قال أبو الحسين: خلف في الحجر كالكسائي وهو غلط إذ المفرد والجماعة بخلاف قال العراقي " ولئن أرسلنا رياحًا " وهكذا كل نكرة أبو جعفر بالألف في قول العراقي وهو خطأ؛ لأن المفرد والجماعة بخلاقه، وهو اختيار ابْن مِقْسَمٍ إلا في (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ)، وافق الحسن، والْجَحْدَرِيّ وقَتَادَة، وأحمد في رياح الرحمة دون التسخير والعذاب، وهو الاختيار لاتفاق أكثر الناس عليه ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحا (2). (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ) بالياء أبو بحرية، وأَبُو عَمْرٍو غير عبد الوارث، وبشير بن أَبِي عَمْرٍو، ومكي والأصمعي عن نافع، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وابن صبيح، وإسحاق عن أبي بكر، وأبو جعفر في قول العراقي، وابن مهران، وهو سهو؛ لأن المفرد والجماعة بخلافه، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لموافقة أهل المدينة، ولأن معناه: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا إذ يرون
__________
(1) في النسخة المطبوعة (لو في).
(2) أخرجه الشافعي (361)، والطبراني في الكبير (11533)، وأبو يعلى (2456).
العذاب لرأيت أمرًا عظيمًا (إِذْ يَرَوْنَ) بضم الياء أبو حيوة، ودمشقي غير ابن الحارث، الباقون بفتحها، وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، ولأن الذين ظلموا هم الذين يرون العذاب فيكون في الاختيار أبلغ وأقوى.
قرأ أبو حيوة (أَنَّ الْقُوَّةَ) خفيف وقد تقدم كسر الهمزة.
(خُطُوَاتِ) خفيف نافع، وحمصي، وحَمْزَة غير العنبسي، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني وأبو حنيفة، وأحمد، والحسن في رواية عباد بن راشد، والْمُعَلَّى، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، وأيوب وأَبُو عَمْرٍو غير عبد الوارث، وعباس، وبشير، ومسعود بن عبد اللَّه، وأبو بكر غير البرجمي، وقُنْبُل طريق الهاشمي، والربعي، والبزي طريق أبي ربيعة غير ابن زياد، وابن مُحَيْصِن رواية ابن علي، الباقون مثقل وهو الاختيار؛ لأنه في العربية أكثر والأثر معه موجود، وحَمْزَة، وسلام روى أبو السَّمَّال (خُطَوَاتِ) بضم الخاء وفتح الطاء والواو. (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) روى عبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، والأصمعي عن نافع رفع التاء مع فتح الحاء.
وروى محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) على ما لم يسم فاعله (الْمَيِّتَةَ) مثقل أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، وافق أبو بشر في النحل، الباقون خفيف، وهو الاختيار لموافقة الأكثر، وقوله: (الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) في آل عمران، والأنعام، ويونس، والروم، والأعراف وفاطر مشدد مدني، وابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل في قول الرَّازِيّ، وأبان، وافق أبو بشر في يونس، والروم، وفاطر، زاد مدني (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ)، و (لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا)، (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا)، وافق بصري غير أبي عمرو، وأيوب، وقَتَادَة، والْمُعَلَّى في (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا) وفيما ليس معه بلد، زاد أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً)، زاد مدني، وابْن مِقْسَمٍ " الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ " (أَخِيهِ مَيْتًا)، الباقون بالتخفيف، وهو الاختيار لموافقة أَبُو عَمْرٍو ومن تباعه ولأنه أخف وأدرج في اللفظ، وقرأ ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد " إنك مأيت وإنهم مأيتون " " وما هو بمأيت " " وما نحن بمأيتين "، وروى عن البزي إنك مأيت " وحده.
قال ابن حباب: ثم رجع عنه، قال أبو الحسين (لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا) يَعْقُوب كمدني، وهو غلط؛ لأن الجماعة والمفرد بخلافه، (فَمَنِ اضْطُرَّ)، (وَقَالَتِ اخْرُجْ)، (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ)، و (قُلِ ادْعُوا)، (أَوِ ادْعُوا)، (أَوِ انْقُصْ) الخمسة كسرهن في الوصل حمصي، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وعَاصِم، وسهل، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن صبيح، وافق أَبُو عَمْرٍو، وغير عباس إلا في اللام والواو، وافق عباس ويَعْقُوب والحسن وقَتَادَة إلا في الواو والنون سلام في النون وحدها مغيث عن خارجة عن أَبِي عَمْرٍو كنافع.
أما التنوين نحو: (فَتِيلًا انْظُرْ)، و (خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ)، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وعَاصِم، وبصري وحمصي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ، وابن صبيح يكسرون التنوين وافق الدَّاجُونِيّ عن ابْن ذَكْوَانَ في (مُبِينٍ اقْتُلُوا)، (مَحْظُورًا انْظُرْ)، (وَعَذَابٍ ارْكُضْ)، و (مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا)، وافق ابن عتبة في (مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا)، و (مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا)، (وَعَذَابٍ ارْكُضْ)، وضم الْأَخْفَش طريق ابن الجليل (خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ) وكسر ابْن شَنَبُوذَ عن قُنْبُل في المكسور نحو: (مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا) ضم الْبَلْخِيّ، وابن الأخزم في قول أبي الحسين (بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا)، وقال المخرمي عن ابن موسى كابْن شَنَبُوذَ عن قُنْبُل الوليد عن يَعْقُوب كأَبِي عَمْرٍو في اللام والواو.
قال الرَّازِيّ: هو كنافع في جميع الباب وهو غلط؛ لأن المفرد بخلافه، الباقون بالضم وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين إلا من شذ منهم ولإشباع الضمة الضمة، كسر أبو جعفر الطاء في وقوله: (فَمَنِ اضْطُرَّ)، زاد الْعُمَرِيّ (خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ)، الباقون بالضم، وهو الاختيار لاتباع الضمة الضمة أدغم بن مُحَيْصِن الضاد في الطاء وكذلك (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)، الباقون بالإظهار وهو الاختيار؛ لأنهما مختلف المخرج.
(لَيْسَ الْبِرَّ) نصب حفص، والْأَعْمَش رواية زائدة، والزَّيَّات والشيزري والثغري عن علي في قول الرَّازِيّ، الباقون بالرفع، وهو الاختيار؛ لأن (الْبِرَّ) اسم ليس و (أَنْ تُوَلُّوا) خبرها دليله ما روي في قراءة عبد اللَّه بأن (تُوَلُّوا) وهكذا قوله: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ) لم يختلف فيه فهو شاهد لهذا الأول (وَلَيْسَ الْبِرُّ)، (لَكنِ) خفيف (الْبِرُّ) رفع غير اختيار ورش ودمشقي غير ابن الحارث والثغري عن علي في قول الرَّازِيّ، الباقون
(لَكنَّ) مشدد نصب، وهو الاختيار لموافقه أكثر القراء ولأن (لَكنَّ) أكثرها في القراءة مشدد وتشديدها يدل على التحقيق (وَالصَّابِرِينَ) بالرفع الحسن، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، والْمُعَلَّى، وابن حسان عن يَعْقُوب بن محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون نصب، وهو الاختيار لموافقة المصحف، وأكثر القراء، وافق للمدح.
* * *
آخر الجزء التاسع،
ويتلوه في العاشر قوله: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ)، و (الصيَامُ) على تسمية الفاعل.
* * *
الجزء العاشر
من كتاب الكامل
تأليف الشيخ الإمام الأوحد أبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة المغربي الْهُذَلِيّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ)، و (الصِّيَامُ) على تسمية الفاعل، وهكذا (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ) إلى قوله: (الْوَصِيَّةُ) نصب وهو الاختيار على أن اللَّه كتب، وسبقني إليه من المتقدمين عبيد بن عمير ومحمد بن سميفع اليماني، الباقون على ما لم يسم فاعله، وهكذا (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)، و (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ)، و (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ) موافق للأصول، ولأن إضافة الفعل إلى اللَّه على حقيقته، وإلى غيره مجاز عند أكثر أصحابنا، وعليه أكثر أهل السنة، وهكذا في كل موضع لم يسم فاعله إلا في مواضع يفتح إضافة الفعل فيها إلى اللَّه مثل قوله: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ) من هذا يرجع إلى الولي وهكذا نظائره.
(مِن مُوَصٍّ) مشدد يَعْقُوب، والحسن، والْمُعَلَّى، وابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير أحمد بن حنبل، وابْن سَعْدَانَ، والمفضل طريق جبلة وحفص وأبان، وهو الاختيار للتكثير، ولقوله: (مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا)، (وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ)، الباقون خفيف.
(فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ) نصب و (فِدْيَةٌ) وهكذا (فَعِدَّةٌ) الثاني (فِدْيَةٌ) الثاني ابْن مِقْسَمٍ كابن عمير، الباقون بالرفع، وهو الاختيار لموافقة أكثر القراء، ولأن معناه: فعليه عدة وفدية والرفع فيه أيضًا أولى، وإن كان يكره أما على فعل مقدر كأنه قال: ثبت عليه عدة أو على المبتدأ على قول الكوفيين (فِدْيَةُ طَعَامِ) مضاف (مساكِين) جميع مدني، وابن ذكوان، وابن عتبة، وابن مسلم، والبخاري ليَعْقُوب والحسن، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة قال أبو الحسين: وهشام إلا الحلواني في (فِدْيَةُ) فقط كابْن ذَكْوَانَ وهشام بكماله في (مِسْكِينٍ).
روى العراقي طريق ابن الجنيد، وابن مهران عن هشام رواية أَبِي عَمْرٍو، وهو قول الصاغاني والْبَاغَنْدِيّ، الباقون (فِدْيَةُ) منون طعام رفع (مِسْكِينٍ) على التوحيد، وهو الاختيار لموافقة أكثر القراء، ولأن الطعام تفسير للفدية لا مضافا إليها كأنه قال: فدية، فقيل له: ما تلك الفدية -؟ فدية أخرجها عن أن يكون صومًا أو عتقًا أو كسوة فخصصها بالطعام. (شَهرُ رَمَضَانَ) نصب أبو حيوة ومجاهد في رواية أَبِي عَمْرٍو، وابن مُحَيْصِن في غير رواية ابن أبي يزيد، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون رفع، وهو الاختيار؛ إذ معناه هذا شهر رمضان أو هو شهر رمضان على خبر المبتدأ، وربما كان مبتدأ بنفسه، وعليه أكثر القراء (أَنْزَلَ فِيهِ الْقُرْآنَ) على تسمية الفاعل بالنصب فيها، وهو الاختيار كما قرأ البخاري، وابن عمير، وزيد بن علي، الباقون على ما لم يسم فاعله، وقد بينت علة اختياري في ذلك مع (فَلْيَصُمْهُ) بكسر اللام قرأ ابْن مِقْسَمٍ، والحسن، والكسائي، وقُتَيْبَة عن أبي جعفر، والرومي عن عباس، وشيبة وهكذا، (وَلْيَضْرِبْنَ)، و (فَلْيَمْدُدْ) حيث وقع، وافقهم ورش في روايته، والهاشمي عن أبي جعفر، ودمشقي، ورُوَيْس والبخاري ليَعْقُوب وسهل وأَبُو عَمْرٍو وفي (ثُمَّ لْيَقْطَعْ)، (لْيَقْضُوا) وافق قُنْبُل في (ثُمَّ لْيَقْضُوا) روى ابْن ذَكْوَانَ وابن عبدان عن هشام.
(وَلْيُوفُوا)، (وَلْيَطَّوَّفُوا) وافق الشموني (وَلْيُوفُوا)، الباقون بالإسكان، وهو الاختيار ليفرق بين لام الأمر ولام كي بأن قيل قد فرق بينهما سكون آخر الكلمة الجواب: ربما يقف ولا يصل فإذا سكت على آخر اللام لم يعلم أسكوت؛ لأنه أمر أم لا؛ لأنه وقف فلم يتحقق الفرق فأسكن اللام لتحقق الفرق بينهما (الْيُسْرَ)، و (الْعُسْرَ) بضمتين أبو جعفر، وشيبة، والهمداني وابْن مِقْسَمٍ، واختلف عن أبي جعفر فاستثنى ابْن شَبِيبٍ طريق الْحَمَّامِيّ، والرَّازِيّ (فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا) مخفف قال أبو الحسين: استثنى الْعُمَرِيّ في " عسرًا " و " يسرًا " في " ألم نشرح " فحققهما ولا يعرفه، الباقون خفيفان، وهو الاختيار لموافقة أكثر القراء ولأنه أخف وأجزل مع كثرة دوره في القرآن (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) مشدد في التكميل الحسن، وابْن مِقْسَمٍ، والْجَحْدَرِيّ وابن صبيح، وابن عقيل، واختيار الْيَزِيدِيّ، وعبد الوارث، وعباس، ووهيب، وابن موسى وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، ويَعْقُوب، وأبي
بكر، وخير أبو زيد في قول الرَّازِيّ، والباقون خفيف وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين، ولقوله: (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).