الموحدة
عضو مميز
- إنضم
- 5 يناير 2012
- المشاركات
- 806
- النقاط
- 18
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- ما تيسر منه
- احب القراءة برواية
- برواية ورش عن نافع
- القارئ المفضل
- الشيخ ياسر الدوسري/عمر القزابري/مشاري العفاسي/المنشاوي
- الجنس
- أخت
الدعوة فن وإبداع
إن الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - فن وإبداع، شكلاً ومضموناً، ظاهراً وباطناً.
وكثيرا ما يسيء الداعية من حيث يظن أنه أحسن، فليس كل من أوتي طلاقة اللسان أجاد البيان، ولا كل من أجاد البيان نجح في الإقناع، ولا كل من نجح في الإقناع أثمر عملا نافعاً.
والداعية المطلوب هو الذي يحذق في دعوته، ويتفنن فيها بالحكمة، فيثمر فنه عن جمالية الوعظ الحسن، مبدعا في نفس الوقت في مجادلته مع الآخرين بكل صور الإحسان (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) [النحل: 125]
والداعية فنان ذو ريشة حساسة، يعرف كيف يختار اللون المناسب، مع الخلفية المناسبة، في المكان المناسب، ويحاول إنجاز اللوحة في أسرع وقت ممكن دون إخلال في أي مقوم من مقوماتها أو جزء من جزيئاتها.
أما إذا تخبط في الخلفية وبعثر الألوان دون تناسق وتوازن، فقد ظلم الدعوة التي يدعو إليها، وذلك بتشويهها، والإساءة إليها بقصد أو بغير قصد، وظلم نفسه، إذ هو بحاجة إلى مراجعة مع النفس، وإعادة لصياغتها من جديد وفق أصول وقواعد الدعوة، والاستزادة من غذاء العقل والتربية.
وظلم المدعو..وذلك إما أن يثير فيه ردة فعل عكسية، فيضيع المقصود، ويزداد في الانحدار، والتيه والضياع، ويولد فيه الكره للدعوة، بشتى مجالاتها، وإما أن يجعله يلتمس طريقا يظن فيه الخير والهدى، في حين أنه طريق خاطئ ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب.
وتذكيرا لهذا الداعية كانت هذه النقاط:
1- كهف مجهول:
إننا نجهل ما في صدور الناس، ولذا فهي كهوف مجهولة، وحتى لا نفاجئ بما في ذلك الكهف لا بد من التعرف عليه ودراسته ومحاولة الدخول إليه بيسر وسهولة دون إثارة لعوائق، أو بحثا عن مشاكل، أو تنبيها لأمور هو في غنى عنها!
ندخلها بلطف وأناة، فنغمرها بحبنا، وإرادة السعادة والهداية لها وليس إيذائها.
ندخلها بحذر وترقب مع حب لتغييرها إلى الأحسن.
ندخلها بمودة ورحمة لنحملها إلى سفينة النجاة بعون الله.
2- إحياء الأمل:
فالداعية الذي يرغب ويبشر وييسر، ويأخذ ويعطي بوجه بشوش، طلق المحيا، ويتسع صدره لضربات الآخرين، ويفوق حلمه غضب الجاهلين، حاملا في جعبته المبشرات، ممهدا الطريق للحائرين، واضعا نصب عينيه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ((يسروا ولا تعسروا، بشروا ولا تنفروا)) ومدركاً لما ينطوي عليه قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ((وتبسمك في وجه أخيك صدقة)) هو المطلوب، وبالتالي فهو الداعية الحكيم المربي.
3- كونوا كالشجر:
إن الداعية يعطي، ودائما يثمر، ولا يتوقف عن إنتاج الثمار، وان رماه الناس بالسفه وأذوه أو وقفوا ضده، ولا ينظر في هذه الأمور لأنها لا تستحق الوقوف عندها.
إنه يدعو ويمضي قدما على بساط الرفق، موزعا بطاقات الحلم، ناصحا الصديق والخصم، ولا يجعل للشيطان منفذا إلى قلبه، معلقا على صدره وسام حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: " المسلم كالنخلة" رواه البخاري، أو يعلن أن شعاره القول المأثور: "كونوا كالشجر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بالثمر".
4- تفتيت الجدار:
عندما يعترض طريقك جدار فأنت تتجه يمينا أو شمالا أو تقف بمكانك تفكر ماذا تفعل؟ وماذا تصنع؟
والداعية لا يصطدم بالجدار الذي أمامه سواء كان هذا الجدار أراء أو معتقدات مستقرة عند الناس، ولكن بدراسة الكهف، والاختيار الموفق، يمكنه من تفتيت ذلك الجدار وإزالته تماما.
فالجدال والمراء لا يأتي بخير، والتصادم ينفر من قبول الدعوة، هذا إذا لم يعد على الداعية بالضرر، أو يتعداه ليصل إلى الدعوة نفسها، وبالتالي تصبح المفاهيم الإيجابية البناءة لدى المدعو مشوبة بالغبش، أو يراها في حسه مفاهيم متطرفة سلبية.
5- نمو التفاحة:
إن التفاحة التي نأكلها لا تنضج في يوم وليلة، بل بعد عدة سنوات من نمو البذرة، وتمتد الجذور في التربة، واستطالة الساق، واخضرار الأوراق، وولادة البراعم، وتفتح الأزهار، ثم تنضج الثمرة بعد تكوينها!!
وبالتالي لا يمكن أن تكون هناك تفاحة ناضجة مباشرة من البذرة إلى الثمرة، أي أن الثمرة تنقلب في طرفة عين إلى تفاحة كاملة!!
وهذا مثل يسير، فلماذا العجلة؟
6- بحر وسمكة:
يمضي الداعية في طريقه، ولا يلتفت إلى قضية الحكم على الآخرين، ولا يضيع وقته في تصنيف الناس، ولا يتعب نفسه في توزيعهم ووضعهم في جداول المحاسبات، ويمضي في طريقه مبدعا في ريشته، ناشرا لمساته الجمالية والإبداعية في لوحاته، ليس منشغلا عنها قي قضايا ليست من اختصاصه.
فالدعوة بالنسبة للداعية كالبحر للأسماك، ولا يمكن للأسماك أن تنشغل عن السباحة، أو تتوقف توقفا نهائيا مقابل
أن تعدد ألوان بني جنسها، أو تقوم بفرز كائنات البحر بحسب الشكل أو اللون أو الحجم.. أو أي تقسيم آخر.
إنه ضرب من الإحالة أن تتوفر مثل هذه الأسماك.
وفق الله الجميع لما فيه خير.
إن الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - فن وإبداع، شكلاً ومضموناً، ظاهراً وباطناً.
وكثيرا ما يسيء الداعية من حيث يظن أنه أحسن، فليس كل من أوتي طلاقة اللسان أجاد البيان، ولا كل من أجاد البيان نجح في الإقناع، ولا كل من نجح في الإقناع أثمر عملا نافعاً.
والداعية المطلوب هو الذي يحذق في دعوته، ويتفنن فيها بالحكمة، فيثمر فنه عن جمالية الوعظ الحسن، مبدعا في نفس الوقت في مجادلته مع الآخرين بكل صور الإحسان (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) [النحل: 125]
والداعية فنان ذو ريشة حساسة، يعرف كيف يختار اللون المناسب، مع الخلفية المناسبة، في المكان المناسب، ويحاول إنجاز اللوحة في أسرع وقت ممكن دون إخلال في أي مقوم من مقوماتها أو جزء من جزيئاتها.
أما إذا تخبط في الخلفية وبعثر الألوان دون تناسق وتوازن، فقد ظلم الدعوة التي يدعو إليها، وذلك بتشويهها، والإساءة إليها بقصد أو بغير قصد، وظلم نفسه، إذ هو بحاجة إلى مراجعة مع النفس، وإعادة لصياغتها من جديد وفق أصول وقواعد الدعوة، والاستزادة من غذاء العقل والتربية.
وظلم المدعو..وذلك إما أن يثير فيه ردة فعل عكسية، فيضيع المقصود، ويزداد في الانحدار، والتيه والضياع، ويولد فيه الكره للدعوة، بشتى مجالاتها، وإما أن يجعله يلتمس طريقا يظن فيه الخير والهدى، في حين أنه طريق خاطئ ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب.
وتذكيرا لهذا الداعية كانت هذه النقاط:
1- كهف مجهول:
إننا نجهل ما في صدور الناس، ولذا فهي كهوف مجهولة، وحتى لا نفاجئ بما في ذلك الكهف لا بد من التعرف عليه ودراسته ومحاولة الدخول إليه بيسر وسهولة دون إثارة لعوائق، أو بحثا عن مشاكل، أو تنبيها لأمور هو في غنى عنها!
ندخلها بلطف وأناة، فنغمرها بحبنا، وإرادة السعادة والهداية لها وليس إيذائها.
ندخلها بحذر وترقب مع حب لتغييرها إلى الأحسن.
ندخلها بمودة ورحمة لنحملها إلى سفينة النجاة بعون الله.
2- إحياء الأمل:
فالداعية الذي يرغب ويبشر وييسر، ويأخذ ويعطي بوجه بشوش، طلق المحيا، ويتسع صدره لضربات الآخرين، ويفوق حلمه غضب الجاهلين، حاملا في جعبته المبشرات، ممهدا الطريق للحائرين، واضعا نصب عينيه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ((يسروا ولا تعسروا، بشروا ولا تنفروا)) ومدركاً لما ينطوي عليه قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ((وتبسمك في وجه أخيك صدقة)) هو المطلوب، وبالتالي فهو الداعية الحكيم المربي.
3- كونوا كالشجر:
إن الداعية يعطي، ودائما يثمر، ولا يتوقف عن إنتاج الثمار، وان رماه الناس بالسفه وأذوه أو وقفوا ضده، ولا ينظر في هذه الأمور لأنها لا تستحق الوقوف عندها.
إنه يدعو ويمضي قدما على بساط الرفق، موزعا بطاقات الحلم، ناصحا الصديق والخصم، ولا يجعل للشيطان منفذا إلى قلبه، معلقا على صدره وسام حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: " المسلم كالنخلة" رواه البخاري، أو يعلن أن شعاره القول المأثور: "كونوا كالشجر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بالثمر".
4- تفتيت الجدار:
عندما يعترض طريقك جدار فأنت تتجه يمينا أو شمالا أو تقف بمكانك تفكر ماذا تفعل؟ وماذا تصنع؟
والداعية لا يصطدم بالجدار الذي أمامه سواء كان هذا الجدار أراء أو معتقدات مستقرة عند الناس، ولكن بدراسة الكهف، والاختيار الموفق، يمكنه من تفتيت ذلك الجدار وإزالته تماما.
فالجدال والمراء لا يأتي بخير، والتصادم ينفر من قبول الدعوة، هذا إذا لم يعد على الداعية بالضرر، أو يتعداه ليصل إلى الدعوة نفسها، وبالتالي تصبح المفاهيم الإيجابية البناءة لدى المدعو مشوبة بالغبش، أو يراها في حسه مفاهيم متطرفة سلبية.
5- نمو التفاحة:
إن التفاحة التي نأكلها لا تنضج في يوم وليلة، بل بعد عدة سنوات من نمو البذرة، وتمتد الجذور في التربة، واستطالة الساق، واخضرار الأوراق، وولادة البراعم، وتفتح الأزهار، ثم تنضج الثمرة بعد تكوينها!!
وبالتالي لا يمكن أن تكون هناك تفاحة ناضجة مباشرة من البذرة إلى الثمرة، أي أن الثمرة تنقلب في طرفة عين إلى تفاحة كاملة!!
وهذا مثل يسير، فلماذا العجلة؟
6- بحر وسمكة:
يمضي الداعية في طريقه، ولا يلتفت إلى قضية الحكم على الآخرين، ولا يضيع وقته في تصنيف الناس، ولا يتعب نفسه في توزيعهم ووضعهم في جداول المحاسبات، ويمضي في طريقه مبدعا في ريشته، ناشرا لمساته الجمالية والإبداعية في لوحاته، ليس منشغلا عنها قي قضايا ليست من اختصاصه.
فالدعوة بالنسبة للداعية كالبحر للأسماك، ولا يمكن للأسماك أن تنشغل عن السباحة، أو تتوقف توقفا نهائيا مقابل
أن تعدد ألوان بني جنسها، أو تقوم بفرز كائنات البحر بحسب الشكل أو اللون أو الحجم.. أو أي تقسيم آخر.
إنه ضرب من الإحالة أن تتوفر مثل هذه الأسماك.
وفق الله الجميع لما فيه خير.
الكـاتب : وائل بن إبراهيم بركات
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع
التعديل الأخير: