- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
ست وثلاثون بحثًا في المقطوع والموصول
الكلمة الأولى : قطع ووصل أن لاجاء القطع والوصل في الرسم القرآني تبعًا للمعاني الواردة في الآيات، وموافقًا لها.
ونريد أن نقف مع الآيات وقفات نبين فيها سبب القطع أو الوصل الوارد في كل آية.
فلفظ (أن لا) ورد: (58) مرة؛ قطع في (11) موضعًا منها؛
في قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى يـاـفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبّ الْعَـاـلَمِينَ(104) حَقِيقٌ عَلَى أن لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَاءِيلَ(105) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَـاـقُ الْكِتَـاـبِ أن لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ(169) الأعراف.
قطعت (أن) عن (لا) في هذين الموضعين؛ لأن الأصل قطع نسب القول إلى الله تعالى؛ سواءً كان هذا القول من عامة الناس، أومن الأنبياء والرسل، إلا ما أمر الله به على الاستثناء؛ (إلا الحق)، والحق هو قول الله وأمره وما نسب إليه على الحقيقة وكان من الله.
وفي قوله تعالى: (وَعَلَى الثَّلـاـثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أن لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إلا إِلَيْهِ(118) التوبة.
قطعت "أن لا" في هذا الموضع؛ لأنه لا ملاجئ للعباد من عذاب الله، إلا اللجوء إلى الله بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح، وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع.
وفي قوله تعالى: (فَإِلَمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأن لا إِلَهَ إلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(14) هود.
عجز الكفار المدعين بأن القرآن الكريم مفترى؛ بأن يأتوا بمثل القرآن .. آية على أن القرآن نزل بعلم الله، وانعدام وجود آلهة كما يدعون، وأنه لا إله إلا الله، فلو كان هناك آلهة لأتوا لهم بمثل هذا القرآن؛ وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع موافقًا لعجزهم، وانعدام الآلهة إلا الله تعالى.
وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ(25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ(26) هود.
خشية نوح عليه السلام على قومه بقوله: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ)؛ علامة على أنهم قطعوا العبادة الخالصة لله بما تلبسوا به من شرك بغير الله، فكان الرسم بالقطع موافقًا لحالهم في قطع عبادتهم لله، وطلب قطعهم عبادة غير الله.
وفي قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَـاـتِ أن لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَـاـنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّـاـلِمِينَ(87) الأنبياء.
وافق القطع في نداء يونس عليه السلام؛ براءته من إله غير الله تعالى يرجوه في إخراجه من ظلمات جوف الحوت الذي التقمه وهو مليم.
وفي قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(26) الحج.
وافق القطع نشأت بيت خلص بناءه لله تعالى من أول يوم أسس فيه، ليظل الشرك مقطوعًا عنه .. فالتحذير من الشرك كان من زيادة الحرص على الإخلاص في التوحيد والعبادة لله، وفي هذا القطع براءة من الله لإبراهيم مما فعله المشركين بالبيت بعد ذلك.
وفي قوله تعالى: (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـاـبَنِي ءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَـاـنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) ... هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) يس.
هذا الخطاب يوم القيامة في تذكير المجرمين بعهد الله لهم في الدنيا بقطع العبادة عن الشيطان؛ بمن أرسله إليهم من الأنبياء والرسل، وما أنزله من الكتب. فوافق الرسم بالقطع حال الطلب منهم بالقطع، وانقطاع تلبسهم بعبادة الشيطان لزوال الحياة الدنيا بما فيها.
وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيم (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأن لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي ءاتِيكُمْ بِسُلْطَـاـنٍ مُبِينٍ(19) الدخان.
وافق القطع دعوة موسى عليه السلام لفرعون وقومه؛ بقطع علوهم على أمر من الله لم يسبق لهم التبليغ به من قبل، وقطع استعبادهم لبني إسرائيل بالسماح له بالخروج بهم.
