تسابيح ساجدة
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
- إنضم
- 16 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 8,111
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المعهد
- احفظ من كتاب الله
- اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
- احب القراءة برواية
- حفص
- القارئ المفضل
- هم كُثر ,,,
- الجنس
- أخت
الدرر اللآلي من أقوال الحسن البصري (7)
أيمن الشعبان
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
كم نحن بحاجة في أيامنا هذه لتتبع أقوال وأحوال سلفنا الصالح، والسير على طريقهم واقتفاء أثرهم، ومِن هؤلاء الأعلام الزهاد الورعين، الحسن البصري رحمه الله، الذي تكلم بكلام الصديقين كما وصفته عائشة رضي الله عنها، وعندما قيل لعلي بن الحسين رضي الله عنهما: إن الحسن يقول: ليس العجب لمن هلك كيف هلك؟ وإنما العجب لمن نجا كيف نجا؟ فقال علي: سبحان الله! هذا كلام صديق.
فهذه نبذة من أقواله عسى أن تنير الطريق وتعين الرفيق، في دنيا الفتن والشهوات وابتعاد الناس عن الأمر العتيق.
يقول الحسن البصري رحمه الله:
1- إن يوم القيامة لذو حسرات، الرجل يجمع المال ثم يموت ويدعه لغيره فيرزقه الله فيه الصلاح والإنفاق في وجوه البر، فيجد ماله في ميزان غيره.[1]
2- بئس الرفيقان، الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقاك.[2]
3- رحم الله رجلا لبس خَلقاً، وأكل كسرة، ولصق بالأرض، وبكى على الخطيئة ودأب في العبادة.[3]
4- من أيقن بالخلف جاد بالعطية.[4]
5- قال رجل للحسن: إني اكره الموت. فقال الحسن: ذلك أنك أخرت مالك، ولو قدمته لسرَّك أن تلحق به.[5]
6- كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن: أما بعد فأشر عليَّ بأقوام أستعين بهم على أمر الله تعالى. فكتب إليه: أما أهل الدين فلا يريدونك، وأما أهل الدنيا فلن تريدهم، ولكن عليك بالأشراف فإنهم يصونون شرفهم أن يدنسوه بالخيانة.[6]
7- الذكر ذكران: ذكر الله عز وجل بين نفسك وبين الله عز وجل، ما أحسنه وأعظم أجره. وأفضل من ذلك ذكر الله سبحانه عند ما حرم الله عز وجل.[7]
8- ما نعلم عملا أشد من مكابدة الليل، ونفقة هذا المال.[8]
9- قال رجل للحسن: قد خطب ابنتي جماعة، فمن أزوجها؟ قال: ممن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.[9]
10- أتدعون نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق؟! قبح الله من لا يغار.[10]
11- ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه.[11]
12- من كثر كلامه كثر كذبه.[12]
13- إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك.[13]
14- ذكر الغير ثلاثة: الغيبة والبهتان والإفك، وكل في كتاب الله عز وجل.[14]
15- رحم الله عبدا وفق عند همه، فإنه ليس من عبد يعمل حتى يهم، فإن كان خيرا أمضاه، وإن كان شرا كف عنه.[15]
16- لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا عَلِمَ مَا الَّذِي يُفْسِدُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ.[16]
17- إن المؤمن أحسن الظن بربه، فأحسن العمل، وإن المنافق أساء الظن بربه، فأساء العمل.[17]
18- أطلب العلم طلبا لا يضر بالعبادة، وأطلب العبادة طلبا لا يضر بالعلم، فإن من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.[18]
19- لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُسِرُّوا الْعَمَلَ شَيْئًا، إِلَّا أَسَرُّوهُ.[19]
20- إن الرجل ليعمل الحسنة فتكون نورا في قلبه وقوة في بدنه، وإن الرجل ليعمل السيئة فتكون ظلمة في قلبه ووهنا في بدنه.[20]
21- كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا التقوا يقول الرجل لصاحبه: هل أتاك أنك وارد؟ فيقول: نعم، فيقول: هل أتاك أنك خارج منها؟ فيقول: لا، فيقول: ففيم الضحك إذا؟[21]
22- وَأَيْمُ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ قُسِمَ لَهُ رِزْقُ يَوْمٍ بِيَوْمٍ، فَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ خُيِّرَ لَهُ إِلَّا عَاجِزٌ أَوْ غَبِيُّ الرَّأْيِ.[22]
23- وَاللَّهِ مَا هِيَ بِأَشَرِّ أَيَّامِ الْمُؤْمِنِ، أَيَّامٌ قُرِّبَ لَهُ فِيهَا مِنْ أَجَلِهِ، وَذُكِّرَ مَا نَسِيَ مِنْ مَعَادِهِ وَكُفِّرَتْ بِهَا خَطَايَاهُ.[23]
24- مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَوَلِّيًا، مِنْ قَارِئٍ إِذَا تَوَلَّى.[24]
25- الصِّرَاطُ حَسَكٌ وَسَعْدَانُ، الزَّلَّالُونَ وَالزَّلَّالَاتُ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ.[25]
26- إِنَّ الرَّجُلَ لَيَطْلُبُ الْبَابَ مِنَ الْعِلْمِ، فَيَعْمَلُ بِهِ، فَيَكُونُ خَيْرًا لَهُ مِنَ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ لَهُ فَجَعَلَهَا فِي الْآخِرَةِ.[26]
27- ( إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ) قَالَ: عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ غَرِيمٍ مُفَارِقٌ غَرِيمَهُ إِلَّا غَرِيمَ جَهَنَّمَ.[27]
28- ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ )، قَالَ الحسن: أَفْسَدَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ فِي بَرِّ الْأَرْضِ وَبَحْرِهَا بِأَعْمَالِهِمِ الْخَبِيثَةِ ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )، يَرْجِعُ مَنْ بَعْدَهُمْ.[28]
29- بَلَغَنِي أَنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ: ابْنَ آدَمَ ثِنْتَانِ جَعَلْتُهُمَا لَكَ وَلَمْ يَكُونَا لَكَ: وَصِيَّةٌ فِي مَالِكَ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَدْ صَارَ الْمُلْكُ لِغَيْرِكَ، وَدَعْوَةُ الْمُسْلِمِينَ لَكَ وَأَنْتَ فِي مَنْزِلٍ لَا تَسْتَعْتِبُ فِيهِ سَيِّئًا وَلَا تَزِيدُ فِي حَسَنٍ.[29]
30- الْمُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا كَالْغَرِيبِ لَا يُنَافِسُ فِي عِزِّهَا, وَلَا يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا, لِلنَّاسِ حَالٌ وَلَهُ حَالٌ, وَجِّهُوا هَذِهِ الْفُصُولَ حَيْثُ وَجَّهَهَا اللَّهُ.[30]
31- إن المؤمنين عجلوا الخوف في الدنيا فأمنهم الله يوم القيامة, وإن المنافقين أخروا الخوف في الدنيا فأخافهم الله يوم القيامة.[31]
32- عَمِلَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَتَمَنَّوْا.[32]
33- إن أقواما بكت أعينهم ولم تبك قلوبهم, فمن بكت عيناه فليبك قلبه.[33]
34- أدركت أقواما يبذلون أوراقهم، ويخزنون ألسنتهم, ثم أدركت من بعدهم أقواما خزنوا أوراقهم، وأرسلوا ألسنتهم.[34]
35- حُلَمَاءُ إِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَسْفَهُوا, هَذَا نَهَارُهُمْ فَكَيْفَ لَيْلُهُمْ, خَيْرُ لَيْلٍ أَجْرُوا دُمُوعَهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ وَصَفُّوا أَقْدَامَهُمْ يَطْلُبُونَ إِلَى اللَّهِ فِي فِكَاكِ رِقَابِهِمْ.[35]
36- ( وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) ، قَالَ الحسن: هِيَ وَاللَّهِ لِكُلِّ وَاصِفٍ كَذُوبٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْوَيْلُ.[36]
37- كان الرجل يطلب العلم، فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره.[37]
38- اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم، فإنهم سيصحبونك بمثله.[38]
39- ضحك المؤمن غفلة من قلبه.[39]
40- يحق لمن يعلم أن الموت مورده، وأن الساعة موعده، وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده، أن يطول حزنه.[40]
41- طول الحزن في الدنيا تلقيح العمل الصالح.[41]
42- إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها ونفعته صحبتها، ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها وأجحف بحظه من الله عز و جل ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه ولا طاقة له به من عذاب الله.[42]
43- الدنيا أمرها صغير، ومتاعها قليل، والفناء عليها مكتوب والله تعالى ولى ميراثها، وأهلها محولون عنها إلى منازل لا تبلى ولا يغيرها طول الثواء، منها يخرجون فاحذروا - ولا قوة إلا بالله - ذلك الموطن وأكثروا ذكر ذلك المنفلت.[43]
44- يا ابن آدم! اقطع من الدنيا أكثر همك، أو لتقطعن حبالها بك فينقطع ذكر ما خُلقت له من نفسك ويزيغ عن الحق قلبك، وتميل إلى الدنيا فترديك وتلك منازل سوء بيِّن ضرها، منقطع نفعها مفضية والله بأهلها إلى ندامة طويلة وعذاب شديد.[44]
45- يا ابن آدم! لا تكونن مغترا، ولا تأمن ما لم يأتك الأمان منه، فإن الهول الأعظم ومفظعات الأمور أمامك لم تخلص منها حتى الآن، ولا بد من ذلك المسلك وحضور تلك الأمور، إما يعافيك من شرها وينجيك من أهوالها وإما الهلكة. وهي منازل شديدة مخوفة محذورة مفزعة للقلوب، فلذلك فاعدد، ومن شرها فاهرب، ولا يلهينك المتاع القليل الفاني ولا تربص بنفسك فهي سريعة الانتقاص من عمرك فبادر أجلك، ولا تقل غدا غدا فإنك لا تدري متى إلى الله تصير.[45]
46- واعلموا أن الناس أصبحوا جادين في زينة الدنيا يضربون في - كل - غمرة وكل معجب بما هو فيه، راض به حريص على أن يزداد منه، فما لم يكن من ذلك لله عز و جل وفي طاعة الله فقد - خسر أهله وضاع سعيه وما كان من ذلك في الله وفي طاعة الله فقد - أصاب أهله به وجه أمرهم، ووفقوا فيه بحظهم، عندهم كتاب الله وعهده وذكر ما مضى وذكر ما بقى، والخبر عمن وراءهم. كذلك أمر الله اليوم وقبل ذلك أمره فيمن مضى.[46]
47- يا ابن آدم! أنت اليوم في دار هي لافظتك وكأن قد بدا لك أمرها فإلى الصرام ما يكون سريعا ثم يفضي بأهلها إلى أشد الأمور وأعظمها خطرا، فاتق الله يا ابن آدم وليكن سعيك في دنياك لآخرتك فإنه ليس لك من دنياك شيء إلا ما صدرت أمامك، فلا تدخرن عن نفسك مالك، ولا تتبع نفسك ما قد علمت أنك تاركه خلفك، ولكن تزود لبعد الشقة، واعدد العدة أيام حياتك وطول مقامك قبل أن ينزل بك من قضاء الله ما هو نازل فيحول دون الذي تريد، فإذا أنت يا ابن آدم قد ندمت حيث لا تغني الندامة عنك.[47]
48- ارفض الدنيا ولتسخ بها نفسك ودع منها الفضل فإنك إذا فعلت ذلك أصبت أربح الأثمان من نعيم لا يزول، ونجوت من عذاب شديد ليس لأهله راحة ولا فترة، فاكدح لما خلقت له قبل أن تفرق بك الأمور فيشق عليك اجتماعها، صاحب الدنيا بجسدك، وفارقها بقلبك، ولينفعك ما قد رأيت مما قد سلف بين يديك من العمر، وحال بين أهل الدنيا وبين ما هم فيه فإنه عن قليل فناؤه، ومخوف وباله وليزدك إعجاب أهلها بها زهدا فيها وحذرا منها، فإن الصالحين كذلك كانوا.[48]
49- واعلم يا ابن آدم أنك تطلب أمرا عظيما لا يقصر فيه إلا المحروم الهالك، فلا تركب الغرور وأنت ترى سبيله؛ ولا تدع حظك وقد عرض عليك، وأنت مسئول ومقول لك فأخلص عملك، وإذا أصبحت فانتظر الموت، وإذا أمسيت فكن على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.[49]
50- إن أنجى الناس من عمل بما أنزل الله في الرخاء والبلاء، وأمر العباد بطاعة الله وطاعة رسوله.[50]
أيمن الشعبان
19/4/2013
-------------------------------------
[1] البداية والنهاية.
[2] سير أعلام النبلاء.
[3] حلية الأولياء.
[4] البيان والتبيين.
[5] المصدر السابق.
[6] إحياء علوم الدين.
[7] المصدر السابق.
[8] المصدر السابق.
[9] المصدر السابق.
[10] المصدر السابق.
[11] المصدر السابق.
[12] المصدر السابق.
[13] المصدر السابق.
[14] المصدر السابق.
[15] المصنف في الأحاديث والآثار، لابن أبي شيبة.
[16] المصدر السابق.
[17] المصدر السابق.
[18] المصدر السابق.
[19] المصدر السابق.
[20] المصدر السابق.
[21] المصدر السابق.
[22] المصدر السابق.
[23] المصدر السابق.
[24] المصدر السابق.
[25] المصدر السابق.
[26] المصدر السابق.
[27] المصدر السابق.
[28] المصدر السابق.
[29] المصدر السابق.
[30] المصدر السابق.
[31] المصدر السابق.
[32] المصدر السابق.
[33] المصدر السابق.
[34] المصدر السابق.
[35] المصدر السابق.
[36] المصدر السابق.
[37] سير أعلام النبلاء.
[38] المصدر السابق.
[39] الطبقات الكبرى لابن سعد.
[40] حلية الأولياء.
[41] المصدر السابق.
[42] المصدر السابق.
[43] المصدر السابق.
[44] المصدر السابق.
[45] المصدر السابق.
[46] المصدر السابق.
[47] المصدر السابق.
[48] المصدر السابق.
[49] المصدر السابق.
[50] المصدر السابق.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع