وهو: فالق الإصباح وجعل اليل سكنا، شارة لقراءة من قرأها بفتح أحرفها الثلاثة بلا ألف بصيغة الماضي، بخلاف: إني جاعل في الأرض خليفة، جاعل الملئكة، إني جاعلك للناس إماما.

وقال الناظم ـ وحمه الله تعالى ـ في شرحه: إنه ليس في القرآن كلمة فيها جيم ممدودة بألف معها لفظ "اليل" غيرها، فتعين لذلك أنها المقصودة بالقيد هنا.

وقد صوب شيخنا رحمة الله تعالى عليه هذا البيت ليصرح بلفظ "جاعل" فقال: جاهد تجارة جادل اجعل ليل جا * وزنا..............

الخامس: و(جوزنا) ببني إسراءيل البحر، في الأعراف ويونس، وقيدها بلفظها، بخلاف: فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه، فلما جاوزا قال لفتيه، ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة.

السادس: وهل (يجزى) إلا الكفور، وقيدها بلفظها، بخلاف: ولا مولود هو جاز عن والده شيء.

السابع: (الجاهليه) نحو: يظنون بالله غير الحق ظن الجهلية، أفحكم الجهلية يبغون، ولا تبرجن تبرج الجهلية الأولى، في قلوبهم الحمية حمية الجهلية. أربع كلمات لا غير. مقيدة بلفظها، بخلاف: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.

الثامن: (يخرجا) أي: يريدان أن يخرجكم من أرضكم بسحرهما، كلمة واحدة.



(الحاء) والمحذوف منه ثمانية ألفاظ.

الأول (إسحاق) حيث ورد، نحو: ووهبنا له إسحق ويعقوب، فبشرنها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب.

الثاني: (حججتم) فيما لكم به علم، كلمة واحدة مقيدة بتكرير الجيم فيها، بخلاف: وحاجه قومه، فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم.

الثالث: قال أ(تحجوني) في الله وقد هدين، كلمة واحدة مقيدة بلفظها، بخلاف: فلم تحاجون فيما ليس لكم علم.

الرابع: (محارب) أي: يعملون له ما يشاء من محريب، كلمة واحدة، وليس منه قوله تعالى: وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل.

الخامس: (حفظوا) على الصلوات والصلوة الوسطى، كلمة واحدة مقيدة بكون آخرها ظاء ممدودة، بخلاف: إن كل نفس لما عليها حافظ، على صلاتهم يحافظون. [1]

وقد قيدها شيخنا رحمه الله تعالى بجعل "لا" التي بعدها في البيت إشارة إلى كونها في ثمن "لا جناح" وحينئذ يكون لفظ "أصحاب" منكرا محذوف الهمزة في الوصل لضرورة الوزن، وعلى كل فظاء "حافظوا" في البيت ممدود جوازا راجحا على ما الناظم، ووجوبا على ما لشيخنا رحم الله تعالى الجميع.

السادس: لفظ (الاصحاب) حيث ورد، نحو: ونادى أصحب الجنة أصحاب النار، لا يستوي أصحب النار وأصحب الجنة أصحب الجنة هم الفائزون، مثل ذنوب أصحبهم فلا يستعجلون.

السابع: قلن (حش) لله، في موضعين من سورة يوسف لا غير.

الثامن: (سبحا) أي: سبحن الذي أسرى بعبده، قالوا سبحنك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنما الله إله واحد سبحنه أن يكون له ولد.

(الخاء) والمحذوف منه ثمانية ألفاظ أيضا.

الأول لفظ (خالق) حيث ورد، نحو: خلق كل شيء، هل من خلق غير الله، هو الله الخلق البارئ.

الثاني: ولا (تخطبني) في الذين ظلموا، في موضعين من سورة هود والمؤمنون لا غير، بخلاف: وإذا خاطبهم الجهلون قالوا سلما.

الثالث: (تخف) المقيد بلفظ (درك) أي: لا تخف دركا ولا تخشى، كلمة واحدة، وفي حذفها إشارة لقراءة من قرأها بالجرم بلا ألف، وكذا هي في البيت، بخلاف: قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى، ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك، تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا.

الرابع: (خشع) ممدود الخاء، نحو: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خشعا متصدعا من خشية الله، ومن آياته أنك ترى الأرض خشعة، خشعة أبصرهم ترهقهم ذلة، قلوب يومئذ واجفة أبصرها خشعة، وجوه يومئذ خشعة.

الخامس: (تخافتون) نحو: يتخفتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا، فانطلقوا وهم يتخفتون، كلمتان لا غير، مقيدة بكونه من "تي"، وهي الكلمة الرابعة المستثناة من "تي" بخلاف: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها.

السادس: (خالدا نون) أي المقيد بتنوينه، نحو: ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها، ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها، كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما، بخلاف: فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها.

السابع: (خدع) ممدود الخاء، نحو: يخدعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، إن المنافقين يخدعون الله وهو خدعهم، وفي ثانية سورة البقرة إشارة لقراءة من قرأها بفتح الياء والدال وإسكان الخاء بلا ألف. وما كان من هذا اللفظ من "تي" فهو الكلمة الخامسة الستثناة منها.

الثامن: (خامسة) نحو: والخمسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكذبين، والخمسة أن غضب الله عليها إن كان من الصدقين، كلمتان في سورة النور لا غير.

(الدال) والمحذوف منه ثمانية ألفاظ أيضا.

الأول: إن الله (يدفع) عن الذين آمنوا، كلمة واحدة، وفيها إشارة لقراءة من قرأها بفتح الياء والفاء وإسكان الدال بلا ألف.

الثاني: (ولد) أي الولدان كيفما ورد، نحو: والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان، فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا، يطوف عليهم ولدان مخلدون.

الثالث: (تعدا) أي: والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج، كلمة واحدة.

الرابع: فأكثرت (جدالنا)، كلمة واحدة، مقيدة بكونها مضافة إلى الضمير "نا"، بخلاف: فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.

الخامس: (ادارأتم) أي: وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها، كلمة واحدة ،.

السادس: (أيد) أي: بل يداه مبسوطتـن ينفق كيف يشاء، فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، ذلك بما قدمت يداك.

السابع: (جاهدا) أي: وإن جهدك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وإن جهدك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، كلمتان لا غير. والمقصود هنا مدة الدال كما لا يخفى، أما مدة الجيم فقد تقدم حذفها في بابها.

الثامن: (عداوة) نحو: فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وهي مقيدة بلفظها، بخلاف: إذ كنتم أعداء، ويوم يحشر أعداء الله.


[1] قرأ حفص وحمزة والكساءي قوله تعالى في سورة يوسف: " فالله خير حفظا " بفتح الحاء ممدودة بألف بعدها فاء مكسورة على زون فاعل، وقرأه بقية السبعة "حفظا" بكسر الحاء وتسكين الفاء، وعلى قراءتهم رسمت محذوفة الألف.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
جمع النظائر السادس

جر ذكره "ادارك" من حرف الدال، وهو لفظان، وجامعهما اشتراط فتح الكاف والضاد منهما كما قال الناظم ـ رحمه الله تعالى ـ (فتح التراضي أدركا) أي: يحذف ما فتح منه الضاد من لفظ التراضي، وذلك كلمتان: الأولى: فلا تعضلوهن أن ينكحن أزوجهن إذا ترضوا بينهم بالمعروف، والثانية: ولا جناح عليكم في ما ترضيتم به من بعد الفريضة، بخلاف: فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور، إلا أن تكون تجرة عن تراض منكم.

وما فتح منه الكاف من لفظ "أدرك" وذلك كلمتان أيضا الأولى: بل ادرك علمهم في الآخر، والثانية: لولا أن تدركه نعمة من ربه، بخلاف: حتى إذا اداركوا فيها جميعا.

(الذال) والمحذوف منه أربعة ألفاظ،

الأول: (ذلك) كيفما ورد، نحو: ذلك الكتب، ذلكما مما علمني ربي، ذلكم يوعظ به، فذلكن الذي لمتنني فيه، كذلك الله يفعل ما يشاء، كذلكم قال الله من قبل.

الثاني: فجعلهم (جذاذا) إلا كبيرا لهم، كلمة واحدة.

الثالث: (وأذان) من الله ورسوله إلى الناس، كلمة واحدة مقيدة بقصر همزتها، بخلاف: أم لهم آذان يسمعون بها، فليبتكن آذان الأنعم، وفي آذانهم وقرا.

الرابع: (ذانكا) أي: فذنك برهنن من ربك، كلمة واحدة.

تنبيه: اختلف أهل الرسم في قوله تعالى " لا يسمعون فيها لغوا ولا كذبا" في آخر سورة النبإ، والراجح عندنا الحذف وبه العمل.

(الراء) والمحذوف منه أربعة عشر لفظا

الأول (فراعنا) أي: لا تقولوا رعنا وقولوا انظرنا ، ورعنا ليا بألسنتهم, كلمتان لا غير.

الثاني: (بشراي) أي: قال يبشري هذا غلم، كلمة واحدة مقيدة بإضافتها إلى ياء المتكلم، وفي حذفها إشارة لقراءة من قرأها بغير إضافة، بخلاف: بشريكم اليوم جنـت تجري من تحتها الأنهـر، فإنها تكتب بالياء على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.

الثالث أشار إليه بقوله: و(مع) ما حذف (مرغما) كثيرا وسعة، كلمة واحدة بلا محترز.

الرابع: (عمران) حيث ورد، نحو: وآل عمران على العلمين، إذ قالت امرأة عمران، ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها.

الخامس: ولله (ميراث) السموت والأرض، في سورتي آل عمران والحديد، بخلاف: وتأكلون التراث أكلا لما.

السادس: (فرادى) نحو: ولقد جئتمونا فردى كما خلقنكم أول مرة، قل إنما أعظكم بوحدة أن تقوموا لله مثنى وفردى. كلمتان لا غير.

السابع: (درهما) أي: جمعه نحو: وشروه بثمن بخس درهم معدودة ، كلمة واحدة.

الثامن: (سراج فرقان) أي: تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سرجا وقمرا منيرا ، في سورة الفرقان بخلاف: وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ، وجعلنا سراجا وهاجا.

التاسع: (تراب) في ثلاثة مواضع: الموضع الأول: وقال الذين كفروا أئذا كنا تربا وآباؤنا أئنا لمخرجون ، في سورة (النمل) والموضع الثاني: ويقول الكافر يليتني كنت تربا، في سورة (عم) والموضع الثالث: وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا تربا أئنا لفي خلق جديد في (رعد) أي: سورة الرعد.

وأما ما سوى المواضع الثلاثة فبالإثبات نحو: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ، قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون، كلاهما في سورة المؤمنون، أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ، في سورة ق .

العاشر: (صراط) كيفما وقع: نحو: اهدنا الصرط المستقيم صرط الذين أنعمت عليهم ، ولهدينهم صرطا مستقيما ، وأن هذا صرطي مستقيما فاتبعوه ، قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم.

الحادي عشر: (اريت) أي: أرأيت عند ورش الذي يبدل همزته الثانية ألفا مادا للراء، نحو: قال أريت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت ، أريت من اتخذ إلهه هويه ، أريت الذي يكذب بالدين ، قال أريتك هذا الذي كرمت علي ، أريتم إن كنت على بينة من ربي ، قل أريتكم إن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة.

الثاني عشر: (إبراهيم) حيثما ورد، نحو: إن إبرهيم كان أمة، ثم أوحينا إليك إن اتبع ملة إبرهيم حنيفا، يإبرهيم أعرض عن هذا.

قوله: (عم) أي عم الحذف الألفاظ الثلاثة بغير استثناء.

الثالث عشر: فإن الله من بعد (إكرههن) غفور رحيم، كلمة واحدة مقيدة بإضافتها إلى الضمير، بخلاف: لا إكراه في الدين.

جمع النظائر السابع

جر ذكره "تراءا" من حرف الراء، وهو لفظان، وجامعه خلو آخر لفظيه من التاء كما قال: واحذف (ترا)ءا و(توارى) كيفما ورد، إذا كانا (دون تا) نحو: فلما ترءا الجمعن قال أصحاب موسى، كلمة واحدة بخلاف: تراءت الفئتن نكص على عقبيه، ونحو: يوري سوءة أخيه، فأوري سوءة أخي، يوري سوءتكم، يتورى من القوم، بخلاف: توارت بالحجاب.

ولعلك لاحظت أن المشترط هو خلو آخر كل من اللفظين من التاء، أما أولهما فلا يشترط خلوه منها كما ترى في الأمثلة.

ثم رجع الناظم رحمه الله تعالى إلى حرف الراء ليذكر اللفظ الرابع عشر منه وهو لفظ (راود) كفيما ورد، نحو: ورودته التي هو في بيتها عن نفسه، هي رودتني عن نفسي، ترود فتيها عن نفسه، رودته عن نفسه،

إذ رودتن يوسف عن نفسه، سنرود عنه أباه، ولقد رودوه عن ضيفه.

وليس من هذا اللفظ ولو أرادوا الخروج، فإن أرادا فصالا ، إنا رادوه إليك، كما قد يتوهم الصبيان.

جمع النظائر الثامن

وقد جر ذكره "حرام" من حرف الراء أيضا، وجامعه نسبة التضاد، هو كلمتان أشار للأولى منهما بقوله واحذف (حرام) التي قبلها (الواو) مباشرا لها، وذلك في موضع واحد ، وهو: وحرم على قرية أهلكنها، إشارة لقراءة من قرأها بكسر فسكون بلا ألف، بخلاف: هذا حلل وهذا حرام، فجعلتم منه حراما وحللا.

وأشار للثانية بقوله: (لا القاسية) فإنها لا تحذف إلا إذا لم يكن معها واو نحو: وجعلنا قلوبهم قسية ، فويل للقسية قلوبهم ، وفي حذف الأولى إشارة لقراءة من قرأها بلا ألف مع تشديد الياء، بخلاف: والقاسية قلوبهم وإن الظلمن لفي شقاق بعيد.

(الزاي) المحذوف منه ثلاثة ألفاظ فقط.

الأول (تزور) عن كهفهم ذات اليمين، كلمة واحدة ، إشارة لقراءة من قرأها بإسكان الزاي وتشديد الراء.

الثاني أقتلت نفسا (زكية) بغير نفس، كلمة واحدة ، إشارة لقراءة من قرأها بلا ألف مع تشديد الياء.

الثالث (جزا)ء في ثمانية مواضع، الأول منها في سورة (الشورى) وهو: وجزؤا سيئة سيئة مثلها، وثاني تلك المواضع في سورة (الزمر) وهو: لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزؤا المحسنين ليكفر الله عنهم، والثالث والرابع أشار لهما الناظم رحمه الله تعالى بقوله: (أولي عقود) أي: الأوليين في سورة العقود "المائدة" وهما: وذلك جزؤا الظلمين فطوعت له نفسه، إنما جزؤا الذين يحاربون الله ورسوله، وخامس تلك المواضع في سورة (الحشر) وهو: فكان عقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزؤا الظلمين ، وأشار الناظم رحمه الله تعالى للمواضع الثلاثة الباقية بقوله: (لن أرسل) أي: هي التي في ثمن "قال لن أرسله معكم" في سورة يوسف، وهي: قالوا فما جزؤه إن كنتم كذبين قالوا جزؤه من وجد في رحله فهو جزؤه كذلك نجزي الظلمين.

فهذه هي المواضع الثمانية التي ورد فيها لفظ "جزاء" محذوف الألف, وأما ما كان منه في غير هذه المواضع فهو ثابت، نحو: فما جزاء من يفعل ذلك منكم، فأثبهم الله بما قالوا جنت تجري من تحتها الأنهر خلدين فيها وذلك جزاء المحسنين، والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها، قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم.

وقوله (قر) أي: ثبت الحذف واستقر في هذه الألفاظ.

تنبيـه: من هنا يفترق ترتيب المشارقة مع ترتيب المغاربة لحروف المعجم، فبعد الزاي عند المغاربة الطاء والظاء والكاف واللام والميم والنون والصاد والضاد والعين والغين والفاء والقاف والسين والشين والهاء والواو والياء ، وأما ترتيب المشارقة فهو الترتيب المعروف الذي عليه أغلب الكتب المعجمية.

(الطاء) والمحذوف منه تسعة ألفاظ.

الأول (طاغوت) نحو: فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بالله، والذين كفروا أولياؤهم الطغوت، يؤمنون بالجبت والطغوت، يريدون أن يتحاكموا إلى الطغوت ، والذين كفروا يقتلون في سبيل الطغوت ، وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطغوت ، إن اعبدوا الله واجتنبوا الطغوت ، والذين اجتنبوا الطغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى.

الثاني والثالث (اسطاعوا) و(استطاعوا) وهما مقيدان بالسين مع ضم العين منهما، نحو: فما اسطعوا أن يظهروه وما استطعوا له نقبا ، حتى يردوكم عن دينكم إن استطعوا، فما استطعوا مضيا ولا يرجعون، فما استطعوا من قيام وما كانوا منتصرين ، بخلاف: من استطاع إليه سبيلا، لو أطاعونا ما قتلوا، فاستخف قومه فأطاعوه، وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله، ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع.

الرابع (الشيطان) حيث ورد نحو: إن الشيطن لكم عدو فاتخذوه عدوا.

الخامس (طائف معه) أي طائف الذي مع لفظ الشيطان، وذلك في موضع واحد، وهو: إن الذين اتقوا إذا مسه طئف من الشيطن تذكروا، وفي حذفه إشارة لقراءة من قرأه بياء ساكنة بعد الطاء بلا ألف، بخلاف: فطاف عليها طائف من ربك، ولتأت طائفة أخرى، إحدى الطائفتين، وإن طائفتن

السادس (الخطايا) كيفما ورد، نخو: يغفر لكم خطيكم، إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطينا، ولنحمل خطيكم وما هم بحملين من خطيهم من شيء.

السابع (السلطان) حيثما ورد، نحو: ما لم ينزل به سلطنا ، وآتينا موسى سلطنا مبينا ، إن عبادي ليس لك عليهم سلطن، إنه ليس له سلطن على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطنه على الذين يتولونه، إن عندكم من سلطن بهذا ، فأتونا بسلطن مبين ، هلك عني سلطنيه.

الثامن (طائر) نحو: ولا طئر يطير بجناحيه ، ألزمنه طئره في عمقه ، قالوا طئركم معكم ، فيكون طئرا بإذن الله، فتكون طئرا بإذني ، وفي الأخيرتين إشارة لقراءة من قرأهما بياء ساكنة بعد الطاء بلا ألف.

التاسع (حطاما) نحو: ثم يجعله حطما ، لو نشاء لجعلنه حطما فظلتم تفكهون ، ثم يكون حطما، ثلاث كلمات لا غير.