وفي قوله تعالى: (يَـاـأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَـاـتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أن لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلـاـدَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَـاـنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(12) الممتحنة
يوافق هذا القطع في الرسم مبايعة النساء للرسول صلى الله عليه وسلم على القطع عن المذكور في الآية وعلى رأسها وأولها الشرك بالله الذي تخلين عنه.
وفي قوله تعالى: (فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَـاـفَتُونَ(23) أن لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ(24) القلم.
وافق هذا القطع عزم أصحاب الجنة حرمان المساكين من ثمار الجنة وقطع أيديهم عنه؛ بقطع ثمارها قبل علمهم بذلك؛ لئلا يسألوهم منه شيئًا ... فكان الحرمان والقطع لهم جميعًا.
القطع في هذه المواضع أبقى نون النزع قائمًا ولم تدغم بلام الالتصاق، وهذه الصورة في الرسم توافق ما عليه النزع والقطع المذكور في هذه الآيات.
الكلمة الأولى : قطع ووصل أن لاجاء القطع والوصل في الرسم القرآني تبعًا للمعاني الواردة في الآيات، وموافقًا لها.
ونريد أن نقف مع الآيات وقفات نبين فيها سبب القطع أو الوصل الوارد في كل آية.
فلفظ (أن لا) ورد: (58) مرة؛ قطع في (11) موضعًا منها؛
في قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى يـاـفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبّ الْعَـاـلَمِينَ(104) حَقِيقٌ عَلَى أن لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَاءِيلَ(105) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَـاـقُ الْكِتَـاـبِ أن لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ(169) الأعراف.
قطعت (أن) عن (لا) في هذين الموضعين؛ لأن الأصل قطع نسب القول إلى الله تعالى؛ سواءً كان هذا القول من عامة الناس، أومن الأنبياء والرسل، إلا ما أمر الله به على الاستثناء؛ (إلا الحق)، والحق هو قول الله وأمره وما نسب إليه على الحقيقة وكان من الله.
وفي قوله تعالى: (وَعَلَى الثَّلـاـثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أن لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إلا إِلَيْهِ(118) التوبة.
قطعت "أن لا" في هذا الموضع؛ لأنه لا ملاجئ للعباد من عذاب الله، إلا اللجوء إلى الله بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح، وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع.
وفي قوله تعالى: (فَإِلَمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأن لا إِلَهَ إلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(14) هود.
عجز الكفار المدعين بأن القرآن الكريم مفترى؛ بأن يأتوا بمثل القرآن .. آية على أن القرآن نزل بعلم الله، وانعدام وجود آلهة كما يدعون، وأنه لا إله إلا الله، فلو كان هناك آلهة لأتوا لهم بمثل هذا القرآن؛ وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع موافقًا لعجزهم، وانعدام الآلهة إلا الله تعالى.
وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ(25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ(26) هود.
خشية نوح عليه السلام على قومه بقوله: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ)؛ علامة على أنهم قطعوا العبادة الخالصة لله بما تلبسوا به من شرك بغير الله، فكان الرسم بالقطع موافقًا لحالهم في قطع عبادتهم لله، وطلب قطعهم عبادة غير الله.
وفي قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَـاـتِ أن لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَـاـنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّـاـلِمِينَ(87) الأنبياء.
وافق القطع في نداء يونس عليه السلام؛ براءته من إله غير الله تعالى يرجوه في إخراجه من ظلمات جوف الحوت الذي التقمه وهو مليم.
وفي قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(26) الحج.
وافق القطع نشأت بيت خلص بناءه لله تعالى من أول يوم أسس فيه، ليظل الشرك مقطوعًا عنه .. فالتحذير من الشرك كان من زيادة الحرص على الإخلاص في التوحيد والعبادة لله، وفي هذا القطع براءة من الله لإبراهيم مما فعله المشركين بالبيت بعد ذلك.
وفي قوله تعالى: (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـاـبَنِي ءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَـاـنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) ... هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) يس.
هذا الخطاب يوم القيامة في تذكير المجرمين بعهد الله لهم في الدنيا بقطع العبادة عن الشيطان؛ بمن أرسله إليهم من الأنبياء والرسل، وما أنزله من الكتب. فوافق الرسم بالقطع حال الطلب منهم بالقطع، وانقطاع تلبسهم بعبادة الشيطان لزوال الحياة الدنيا بما فيها.
وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيم (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأن لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي ءاتِيكُمْ بِسُلْطَـاـنٍ مُبِينٍ(19) الدخان.
وافق القطع دعوة موسى عليه السلام لفرعون وقومه؛ بقطع علوهم على أمر من الله لم يسبق لهم التبليغ به من قبل، وقطع استعبادهم لبني إسرائيل بالسماح له بالخروج بهم.
وفي قوله تعالى: (يَـاـأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَـاـتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أن لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلـاـدَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَـاـنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(12) الممتحنة
يوافق هذا القطع في الرسم مبايعة النساء للرسول صلى الله عليه وسلم على القطع عن المذكور في الآية وعلى رأسها وأولها الشرك بالله الذي تخلين عنه.
وفي قوله تعالى: (فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَـاـفَتُونَ(23) أن لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ(24) القلم.
وافق هذا القطع عزم أصحاب الجنة حرمان المساكين من ثمار الجنة وقطع أيديهم عنه؛ بقطع ثمارها قبل علمهم بذلك؛ لئلا يسألوهم منه شيئًا ... فكان الحرمان والقطع لهم جميعًا.
القطع في هذه المواضع أبقى نون النزع قائمًا ولم تدغم بلام الالتصاق، وهذه الصورة في الرسم توافق ما عليه النزع والقطع المذكور في هذه الآيات.
وصل أن لا
قطعت ان لا في أحد عشر موضًا، وقد بينا سبب القطع في أول بحث في هذا الموضوع.
وصلت "أن لا" في مواضع كثيرة، في (47) موضعًا؛ وكان لا بد من الوقوف علي كل آية فيها؛
فقد وصلت "أن لا" في المواضع التي جاءت فيها بعد استفهام عن صدق النية في القيام بعملٍ، أو استفهام إنكاري على ترك فعل، والمراد من هذا الإنكار على ترك الفعل؛ هو القيام به واستمرار العمل فيه، والمواصلة عليه ...وقد جاءت مجموعة من الآيات يعود سبب الوصل فيها إلى هذا السبب فكتبت موصولة على مراد الوصل، ويصح أن يحل محلها ألا أو ألاّ للتحضيض على القيام بالفعل، إذا حذفنا الاستفهام قبلها وجعلنا لها الصدارة.
فقد وصلت "أن لا" في سؤال نبي من بني إسرائيل لقومه عن صدق نيتهم؛ إن كتب عليهم مباشرة القتال، فكان الجواب العزم على مباشرتها؛
كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَـاـتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أّلاّ تُقَـاـتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا ألاّ نُقَـاـتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَـاـرِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إلاّ قلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّـاـلِمِينَ(246) البقرة.
وفي العزم على التوكل على الله تعالى؛
في قوله تعالى: (وَمَا لَنَا ألاّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَـاـنَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا ءاذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ(12) إبراهيم
ووصلت في الاستفهام الإنكاري عن عدم مباشرة الأكل مما ذكر اسم الله عليه، وقد فُصل لهم
الحلال من الحرام، والأصل بقاء الإنسان بلا أكل، ولا يأكل إلا عند الحاجة، ولا يأخذ الأكل من وقته إلا القليل؛
في قوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ ألاّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ(119) الأنعام.
وفي الاستفهام الإنكاري عن عدم مباشرة السجود؛
في قوله تعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ ألاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(12) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (قَالَ يَـاـإِبْلِيسُ مَا لَكَ ألاّ تَكُونَ مَعَ السَّـاـجِدِينَ(32) الحجر.
وفي الاستفهام الإنكاري على عدم المتابعة؛
في قوله تعالى: (قَالَ يَـاـهَـاـرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا(92) ألاّ تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي(93) طه.
وفي الحض على مباشرة الإنفاق؛
في قوله تعالى: (وَمَا لَهُمْ ألاّ يُعَذِّبَهُمْ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ(34) الأنفال.
واستنكار على عدم مباشرة الإنفاق؛
في قوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ ألاّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَـاـوَاتِ والأرض لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَـاـتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَـاـتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(10) الحديد.
ورفع الحرج عمن لا يريد مباشرة تزكية نفسه بالإيمان بالله وترك الكفر والشرك؛
في قوله تعالى: (ومَا عَلَيْكَ ألاّ يَزَّكَّى(7) عبس.
وفي الخوف من عدم الالتزام بحدود الله؛
في قوله تعالى: (الطَّلـاـقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَـاـن وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا ءاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إلا أَنْ يَخَافَا ألاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاح عَلَيْهِمَا فيما افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّـاـلِمُونَ(229) البقرة.
والخوف من عدم الالتزام بالقسط والعدل، وعدم الخروج عنهما؛
في قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ ألاّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَـاـمَى فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلـاـثَ وَرُبَـاـعَ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـاـنُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى ألاّ تَعُولُوا(3) النساء.
والتحذير من الخروج عن الالتزام بالعدل بسبب بغض قوم؛
في قوله تعالى: (يـاـأيهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى ألاّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(8) المائدة.
وفي اليقين باستجابة الله للدعاء، والتمني أن يكون في الاستجابة الخير لا الشقاء؛
في قوله تعالى: (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى ألاّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا(48) مريم.
وفي الدعوة إلى الالتزام بعبادة الله وحده، وعدم الخروج عنها بالإشراك به؛
وفي قوله تعالى: (الر كِتَـاـبٌ أُحْكِمَتْ ءايَـاـتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(1) ألاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ(2) وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَـاـعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ(3) هود
وفي قوله تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بالأحقاب وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ألاّ تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(21) الأحقاف.
وفي قوله تعالى: (إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ألاّ تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلَـاـئِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَـاـفِرُونَ(14) فصلت.
وفي قوله تعالى: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إلاّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءابَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَـاـنٍ إِنْ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ أَمَرَ ألاّ تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ(40) يوسف
وفي قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ ألاّ تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَـاـنًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا(23) الإسراء.
ونذكر إلى أنه قد جاءت: (أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ)؛ مرة بالقطع، وخمسًا بالوصل، والسبب للقطع فقد بيناه من قبل، ويعود ذلك لاتهامهم بالشرك؛ لقول نوح عليه السلام لهم: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) هود، فكن الطلب فيه؛ قطع الشرك أولاً، والتوحيد لله في العباد ثانياً؛ فكتبت مقطوعة.
أمّا في مواضع الوصل فجاء الطلب في بتوحيد الله في العبادة، والدليل على ذلك في عدم التصريح باتهامهم بالشرك، وإن كانوا متلبسين بالشرك، وهو أسلوب آخر في الدعوة؛
ففي سورة هود: قال تعالى: (ألاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ(2) هود
لقوله لهم بعد ذلك؛ (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ(3) هود؛ لأنه لا تصح الدعوة لهم بترك ما هم عليه من الشرك قبل أن يدعوهم إلى البديل له، وهو توحيد الله في عبادته، وترغيبهم فيها؛ فقد قال لهم: (وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَـاـعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ(3) هود.
أما قول هود عليه السلام في الأحقاف: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(21) الأحقاف، فهو دال على تلبسهم بالشرك بالله، ولكن هذه التحذير جاء بعد بيان فعل السابقين له: (وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ألاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ) بالحض على التمسك بعبادة الله تعالى، قبل تفشي الشرك به، واستحقاقهم للهلاك بعد ذلك.
ولنفس السبب كان وصلها؛ في قوله تعالى: (إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ألاّ تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ(14) فصلت.
فالنذر الذين سبقوا لهؤلاء الأقوام كانت دعوتهم إلى التمسك بعبادة الله وحده: (ألا تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ(14) فصلت، فهذا قول النذر السابقين بالدعوة إلى المحافظة على توحيد الله في عبادته، ولو كانت دعوهم إلى ترك الشرك، أو كان الشرك متفشيًا وغالبًا عليهم؛ لأهلكهم الله قبل أن يرسل إليهم هود وصالح عليهما السلام، ثم كان ردهم على رسلهم؛ (قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلَـاـئِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَـاـفِرُونَ(14) فصلت، وانتهى أمر عاد وثمود المقصودين في الآية بالهلاك.
أما في سورة يوسف والإسراء؛ فلم يأت مع الحض على عبادة الله وحده؛ ذكر الشرك، ولا العذاب.
وعلى نفس الحال يقاس وصل؛ (ألاَّ نعبد)؛
في قوله تعالى: (قُلْ يَـاـأَهْلَ الْكِتَـاـبِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ألاّ نَعْبُدَ إلاّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64) آل عمران.
ووصلت "أن لا" في مواضع التحذير الدائم من الشرك واتخاذ الأولياء من دون الله؛
في قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ألاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَـاـنًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلـاـدَكُمْ مِنْ إِمْلـاـقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّـاـكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151) الأنعام
وفي قوله تعالى: (وَءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَـاـبَ وَجَعَلْنَـاـهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَاءِيلَ ألاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً(2) الإسراء
والتحذير من طلب علو لم يكن لسبأ على سليمان عليه السلام من قبل، والإذعان لأمره؛
في قوله تعالى: (ألاّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(31) النمل.
وفي النهي الدائم عن الطغيان في الميزان؛
في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ(7) ألاّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ(8) الرحمن.
وفي التأسف على استمرار بقائهم بغير إيمان؛
في قوله تعالى: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ألاّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(3) الشعراء.
وفي التأسف على استمرار بقائهم بغير سجود لله؛
وفي قوله تعالى: (ألاّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَـاـوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ(25) النمل
تفسير القرطبي :قرأ أبو عمرو ونافع وعاصم وحمزة: "ألاَّ يسجدوا لله" بتشديد "ألاَّ" قال ابن الأنباري: "المعنى: وزين لهم الشيطان ألاَّ يسجدوا. قال الأخفش: " أي وزين لهم لئلا يسجدوا لله ... وعلى هذه القراءة فليس بموضع سجدة; لأن ذلك خبر عنهم بترك السجود, إما بالتزيين, أو بالصد, أو بمنع الاهتداء. وقرأ الزهري والكسائي وغيرهما: "ألا يسجدوا لله" بمعنى يا هؤلاء اسجدوا; لأن "يا" ينادي بها الأسماء دون الأفعال.
قال الكسائي: ما كنت أسمع الأشياخ يقرءونها إلا بالتخفيف على نية الأمر.
وقال الزمخشري: فإن قلت أسجدة التلاوة واجبة في القراءتين جميعا أم في إحداهما؟ قلت هي واجبة فيهما جميعا; لأن مواضع السجدة إما أمر بها, أو مدح لمن أتى بها, أو ذم لمن تركها, وإحدى القراءتين أمر بالسجود والأخرى ذم للتارك.
وعلى التخفيف فهي كلمة واحدة خارجة عن موضوعنا، وأما بالتشديد فهي كلمتان وصلتا مع الإدغام والحذف للنون.
وقد وصلت في استمرار رفع الريبة بين المتبايعين:
في قوله تعالى: (وَلا تَسْـ(ءَ)ـمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَـاـدَةِ وَأَدْنَى ألاّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَـاـرَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ (282) البقرة.
وفي النفي الدائم لوجود حظ للكافرين في الآخرة:
في قوله تعالى: (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَـاـرِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ ألاّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(176) آل عمران.
وفي استمرار ادعائهم بعهد الله إليهم بأن لا يؤمنوا لنبي إلا بشرط:
في قوله تعالى: (الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا ألاّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَـاـتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَـاـدِقِينَ(183) آل عمران.
وفي النفي الدائم لامتلاك الناس على الله حجة بعد أن أرسل إليهم الرسل:
في قوله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حكيمًا(165) النساء.
وفي النفي الدائم لامتلاك الناس حجة على المؤمنين بعد بيان أمر الله تعالى في كتابه؛
في قوله تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(150) البقرة.
وفائدة دخول لام التعليل على "ألا" في المواضع التي جاءت فيها "لئلا"؛ حتى تمنع ما يؤدي إلى القطع؛ فيبقى الكفار وأهل الكتاب دون حجة، ودون القدرة على تخصيص فضل الله لهم،
ووصلت "أن لا" في استمرار عدم قدرة الفقراء على الإنفاق:
في قوله تعالى: (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا ألاّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ(92) التوبة
وفي استمرار جهل الأعراب بحدود ما انزل الله لبقائهم في بواديهم:
في قوله تعالى: (الأعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ ألاّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(97) التوبة.
وفي العجز الدائم لعجل السامري على إرجاع القول إليهم:
في قوله تعالى: (أَفَلا يَرَوْنَ ألاّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا(89) طه
وفي النفي الدائم للجوع لمن يسكن الجنة:
في قوله تعالى: (إِنَّ لَكَ ألاّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى(118) طه.
وفي النفي الدائم للخوف والحزن عن المؤمنين في الآخرة:
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَـاـمُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَـاـئِكَةُ ألاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30) فصلت.
وفي قوله تعالى: (فَرِحِينَ بِمَا ءاتـاـهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ألاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(170)آل عمران.
وفي النفي الدائم للظلم بحمل النفس أوزار غيرها:
في قوله تعالى: (ألاّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى(38) النجم
وفي استمرار أهل الكتاب على جهلهم وعدم قدرتهم على النيل من فضل الله تعالى؛
في قوله تعالى: (لِئلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَـاـبِ ألاّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(29) الحديد
وفي استمرار الإنسان على حالٍ هو الأصل فيه؛ فالأصل ألا يكلم إلا لحاجة تتطلب الكلام؛
في قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءايَةً قَالَ ءايَتُكَ ألاّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلـاـثَةَ أَيَّامٍ إلاّ رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَـاـرِ(41) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي ءايَةً قَالَ ءايَتُكَ ألاّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلـاـثَ لَيَالٍ سَوِيًّا(10) مريم.
وفي حسبان دائم بعدم انبعاث فتنة؛
في قوله تعالى: (وَحَسِبُوا ألاّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ(71) المائدة.
وفي نهي دائم عن الحزن على ما حدث لها؛
وكما في قوله تعالى: (فَنَادَـاـهَا مِنْ تَحْتِهَا ألاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا(24) مريم.
فجاءت بعد ذلك إلى قومها بكل شجاعة تحمل طفلها بين ذراعيها، لا تخشى ما يكون منهم.
فدخول "أن" للتوكيد على "لا" النافية، أو الناهية، جعلت النفي أو النهي دائمًا ومستمرًا، ولا منزع منه، وأفادت مع دخول أدوات الاستفهام على الجملة؛ عدم مباشرة الشيء الذكور، واستمرار البقاء خارجه، وبعيدًا عنه.
وقد حذفت نون النزع من صورة الكلمة، وكان بالإمكان إدغام النون في اللام في القراءة من غير حذف للنون، ولكن كمال تصوير المعنى؛ هو ذهاب صورة النون من الرسم، واتصال الكلمتين.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع