الفروق بين القراءات المتواترة والشاذة

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الفروق بين القراءات المتواترة والشاذة
من خلال التأمل لعبارة (قراءات القرآن) نجد أنها مطلقة تشمل القراءات المتواترة المجمع عليها وتشمل القراءات الشاذة التي لم يجمع عليها، وبالتالي توجد هناك فروق بين القراءتين:
* تتفق القراءة المتواترة مع القراءة الشاذة من حيث الاعتماد عليها في استنباط الأحكام الشرعية العملية عند بعض الفقهاء كالأحناف.
* تتفق القراءة المتواترة مع الشاذة في الاستفادة منها في النواحي النحوية واللغوية.
* تصلح القراءة الشاذة مع القراءة المتواترة في تفسير وبيان معاني القرآن.

إن القراءات الشاذة لا تبتعد عن القراءات المتواترة في معانيها ونحوها كما أثبت ذلك الإمام أبو الفتح ابن جني في كتابه المحتسب، فكان يسعى إلى الجمع بين القراءتين المتواترة والشاذة على معنى واحد

إن الفروق بين القراءات المتواترة والشاذة تكون في التعدد في الصور اللفظية ووجوه المعاني وغيرهما.

وضع العلماء ضوابط تفرق بين القراءات المتواترة والقراءات الشاذة فإذا توفر في القراءة التواتر، وموافقة اللغة العربية وموافقة الرسم العثماني كانت مقبولة مجمعًا عليها، وإذا لم يتوفر فيها واحد من هذه الضوابط أطلقوا عليها شاذة أو ضعيفة أو باطلة.

كما أن العلماء خصصوا في كتبهم أبوابًا للقراءات المتواترة المجمع عليها وأبوابًا للقراءات الشاذة، بينوا المقبول منها وغير المقبول وفصلوا القول في أحكامها، وحكم القراءة بها في الصلاة وفي غيرها.

كما بينوا ما يقبل من هذه القراءات على أساس أنه قرآن، وما يقبل على أساس أنه خبر من الأخبار وليس من القرآن.

إن القراءات الشاذة سميت بذلك لأنها شذت عن رسم المصحف المجمع عليه وإن كان إسنادها صحيحًا

ويقول الإمام السيوطي: (الشاذ: هو ما صح سنده، وخالف الرسم أو العربية مخالفة تضر أو لم يشتهر عند القراء

ومن الفروق أيضًا من سعى إلى المفاضلة بينهما، فهناك تفضيل لبعض القراءات الشاذة على بعض القراءات المشهورة المتواترة، فقد وقف ابن جني في بيان ذلك تارة بالتفضيل وأخرى بالتحسين فمثال القراءة الشاذة التي فضلها {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] فيرى أن رفع ((كل)) في قراءة أبي السمال أقوى من النصب، كما قال (الرفع هنا أقوى من النصب وإن كانت الجماعة على النصب وذلك أنه من مواضع الابتداء

كما يستحسن ابن جني بعض الوجوه النحوية في القراءات الشاذة على المتواترة من ذلك استحسانه رفع ((الأرحام)) في قوله تعالى {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَْرْحَامَ} [النساء: 1] وهي قراءة السلمي، يرى أن رفع الأرحام عنده أوكد في معناه، يقول (ينبغي أن يكون رفعه على الابتداء وخبره محذوف أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه وأن تحتاطوا لأنفسكم فيه وحسن رفعه لأنه أوكد في معناه

كما أن القراءات الشاذة دليل على القراءات المشهورة فبمعرفة القراءات الشاذة تتبين لنا القراءات المتواترة وقد جعل أبو الفتح بعض القراءات الشاذة أدلة على وجود كثير من القراءات المشهورة، فربط بين القراءتين ربطًا قويًا مثاله ما جاء في قراءة ابن عباس في قول الله تعالى: {إنما ذلك الشيطان يخوف أولياءه} [آل عمران: قرأها ابن عباس (يخوفكم)، ويرى فيها ابن جني دلالة على إرادة المفعول الذي حذف في القراءة المشهورة ((يخوف))
وبهذا نجد أن أبا الفتح يحمل كثيرًا من معاني القراءات الشاذة على القراءات المشهورة مريدًا بذلك التأكيد أن الشواذ تتصل بأسباب قوية بالقراءات المعروفة، ولا تقل عنها شأنًا ولا ارتباطًا بأسلوب القرآن
إن المسلمين الأوائل حرصوا على صحة السند في القراءة لأنه عن طريقه يستدل بالأحكام الشرعية ويعمل بما تواتر نقله منها، ولذلك ما كانوا يقبلون قراءة أي أحد من القراء إلا إذا ثبت أخذه عمن فوقه بطريقة المشافهة والسماع حتى يتصل الإسناد بالصحابي الذي أخذ القراءة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا التسلسل في الأسانيد هو الذي أدى للقول بأن القراءات توقيفية وبناء عليه تنقسم إلى متواترة وغير متواترة.

ومن الفروق أيضًا اختلاف القراءات المتواترة عن الشاذة في الأمور الآتية:
القراءة المتواترة يجب اعتقادها والإيمان بها، ويكفر من يجحد بها بخلاف القراءات الشاذة فإنه يحرم اعتقادها بأنها من القرآن المقروء به المتعبد بتلاوته، بل يكفر من يعتقد أن القراءة الشاذة من القرآن إذا كان على علم بعدم ثبوت سندها، أو علم بمخالفتها لشرط من شروط القراءة المتواترة

القراءة المتواترة يتعبد بها في الصلاة وخارج الصلاة بخلاف القراءة الشاذة فإنه لا يقرأ بها لا في الصلاة ولا في خارجها.

أما في بيان حكم القراءة بها في الصلاة يقول ابن الجزري (وأكثر العلماء على عدم الجواز لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي ، وإن ثبتت بالنقل فإنها منسوخة بالعرضة الأخيرة أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني أو أنها لم تنقل إلينا نقلاً يثبت بمثله القرآن أو أنها لم تكن من الأحرف السبعة [


منقول
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت شيخنا الفاضل
كتب الباري سبحانه اجرك ونفع بك جل وعلا
وجزاك جل جلاله كل الخير
ورفع قدرك جل شأنه في الدارين
 
أعلى