ام جويرية وخديجة
وفقها الله
- إنضم
- 23 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 938
- النقاط
- 18
الدرس (1 )
الحمد لله الذي شرف هذه الأمة بالدين الذي ارتضاه دين الإسلام، و بإرساله إليها محمداً خير الأنام عليه أفضل الصلوات و البركات و السلام، و أكرمها بكتابه أفضل الكلام، و جمع فيه سبحانه و تعالى جميع ما يُحتاجه إليه من أخبار الأولين و الآخرين، و المواعظ و الأمثال، و الآداب و الأحكام... و بعد:
فإن الحديث عن القرآن الكريم، حديث عن كلام رب العالمين، المنزّل على خير الأنبياء و المرسلين، لذلك فهو يحتاج من العناية و الرعاية ما يناسبه، و من الكلمات و الألفاظ ما يلائمه،
فيجب علينا أن نتعلم القرآن، و نعلِّمه أبنائنا و أهلينا؛ عسى أن يكون شفيعاً لنا يوم القيامة،( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ • إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
فيا سعد من تعلم القرآن و علمه و حافظ عليه و على تلاوته، و يا خيبة من لم يلقي لذلك بالاً و لم يقبل نور الله، و الله أعلم وصلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
قال تعالى
يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍۢ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌۭ )) ((
قال الإمام الشافعى
من تعلم القرآن عظمت قيمته
ومن نظر في الفقه نبل قدره
ومن كتب الحديث قويت حجته
ومن نظر في اللغة رق طبعه
ومن نظر في الحساب جزل رأيه
ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مدخل إلى علم التجويد
أولًا: ما يتعلق بالتلاوة
التعريف بالقرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- المتحدي به بلاغة الإنس والجن ، والمنقول بالتواتر ،المتعبد بتلاوته ،المعجز بأقصر سورة منه .
هذا القرآن: هو الكتاب الْمُبِين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وهو المعجزة الخالدة الباقية المستمرة على تعاقب الأزمان والدهور إلى أن يَرِثَ الله الأرض ومن عليها
هذا القرآن: هو وثيقة النبوة الخاتمة، ولسان الدين الحنيف، وقانون الشريعة الإسلامية، وقاموس اللغة العربية،هو منهج الله وهو دستور الحياة ، هو قدوتنا وإمامنا في حياتنا، به نهتدي، وإليه نحتكم، وبأوامره ونواهيه نعمل، وعند حدوده نقف ونلتزم، وسعادتنا في سلوك سننه واتباع منهجه، وشقاوتنا في البعد عن تعاليمه
التعريف الشرعى
هو الهدى والنور
قال تعالى ((يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًۭا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَـٰبِ وَيَعْفُوا۟ عَن كَثِيرٍۢ ۚ قَدْ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌۭ وَكِتَـٰبٌۭ مُّبِينٌۭ ﴿١٥﴾ يَهْدِى بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِۦ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ﴿١٦﴾) المائدة
هو الذكر الحكيم
قال تعالى ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ)) الحجر9
هو شفاء ورحمة
قال تعالى ((وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌۭ وَرَحْمَةٌۭ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًۭا))الاسراء 82
هو شفاء لما فى الصدور
قال تعالى ((يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌۭ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌۭ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًۭى وَرَحْمَةٌۭ لِّلْمُؤْمِنِينَ)) يونس 57
التعريف اللغوى
(قرأ) الكتاب (قراءة) و (قرآنا) و ( قرأ) الشئ (قرءانا) أى جمعه وضمه ومنه سمى القرآن لأنه يجمع السور ويضمها
يقول تعالى ((إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُۥ وَقُرْءَانَهُۥ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَأْنَـٰهُ فَٱتَّبِعْ قُرْءَانَهُۥ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُۥ ﴿١٩﴾ ))
والسورة: فى كلام العرب : هى المنزلة والفضل
وسميت بذلك لأنه يرتفع فيها منزلة من منزلة إلى منزلة وتجمع على سور
والآية : هى العلامة .. وتجمع على آى وآيات
وسميت بذلك لأنها عجب تعجز البشر على التكلم بمثلها
ففى آية واحدة ذكر الله تعالى أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين فى
قوله تعالى ((وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱلْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ ۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ )) القصص 7
ولقد رفع الله شأن القرآن ونوَّهَ بعلوِّ منزلته فقال سبحان
{تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى}
كما وصفه سبحانه وتعالى بعدة أوصاف مبينًا فيها خصائصه التي مَيَّزَه بها عن سائر الكتب فقال: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
وقال أيضًا: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ
والرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- يبين لنا أن الإنسان بقدر ما يحفظ من آي القرآن وسوره بقدر ما يرتقي في دَرَجِ الجنة وذلك فيما يرويه عبد الله بن عمرو ابن العاص -رضي الله عنهما- عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتِّل كما كنت ترتِّل في دار الدنيا فإن منزلتَك عند آخرِ آيةٍ تقرأُ بها"
-----------------------------------------------------------------------------------
- فضلُ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ
إن من أجلِّ العبادات وأعظم القربات إلى الله -سبحانه وتعالى- تلاوة القرآن الكريم، فقد أمر بها سبحانه وتعالى في قوله
فَٱقْرَءُوا۟ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ ۚ))المزمل 20 ((
1- من آيات الذكر الحكيم
قال تعالى: (( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرً)) [ سورة الإسراء:
قال تعالى ((((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ • لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)) [ سورة فاطر: 29 - 30
2- من الحديث الشريف
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ) رواه البخاري.
و عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (الذى يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، و الذي يقرأ القرآن و يتتعتع فيه، و هوعليه شاق له أجران ) متفق عليه.
ومعنى يتتعتع فيه اى يتردد عليه فى قراءته لثقله على لسانه وضعف حفظه
و عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً، و يضع به آخرين ) رواه مسلم
.و عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ( إقرؤا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه... ) رواه مسلم.
و عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف، ولكن ألفٌ حرف، و لامٌ حرف، و ميمٌ حرف ) رواه الترمذي، و صححه الألباني - رحمه الله -.
وعن نواس بن سمعان رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به فى الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما )) رواه مسلم
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسوالله صلى الله عليه وسلم : (( إن الذى ليس فى جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب ))رواه الترميذى
ولقد اوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بتعهد القرآن وحذر من تعرضه للنسيان .. فعن أبى موسى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (( تعاهدوا هذا القرآن فوالذى نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل فى عقلها )) متفق عليه
وعقلها : جمع عقال وهو حبل يشد به البعير فى وسط الذراع
------------------------------------------------------------------------
- أهميةُ تعلُّمِ القرآنِ الكريمِ وتعليمِهِ
-
تعليم القرآن الكريم فرض كفاية، وحفظه واجب وجوبًا كفائيًّا على الأمة حتى لا ينقطع تواتره، ولا يتطرق إليه تبديل أو تحريف، فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين، وإلا أَثِمُوا جميعًا.
ولقد كان الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يتوانى في إبلاغ من معه من الصحابة بما أنزل عليه من الآيات، وتعليمهم إياها فور نزولها حيث قد أمره الله -جل وعلا- بذلك في قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ.))
فصاحبُ القرآنِ قلبُه عامرٌ به، يتدبر آيات الله، ويتفكر في دلائل قدرته وعظمته، وبذلك تصفو نفسه، وتجملُ أخلاقه، وترقُّ أحاسيسه، والرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- يخبرنا بأن حفاظ القرآن هم أصفياء الله وخاصَّته وأولياؤه وأنصاره وذلك فيما رواه أنس بن مالك عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن لله أهلين من الناس فقيل من أهل الله فيهم؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصَّتُه"
--------------------------------------------------------------------
آدابُ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ واستماعِه
اداب قلبية اداب ظاهرية
الآداب القلبية
1- معرفة أصل الكلام
وهو التنبيه إلى عظمة الكلام المقروء وعلوه وإلى تفضيل الله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقه حيث خاطب مخلوقيه بهذا الكلام الشريف وتكفل تفضيلا منه ورحمة بتيسير إفهامهم إياه
2- التعظيم
وهو استحضار عظمة منزل القرآن فى القلب والتنبه إلى أن ما يقرأه ليس من كلام البشر ويتوصل بهذا إلى التفكر فى صفات الله و جلاله وأفعاله
3- حضور القلب
فيطرد حديث النفس أثناء التلاوة .. فإن المعظم لكلام الله يستبشر به ويأنس له ولا يغفل عنه
4- التدبر
إذ لا خير فى عبادة لا فقه فيها ولا فى قراءة لا تدبر فيها وهو محاولة استيعاب المعانى لأنها أوامر رب العالمين التى يجب أن ينشط العبد إلى تنفيدها بعد فهمها وتدبرها
5- التفهم
وهو أن يتفاعل مع كل آية بما يليق بها .. فيتأمل فى معانى أسماء الله وصفاته .. ويتأمل فى أفعاله ليستدل من عظمة الفعل على عظمة الفاعل ويتأسى بأحوال الأنبياء
6- التخصيص
وهو أن يستشعر القارئ بأن كل خطاب فى القرآن موجه إليه شخصيا فعليه أن يقرأه كما يقرأ العبد كتابا خصه به مولاه يأمره وينهاه
7- التأثر
فيتجاوب مع كل آية يتلوها .. فعند الوعيد يتضاءل خيفة وعند الوعد يستبشر فرحا وعند ذكر صفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعا وعند ذكر الكفار وقلة أدبهم فى دعاويهم يخفض صوته وينكسر فى باطنه حياء من قبح مقالتهم ويشتاق للجنة عند وصفها ويرتعد من النار عند ذكرها
8- التخلى
وهو تحاشى موانع الفهم مثل أن يصرف همه كله إلى تجويد الحروف .. وايضا مثل اعتقاد حصر معانى آيات القرآن فيما تلقنه من تفسير
9- التبرى
هو أن يتبرأ من حوله وقوته إذ لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ويتحاشى النظر إلى نفسه بعين الرضى والتزكية
الآداب الظاهرية
أن يستقبل القبلة ما أمكنه ذلك -1
2- الطهارة الكاملة فى البدن والثوب والمكان واستعمال السواك تطهيرًا وتعظيمًا للقرآن
3- الاستعاذة من الشيطان الرجيم وقراءة البسملة
4- الإمساك عن القراءة عند التثاؤب
5- عدم قطع التلاوة بالحديث مع الناس
6- الخشوع والبكاء عند القراءة
7- أن يزين قراءته ويُحَسِّنَ صوتَه بها، وإن لم يكن حسن الصوت حسنه
ما استطاع بحيث لا يخرج به إلى حد التمطيط
أن يتأدب عند تلاوة القرآن الكريم، فلا يضحك، ولا يعبث ولا ينظر إلى ما يلهي بل يتدبر ويتذكر كما قال سبحانه وتعالى -8
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} ))
9- إذا مر القارئ بأحد قطع القراءة وسلم ثم عاد اليها
كما يقطعها وجوبا لرد السلام ولحمد الله بعد العطاس وتشميت العاطس ويقطعها ندبا لإجابة المؤذن
كما أن على سامع القرآن الكريم أن يقبل عليه بقلب خاشع ويتفكر في معانيه، ويتدبر في آياته، ويتعظ بما فيه من حكم ومواعظ، وأن يحسن الاستماع والإنصات لما يتلى من قرآن حتى يفرغ القارئ من قراءته، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ))
.....................................
ومن الادلة فيما سبق
1- الاسْتِيَاكُ للقِرَاءةِ
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :
" لَوْلا أَنْ أَشُقَّ علَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صلاةٍ "
متفق عليه،البخاري: 887، مسلم/ 252.
2- أَنْ يَكُونَ عَلَى طَهَارَة
قَالَ تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )البقرة: 222 .
3- الاسْتِعَاذَة بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم
قَالَ تعالى: ( فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْءان فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) النحل : 98 .
4- الخُشُوعُ عِنْدَ تِلاوَتِهِ
قَالَ تعالى:
( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرْءان عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الحشر: 21 .
5ـ- تَعْظِيمُ قَدْرِ القُرْءان الكَرِيمِ-
قَالَ تَعَالَى: ( وَإِذَا قُرِئَ القُرْءان فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)الأعراف 204
6- تحسين الصوت والجَهْر به رفع الصوت
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قَالَ صلى الله عليه وسلم:
"مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوتِ يتغنَّى بالقرءان يَجْهَرُ بِه
"متفق عليه، البخاري/5023، مسلم/792 .
7- البُكَاءُ عِنْدَ تِلاوَتِهِ
قَالَ تعالى: ( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) الإسراء: 109 .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضى الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْءان، قَالَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟
قَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي، فَقَرَأْتُ النِّسَاءَ
حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا)
رَفَعْتُ رَأْسِي أَوْ غَمَزَنِي رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي؛ فَرَفَعْتُ رَأْسِي؛ فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ "
متفق عليه، البخاري/5055، مسلم/ 800 .