(الظاء) والمحذوف منه لفظان فقط

الأول (ظاهر) والمقصود هنا كل ما كان ممدود الظاء من هذه المادة ، بأي صيغة كان سواء كان اسما أو فعلا ، نحو: وذروا ظهر الإثم وباطنه، فلا تمار فيهم إلا مراء ظهرا، يعلمون ظهرا من الحياة الدنيا، أم بظهر من القول، وأسبغ عليكم نعمه ظهرة وباطنة، قرى ظهرة، هو الأول والآخر والظهر والباطن، وظهره من قبله العذاب، قالوا سحرن تظهرا، وإن تظهرا عليه فإن الله هو موليه، وظهروا على إخراجكم، وأنزل الذين ظهروهم من أهل الكتب، ولم يظهروا عليكم أحدا، تظهرون عليهم بالإثم والعدوان، تظهرون منهن أمهتكم، الذين يظهرون منكم من نسائهم، والذين يظهرون من نسائهم ، وهذه هي الكلمة السادسة الستثناة من "تي".

الثاني (العظام) نحو: وانظر إلى العظم كيف ننشرها، قال من يحيي العظم وهي رميم، فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم لحما ، وقالوا أئذا كنا عظما ورفتا، أئذا متنا وكنا ترابا وعظما، أئذا كنا عظما نخرة.

واستثنى الناظم رحمه الله تعالى من هذا اللفظ كلمة واحدة فقال: (دون) التي معها لفظ (بلى) وهي: أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قدرين على أن نسوي بنانه.

(الكاف) والمحذوف منه ثمانية ألفاظ.

الأول (شركا) إذا كان معه لفظ (قد) أي: الذين زعمتم أنهم فيكم شركؤا لقد تقطع بينكم ، أو كان معه لفظ (شرعوا) أي: أم لهم شركؤا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. بخلاف: فهم شركاء في الثلث ، وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء ، فيه شركاء متشكسون.

الثاني: (ميكال) أي: وجبريل وميكئل ، كلمة واحدة ، وقد حذف الناظم رحمه الله تعالى همزته كما قرأه البصري وحفص.

الثالث: كالتي نقضت غزلها من بعد قوة (أنكثا) ، كلمة واحدة.

الرابع: لا تقربوا الصلوة وأنتم (سكرى) ، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ، وفي حذف الأخيرتين إشارة لقراءة من قرأهما بفتح السين وسكون الكاف بلا ألف.

الخامس: (الكافر) الذي معه لفظ (من) أي: وسيعلم الكفر لمن عقبى الدار، إشارة لقراءة من قرأه بضم الكاف وفتح الفاء بعده ألف على صيغة الجمع، والألف على هذه القراءة أيضا محذوفة إشارة لقراءة نافع ومن وافقه، بخلاف: وكان الكافر على ربه ظهيرا ، ويقول الكافر يا ليتني كنت تربا.

السادس: (كاذب) كيفما ورد، نحو: سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كذب، إن الله لا يهدي من هو كذب كفار، وإن يك كذبا فعليه كذبه، وإني لأظنه كذبا، ليس لوقعتها كذبة، ناصية كذبة خاطئة.

السابع: (الإبكار) في موضعين فقط ، وهما: واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكر، وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكر، وهذا اللفظ مقيد بكونه ممالا عند ورش ، ولو قال الناظم رحمه الله تعالى "الإبكار مل..." بدل قوله "مع" لكان في ذلك تصريحا بهذه القيد، وقد صوب شيخنا رحمه الله تعالى البيت بذلك. بخلاف: فجعلنهن أبكارا، ثيبات وأبكارا.

الثامن: أشار له بقوله: (مع أكابر) أي: مع ما حذف أكابر نحو: وكذلك جعلنا في كل قرية أكبر مجرميها ، كلمة واحدة.

(اللام) ذكر الناظم رحمه الله تعالى من حرف اللام ما ثبت فيه الألف لأنه أقل بكثير من المحذوف منه، إذ المحذوف منه أكثر من خمسين لفظا.

قال الناظم رحمه الله تعالى (ذا الهمز الاخرى اثبت) أي: أثبت الألف ذا الهمزة الأخرى أي: المصاحب للهمزة الواقعة آخر حروف الكلمة حقيقة نحو: الجلاء ، الأخلاء ، ءالاء ، أولاء ، هؤلاء ، بخلاف: الملئكة ، القلئد ، أولئك ، لأن الهمزة في هذه الكلمات وأمثالها في وسط الكلمة.

وأثبت أيضا كتب عليه أنه من (تولاه) كلمة واحدة في سورة الحج ، وأما ما سواها من ممال اللام فإنه داخل في عموم قوله الآتي " باليا الممال" ، وذلك نحو: موليه ، موليكم.

وأثبت أيضا (غلاظ) شداد ، كلمة واحدة. و(الان جد) أي: التي معها لفظ "يجد" وهي قوله تعالى في سورة الجن: فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا، وفي بعض النسخ "الان جن" أي التي في سورة الجن.

وأما ما سواها فمحذوف، وذلك في خمسة مواضع نظمها بعضهم بقوله: والآن قبل باشروا وخففـــا * حصحص لا الذين جئت حذفا

أي: فالن بشروهن ، الن خفف الله عنكم ، الن حصحص الحق ، قال إني تبت الن ولا الذين يموتون وهم كفار ، قالوا الن جئت بالحق.

وأما قوله تعالى: ءالن وقد كنتم به تستعجلون، وقوله تعالى: ءالن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، فمحذوفان أيضا، ولم يذكرا في هذه المحترزات لاختلاف لفظهما عن لفظ "الآن يجد" بتقدم همزة الاستفهام عليهما
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
تنبيهان :

الأول: ذكر الناظم رحمه الله تعالى "الآن" في حرف اللام باعتبار رواية ورش فإنه ينقل حركة الهمزة إلى اللام الساكن قبلها فيصير هو الممدود. الثاني: بما أن الأطفال يقرؤون لفظ "الآن" برواية ورش فقد يظنون أن من هذا اللفظ ما كان نحو: لا نشتري به ثمنا، ولا نكتم شهدة الله ، وإنا لا ندري، فلذلك ينبهون إلى أن لفظ "الآن" محصور في المواضع المذكورة.

وأثبت أيضا (ظلام) في سورة آل (عمران) وهي: ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد الذين قالوا ، بخلاف: ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلم للعبيد كدأب ءال فرعون ، ذلك بما قدمت يدك وأن الله ليس بظلم للعبيد ومن الناس ، من عمل صلحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلم للعبيد ، ما يبدل القول لدي وما أنا بظلم للعبيد.

وأثبت أيضا (كلا) نحو: إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، كلمة واحدة.

(واحلف) أي: ولا تطع كل حلاف مهين ، كلمة واحدة أيضا. و(صلاة ضف صل) أي: لفظ الصلاة إذا أضيف واتصل به ما أضيف إليه، وذلك إذا أضيف إلى الضمير خاصة ، نحو: قل إن صلاتي ونسكي ، ولا تجهر بصلاتك ، كل قد علم صلاته وتسبيحه، عن صلاتهم.

فإن لم يضف نحو: وأقيموا الصلوة إن الصلاة ، أو أضيف إلى غير الضمير نحو: صلوة الفجر ، صلوة العشاء ، كتب بالواو على ما يأتي بيانه في موضعه - إن شاء الله تعالى -.

وأثبت أيضا كل ألف ماد للام هي (أولى) كلمة ، وذلك - في الحقيقة - في ثلاثة ألفاظ فقط، وهي: لومة لائم، من طين لازب، ولات حين مناص، ويلحق بها للمبتدئين نحو لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن، لا شية فيها، قال بعضهم :

لا هن لا هم لازب ولات حين * ولائم لا شية الثبت يبين

ثم استثنى الناظم رحمه الله تعالى من هذه القاعدة كلمات محذوفة فقال: (لا) تثبت الألف بل احذفه في المواضع التالية الأول: (القيه) أي: أفمن وعدنه وعدا حسنا فهو لقيه. والثاني: (لكن) كيفما ورد ، نحو: لكن الله يشهد، ولكن لا تواعدوهن سرا، ولكن الله ذو فضل على العلمين، لكنا هم الله ربي ، ولكنا كنا مرسلين ، ولكنه أخلد إلى الأرض ، ولكنكم فتنتم أنفسكم، ولكنهم قوم يفرقون. والثالث: الئ (و) ما كان (كالئ) من كل لام مشددة، نحو: الله واللهم، والئ يئسن من المحيض، والئ لم يحضن، والتي يأتين الفحشة من نسائكم، والتي تخافون نشوزهن ، واللت والعزى، ونص الناظم رحمه الله تعالى على "الئ" لئلا يتوهم أنها داخلة تحت قوله المتقدم "ذا الهمز الاخرى".

والرابع: (اله) أي: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لهية قلوبهم.

والخامس: (لمس) أي: أو لمستم النساء ، في الموضعين، إشارة لقراءة من قرأها بلا ألف.

والسادس: لا تسمع فيها (لغيه) فيها عين جارية.

تنبيهات:

الأول: لولا مخافة اللبس على الأطفال لكان الأولى أن يذكر الناظم رحمه الله تعالى بالنص "لازب ولائم ولات" ويغنيه ذلك عن ذكر هذه القاعدة وما استثني منها.

الثاني: قد علمت أن جميع ما لم يذكر هنا من اللام أنه ثابت فهو محذوف وذلك نحو: تلوته ، علم الغيوب ، قالوا سلما قال سلم ، سبل السلم، سرا وعلنية ، يبشرك بغلم، خلئف الأرض ، خلف رسول الله ، قل إصلح لهم لم أتخذ فلنا ، يوم التلق ، إني ملق حسابية ، ملقوا ربهم ، لإيلف قريش لإيلفهم، ويتلومون، هي الكلمة السابعة المستثناة من "تي".

الثالث: وجدت هذا البيت الأخير في نسخة شرح الناظم رحمه الله تعالى هكذا

واحلف صلاة ضف صل أولى لا الغ لا * كن وكالئ اله لمس لاق لا

ولم يشرح كلمة "لا" في آخر البيت، ولعله أراد أن يغاير بها حرف الميم مع حرف اللام من حيث إنه سيذكر منه المحذوف على عادته ، خلافا لما فعل في حرف اللام.

(الميم) والمحذوف منه ثمانية عشر لفظا

الأول: (الايمان) بكسر همزته حيث ورد، نحو: وحبب إليكم الإيمن ، ولا الإيمـن، ليزدادوا إيمـنا، ليضيع إيمـنكم.

الثاني: (الايـمان) حيث ورد بفتح الهمزة بعدها ياء ساكنة، نحو: بما عقدتم الأيمـن، إنـهم لا أيمـن لهم ، أن ترد أيمـن بعد أيـمنهم، عرضة لأيمـنكم، واحفظوا أيمـنكم، اتخذوا أيمنهم جنة. وليس منه "ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتب " كما قد يتوهم الصبيان.

الثالث (عمـرة) المسجد الحرام ،كلمة واحدة، إشارة لقراءة من قرأها بفتح أولها وسكون ثانيها بلا ألف.

الرابع: وظللنا عليكم (الغمـم)، في ظل من الغمم ،وظللنا عليهم الغمـم، تشقق السماء بالغمـم.

الخامس: (الأعمال) حيث ورد، نحو: ولهم أعمـل من دون ذلك، هل أنبئكم بالأخسرين أعمـلا، لنا أعمـلنا ولكم أعمـلكم، كذلك يريهم الله أعمـلهم. السادس: قل اللهم (مـلك) الملك، ونادوا يـمـلك، كلمتان لا غير ،([1]) ويستثنى للصبيان "ما لك لا تأمنا".

السابع: (علما) نحو: علمؤا بني إسرائيل، إنما يخشى الله من عباده العلمؤا، كلمتان لا غير.

الثامن: (الرحمن) حيث ورد ، نحو: الرحمن على العرش استوى، الرحمن علم القرآن.

وقوله :(دام) تتميم ومعناه دام الحذف في الجميع.

التاسع: فليود الذي اوتمن (أمـنته)، كلمة واحدة مفيدة بلحوق هاء الواحد بها، بخلاف: أنا عرضنا الأمانة.

العاشر: (الأعمام) أي: أو بيوت أعمـمكم ، كلمة واحدة.

الحادي عشر: (إسمـعيل) حيث ورد. وقوله: (بان) تميم أي بان الحذف فيما ذكر.

الثاني عشر: (لقمن) حيث ورد.

الثالث عشر: (هامان)، نحو: ونري فرعون وهامـن، فأوقد لي يـهامـن ، والمقصود هنا مدة الميم.

الرابع عشر: (سليمن) حيث ورد. الخامس عشر: (الثمان) كيف ورد، نحو: ثمـنية أزوا ج من الضأن اثنين، على أن تأجرني ثـمني حج، وأنزل لكم من الأنعم ثمـنية أزواج، وثمـنية أيام حسوما، ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمـنية.

السادس عشر: وذروا الذين يلحدون في (أسـمـئه) ،كلمة واحدة مقيدة بلحوق هاء الواحد بها، بخلاف: أسماء سميتموها، أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم. السابع عشر: (سيماهم) إذا كان معه لفظ من مادة (اعرف دون نون) أي ليست فيه نون، وكان (قبل) أي: كان لفظ المعرفة قبل سيماهم، وذلك في ثلاثة مواضع: الأول في سورة البقرة تعرفهم بسيمـهم لا يسئلون الناس إلحافا، والثاني في سورة محمد فلعرفتهم بسيمـهم ولتعرفنهم، والثالث في سورة الرحمن يعرف المجرمون بسيمـهم. قال بعضهم :

واحذف بسيماهم على استيقان * في البكر والقـتال والرحمـان

بجلاف: يعرفون كلاً بسيميهم، يعرفونهم بسيميهم، كلاهما في الأعراف، لأن لفظ المعرفة الذي قبلهما فيه نون. وبخلاف: سيماهم في وجوههم، في سورة الفتح، لأنها ليس معها لفظ المعرفة، والكلمتان الأوليان مكتوبتان بالياء، والكلمة الأخيرة مقطوعة، وكل ذلك سيأتي في محله إن شاء الله تعالى. ومفهوم قوله "قبل" أنه لا يمنع من الحذف كون لفظ المعرفة الواقع بعدها فيه نون، وهو كذلك كما في المثال الثاني من الأمثلة المحذوفة.

الثامن عشر: (تمارونه) أي: أفتمـرونه على ما يرى، كلمة واحدة مقيدة بلحوق هاء الواحد بها، بخلاف: فلا تمار فيهم، فتماروا بالنذر.

جمع النظائر التاسع جر ذكره " تملثيل" من حرف الميم وجامعه تخفيف حرفه الأول أي: عدم تعريفه بأل، وهو خمس كلمات أشار لأولاهن بقوله: (و) احذف (ساحر خف) أي: المخفف نحو: بكل سـحر عليم، سـحر كذاب، إنما صنعوا كيد سـحر، سـحر أو مجنون فأخذنـه وجنوده، سـحران تظـهرا. (دون) التي معها (تواصوا) وهي: ساحر أو مجنون أتواصوا به، - وهي الأخيرة في سورة الذاريات - فهي ثابتة، وكذلك ما كان معرفاً من هذا اللفظ نحو: ولا يفلح الساحر، يـأيه الساحر وأما " السـحرون" فمن "للنون:" (أو) أي والكلمة الثانية من جمع النظائر هي (سامر) أي: سـمرا تجهرون، فما خطبك يـسـمرى، بخلاف: وكذلك ألقي السامري، والثالثة و(تمـثيل) وجفان كالجواب ، بخلاف: ما هذه التماثيل. والرابعة (ديار) بكسر الدال وتخفيف الياء، نحو: ولا تخرجون أنفسكم من ديـركم ، فاصبحوا في ديـرهم ،وأرثكم أرضكم وديـرهم، ولم يخرجوكم من ديـركم، وأخرجوكم من ديـركم، وقد أخرجنا من ديـرنا، بخلاف: فجاسوا خلل الديار، لا تذر على الأرض من الكفرين ديارا ، قال بعضهم :

لفظ الديار الحكم فيه قد عرف * إن كسر الدال بتخفيف حذف

والثبت في ديـارا الديــار * وداركـم ودارهـم والـدار

والثلاثة الأخيرة ليست من هذا القبيل، لأن الممدود فيها الدال.

والخامسة: أجعلتم (سقـية) الحاج، إشارة لقراءة من قرأها بضم السين بعدها فاق ممدودة بالألف بعدها هاء التأنيث، جمع ساق كما تقول: في قاض قضاة، فهي حينئذ ترسم كما ترسم " تقية " بخلاف: جعل السقاية في رحل أخيه.

ثم ذكر الناظم رحمه الله تعالى كلمة واحدة تجمعها مع ما تقدم نسبة التضاد، وتزيد باشتراط الرفع فيها، فقال: و(اعكس ضعفا)ء ذات (الرفع) مع ما قبلها، فإنها تحذف إذا عرفت بأل، نحو: وبرزوا لله جميعا فقال الضعفـؤا، وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفـؤا، بخلاف: وله ذرية ضعفاء، لأنها مخففة، وليس على الضعفاء، لأنها غير مرفوعة. (تجار) تميم.

[النون] والمحذوف منه ألف نون الضمير التي في وسط الكلمة، واثنا عشر لفظا ، فأما نون الضمير فأشار لها بقوله:
(فنون مضمر) أي: احذف ألف نون الضمير الواقع في وسط الكلمة، نحو: نسينـكم، بنينـها، فأسقينـكموه فنبذنـه، أخلصنـهم، أنشأنـهن، فجعلنـهن، من بعد ما بينـه، ءاذنـك، فتنـك، والمدة الأخيرة من ونـدينـه، وتقرب نون الضمير هذه للمبتدئ بأنها كل نون مشددة قبلها محرك، أو مخففة قبلها حرف ساكن سكونا حيا أو ميتا وبعدها كاف أو هاء مضمومتين أو مفتوحتين كالأمثلة السابقة. بخلاف: "بنيها" فتكتب بالياء على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وأما الألفاظ الاثنا عشر المحذوفة من حرف النون فأولها: (عين) أي وابيضت عينـه من الحزن، ولا تعد عينـك، كلمتان لا غير.

[1] - قرأ عاصم والكسائي قوله تعالى "ملك يوم الدين " بألف بعد الميم, قرأه باقي السبعة بغير ألف على قراءتهم رسم.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الثاني: (التناج) وينحصر هذا اللفظ في سورة المجادلة، نحو: ويتنـجون بالإثم، إذا تنـجيتم فلا تتنـجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتنـجوا بالبر والتقوى، إذا نـجيتم الرسول، بخلاف: وقال للذي ظن أنه ناج منهما.
الثالث: (فنـظرة) بم يرجع المرسلون ،كلمة واحدة مقيدة بالفاء، وأما إلى ربها ناظرة فثابتة.
الرابع: نحن (أبنـؤا) الله وأحبـؤه، كلمة واحدة مقيدة بلفظها، وقد قيدها شيخنا رحمه الله بلفظ "نحن" في تصويب له فقال :
فنون مضمر فناظرة تناج ونحن أبنا عين ناديناه ماج

بخلاف: ءاباؤكم وأبناؤكم، أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن.
الخامس: و(نـدينـه) من جانب الطور، ونـدينـه أن يـإبرهيم، كلمتان لا غير، والمقصود هنا هو المدة الأولى، وأما الثانية فهي داخلة في قوله: "فنون المضمر"، وهذا اللفظ مقيد بوجود الياء الساكنة بعد الدال مع إضافته إلى هاء الضمير، بخلاف: ولقد نادينا نوح، يوم التناد، فتنادوا مصبحين، إذ ناديه ربه، فنادته الملئكة، فنادى في الظلمـت، يناد المناد، ونادوا يـملك. (ماج) تميم
السادس: ومن ثمرات النخيل و(الأعنـب)، له جنة من نخيل وأعنـب، وحدائق أعنـبا.
السابع: ومن الجبال (أكنـنا) ،كلمة واحدة،
الثامن: و(منـفع) للناس، لكم فيها دفء ومنـفع، ولكم فيها منـفع كثيرة، ولهم فيها منـفع ومشارب.
التاسع: (إناث) نحو: إن يدعون من دونه إلا إنـثا، أم خلقنا الملئكة إنـثا، يهب لمن يشاء إنـثا...، وجعلوا الملـئكة الذين هم عند الرحمن إنـثا.
العاشر: (نازع) مطلقاً، نحو: فلا ينـزعنك في الأمر، وإن تنـزعتم في شيء، ولتنـزعتم في الأمر، فتنـزعوا أمرهم بينهم ،ولا تنـزعوا فتفشلوا، إذ يتنـزعون بينهم أمرهم، ينـزعون فيها كأسا، وهي الكلمة الثامنة المستثناة من " تي ".
الحادي عشر: فسلكه (ينـبيع) في الأرض، كلمة واحدة.
الثاني عشر: و(القنـطير) المقنطرة من الذهب والفضة. (تراث) تميم يتضمن موعظة، وهي أن القناطير المقنطر ة من الذهب والفضة موروثة على صاحبها بعد موته، ولو جمع منها ما جمع، وليس له منها إلا ما أنفق في حق كما في حديث ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - عند البخاري وغيره.
{الصاد} المهملة والمحذوف منه اثنا عشر لفظا
الأول: و(فصـله) في عامين، وحمله وفصـله ثلـثون شهراً، كلمتان لا غير، وفي الأخيرة منهما إشارة لقراءة من قرأ ها بفتح الفاء وسكون الصاد بلا ألف، وهذا اللفظ مقيد بلحوق هاء الواحد به، بخلاف: فإن أرادا فصالا.
الثاني: (الأبصار) حيث ورد، نحو: لا تدركه الأبصـر وهو يدرك الأبصـر، وجعلنا لهم سمعا وأبصـرا فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصـرهم، إنما سكرت أبصـرنا، أبصـرها خـشعة، يغضضن من أبصـرهن.
الثالث: (صاحب) كيفما ورد، نحو: والصـحب بالجنب، قال له صـحبه، وما صـحبكم بمحنون، ولم تكن له صـحبة، وصـحبته وبنيه، يـصـحبي السجن، فلا تصـحبني قد بلغت، وفي هذه إشارة لمن قرأها بفتح التاء والحاء وسكون الصاد بلا ألف.
الرابع: (صالحه) كيفما ورد، نحو: وعمل صـلحا، وعمل عملاً صـلحاً، والعمل الصـلح، وصـلح المؤمنين، إذ قال لهم أخوهم صلح، قالوا يـصـلح، أن يصـلحا بينهما صلحاً، وفي هذه إشارة لقراءة من قرأها بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام.
ثم استثنى من "صاحب" و"صالحه" على الترتيب كلمتين ثابتتين فقال: (دون) التي معها لفظ (هما) وهي: وصاحبهما في الدنيا معروفا.
ودون التي تدل على (اثنتين) وهي: كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين.
الخامس: ولا (تصـغر) خدك للناس ،كلمة واحدة، إشارة لمن قرأها بتشديد العين بلا ألف.
السادس: (صـعفة) مثل صـعفة عاد، فأخذتكم الصـعقة، فأخذتهم الصـعقة، فأخذتهم صـعقة العذاب الهون.
السابع: من (صلصـل) من حمإ، كلمتان في الحجر، يقيد هذا اللفظ بتكرير الصاد واللام، بخلاف: صال الجحيم، صالوا النار.
الثامن: و(أو صـني) بالصلوة، كلمة واحدة مقيدة بلفظها، بخلاف: ذلكم وصيكم به، إذ وصيكم الله بهذا، فبالياء.
التاسع: (مصابيح) نحو: السماء الدنيا بمصـبيح، في الموضعين لاغير. العاشر: (النصار) نحو وقالت اليهود ليست النصـرى على شيء وقالت النصـرى ليست اليهود على شيء، وقالوا كونوا هودا أو نصـرى، وهو مقيد بفتح نونه، بخلاف: من المهـجرين والأنصار، كونوا أنصار الله الآية.
الحادي عشر: (أصـبع) أي: أصـبعهم في ءاذانهم، في موضعين لا غير.
الثاني عشر: (بصـئر) للناس وهدى ورحمة لقوم يوفنون في سورة (الجاثيـ)ة، وأما غيرها فثابت، نحو: من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يتذكرون، قد جاءكم بصائر من ربكم، هذا بصائر من ربكم.(نار) تميم أي اتضح وظهر الحذف فيما ذكر.
[الضاد] المعجمة والمحذوف منه أربعة ألفاظ
الأول: (ضاعف) كيفما ورد، نحو: والله يضـعف لمن يشاء، فيضـعفه له، يضـعفه لكم ويغفر لكم، وإن تك حسنة يضـعفها، يضـعف لهم العذاب، لا تأكلوا الربوا أضعـفاً مضـعفة، إشارة لقراءة من يقرأ الجميع بتشديد العين بلا ألف.
الثاني: (يضـهون) قول الذين كفروا، وهي الكلمة التاسعة المستثناة من"تي".
الثالث: (البضاع) نحو: وأسروه بضـعة، وجبئنا ببضـعة، اجعلوا بضـعتهم هذه بضـعتنا.
الرابع: (ارضع) نحو: أن يتم الرضـعة، وأخواتكم من الرضـعة.
[العين] المهملة والمحذوف منه أربعة عشر لفظا
الأول: أن الصفا والمروة من(شعـئر) الله، لا تحلوا شعـئر الله، ذلك ومن يعظم شعـئر الله، والبدن جعلنـها لكم من شعـئر الله.
الثاني:و(عالم) حيث ورد، نحو: عـلم الغيب.
الثالث: (أضعاف) الذي قبله لفظ (الربا) وهو: لا تأكلون الربوا أضعـفا مضعفة، في موضع واحد، بخلاف: فيضـعفه له أضعافاً كثيرة،
وجرى الخلاف فيقوله تعالى "ذرية ضعـفا خافوا عليهم" والعمل عندنا على الحذف قال ابن ما يابي الجكني في "كشف العمى" :
وحذف بقوة ضعافا فاخافوا * ولا تخف إذ ضعف الخلاف
الرابع: (العقبى) والمقصود هنا ما كان من هذا اللفظ اسما ممدود العين، نحو: والعـقبة للمتقين، والعـقبة للتقوى، وكان عـقبة أمرها خسرا، كيف كان عـقبة الذين من قبلهم، فكان عـقبتهما، وأما ما كان فعلا من هذا اللفظ فهو ثابت، وذلك أربع كلمات وإن عاقبتم فعاقبوا، ذلك ومن عاقب، فعاقبتم فئاتوا الذين.
وقد صوب شيخنا - رحمه الله وجازاه أحسن مجازاه - هذا البيت والذي بعده ليدخل "ضعافا خافوا " في المحذوف كما تقدم، وليقيد "العاقبة" بكونها اسما فقال:
ضاعف يضاهون البضاع ارضع شعا* ئرعالم اضعف مخ معايش دعا
طول اسم عاقب عاقدت الأنعام في الــميعاد عالي... إلخ.
فقيد لفظ "اضعف" بأن يكون بعده ميم أو خاء أي: أضعـفا مضـعفة، ضـعفا خافوا. وقيد لفظ عاقب بأن يكون اسما.
الخامس: (دعا طول) أي: وما دعـؤا الكـفرين إلا في ضلـل إنا لننصررسلنا، في سورة الطول "غافر". بخلاف: وما دعاء الكـفرين إلا في ضلـل ولله يسجد من في السموت ومن في الأرض.
السادس: وجعلنا لكم فيها (معـيش) قليلا ما تشكرون، وجعلنا لكم فيها معـيش ومن لستم له برزقين، كلمتان لا غير.
السابع: والذين (عـقدت) أيـمنكم فآتوهم نصيبهم، كلمة واحدة، إشارة لقراءة من قرأها بغير ألف.
الثامن: (الأنعام) حيث ورد نحو: وأنعـم حرمت الآية، الله الذي جعل لكم الأنعـم، تأكل منه أنعـمهم.
التاسع: وولو تواعدتم لاختلفتم (في الميعـد )، كلمة واحدة، مقيدة بحرف الجر الذي قبلها، بخلاف: إن الله لا يخلف الميعاد، ولا تخزنا يوم القيـمة إنك لا تختلف الميعاد، وعد الله لا يخلف الله الميعاد.
العاشر: (عالي) إذ لحقته (الها)ء نحو: عـليهم ثياب سندس، فجعلنا عـليها سافلها، كلمتان لا غير. بخلاف: إنه كان عالياً من المسرفين، لعال في الأرض، في جنة عالية.
الحادي عشر: (تعلى) حيث ورد ،نحو: سبحـنه وتعـلى عما يشركون، وأنه تعـلى جد ربنا، فتعـلى الله عما يشركون، وهو مقيد بمد لامه وصلا ووفقا أو وقفا فقط، بخلاف: تعالوا ندع أبناءنا، تعالوا إلى كلمة فتعالين أمتعكن.
الثاني عشر: (اعصم) نحو: لا عـصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عـصم.
الثالث عشر: (عمل) نحو: لا أضيع عمل عـمل منكم، ويـقوم اعملوا على مكانتكم إني عـمل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كـذب، قل يـقوم اعملوا على مكانتكم إني عـمل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم.
ثم استثنى من لفظي "اعصم وعمل" على الترتيب المعكوس فقال: (لا) تحذف ألف (ذي) أي اللفظ المصاحب للفظ (تكن) وهو: قل يـقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عـقبة الدار، في سورة الأنعام، ولا تحذف ألف اللفظ الذي في سورة (يونس) وهو: ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم.
الرابع عشر: (اعهد) نحو: ومنهم من عـهد الله، ومن أوفى بما عـهد عليه الله، أوكلما عـهدوا عهدا، ولقد كانوا عـهدوا الله من قبل ، إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عـهدت منهم، براءة من الله ورسوله إلى الذين عـهدتم من المشركين، إلا الذين عـهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا، إلا الذين عـهدتم عند المسجد الحرام ، وأوفوا بعهد الله إذا عـهدتم، رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه.
جمع النظائر العاشر
وقد جر ذكره " العاكف وشفعاء" من العين، وجامعه الرفع، أي: ضم آخره كما قال: (وارفعا) أي اشترط لحذف هذه الألفاظ الخمسة الآتية الرفع أي ضم الحرف الأخير منها، فالأول (ساءوا) أي: أسـئوا بما عملوا ،أ سـئوا السوأى، بخلاف: ومن أساء فعليها. والثاني و(القواعد) من النساء ،كلمة واحدة ،بخلاف: وإذ يرفع إبرهيم القواعد من البيت، فأتى الله بيـنهم من القواعد. والثالث (اعكف) أي: سواء العـكف فيه والباد، كلمة واحدة، بخلاف: وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً. والرابع (اقنت) أي: أمن هو قـنت ءاناء اليل، كلمة واحدة، بخلاف: إن إبرهيم كان أمة قانتاً لله. والخامس: (شفعا) نحو: ولم يكن لهم من شركائهم شفعـؤا، ويقولون هؤلاء شفعـؤنا عند الله، بخلاف: وما نرى معكم شفعاءكم، فهل لنا من شفعاء، أم اتخذوا من دون الله شفعاء.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
(الغين) المعجمة والمحذوف منه سبعة ألفاظ
الأول: قالوا (أضـغث) أحلـم، في سورتي يوسف والأنبياء.
الثاني: (فاستغـثه) الذي من شيعته، كلمة واحدة مقيدة بالهاء في آخرها، بخلاف: فيه يغاث الناس، يغاثوا بماء كالمهل.
الثالث: (المغاربا) نحو: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشـرق الأرض ومغـربها، فلا أقسم برب المشـرق والمغـرب.
الرابع: (الأضغان) نحو: أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغـنهم، إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغـنكم.
الخامس: (غفل) حيثما ورد، نحو: وما الله بغـفل عما تعملون، وما ربك بغـفل عما يعملون، ولا تحسبن الله غفلاً عما يعمل الظـلمون.
السادس: أفأمنوا أن تأتيهم (غـشية) من عذاب الله، هل أتيك حديث الغـشية.
السابع: وذا النون إذ ذهب (مغـضباً )، كلمة واحدة.
تنبيه: ليس في حرف الغين لفظ مقيد غير"فاستغـثه" كما رأيت.



(الفاء) والمحذوف منه أحد عشر لفظا
الأول: (فالق حب) أي: إن الله فالق الحب والنوى، كلمة واحدة، مقيدة بلفظ "الحب" إشارة لقراءة من قرأها بجعلها فعلاً ماضياً على وزن "فعل" بخلاف: فالق الإصباح.
الثاني: وأصبح فؤاد أم موسى (فارغاً) ،كلمة واحدة.
الثالث: (فاكه) نحو: وفـكهة مما يتخيرون، وفـكهة وأباً.
الرابع: ولولا (دفـع) الله الناس بعضهم ببعض، في الموضعين، إشارة لقراءة من قرأه بفتح الدال وإسكان الفاء بلا ألف.
الخامس: ذلك (كفــرة) أيمـنكم، هديا بـلغ الكعبة أوكفـرة طعام مسـكين، فكفـرته إطعام عشرة مسكين. ثم استثني كلمة واحدة من هذا اللفظ ثابتة فقال: (دون) التي معها لفظ (له) وهي: فمن تصدق به فهو كفارة له.
السادس: (الفاحش) نحو: والذين إذا فعلوا فـحشة، أتأتون الفـحشة، أن تشيع الفـحشة، إلا أن يأتين بفـحشة.
السابع: (شفاع) نحو: ولا يقبل منها شفـعة، ولا تنفعها شفـعة، فما تنفعهم شفـعة الشافعين، لا تنفع الشفـعة عنده، لا تغني شفـعتهم شيئاً.
الثامن: ما ترى في خلق الرحمن من (تفـوتٍ) كلمة واحدة.
التاسع: (رفات) نحو: وقالوا أئذا كنا عظـماً ورفـتاً، في موضعين. العاشر: وإذا بلغ (الأطفـل) من كم الحلم ،كلمة واحدة.
الحادي عشر: (تفاد) أي: وإن يأتوكم أسرى تفـدوهم، كلمة واحدة، إشارة لقراءة من قرأها بفتح التاء وإسكان الفاء بلا ألف.
(القاف) والمحذوف منه سبعة ألفاظ
الأول: (قاتل) مطلقا بأي صيغة جاء، نحو: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقـتل الآية، فقـتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك، أذهب أنت وربك فقـتلا، فقـتلوا أولياء الشيطـن، وقـتلوهم حتى لا تكون فتنة، ولا تقـتلوهم عند المسجد الحرام الآية، فليقـتل في سبيل الله الآية، ولن تقـتلوا معي عدوا، ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقـتلونهم أو يسلمون،
ومما يشمله هذا اللفظ نحو: ألا تقـتلون قوماً، وما لكم لا تقـتلون في سبيل الله، الذين ءامنوا يقـتلون في سبيل الله الآية، إذن للذين يقـتلون، وهذا هو الاستثناء العاشر من "تي".

جمع النظائر الحادي عشر
أقحم الناظم رحمه الله تعالى جمع النظائر في حرف القاف ، وقد جر ذكره" بقادر" ، وجامعه دخول باء الجر على إحدى كلماته الثلاث كما قال: (و) احذف هذه الكلمات الثلاث (بـ)شرط دخول (البا)ء عليها، فالأولى (قادر) في ثلاثة مواضع: أوليس الذي خلق السمـوت والآرض بقـدر على أن يخلف مثلهم، في يس، أولم يروا أن الله الذي خلق السمـوت والآرض ولم يعي بخلقهن بقـدر على أن يحي الموتى، في الأحقاف، أليس ذلك بقـدر على أن يحي الموتى، في القيامة، وفي الموضعين الأولين إشارة لقراءة من قرأهما بصيغة مضارع على وزن يضرب. بخلاف: قل إن الله قادر على أن ينزل آية، أولم يروا أن الله الذي خلق السمـوت والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا.
والثانية (أيام) وهي: وذكرهم بأييـم الله، كلمة واحدة، بخلاف: في الأيام الخالية في أيام نحسات.
والثالثة (هـاد) وهي: وما أنت بهـد العمي، في النمل والروم إشارة لقراءة من يقرؤهما بصيغة مضارع على وزن ترمي. وأما إن الله لهاد الذين ءامنوا فثابت
ثم رجع الناظم رحمه الله تعالى يعدد بقية حرف القاف فذكر اللفظ الثاني منه بقوله: (الألقاب) أي: ولا تتنابزوا بالألقـب، كلمة واحدة.
الثالث: إن يوم الفصل كان (ميقـتا)، فتم ميقـت ربه أربعين ليلة، فجمع السحر لميقـت يوم معلوم، فلما جاء موسى لميقـتنا، إن يوم الفصل ميقـتهم أجمعين.
الرابع: إنا كنا نقعد منها (مقـعد) للسمع ،كلمة واحدة، مقيدة بالميم في أولها، بخلاف: دعانا لجنبه أو قاعداً.
الخامس: ولهم (مقـمع) من حديد، كلمة واحدة.
السادس: فما (استقاموا) لكم، قالوا ربنا الله ثم استقاموا، وإن لوا استقاموا، وهذا اللفظ مقيد بوجود السين فيه، بخلاف: وأقاموا الصلوة وإذا قاموا إلى الصلوة، وإقام الصلوة.
السابع: لا يأتيكما طعام (ترزقـنه) ،كلمة واحدة.
وقوله: (ارتقى) تميم أي: ارتقى الحذف فظهر.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[السين] والمحذوف منه سبعة ألفاظ
الأول: ومن أظلم ممن منع (مسـجد) الله، ما كان للمشركين أن يعمروا مسـجد الله، إنما يعمر مسـجد الله من آمن بالله، ومسـجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، وأنتم عـكفون في المسـجد، وأن المسـجد لله، وفي الثلاث الأول إشارة لقراءة من قرأها بالإفراد، وهذا اللفظ مقيد بوجود الميم في أوله، بخلاف: أمن هو قـنت آناء اليل ساجداً وقائماً.
الثاني: (الإنسان) حيث ورد نحو: وخلق الإنسـن ضعيفا، إن الإنسـن لفي خسر، وكل إنسـن ألزمنـه.
الثالث: (أسطير) الأولين ، وقد ورد هذا اللفظ في تسعة مواضع من القرآن. وقوله: (يعون) تميم أي يحفظون الحذف فيما ذكر.
الرابع: (تسـقط) عليك رطباً جنياً، كلمة واحدة مقيدة بالتاء في أولها بخلاف: كسفا من السماء ساقطاً.
الخامس: وإن يأتوكم (أسرى) كلمة واحدة ، إشارة لقراءة من قرأها بفتح الهمزة وسكون السين، وهي كذلك في البيت للوزن.
السادس: (المسكنة) مطلقاً سواء مد كافه بياء أم لا نحو: والمسـكين وابن السبيل، إطعام عشرة مسـكين، أو كـفرة طعام مسـكين، أما السفينة فكانت لمسـكين، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسـكين وفي هذه إشارة لقراءة من قرأها بالإفراد. ونحو: ومسـكن ترضونها، وسكنتم في مسـكن الذين ظلموا، ادخلوا مسـكنكم ، لقد كان لسبإ في مسـكنهم وفي هذه أيضا إشارة لقراءة من قرأها على الإفراد. وقيد هذا اللفظ وجود الميم في أوله، بخلاف: ولو شاء لجعله ساكناً.
السابع: (يسرعون) في الخيرات، الذين يسـرعون في الكفر، يسـرعون فيهم، وترى كثيرا منهم يسـرعون في الإثم، وهذا اللفظ مقيد بكونه من "تي" وهو الاستثناء الحادي عشر منه، بخلاف: سارعوا إلى مغفرة من ربكم، نسارع لهم في الخيرات.
[الشين] والمحذوف منه سبعة ألفاظ
الأول: من (شـطي) الواد الأيمن، كلمة واحدة.
الثاني: (مشرق) الأرض ومغـربها، ورب المشـرق، فلا أقسم برب المشـرق والمغـرب.
الثالث: وعلى أبصـرهم (غشـوة) وجعل على بصره غـشوة، كلمتان لا غير، وفي الأخرة منهما إشارة لقراءة من قرأها بفتح الغين وسكون الشين بلا ألف.
الرابع: فإذا هي (شـخصة) أبصـر الذين كفروا، كلمة واحدة.
الخامس: (شابه) نحو: إن البقر تشـبه علينا، فيتبعون ما تشبه منه، فتشـبه الخلق عليهم، تشبهت قلوبهم، متشـبها وغير متشـبه،
السادس: (نشا) أي: أو أن نعفل في أمولنا ما تشـؤا إنك لأنت الحليم الرشيد، في سورة (هود) بخلاف، عجلنا فيها ما نشاء لمن يريد، ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى، نصيب برحمتنا من نشاء.
السابع: أين شركاءي الذين كنتم (تشقون) فيهم، كلمة واحدة مقيدة بالنون بخلاف: شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله، ومن يشاق الله.
تنبيه: القاء من "تشقون" في البيت مخفف للوزن.
وقوله: (اخصصه) أي: اخصص "تشاقون" بالحذف عن غيره من لفظه.
[الهاء:] والمحذوف منه أربعة عشر لفظا
الأول: (هـرون) حيث ورد، نحو: أخي هرون، يهرون ما منعك.
الثاني: فلما جاء قيل أ(هكذا) عرشك، كلمة واحدة.
الثالث: (الجهالة) نحو: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهلة، كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سواء بجهـلة، ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهـلة، فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهـلة.
الرابع: (جهاد) الذي معه لفظ (خرجت) أي: إن كنتم خرجتم جهـداً في سبيلي، في سورة الممتحنة، بخلاف: أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله، وجـهدهم به جهـدا كبيرا، وجـهدوا في الله حق جهاده.
الخامس: (هؤلا)ء حيث ورد، نحو: أنبئوني بأسماء هـؤلاء، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ومن هؤلاء من يؤمن به، وهذا اللفظ مقيد بكون آخره همزة، بخلاف: هاؤم أقرءوا كتـبيه.
وليس من هذا اللفظ قوله تعالى: " لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا" كما قد يتوهم الصغار ، لأن "منها" كلمة و"أولئك" كلمة أخرى.
السادس: (اسم الأنهار) أي لفظ الأنهار المقيد بكونه اسماً ساكن النون، نحو: تجري من تحتها الأنهـر، فيها أنهـر من ماء الآية، بخلاف: فانهار به في نار جهنم، لأنها فعل وبخلاف: لفظ النهار مطلقاً لأنه مفتوح النون.
السابع: (الشهاد) مطلقاً كيفما ورد، نحو: ولا تكتموا الشهـدة، وأقيموا الشهـدة لله، يأيها الذين آمنوا شهـدة بينكم، لشهـدتنا أحق من شهـدتهما، ويقول الأشهـد، يوم يقوم الأشهـد.
الثامن: (قهار رعد) أي القهار في سورة الرعد نحو: وهو الوحد القهـرأنزل من السماء ماء، بخلاف: أم الله الواحد القهار، وما من إله إلا الله الواحد القهار.
التاسع: ما قتلنا (هـهنا)، إنا هـهنا قـعدون، أتتركون في ما هـهنا ءامنين، فليس اليوم هـهنا حميم. في أربعة مواضع لا غير.
العاشر: (هذا) كيفما ورد، نحو: وهـذا صرط ربك مستقيماً، أهـذا الذي بعث الله رسولا، هـذن خصمـن، ما هـذه التماثيل.
الحادي عشر: (رهان) أي: فرهـن مقبوضة، كلمة واحدة، إشارة لقراءة من قرأها بضم الراء والهاء على الجمع.
الثاني عشر: إحدى ابنتي (هـتين)، كلمة واحدة.
الثالث عشر: (برهان) نحو: قد جاءكم برهـن من ربكم، ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهـن له به، قل هاتوا برهـنكم، فذنك برهـنـن.
الرابع عشر: فيقول ربي (أهـنن) ، كلمة واحدة.
وقوله: (استبان) تتميم أي: استبان الحذف وظهر فيما ذكر.
[الواو] والمحذوف منه تسعة وعشرون لفظا
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الأول: (الأموال) حيث ورد نحو: ونقص من الأمول ، وشاركهم في الأمول والأولـد، وتكاثر في الأمول والأولـد، إن الذين يأكلون أمول اليتـمى ظلما، وأمول اقترفتموها كانوا أشد منكم قوة وأكثر أمولا وأولـدا، وأمددنـكم بأموال وبنين، أوأن نفعل في أمولنا ما نشـؤا، ولا تأكلوا أمولكم بينكم بالبـطل، إنما أمولكم وأولـدكم فتنة، مثل الذين ينفقون أمولهم في سبيل الله.
الثاني: (واحد) نحو: لن نصبر على طعام وحد، وما أوروا إلا ليعبدوا إلـها وحدا، وإلـهكم إلـه وحد، الواحد القهـر، كان الناس أمة وحدة، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة وإن كانت وحدة، ولي نعجة وحدة.
الثالث: قل هي (موقيت) للناس والحج، كلمة واحدة.
الرابع: من (الصواعق) حذر الموت، ويرسل الصواعق، كلمتان لا غير. الخامس: (الأخوال) أي: أو بيوت أخوالكم، كلمة واحدة.
السادس: (الأبواب) حيث ورد نحو: جنـت عدن مفتحة لهم الأبوب، وغلت الأبوب، فتحنا عليهم أبوب كل شيء، لا تفتح لهم أبوب السماء، ولبيوتهم أبوبا، وادخلوا من أبوب متفرقة، وأتوا البيوت من أبوبها.
السابع: (الألوان) نحو: وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألونه، فأخرجنا به ثمرت مختلفا ألونها... واختلـف ألسنتكم وألوانكم.
الثامن: (النواصي) أي: فيؤخذ بالنوصي والأقدام، كلمة واحدة.
التاسع: (العدوان) حيث ورد نحو: بالأثم والعدون، فلا عدوان إلا على الظلمين فلا عدون علي، ومن يفعل ذلك عدوناً وظلما.
العاشر: (وسع) كيفما ورد: نحو: إن الله وسع عليم، وكان الله وسعا حكيماً، إن ربك وسع المغفرة، فقل ربكم ذو رحمة وسعة، ألم تكن أرض الله وسعة.
الحادي عشر: (موازين) نحو: فمن ثقلت موزينه، ونضع الموزين.
الثاني عشر: ولا تقربوا (الفواحش )، قل إنما حرم ربي الفوحش، كبـير الإثم والفوحش.
الثالث عشر: (الإخوان) حيث ورد، نحو: فأصبحتم بنعمته إخونا، ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوناً، إن المبذرين كانوا إخون الشيـطين، وقالوا لإخونهم إذا ضربوا في الأرض، أو إخونهن أو بني إخوانهن، أو بيوت إخوانكم، ربنا أغفر لنا ولإخواننا. ويقيد هذا اللفظ للمبتدئين بوجود همزة في أوله، أو بإسكان خائه، بخلاف: خواناً أثيماً، كل خوان كفور. الرابع عشر: وقدر فيها (أقوتها)، كلمة واحدة.
الخامس عشر: وأرسلنا الريح (لواقح)، كلمة واحدة.
السادس عشر: لهدمت (صومع) وبيع ، كلمة واحدة.
السابع عشر: وتعيها أذن (وعية)، كلمة واحدة.
الثامن عشر: وإن الدين (لوقع)، وإن عذاب ربك لوقع، إن ما توعدون لوقع، ثلاث كلمات مقيدة باللام المفتوحة في أولها، بخلاف: وظنوا أنه واقع بهم، إذا وقعت الواقعة.
التاسع عشر: (مواقع) أي: فلا أقسم بموقع النجوم، كلمة واحدة مقيدة بفتح الميم، بخلاف: فظنوا أنهم مواقعوها، قال الشيخ سيدي بن عبد الرحمن بن الشيخ سيدي:
ثبت جميع ما تراني جامعه * مواقعوها واقع والواقعه
الموفي العشرين: إن أنكر (الأصوت)، لا ترفعوا أصوتكم، إن الذين يغضون أصواتهم، وقد استثنى الناظم رحمه الله تعالى كلمة واحدة من هذا اللفظ أشار لها بقوله: و(لا) تحذف "وخشعت الأصوات للرحمن" في سورة (طه). وقد تبين أن لفظ "أصوات" ورد في أربعة مواضع من القرآن، الأول في سورة طه وهو ثابت، ويحذف فيما سوى ذلك.
الحادي والعشرون: (الرواسي) نحو: وجعل فيها روسي وأنهـرا، وألقى في الأرض روسي، وألقينا فيها روسي شـمخـت.
الثاني والعشرون: (الأفواه) حيث ورد، نحو: قد بدت البغضاء من أفوههم يرضونكم بأفواههم، ذلكم قولكم بأفواهكم، باستثناء كلمة واحدة أشار لها بقوله: (لا) تحذف "وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم" في سورة (النور).
الثالث والعشرون: وإذ (وعدنا) موسى أربعين ليلة، ووعدنا موسى ثلثين ليلة، ووعدناكم جانب الطور، ثلاث كلمات لا غير، وفي حذفها إشارة لقراءة من قرأها بلا ألف، وهي مقيدة بخلوها من التاء، بخلاف: ولكن لا تواعدوهن سرا، ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعـد.
الرابع والعشرن: (الفواكه) نحو: لكم في فوكه كثيرة منها تأكلون، أولـئك لهم رزق معلوم فوكه وهم مكرمون، إن المتقين في ظلـل وعيون وفوكه مما يشتهون، ثلاث كلمات لا غير.
الخامس والعشرون: (الأواه) نحو: إن إبراهيم لأواه حليم، إن إبراهيم لحليم أواه منيب، كلمتان لا غير.
السادس والعشرون: (رضوان) كيف ورد، نحو: ورضون من الله أكبر، يبتغون فضلا من ربهم ورضونا، واتبعوا رضون الله، يهدي به الله من اتبع رضونه سبل السلـم.
السابع والعشرون: وحملنـه على ذات (ألوح) و(دسر)، كلمة واحدة مقيدة بقوله: "دسر" بخلاف: وكتبنا له في الألواح، أخذ الألواح.
الثامن والعشرون: (والد) نحو: لا تضار ولدة بولدها، وبراً بولدتي، مما ترك الولدن والأقربون، وبالولدين إحسـناً، وبراً بوالديه، رب أغفر لي ولوالدي، ثم استثنى الناظم رحمه الله تعالى ثلاث كلمات من هذا اللفظ بقوله: (سوى بلد) أي التي في سورة البلد وهي: "ووالد وما ولد".
وبقوله: (إذا غشيهم) أي وسوى ما كان من هذا اللفظ في ثمن "وإذا غشيهم موج" في سورة لقمان، وهو كلمتان: يأيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجز والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن ولده شيئاً. وبهذا تعلم أن لفظ "والد" يحذف منه ما كان مفرداً مؤنثاً أومثنى، ويثبت ما كان منه مذكرا مفردا.
(و) التاسع والعشرون: (أبوا) أي: وورثه أبوه، فكان أبوه مؤمنين.
[الياء] والمحذوف منه خمسة عشر لفظا
الأول: (رياح) نحو: وتصريف الريـح، وهو الذي يرسل الريـح، وأرسلنا الريـح، والله الذي يرسل الريـح.
وقد اختلف في الموضع الذي في سورة الروم وهو: "ومن آيـته أن يرسل الرياح مبشرت" والعمل عندنا بالاثبات، ويؤيده أن القراء العشرة اتفقوا على قراءتها بالجمع، واختلفوا فيما سواها بالإفراد والجمع، فعلى قراءة من قرأها بالإفراد رسم المحذوف منها، ورسمت الرياح مبشرت على الجمع لا تفاقهم عليه فيها.
الثاني: (يا الندا) وتقرب للصبيان بأنها هي التي تقوم بينية الكلمة دونها، نحو: يـذا القرنين، يـأبت، يـأيها، يـأيتها، يـإبرهيم، يـموسى، بخلاف: ياجوج، وياكل، ويابى الله.
وأما نحو: وألفيا سيدها، أتيا أهل قرية، فأتيا فرعون، فالياء في هذه وأمثالها من الكلمة الأولى.
الثالث: وأنكحوا (الأيمى) منكم، كلمة واحدة.
الرابع: (ربيان) أي: رب احمهما كما ربيـني صغيراً، كلمة واحدة.
الخامس: (طغينا) وكفراً في طغيانهم يعمهون.
السادس: (الشياطي) أي: لفظ الشياطين حيث ورد، نحو: ومن الشيـطين، شيـطين الأنس، وإذا خلوا إلى شيـطينهم.
السابع: (ثاني ياتيان) أي: ألفها الثاني، نحو: والذن ياتيـنها منكم، كلمة واحدة وأما الألف الأول فثابت.
وقد صوب شيخنا رحمه الله وجعل الجنة مثواه هذا البيت ليستثنى " الرياح مبشرت" ولياتي بلفظ أقرب إلى لفظ الشياطين فقال:
رياح لا ابشر يا الأيامي ربيان شياطن الطغيان ثاني ياتيان
الثامن: أفتوني في (رءيـي)، هذا تأويل رءيـى، كلمتان لا غير، وهما مقيدتان بإضافتهما إلى ياء المتكلم، بخلاف: لا تقصص رءياك.
التاسع: ونزلنا عليك الكتب (تبيـناً) لكل شيء، كلمة واحدة.
العاشر: فجاءها بأسنا (بيـتا) أوهم قائلون، أن يأتيهم بأسنا يبـتا وهم نائمون، قل أرءيتم إن أتيكم عذابه بيـتا أو نهارا، ثلاث كلمات لا غير.
الحادي عشر: (فأتيـه) فقولا إنا رسولا ربك، كلمة واحدة.
الثاني عشر: (بنيان) كيفما ورد، نحو: قالوا ابنوا عليهم بنيـنا، كأنهم بنيـن مرصوص، أفمن أسس بنيـنه الآية، لا يزال بنيـنهم.
الثالث عشر: (إياي) نحو: وإيـي فأرهبون، وأيـي فاتقون، لو شئت أهلكتهم من قبل وإيـي، وهو مقيد بكون الياء في آخرها، وأما نحو: إياك نعبد وإياك نستعين، ألا تعبدوا إلا إياه، وإنا أو إياكم لعلى هدى، فثابت. الرابع عشر: (الخطايا) حيث ورد، نحو: يغفر لكم خطـيـكم، وما هم بحـملين من خطـيـهم من شيء، أن يغفر لنا ربنا خطـيـنا.
الخامس عشر: (ألقياه) أي: فألقيـه في العذاب الشديد، كلمة واحدة.
وهنا انتهى المحذوف من الألف الماد، فكل ألف لم يدخل في أحد القواعد الثلاث الأولى ولم يذكر حذفه في أبواب الحروف ولا في جمع النظائر فهو ثابت.
وسيأتي الناظم رحمه الله تعالى فيما يلي بعشرة أبواب متوالية قبل باب الفصل والوصل، وتسمى تلك الأبواب عند الطلبة " الستيات" والواحد "ستاي" والتسمية مشتقة من أن كل باب منها ستة أبيات إلا الباب الثالث فهو سبعة، وثمة باب آخر سبعة أبيات، وهو فيما يشدد من الياء والواو، وقد يضم إلى هذه الأبواب فتصر به أحد عشربابا، وسألحقه بباب الضبط إن شاء الله تعالى.
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
ماشاء الله

روضة تضيء دائما باروع الزهور

التي تفوح بشذى الفوائد الماتعة

سلمت شيخنا الفاضل وسلمت يمينك

بارك ربي سبحانه فيك ونفع بك

وجزاك جل وعلا كل الخير واحسن اليك
 
إنضم
3 يونيو 2012
المشاركات
2,918
النقاط
38
الإقامة
تونس الخضراء
احفظ من كتاب الله
الحمد لله
احب القراءة برواية
قالون
القارئ المفضل
الحذيفي / أبو عبد الله
الجنس
أخت
رااااااااااااائع
ما شاء الله تبارك الله
سلمت يداك شيخنا الفاضل

طرح طيب و ميسّر

 
أعلى