المنهج السلفي ودوره الإصلاحي

طباعة الموضوع
إنضم
4 يناير 2012
المشاركات
587
النقاط
18
الإقامة
الفيوم
الموقع الالكتروني
www.alfayyumy.com
احفظ من كتاب الله
كاملا بحمد الله
احب القراءة برواية
عاصم
القارئ المفضل
المنشاوي
الجنس
أخ
المنهج السلفي ودوره الإصلاحي

دور المنهج السلفي:


المتأمل في تاريخ الدعوة الإسلامية يرى أن منهج الصحابة رضي الله عنهم والتابعين قام حقيقة الأمر على تعظيم نصوص الوحيين القرآن والسنة ، وكمال التسليم لهما.

أما المخالفون لمنهجهم وطريقهم من أهل البدع والأهواء.. فقد زلت أقدامهم، وضلت عقولهم في ذلك ، فحرفوا، وغيروا، وبدلوا، وأولوا ، ووقعوا في الفتنة والزيغ والضلال، فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل. وإن الحق والهدى والنجاة في متابعة ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.

ولهذا جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم الميزان الحق حين وقوع الفتن والافتراق في أمته كما جاء في الحديث المحفوظ المشهور حديث الافتراق الذي وقعت فيه الأمم، والذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: \"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة\" قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: \"من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي\" وفي بعض الروايات: \"هي الجماعة\" رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.

ومن هنا وقع كثير من الاختلاف والافتراق في كثير من الأحكام بسبب سوء الفهم للإسلام وتفرقت هذه الفرق هى الأخرى إلى فرق شتى ، فكان من اللازم التصدي لهذه الفرق وبدعها التي أحدثتها في الإسلام.

ولقد وقف المنهج السلفي على طول التاريخ الإسلامي كله أمام كل هذه الفرق والمذاهب التي فارقت وخالفت الكتاب والسنة وما أجمع عليه الصحابة والتابعون ، بدأً من الخوارج والقدرية والشيعة والمرجئة ومن سار على منوالهم ، وقارع بعض الصحابة هؤلاء من أمثال عبد الله بن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم جميعاً .

كما تصدى جاهداً أمام العقل المعتزلي والفلسفي وأصحاب التأويل والتعطيل ، وبين فساد ما ذهبوا إليه وخالفوا فيه من الحق والسنن ، وفي العصر الحديث اليوم وقف المنهج أيضاً بقوة وثقة ثابتة أمام التيارات والأفكار والمذاهب المحاربة للإسلام من الشيوعية الماركسية والعلمانية والاشتراكية وغيرها وما تولد منها .

وقف ليبين للناس معالم الطريق والتمكين ، ومعالم الشريعة والدين ، ومعالم الحضارة الإسلامية المثالية الأرقى ، ولهذا لم يتوقف هؤلاء عن معاداته والتشهير به ، والنيل منه ، والكيد له ولأتباعه، ورميهم بالتخلف والجمود والرجعية والأصولية .

أما اليوم فصار له دور كبير جديد ، يضاف إلى دوره الأول من التصدي للمناهج المخالفة ، وذلك من خلال أمرين:

الأول: التصدي للمناهج والمذاهب والفرق التي خالفت منهج الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح ، مع بيان الحق في ذلك.

الثاني: العمل على إحياء الإسلام وفق منهج السلف الصالح وتصفية الإسلام وشريعته ، مما علق به من المخالف والأهواء والبدع ، إضافة إلى تشويه صورة الإسلام الصحيحة ، وهذا ولا ريب دور كبير وجليل ، وقف من الاتجاه السلفي موقفاً حازماً ، ولكن يحتاج إلى مزيد بيان ومنهجية ، حتى تستبين معالم الطريق

المنهج السلفي تجديدي لا تقليدي:

والمتأمل في طبيعة هذا المنهج يراه على خلاف ما يرميه به أعداءه وخصومه، بأنه منهج تقليدي ليس فيه تجديد وإنما هو دعوة للعودة للقديم والتقليد لهم في شتى مجالات الحياة، ولا ريب أن هذا وهم حقيقي ، وإدعاء باطل، ليس له في حقيقة الأمر من نصيب، لأنه مبني على مغالطات بعيدة كل البعد عن القراءة التاريخية لمنهج السلف، كما أنه بعيد أيضاً عن طبيعة ومقومات المنهج، كما أنه مخالف لواقع المنهج نفسه.

لأن مدرسة السلف كلها مدرسة تجديدية بطبيعتها، تأنف التقليد الأعمى، وترد القول الخطأ على قائله، بل وتعمد إلى فتح باب الاجتهاد بضوابطه الشرعية الصحيحة، بخلاف القائلين بإغلاقه، أو المتفلتين من ضوابطه، إلى جانب أنها عُمّرت كثيراً بالمجددين على طول التاريخ من أمثال الخليفة عمر بن عبد العزيز، والإمام الشافعي ، والإمام أحمد، والإمام خاتمة الحفاظ وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله جميعاً.

كما أننا نتنبه إلى أمر خطير وهو الفارق بين التجديد الشرعي الوارد في حديث النبي صلى الله عليه على رأس المائة عام، وبين التجديد الذي يدعوا له اليوم دعاة الباطل، والذي في مجمله يعني التخلي الصريح عن مبادئ الإسلام وتشيعاته لأنها في نظرهم انتهت صلاحيتها منذ القرون الأولى السالفة، فالتجديد عندهم ، أن نختلق تشريعات بشرية قاصرة من جديد، بعيداً عن نور السماء ووحي الله المعصوم لتتناسب في زعمهم مع العصر الحديث.

وقد بدا لنا من خلال تطورات الأحداث في الحقبة الأخيرة ، كم عمل حملة المنهج على تصفيته وتجديده من كل ما علق به على طول التاريخ من الأهواء والبدع والمخالف، التي غيرت كثيراً في ملامح المنهج الإسلامي الصافي ، سواء من أهله وأتباعه، أو من مخالفيه وأعداءه .

وهذا ما نحاول إبرازه والوقوف عليه من خلال حديثناً عن هذا المنهج السلفي والحاجة إليه ، وأنه منهج يحمل كل مقومات التمكين العقدية ، والتعبدية ، والأخلاقية ، والتشريعية ، والاقتصادية ، والسياسية ، وغيرها من المقومات اللازمة لبناء أي حضارة وتقدم.


نشر: بشبكة نور الإسلام​
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت شيخنا الفاضل
كتب الباري سبحانه اجرك ونفع بك جل وعلا
وجزاك جل جلاله كل الخير
ورفع قدرك جل شأنه في الدارين
 
إنضم
4 يناير 2012
المشاركات
587
النقاط
18
الإقامة
الفيوم
الموقع الالكتروني
www.alfayyumy.com
احفظ من كتاب الله
كاملا بحمد الله
احب القراءة برواية
عاصم
القارئ المفضل
المنشاوي
الجنس
أخ
اللهم آمين وإيااااكم

وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
 
إنضم
4 يناير 2012
المشاركات
587
النقاط
18
الإقامة
الفيوم
الموقع الالكتروني
www.alfayyumy.com
احفظ من كتاب الله
كاملا بحمد الله
احب القراءة برواية
عاصم
القارئ المفضل
المنشاوي
الجنس
أخ
جزاكم الله خيرا وفيرا

وأطعمكم من الجنة لحما وطيرا

وبوركتم بعطائكم المتميز
 
أعلى