8- تَدَبُّر آيَاتِه
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
" اقْرَإِ القُرْءان فِي كُلِّ شَهْرٍ"، قَالَ قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي عِشْرِينَ لَيْلَةً قَالَ
قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ "
رواه مسلم/ 1159 .
عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَجِيلَةَ يُقَالُ لَهُ: نَهِيكُ بْنُ سِنَانٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ:
إِنِّي أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ لَقَدْ عَلِمْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهِنَّ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ "
رواه مسلم/ 822 .
9- تَرْدِيدُ القِرَاءةِ
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قال :
قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فِي مَسِيرٍ لَهُ سُورَةَ الْفَتْحِ عَلَى رَاحِلَتِهِ؛ فَرَجَّعَ فِي قِرَاءَتِهِ ..
"رجَّع أي ردد متفق عليه، البخاري/4281/ مسلم/794 .
10- أَنْ يَقْرَأ القُرْءان قِرَاءةً مُفْسَّرةً
عن عبد الله بنِ مسعودرضى الله عنه أن رجلاً قال له:
إني أقرأ القُرْءان في ركعة واحدة، فقال عبد الله بن مسعود: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ إِنَّ أَقْوَامًا يَقْرَؤونَ القُرْءان لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ فَرَسَخَ فِيهِ نَفَعَ "
متفق عليه، البخاري/ 5043، مسلم/822
.
وعَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ رضى الله عنه
كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؟
فَقَالَ: كَانَتْ مَدًّا، ثُمَّ قَرَأَ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"،
يَمُدُّ: " بِبِسْمِ اللَّهِ "، وَيَمُدُّ: "بِالرَّحْمَنِ "، وَيَمُدُّ : " بالرَّحِيمِ "
رواه البخاري/ 5046 .
11- يُسَبِّحُ عِنْدَ آيَاتِ التَّسْبِيحِ ويَسْتَعِيذُ عِنْدَ آيَاتِ الاسْتِعَاذَةِ
عَنْ حُذَيْفَةَ رضى الله عنه قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً؛ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ
فَقُلْت: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ؛ فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَتَيْنِ؛
فَمَضَى فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَافْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا،
ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلا،
إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ …
" رواه مسلم/ 772 .
---------------------------------------------------------------------------------------------------
كيفية قراء القرآن الكريم
...
-
لقد شرع الله -سبحانه وتعالى- لقراءة القرآن صفة معينة وكيفية ثابتة، قد أمر بها نبيه عليه الصلاة والسلام فقال: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} ، أي اقرأته بتؤدة وطمأنينة وتدبر، وذلك برياضة اللسان والمداومة على القراءة بترقيق المرقق وتفخيم المفخم وقَصْرِ المقصور ومدِّ الممدود وإظهار المظهر وإدغام المدغم وإخفاء المخفي وغنِّ الحرف الذي فيه غنة وإخراج الحروف من مخارجها، وعدم الخلط بينها، كل ذلك دون تكلُّف أو تمطيط.
، فلقد ثبت أن أنس بن مالك -رضي الله عنه- سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: "كانت قراءته مدًّا، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، يمدُّ ببسم الله، ويمدُّ بالرحمن، ويمدُّ بالرحيم"
وقد نقلت إلينا هذه الصفة بأعلى درجات الرواية وهي المشافهة حيث يتلقى القارئ عن المقرئ، والمقرئ قد تلقاه عن شيخه، وشيخه عن شيخه وهكذا حتى تنتهي السلسلة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
اذن هناك صفة معينة، وكيفية ثابتة لقراءة القرآن لا بد من تحقيقها، وهي الصفة المأخوذة عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- وبها أنزل القرآن، فمن خالفها أو أهملها فقد خالف السنة وقرأ القرآن بغير ما أنزل الله
وصفة القراءة هذه هي التي اصطلحوا على تسميتها بعد ذلك بالتجويد
أركانُ القراءةِ الصحيحةِ
القرآن الكريم إنما يُتلقَّى بالرواية، فيرويه الجمع من القراء عن شيوخهم ويتسلسل السند إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ولذلك كان لقبول صحة القراءة ثلاثة أركان
الأول: موافقتها لوجه من وجوه اللغة العربية ولو ضعيفًا كقراءة ابن عامر في سورة الأنعام في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} ببناء الفعل "زُيِّن" للمجهول، ورفع "قتلُ" على أنه نائب فاعل، ونصب "أولادهم" مفعول للمصدر، وجر "شركائِهم" مضافًا إلى المصدر.
ولقد ثبت أن "شركائهم" مرسوم بالياء في المصحف الذي بعثه الخليفة عثمان -رضي الله عنه- إلى الشام.
وقد أنكر هذه القراءة بعض النحاة؛ بحجة أن الفصل بين المضاف والمضاف إليه لا يكون إلا بالظرف وفي الشعر خاصة، ولكن لما كانت قراءة ابن عامر ثابتة بطريق التواتر القطعي فهي إذن لا تحتاج إلى ما يسندها من كلام العرب، بل تكون هي حجة يرجع إليها ويستشهد بها.
الثاني: موافقتها للرسم العثماني ولو احتمالا، إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقًا أو تقديرًا كما في قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} 1 فقراءة حذف الألف تحتمل اللفظ تحقيقًا، وقراءة إثبات الألف تحتمله تقديرًا، وتكون القراءة ثابتة في بعض المصاحف العثمانية دون بعض مثل قوله تعالى: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ} في الموضع الأخير من سورة التوبة بزيادة لفظ "مِنْ" لثبوته في المصحف المكي دون غيره من المصاحف.
الثالث: صحة سندها بتواتر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وقد ثبت عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قوله: "القراءة سنة متبعة".
--------------------------------------------------------------------------------------
- مراتب القراءة
للقراءة ثلاث مراتب: التحقيق، والتَّدْوير، والْحَدْر، والترتيل
أما االتحقيق: فهو قراءة القرآن الكريم بِتُؤَدَةٍ وطُمأنينة مع تدبر المعاني ومراعاة أحكام التجويد
وهي التي تستحسن في مقام التعليم، ولكن لا بد أن يحترز معها من التمطيط والإفراط في إشباع الحركات، حتى لا يتولد منها بعض الحروف، ومن المبالغة في الغنات إلى غير ذلك مما لا يصح.
أما التَّدْويرُ: فهو قراءة القرآن الكريم بحالة متوسطة بين الاطمئنان والسرعة مع مراعاة الأحكام،
وأما الْحَدْرُ: فهو قراءة القرآن الكريم بسرعة مع المحافظة على أحكام التجويد. ويحترزفيها من الإدماج ونقص المدود والغنات،
فالقراءة كما قيل بمنزلة البياض إن قل صار سمرة، وإن كثر صار برصًا.
وهذه المراتب كلُّها جائزة،
** الترتيل : هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف
والترتيل يعم أساليب التلاوة جميعها
---------------------------------------------------------------------------------
ترجمةُ الإمامِ عاصمٍ
اسمه: هو عاصم بن أبي النَّجُود الأسدي الكوفي وكنيته أبو بكر، وقيل اسم أبيه عبد الله، واسم أمه بهدلة
منزلته: هو شيخ الإقراء بالكوفة، وأحد القراء السبعة، وكان من التابعين الأجلاء، فقد حدَّث عن أبي رمثة رفاعة التميمي، والحارث بن حسان البكري، وكان لهما صحبة، أما حديثه عن أبي رمثة فهو في مسند الإمام أحمد بن حنبل، وأما حديثه عن الحارث فهو في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام
جمع بين الفصاحة والإتقان، والتحرير والتجويد، وكان أحسن الناس صوتًا بالقرآن، وقد أثنى عليه الأئمة، وتَلَقُّوا قراءته بالقبول.
انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السُّلَمي -رضي الله عنه- حيث جلس مجلسه، ورحل الناس إليه للقراءة من شتى الآفاق
قال أبو بكر شعبة بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحدًا أقرأَ للقرآن من عاصم بن أبي النجود، وكان عالِمًا بالسنة، لُغَويًّا نحْويًّا فقيهًا.
مَنَاقِبُهُ: عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال: رجل صالح خيِّر ثقة، فسألته أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت، فإن لم توجد؟ قال: قراءة عاصم.
وقال أبو بكر شعبة بن عياش: دخلت على عاصم وقد احتضر، فجعل يردد هذه الآية: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} 1، يُحَقِّقُهَا كأنه في الصلاة؛ لأن تجويد القرآن صار فيه سَجِيَّة.
رُوَاتُه: روى القراءة عنه حفص بن سليمان، وأبو بكر شعبة بن عياش، وهما أشهر الرواة عنه، وأبان بن تغلب، وحماد بن سلمة، وسليمان بن مِهْران الأعمش، وأبو المنذر سلام بن سليمان، وسهل بن شعيب، وخلق لا يحصون.
اتصالُ سندهِ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ
أما إسناده في القراءة فينتهي إلى علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- وغيرهما من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
كما قرأ على زر بن حبيش الأسدي، وقرأ زر على عبد الله بن مسعود، وقرأ ابن مسعود على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان رحمه الله يُقْرِئ حفصًا بالقراءة التي رواها عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي، ويُقْرِئ شعبة بالقراءة التي رواها عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم.
ومن هذا يتضح اتصال سنده برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اتصالا متواترًا
ترجمةُ راويهِ حفص
اسْمُهُ
حفص بن سليمان بن الْمُغِيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي البَزَّاز -نسبة إلى بيع البَزِّ: أي الثياب- المعروف بِحُفَيْص، صاحب عاصم وربيبه: أي ابن زوجته، وأما كنيته فهي أبو عمر
ضَبْطُهُ وإتْقَانُهُ
أخذ القراءة عرضًا وتَلْقِينًا عن عاصم فأتقنها حتى شهد له العلماء بذلك ولقد كان -رحمه الله- كثير الحفظ والإتقان، وقد أثنى عليه الإمام الشاطبي بقوله
.............................. ... وحَفْصٌ وبالإتْقَانِ كان مُفَضَّلا
ولذلك اشتهرت روايته وتلقاها الأئمة بالقبول، وليس ذلك بغريب عليه، فقد تربى في بيت عاصم، ولازمه وأتقن قراءته حتى كان أعلم أصحابه بها، وقام بإقراء الناس بعد وفاة عاصم فترة طويلة من الزمان
وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان.
مَنْزِلَتُهُ: قال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءته، فكان مُرَجَّحًا على شعبة بضبط الحروف
وقال الذهبي: هو في القراءة ثقة ثَبَتٌ ضابط.
وقال ابن المنادي: قرأ على عاصم مرارًا، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر شعبة بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم، وأَقْرَأَ الناس بها دهرًا طويلا.
رُوَاتُهُ: أخذ القراءة عنه عَرْضًا وسماعًا أُناسٌ كثيرون منهم: حسين بن محمد الْمَرْوَزي، وعمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، والفضل بن يحيى الأنباري،
وأبو شعيب القواس وغيرهم.
وِلَادَتُهُ:
ولد رحمة الله عليه سنة تسعين هجرية
وفاته:
توفي -رحمة الله عليه- سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح
اتصالُ سندهِ بالنبيِّ -صلى الله عليه وآله وسلم
قرأ حفص القرآن الكريم على الإمام عاصم الذي سبق التعريف به، وقرأ عاصم بالرواية التي أقرأها لحفص على أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
ولقد روي عن حفص أنه قال: قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة فقال: أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السُّلَمي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأقرأت شعبة بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه.
-------------------------------------------------------------------------------------------
سجود التلاوة
شرع سجود التلاوة للقارئ والمستمع طاعة للرحمن ومخالفة للشيطان ..قال صلى الله عليه وسلم (( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكى يقول : ياويله ( وفى رواية : يا ويلي)أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلى النار )) رواه مسلم
أركانه
1- النية
2- تكبيرة الإحرام
3- سجدة واحدة كسجدات الصلاة
ويسن التكبير للهوى والرفع منه( فى الصلاة)
حكمه
:876- سئل فضيلة الشيخ: عن حكم سجود التلاوة؟ وهل هو واجب؟
فأجاب فضيلته بقوله: سجود التلاوة سنة مؤكدة لا ينبغي تركها، فإذا مر الإنسان بآيت سجدة فليسجد سواء كان يقرأ في المصحف، أو عن ظهر قلب، أو في الصلاة، أو خارج الصلاة.
وأما الواجب فلا يجب ولا يأثم الإنسان بتركه؛ لأنه ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قرأ السجدة التي في سورة النحل على المنبر، فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الأخـرى فلم يسجد، ثم قال: "إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء"[ رواه البخاري في سجود القرآن باب 10: من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود ح(1077).] ، وذلك بحضور الصحابة – رضي الله عنهم -.
ولأنه ثبت أن زيد بن ثابت قرأ على النبي السجدة التي في سورة النجم فلم يسجد[متفق عليه، رواه البخاري في الموضع السابق باب 6 ح(1072)، ومسلم في المساجد باب: سجود التلاوة ح106 (577).] ، ولو كان واجباً لأمره النبي أن يسجد.
فهو سنة مؤكدة والأفضل عدم تركه حتى لو كان في وقت النهي بعد الفجر مثلاً، أو بعد العصر؛ لأن هذا السجود له سبب، وكل صلاة لها سبب فإنها تفعل ولو في وقت النهي، كسجود التلاوة، وتحية المسجد، وما أشبه ذلك.
السؤال : هل يجوز الاكتفاء بالتسبيح : (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) أربع مرات عوضا عن السجود للتلاوة ؟ لأنه يقال : إذا مررت بآية فيها سجدة يمكنك بدل السجود أن تقول التسبيح السابق ، هل له أصل أو دليل؟
الجواب :
الحمد لله
اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ سُجُودِ التِّلاَوَةِ ، لِلآْيَاتِ وَالأَْحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِيهِ ، فيشرع للمسلم إذا مر بآية سجدة أن يسجد ، سواء كان في صلاة ، أو كان خارجا عن الصلاة ، وقد روى مسلم في صحيحه (81) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ ! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ) .
ولا بد فيه من السجود ، ولا يصح الإتيان بالتسبيح أو شيء من الأذكار بدلاً منه ، بل هذا من البدع المحدثة التي ينبغي النهي عنها
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) . متفق عليه .
قال النووي
"هَذَا الْحَدِيث قَاعِدَة عَظِيمَة مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام , وَهُوَ مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ صَرِيح فِي رَدّ كُلّ الْبِدَع وَالْمُخْتَرَعَات" انتهى .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وَسُئِلَ ابن حجر الهيتمي رحمه الله عن قول بعضهم : (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَك رَبَّنَا وَإِلَيْك الْمَصِيرُ) عِنْدَ تَرْكِ السُّجُودِ لِآيَةِ السَّجْدَةِ لِحَدَثٍ أَوْ عَجْزٍ عَنْ السُّجُودِ ؟
فَأَجَابَ : "إنَّ ذَلِكَ لَا أَصْلَ لَهُ . فَلَا يَقُومُ مَقَامَ السَّجْدَةِ ، بَلْ يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ إنْ قَصَدَ الْقِرَاءَةَ لأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِيهِ شَيْءٌ" انتهى مختصرا .
"الفتاوى الفقهية الكبرى" (1/194) .
و بالتالى لا تعوض السجدة بذكر معين لانه بدعة .. للادلة السابقة ذكرها وانه ما ورد فيها شئ لا فى الكتاب ولا السنة
...................................................................
المواضع التي تطلب فيها سجدة التلاوة
تطلب سجدة التلاوة فى اربع عشر موضعا هى :
1-اخر اية في الأعراف(206):
إنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢٠٦﴾
2-اية الرعد (15 ):
{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ طَوْعًۭا وَكَرْهًۭا وَظِلَـٰلُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْءَاصَالِ۩ }
3- اية النحل(50 ):
{ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ۩ ﴿٥٠﴾ }
4- اية الإسراء(109):
{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًۭا ۩ ﴿١٠٩﴾ }
5-اية مريم(58):
أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۦنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍۢ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْرَٰٓءِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّوا۟ سُجَّدًۭا وَبُكِيًّۭا ۩﴿٥٨﴾
و ايتان في الحج(77,18):
6- اولاهما:
إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ ۩ ﴿١٨﴾
7- ثانيتهما:
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱرْكَعُوا۟ وَٱسْجُدُوا۟ وَٱعْبُدُوا۟ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُوا۟ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ ﴿٧٧﴾
8- اية الفرقان(60 ):
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُوا۟ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُوا۟ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًۭا ۩ ﴿٦٠﴾
9- اية النمل(26 ):
ٱللَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾
10- اية سورة السجدة(15 ):
إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـَٔايَـٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِهَا خَرُّوا۟ سُجَّدًۭا وَسَبَّحُوا۟ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ ﴿١٥﴾
11- اية سورة فصلت(38 ):
فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُوا۟ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْـَٔمُونَ ۩ ﴿٣٨﴾
12- اية النجم(62 ):
فَٱسْجُدُوا۟ لِلَّهِ وَٱعْبُدُوا۟ ۩ ﴿٦٢﴾
13- اية سورة الانشقاق(21 ):
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْءَانُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١﴾
14- اية العلق(19 ):
كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب ۩ ﴿١٩﴾
----------------------------------------------------------------------------------------------
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع